#43  
قديم 01-26-2012, 01:13 AM
الصورة الرمزية احمد ادريس
احمد ادريس غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,366
افتراضي

حذيفة بن اليمان
رضي الله عنه

كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن الخير ، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني
حذيفة بن اليمان

من هو ؟
حذيفة بن اليَمان بن جابر العبسي وكنيته أبا عبد الله وكانصاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء حذيفة هو وأخوه ووالدهما الى رسول الله واعتنقواالإسلام ولقد نما -رضي الله عنه- في ظل هذا الدين ، وكانت له موهبة في قراءة الوجوهو
السرائر ، فعاش مفتوح البصر والبصيرة على مآتي الفتن ومسالك الشرور ليتقيها ،فقد جاء الى الرسول يسأله ( يا رسول الله ان لي لسانا ذربا على أهلي وأخشى أنيدخلني النار ) فقال له النبي ( فأين أنت من الاستغفار ؟؟ اني لأستغفر الله فياليوم
مائة مرة ) هذا هو حذيفة -رضي الله عنه-
يومأحد
لقد كان في ايمانه -رضي الله عنه- وولائه قويا ، فهاهو يرى والده يقتل خطأ يوم أحد بأيدي مسلمة ، فقد رأى السيوف تنوشه فصاح بضاربيه ( أبي ، أبي ، انه أبي !!) ولكن أمر الله قد نفذ ، وحين علم المسلمون تولاهم الحزنوالوجوم ، لكنه نظر اليهم اشفاقا وقال ( يغفر الله لكم ، وهو أرحم الراحمين ) ثمانطلق بسيفه يؤدي واجبه في المعركة الدائرة وبعد انتهاء المعركة علمالرسول صلى الله عليه وسلم بذلك ، فأمر بالدية عن والد حذيفة ( حسيل بن جابر ) ولكنتصدق بها حذيفة على المسلمين ، فزداد الرسول له حبا وتقديرا
غزوةالخندق
عندما دب الفشل في صفوف المشركين وحلفائهم واختلفأمرهم وفرق الله جماعتهم ، دعاالرسول صلى الله عليه وسلم حذيفة بن اليمان ، وكان الطقس باردا والقوم يعانون منالخوف والجوع ، وقال له ( يا حذيفة ، اذهب فادخل في القوم فانظر ماذا يصنعون ، ولاتحدثن شيئا حتى تأتينا !) فذهب ودخل في القوم ، والريح وجنود الله تفعل بهم ما تفعللاتقر لهم قدرا ولا نارا ولا بناء ، فقام أبوسفيان فقال ( يا معشر قريش ، لينظرامرؤ من جليسه ؟) قال حذيفة ( فأخذت بيد الرجل الذي كان الى جنبي فقلت من أنت ؟ قالفلان بن فلان ) فأمن نفسه في المعسكر ، ثم قال أبو سفيان ( يا معشر قريش ، انكموالله ما أصبحتم بدار مقام ، لقد هلك الكراع والخف ، وأخلفتنا بنوقريظة ، وبلغناعنهم الذي نكره ، ولقينا من شدة الريح ما ترون ، ما تطمئن لنا قدر ، ولا تقوم لنانار، ولا يستمسك لنا بناء، فارتحلوا فاني مرتحل) ثم نهض فوق جمله، وبدأ المسير،يقول حذيفة ( لولا عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الي الا تحدث شيئا حتى تأتيني ، لقتلته بسهم ) وعاد حذيفةالى الرسول الكريم حاملا له البشرى
خوفه منالشر
كان حذيفة -رضي الله عنه- يرى أن الخير واضح في الحياة، ولكن الشر هو المخفي ، لذا فهو يقول ( كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير ، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني

