#1  
قديم 12-28-2014, 09:21 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,039
ورقة نصائح زهير بن أبي سُلمى للأمة


نصائح زهير بن أبي سُلمى للأمة الإسلامية في القرن الواحد والعشرين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(عبدالله بن عبده العواضي)
ــــــــــــــــ

6 / 3 / 1436 هــ
28 / 12 / 2014 م
ــــــــــ

07cdvjf20.png


أمِن أمة الإسلام عند التكلّمِ *** مشاهدُ عزٍّ بين أهل التقدمِ

فقد كانت الأمجادُ هَطْلَ سحابِها *** وما هي عنها بالحديث المرجّم[1]

وكانت رياضاً للقلوب ومنظراً *** أنيقاً لعين الناظر المتوسِّم

ودوْحاتِ سعد يبتسمن بروضة *** عليها هناءُ الصالح المُتنعِّم

وظلّت هي الشمسَ المضيئة في السما *** وأنوارُها تبدو على كل مَعلَم

فما لي أراها اليوم تدنو وتختفي *** وتُسلِم آفاقَ السماء لأظلم

وقفتُ على أحوالها بعد حقبة *** من الدهر في أفْق مُنيف مكرّم

فألفيتُها في الناس يُرثى لحالها *** فلأياً تَبيْن الشمسُ بعد تَوهم[2]

فلما عرفت الشمس قلت لوجهها *** ألا انعم عتيقاً أيها الوجه واسلم

تبصّرْ خليلي هل ترى العز باقياً *** لدى أمة الإسلام بعد التهدم

فأقسمت بالله الذي عزَّ بيتُه *** وطاف به جمعاْ مُحلٍّ ومحرِم

يميناً لقد ضلّت عن المجد أمة *** أضاعت لها دين العلا والتسنّم

خَلِّي عِداها ثم تقتل بعضها *** وتفخر في سُوح المذلة بالدم

تفرِّقُ ما كان منها ململَماً *** وتزهو بإتيان العظيم المحرّم

ولو أنها أرست دعائم دينها *** على أرضها والله لم تتثلّم

ألا أبلغنْها من زهير رسالة *** مغلغلةً تُتلى على كل مسلم[3]

ألا تتقون الله حين لقائه *** وتخشون يوماً من ورود جهنم

وقد بانَ سعي الأكثرين عن التقى *** وحادوا عن الدرب المنير المقوَّم

وسالت دماهم بينهم في مآرب *** تَقضَّى بأمر السلم قبل التندم

فما الحرب إلا ما علمتمْ وذقتمُ *** وما هو عنها بالحديث المرجم

متى تبعثوها تبعثوها ذميمة *** وإن أُضرمت بالسعي منكم تَضرَّم

فتعرككم عرك الرحى بثِفالها *** وتوردكم هلكى إلى أم قشعم[4]

تقضّت أماني الطائشين فأصدروا *** إلى كلأ مستوبل متوخم[5]

حروباً أقاموها ولو كان حاضراً *** نُهى الحُرِّ يوم الجهل لم يتقدم

سيندم أحلاس الفساد ومن يعش *** خا الجرم يوماً لا أبا لك يندم[6]

رأيت المنايا بينكم في تزاحم *** تروح وتغدو لم تَرّيث وتسأم

ويمسي عِداكم آمرين عليكمُ *** وعزكم في الذل لم يتجمجم[7]

تسود على هام البرية أمةٌ *** تلوذ برب العالمين وتحتمي

تبني على المجد الأشم حياتها *** وتأبى خضوع النفس للمتهكم

بذلت لكم نصحي ودُرَّاتِ حكمتي *** ومن يسمع النُّصاح يعقل ويفهم





---------------------------------
[1] الحديث المرجم: الذي يُرجم فيه بالظنون.
[2] اللأي: البطء وقيل المشقة، والمعنى: لم تبن إلا بعد جهد؛ لتغير حالها ودروس أعلامها.
[3] الرِسالَة المُغَلْغَلَة: المَحْمُولَة من بَلَدٍ إلى بَلَدٍ.
[ 4] أم قَشْعَم: كنية الموت.
[5] استوبلت الشيء: وجدته وبيلاً، واستوخمته وتوخمته: وجدته وخيماً. والوبيل والوخيم: الذي لا يُستمرأ.
[6] الحلس: كساء على ظهر البعير، وإنما قيل له حلس للزومه الظهر، والعرب تقول: فلان حلس بيته إذا كان يلزم بيته.
[7] التجمجم: عدم الإبانة في الكلام.
------------------------------
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
للأمة, سُلمى, زهير, نصائح


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع نصائح زهير بن أبي سُلمى للأمة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الأمراض الستة للأمة التشخيص والعلاج عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 1 07-13-2017 06:51 AM
ضرورة النقد الذاتي للأمة الإسلامية عبدالناصر محمود شذرات إسلامية 2 12-04-2014 02:14 PM
وصف علي بن أبي طالب للأمة... صباح الورد شذرات إسلامية 0 07-20-2014 01:42 PM
معلقة زهير بن أبي سلمى عبدالناصر محمود أخبار ومختارات أدبية 0 04-04-2013 06:19 PM
الشخصية العربية الاسلامية في الأدبيات المعادية للأمة العربية محمد خطاب الكاتب محمد خطاب ( فلسطين) 0 01-24-2012 08:25 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 06:12 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59