#1  
قديم 03-27-2012, 10:14 AM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي الريدى: أمريكا "عربدت" فى مصر بأموال المنظمات







الريدى: "عربدت" 12455154837_1.jpg

الوفد - حوار: ممدوح الدسوقي

السفير عبدالرؤوف الريدي السفير الأسبق في الولايات المتحدة الأمريكية ثماني سنوات خبرة وعطاء في الدبلوماسية المصرية نصف قرن.. شغل العديد من المواقع المهمة
في الخارجية المصرية، اختير عضوا في بعثة مصر لدي الأمم المتحدة بنيويورك في الخمسينيات، كما شارك في الوفد المصري مع الرئيس جمال عبدالناصر في مؤتمر دول عدم الانحياز.. شارك في التخديم علي سياسة مصر الخارجية مع وزراء خارجية مصر خلال حروب 56 و67 و73.. كما كان عضوا في وفد مصر الذي صاحب الرئيس السادات الي مؤتمر كامب ديفيد 1978 الذي حضر لمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، شغل منصب سفير مصر في باكستان، ثم سفيرا لمصر في أمريكا.. أكد في حواره لـ«الوفد» أن أمن مصر القومي يبدأ من إسرائيل والعرب وغزة وسوريا وأفريقيا، ولابد أن يكون التعامل معه بعيدا عن الشعارات الجوفاء الغوغائية التي تمزج بين الخيالات والأوهام.
< كيف تصف الخريطة السياسية في الشرق الأوسط بعد اندلاع ثورات الربيع العربي؟
- توصيفها أن القوي التي سعت الي التغيير استطاعت أن تفرض وجودها لأنها قوي هادرة أطلقت الطاقة الشعبية من عنانها، ولكنها لم تستطع حتي الآن أن تقدم مشروعا واضحا في كيف يكون هذا التغيير، وهذه القوي كانت مقيدة وحبيسة وغير فاعلة في صنع رأي عام قوي، والآن ماذا ستصل هذه القوي، وما النموذج الذي سنستقر عليه، وما ملامح المشروع الذي تريده، فهل يكفي إسقاط النظم الديكتاتورية والآن تجري عملية البحث عن بديل وتوجد قوي فاعلة في بعض هذه البلدان لا تريد تغيير النظم فقط لكن تريد تغييراً حقيقياً ولا تكتفي الإطاحة بالنظام الاستبدادي.. وتوجد قوي تتحدث عن إقامة دولة الخلافة!! وغيرهم يري دولة مدنية بمرجعية إسلامية معتدلة.. بالإضافة الي وجود قوي تعمل من خارج مصر حتي يكون النظام القادم مواليا أو مواتيا لها سواء هذه القوي عالمية أو إقليمية، فالمشهد يؤكد وجود صراع حتي يتم الاستقرار أو انتصار نموذج معين.
< كيف تري القوي الداخلية الساعية لتغيير مستقبل العلاقات المصرية - الإسرائيلية؟
- أزعم أنه لا توجد قوي داخلية لها شأن ووزن تريد أن تعود العلاقات المصرية - الإسرائيلية الي حالة الحرب.. وإذا كان يوجد فهؤلاء من خارج مصر، بل ومن إسرائيل لأنها هي التي لديها مشروعها الدائم وهو التوسع في الأراضي العربية واستخدام كل المبررات لتحقيق ذلك وتوجد قوي داخل إسرائيل تشجع احتلال سيناء مرة أخري.. وبالطبع هذه الرغبة تشجع أي قوة تعمل علي إعطائهم المبرر.
< وماذا عن القوي الداخلية في مصر؟
- نجد من يخرج علينا ويقول سنحارب إسرائيل وإننا سنلغي المعاهدة.. مع أن الأغلبية في مصر تريد الحفاظ علي معاهدة السلام وعدم العودة الي فترة الحروب، ومن الناحية العقلانية العملية وليس من الناحية العاطفية نجد أن تجربة ثلاثين أو أربعين سنة قبل المعاهدة تكفي لأن تثبت أن الأسلوب العاطفي في مسائل الحروب هو أسلوب كارثي.
