العودة   > >

مقالات وتحليلات مختارة مقالات ..تقارير صحفية .. تحليلات وآراء ، مقابلات صحفية منقولة من مختلف المصادر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 07-17-2018, 06:33 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,184
ورقة احتجاجات الجنوب العراقية.. عابرة نعم ولكن..


احتجاجات الجنوب العراقية.. عابرة نعم ولكن..
ـــــــــــــــــــــ

(أمير سعيد)
ــــــ

4 / 11 / 1439 هــ
17 / 7 / 2018 م
ــــــــــــ

احتجاجات العراقية.. 34.JPG?itok=n61dgpMY



قُرِأت احتجاجات محافظات الجنوب العراقية، والتي امتدت لأكثر من مدينة ذات أغلبية شيعية أو أقلية كبيرة في العراق بأكثر من تشكيل؛ فالذين نظروا إليها كـ"انتفاضة" شعبية مطلبية، خرجت للتنديد بالفساد والإفقار وسوء الأحوال المعيشية، وكفراناً بالأحزاب السياسية العراقية الموالية لإيران، وقدرتها على حل المشكلات العميقة التي سببتها تلك الأحزاب للمواطنين العراقيين، اعتبروها هبة جماهيرية "عفوية" أشعلها "نشطاء" في وسائل التواصل غضباً من الوضع الاقتصادي الراهن في الجنوب العراقي وسائر مناطقه بوجه عام.



والذين يتوقفون ملياً عند مصطلح "النشطاء" - وأنا منهم - لا يقرؤون المشهد على "عفويته" الظاهرة، حيث كثيراً ما تمثل المظاهرات المطلبية غشاء يخفي خلفه صراع إرادات محلية أو إقليمية، يتخذ من غضبات واحتقانات جماهيرية مشروعة ومتفهمة وقوداً لتغيير الخرائط السياسية أو إحداث هوة في جدار ما، مثلما حصل مؤخراً في الأردن، وسبقته قرائن شتى في كثير من دول العالم.



ورغم أن المحتجين قد اقتحموا مجالس المحافظات ومبانيها ومقرات حزب الدعوة والفضيلة والمجلس الأعلى، ومطار النجف، ومقرات ميليشيات العصائب وبدر، وأشعلوا النار في بعض تلك الأهداف، ورغم أن معظم ما استهدف يستهدف بالدرجة الأولى الأحزاب الممسكة بزمام الحكم، والمرجعية الموالية لإيران، إلا أن العراق لم يشهد "عفوية" منذ زمن بعيد! ومستبعد ألا يكون ثمة طرف يؤجج تلك الاحتجاجات المشروعة وينفخ في كيرها. لاسيما أن صراع الصغار لم يحسم بعد في أعقاب انتخابات لم يعد يجهل أحد أنها كانت مزورة.



ثمة استنتاج قد يتبلور بخصوص توجيه الأحداث لينجم عنها في الأخير سيطرة كاملة لـ"الحرس الثوري العراقي" الذي سبق أن أشرت إلى استراتيجيته في مقالات سابقة، بحيث يحكم في نهاية الأمر قبضته على السلطة مجنباً الجيش والقوى الأمنية النمطية على غرار النموذج الإيراني، وإذ قد نجح نظام الميليشات الذي امتطى ظهر داعش ليبرر تفوقه على الجيش في محافظات السنة؛ فإن الجنوب قد يرشح لإحكام ميليشوي موازٍ يقود القوى العسكرية والأمنية (التي تضم سنة مهمشين في كافة رتبها وقطاعاتها) إلى زاوية التحجيم والظلام.