قلت ( يا رسول الله ، انا كنا في جاهلية وشر ، فجاءنا الله بهذا الخير ،فهل بعد هذا الخير من شر ؟) قال ( نعم ) قلت ( فهل من بعد هذا الشر من خير ؟) قال ( نعم ، وفيه دخن ) قلت ( وما دخنه ؟) قال ( قوم يستنون بغير سنتي ، ويهتدون بغيرهديي ، تعرف منهم وتنكر ) قلت ( وهل بعد ذلك الخير من شر ؟) قال ( نعم ، دعاة علىأبواب جهنم ، من أجابهم اليها قذفوه فيها )
قلت ( يا رسول الله ، فما تأمرني انأدركني ذلك ؟) قال ( تلزم جماعة المسلمين وامامهم ) قلت ( فان لم يكن لهم جماعة ولاامام ؟) قال ( تعتزل تلك الفرق كلها ، ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموتوأنت على ذلك )
المنافقون
كان حذيفة -رضي الله عنه- يعلم أسماء المنافقين ،أعلمه بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وسأله عمر ( أفي عمّالي أحدٌ من المنافقين ؟) قال ( نعم ،واحد ) قال ( مَن هو ؟) قال ( لا أذكره ) قال حذيفة ( فعزله كأنّما دُلَّ عليه )
وكان عمر إذا مات ميّت يسأل عن حذيفة ، فإن حضر الصلاة عليه صلى عليه عمر ، وإنلم يحضر حذيفة الصلاة عليه لم يحضر عمر
آخر ما سمع منالرسول
عن حذيفة قال ( أتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي توفاه الله فيه ، فقلت ( يا رسول الله ، كيفأصبحت بأبي أنت وأمي ؟!) فردَّ عليّ بما شاء الله ثم قال ( يا حذيفة أدْنُ منّي ) فدنوتُ من تلقاء وجههِ ، قال ( يا حُذيفة إنّه من ختم الله به بصومِ يومٍ ، أرادَبه الله تعالى أدْخَلَهُ الله الجنة ، ومن أطعم جائعاً أراد به الله ، أدخله اللهالجنة ، ومن كسا عارياً أراد به الله ، أدخله الله الجنة ) قلتُ ( يا رسول الله ،أسرّ هذا الحديث أم أعلنه ) قال ( بلْ أعلنْهُ ) فهذا آخر شيءٍ سمعته من رسولالله صلى الله عليه وسلم
أهلا لمدائن
خرج أهل المدائن لاستقبال الوالي الذي اختاره عمر -رضيالله عنه- لهم ، فأبصروا أمامهم رجلا يركب حماره على ظهره اكاف قديم ، وأمسك بيديهرغيفا وملحا ، وهويأكل ويمضغ ، وكاد يطير صوابهم عندما علموا أنه الوالي -حذيفة بناليمان- المنتظر ، ففي بلاد فارس لم يعهدوا الولاة كذلك ، وحين رآهم حذيفة يحدقونبه قال لهم ( اياكم ومواقف الفتن ) قالوا ( وما مواقف الفتن يا أبا عبدالله ؟) قال ( أبواب الأمراء ، يدخل أحدكم على الأمير أو الوالي ، فيصدقه بالكذب ، ويمتدحه بماليس فيه ) فكانت هذه البداية أصدق تعبير عن شخصية الحاكم الجديد ، ومنهجه فيالولاية
معركة نهاوند
في معركة نهاوند حيث احتشد الفرس في مائة ألف مقاتلوخمسين ألفا ، اختار أمير المؤمنين عمر لقيادة الجيوش المسلمة ( النعمان بن مقرن ) ثم كتب الى حذيفة أن يسير اليه على رأس جيش من الكوفة ، وأرسل عمر للمقاتلين كتابهيقول ( اذا اجتمع المسلمون ، فليكن كل أمير على جيشه ، وليكن أمير الجيوش جميعا ( النعمان بن مقرن ) ، فاذا استشهد النعمان فليأخذ الراية حذيفة ، فاذا استشهد فجريربن عبدالله ) وهكذا استمر يختار قواد المعركة حتى سمى منهم سبعة
والتقى الجيشانونشب قتال قوي ، وسقط القائد النعمان شهيدا ، وقبل أن تسقط الراية كان القائدالجديد حذيفة يرفعها عاليا وأوصى بألا يذاع نبأ استشهاد النعمان حتى تنجلي المعركة، ودعا ( نعيم بن مقرن ) فجعله مكان أخيه ( النعمان ) تكريما له ، ثم هجم على الفرسصائحا ( الله أكبر صدق وعده ، الله أكبر نصر جنده ) ثم نادى المسلمين قائلا ( ياأتباع محمد ، هاهي ذي جنان الله تتهيأ لاستقبالكم ، فلا تطيلوا عليها الانتظار ) وانتهى القتال بهزيمة ساحقة للفرس
وكان فتح همدان والريّ والدينور على يده ،وشهد فتح الجزيرة ونزل نصيبين ، وتزوّج فيها
اختياره للكوفة
أنزل مناخ المدائن بالعرب المسلمين أذى بليغا ، فكتبعمر لسعد بن أبي وقاص كي يغادرها فورا بعد أن يجد مكانا ملائما للمسلمين ، فوكل أمراختيار المكان لحذيفة بن اليمان ومعه سلمان بن زياد ، فلما بلغا أرض الكوفة وكانتحصباء جرداء مرملة ، قال حذيفة لصاحبه ( هنا المنزل ان شاء الله ) وهكذا خططتالكوفة وتحولت الى مدينة عامرة ، وشفي سقيم المسلمين وقوي ضعيفهم
فضله
قالالرسول صلى الله عليه وسلم( ما من نبي قبلي إلا قد أعطيَ سبعة نُجباء رفقاء ،وأعطيتُ أنا أربعة عشر سبعة من قريش عليّ والحسن والحسين وحمزة وجعفر ، وأبو بكروعمر ، وسبعة من المهاجرين عبد الله ابن مسعود ، وسلمان وأبو ذر وحذيفة وعماروالمقداد وبلال ) رضوان الله عليهم

