العودة   > >

شذرات مصرية أخبار وتحليلات .. مقالات ومتابعات للحدث المصري

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 10-26-2013, 01:24 AM
ام زهرة غير متواجد حالياً
متميز وأصيل
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: العراق
المشاركات: 6,886
افتراضي فتاتي مصر وعبق التاريخ


حديثنا اليوم عن فتاتين عظيمتين في تاريخ العرب والإسلام، وهما من أرض كنانة من أرض مصر ******ة:
أما الفتاة الأولى: فبداية قصتها أن إبراهيم - عليه السلام - هاجر بسارة، فدخل بها قرية [أرض مصر] وفِيهَا مَلِكٌ مِنَ الْمُلُوكِ، أَوْ جَبَّارٌ مِنَ الْجَبَابِرَةِ، فقيل لذلك الملك: (( دخل إبراهيم بامرأة هي من أحسن النساء، فأرسل إليه: أن يا إبراهيم من هذه التي معك؟، قال: أختي، ثم رجع إليها، فقال: لا تكذبي حديثي، فإني أخبرتهم أنك أختي، والله إن على الأرض مؤمن غيري وغيرك، فأرسل بها إليه، فقام إليها الملك الجبار، فقامت توضأ وتصلي، فقالت: اللهم إن كنت آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلا على زوجي فلا تسلط علي الكافر فغط حتى ركض برجله (فغط) ضاق نفسه وكاد يختنق حتى سمع له غطيط وهو تردد النفس صاعداً إلى الحلق حتى يسمعه من حوله وركض برجله أي حركها وضربها على الأرض].... قالت: اللهم إن يمت يقال هي قتلته، فأرسل ثم قام إليها فقامت توضأ تصلي وتقول: اللهم إن كنت آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلا على زوجي فلا تسلط علي هذا الكافر فغط حتى ركض برجله... فقالت: اللهم إن يمت قتلته فيقال هي قتلته فأرسل في الثانية أو في الثالثة، فقال: والله ما أرسلتم إليّ إلا شيطاناً أرجعوها إلى إبراهيم وأعطوها آجر في رواية: (هاجر) فرجعت إلى إبراهيم - عليه السلام – فقالت: أشعرت أن الله كبت الكافر وأخدم وليدة)) رواه البخاري.
وهبت سارة هاجر لزوجها إبراهيم فتزوجها وأنجبت منه إسماعيل فأمره الله أن يرتحل بها إلى مكة إلى بيت الله الحرام فوضعها عند البيت عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد وليس بمكة يومئذ أحد وليس بها ماء فوضعهما هنالك ووضع عندهما جراباً فيه تمر وسقاءً فيه ماء ثم قفى إبراهيم منطلقاً فتبعته أم إسماعيل فقالت: يا إيراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه أنيس ولا شيء؟ فقالت له ذلك مراراً وجعل لا يتلفت إليها، فقالت له: آللَّهُ الَّذِي أمرك بهذا؟ قال: نعم، قالت: إذن لا يضيعنا، ثم رجعت فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه استقبل بوجهه البيت، ثم دعا بهؤلاء الكلمات ورفع يديه فقال: ( ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع - حتى بلغ - يشكرون)، وجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل وتشرب من ذلك الماء حتى إذا نفذ ما في السقاء عطشت وعطش ابنها وجعلت تنظر إليه يتلوى، أو قال: يتلبط فانطلقت كراهية أن تنظر إليه فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها فقامت عليه ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحداً فلم تر أحداً فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها ثم سعت سعي الإنسان المجهود حتى إذا جاوزت الوادي ثم أتت المروة فقامت عليها ونظرت هل ترى أحدا فلم تر أحدا ففعلت ذلك سبع مرات. قال ابن عباس قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((فذلك سعي الناس بينهما))، فلما أشرفت على المروة سمعت صوتاً فقالت: صه - تريد نفسها - ثم تسمعت فسمعت أيضاً فقالت: قد أسمعت إن كان عندك غواث فإذا هي بالملك عند موضع زمزم فبحث بعقبه أو قال بجناحه حتى ظهر الماء فجعلت تحوضه وتقول بيدها هكذا وجعلت تغرف من الماء في سقائها وهو يفور بعد ما تغرف، قال ابن عباس قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((يرحم الله أم إسماعيل لو كانت تركت زمزم - أو قال لو لم تغرف من الماء - لكانت زمزم عينا معينا))، قال فشربت وأرضعت ولدها فال لها الملك لا تخافوا الضيعة فإن ها هنا بيت الله يبني هذا الغلام وأبوه وإن اله لا يضيع أهله.
هذه قصة هاجر أم إسماعيل أبونا نحن العرب وأمنا التي لازلنا إلى أن تقوم الساعة ونحن نقتفي أثرها ونستن بهديها في كل حج وعمرة نسعى كما سعت و نصعد الصفا والمروة كما صعدت ونشرب من ماء زمزم المبارك الذي أنبعه الله غوثاً لها ولابنها ولجميع أهل الإيمان فلله ما أعظم منزلتها وفضلها وما أعظم إحسانها إلينا.