< لكن خطاب الإخوان المسلمين تغير تجاه المعاهدة بعد حصولهم علي أغلبية البرلمان وهذا مطمئن؟
- فعلا.. الإخوان المسلمون بعد أن وصلوا للسلطة لم يقولوا إنهم سيلغون اتفاقية السلام.. وهم خارج المسئولية.. الكلام بدون ثمن وكانوا يقولون «مبارك» هو الذي يتمسك بالسلام فليتحمل!!
< هل نحن في حاجة الي مراجعة لأسس العلاقات المصرية - الإسرائيلية؟
- بلا شك نحتاج الي مراجعة خاصة في تعديل اتفاقية بيع الغاز لإسرائيل لعلاج السعر المتدني الذي كان يبيع به «مبارك»، وهذا أمر غير مقبول إذا كان بيع الغاز سيستمر وأيضا تعديل النصوص الخاصة بأمن الحدود بحيث يكون من حق مصر زيادة أعداد الجنود علي حدودنا لأن التجربة أثبتت أنه غير كاف.
< لكن الحروب السابقة كان من أسبابها أطراف خارجية ولم تكن بسبب عدوان مباشر علي مصر؟
- نعم ولهذا يجب التنبيه الي الأطراف الخارجية قد تدفع مصر أو الزج بها الي حرب وعند تتبع سيناريوهات حروبنا السابقة نجد أطرافاً فلسطينية ارتكبت أعمالاً تحت شعار المقاومة بما أدي الي إحراج مصر.. وحشد «عبدالناصر» القوات في سيناء وهذا في حد ذاته أوجد واقعاً جديداً جعل الحرب شيئا حتميا.. لأنه بعد حشد الجنود انفعلت عواطف الشعوب وكما قال «هيكل»: عندما يكون القائد له جماهيرية ويأسر لهذه الجماهير.. أيضا تكون الجماهير هي التي تأسر القائد وهذا ما حدث خلال 15 يوما تم حشد القوات في سيناء وطرد قوات الأمم المتحدة وإسرائيل تلقفت هذه الفرصة لأنها لم تتخذ هي قرار الحرب مع أنها ظالمة ومعتدية ومغتصبة للأراضي العربية ولكنها تحرص علي صورتها أمام الرأي العام العالمي بأنها «الحمل» الوديع المحاط بالوحوش الكاسرة.
< كيف نتفادي مثل هذه الكوارث؟
- لتفادي مثل هذه الأخطاء لابد أن يوجد وعي بقضية الأمن القومي المصري، وتكون فيه خطوط حمراء واضحة جدا للرأي العام بأن مصر لن تسمح لأي طرف بأن يزج بها فى أى موقف يؤدي الي حرب مثلا لو ظهرت منظمات متطرفة عربية أو غير عربية تتبني شعارات معادية لإسرائيل واستطاعت أن ترتكب أعمالاً استفزازية يمكن أن تلتصق بالجانب المصري، وربما تصب هذه الأعمال في مصلحة المتطرفين الإسرائيليين ويطالبون باتخاذ قرار الحرب وبالتالي مصر عليها أن تدافع.. وإذا قرأنا سيناريوهات الأخطاء سنجد أنها لا تعترف بالأخطاء أو الحسابات غير الدقيقة، وفجأة نجد الحالة أصبحت حالة فوران وغضب وينفلت العيار كما حدث مع عبدالناصر وحشد القوات في سيناء وكان يعتقد أنه بهذا الإجراء سيمنع وقوع حرب بين سوريا وإسرائيل وانتهي الأمر الي أن أصبح فريسة.