قيل لرسولالله صلى الله عليه وسلم( استخلفتَ ) فقال ( إنّي إنْ استخْلِفُ عليكم فعصيتمخليفتي عُذّبتُم ، ولكم ما حدّثكم به حُذيفة فصدِّقوه ، وما أقرأكم عبد الله بنمسعود فاقْرَؤُوه )

قال عمر بن الخطاب لأصحابه ( تمنّوا ) فتمنّوا ملءَالبيتِ الذي كانوا فيه مالاً وجواهر يُنفقونها في سبيل الله ، فقال عمر ( لكنيأتمنى رجالاً مثل أبي عبيدة ومعاذ بن جبل وحذيفة بن اليمان ، فأستعملهم في طاعةالله عزّ وجلّ ) ثم بعث بمال إلى أبي عبيدة وقال ( انظر ما يصنع ) فقسَمَهُ ، ثمبعث بمالٍ إلى حذيفة وقال ( انظر ما يصنع ) فقَسَمه ، فقال عمر ( قد قُلتُ لكم )
من أقواله
لحذيفة بن اليمان أقوالاً بليغة كثيرة ، فقد كان واسعالذكاء والخبرة ، وكان يقول للمسلمين ( ليس خياركم الذينيتركون الدنيا للآخرة ، ولا الذين يتركون الآخرة للدنيا ، ولكن الذين يأخذون من هذهومن هذه )

يقول حذيفة ( أنا أعلم النّاس بكلفتنة هي كائنة فيما بيني وبين الساعة ، وما بي أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم اسرَّ إليَّ شيئاً لم يحدِّث بهغيري ، وكان ذكر الفتنَ في مجلس أنا فيه ، فذكر ثلاثاً لا يذَرْنّ شيئاً ، فما بقيمن أهل ذلك المجلس غيري )

كان -رضي الله عنه- يقول (ان الله تعالى بعثمحمدا صلى الله عليه وسلم فدعا الناس من الضلالة الى الهدى ،ومن الكفر الى الايمان ، فاستجاب له من استجاب ، فحيى بالحق من كان ميتا ، وماتبالباطل من كان حيا ، ثم ذهبت النبوة وجاءت الخلافة على منهاجها ، ثم يكون ملكاعضوضا ، فمن الناس من ينكر بقلبه ويده ولسانه ، أولئك استجابوا للحق ، ومنهم منينكر بقلبه ولسانه ، كافا يده ، فهذا ترك شعبة من الحق ، ومنهم من ينكر بقلبه ،كافا يده ولسانه ، فهذا ترك شعبتين من الحق ، ومنهم من لاينكر بقلبه ولا بيده ولابلسانه ، فذلك ميت الأحياء)

