#1  
قديم 01-22-2017, 10:49 AM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,407
افتراضي هل تمهد مباحثات أستانا لخروج روسيا الاستراتيجي من المستنقع السوري؟


هل تمهد مباحثات أستانا لخروج روسيا الاستراتيجي من المستنقع السوري؟



فالح الحمراني

Jan 21, 2017
هل الاستراتيجي السوري؟ 21qpt991.jpg
موسكو ـ «القدس العربي»: تراهن الأطراف المعنية باجتماع أستانا عاصمة كازاخستان بين ممثلي التشكيلات المسلحة للمعارضة السورية ووفد النظام بإشراف روسي تركي إيراني، تراهن على انها ستمهد الطريق لإنعاش عملية تسوية فعلية. ويأمل كل طرف ان أجندته ستكون موضع اهتمام وتنفيذ لأنها وفقا لرأيه هي السبيل الوحيد لوقف حمامات الدم المتواصلة منذ عام 2011 في سوريا. ولكن قبل عقد الاجتماع المرتقب، ما زالت تظهر التأويلات والمطالب والتناقضات بصدد الجهات التي تشارك فيه، وامتدت الخلافات إلى المشرفين عليه والدولة التي تحتضنه.
ووضعت روسيا، قبل إطلاق اجتماعات أستانا التي ستمهد لاستئناف مؤتمر جنيف، بيد النظام العديد من الأوراق وتأمل ان يستخدمها بعقلانية وبروح مسؤولة وبطرح التنازلات لإنجاح عملية التسوية التي ينشدها شعب سوريا وقواه البناءة، وان يهيئ لها الطريق للانسحاب الاستراتيجي من النزاع هناك، كما ذهبت روسيا بشوط بعيد وإلى حد التوقيع على مذكرة عسكرية للتعاون مع «الخصم السابق» تركيا، وتخفيف موقفها من قضايا مفصلية في التسوية في مقدمتها مطلب رحيل بشار الاسد في إطار مرحلة انتقالية وابعاد الأكراد وتهميش دورهم في مفاوضات جنيف وتبديد حلمهم في الحصول على منطقة حكم ذاتي. وتفاهمت أيضا مع إيران والصين ودول أخرى لتدعم رؤيتها للتسوية. وللتعبير عن النوايا أعلنت روسيا تقليص وجودها في الأرض السورية، وسحبت من شواطئها حاملة الطائرات كوزنيتسوف وملحقاتها، كما قامت باستعراض كبير في قاعدة حميميم الجوية، عرضته قنوات التلفزيون الروسي بتوديع دفعة من الجنود والضباط والمقاتلات التي تغادر الأرض السورية وتعود للوطن. وحسب المعطيات العسكرية فان القوة التي ما زالت في سوريا التي ستواصل بقائها في سوريا تكفي لتأدية مهام دعم قوات النظام في المواجهات مع التشكيلات التي لم تدخل عملية التسوية، وان تتعاون مع القوة الجوية التركية للقيام بعمليات مشتركة.
وحدد الجانب الروسي أهداف اجتماع أستانا حصرا في تثبيت وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه بالتعاون مع إيران وتركيا في 29 كانون الأول/ديسمبر الماضي لإنعاش مباحثات جنيف. وترى موسكو ان الثلاثي (روسيا وتركيا وإيران) يمثل واقع ما يجري على الأرض السوري ولديه كافة مستلزمات التأثير على المكونات المتحاربة. كما تعقد موسكو الرهان على ان حصر اللقاء بممثلي التشكيلات العسكرية سوف يمنح الاتفاقات مع النظام، في حال التوصل لها، قوة إضافية لتجسيدها على الأرض، وحددت كما جاء في بيان نشر على موقع وزارة الدفاع الروسية الفصائل المشاركة بفيلق الشام وأحرار الشام وثوار الشام وجيش المجاهدين وجيش ادلب والجبهة الشامية. وأفادت وزارة الدفاع الروسية ان 104 تشكيلة مسلحة معارضة أعلنت تمسكها بوقف إطلاق النار.
وألقت بعض تلك الجماعات الشكوك على جدول المؤتمر بنشرها تصريحات عن تعليق مشاركتها، ولكنها عادت للموافقة خلال اجتماع انقرة والاتفاق على المواقف التي ستطرح في اجتماع أستانا. ولن يتعرض الاجتماع وفقا لكل المعطيات للقضايا السياسية، وانما لآليات إطلاق النار. وتأمل موسكو ان تجر لبرنامج التسوية قيادات ميدانية تؤمن لها مواقع في الحكم في المرحلة الانتقالية.
ويجمع المراقبون على ان موسكو معنية بالخروج من الحرب السورية بكرامة وبالاحتفاظ بماء الوجه من خلال عقد اتفاقية سلمية تسمح لها وقف مشاركتها الكثيفة في الأعمال القتالية، فضلا عن ذلك من المهم بالنسبة للكرملين ان تتشكل في دمشق سلطة موالية للحكومة الروسية، في مقدروها فرض السيطرة على المدن الرئيسية وهو ما يجري الآن، وتوافق على وجود المنشآت الروسية العسكرية في البلاد، ومن أجل تحقيق هذا الهدف فان موسكو مستعدة للاتفاق مع اللاعبين النافذين في المنطقة وفي الدرجة الأولى مع تركيا التي لها مصالح خاصة في شمال سوريا والقضية الكردية.

