#1  
قديم 01-25-2012, 12:30 AM
الصورة الرمزية يقيني بالله يقيني
يقيني بالله يقيني غير متواجد حالياً
متميز وأصيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: جمهورية مصر العربية
المشاركات: 4,854
23 الفقيهة.. السياسية


بسم الله الرحمن الرحيم
عائشة أم المؤمنين - الفقيهة.. السياسية

الصديقة بنت الصديق
أخرج الطبراني عن عائشة رضي الله عنها قالت:
(لما توفيت خديجة رضي الله عنها قالت خولة بنت حكيم رضي الله عنها:
·يا رسول الله ألا تتزوّج؟ قال:
·ومن؟ قالت:
·إن شئت بكرا وإن شئت ثيبا، قال:
·فمن البكر؟ قالت:
·ابنة أحب خلق الله إليك عائشة بنت أبي بكر. قال:
·فمن الثيب؟ قالت:
·سودة بنت زمعة. قال:
·فاذهبي فاذكريهما عليّ.

فجاءت فدخلت بيت أبي بكر فوجدت أم رومان أم عائشة رضي الله عنهما، فقالت: "يا أم رومان ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة! أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطب عليه عائشة، قالت: وددت، انتظري أبا بكر فإنه آت، فجاء أبوبكر فقالت: يا أبا بكر ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة! أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطب عليه عائشة، فقال: هل تصلح له؟ إنما هي بنت أخيه. فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال: ارجعي إليه فقولي: أنت أخي في الإسلام وأنا أخوك، وابنتك تصلح لي، فأتت أبا بكر فقال: ادعي لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء فأنكحه.

وكل ما نعلمه عن عائشة يومذاك أنها بنت ست سنين أو سبع، وأنها كانت قد خطبت (لجبير بن المطعم بن عدي) وأن أبا بكر وعده.. فلما طلبها رسول الله.. ذهب أبو بكر إلى المطعم ليكلمه بشأن هذه الخطبة فوجد عنده امرأته (أم جبير)، فبادرت أبا بكر وقالت: لعلنا إن أنكحنا هذا الفتى تصبيه (فيرتد عن دينه) وتدخله في دينك الذي أنت عليه، فاقبل أبو بكر على المطعم وقال له: ماذا تقول أنت؟ فقال: إنها لتقول ما تسمع. فخرج من عنده واعتبر هذا الكلام يحلّه من وعده السابق.. فدعا إليه النبي صلى الله عليه وسلم وزوجه عائشة.

وهكذا دخلت عائشة التاريخ من أوسع أبوابه. عاشت في بيت النبي زوجة كريمة محبوبة، وشاهدة ذكية على ميراث النبوة تقتبس وتحفظ وتستوعب كل ما ترى.. لتكون بعد ذلك شاهد صدق ووزير خير ومعلّما لكل من أراد أن يتعرف على أحوال النبي في بيته وأهله.

أما قوم عائشة فهم بنو تيم، عرفوا بالكرم والشجاعة والأمانة وسداد الرأي، كما كانوا مضرب المثل في البر بنسائهم والترفق بهن وحسن معاملتهن.

وأما أبوها فأبو بكر الذي كان له إلى جانب هذا الميراث الطيب، شهرة ذائعة في دماثة الخلق وحسن العشرة ولين الجانب. وأجمع مؤرخو الإسلام على أنه (كان أنسب قريش لقريش، وأعلم الناس بها وبما كان فيها من خير وشر. وكان تاجرا ذا خلق معروف، يأتيه رجال قومه ويألفونه لغير واحد من الأمر: لعلمه وخبرته وحسن مجالسته) .

وأما أمها فـأم رومان بنت عامر الكنانية، من الصحابيات الجليلات. قال فيها رسول الله [ عندما توفيت: اللهم لم يخف عليك ما لقيت أم رومان فيك وفي رسولك. وقال فيها أيضا: (من سره أن ينظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر إلى أم رومان).

