#1  
قديم 07-01-2012, 12:39 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي اللغة بين لسان العربى وعقله.. تحيا العربية من دون أن يسقط سيبويه


فاطمة الناعوت


تحيا اللغة العربية، يسقط سيبويه هو الكتاب الأكثر شهرةً وإثارة للغط، ومصدر الثورة وقت صدوره. أما سبب الثورة فهو أن القراء قد أوّلوا الأمر على أن مؤلفه، شريف الشوباشي، يستعدى الناس على اللغة العربية، ويطالب بهدم أسسها وقتل الأب سيبويه.

والحال أن المؤلف، على عكس ما سبق، كان أحد الباكين على اللغة العربية وانحسارها. وبطبيعة الحال، فقد كان أحد الذين يجيدونها إلى جوار إجادته لغات أجنبية أخري. وما أثار حزنه ودفعه لكتابة هذا الكتاب هو إحصائيةٌ وصلته بحكم عمله ****ل لوزارة الثقافة للشؤون الخارجية تقول إن العربية لم تعد معترفًا بها عالميًّا كإحدى اللغات الدولية بسبب صعوبة تعلّمها رغم أن الناطقين بها يشكلون نسبة لا يستهان بها من تعداد سكان هذا الكوكب. وعليه فقد نادى المؤلفُ القائمين على اللغة والنحاة وأعضاء المجامع اللغوية بتبسيط قواعد النحو والصرف لأنها أثبتت صعوبتها على الناطقين بها، فما بالك بمن تمثل لهم العربيةُ لغةً ثانية أو ثالثة؟
وأما عن هذا الشق من الكتاب فسأختلف معه. لكن الشاهد أن أحدا لم يتطرق لبعض أفكار مهمة وحقيقية وردت فى متن الكتاب. أفكار أخالُها أكثرَ أهميةً وأشدَ خطورةً من شأن الرغبة في/ أو إمكانية تغيير اللغة العربية أو تبسيطها. وأظننى لن أغور كثيرا فى مسألة اللغة، ففضلا عن كونها قد قُتلت سجالا، ما بين مهاجم للمؤلف أو متعاطف معه، أو معتدل يقبل طرح الفكرة ويخالف التكتيك، فقد سبق وأدليت بدلوى فى الشأن اللغوى فى ندوة عُقدت حول الكتاب. وتلخصت كلمتى فى أن منطلقَ النحو والصرف العربيين هو منطلقٌ موسيقيّ بحت. فالعربية منشغلةٌ بالموسيقي، ربما بسبب نشأتها الأولى فى مجتمع شفاهيّ غير كتابيّ مما جعلها خاضعةً لثقافة الأذن. وأنا من المتحمسين للفصحي، ليس لكونى شاعرة، بل أظن أن ما جذبنى إلى دنيا الشعر هو تنبهى المبكّر لعبقرية علم النحو تحديدًا. فيكفى المرء أن ينطق جملةً عربية سليمةً من دون أن يلحنَ نحويًا أو صرفيًّا ليحصل على قدرٍ من الموسيقي. ولهذا السبب ننزعج حين تباغتنا مذيعة بالتلفزيون بخطأ نحويّ. نحن فى الواقع لم نقم بإعراب الجملة فى جزء من الثانية لندرك أن خطأً قد وقع، لكن أذننا اصطدمتْ بما يؤرق حسَّها الفطريّ المجبول على الموسيقي. ولن أتفق مع من سيقول إن السبب هو الاعتياد، لعدة أسباب. أهمها أننا كعرب لم نعتد الكلام بالفصحى فى يومنا بل بالدارجة. كلٌّ حسب دولته وبلده ومدينته وعشيرته. ثم إن الهوّة الواسعة بين الفصحى من ناحية، وبين اللهجات الكثيرة الدارجة على طول الوطن العربى وعرضه من ناحية أخري، تجعلنا لا نتكلم بكبير ثقة عن مسألة الاعتياد. لأن الفصحى تتعامل مع ذاكرتنا البصرية وحسب. أى مع عيوننا فقط وليس آذاننا. بفعل القراءة فى الكتب والصحف والتعليم فى المناهج المدرسية. بينما تنبنى الذاكرة السمعية، أى نستعمل الأذن، من خلال الدارجة التى يتبناها البيت والشارع والمقهى ووسائط الإعلام المسموعة والمرئية الخ.