الانشقاق الإيراني
ويهدد تحرك إيران المفاجئ المطالب بعدم دعوة الولايات المتحدة للمباحثات بنسف مباحثات التسوية السورية المرتقبة في أستانا. كما دعا الرئيس حسن روحاني إلى عدم دعوة «بعض الدول» التي حسب وصفه كانت لها مواقف غير بناءة «ودعمت الإرهاب» وتتناقض بيانات كبار المسؤولين في طهران مع خطط روسيا وتركيا، فضلا عن انها كشفت عن مؤشرات حدوث انشقاق في داخل الثلاثي موسكوـ أنقرة ـ طهران، الذي أطلق مبادرة إنعاش التسوية السلمية في سوريا. وعلى حد قول صحيفة «كوميرسانت» الصادرة في موسكو: ان الموقف الإيراني سيعقد مَهمة روسيا الأولى على صعيد سياستها الخارجية والمتمثلة بتسوية النزاع السوري مع الأخذ بالاعتبار مصالح جميع اللاعبين الرئيسيين، وتطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية مع استلام دونالد ترامب منصب الرئاسة. وتعقد موسكو الرهان على ان تواجد ممثلي واشنطن من الإدارة الجديدة في مباحثات أستانا، سيكون أول اتصال رسمي يمكن خلاله الشروع بزيادة فعالية مكافحة الإرهاب في سوريا.
ووفق تقييم خبير فرع مركز كارنيجي في موسكو الكسي مالاشينكو، فان «موسكو تلقت من طهران نقرة أصبع وليس ضربة، تعيد الأذهان إلى ما يمثله واقع عالم متعدد الأطراف في العالم وفي الشرق الأوسط الذي تتحدث عنه الدبلوماسية الروسية». ويرى مالالشينكو ان إيران تريد بخطوتها هذه ان تظهر بانها غدت منذ زمن بعيد مركز قوة مستقلا وتدعي بقيادة منطقة ذات أهمية استراتيجية وأنها لا تنوي التنازل عنها لأحد بما في ذلك لروسيا.
ويرى خبير معهد الاستشراق الروسي فلاديمير سوتنيك ان تحرك طهران يبين مدى هشاشة التحالف بينها وروسيا في النزاع السوري. وحسب تقييمه فان أهداف البلدين على المسار السوري على الأفق البعيد، متباينة بصورة جوهرية. لأن إيران، على حد قوله، على خلاف موسكو تهدف لمواصلة الحرب في سوريا حتى تحقيق النصر النهائي، وان تستخدم لذلك ولحد أقصى، القوة الجوية الروسية والمستشارين الروس. وأضاف: «ولكن لدى موسكو أهدافها وأنها لا تعتزم الحرب في سوريا إلى ما لا نهاية والآن تمعن التفكير بخروج استراتيجي» ولهذا حسب رأي سوتنيك نشأ احتكاك محتوم بين البلدين.
ويرى مراقبون ان موقف طهران من مباحثات أستانا أصبح بالنسبة لموسكو مفاجأة غير سارة. وأشار المستعرب الروسي غريغوري كوساتش إلى «ان الجانب الإيراني حقق لنفسه شرط عدم حضور المملكة العربية السعودية أو غيرها من دول الخليج العربية في المباحثات». ويرى كوساتش «إذا لم يحضر ممثلو الإدارة الأمريكية الجديدة مباحثات أستانا، استجابة لمطالب طهران فان العديد من الجماعات المعارضة يمكن ان ترفض المشاركة في عملية التسوية وهذا سيؤدي إلى مأزق وبالتالي اندلاع الأعمال القتالية على نطاق واسع وان هذا التطور لا يتناسب ومصالح روسيا، بالرغم من هدف إيران يكمن بذلك (إطالة الحرب) على الرغم من إيران لن تعلن عن ذلك بصراحة».
وثمة قناعات ان الخطة الروسية /التركية للتسوية السلمية المدعومة دوليا والوصول من خلالها إلى التسوية السياسية، هي لحد اليوم الآلية الواقعية الوحيدة القادرة في ظل وضع ملموس وإرادة سياسية على انعاش المباحثات بين القوى المتحاربة والشروع في حل المهام المتعلقة بتنظيم الفترة الانتقالية وتشكيل مؤسسات الحكم، وتهيئة الأجواء لخروج القوى الأجنبية من دول وجماعات، لإستعادة سوريا ووحدتها واستقلالها وسيادتها.




المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
هل, مباحثات, لجروح, أستانا, المستنقع, الاستراتيجي, السوري؟, تمهد, روسيا


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع هل تمهد مباحثات أستانا لخروج روسيا الاستراتيجي من المستنقع السوري؟
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
روسيا تقر بسقوط مقاتله لها قرب الساحل السوري عبدالناصر محمود أخبار عربية وعالمية 0 11-15-2016 07:39 AM
روسيا ترسل سفنًا حربية وحاملة طائرات إلى الساحل السوري عبدالناصر محمود أخبار عربية وعالمية 0 10-16-2016 07:11 AM
روسيا تنشئ قاعدة عسكرية دائمة في ميناء طرطوس السوري عبدالناصر محمود أخبار عربية وعالمية 0 10-11-2016 07:38 AM
سياسة تجفيف المستنقع عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 01-27-2015 08:56 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 06:56 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59