أما عائشة فالحديث عنها يطول.. وفي سيرتها عبر ودروس لا حصر لها تحتاج إليها كل امرأة مسلمة عاملة في موكب الدعوة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
يُتْبَع

المصدر: ملتقى شذرات

__________________


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-25-2012, 12:32 AM
الصورة الرمزية يقيني بالله يقيني
يقيني بالله يقيني غير متواجد حالياً
متميز وأصيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: جمهورية مصر العربية
المشاركات: 4,854
افتراضي

عائشة أمّ المؤمنين
عندما يمعن الإنسان الحصيف النظر في سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين يجـد كيف أنها شهدت المواقع كلها.. وكيف أعدّها القدر على عينه لتصبح في بيت أبيها الصديق أو بيت زوجهــا النبي.. إحدى شاهدات العصر الإسلامي في مراحل قوته وضعفه، وفي مرحلة انبساطه وانكماشه، وفي مرحلة فتنه وعطائه..

نشأت في بيت كريم، فكان أبوها وجيها في قومه، ميسورا في تجارته، مضرب الأمثال في حلمه وصدقه. كان من أوائل المقبلين على اعتناق الدين الجديد، يقول فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم: (ما دعوت أحدا إلى الإسلام إلا كانت فيه عنده كبوة ونظر وتردد إلا ما كان من أبي بكر.. ما عكم حين ذكرته له وما تردد فيه)

... وأصبح بالتالي هو وبيته وماله تحت تصرف الدعوة وقائدها..
يقول النبي: (ما نفعني مال قط، ما نفعنا مال أبي بكر). وعندما يسمع أبو بكر ذلك يبكي ويقول: وهل أنا ومالي إلا لك..؟

كان النبي لا يخطئ أن يأتي بيت أبي بكر أحد طرفي النهار، إمّا بكرة وامّا عشية

عاشت عائشة الصغيرة في هذا البيت الكريم.. تشاهد الأحداث فتحفظها وتترسب آثارها في ذاكرتها.. فالطفل لا ينسى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
يُتْبَع

__________________


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01-25-2012, 12:34 AM
الصورة الرمزية يقيني بالله يقيني
يقيني بالله يقيني غير متواجد حالياً
متميز وأصيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: جمهورية مصر العربية
المشاركات: 4,854
افتراضي

شهدت إسلام أبيها..
وشهدت مرحلة الكفاح الدامي بين دعاة الحق وكفار قريش يسومونهم سوء العذاب..

وشهدت صراع العقيدة مع جميع الولاءات الجاهلية، فلقد ترك المؤمنون والمؤمنات أرضهم وملاعب صباهم ليهاجروا إلى الحبشة فرارا بدينهم..

وانحاز المؤمنون إلى فريقهم تاركين الأهل والآباء والأبناء وأصبحوا أمة من دون الناس..

وشهدت فصول الهجرة الكبرى.. هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأبيها إلى المدينة المنورة.
في بيتها وأمام عينيها خططا للهجرة، ومن ذلك المكان خرجا ولا يعلم بخروجهما أحد في مكة إلا عليّ بن أبي طالب وآل أبي بكر..

كانت عائشة وحيدة في البيت ترقب.. فأخوها عبدالله يتسلل بين الناس يتسمع ما يقولون.. وأسماء أختها تنشغل بتدبير طعام تحمله خفية إلى الغار إذا جنّ المساء .

تسمع من أخيها عبدالله، حنق قريش على المهاجرين.. ورصدهم مائة ناقة لمن يدلهم عليهما. وخروج نفر من فرسان قريش في طلبهما.. وتحدثها أختها أسماء بعد كل زيارة لها عن الغار وصعوبة البقاء فيه وعن المشركين المطاردين وهم يقفون على قيد خطوة منهما..

لم يكد يتحمل رأس الصبية الصغيرة كل هذا الصراع الذي اشتركت فيه كل عناصر الشر، ولكن ثقتها بالنبي وبأبيها الصديق وبعين الرحمن التي لا تنام.. كانت أكبر من كل مكر شيطاني مريد..