من الدلائل الأخرى على عبقرية الموسيقى فى علم النحو هو مادة الممنوع من الصرف ، ليس فقط فى الاختيار المدهش للكلمات التى يجب ألا تُصرف لدواعٍ موسيقية مثل "مساجد- كنائس - مصر- مكة - سجاجيد.... الخ"، لكن الأجمل برأيى هو علامة "جر" تلك الكلمات وهى "الفتحة"، عكس ما هو سائد فى اللغة وهى "الكسرة" كعلامة للجر.
دعنا نجرّب جرَّ مفردةٍ ممنوعة من الصرف بالكسرة سنجدها تلتبس "سمعيًا" مع ياء الملكية بسبب عدم إمكانية تنوينها. ولنضرب مثالا: تتجلى العمارة القطوية فى "كنائسِ" كثيرةٍ ، تلك الكلمة، لو جريناها بالكسرة، سيتلقاها السامع وكأنها "كنائسي: أى الكنائس التى تخصني"، لأننا لم نستطع أن نقول "فى كنائسٍ"، بتنوين الكسر، بسبب منعها من الصرف. من هنا كان الحل العبقريّ الموسيقيّ فى جرّها بالفتحة "فى كنائسَ كثيرةٍ"، هنا فقط ترتاح الأذن. وتنطبق النزعة الموسيقية كذلك على مخالفة التمييز لنوع المميّز على نحو: ستة أقلام، ثلاث زهرات الخ. من هنا ارتأيت أن محاولة تغيير النحو العربى يهدد الموسيقى الخبيئة فى متن هذه الأجرومية الفذّة، لأن النحو يقوم فى الأساس على الموسيقى "وليس على العروض الفراهيدية كما يزعم بعض السلفيين فى الشعر".

ما أود أن أبرزه من الكتاب هو مجموعة من الأفكار المهمة التى خفتت للأسف تحت وطأة عنوان الكتاب الملتبس الذى استفز الكثيرين. فالبعض قد أوّل "لتحيا اللغة العربية: يسقط سيبويه" على أنه هتافٌ أو شعار تعبوى على غرار: لتحيا مصر، ليسقط الاستعمار! والشاهد أن الشوباشى لو قصد ذلك لقال ببساطة ليسقط سيبويه . لكنه أسقط "اللام"، بما يؤكد أن الجملة شرطية. أى "من أجل أن تحيا اللغة العربية يجب أن يسقط سيبويه". وأزعم أن تلك الجملة الشرطية البسيطة لم تكن لتثير كل تلك العواصف التى أثارتها الهتافية التى حُمِّلَت على العنوان غُبنًا، وكأن سيبويه هو مبتكر اللغة العربية.

أشار الكتاب إلى بعض المشكلات المتجذرة فى الذهنية العربية والتى ربما تعود إليها، فى رأيي، معظم الأزمات التى نحياها. سوف ألمح إلى تلك النقاط ثم أورد تعقيبى السريع عليها:
- ميل العقل العربى إلى المبالغة.
- ميل العربيّ إلى الكلام أكثر من سعيه إلى الفعل.
- خوف العربى من مواجهة الواقع وجنوحه للوهم عوضا عن ذلك.
- لتباس مفهوم اللغة عند العربي، فهو مازال يعتبرها غاية فى ذاتها لا وسيلة للتواصل مع الآخر.
- ميل العربى إلى المراوغة فى الخطاب عوضا عن المباشرة.
- العرب أبناء حضارة اليقين.
- اهتمام العرب بالشكليّ على حساب الجوهريّ.

وقبل إبداء وجهة نظرى باختصار فيما سبق أعلن أن قد وصلنى منذ الوهلة الأولى لقراءتى مقدمة الكتاب، ودون أدنى جهد، أن الدافع الوحيد الذى حث المؤلف على الكتابة هو دافع قومى عروبى وغَيرة على العربية وحزنٌ على غيابها من خارطة اللغات المعترف بها عالميا. وأتفق معه فى معظم ما أورد بشأن أزمة العقل العربى الراهن والذى أفرز قدرًا من الجمود والركون إلى السلبى انتظارا لحلٍّ قد يهبه الغيب أو يضن به. أوافق أننا أبناء ثقافة الأذن وربما كان ذلك سببا وراء كوننا نقليين أكثر منا عقليين. أى نركن للنقل عوضًا عن العقل . ومن أسفٍ أننا لا نكتفى بالنقل من السلف بغير سعى للتطوير أو التجاوز، بل نركن إلى النقل من الآخر الغربى ثم نلعنه لأنه سبب تخلفنا. وأتفق معه أننا نحفل كثيرا بالشكليّ أكثر من سعينا لبناء النسغ الحقيقى لمعظم المبادئ. فلم نر أبدًا رجل دين قد اتهم أحدا بالخروج عن الدين لأنه لم يراع حقوق الآخر ولم يتقن عمله ولم يعمل على نظافة بيئته بصريا وسمعيا وفكريًّا. وأتفق معه كذلك فى كوننا أبناء ثقافة المبالغة فى القول إلى درجة أن جملة تخلو من "جدا - للغاية - إلى أقصى درجة الخ" تُحسب على الحياد ولا يعوّل عليها كثيرا.

