#1  
قديم 02-18-2016, 08:28 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,039
ورقة معاذ الخطيب..سكوته من ذهب


معاذ الخطيب.. كلامه ليس من فضة لكن سكوته من ذهب
ــــــــــــــــــــــــــــ

(منذر الأسعد)
ـــــــــ

9 / 5 / 1437 هـ
18 / 2 / 2016 م
ــــــــــ

الخطيب..سكوته moaz-thumb2.jpg


يبدو الشيخ أحمد معاذ الخطيب ممن يصرون على التذكير بأنفسهم كلما استشعروا أن الناس نسيتهم أو كادت!
فكلما انقضت بضعة شهور،يطل الشيخ مجدداً،بكلام سبق أن قاله مرة تلو مرة، لكنه يغلفه بصياغة مختلفة قدر وسعه.قد يقال:وما الضير في أن يكرر المرء خطابه ما دام حقاً،وهو يرى الآخرين يتجاهلونه، مع أنه موجَّهٌ لإنقاذهم، وكأنهم أطفال مشاكسون يتمنعون عن تناول الدواء لأن طعمه غير مستساغ!





الجرعة الأخيرة
-------

قبل أيام معدودات، نشر الشيخ معاذ عبر مواقع التواصل الاجتماعي أحدث خطبة مسجلة له حول سوريا، تحت عنوان: هل ما يزال هناك أمل لإنقاذ سوريا/ كلمة للشعب السوري، ومدتها 16 دقيقة وثانية واحدة.
والسؤال في العنوان ينم عن ذكاء الشيخ لأن الجزم بوجود أمل يتيم لا يملكه سواه، سلوك مستفز يصرف المتلقي بيسر، والأفضل هنا عرض القضية في صيغة سؤال يوحي بالإجابة ولا يحمل فجاجة المباشرة والادعاء الكبير.





فما خلاصة كلمة الشيخ هذه؟
-----------------

يتوجه معاذ الخطيب بخطابه إلى " الشعب السوري العظيم" من مُعَارِضي عصابة بشار ومن مؤيديه-وصف العصابة من عندي فالشيخ يصفه بأنه: النظام-. ويتحدث عن تطلعات السوريين إلى الحرية وتجاهل النظم السياسية المتعاقبة لتلك التطلعات، وهو يُشَبِّه حال سوريا اليوم بالغزو الصليبي للعراق سنة 2003م، بذريعة أكذوبة أسلحة الدمار الشامل!والكلمة تتهم الطرفين بارتكاب "أخطاء"، ويورد أرقام الفظائع المقترَفة في سوريا خلال خمس سنوات، ويتجاهل المسؤول عنها بل يميع القضية بتوزيع وزرها بين الطرفين!!
ويعتقد أن في الجيش النظامي من يظنون أنهم يدافعون عن بلدهم ويفدونه بأرواحهم!



ويُحّذِّر من أن كل سوري سيتم نهش لحمه إذا استمر الاقتتال، ويتهم العصابة المتسلطة والمعارضة بالتبعية للخارج، ويتهم جميع الدول ذات الصلة بالوضع السوري بأنها اشتركت في إنشاء داعش، ويرى أن في داخل النظام عقلاء، وهو يراهن عليهم وعلى من يراهم شرفاء المعارضة، لوقف المأساة والدخول في حوار سوري/سوري 100%! مع أنه يجزم بأن الطرفين خائفان من التفاوض!



ويلخص الحل في رأيه بقوله: لنبحث عن الأمور المشتركة: استقلال القرار السوري- وحدة سوريا أرضاً وشعباً -الحفاظ على النسيج الاجتماعي- اعتماد التفاوض لحل الإشكالات!
ويختم بالتحية للشعب السوري الذي يؤكد الخطيب أنه " أعظم حاضنة شعبية للإسلام الوسطي في العالم"!!




تلك بأمانة خلاصة وافية لما جاء في كلمة معاذ الخطيب،يعلم الله كم ضغطتُ على أعصابي لأوجزها بموضوعية، مع أنها استفزت كثيراً من السوريين، مثلما تنبئنا مواقع التواصل الاجتماعي.