وتنفست عائشة الصعداء وهي تسمع لأختها أسماء تحدثها عما كان:
(عند هدأة المساء في تلك الليلة التاريخية الخالدة على الدهر، جاء الدليل، عبدالله بن أريقط البكري يسوق الراحلتين اللتين أودعهما أبو بكر منذ أيام وراحلة له ثالثة، فأناخ عند فتحة الغار، فخرج الرسول وصاحبه، وجاءت أسماء بطعامها في سفرة وقد فاتها أن تجعل للسفرة عصاما، فلما همّا بالرحيل وأرادت أن تعلقها، أعوزها العصام تربط به السفرة إلى الرحل، فحلت نطاقها فشقته نصفين، علقت السفرة باحدهما، وانتطقت بالشق الآخر فكانت ذات النطاقين.

ونظر أبو بكر إلى الراحلتين، فقرب أفضلهما للنبي وقال:
- اركب فداك أبي وأمي.
وسرى الركب ممعنا إلى الجنوب، في طريق غير مطروق، ووقفت أسماء تتبعه بعينيها وقلبها حتى أبعد.. فعادت وحدها إلى البيت.. وهي توجس خيفة من تنبه المطاردين..

وغابت عائشة عمّا حولها.. ومضت تسري بروحها في أثر الراحلين .

ولم توقظها غير طرقات عنيفة على الباب.. لقد جنّ جنون قريش.. جاءوا يسألونها في غلظة:
- أين أبوك يا بنت أبي بكر..؟
وعندما نفت علمها بشيء.. كانت يد أبي جهل ترتفع فتلطم خد أسماء لطمة قاسية طرحت قرطها...

ووصلت الأخبار إلى مكة بأن محمدا وصاحبه قد وصلا إلى يثرب.. وهدأت عائشة بعد طول قلق واضطراب.. واشتعل شوقها للحاق بالمهاجرين.. في دار الهجرة ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
يُتْبَع

__________________


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 01-25-2012, 12:35 AM
الصورة الرمزية جاسم داود
جاسم داود غير متواجد حالياً
متميز وأصيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: سوريا
المشاركات: 1,456
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أختنا الفاضلة
زادك الله خيراً يا اختي على المشاركة الطيبة
وبارك فيك ونفع بك ان شاء الله ووفقنا الله واياكم الى مايحب ويرضاه
ننتظر المزيد
وصلى اللهُ على سيِّدِنا مُحمَّد وَعلى آلِهِ وصَحْبه وَسلّم
دمـتي برعـاية الله وحفـظه
__________________

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 01-25-2012, 12:59 AM
الصورة الرمزية يقيني بالله يقيني
يقيني بالله يقيني غير متواجد حالياً
متميز وأصيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: جمهورية مصر العربية
المشاركات: 4,854
افتراضي

في الطريق إلى يثرب...
بعد نحو شهر، جاء زيد بن حارثة من دار الهجرة ليصحب بنات المصطفى إليه، ومعه رسالة من أبي بكرإلى ابنه عبدالله، يطلب إليه فيها أن يلحق به، مصطحبا أم رومان زوج أبي بكر، وابنتيه أسماء وعائشة.

مازالت عائشة تذكر تلك الرحلة المثيرة عبر الصحراء إلى المدينة.. فتقول:
حتى إذا كنت بالبيداء نفر بعيري وأنا في محفّة معي فيها أمي فاستغاثت أم رومان مذعورة: وابنتاه، واعروساه.. فأسرع عبدالله بن أبي بكر وطلحة بن عبيد الله وزيد بن حارثة فردوا البعير النافر. ووصلوا أخيرا إلى يثرب واستقرت عائشة في السنّح في بيت أبيها أبي بكر.

عائشة في بيت النبي

وما أن استقر المقام في الموطن الجديد.. وأتم رسول الله صلى الله عليه وسلم بناء المسجد والمنزل الجديد.. حتى تحدث أبو بكر إلى محمد صلى الله عليه وسلم في إتـمام الزواج الذي عقده في مكة منذ ثلاث سنين..