< تقصد أن الأجواء الحالية «الشعبية» تشبه ما قبل يونيو 67؟
- أقصد أن ما حدث في 1967 لا ينبغي أن يغيب عن تفكيرنا أبدا لأنه بدأ بالأطراف الخارجية من الجبهة السورية الإسرائيلية بعد خروج الفدائيين بدءا من أول يناير 1967 وإعلانهم المقاومة الشعبية فبدأت إسرائيل تهدد سوريا مما أحرج عبدالناصر واستمر السيناريو كما نعرف.. ولهذا يجب أن يكون الأمن القومى المصرى في غاية الأهمية لأن مصر ومدى ارتباطها بالخارج يجب أن تكون رائدة للمنطقة العربية، لا أن تكون غير فاعلة.. والتهديدات الخارجية هي عوامل رئيسية جداً سواء القضية الفلسطينية أو تهديد إسرائيل التي عشنا معها حروب منذ 48 وحتي 1979 ثم جاءت فترة السلام فلابد أن يكون التعامل مع أي تهديدات بالحكمة والقراءة السليمة والتحليل لمعطيات الموقف بواسطة خبراء يدركون الموقف الاستراتيجى التي توضع فيه مصر.. ليتعاملوا معه بعيداً عن الشعارات الغوغائية مثل لو زحفنا عليهم سنقتلهم لأننا 85٪ مليون نسمة وهم حوالي 7 ملايين، وبهذا نضع الشعب في حالة ذهنية يعتقدون فيها أن الحرب سهلة جداً، ثم تمتزج الأوهام والخيالات لأننا علي حق وهم مغتصبون سننتصر.
< وأنت تطالب إنشاء مجلس أمن قومى؟
- لست وحدي بل معى د. نبيل العربى طالبنا بهذا المجلس الذى تأتى أهميته من وجود ديمقراطية وحوار حتى يتم تصحيح الخطأ، ولو كانت توجد ديمقراطية في يونيو 67 لكان ظهر من قال لـ «عبدالناصر» أنت مخطئ في هذه القرارات وتم التعديل ولكن الكل كان يصفق.. وأى أزمة لها جوانب عسكرية ودبلوماسية وقانونية وأيضاً التبعات الاقتصادية التي تترتب علي أي قرار وبهذا المجلس لا يمكن أن نضع أنفسنا لموقف يعرضنا لأن ندفع من ناحية الآخرين.. طالما سيشرح الإجراءات التي تتخذها والنتائج المترتبة عليها لأن الأمن القومى ليس لعباً بالشعارات، بل يتعامل بالحسابات الدقيقة.
< في ضوء شبكة المصالح الأمريكية الحقيقية أو الواهمة.. أين مصر من هذه الشبكة؟
- الواقع يقول إن أمريكا لها مصالح بذاتها ولذاتها وتشمل حماية إسرائيل، ومصادر الطاقة لأن العالم كله يواجه مشكلة في الطاقة، ومصر هي الدولة الوحيدة التي تبدد مصادرها في الطاقة وتبيع الغاز بثمن بخس، وتوجد دول تشترى الطاقة في مصر وتخزنها طالما أن مصر تبيع بتراب الفلوس! المهم أن نعرف ثوابت علاقتنا مع أمريكا لأنها دولة كبرى داخل الشرق الأوسط سواء أردنا أو لم نرد.. المهم أن علاقتنا مع أمريكا وإسرائيل في غاية الأهمية ولو تتبعنا الحروب التي نشبت بين مصر وإسرائيل نجد أمريكا تساندها والمرة الوحيدة التي وقفت أمريكا ضد إسرائيل في 1956 وحتي اليوم نجد من ينتقدون «أيزنهاور» بسبب هذا الموقف ومن أهمهم «هنرى كيسنجر» ويقول كيف نقف ضد (3) دول حلفاء لنا لصالح مصر؟!