غير أنه ما هذا، وحتى لو كان ذلك هو هدف ذلك الحراك الشيعي العربي أو من يقودونه؛ فإنه لا يمكننا أبداً تجاهل الدوافع التي جعلت هذا الغضب يستمر ويتنامى، فالاحتجاجات التي تفجرت في أعقاب أزمات الكهرباء والماء والزراعة، وفشو الفساد واللصوصية، لم تكن تحتاج لقداحة لإشعالها، وإذ استمرت مطالب الكتالونيون في إسبانيا لشهور طويلة بسبب غضبهم من عدم عدالة حكومتهم في معاملة الإقليم الغني نسبياً مع بقية إسبانيا الفقيرة، وعدم استفادتهم بالتفوق النسبي في المدخول الإقليمي؛ فإن لدى سكان البصرة وما حولها أضعاف هذا الشعور، لا تجاه المحافظات الأخرى، ولكن تجاه نظامهم نفسه الذي يتهمونه باللصوصية، حيث تجري أنهار النفط من تحتهم؛ فيما يعيشون الفقر مركباً دون تفسير مقبول.



إنهم لم يحصدوا شيئاً منذ انتفاضتهم الشعبانية ضد نظام صدام حسين التي ربما عضوا أصابع الندم على القيام بها، بعد عقد ونصف العقد من الإذلال والإفقار والاستبداد والأكاذيب التي تمارسها أحزاب المرجعية الشيعية، والمرجعية ذاتها بما يحملهم بقوة على الكفران بها وتهويماتها وألاعيبها. يقول الخبير الاستراتيجي طلعت رميح في قراءة له تبدو دقيقة للأحداث: "تصبح إيران يوما بعد يوم عنوانا للفشل. وإذ المظاهرات لا تتوقف الا لتندلع فى محافظات إيران.فها هى المحافظات الأشد معاناة فى العراق من الاستعمار الايرانى المباشر تشهد مظاهرات واضطرابات عنوانها فشل ميلشيات وأحزاب إيران التى سيطرت على الحكم بعد الاحتلال.الزمن تخطى ولاية الفقيه".



نعم، يبدو هذا الملمح واضحاً مهما كان القادح لهذه الاحتجاجات، ومهما صارت عابرة لا يتوقع لها أن تمتد طويلاً أو تحدث خرقاً مهماً في جدار الاستبداد الفاشي البغيض، إلا أن لها تأثيراً قادماً بعد تغيرات ظرفية قد تحدث في المنطقة لاحقاً فما تحت رمادها سيظل مشتعلاً إلى أجل طويل؛ فالمرجعيات الشيعية تهتز بعنف في إيران والعراق بسبب ممارسات بعيدة كل البعد عن الإسلام وعدالته، إذ ظهر لشيعة العرب في الجنوب العراقي كم كانت خطيئتهم كبرى بمساهمتهم في إطاحة نظام اعتبروه "سنياً ناصبياً ديكتاتورياً ظالماً"، وأحلوا من بعده قومهم نظام البوار! فلا هم حصدوا ديمقراطية ولا عدالة اجتماعية ولا اقتصاداً رائداً نامياً، ولا هم استساغوا ربط البطون من أجل قضية عادلة بعدما تبين لهم أن أحزاب المرجعية بمرجعيتهم ذاتها لا يعدون كونهم لصوصاً بعمائم ولحى!



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الجنوب, العراقية.., احتجاجات, عابرة, ولكن..


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع احتجاجات الجنوب العراقية.. عابرة نعم ولكن..
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
التدين.. مبدأ عميق لا موجه عابرة! عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 06-09-2018 06:20 AM
التطبيع مع الفواحش.. مخطط متكامل لا تجارة عابرة عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 05-11-2017 07:24 AM
تونس تدفع بالجيش إلى الجنوب وسط احتجاجات متزايدة عبدالناصر محمود أخبار عربية وعالمية 0 05-01-2017 08:50 AM
ليست مجرد قصة عابرة ! صابرة الملتقى العام 0 11-07-2015 05:27 PM
سيارة عابرة تنقذ أمريكياً عبدالناصر محمود أخبار منوعة 0 11-23-2014 08:02 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 10:53 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59