وأن ثمة هوةً واسعة بين خطابنا والخطاب الغربى نتيجة اعتيادنا تضخيم الكلم والركون إلى امتلاك اليقين. لكننى هنا أود أن أشير إلى أن الكتاب قد خلط بين لونيْن من الخطاب: الخطاب الأدبيّ البلاغيّ، والخطاب الحياتيّ الإبلاغيّ. اللون الأول من الخطاب يندرج تحت باب الفن فيجوز له- شأن كل فن- أن يجنح نحو المبالغة وعدم المباشرة بل والمراوغة فى الخطاب. وأحيله إلى الفن التشكيليّ، بعيدا عن التباسات اللغة ومراوغتها وتعدد مستوياتها. فالبورتريه الذى يصوّر وجه إنسان بنسبة الحقيقة تماما سيكون فقيرًا من الفن، وهذا ما أقرَّه الرسامون منذ انتهاء المدرسة الكلاسيكية وبزوغ الحركة التأثرية مرورا بكل ما تلا ذلك من حركاتٍ ومدارسَ وحتى اليوم. لأن الكاميرا سوف تتفوق دقةً وتحديدًا على هذه اللوحة الصحيحة الصادقة التى لا غبار عليها. ويبدأ الفنُّ حين تنحرف النِسَب عن الحقيقيّ والمرئيّ والصادق لتغدو غبارٌ عليها . لأن الفن انحرافٌ عن الواقع تصنعه طاقةٌ فى روح الفنان وفى عينيه تتوق إلى إعادة تشكيل العالم. ينطبق الأمر تماما على الخطاب الشعرى والأدبي. عكس الخطاب الثانى الذى هدفه الأساس الإيصال والإبلاغ، وهو ما يجب أن يتسم بالمباشرة والوضوح والتخلص من الديابيج والمقدمات والنتوءات التى قد تعوّق عملية التلقي. بل إننى أتمادى أكثر وأقول إن اللغة على إطلاقها- حتى اليوميّ منها وبعيدا عن الأدب- لا يمكن أن تخلو من المجاز. وهو ما حاول إثباته مؤلفا الكتاب الأمريكى ****phors We Live By "المجازات التى بها نحيا". وهما أستاذان فى جامعات أمريكا، أحدهما فى الألسنيات واللغويات والآخر فى علم اجتماع. أثبت المؤلفان خلال الكتاب أننا نتحدث بالمجاز طوال الوقت، وأن المعاجم تتراسل طوال الوقت. فحين تناقش فكرة "الجدل" لابد أن تستعير مفردات من معجم "الحرب" فتقول: تراشقنا بالكلمات لكننى صرعته فى الأخير- كان الجدال حامى الوطيس، نازلته فمُنّى بهزيمة نكراء ومن ثم كسبت أرضا جديدة..... الخ. ولننتبه أيضًا إلى أن الكتاب أمريكيّ مكتوب باللغة الأنجلو- أمريكية التى أقرَّ الشوباشي، ونقرُّ معه، أنها لغة متقشفة محددة تنأى عن البديع فى القول وتهرب من الزوائد ما أمكن، ومن ثم استحقت لقب اللغة الأولى فى العالم. إذن ليس للأمر علاقة بأزمة خاصة فى اللغة العربية بقدر ما هو إشكالية آلية نقل الفكرة من العقل إلى اللسان. أى تحويل الفكرة الهيولية التجريدية المهومة فى المخ البشرى إلى مفردة محددة ذات دلالة. وهى عملية ذهنية شديدة التعقيد وليست مقصورة على اللغة العربية وحدها، وهذا ما يجعلنا نتكلم دوما عن قصور اللغة. كل لغة. وأنا هنا لا أنفى الصعوبة عن اللغة العربية، لكننى أردُّ الأزمة إلى مأساة نُظُم التعليم فى الوطن العربى كلّه، ليس فى مادة اللغة العربية وحسب، بل فى مختلف فروع العلم.
فسياسة التعليم العربى تقوم على النقل وحشو الأدمغة بغير تفعيل حقيقى لعمل العقل. أما عن زخم المترادفات "غير المهجورة" فى اللغة العربية، وهو ملمح انتقده الكتاب، فأراه ملمحَ ثراء لها وإن كنت أتفق بقوة مع الشوباشى حول قصور النحو العربى عن تحديد دقيق لزمن الفعل الماضى قياسا باللغات الأخري. فالزمن الماضى عندنا واحدٌ ولا يمكنك تحديد ترتيب أزمنة وقوع الأفعال من خلال تصريفها مثلما فى الإنجليزية أو الفرنسية. وهو الأمر الذى يستشعره كل ما أقدم على الترجمة من وإلى العربية. إذن فإشكاليات المبالغة فى القول واستبدال الكلام بالفعل الخ، مردُّها الحقيقى ليس اللغة بقدر ما هى طبيعة فى نمط التفكير تخصنا نحن كعرب أكثر مما تخص لغتنا. أى إنها أزمة صياغة وتعامل مع الكلمات لأن ذات اللغة بوسعها خلق خطاب رشيق محايد لا يعوزه المنطق ولا تصدعه مبالغة وإطناب. والعربيّ المبالغ فى لغته الأم سوف يرتكب ذات المبالغة حين يتكلم بلسان فرنسى أو ألمانيّ الخ.
بظنى الخاص أن أزمة الخطاب اللغوى العربية حديثة ومرتبطة بتدنى المستوى الثقافى للفرد العربى فى الزمن. ودليلى على ذلك كنزٌ صغير أمتلكه.
وهو مجموعة من الخطابات المتبادلة بين جدى وجدتى خلال فترة خطوبتهما. أما جدى فلم يكن سوى طالب فى كلية الحقوق فى حين لم تحصد جدتى سوى البكالوريا القديمة "الثانوية العامة". أدهشنى كمُّ الرقى الفكرى والثقافى واللغوى بل والإنسانى لديهما معا. اللغة العربية هى هى بل كانت أشد تعقيدًا وأقرب إلى المنفلوطية حينئذ، والعقل العربى هو هو، الفارق هو ما تلقاه هذان العروسان من تعليم فى عصرهما مقارنةً بما يتلقاه الطلبة التعساء الآن. نسيت أن أقول إن جدتى هذه كانت تحفظ إلى جوار المقطوعات الموسيقية التى تجيد عزفها على البيانو الكثيرَ من الشعر الجميل والذى ظهر فى رسائلها. أستاذ شريف الشوباشي، أهنئك بالفعل على هذا الكتاب الذى نكأ الكثير من الجروح بشأن إشكاليات حقيقية فى آلية التفكير ورؤية العالم والتعامل مع الوجود تخصنا ككيان عربي، وهو ما أشرتَ إليه فى كتابك الراهن واستفضت فيه فى كتابك السابق المهم الداء العربى . أتفق معك فى أننا فى أزمة مروّعة وحقيقية بل ومُهدِّدة لوجودنا.