< كيف نطوع هذه العلاقة لصالحنا؟
- أول طريق التطويع أن ننمي قوتنا الذاتية ونقرر هل نحتاج المعونة فعلاً، فإذا رأينا أننا في احتياج لها إذا فنحن ضعاف ولابد أن نضع هذا في حساباتنا في التعامل مع أمريكا بما لديها من وضع متميز في المنطقة ولا داعى للشعارات والخطب الرنانة.
< هل أصبح الوضع غائما وبدون رؤية للتنبؤ؟
- طبعاً توجد قضايا مطروحة من الصعب التنبؤ بها وأهمها دولة إيران، وإسرائيل دولة لديها سجل عدواني معروف ومع هذا تطالب بأن تتوقف إيران عن أنشطتها النووية، مع أن اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية تبيح لإيران ذلك لأنها لم تفعل شيئا متناقضا مع الاتفاقية في حين أن إسرائيل من خلال أمريكا جعلت من إيران الشيطان الأكبر.. مما جعل علاقات الدول الخليجية مع إيران سيئة وهذا من خلال الشحن الذي تمارسه أمريكا وإسرائيل بأن إيران تهدد هذه الدول وسيوجد صراع بين الشيعة والسنة.
< سيادة السفير بمنتهى الصراحة هل إيران عدو لمصر؟
- لا.. ليست عدوا لمصر، بل هي صنعت ووضعت في برواز العدو بالشحن والدعاية والإعلام والضغوط وأذكر أن «إيالون» وزير الخارجية السابق كتب مقالة طالب فيها أنه علي الإسلام السني وإسرائيل أن يقفا ضد الشيعة(!!) ورددت علي هذا الكلام بمقالة في جريدة الشرق الأوسط.. إذا يوجد لعب وتخطيط كبير جداً والموقف في المنطقة خطير ولابد من وجود قراءة دقيقة وسياسة حكيمة، والأهم أن نبدأ بتنمية قوتنا الذاتية الاقتصادية لنستطيع المواجهة.
< كيف نستفيد من التحول الديمقراطى بعد 25 يناير بعدما كانت إسرائيل تتغنى أنها واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط؟
- الاستفادة في وجود نظام ديمقراطي لأنه سيجعل القرار أكثر عقلانية واتفاقاً واتساقاً مع المصالح المصرية، وابتعاداً عن إمكانية أن تدفع مصر إلي قرار خاطئ.. لأنها تحافظ علي الأمن القومي طالما تسمح بالحوار في أي أمر يتعلق بالأمن القومي.
< كيف ستتعامل أمريكا مع المد الدينى في المنطقة؟
- أمريكا بلد قائمة علي البراجماتية ومصر عندما كانت ملكية بدأت أمريكا في تقديم مساعدات ووقفت إلي جانب الضباط الأحرار وكان «على صبرى» المكلف بهذا الأمر من «عبدالناصر» وأمريكا فتحت قنوات الاتصال مع ضباط يوليو قبل الثورة، وتصورت أن سياسة مصر ستكون معهم لكن المشكلة كانت القضية الفلسطينية ومصر كانت تستطيع حل هذه القضية حلاً أكثر عدلاً مما هو مطلوب الآن لو توافقت مع السياسة الأمريكية. ثم قبل أن يسقط نظام «مبارك» فتحت أمريكا قنوات مع الإخوان المسلمين لأنهم يبحثون عن مصالحهم وعلاقتهم قوية مع السعودية وهي دولة دينية!.. إنما يقفون ضد إيران من أجل إسرائيل.
< لكن مبارك كان رجل أمريكا الأول في المنطقة؟
- أمريكا رأت أن «مبارك» في سبيله إلي السقوط وأن نظامه لن يستمر بعد إجرائه انتخابات برلمانية حصل فيها علي أكثر من 90٪ وتم إقصاء كل المعارضة، وأى باحث عاقل كان يعرف أن هذا النظام لن يستمر بل هذه القنوات مع الإخوان المسلمين كانت قبل 2010 فليس لدي الأمريكان مشكلة في التعامل مع أي نظام قائم المهم أن يكون في صالحهم.