ويتحدث عن القلوب والهدى والضلالةفيقول ( القلوب أربعة قلب أغلف ، فذلك قلب كافر وقلب مصفح ،فذلك قلب المنافق وقلب أجرد ، فيه سراج يزهر ، فذلك قلب المؤمن وقلب فيه نفاق وايمان ، فمثل الايمان كمثل شجرة يمدها ماء طيب ومثل المنافق كمثل القرحة يمدها قيحودم ، فأيهما غلب غلب )
مقتل عثمان
كان حذيفة -رضي الله عنه- يقول ( اللهم إنّي أبرأ إليك من دم عثمان ، والله ما شهدتُ ولا قتلتُ ولامالأتُ على قتله )
وفاته
لمّا نزل بحذيفة الموت جزع جزعاً شديداً وبكى بكاءًكثيراً ، فقيل ( ما يبكيك ؟) فقال ( ما أبكي أسفاً على الدنيا ، بل الموت أحب إليّ، ولكنّي لا أدري على ما أقدم على رضىً أم على سخطٍ )
ودخل عليه بعض أصحابه ،فسألهم ( أجئتم معكم بأكفان ؟) قالوا ( نعم ) قال ( أرونيها ) فوجدها جديدة فارهة ،فابتسم وقال لهم ( ما هذا لي بكفن ، انما يكفيني لفافتان بيضاوان ليس معهما قميص ،فاني لن أترك في القبر الا قليلا ، حتى أبدل خيرا منهما ، أو شرا منهما ) ثم تمتمبكلمات ( مرحبا بالموت ، حبيب جاء على شوق ، لا أفلح من ندم ) وأسلم الروح الطاهرةلبارئها في أحد أيام العام الهجري السادس والثلاثين بالمدائن ، وبعد مَقْتلِ عثمانبأربعين ليلة

يتبع
__________________
العبد ذو ضجر والرب ذو قدر والدهر ذو دول والرزق مقسوم
والخير أجمع فيما اختار خالقنا وفي اختيار سواه اللوم والشوم
عَنْ الْمَرْءِ لَا تَسْأَلْ وَسَلْ عَنْ قَرِينِهِ * * * فَكُلُّ قَرِينٍ بِالْمُقَارَنِ يَقْتَدِي
إذَا كُنْت فِي قَوْمٍ فَصَاحِبْ خِيَارَهُمْ * * * وَلَا تَصْحَبْ الْأَرْدَى فَتَرْدَى مَعَ الرَّدِي

http://a2.sphotos.ak.fbcdn.net/hphot..._6762576_n.jpg
رد مع اقتباس
  #44  
قديم 01-26-2012, 01:13 AM
الصورة الرمزية احمد ادريس
احمد ادريس غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,366
افتراضي

حسان بن ثابت
رضي الله عنه
شاعر الرسول

"يا حسّان ! أجبْ عن رسول الله اللهم أيّده بروح القُدُس "
حديث شريف
من هو ؟
حسّانبن ثابت بن المنذر الأنصاري الخزرجي النجاري المدني
وكنيته أبو الوليد ، شاعررسول الله صلى الله عليه وسلم اشتهر بمدحه للغساسنة والمناذرة قبلالإسلام ، وثم بعد الإسلام منافحاً عنه وعن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشترك بأي غزاة أو معركة لعلّةأصابته فكان يخاف القتال
العلة
كان حسّان بن ثابت شجاعاًلَسِناً ، فأصابته علّةٌ أحدثتْ به الجبن ، فكان بعد ذلك لا يقدر أن ينظر إلى قتالولا يشهده ، لذلك لم يشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مشهداً ، ولم يعبه على ذلك لعلّته
الشعر
قال أبو عبيدة ( فُضِّلَ حسّان بن ثابت على الشعراءبثلاث كان شاعر الأنصار في الجاهلية ، وشاعرالنبي صلى الله عليه وسلم في أيامالنبوة ، وشاعر اليمن كلّها في الإسلام)
وكان يُقال له أبو الحُسَاملمناضلته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولتقطيعه أعراض المشركين
فى مدحالرسول
متى يَبْدُ في الدّاجي إليهمجبينُه.. يَلُحْ مثلَ مصباح الدُجى الموقّد
فمن كان أو مَن قد يكونكأحمد.. نظامُ لحقّ أو نكالٌ لملحد
الرسولوحسان
مرَّ عمر بن الخطاب على حسّانوهو ينشد في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهره عمر ، فأقبل حسّان فقال ( كنتَ أنشد وفيه مَن هو خيرٌ منك ) فانطلق عمر حينئذٍ ، وقال حسان لأبي هريرة ( أنشدك الله هل سمعتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( يا حسّان ! أجبْ عن رسولالله صلى الله عليه وسلم اللهم أيّده بروح القُدُس ) قال ( اللهم نعم )

كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت ( اهجهم وهاجهم وجبريلُ معك ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم( لا تسبّواحسّاناً ، فإنه ينافحُ عن الله وعن رسوله)
يومالأحزاب
لمّا كان يوم الأحزاب ، وردّالله المشركين بغيظهم لم ينالوا خيراً ، قال رسولالله صلى الله عليه وسلم( من يحمي أعراضالمسلمين؟) قال كعب بن مالك ( أنا ) وقال عبد الله بن رواحة ( أنا يا رسولالله ) قال ( إنّك لحسنُ الشعر ) وقال حسان بن ثابت ( أنا يا رسول الله ) قال ( نعم ، اهجهم أنتَ ، وسيعينُكَ عليهم رُوح القُدُس )
وفاةالرسول
وبكى حسّانالرسول صلى الله عليه وسلم وقال

بطَيْبةَ رسمٌ للرسولِومعهد..
منيرٌ وقد تعفو الرسومُ وتَهْمُدُ
ولا تمتحيالآياتُ من دارِ حُرْمَةٍ..
بها منبر الهادي الذي كان يَصْعَدُ
وواضحُآثارٍ وباقي معالمٍ..
ورَبعٌ له فيه مُصلّىً ومسجدُ
بهاحُجُراتٌ كان ينزلُ وسْطَها..
من الله نورٌ يُستضاءُ ويوقدُ
معارفُ لم تُطمَس على العهدِ آيُها..
أتاها البِلى فالآيُ منها تجَدَّدُ
عرفتُ بها رسمَ الرسول وعهدَه..
وقبراً بها واراهُ في التربمُلْحِدُ

8888888

فبورِكتَيا قبرَ الرسولِ وبوركتَْ..
بلادٌ ثوى فيها الرشيدُ المسدد
وبوركَ لحدٌ منك ضُمِّن طيّباً..
عليه بناءٌ من صَفيحٍ منضَّدُ
تهيلُ عليه التربَ أيدٍ وأعينٌ..
عليه وقد غارت بذلك أسعُدُ
لقدغيّبوا حلماً وعِلْماً ورحمةً..
عشية عَلَّوه الثرى لا يُوسّدُ
وراحوا بحزنٍ ليس فيهم نبيّهم..
وقد وهنَتْ منهم ظهورٌ وأعضُد
يُبَكّونَ من تبكي السمواتُ يومَه..
ومن قد بكتْه الأرضُ فالناسُ أكْمد
وهل عَدَلَتْ يوماً رزيةُ هالك..
رزيةَ يومٍ ماتَ فيهمحمدُ؟

8888888

فبكيِّ رسولَ الله يا عينُعبرةً..
ولا أعرفنْك الدهرَ دمعُك يجمد
ومالك لا تبكين ذا النعمة التي..
على الناس منها سابغٌ يُتَغَمّدُ
فجودي عليه بالدموعِ وأعولي..
لفقد الذي لا مثلُه الدهرَ يوجَدُ
وما فقدَ الماضون مثلَ محمد..
ولا مثلُه حتىالقيامة يُفْقَدُ
وفاةحسان
توفي حسّان بن ثابت -رضي الله عنه- على الأغلب في عهد معاوية سنة ( 54 ه )
__________________
العبد ذو ضجر والرب ذو قدر والدهر ذو دول والرزق مقسوم
والخير أجمع فيما اختار خالقنا وفي اختيار سواه اللوم والشوم
عَنْ الْمَرْءِ لَا تَسْأَلْ وَسَلْ عَنْ قَرِينِهِ * * * فَكُلُّ قَرِينٍ بِالْمُقَارَنِ يَقْتَدِي
إذَا كُنْت فِي قَوْمٍ فَصَاحِبْ خِيَارَهُمْ * * * وَلَا تَصْحَبْ الْأَرْدَى فَتَرْدَى مَعَ الرَّدِي

http://a2.sphotos.ak.fbcdn.net/hphot..._6762576_n.jpg
رد مع اقتباس
  #45  
قديم 01-26-2012, 01:14 AM
الصورة الرمزية احمد ادريس
احمد ادريس غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,366
افتراضي