وتصف عائشة حفل زفافها فتقول:
جاء رسول الله بيتنا فاجتمع إليه رجال من الأنصار ونساء، فجاءتني أمي وأنا في أرجوحة، فأنزلتني ثمّ سوّت شعري ومسحت وجهي بشيء من ماء، ثم أقبلت تقودني فأدخلتني ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس على سرير في بيتنا..
وقالت: (هؤلاء أهلك فبارك الله لك فيهن، وبارك لهن فيك)..

ووثب القوم والنساء فخرجوا، وبنى بي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي، ما نحرت عليّ جزور ولا ذبحت من شاة.

وانتقلت عائشة بعد ذلك إلى بيتها الجديد، الذي لم يكن أكثر من حجرة صغيرة بنيت حول المسجد، من اللبن وسعف النخيل، ووضع فيه فراش من أدم حشوه ليف، ليس بينه وبين الأرض إلا الحصير، وعلى فتحة الباب أسدل ستار من الشعر.

في هذا البيت البسيط المتواضع بدأت عائشة حياة زوجية حافلة، وكما كانت شاهدة على أحداث الإسلام منذ يومها الأول ترقبها في بيت أبيها الصديق.. فقد أصبحت شاهدة على حياة النبي القائد تنهل من علمه وحكمته وسيرته ما وسعها عقلها وذكاؤها أن تنهل وتتعلم..

لقد كانت عائشة باستمرار في وسط المعركة..
·معركة تقودها مع الضرائر من حولها في بيت زوجها، تحاول أن تستأثر بقلبه وحبه دون الأخريات..

رصيدها في ذلك حب رسول الله لأبيها: فقد كان من أحب الناس إليه وأقربهم منه..
ورصيدها أنها الوحيدة من بين جميع نسائه في السابق واللاحق من لدن خديجة حتى اخراهن التي زفّت بكرا إلى زوجها لم تعرف قط رجلا غيره..

ورصيدها أنها عروس حلوة، خفيفة الجسم، ذات عينين واسعتين وشعر جعد، ووجه مشرق، مشرب بحمرة.. تدل على صاحباتها بصغر سنّها وجمال طلعتها..

·ومعركة أخرى تخوضها مع مروجي الإفك.. حين أحبّ قادة النفاق في المدينة أن يحاربوا النبي في شخصها.. فاتهموها بعرضها ليضربوا بحجر واحد زوجها وأبيها وبيضة الإسلام كله بعد ذلك..

·وخاضت عائشة معركة السياسة تقوّم المعوج، وتنادي بالإصلاح.
تخالف عثمان رضي الله عنه في حياته، وتنادي بمحاكمة قتلته بعد استشهاده..

وكما انشغلت عائشة بمعاركها المستمرة في حياتها.. فقد انشغل المستشرقون والمفترون طويلا في هذه المعارك في حياتها وبعد مماتها..

·ناصبها بعض المسلمين العداء فقد كانت في الموقف السياسي المناوئ لسيدنا علي كرم الله وجهه.. ومازالت منذ ذلك اليوم وحتى يومنا هذا هدفا لكتابات جهلائهم وغرضا لافتراءاتهم..

·وناصبها البعض الآخر العداء.. لموقفها السياسي الجريء وتدخلها في الصراع السياسي الذي نشب بين سيدنا علي والزبير وطلحة رضي الله عنهم أجمعين ورأيهم أن ليس للمرأة إلا الجلوس في بيتها.. وما لها والسياسة!

·أما المستشرقون فيتحدثون عن زواج غريب جمع بين زوج كهل وطفلة غريرة عذراء(!) ويقيسون بعين الهوى، ظروف الجزيرة العربية اليوم والأمس بأعرافهم حيث لا تتزوج الفتاة عادة قبل سن الخامسة والعشرين..