< لكن يوجد قطيعة وحرب شرسة وأخري باردة مع التيارات الدينية في العالم الإسلامى من أمريكا؟
- هذا صحيح لكن أمريكا لا تضع كل التيار الدينى في سلة واحدة مثل تنظيم القاعدة الإرهابى والتيارات الدينية الأخرى، مع أن فكر القاعدة وأيديولوجياتها خارجة من السعودية ومعظم من قاموا بأحداث سبتمبر شباب سعودى وفيهم واحد مصرى، ومع هذا معلوم أن السعودية هي أكبر دولة حليفة لأمريكا التي قتلت «أسامة بن لادن» ويرسلون الآن طائرات بدون طيار لتضرب في اليمن.. وهم في حرب مع تنظيم القاعدة في باكستان ولكنهم يريدون حلفاء ولذلك حريصون علي النظام الباكستانى.. فموضوع الحب والكره يحرك الشعوب العاطفية لكن أمريكا لا.. وإلا كانوا خربوا سوريا وهي سياسة معادية لها وعندما صرح «ماكين» قائلاً: نضرب نقاطا محددة في سوريا، رفض «أوباما» لأن ضرب سوريا ليس في صالحهم الآن لأنهم لا يريدون أن يجرجروا في حرب في الشرق الأوسط كما حدث في العراق واتبهدلوا حتي يخرجوا ويتمنون أن يخرجوا من باكستان لكنهم يحاولون أن يكون الخروج مشرفا.. ثم أن التيار الدينى في مصر يختلف عن التيارات الدينية في الدول الأخرى.
< اتباع سياسة خارجية متعددة الأبعاد، علي أي شىء تستند هذه السياسة؟
- إلى المصلحة والأمن القومى المصرى، ولهذا يجب أن تكون هناك مؤسسة تساعد رئيس الجمهورية في مسائل الأمن القومى، لتحلل وتبحث وتدرس وتعطى توصيات، ويكون التحرك المصرى علي هذه التوصيات لأن مصالح مصر الحيوية وأمنها القومى مرتبط بالخارج دوناً عن أي بلد آخر.. لأن 95٪ من مياهنا قادمة من الخارج وأيضاً نستورد معظم غذائنا، وإمكانية العدوان على مصر والتهديدات من الخارج.. فمصر في بقعة جغرافية تحتم عليها أن تعرف ماذا يدور حولها.
< ماهى حدود الأمن القومي ومن الذي يضع استراتيجيته؟
- أمن مصر القومي يبدأ من اسرائيل والعرب وسوريا وغزة وافريقيا.. ولابد من توافق بين عدة مؤسسات أولها مؤسسة الرئاسة ومجلس أمن قومي مشكل في الدفاع، والخارجية، والمخابرات العامة وشبكة الدبلوماسية، والمالية حتى تعرض احتمالات القرارات وانعكاساتها على الداخل ووزارة التموين والري لإيجاد صورة واضحة للرأي العام حتى يساند القرارات التي تتخذ ولا يتعامل بعواطفه تجاه القضايا الكبرى مما يؤثر على القرارات المصيرية.
< هذا يتطلب تطوير أسلوب الدبلوماسية المصرية في الخارج؟
- بالطبع والاهتمام بالدول التي ترتبط بمصالح الأمن القومي المصري وارسال أمهر وأنشط الدبلوماسيين لها، وأرى أن افريقيا هي أهم تلك الدول التي يجب أن يختار لها أفضل الدبلوماسيين وخاصة اثيوبيا وأوغندا والسودان وأن تتغير النظرة القديمة التي ينظر بها بعض السفراء الذين يتولون العمل في افريقيا أنهم من الأفضل أن يذهبوا الى دول أوروبية.. فماذا سيفعلون في هولندا أو الدانمارك؟ فالعمل الحقيقي الجاد في الدول التي ترتبط بالأمن القومي المصري.