الحسن بن على بن أبىطالب
رضي الله عنه
سيد شباب الجنة

"اللهم إني أحبُّ حسناً فأحبَّه وأحِبَّ مَنْيُحبُّه "
حديث شريف
من هو؟
الحسن بنعلي بن أبي طالب ، أبو محمد ، ولدته فاطمة في المدينة
سنة ( 3ه ) ، وهو أكبرأبنائها ، كان عاقلاً حليماً محباً للخير
وكان أشبه أهل النبي بجده النبي صلى الله عليه وسلم
كرم النسب
قالمعاوية وعنده عمرو بن العاص وجماعة من الأشراف (من أكرمالناس أباً وأماً وجدّاً وجدّة وخالاً وخالةً وعمّاً وعمّةً ) .. فقامالنعمان بن عجلان الزُّرَقيّ فأخذ بيد الحسن فقال ( هذا ! أبوه عليّ ، وأمّه فاطمة ، وجدّهالرسول صلى الله عليه وسلم وجدته خديجة ، وعمّه جعفر ، وعمّته أم هانىء بنت أبي طالب ،وخاله القاسم ، وخالته زينب ) .. فقال عمرو بن العاص (أحبُّ بني هاشم دعاك إلى ما عملت؟) .. قال ابن العجلان ( يا بن العاص أمَا علمتَ أنه من التمس رضا مخلوق بسخط الخالقحرمه الله أمنيّته ، وختم له بالشقاء في آخر عمره ، بنو هاشم أنضر قريش عوداًوأقعدها سَلَفاً ، وأفضل أحلاماً ) ..
حب الرسول له
قالالرسول صلى الله عليه وسلم والحسنعلى عاتقه ( اللهم إني أحبُّ حسناً فأحبَّه ، وأحِبَّ مَنْيُحبُّه ) .. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يصلي ،فإذا سجد وثب الحسنُ على ظهره وعلى عنقه ، فيرفع رسولالله صلى الله عليه وسلم رفعاًرفيقاً لئلا يصرع ، قالوا ( يا رسول الله ، رأيناك صنعتبالحسن شيئاً ما رأيناك صنعته بأحد ) .. قال ( إنهريحانتي من الدنيا ، وإن ابني هذا سيّد ، وعسى الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين ) ..
الهيبة والسؤدد
كانالحسن - رضي الله عنه - أشبه أهل النبي بالنبي صلى الله عليه وسلم فقدصلّى أبو بكر الصديق صلاة العصر ثم خرج يمشي ومعه عليّ بن أبي طالب ، فرأى الحسنيلعبُ مع الصبيان ، فحمله على عاتقه و قال ( بأبي شبيهبالنبيّ ، ليس شبيهاً بعليّ ) .. وعلي يضحك ..

كما قالت زينب بنتأبي رافع رأيت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أتتبابنيها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيشكواه الذي توفي فيه فقالت ( يا رسول الله ! هذان ابناكفورّثْهُما ) .. فقال ( أما حسنٌ فإن له هيبتي وسؤددي ،وأما حسين فإن له جرأتي وجودي ) ..
أزواجه
كانالحسن - رضي الله عنه - قد أحصن بسبعين امرأة ، وكان الحسن قلّما تفارقه أربع حرائر، فكان صاحب ضرائر ، فكانت عنده ابنة منظور بن سيار الفزاري وعنده امرأة من بني أسدمن آل جهم ، فطلقهما ، وبعث إلى كلِّ واحدة منهما بعشرة آلاف وزقاقٍ من عسل متعة ،وقال لرسوله يسار بن أبي سعيد بن يسار وهو مولاه ( احفظ ماتقولان لك ) .. فقالت الفزارية ( بارك الله فيهوجزاه خيراً ) .. وقالت الأسدية ( متاع قليل من حبيبمفارقٍ ) .. فرجع فأخبره ، فراجع الأسدية وترك الفزارية ..

وعن جعفربن محمد عن أبيه قال قال عليُّ ( يا أهل الكوفة ، لاتزوّجوا الحسن بن عليّ ، فإنه مطلاق ) .. فقال رجل من همدان ( والله لنزوِّجَنَّهُ ، فما رضي أمسك ، وما كره طلّق ) ..
فضله
قالمعاوية لرجل من أهل المدينة ( أخبرني عن الحسن بنعلي ) .. قال ( يا أمير المؤمنين ، إذا صلى الغداةجلس في مصلاّه حتى تطلع الشمس ، ثم يساند ظهره ، فلا يبقى في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل له شرف إلاّ أتاه ، فيتحدثون حتى إذا ارتفع النهار صلىركعتين ، ثم ينهض فيأتي أمهات المؤمنين فيُسلّم عليهن ، فربما أتحفنه ، ثم ينصرفإلى منزله ، ثم يروح فيصنع مثل ذلك ) .. فقال (مانحن معه في شيء ) ..