وكان يمكن غض النظر عن مثل دعواهم الباطلة هذه.. فمثل هذا الزواج كان شائعا قبل وبعد زواج النبي من عائشة. وبيئة الجزيرة التي تنضج فيها الفتاة في وقت مبكر غير بيئة أوروبا التي عليها يقيسون، ولقد أدرك ذلك المستشرق بودلي بعدما زار الجزيرة العربية فعاد من زيارته يقول: كانت عائشة على صغر سنها نامية ذلك النمو السريع الذي تنموه نساء العرب.

ومثل هذا الزواج مازال عادة آسيوية، وشرق أوروبية وكذلك كان طبيعيا في إسبانيا والبرتغال حتى سنين قليلة .

ثم مالنا ولهؤلاء المستشرقين.. فإن عائشة من أعلى بيوتات الجزيرة، ومن أفصح قومها لسانا، ومن أشدّهن ثقة واعتدادا بنفسها.. فإذا هي أقبلت على هذا الزواج وتحدثت عنه وتاهت به.. فما بال الآخرين؟!

يقول المؤرخ المنصف بودلي: (منذ وطئت قدمها بيت محمد، كان الجميع يحسون وجودها. ولو أن هناك شابة عرفت ماهي مقبلة عليه، لكانت عائشة بنت أبي بكر.. فلقد كونت شخصيتها منذ اليوم الأول الذي دخلت فيه دور النبي الملحقة بالمسجد) .

لم تكن إذن مجرد طفلة غريرة ساذجة كما يدّعون!!
لقد اكتمل نمو عائشة في بيت النبوة، ونضجت شخصيتها وتدرجت بين عيني الرسول من صبية يأتيها زوجها بصواحبها ليلعبن معها، أو يحملها على عاتقه لتطل على نفر من الحبشة يلعبون الحراب في المسجد، إلى شابة ناضجة مجربة، تسألها امرأة في مسألة دقيقة من مسائل الزينة والتجميل، فتجيبها:
(إن كان لك زوج فاستطعت أن تنزعي مقلتيك فتضعيهما أحسن مما هما فافعلي) !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
يُتْبَع

__________________


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 01-25-2012, 01:05 AM
الصورة الرمزية يقيني بالله يقيني
يقيني بالله يقيني غير متواجد حالياً
متميز وأصيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: جمهورية مصر العربية
المشاركات: 4,854
افتراضي

حديث الإفك
أما الحديث عن الإفك فقد أخرج ابن اسحاق عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفراً أقرع بين نسائه. فلما كان غزوة بني المصطلق خرج سهمي عليهن معه، فخرج بي رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قالت: وكنت إذا رحل لي بعيري جلست في هودجي، ثم يأتي القوم الذين كانوا يرحلون لي فيحملونني ويأخذون بأسفل الهودج، فيرفعونه فيضعونه على ظهر البعير فيشدونه بحباله، ثم يأخذون برأس البعير فينطلقون به.

قالت: فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفره ذلك وجه قافلا حتى إذا كان قريبا من المدينة نزل منزلا فبات به بعض الليل، ثم أذن مؤذن في الناس بالرحيل، فارتحل الناس، وخرجت لبعض حاجتي، قبل أن يؤذّن في الناس بالرحيل، وفي عنقي عقد لي فيه جزع ظفار (خرز يماني). فلما فرغت انسل من عنقي ولا أدري.

فلما رجعت إلى الرحل ذهبت ألتمسه في عنقي فلم أجده، فرجعت إلى مكاني الذي ذهبت إليه فألتمسته حتى وجدته، وجاء القوم خلافي الذين كانوا يرحّلون لي البعير ولم يشكّوا أني فيه، ثم أخذوا برأس البعير فانطلقوا به، فرجعت إلى العسكر وما فيه من داع ولا مجيب، قد انطلق الناس. قالت: فتلففت ب***ابي، ثم اضطجعت في مكاني، وعرفت أن لو افتقدت لرجع الناس إليّ.

