#1  
قديم 12-29-2017, 11:23 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي كيف يمكن للفوضى التركية الكردية السورية أن تنفع الولايات المتحدة


نوفمبر 30, 2017

ماذا قال ترامب؟


ماذا قال ترامب؟

كيف يمكن للفوضى التركية الكردية السورية أن تنفع الولايات المتحدة

“لا ينبغي أن ننفق ثروة كبيرة على إضعاف التأثير الإيراني في سوريا” هذا ما يمكن استخلاصه من مكالمة ترامب المتلعثمة.
كانت مكالمة الرئيس ترامب مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان الأسبوع الفائت دليلا على أن (الإخوة ماركس) هم مجموعة أكثر تناسقا من ترامب مع أولئك الذين يديرون معه ملف السياسة الخارجية في الإدارة الحالية، هذا التعثر والتلعثم يعكس فريقا ما زال ينتقص الاستراتيجية الصلبة تجاه سوريا.
أكد الرئيس مجددا لنظيره التركي أن الولايات المتحدة ستوقف الدعم العسكري عن الميليشيات الكردية، ذاتها القوى التي تعتمد عليها الإدارة الأمريكية مع قوتها الجوية لهزيمة دولة الخلافة الإسلامية في العراق وسوريا، وكانت تبني عليها الأمل في الضغط على النظام السوري واحتواء إيران في سوريا، ولكن تركيا طالما ضغطت على واشنطن لإيقاف الدعم عن الميليشيات الكردية شمال سوريا، والتي هي بنظر تركيا متحالفة مع حزب العمال الكردستاني الإرهابي (PKK ) لزعزعة الاستقرار الداخلي في تركيا وتهديد أمنها على طول الحدود مع سوريا، وقد أكد البيت الأبيض يوم الجمعة الفائت أن ترامب أذعن لهذا الطلب، تاركا بذلك الوزارة الخارجية ومؤتمر الأمن القومي في حيرة يتخبطون لتأويل ما فعله الرئيس ترامب ولتجاوز تبعاته.
وكان مسؤولون سابقون في الإدارة الأمريكية قبل هذا التصريح بنهار واحد قد أعربوا على منصات إعلامية عن نية الولايات المتحدة استخدام القوات الكردية المدعومة أمريكيا للضغط على نظام الأسد وداعميه الإيرانيين للركون إلى الحل السياسي، في مسعى من واشنطن حسب ما صرحوا للتحول من حملتهم ضد داعش إلى الظهور بمظهر الساعي إلى استقرار البلاد وبذل الجهود للدفع إلى العملية السياسية.
وكان وزير الدفاع جيمس ماتيس قد صرح في لقاء صحفي أن القوات الأمريكية ستبقى في سوريا إلى حين التوصل للحل السياسي، وقال: “لن نغادر الآن وقد تصدعت عملية جنيف”.
من الصعب أن نتخيل أن توقيت كلمة الرئيس ترامب وما جاء فيها منتقى بعناية ومُعدٌّ بشكل دقيق، حسب الوزير الخارجي التركي، فإن ترامب أخبر أردوغان أن هذه المهزلة (تسليح الأكراد) ينبغي أن تكون متوقفة منذ زمن بعيد، حيث لا يوجد علم مسبق لدى الأكراد عن شيء كهذا، ولا عن معالجة الإدارة الأمريكية لقرار مثل هذا من قبل.
ما فعله الرئيس ترامب بالأصل هو سحب البساط من تحت أحلاف أمريكا الأكراد، محبطا بذلك سياسة إدارته الساعية إلى تقوية موقفها ضد إيران، وبذلك يكون قد أبطل التأثير الأمريكي على ساحة المعركة وعلى محادثات السلام تباعا.