كان الحسن - رضي الله عنه - ماراً في بعض حيطانالمدينة ، فرأى أسود بيده رغيف ، يأكل لقمة ويطعم الكلب لقمة ، إلى أن شاطره الرغيف، فقال له الحسن ( ما حَمَلك على أن شاطرته ؟ فلم يعاينهفيه بشيء ) .. قال ( استحت عيناي من عينيه أن أعاينه ) .. أي استحياءً منالحسن ، فقال له (غلام من أنت؟) .. قال ( غلامأبان بن عثمان ) .. فقال ( والحائط؟) .. أي البستان، فقال ( لأبان بن عثمان ) .. فقال له الحسن (أقسمتُ عليكلا برحتَ حتى أعود إليك) .. فمرّ فاشترى الغلام والحائط ، وجاء الى الغلامفقال ( يا غلام ! قد اشتريتك؟) .. فقام قائماً فقال ( السمع والطاعة لله ولرسوله ولك يا مولاي ) .. قال ( وقداشتريت الحائط ، وأنت حرٌ لوجه الله ، والحائط هبة مني إليك ) .. فقالالغلام ( يا مولاي قد وهبت الحائط للذي وهبتني له ) ..
حكمته
قيلللحسن بن علي( إن أبا ذرّ يقول الفقرُ أحبُّ إلي منالغنى ، والسقم أحبُّ إليّ من الصحة ) .. فقال ( رحِمَ الله أبا ذر ، أما أنا فأقول ( من اتكل على حسن اختيار الله له لم يتمنّ أنه في غير الحالة التي اختار اللهتعالى له ، وهذا حدُّ الوقوف على الرضا بما تصرّف به القضاء ) ..

قال معاوية للحسن بن عليّ( ما المروءة يا أبا محمد ؟) .. قال ( فقه الرجل في دينه ، وإصلاحمعيشته ، وحُسْنُ مخالَقَتِهِ ) ..