قالت: فوالله! إني لمضطجعة إذ مرّ بي صفوان بن المعطّل السلمي رضي الله عنه، وكان قد تخلف عن العسكر لبعض حاجته، فلم يبت مع الناس، فرأى سوادي، فأقبل حتى وقف عليّ وقد كان يراني قبل أن يضرب علينا الحجاب. فلما رآني قال: إنا لله وإنا إليه راجعون! ظعينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا متلففة في ثيابي.

قال: ما خلّفك -يرحمك الله؟
قالت: فما كلمته، ثم قرّب إليّ البعير فقال: اركبي واستأخر عنّي.

قالت: فركبت، وأخذ برأس البعير فانطلق سريعا يطلب الناس، فوالله! ما أدركنا الناس وما افتقدت حتى أصبحت ونزل الناس. فلما اطمأنوا طلع الرجل يقود بي فقال أهل الأفك ما قالوا، فاضطرب العسكر ووالله! ما أعلم بشيء من ذلك.

ثم قدمنا المدينة فلم ألبث أن اشتكيت شكوى شديدة لا يبلغني من ذلك شيء، وقد انتهى الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى أبوي.

لا يذكرون لي منه قليلا ولا كثيرا إلا أني قد أنكرت من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض لطفه بي، كنت إذا اشتكيت رحمني ولطف بي فلم يفعل ذلك بي في شكواي تلك، فأنكرت ذلك منه.

كان إذا دخل عليّ وعندي أمـي تـمرضني. قال: (كيف تيكم) لا يزيد على ذلك.

قالت: حتى إذا وجدت في نفسي فقلت: يا رسول الله لو أذنت لي فانتقلت إلى أمي فمرضتني. قال: لا عليك.

قالت: فانقلبت إلى أمي، ولا علم لي بشيء مما كان، حتى إذا نقهت من وجعي بعد بضع وعشرين ليلة. فخرجت ليلة لبعض حاجتي ومعي أم مسطح ابنة أبي رهم بن المطلب. قالت: فوالله! إنها لتمشي معي إذا عثرت في مرطها.
فقالت:
تعس مِسْطح!
قلت: بئس لعمر الله!.. ما قلت لرجل من المهاجرين شهد بدرا.
قالت: أوما بلغك الخبر يا بنت أبي بكر؟
قلت: وما الخبر؟
فأخبرتني بالذي كان من قول الإفك.
قلت: أو قد كان هذا؟
قالت: نعم والله لقد كان.

قالت: فوالله! ما قدرت على أن أقضي حاجتي، ورجعت، فوالله! مازلت أبكي حتى ظننت أن البكاء سيصدع كبدي.

وقلت لأمي: يغفر الله لك! تحدث الناس بما تحدثوا به، ولاتذكرين لي من ذلك شيئا.

قالت: أي بنية! خففي عليك الشأن، فوالله! لقلّما كانت امرأة حسناء عند رجل يحبها، لها ضرائر، إلا كثّرن وكثّر الناس عليها.

قالت: وقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطبهم- ولا أعلم بذلك- فحمد الله وأثنى عليه! ثم قال: (أيها الناس ما بال رجال يؤذونني في أهلي ويقولون عليهم غير الحق؟ والله! ما علمت منهم إلا خيرا. ويقولون ذلك لرجل والله ما علمت منه إلا خيرا، ولا يدخل بيتا من بيوتي إلا وهو معي).

قالت: وكان كِبْرُ ذلك عند عبدالله بن أبي بن سلول في رجال من الخزرج مع الذي قال مِسطح وحمنة بنت جحش وذلك أن أختها زينب بنت جحش رضي الله عنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم تكن امرأة من نسائه، تناصيني في المنزلة عنده غيرها، فأما زينب رضي الله عنها فعصمها الله بدينها فلم تقل إلا خيرا، وأما حمنة فـأشاعت من ذلك ما أشاعت تضادّني لأختها، فشقيت بذلك.

ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عليّ، فدعا علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد رضي الله عنهما فاستشارهما، فأما أسامة فأثنى عليّ خيرا وقال: يا رسول الله أهلك وما نعلم منهم إلا خيرا، وهذا الكذب والباطل، وأما علي فإنه قال: يا رسول الله، إن النساء لكثير، وإنك لقادر على أن تستخلف. وسل الجارية فإنها ستصدقك فدعا رسول الله بريرة يسألها.

قالت: فقام إليها علي فضربها ضربا شديدا ويقول: اصدقي رسول الله.

قالت: والله ما أعلم إلا خيرا، وما كنت أعيب على عائشة شيئا إلا أني كنت أعجن عجيني فآمرها أن تحفظه، فتنام عنه، فتأتي الشاة فتأكله.

قالت: ثم دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعندي أبواي، وعندي امرأة من الأنصار وأنا أبكي وهي تبكي. فجلس فحمد الله وأثنى عليه! ثم قال: (ياعائشة.. إنه قد كان ما بلغك من قول الناس، فاتقي الله.
وإن كنت قد قارفت سوءا مما يقوله الناس، فتوبي إلى الله فإن الله يقبل التوبة من عباده).

قالت: فوالله ما هو إلا أن قال لي ذلك، فقلص دمعي حتى ما أحس منه شيئا، وانتظرت أبوي أن يجيبا عنّي رسول الله فلم يتكلما.

قالت: وأيم الله! لأنا كنت أحقر في نفسي وأصغر شأنا من أن ينزّل الله فيّ قرآنا يُقرأ به ويُصلى به، ولكنّي كنت أرجو أن يرى النبي صلى الله عليه وسلم في نومه شيئا يكذب الله به عنّي لما يعلم من براءتي، ويخبر خبرا، وأما قرآنا ينزل فيّ فوالله! لنفسي كانت أحقر عندي من ذلك.

قالت: فلمّا لم أر أبوي يتكلمان قلت لهما: ألا تجيبان رسول الله؟ فقالا: والله ما ندري بما نـجيبه. قالت: ووالله! ما أعلم أهل بيت دخل عليهم ما دخل على آل أبي بكر في تلك الأيام.

قالت: فلما استعجما علي استعبرت فبكيت ثم قلت: والله! لا أتوب إلى الله مما ذكرت أبدا والله! إني لأعلم لئن أقررت بما يقول الناس -والله يعلم أني منه بريئة- لأقولن مالم يكن، ولئن أنا أنكرت ما يقولون لا تصدقونني.

قالت: ثم التمست اسم يعقوب فما أذكره. فقلت: ولكن سأقول كما قال أبو يوسف: )فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون(.

قالت: فوالله! ما برح رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسه حتى تغشاه من الله ما كان يتغشاه، فسجّي بثوبه، ووضعت وسادة من أدم تحت رأسه، فأما أنا حين رأيت من ذلك ما رأيت، فوالله! ما فزعت وما باليت قد عرفت أني بريئة، وأن الله غير ظالمي، وأما أبواي، فوالذي نفس عائشة بيده! ما سرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ظننت لتخرجن أنفسهما فرقا من أن يأتي من الله تحقيق ما قاله الناس. قالت ثم سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس وانه ليتحدر من وجهه مثل الجمان في يوم شات، فجعل يمسح العرق عن وجهه ويقول: (أبشري يا عائشة! قد أنزل الله عز وجلّ براءتك).

قالت: قلت الحمد لله!

ثم خرج إلى الناس فخطبهم وتلا عليهم ما أنزل الله عز وجل من القرآن في ذلك، ثم أمر بمسطح بن أثاثة، وحسان بن ثابت رضي الله عنهما، وحمنة بنت جحش رضي الله عنها وكانوا ممن أفصح بالفاحشة فضربوا حدّهم .

