العودة   > >

مقالات وتحليلات مختارة مقالات ..تقارير صحفية .. تحليلات وآراء ، مقابلات صحفية منقولة من مختلف المصادر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 12-11-2019, 07:06 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,413
افتراضي لماذا اختار المُدرّب “السُّخرية الإباحيّة” من طالبه المُسلم الشمراني من بين زملائه؟


ماذا يعني “تعليق” البنتاغون تدريب العسكريين السعوديين؟ وهل يستبعدهم على خلفيّة “سوابق” وفِعلة “زميلهم” الذي قتل ثلاثة أمريكيين؟.. ؤ وكيف يُريح “الانتقام الفردي” الانفتاح؟.. فزّاعة الإسلاموفوبيا.. وماذا عن تراجع ثقة الأمريكي بالمملكة؟

المُدرّب “السُّخرية الإباحيّة” الشمراني shamrani-new-1-442x320.jpg



عمان- “رأي اليوم”- خالد الجيوسي:



ركّز الإعلام السعوديّ، ومن خلفه مِنصّات التواصل الاجتماعي المُدارة بعضها من قبل ما يُعرف بالجُيوش الإلكترونيّة بالأيّام القليلة الماضية، على التنصّل من فِعلة الملازم السعودي محمد الشمراني، الذي قتل ثلاثة أمريكيين في قاعدة عسكريّة في ولاية فلوريدا، لا بل وصل الأمر بتلك المنصّات إلى التبرّؤ من الرجل نفسه، فهو لا يُمثّل الشعب السعودي بحسب آخر الوسوم الافتراضيّة المُتصدّرة.



قد يبدو من الجيّد لبعض الأوساط السعوديّة المُتحمّسة لعصر الانفتاح، أن تكون أسباب الحادثة فرديّة، ولا علاقة لها بمسائل التطرّف المَحشوّة بالكتب الدراسيّة، والتي أنتجت تنظيمات جهاديّة، كان شِعارها الانتقام للمُسلمين، من أفعال الولايات المتحدة، وحُروبها في منطقة الشرق الأوسط، فالعمليّة أعادت للأذهان تخوّفات عودة الإحراج السعودي، من إلصاق تُهم الإرهاب بحُكومة عهده الجديدة، والتي من المُفترض أنها ترفع الإصلاح الانفتاحي، والترفيهي شِعاراً، وهُنا لا مجال للعودة إلى عصر “الاختطاف” الصحوي، والذي يُؤكّد مسؤولون سعوديّون، أنهم قد يكونوا نفّذوا رغبات أمريكيّة من خلال دعم ظُهور الإسلام السياسي بحركاته المُتطرّفة من تنظيم القاعدة لمُحاربة الاتحاد السوفييتي، وحتى تنظيم الدولة الإسلاميّة مع اختلاف أسباب الظّهور والانتشار بين التّنظيمين.



الإعلام السعودي، وبعض الخليجي، حاول جذب الأنظار، نحو مُحاولات إعادة تقديم حالة “الإسلاموفوبيا”، ومقدار الضّرر الذي سيُعاود إصابة المُسلمين جميعاً في الولايات المتحدة الأمريكيّة والغرب عُموماً، فيما لو كان العمل نِتاج تفكير جمعي جِهادي، وما ترتّب عليه من “استحقار” للمُسلمين بعد أحداث 11 سبتمبر، كما ومُقارنته مع عمليّة سبقت الشمراني ونفّذها أمريكي داخل قاعدة عسكريّة طُويت في حينها دون مدلولات إرهابيّة ومُتطرّفة، الأمر إذاً بحسب تفسير وتوصيف النّخب السعوديّة لا يتعلّق بإحراج للسعوديّة وحدها، المُنفّذ سعودي، لكنّه مُسلم بالنّهاية.



الحادثة بحُكم مُعطيات الواقع، لم تحمل بُعداً إسلاميّاً، بقدر ما أعادت التّركيز الأمريكي على السعوديّة، وما يُمكن الاستفادة من الأخيرة على خلفيّة الحادثة، فالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بالفِعل تكفّل بعائلات الضحايا، وكان قد استبق وسفيرته في واشنطن الأمير ريما بنت بندر، التّعبير عن شديد ألمهما من الحادثة “الوحشيّة”، كما والتّأكيد على حُب السعوديين للشّعب الأمريكي.



الحادثة تبدو في ظاهرها كما تُشير تقارير صحفيّة أمريكيّة، ذات طابع انتقام فردي، حيث وكما كشفت صحيفة “نيويورك تايمز”، أنّ مُنفّذ الهُجوم الشمراني كان قد تعرّض لإهانة “إباحيّة” من قبل أحد المُدرّبين الذي فعل ذلك أمام زملائه، والمُدرّب كان قد وصف شارب الشمراني بالشارب الإباحي، في إشارةٍ إلى مُمثّل إباحي، وهو ما جعل الشمراني يشعر بغضب شديد، وطويل، وهو ما ورد في شكواه التي تقدّم بها ضد المُدرّب، وهو ما قد يُفسّر انتقامه، وتنفيذه لعمليّة إطلاق النار ضِد الأمريكيين.