أين يعيش الشيخ معاذ؟
---------------

هذا السؤال هو الصيغة المهذبة للتعبير عن الصدمة القاسية من الكلمة التي تثير غضب أشد الناس حلماً!!




صحيح أنه لا جديد في دعوته الخيالية إلى حوار افتراضي رفضته عصابة بيت الأسد قبل أن توغل في كل هذه الدماء،فالخطيب نفسه كوفئ بالاعتقال قبل فراره من دمشق، على مبادرات أقل من المطالبة بحوار متكافئ!!
ليدلنا الشيخ على أي حوار حقيقي أجراه آل الأسد منذ تسلطهم على بلادنا سنة 1970 بانقلاب " الحركة التصحيحية"!! بل إن انقلاب حافظ ذاك على رفاقه في البعث أكبر دليل على مقته لأي حوار فهو يقوم على القوة والقهر والدماء منذ البداية- في 16/11/1970 اعتقل المقبور قيادة حزب البعث بمن فيهم صلاح جديد الذي فرضه على الجميع وهيأ له التسلق التدريجي حتى تفرد بالسيطرة المطلقة على سوريا-.




وهنا زل الخطيب فلم يكن دقيقاً حتى في عرض معلومة تاريخية قطعية، والله وحده يعلم إن كانت زلة عفوية أم متعمدة!! فما هي النظم المتعاقبة على سوريا في السنوات الخمسين الماضية يا شيخ؟ ألم يتم الانقلاب البعثي العسكري في 8/3/1963م، حيث تصارعت الأجنحة وتمكن ضباط الأقليات من إزاحة الواجهة السنية في 23/2/1966، لتجري تصفية الإسماعيليين والدروز قبل أن ينتهي حافظ من تصفية رفاقه النصيريين؟


فأين التعاقب يا شيخ؟ إنه في خيالك لا أكثر.



أليس فاجعاً أن يتحدث خطيب المنابر عن شعب سوري واحد،يضم نصف مليون قتيل –نحسبهم شهداء والله حسيبهم ولا نزكي على الله أحداً- كما يضم قتلتهم سواء بسواء؟ ألا يعلم أن زوال الدنيا أهون عند الله سبحانه من إراقة دم مسلم واحد؟



يا رجل اتق الله!! فالأمم المتحدة التي لا تؤمن بالإسلام ديناً –وكذلك منظمات حقوقية غربية- لم تنزلق إلى هذا الدرك!!


كنت سأعتب عليك ظلمك الفج عندما تفتري فتجعل الدول القليلة التي تؤيد الثورة على صعيد واحد مع داعمي القتلة سراً وعلانية،ثم قلت في نفسي: هل تنتظر ممن يظلم شعبه هذا الظلم الفاحش أن ينصف شقيقاً أو صديقاً؟
حسناً سنلغي عقولنا وقلوبنا،ونسير وراء وسطيتك –كالميت بين يدي مغسله- فمنذا الذي ستفاوضه في العصابة:ماهر الأسد أم جميل حسن؟ مع أنك "أتحفتنا" في كلمتك نفسها بأن هذه العصابات التي تساويها بضحاياها اعتقلت منذ خمسة أيام زوجة أحد العلماء وأطفاله رهائن؟





بل إن هؤلاء أصبحوا اليوم أدوات فالبلاد يحتلها الروس والصفويون ومرتزقتهم؟ والله لقد أضحكتني في كلامك عن القرار السوري المستقل،مع أن طاغية الشام سلّم البلد كله لسادته في قم وموسكو،فهل ستناشد قطعان الطائفيين الذين استقدمهم نظامك لتصفيتنا؟ أم ترجو بطريرك موسكو أن ينعم عليك بقبوله الجزية منك وممن ينخدع بدعوتك السقيمة؟ أم أنك ستتقرب إلى خامنئي بشتم الصحابة والطعن في عرض سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام، إثباتاً للوسطية بزعمك،لعله يقبل بك مواطناً من الدرجة العاشرة في بلدك؟