وأخرجه أيضا الإمام أحمد وفي سياقه:
قالت: فقالت لي أمي: قومي إليه. فقلت: والله! لا أقوم إليه، ولا أحمد إلا الله عز وجل الذي أنزل براءتي، وأنزل الله عز وجل:)إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم. لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا أفك مبين. لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون. ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم في ما أفضتم فيه عذاب عظيم، إذ تلقّونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم، ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم. يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين. ويبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم. إن الذين يحبّون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون. ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله رؤوف رحيم(.

وحديث الإفك، الذي تناول بيت النبوة الطاهر الكريم، وعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم أكرم إنسان على الله، وعرض صديقه الصديق أبي بكر رضي الله عنه أكرم إنسان على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعرض رجل من الصحابة صفوان بن المعطل رضي الله عنه يشهد رسول الله أنه لم يعرف عليه إلا خيرا..

هذا الحادث.. قد كلف أطهر النفوس في تاريخ البشرية آلاما لا تطاق، وكلف الأمة المسلمة كلها تجربة من أشق التجارب في تاريخها الطويل، وعلق قلب رسول الله وقلب زوجه عائشة التي يحبها، وقلب أبي بكر الصديق وزوجه، وقلب صفوان.. شهرا كاملا. علقها بحبال الشك والقلق والألم الذي لا يطاق .

والحادث مليء بالعبر.. يحتاج من يريد أن يعلق على مجمل حوادثه إلى كتاب كامل.. لقد أراد المرجفون النيل من الإسلام ومن صاحب الرسالة فاختاروا هدفهم في شخص السيدة عائشة بنت الصديق. فقد كانت شخصية هامة على كل الأصعدة: الأقرب من قلب رسول الله، والأفقه في دين الله، ومن بيت الصديق أقرب المؤمنين إلى رسول الله، ترعى المسلمات اجتماعيا، صاحبة رأي وفكر.. ومن هنا فإن تسديد الهدف لهذه الشخصية الكبيرة سيكون ذا واقع كبير وتأثير شديد على الإسلام وعلى صاحب الرسالة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
يُتْبَع
__________________


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 01-25-2012, 01:07 AM
الصورة الرمزية يقيني بالله يقيني
يقيني بالله يقيني غير متواجد حالياً
متميز وأصيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: جمهورية مصر العربية
المشاركات: 4,854
افتراضي

وسام البراءة
عائشة البريئة.. كانت تدرك أن الله تعالى مبرئها.. ولكنها لم تتوقع أن ينزل الله تعالى في شأنها قرآنا يتلى. (ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله فيّ بأمر يتلى.

ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله [ في النوم رؤيا يبرئني الله تعالى بها)..
وهكذا رفع القرآن من مكانة المرأة، واهتم رب العزة لقضيتها..
وأنزل فيها قرآنا يتعبد المسلمون بقراءته إلى ما شاء الله..
فبعد أن كانت المرأة في أنحاء الدنيا في جاهلية العرب وخارجها إنسانا هامشيا لا يحسب له أحد حسابا.. إذا به تنشغل السماء بمظلمته.. وينزل القرآن.. يبرأ صاحبة هذه المظلمة.

واستعلت عائشة بالوسام القرآني.. وكانت تفاخر أبدا بقولها: (أنا التي أنزلت براءتي من السماء).

ولم يكن وساما لصدر أم المؤمنين عائشة فحسب بل ولصدر جميع بناتها المسلمات الداعيات في كل مصر وعصر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
يُتْبَع
__________________


رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
السياسية, الفقيهة


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع الفقيهة.. السياسية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الإعدامات السياسية في عهد روحاني عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 03-04-2015 09:24 AM
المشاركات السياسية المعاصرة عبدالناصر محمود بحوث ودراسات منوعة 0 11-15-2014 09:07 AM
الأيديولوجية السياسية الأمريكية عبدالناصر محمود بحوث ودراسات منوعة 0 11-02-2014 07:39 AM
حظر الأنشطة السياسية والدينية عبدالناصر محمود شذرات مصرية 0 09-02-2014 04:09 PM
السياسية السكانية الصهيونية في القدس عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 02-05-2014 08:49 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 10:24 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59