#1  
قديم 01-23-2017, 08:53 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,139
ورقة أرطغرل وثبات السلطان


أرطغرل وثبات السلطان
ـــــــــــ

(أحمد أبو دقة)
ـــــــ

25 / 4 / 1438 هــ
23 / 1 / 2017 م
ـــــــــــــــ

السلطان 823012017074919.png




يؤمن حزب العدالة والتنمية التركي بأن النهوض بالمجتمع والأمة مهمة متكاملة الأركان وأهم تحديات هذه المهمة هي معركة الوعي، لذلك ركز على دعم الإعلام الموجه وحركة التواصل بين الشعب التركي وشعوب العالم الإسلامي عبر وسائل مختلفة تتعلق بالسلم والحرب، لكن آخر إبداعات الأتراك مسلسل "قيامة أرطغرل" الذي يسرد تفاصيل نشأة مؤسس الدولة العثمانية والد عثمان الأول "أرطغرل" الذي كان يقود مسار قبيلة "كايي" التي هربت من ملاحقات المغول لتقع أسيرة مكائد الصليبيين وهجماتهم، حتى أضحت جزءاً من حروب السلاجقة ضد الغزو البيزنطي للعالم الإسلامي.

من الإنصاف الحديث عن النمط الدرامي التقليدي للأتراك في المسلسل سواء من خلال قصص العشق التي لا تنتهي مع أبطاله، أو كذلك من خلال تمجيد دور الصوفية وتأُثيرها في تلك الفترة على وحدة العالم الإسلامي وإظهار محي الدين ابن العربي الأندلسي على أنه الملهم الروحي للمجاهدين والخصم الأبرز لفرسان المعبد الصليبيين الذين كانوا في تلك الفترة يخططون لاحتلال القدس. كذلك أظهر المسلسل دوراً بارزاً للدراويش والزوايا الصوفية باعتبارها مكاناً للعبادة وملاذاً للضعفاء والمكلومين، ومركزاً لصناعة القرار، قد يكون ذلك إشارة لأهمية دور المساجد في الحكم الإسلامي، لكن لم تكن المساجد مراكزاً لبعض العادات الصوفية الخارجة عن عقيدة المسلمين.

حصل المسلسل على دعم ومباركة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو، ومن خلال متابعته فإننا نجده رسالياً بدرجة كبيرة جداً، ويحمل كثيراً من المضامين التي يدعو إليها حزب العدالة والتنمية؛ فمن جانب عرض المسلسل طبيعة المؤامرة التي كانت تعيشها ممالك المسلمين في تلك الفترة وتكالب الصليبيين عليها وطرق زرع بذور الخيانة في كل قصر سلطاني في بلاد المسلمين، من خلال الحديث عن صف طويل من كهنة فرسان المعبد الذين يصنعون القرارات داخل قصر السلطان علاء الدين السلجوقي، ومن جانب آخر استعرض نماذج من الخونة في صفوف المسلمين أنفسهم لولاهم لما تمكن الصليبيون من اختراق الأمة، كذلك ركز المسلسل على تعزيز القيم الدينية على أنها أعلى وأهم من المصالح الوطنية والقبلية وجعل شعار الدين والدفاع عنه وإعلاء رايته أهم من النظر للمصالح الشخصية أو مصالح القبيلة.

يرى المشاهد أن المسلسل يستعرض أخلاق المسلمين في السلم والحرب مقابل جرائم الصليبيين ومكرهم وخديعتهم، ويحاول إبراز دور العلماء في قيادة الأمة ومكانتهم عند السلاطين والمجاهدين في تلك الحقبة التاريخية، كما يجعل من الوطن والراية وكلمة التوحيد شعاراً للوحدة والتماسك لا تفرقان بين عرق وآخر، ويستطرد المسلسل بمعالجة عميقة في فضح فرسان المعبد الصليبيين وكيفية استغلالهم للفقراء والضعفاء لجمع الأموال والذهب تحت ذريعة تحرير القدس من "الاحتلال الإسلامي"، وهشاشة بنيانهم من الداخل رغم محاولات تلميعه.

يحاول حزب العدالة والتنمية أن يربط الأتراك بتاريخهم وتاريخ مؤسس الإمبراطورية العثمانية من خلال الدراما، فالرسالية العالية التي يحتويها المسلسل تمثل جرعات وعي سياسي وفكري عالية الجودة بالنسبة للمشاهد البسيط، فهو مادة للترفيه مع حبكة درامية متكاملة تمنح العقول جرعة من الوعي السياسي والفكري تعزز الروابط وتبث روح الثقة في نفوس المتابعين.
كذلك يحاول المسلسل ربط التاريخ بالواقع السياسي التركي اليوم، سواء فيما يتعلق باستهداف حلب في عهد السلاجقة أو في عهد أردوغان، فالوجوه تغيرت لكن المؤامرة بأدواتها لا تزال مستمرة. يأتي هذا العمل متتابعاً بعد مسلسل وادي الذئاب الذي تناول صراع الأمة مع الاحتلال الصهيوني، ليؤكد على أهمية الإعلام ورسالته في الوعي ويعزز عوامل الوحدة والتمكين لهذه الأمة. ورغم وجود بعض المشاهد التي قد نختلف عليها إلا أن هذه التجربة تستحق التعميم والاستثمار من كثير من وسائل الإعلام الإسلامي التي لا تزال غائبة عن المنافسة والقيام بدور مشابه ينافس الأدوار الشيطانية التي تقوم بها فضائيات غايتها استهداف الأمة في عقيدتها ووحدتها.









https://youtu.be/EUeTZ7AVRLM

ـــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-23-2017, 11:18 AM
الصورة الرمزية عبدو خليفة
عبدو خليفة غير متواجد حالياً
متميز وأصيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 721
افتراضي

مسلسل قيامة أرطغرل ككل المسلسلات فيها إجابيات وسلبيات، إلا أن قيامة أرطغرل إجابياته أكبر من سلبياته، فمن حق تركيا أن تستخدم جانب من إعلامها للتذكير بتاريخها المرتبط بالتاريخ الإسلامي، لا سيما في وقت تعاني فيه الأمة وتركيا جزء منها نفس الضعف والتشرذم والعمالة لأعداء الدين وانتشار الجواسيس في أنحاء التراب الإسلامي، مقابل أكياس من الذهب أو كراسي فارغة من السيادة، قد استطاع المسلسل أن يحسس الأمة بواقعها المرير اليوم ولو بشكل غير مباشر وزرع الأمل في نفوس العديد من شباب الأمة، وما أمريكا اليوم إلا بمثابة الروم البزنطيين آنذاك أما روسيا فتمثل المغول وكأن التاريخ يعيد نفسه بسببب ابتعاد الأمة عن الالتزام بتعاليم دينها. " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغييروا ما بأنسهم" من سورة الرعد.
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
أرطغرل, السلطان, وثبات


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع أرطغرل وثبات السلطان
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
السيادة وثبات الأحكام عبدالناصر محمود دراسات ومراجع و بحوث اسلامية 0 10-21-2015 07:58 AM
برك السلطان سليمان القانوني عبدالناصر محمود شذرات إسلامية 0 08-16-2014 08:09 AM
السلطان علي دينار ابراهيم الرفاعي شذرات إسلامية 0 05-08-2012 07:11 PM
صمود وثبات النيجر المسلمة أمام موجة التنصير الرهيبة Eng.Jordan شذرات إسلامية 0 04-19-2012 08:45 PM
وفاة السلطان بهادور خان تراتيل شذرات إسلامية 0 03-06-2012 07:37 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 06:17 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59