< بعد التحول المجتمعي من السرية الى الانفتاح هل ستظل السياسة الخارجية تدار في مكاتب مغلقة؟
- لا، فالرأي العام مهم جداً أن يكون شريكا، وقوة مؤثرة على القرار، وتكون الديمقراطية لصالح القرار الذي يؤدي بالأمور والنتائج الى الأفضل في سياسة خارجية متزنة تصب في صالح مصر.
< كيف نبني سياسة استراتيجية تشمل المواجهة الشاملة والتسوية السلمية والمقاومة دون الدخول في صراعات؟
- السياسة الخارجية المصرية تتصل اتصالا لصيقا بالأمن القومي المصري ومصالح مصر الحيوية ليست كلاما مبهما في الخطاب السياسي، ولابد أن تكون واضحة لدى كل العاملين بها، ومصر تحتاج الى شبكة علاقات دبلوماسية قوية وتساندها صداقات مع دول محورية، ولابد أن يكون الجانب الدبلوماسي قويا ليعمل على توافق مصالح مصر وبين الدول الاقليمية والعالمية.. بحيث يكون لها الريادة في العالم العربي والقدرة على التأثير، وهذا يقوم على اقتصاد جيد وأكبر أخطاء «مبارك» هو ضياع الفرصة الاقتصادية وأضاع ما قمنا به بعد حرب العراق بعدما أعدمت الدول الديون العسكرية ومنحت مصر كثيرا من المساعدات.
< لكن علاقتنا جيدة مع الدول الأوروبية وأمريكا من خلال صداقات مبارك مع هذه الدول؟
- الدول الكبرى كانت تتخذ من مصر منطلقا لتحقيق مصالحها في افريقيا ويوجد هجوم من هذه الدول على مصادر الطاقة في افريقيا، وفي السابق كان يطلب من «مبارك» تنظيم مؤتمر لرؤساء افريقيا في شرم الشيخ لصالح هذه الدول ولم نستفد نحن من افريقيا بل بددنا الرصيد الكبير لنا في افريقيا وجهدنا في الخمسينيات والستينيات في دعم حركات التحرر وكل دول افريقيا لم تكن تعرف في مصر الا شارع «أحمد حشمت» بالزمالك لوجود الجمعية الافريقية.. و«نلسون مانديلا» لا يعرف في مصر الا «محمد فايق» الذي كان يتولى الملف الافريقي.. وبعد تحرر الدول الافريقية أدرنا ظهرنا لها طوال عصر مبارك الذي كان يقابل «ساركوزي» و«برلسكوني» ويذهب للمجر ويرفض زيارة افريقيا وكان مضطرا للذهاب الى «اديس أبابا» لأنها مقر منظمة الوحدة الافريقية وبعد محاولة الاغتيال توقف تماما.. والقادة الافارقة رأوا مصر الدولة الكبرى أصبحت تمثل بوزير خارجية وبالطبع الناس على دين ملوكهم.
< هل الخيار الاستراتيجي للسلام سيظل هو الخيار الوحيد للعالم العربي بعد ثوراته في المنطقة؟
- السلام هو الخيار الأفضل، لكن لو فرض علينا شىء آخر وجاء الى السلطة الاسرائيلية ناس توسعيون واختلقوا أي أمر كما حدث في 56 عندما اجتمعوا في «سافر» بجوار باريس «بن جوريون، بينو، باترك دين» ودبروا مؤامرة كمبرر للحرب واختلقوا أن مصر تقوم بعمليات فدائية، واسرائيل ستقاوم الفدائيين، وبالتالي ستنشب حرب بين مصر واسرائيل، وهذا سيهدد قناة السويس وفرنسا وانجلترا دولتان كبيرتان سينهيان على الحرب ويبعداها عن القناة وكان سيناريو مرسوماً.. ولهذا لابد أن نمنع أي سيناريو آخر ونقاومه حتى لا ندخل في حرب لكن اذا فرضت علينا فلن نهرب وسنواجه ولكن أهم شىء هو السلام.. والسلام خيار استراتيجي ولكن لا ينبغي أن نركن الى ذلك بل نكون جاهزين.
