#1  
قديم 12-25-2015, 08:33 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,139
ورقة العقيدة الأمنية الإسرائلية


العقيدة الأمنية الإسرائلية وحروب "إسرائيل" في العقد الأخير*
ــــــــــــــــــــــــــــــ

14 / 3 / 1437 هــ
25 / 12 / 2015 م
ــــــــــ

الإسرائلية 824122015074524.png


معلومات النشر:
اسم الكتاب: العقيدة الأمنية الإسرائيلية وحروب "إسرائيل" في العقد الأخير.
المؤلف: مجموعة مؤلفين جنرالات وباحثين إسرائيليين كبار.
الناشر: مؤسسة الدراسات الفلسطينية – بيروت.
سنة الصدور: يوليو 2015م، ط1.
عدد الصفحات: 170

أهمية الكتاب:
---------

تكمن أهمية هذا الكتاب كونَه يتضمن دراسات ومقالات وآراء أهم أبرز الجنرالات والكتاب والمتخصصين بالشؤون الأمنية، وقد عاينوا بأم أعينهم سير المعارك وبعضهم كان جزءاً منها، وشهدوا الحروب على غزة وكانوا شهوداً على نتائجها، أمثال؛ عاموس يادلين، وغيورا آيلاند، ورون بن يشاي، ويفتاح شابير، وآخرون من ألوية الاحتياط وأصحاب القرار في المؤسسة العسكرية والأمنية.
يكشف هذا الكتاب العقليةَ الأمنية الصهيونية والتدرج في مراحل تغير العقيدة الأمنية حسب ما أمْلَته على الكيان حالاتُ الحروب وظهور أخطار وتحديات جديدة، وإفرازات المشهد الإقليمي المجاور، وحالات المد والجزر المرتبطة بالقوى الدولية، التي لولا دعم بعضها لما رأت دولة الكيان النور.
ويعالج هذا الكتاب ثلاثة مواضيع رئيسية متداخلة في ما بينها تداخلاً وثيقاً؛ وهي: العقيدة الأمنية الإسرائيلية، وحروب الجيش الإسرائيلي على لبنان وغزة في العقد الأخير، والأخطار والتحديات الراهنة التي تواجهها دولة الكيان الصهيوني.

مكونات الكتاب:
-----------

ينقسم الكتاب إلى ست دراسات كبيرة، وأربع مقالات قصيرة، تعالج جميعها موضوعاً واحداً هو "العقيدة القتالية/ الأمنية الصهيونية" من جوانب متعددة. إلا أنَّ هذه الدراسات - وَفْق ما تشير إليه مقدّمة الكتاب - لم تُحدِث تغييراً حقيقياً داخل العقيدة القتالية للجيش. كل ما أدته كان إضفاء مجموعة "سلوكيات" وأساليب "توحش" جديدة كعقيدة الضاحية والحروب على قطاع غزة (التدمير الشامل والكلي للحياة المدنية للأعداء)، والدفاعين السلبي والفعّال (في مقابل الصواريخ)؛ مع إبقاء النقاش مفتوحاً في انتظار "حربهم" المقبلة.
العقيدة الأمنية الكلاسيكية للكيان:
ويؤكد الكتاب أن العقيدة الأمنية الصهيونية قامت في الخمسينيات من القرن الماضي على عدة مرتكزات منها:

· تعزيز قوة الردع.
· نقل المعركة في أقرب وقت ممكن إلى أرض العدو وإنهاؤها بسرعة.
· تدمير قوات العدو المسلحة ومعداتها.
· احتلال مناطق والبقاء فيها حتى تحقيق مكاسب سياسية.
· هجوم استباقي أو حرب خاطفة وقائية في حال التأكد من خطر وشيك.
· سلاح نووي ملاذاً أخيراً.

وعلى صعيد بنية الجيش، يتم الاعتماد على جيش نظامي محترف صغير وقوات احتياط كبيرة، وقوات جوية متقدمة وتفوقه على الأسلحة الجوية العربية مجتمعة، وأجهزة استخبارات عالية الكفاءة.
ولم تلقَ دعوات تطوير العقيدة الأمنية الإسرائيلية اهتماماً كبيراً إلا بعد حرب عام 2006م حيث ارتقت بعدها لأعلى سلم الأوليات.

من فكرة الجيش الصغير المنظم إلى "الجيش الجرار":
وتبرز دراسة المؤرخ يوآف جيليبر بعنوان "العقيدة الأمنية ومكانة الجيش في المجتمع الصهيوني"، حيث يرى أن الكيان يجب أن ينتقل من فكرة فِرَق الجيش الصغيرة والاعتماد على فرق احتياط كبيرة إلى مرحلة "الجيش الجرار" النظامي الذي لا يتم فيه الاعتماد على الاحتياط لأنه ومع مرور الوقت ستنخفض كفاءته.