نحن ننحدر ونتقزم وسائرون بدأب وانتظام نحو هاوية. لكن هل تكمن الأزمة فى "اللسان" أم فى "العقل"؟ لماذا نطالب اللغةَ أن تُحنى هامتَها من أجلنا، لماذا لا نحاول نحن أن نعلو قليلا؟
-----------
موقع الجمعية الدولية للمترجمين واللغويّين العرب :
المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
المكتبة, النحو, دراسات لغوية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع اللغة بين لسان العربى وعقله.. تحيا العربية من دون أن يسقط سيبويه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نشأة النحو العربي في ضوء كتاب سيبويه Eng.Jordan دراسات و مراجع و بحوث أدبية ولغوية 0 06-21-2013 02:58 PM
أسلوب التعلّم عند دارسي اللغة العربية: طلاب كلية اللغة العربية في جامعة الإنسانية بقدح نموذجاً Eng.Jordan بحوث و مراجع و دراسات تربوية واجتماعية 0 06-16-2013 10:09 AM
سيبويه .. تفاحة العربية ام زهرة شخصيات عربية وإسلامية 0 05-25-2013 07:07 PM
هل جنى سيبويه الفارسي على اللغة العربية؟ Eng.Jordan دراسات و مراجع و بحوث أدبية ولغوية 0 07-01-2012 12:35 PM
لتحيا اللغة العربية: يعيش سيبويه Eng.Jordan أخبار ومختارات أدبية 0 03-29-2012 08:14 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 04:52 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59