أما الفتاة الثانية فبداية قصتها عندما أرسل النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المُقَوقِس القبطِي صاحب الإسكندرية ومصر يدعوه إلى الإسلام فأهداه مارية بنت شمعون وأهدى معها أختها سيبرين، وخصيّا يقال له: مأبور، فوهب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سِيبرينَ لحسان بن ثابت، وهي أمُّ عبد الرحمن بن حسان، وتسرى النبي -صلى الله عليه وسلم- بمارية: فأنجبت له إبراهيم ابن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وماتت مارية في خلافة عمر سنة ست عشرة، ودفنت بالبقيع.
دلالات القصتين:
1/ أن العلاقة بين مصر وبلادنا علاقة عظيمة قوية قديمة تضرب في أعماق الزمان وتتحدى كل مغرض جبان فمصر محبوبة لقلوب أهل الإيمان كل من دخل بيت الله ونظر إليه أبصر الكعبة المشرفة تذكر أن أول من بناها و شيدها هو إبراهيم و ابنه إسماعيل ولد هاجر المصرية وحينما يسعى بين الصفا والمروة يتذكر أنه يقتفي أثر هاجر المصرية ويتساءل المسلم كيف عاشت بهذا الوادي المقفر بمفردها؟ كيف جعلها الله سبباً لحياة هذا البلد الأمين.
2/ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أوصى بأهل مصر خيراً، فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي ذر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( إنكم ستفتحون أرضاً يذكر فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيرا، فإن لهم ذمة ورحما)). وروى الطبراني والحاكم عن كعب بن مالك مرفوعاً: (( إذا فتحت مصر فاستوصوا بالقبط خيراً، فإن لهم ذمة ورحما)). وصححه الألباني. في رواية أخرى لحديث أبي ذر عند مسلم أيضاً، بلفظ: (( فإن لهم ذمة وصهراً..)) وقال المناوي: " ((فإن لهم ذمة)) ذماماً وحرمةً وأماناً من جهة إبراهيم بن المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، فإن أمه مارية منهم ((ورحما)): قرابة؛ لأن هاجر أم إسماعيل منهم". اهـ.
قال النووي في شرح مسلم وفي رياض الصالحين: " أما الرحم فلكون هاجر أم إسماعيل منهم، وأما الصهر فلكون مارية أم إبراهيم منهم". اهـ فلأهل مصر ذمة ولأهل مصر رحم ينبغي لكل مسلم أن يتذكر هذه الوصية ولا يغفل عنها.
3 / يدرك أعداء الإسلام أن التفريق بين بلاد المسلمين وتشتيت جمعهم يسهل عليهم غزوهم وسلب خيراتهم ومن ذلك العلاقة القوية بين بلاد الحرمين وبلاد مصر والتي تمثل حصناً عظيماً للمسلمين قاطبة فهما مأرز أهل السنة ومفزعهم ولذلك صوبوا سهامهم لزرع العداوة والشحناء بين البلدين ******ين ولكن خيب الله سعيهم ورد كيدهم في نحورهم.
4 / أن مصر ******ة تمر هذه الأيام بمحنة عظيمة تستهدف حريتها وأمنها وعقيدتها فأراد الأعداء عزلها عن مصدر قوتها ودعمها، وجعلها كلأً للمنافقين والعلمانيين ليعبثوا بجهود أبناء الثورة ويجهضوا خيار الشعب المسلم الذي اختار الإسلام، اسأل الله أن يحقق للمسلمين آمالهم و يصرف عنهم مكر الماكرين وكيد المتربصين.
5 / الشعب المصري شعب طيب القلب يحب الأنس عاطفته لبلاد الحرمين وأهل الحرمين عاطفة جياشة الشعب المصري كل يأنس به يقول الشيخ الطريري: " وصف نبينا أمه هاجر المصرية بقوله: (( فألفى ذلك أم إسماعيل تحب الأنس)) ولا زالت هذه الصفة في قومها المصريين إلى اليوم... الشعب المصري لا زال يتوارث صفة أمنا هاجر المصرية فهي ((تحب الأنس)) فهو شعب يحب الأنس يأنس ويُؤنَس، ويَألفُ ويؤلَف، ويُحب ويَحب".
6- الشعب المصري يحب من يفد إليه وربما جعل الوافد مصر سكناً ومستقراً له؛ لطيب معشر أهلها يقول الشيخ الطريري: " ولذا يأتيها الغرباء فلا يشعرون بالغربة فيتفاعلون ويستوطنون وهناك يموتون... أُخرج الإمام العز بن عبد السلام من الشام فتلقاه أمير الكرك وعرض عليه النزول، فقال: بلدك تصغر عن علمي، ثم ذهب إلى مصر فجعله أهلها سلطان العلماء، جاءها رشيد رضا من طرابلس فأنشأ مجلة المنار ومحب الدين الخطيب من الشام فأنشأ مجلة الفتح وجاء علي با كثير من أندونسيا فصار الروائي والأديب... وجاء القرطبي من الأندلس إلى مصر فصار إمام التفسير، وجاء أحمد بن قائد من نجد فصار شيخ الحنابلة، وجاء الخضر حسين من تونس فصار شيخ الأزهر".


المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
مصر, التاريخ, فتاتي, وعبق


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع فتاتي مصر وعبق التاريخ
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كتب التاريخ احمد ادريس كتب ومراجع إلكترونية 21 03-11-2015 03:58 PM
قالوا عن التاريخ ام زهرة الملتقى العام 0 05-20-2013 02:48 PM
سُــرّاق التاريخ Eng.Jordan شذرات إسلامية 0 11-14-2012 09:52 PM
عوامل تحريف التاريخ الأموي تشويه التاريخ تراتيل شذرات إسلامية 0 02-23-2012 04:36 PM
عين على التاريخ محمد خطاب الكاتب محمد خطاب ( فلسطين) 0 02-08-2012 07:46 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 06:14 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59