وفي دراسة بعنوان "ضرورة إعادة صوغ عقيدة الكيان الأمنية" من تأليف أليكس مينتس رئيس "معهد السياسة والإستراتيجية" والعميد المتقاعد شاؤول يشاي (رئيس الأبحاث في "معهد السياسة والاستراتيجية" كذلك)، وكلاهما ضليعان في المجال الأمني، خبرا عن قرب العقيدة القتالية للجيش الصهيوني. حيث أتت هذه الدراسة التي قُدِّمت في "منتدى هرتسليا لبلورة عقيدة الأمن القومي" عام 2014م لتشرح عقيدة الجيش الصهيوني إبان نشأتها أيام رئيس الوزراء الأوّل للكيان الصهيوني بن غوريون، وكيف أنها بنيت على منطق "تفوق" الجيش الصهيوني على ما عداه من جيوش المنطقة، وكيف أنَّه لم يعد ممكناً تطبيق هذه العقيدة أو الحفاظ عليها، لأن المشاهَد الآن أن فرقاً أو تنظيمات تشبه العصابات ( حزب الله – حماس - الجهاد) سددت ضربات للجبهة الداخلية وأدخلت الكيان في مأزق وكسرت بعضاً من نظرياته الأمنية حسب العقيدة الأمنية الكلاسيكية. وتحدث الباحثان الصهيونيان عن محاولتين جديتين لتطوير هذه العقيدة، لكنهما باءتا بالفشل نتيجة الإهمال أو عدم الموافقة عليهما. والملفت في هذه الدراسة نقطتان لم يكن الحديث عنهما في السابق أمراً مطروقاً: الحرب السيبرانية (أي الحرب المجازية المرتبطة بالإنترنت/ الحواسيب الشخصية واختراقها). أما الثانية فهي الحرب في الساحة البحرية.

خصوم جدد للكيان من دون الدول:
---------------------

وضمن المقالات تظهر مقالة قائد سلاح الجو الصهيوني السابق اللواء دافيد عبري بعنوان "إدارة العمليات العسكرية في المواجهات المحدودة" تتحدث عن أهمية الاعتماد على أساليب قتالية مختلفة عن المعتاد في عالم باتت المواجهات فيه مختلفة (ثلاثية الرد، والإنذار المبكر، والانتصار الحاسم) لم يعد لها مكان. فمع تحييد الجيوش النظامية العربية باتت المواجهات الآن مع خصوم تتمثل في تلك التنظيمات الفرعية كحماس والجهاد والتنظيمات الأخرى، حيث يجب التوحش في التعامل معهم والتسبب في معاناة نفسية كبيرة لهم.
يؤكد الكتاب أن حرب عام 1967م منحت الكيان عمقاً استراتيجياً كان يفتقر إليه، وأزالت اتفاقيات السلام مع مصر والأردن الخطر من ناحيتهما. ويعترف الكتاب بأنه لولا الدعم الغربي - وخاصة الأمريكي والألماني ويهود العالم - لَمَا تحقق للكيان عنصر البقاء والتقدم. وأن الجيوش العربية الرابضة بالقرب منه لم تعد تمثل أي خطرٍ على دولته بل التنظيمات داخل الدول.
كشفت الحرب أن دولة الكيان تفتقر للتعامل مع الصواريخ المنهمرة عليها، وأن عقيدتها الأمنية قامت على الهجوم، وأنها لا تمتلك استراتيجيات قوية للدفاع عن جبهتها الداخلية، وأن اعتمادها المطلق على سلاح الطيران كبدها خسائر فادحة عندما اضطرت للدخول برياً.
ومثال الفشل الاستراتيجي الذي مني به الكيان، حروب غزة الأخيرة، فقد ألحق دماراً هائلاً (مادياً وبشرياً) بالجانب الفلسطيني، ولكنه لم يحقق الهدف الرئيس ولم يُزِل الخطر الوجودي، وهو ما يفسر اضطراره إلى تكرار الحرب مرة تلو المرة على فترات متقاربة (3 حروب في 6 سنوات).
وتتفق مجموعة الكتاب بخصوص الحالة الفلسطينية على "قرار سياسي" و "ثلاثة مفاهيم"، يتمثل القرار بصعوبة القضاء على حماس وذلك:

أولاً: لصعوبة المهمة ومخاطرها والخسائر الهائلة المتوقعة في الجانب الصهيوني.
ثانياً: الرغبة في إدامة الانقسام سياسياً وجغرافياً.
ثالثاً: الخشية من نشوء حالة فوضى وفراغ من المؤكد أن منظمات أشدُّ تطرفاً ستملؤها، وهو ما سيجعل الكيان يسعى لإعادة احتلال غزة وذلك أصبح مستحيلاً.