بكُل الأحوال حتى في ثُبوث حالة الانتقام فرديّاً بناءً على شُعور الشمراني بالإهانة، هذه (الإهانة) قد تُعيد تساؤلات حول تعمّد اختيار المُدرّب المدعو جيمس داي للشمراني تحديداً كمادّةٍ للسُّخرية من بين جميع الطلّاب في الفصل، وفيما إذا كان هذا الاختيار كونه عربي ومُسلم، فجيمس كان قد وجّه بحسب ما تنقل صحيفة “نيويورك تايمز”، سؤالاً لجميع طلّابه فيما إذا كانوا يرغبون بالسّؤال قبل الانصراف، ثم عاود توجيه سؤاله تحديداً للشمراني، فيما إذا كان يرغب بالسّؤال، وناداه بصاحب الشّارب الإباحي، ثم واصل سُخريته سائلاً الطّالب السّعودي، ماذا.. هل لم تُشاهد نجماً إباحيّاً من قبل؟، وهو ما يطرح تساؤل حول ما إذا كان الانتقام فرديّاً، لكن كون السخرية وجّهت للشمراني عمداً، كونه عربي ومُسلم، دوناً عن زملائه وأمامهم، وبالتّالي جاء انتقامه لهُويته العربيّة والمُسلمة، وشُعوره بالمهانة على أراضي دولة أمريكا أو كما وصفها بتغريداته بدولة “الشّر” التي تُنفّذ جرائمها بحق المُسلمين، والإنسانيّة أيضاً.



ارتحل الشمراني إلى ربّه، وترك لبلاده مُواجهة “إحراج” عمليّته، فمع تبيان السبب الفردي الذي قد يكون سبباً رئيسيّاً لقتله الأمريكيين بعمليّة دامت حوالي 20 دقيقة، وصَفها شُهود بالمُرعبة، يبدو أنّ السلطات السعوديّة ومع اعتذارها عن الحادثة، وتكفّلها بعائلات الضّحايا، تُواجه قراراً صارماً من البنتاغون “تعليق” كُل عمليّات التّدريب الجارية حاليّاً على الأراضي الأمريكيّة لعسكريين سعوديين، وهو التّعليق الذي جاء بعد عمليّة إطلاق النار في قاعدة بينساكولا في ولاية فلوريدا.



سِلاح الجو السّعودي الذي ينتمي له الشمراني، بات جِهازاً غير موثوقٍ للسّعوديين أنفسهم، فمع كافّة الإجراءات الصّارمة المُتّبعة لاختيار ضبّاطه، خرج من رحمه والمُفترض أن يكون كامل الولاء للقيادة وحُلفائها، من يدفع الأمريكيين كما قال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكيّة لعدم استئناف تدريبهم (السعوديين) يُقدّر عددهم بخمسة آلاف، حتى الانتهاء من مُراجعة الإجراءات الأمنيّة المُتّبعة، و”التحقّق” من سوابق كُل العسكريين الأجانب الذين يتم تدريبهم في الولايات المتحدة، وهذا يعني أنّ الحليف السعودي لم يعد موثوقاً حتى فيما يَخُص تقييم عسكرييه المُبتعثين للتّدريب في الولايات المتحدة، وإن اقتصر تعليق التّدريب على فترةٍ زمنيّةٍ قصيرة، فإجراءات الالتحاق بالتّدريب ستتغيّر، وستكون أكثر صُعوبةً وصرامة، ومن غير المُستبعد، أن يتم استبعاد بعض المُتدرّبين السعوديين الحاليين أيضاً على خلفيّة الحادثة، وشُكوك “في سوابقهم”.



تَناقُص الثّقة الأمريكيّة بالحليف السعودي، ليست وليدة حادثة الشمراني، ولكنّها كما يُرجّح مراقبون نِتاج تعثّر الحسم في اليمن، ومقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، ومُقاطعة قطر المُتواصلة، وحملات الاعتقال الداخليّة التي تطال النّاشطات، والناشطين، وتعرّضهم للتّعذيب كما ينقل عنهم ذويهم، وكُل هذا يحدث تحت رقابة إدارة الرئيس دونالد ترامب، حيث توجّه لها اتّهامات بغض الطّرف عن السعوديّة، وإعطائها الضّوء الأخضر، لكن المُرشّح الديمقراطي المُحتمل لانتخابات الرئاسة الأمريكيّة جو بايدن يُؤكّد أنه سيجعل المملكة دولةً منبوذةً في حال فوزه بالرئاسة، وأكّد على ضرورة مُعاقبتها على خلفيّة حرب اليمن، واغتيال خاشقجي، كما تجميد المُساعدات الأمريكيّة لها، واتّهمها بقتل الأطفال والأبرياء، وهو تهديد سيحتّم على الدولة النفطيّة إعادة حِساباتها جيّداً في حال فوز بايدن، يقول مراقبون.















المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
لماذا, المُدرّب, المُسلم, الشمراني, الإباحيّة”, اجبار, زملائه؟, “السُّخرية, طالبه


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع لماذا اختار المُدرّب “السُّخرية الإباحيّة” من طالبه المُسلم الشمراني من بين زملائه؟
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اسرائيل تهاجم موقع اخباري اردني بعد نشره اخبار الهكر الأردني احمد صالح Eng.Jordan الأردن اليوم 0 07-10-2016 09:15 AM
أمريكا تعلن ترحيل الشمراني عبدالناصر محمود أخبار منوعة 0 01-13-2016 07:49 AM
اجبار ألفي أسرة على النزوح من الرمادي عبدالناصر محمود أخبار عربية وعالمية 0 05-30-2015 06:04 AM
براويز فوتوشوب للصور - اختار زهرتك المفضلة Eng.Jordan الصور والتصاميم 1 05-21-2013 11:32 AM
كيف اختار المنصور موقع بغداد ؟ Eng.Jordan شذرات إسلامية 1 04-14-2013 02:52 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 06:23 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59