< كيف ترى ادارة الأزمة التي نشبت بين مصر وأمريكا وتأثيرها على العلاقات المصرية الاسرائيلية؟
- هذه الأزمة بها ملابسات غير واضحة ورئيس الوزراء ود. فايزة أبو النجا قالا أنهما لا يعرفان!! ولكن لو كان في مصر مجلس أمن قومي لم تكن هذه الأزمة بهذا الحجم.. وكان لابد أن نعرف مدى التصادم مع أمريكا حول هذا الموضوع.. مع أن امريكا تمادت في ظلمها في طول البلاد وعرضها من الوجه البحري والقبلي وترسل أمولاً ولكن السؤال لماذا تركناها كل هذه السنوات؟.. وإلى أي مدى نحن مستعدون للدخول في هذه الأمور؟ وهل وصل الأمر الى أن نحاكم مواطنين امريكيين ونحن نعلم أن النظام الامريكي لن يقبل هذا.. لدرجة أن امريكا أبرمت اتفاقيات دولية بينها وبين حلفائها تنص على لو أن مواطنا أمريكيا استدعى أو طلب اعتقاله على أرضها من جانب المحكمة الجنائية الدولية لا يسلم إليها، بل يسلم إلى أمريكا ويحاكم هناك، وهذا يوضح لنا مدى حساسيتهم في هذا الشأن.. ثم أن رئيس المحكمة قال: منع الناس من السفر غير دستوري إذاً كان من المفترض أن يدرس هذا الموضوع جيداً قبل الدخول فيه.
< ولكن الخروج بهذا الشكل لم يكن انتهاكاً للسيادة المصرية؟
- الواضح أن الموضوع لم يكن فيه تنسيق ومصر عملت بالمثل الفلاحي «طب غم» ولكن علينا تصور المشهد التليفزيوني في أمريكا كل يوم يبث 19 مواطنا أمريكيا يظهرون في قفص الاتهام للدولة الحليفة.. طبعاً بحكم القانون لا شك في هذا.. ولكن قبل أن ندخل المسألة في القانون ونعقدها بهذا الشكل لماذا لم نحلها سياسياً؟ كانت أفضل بالنسبة لنا.. لأنها تتعلق بالأمن القومي المصري وعلاقاتنا الخارجية.. وبالديمقراطية سنشرك الرأي العام بالحقيقة ليقوم بدوره ويتحمل مسئوليته.. وليس بالاندفاع العاطفي يتعامل معها.

اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - الريدى: أمريكا "عربدت" فى مصر بأموال المنظمات

المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
"عربدت", أمريكا, المنظمات, الريدى:, بأموال


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع الريدى: أمريكا "عربدت" فى مصر بأموال المنظمات
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مقال في "نيويورك تايمز" يصف ترامب بـ"سيسي أمريكا" Eng.Jordan أخبار منوعة 0 01-23-2017 11:05 AM
أمريكا حذرت "مصر والإمارات" من قصف ليبيا وواشنطن استشاطت "غضبا" بعد القصف Eng.Jordan أخبار عربية وعالمية 0 08-28-2014 06:15 PM
"إذاعة صوت أمريكا": الصين تمنع مسلمي "الإيجور" من صوم رمضان Eng.Jordan المسلمون حول العالم 0 07-09-2014 12:14 AM
سفيرا أمريكا و"إسرائيل" الجديدان يحملان "سيناريو لتقسيم" مصر عبدالناصر محمود شذرات مصرية 0 05-12-2014 06:52 AM
أموال "العالم" في خطر .. ديون "أمريكا" تنذر بكارثة مالية مع انطلاق 2013 Eng.Jordan أخبار اقتصادية 0 11-17-2012 07:31 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 08:37 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59