أما المفاهيم الثلاثة فهي: ( كي الوعي، جز العشب، نهج هنيبعل) ومثل بأسلوب الجيش الصهيوني خلال الحروب على غزة، ويشرحهم الكتاب بشكل رصين.

التحديات والأخطار:
-----------

يتعرض لأهم الأخطار والتحديات التي قد يواجهها الكيان المتمثل بعضها في:
· ضمان التأثير في أي اتفاق بين إيران والغرب بحيث يتحول الملف النووي إلى ملف هامشي ولا يمثل خطراً على الكيان. (حسب دراسة "التحديات الاستراتيجية - الأمنية الراهنة للكيان" لكلٍّ من أودي ديكل وشلومو بروم ويورام شفايتزر، فإن الاتفاق الغربي الإيراني هو هدف صهيوني من شأنه أن يعمل على إطالة المدة اللازمة لتحقيق اختراق نحو امتلاك قدرات نووية).
· خطر التنظيمات "اللادولتية" التي تحركها أيديولوجية إسلامية.
· اندلاع انتفاضة مسلحة في الضفة الغربية في محاولة للسيطرة منهم على المنطقة (ب) أو منع الكيان دخول المنطقة (أ)، متزامناً مع محاولات نزع الشرعية في المحافل الدولية.
ويتفق المشاركون في الكتاب على أن الكيان ينبغي أن يعزز قدراته وفقاً لعقيدة أمنية محدثة تواصل تطوير منظومات الإنذار والاعتراض الصاروخي وتطوير الطائرات بدون طيار وتعزيز القدرات السيبرانية.

كما يتفق الجميع على ضرورة الحفاظ على العلاقات الإستراتيجية المميزة مع الولايات المتحدة وضرورة إدامة معاهدات السلام وترسيخها مع كلٍّ من مصر والأردن وإنعاش العملية السلمية بين الفلسطينيين والكيان، وأخيراً استغلال ضعف حماس للتوصل إلى تفاهمات على قاعدة التهدئة الأمنية مقابل فتح بشكل موارب أبواب الرخاء النسبي وتسهيل حركة التنقل من قطاع غزة وإليه.
· تحول الاهتمام الأمريكي إلى ساحات أخرى تتمثل في شرق آسيا، وتقليص اعتمادها على نفط المنطقة العربية، وترددها في استخدام القوة العسكرية وقت الأزمات يشكل تحدياً استراتيجياً للكيان.
ويتفق الجميع أنه من بين القيود على العمليات العسكرية الصهيونية مجموعة الصور المؤلمة الناتجة عن استخدام وسائل الإعلام الحديث وتقنية بث الصور والفيديوهات، أو تراجع الدعم الدولي للكيان... كلها أمور تحتم وقف العمليات الحربية. وتمثل قيداً على الكيان. ويدعون لعدم الركون إلى "المشيحانية" الساذجة التي تتجاهل الواقع وتغرق في الثقة بالعناية الإلهية، و يجب أن يستيقظ البعض من النوم في جنة الحمقى والخروج من الواقع الافتراضي إلى الواقع الحقيقي وبأننا لا نعيش في منقطة الغرب الأوسط "الأمريكي" Midwest، بل نعيش في منطقة الشرق الأوسط Middle East، ولا توجد حلول سحرية، والكيان لا يستطيع مواجهة المفاجآت والتغلب عليها. وتظل محاولة إنعاش المسيرة السلمية واستئناف المفاوضات مع السلطة وحصول تقدم حقيقي في هذا الملف وسيلةً يتخلص الكيان من خلالها من كثير من الضغوطات الخارجية وتفتح أفقاً رحباً للتعاون مع الدول العربية التي بات الكيان ليس خطراً عليها وبات الكيان يحظى بشرعية لدى تلك الدول.


---------------------------------
*{البيان : مركز البحوث والدراسات}
ــــــــــــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الأمنية, العقيدة, الإسرائلية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع العقيدة الأمنية الإسرائلية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
العقيدة الصحيحة في المسيح عبدالناصر محمود دراسات ومراجع و بحوث اسلامية 0 11-29-2015 08:53 AM
بالصور السفارة الإسرائلية تحتفي بـ«حارة اليهود» حنان الجزائرية أخبار الكيان الصهيوني 0 06-20-2015 06:49 PM
مفهوم العقيدة وتسمياتها ام زهرة بحوث ودراسات منوعة 0 05-18-2014 06:44 PM
المعرفة العقدية عند ابن تيمية عبدالناصر محمود شذرات إسلامية 0 02-19-2014 09:07 AM
المعالم العقدية في الصيام ام زهرة شذرات إسلامية 0 07-14-2013 11:52 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 11:22 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59