قد يكون الرئيس ترامب استنتج أن تركيا حليف قيّم أكثر من الأكراد في حقبة ما بعد داعش، وأنه قد تلقى ضمانات من الرئيس أردوغان بدعمه للنفوذ الأمريكي، إلا أن الأتراك ليس لديهم الكثير ليقدموه في ساحة المعركة ولا على طاولة المفاوضات، حتما إذا قيسوا بالقوات الفعلية في سوريا، وحتى الآن لم يتضح للإدارة الأمريكية كيف ستطبق إيقاف تسليح الأكراد، وبالنظر إلى ما حدث، سيترك هذا القرار تأثيرا إما كبيرا أو ثانويا على القدرات القتالية للميليشيات الكردية، أو سيزيد من العداوة التركية لأمريكا إذا تراجعت الأخيرة عن التزامها.
بالمختصر، كل ما في الأمر أننا أمام إدارة ما تزال في حيرة من أمرها في سوريا، ولا تعلم كثيرا كيف تتعامل مع الوسط ما بعد داعش، وأنها بظاهر قرارها قد جردت نفسها من خيار تسليح الأكراد، وهذا ليس له أي منفعة حقيقية في جعلها رائدة في الحلبة المسيطر عليها روسيا وإيرانيا.
ومن باب السخرية، حتى لو تلعثم ترامب بالمكالمة، إلا أنه بالنتيجة جر نفعا للمصالح الأمريكية، ذلك لأن الولايات المتحدة ليس لها مصالح حيوية في سوريا تبرر لها إنفاق الموارد الكبيرة التي يتطلبها تهميش النفوذ الإيراني في هناك.
الصراع في سوريا لا يؤثر على تدفق النفط من الشرق الأوسط، والولايات المتحدة وشركاؤها في التحالف أنجزوا نجاحا باهرا في تحييد واحتواء الجهاديين في سوريا، وعليه فإن أي هجمة إرهابية محتملة في الولايات المتحدة ستكون على الأغلب ناشئة من البلد نفسه وناجمة عن شخص بمفرده (عملية الذئب الوحيد) أكثر من احتمال كونها منظمة ومخططا لها ومدعومة من مركز تنظيم داعش، وطالما بقي الاتفاق النووي مع إيران ساريا فعلى الأقل لن تهيمن إيران على المنطقة بسلاح نووي، ولدى الإسرائيليين القدرة وزيادة على تدبر أمنهم في الجوار.
وحيال كوريا الشمالية، فقد أسفرت التصريحات المنفصمة والغير متناغمة للرئيس ومستشاريه عن شيطنة المشكلة وجعلها عصية على التعامل، على خلاف ذلك، في سوريا كانت نتيجة المكالمة لحسن الحظ أقل ضررا وربما خرجت بنتيجة موفقة.
المصدر: أمريكا اليوم USA TODAY
ترجمة: أحمد الحسين


المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
للفوضى, المتحدة, التركية, السورية, الولايات, الكردية, تنفع, يمكن


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع كيف يمكن للفوضى التركية الكردية السورية أن تنفع الولايات المتحدة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
واشنطن: تركيا لا يمكن أن تصبح شريكا للولايات المتحدة عبدالناصر محمود أخبار عربية وعالمية 0 04-30-2017 08:56 AM
لن نسمح بدويلة تشكل قوة عسكرية على الحدود التركية السورية عبدالناصر محمود أخبار عربية وعالمية 0 02-29-2016 07:33 AM
الرياض قد تبتعد عن الولايات المتحدة في ظل التحولات الجديدة في علاقة السعودية بالولايات المتحدة الأمريكية Eng.Jordan مقالات وتحليلات مختارة 0 10-23-2013 09:50 AM
المعارضة السورية تفقد الأمل فى وعود الولايات المتحدة بتسليحها عبدالناصر محمود أخبار عربية وعالمية 0 07-10-2013 08:17 AM
التجربة التركية في التنمية.. كيف يمكن لمصر والخليج العربي الاقتداء بها؟ Eng.Jordan بحوث ومراجع في الإدارة والإقتصاد 0 06-20-2012 01:30 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 11:48 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59