ماذا يريد؟
--------

هذا السؤال ضروري جداً، لأن معاذ الخطيب يدرك –في زعمي- استحالة أن يحظى بتأييد 1% من السوريين،باستثناء الشبيحة ودعاة المذلة أصحاب شعار: كنا عايشين.والمزري أن الرجل اختبر ذلك عدة مرات، فأشياع القتلة يتقاسمون الأدوار فأكثرهم يسخرون منه ومن طروحاته منذ كان رئيساً للائتلاف وتقدم بمبادرة تعاملت معها العصابة الأسدية بهزء شديد ، وفي المقابل تثني قلة من الشبيحة عليه نكاية بالمعارضة ليس غير.
ليس عندي ما أختم به أفضل من هذا الرد غير المباشر،وهو موقف طرحه الإعلامي السوري فيصل القاسم ، عشية مفاوضات جنيف 3 الفاشلة، حيث أكد أن أضعافاً مضاعفة من السوريين سيقتلون بعد سنوات، إذا قَبِل الشعب إعادة تأهيل نظام الأسد.






وقال القاسم في منشور له عبر صفحته بموقع فيسبوك : “بعد أن استشهد منكم أكثر من مليون، وتشرد منكم أكثر من 15 عشر مليوناً، وتدمرت مدنكم وقراكم وممتلكاتكم ووطنكم على ايدي أجهزة الأمن والعسكر الأسدي النازي: لا تظنوا أبداً أن هذه هي نهاية المطاف أو الثمن: لا أبداً: فإذا قبلتم بإعادة تأهيل النظام السوري سيستشهد أولادكم بأعداد مضاعفة بعد عشر سنوات فقط. وسيكون الدمار الذي رأيتموه على أيدي النظام الأسدي الفاشي على مدى الخمس سنوات الماضية مجرد لعب عيال. والأيام بيننا”.





وأضاف : “لا توقفوا ثورتكم حتى تتأكدوا تماماً أن المؤسستين الأمنية والعسكرية في سوريا لن تعودا إليكم بوجوه جديدة. ما يجري الآن هو محاولة لإعادة إحياء أجهزة الأمن والجيش السوري بحيث يكون أوحش وأقذر بعشرات المرات من السابق. احذروا ثم احذروا إذا كنتم تحبون أولادكم ولا تريدونهم وقوداً لجرائم ضباط الجيش والأمن السوري في قادم الأيام. اللهم إني بلغت. وهذا الكلام برسم الذين يفاوضون النظام الآن. لا تقبلوا بأي حل يستثني المؤسستين الأمنية والعسكرية، فهما أصل البلاء في سوريا”.




وختم : “لا تقبلوا بأي تطمينات، فلا أمان للجيش والأمن. نريدها دولة مدنية ديمقراطية لكل السوريين. نريدها دولة مؤسسات حقيقية، بحيث يكون الوزير وزيراً فعلاً، وليس مجرد طرطور أمام عريف في المخابرات العسكرية أو الجوية. ونريد أولاً وأخيراً أن يكون الجيش والأمن تحت سلطة الحكومة والدولة وليس فوق الحكومة والدولة والشعب كما هو معمول به في سوريا من نصف قرن”.




-------------------------
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
معاذ, الخطيب..سكوته


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع معاذ الخطيب..سكوته من ذهب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بالصور حرق متصرفية عي في الكرك بعد مقتل معاذ الكساسبة Eng.Jordan الأردن اليوم 0 02-04-2015 10:25 AM
السديسي: رحم الله معاذ والإسلام برئ من هذه الافعال Eng.Jordan الأردن اليوم 0 02-04-2015 10:23 AM
تفاصيل إعدام الريشاوي والكربولي بعد قتل الطيار معاذ الكساسبة Eng.Jordan الأردن اليوم 0 02-04-2015 10:20 AM
الخطيب يشكل تيار سياسي جديد عبدالناصر محمود أخبار عربية وعالمية 0 01-02-2015 08:00 AM
المدخل إلى المحادثة الإنكليزية ...قحطـان فؤاد الخطيب Eng.Jordan كتب ومراجع إلكترونية 0 11-07-2012 08:44 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 08:54 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59