دعا الحسنُبن عليّ بنيه وبني أخيه فقال(يا بنيّ وبني أخي ، إنكم صغارُ قومٍ يوشك أن تكونوا كبارَ آخرين، فتعلّموا العلم ، فمن لم يستطع منكم أن يرويه أو يحفظه ، فليكتبهُ وليضعه فيبيته ) ..
عام الجماعة
بايعأهل العراق الحسن - رضي الله عنه - بالخلافة بعد مقتل أبيه سنة ( 40ه ) ، وأشارواعليه بالمسير الى الشام لمحاربة معاوية بن أبي سفيان ، فزحف بمن معه ، وتقاربالجيشان في موضع يقال له ( مسكن ) بناحية الأنبار ، ولم يستشعر الحسن الثقة بمن معه، وهاله أن يقْتتل المسلمون وتسيل دماؤهم ، فكتب إلى معاوية يشترط شروطاً للصلح ،ورضي معاوية ، فخلع الحسن نفسه من الخلافة وسلم الأمر لمعاوية في بيت المقدس سنة ( 41ه ) وسمي هذا العام ( عام الجماعة ) لاجتماع كلمة المسلمين فيه ، وانصرف الحسن - رضي الله عنه - الى المدينة حيث أقام ..
الحسن ومعاوية
قالمعاوية يوماً في مجلسه ( إذا لم يكن الهاشميُّ سخيّاً لم يشبه حسبه ، وإذا لم يكنالزبيري شجاعاً لم يشبه حسبه ، وإذا لم يكن المخزومي تائهاً لم يشبه حسبه ، وإذا لميكن الأموي حليماً لم يشبه حسبه ) .. فبلغ ذلك الحسن بن علي فقال ( والله ما أرادالحق ، ولكنّه أراد أن يُغري بني هاشم بالسخاء فيفنوا أموالهم ويحتاجون إليه ،ويُغري آل الزبير بالشجاعة فيفنوا بالقتل ، ويُغري بني مخزوم بالتيه فيبغضهم الناس، ويُغري بني أمية بالحلم فيحبّهم الناس !!) ..
مرضه
قالعبد الله بن الحسين إن الحسن كان سُقِيَ ، ثم أفلتَ ، ثم سُقِيَ فأفلتَ ، ثم كانتالآخرة توفي فيها ، فلمّا حضرته الوفاة ، قال الطبيب وهو يختلف إليه ( هذا رجلٌ قدقطع السُّمُّ أمعاءه ) .. فقال الحسين ( يا أبا محمد خبّرني من سقاك ؟) .. قال ( ولِمَ يا أخي ؟ ) .. قال ( اقتله ، والله قبل أن أدفنك ، أولا أقدرُ عليه ؟ أو يكونبأرضٍ أتكلّف الشخوص إليه ؟) .. فقال ( يا أخي ، إنما هذه الدنيا ليالٍ فانية ،دَعْهُ حتى ألتقي أنا وهو عند الله ) .. فأبى أن يُسمّيَهُ ، قال ( فقد سمعتُ بعضَمن يقول كان معاوية قد تلطّف لبعض خدمه أن يسقيَهُ سُمّاً ) ..
بكاؤه
لمّاأن حَضَرَ الحسن بن علي الموتُ بكى بكاءً شديداً ، فقال له الحسين ( ما يبكيك ياأخي ؟ وإنّما تَقْدُمُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلىعليّ وفاطمة وخديجة ، وهم وُلِدوك ، وقد أجرى الله لك على لسانالنبي صلى الله عليه وسلم ( أنك سيّدُ شباب أهل الجنة ) .. وقاسمتالله مالَكَ ثلاث مرات ، ومشيتَ الى بيت الله على قدميك خمس عشرة مرّةً حاجّاً ) .. وإنما أراد أن يُطيّب نفسه ، فوالله ما زاده إلا بكاءً وانتحاباً ، وقال ( يا أخي إني أقدِمُ على أمرٍ عظيم مهول ، لم أقدم على مثله قط) ..
وفاته
توفي الحسن - رضي الله عنه - في سنة ( 50ه ) ، وقد دُفِنَ في البقيع ،وبكاه الناس سبعة أيام نساءً وصبياناً ورجالاً ، رضي الله عنه وأرضاه .. وقد وقفعلى قبره أخوه محمد بن عليّ وقال ( يرحمك الله أبا محمد ، فإن عزّت حياتك لقد هَدَتْ وفاتك ، ولنعمالروحُ روحٌ تضمنه بدنك ، ولنعم البدن بدن تضمنه كفنك ، وكيف لا يكون هكذا وأنتسليل الهدى ، وحليف أهل التقى ، وخامس أصحاب الكساء ، غذتك أكف الحق ، وربيت في حجرالإسلام ورضعت ثدي الإيمان ، وطبت حيّاً وميتاً ، وإن كانت أنفسنا غير طيبة بفراقكفلا نشك في الخيرة لك ، رحمك الله ) ..

يتبع
__________________
العبد ذو ضجر والرب ذو قدر والدهر ذو دول والرزق مقسوم
والخير أجمع فيما اختار خالقنا وفي اختيار سواه اللوم والشوم
عَنْ الْمَرْءِ لَا تَسْأَلْ وَسَلْ عَنْ قَرِينِهِ * * * فَكُلُّ قَرِينٍ بِالْمُقَارَنِ يَقْتَدِي
إذَا كُنْت فِي قَوْمٍ فَصَاحِبْ خِيَارَهُمْ * * * وَلَا تَصْحَبْ الْأَرْدَى فَتَرْدَى مَعَ الرَّدِي

http://a2.sphotos.ak.fbcdn.net/hphot..._6762576_n.jpg
رد مع اقتباس
  #46  
قديم 01-26-2012, 01:14 AM
الصورة الرمزية احمد ادريس
احمد ادريس غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,366
افتراضي

الحسين بن على بن أبى طالب
رضي الله عنه
سيد شباب الجنة

"حُسين مني وأنا مِنْ حُسين ، أحَبَّ الله تعالى مَنْ
أحبَّ حُسيناً ، حُسينٌ سِبْطٌ من الأسباط "
حديث شريف
من هو؟
الإبن الثاني لفاطمة الزهراء ، ولد بالمدينة ونشأ في بيت النبوة
وكنيته أبوعبد الله ..
حب الرسول له
قالالرسول صلى الله عليه وسلم ( حُسين مني وأنا مِنْ حُسين ، أحَبَّ الله تعالى مَن أحبَّ حُسيناً ، حُسينٌ سِبْطٌ من الأسباط ) .. كما قال الرسولالكريم صلى الله عليه وسلم( اللهم إني أحبه فأحبّه ) .. وعن أبيأيوب الأنصاري قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم والحسن والحسين يلعبان بين يديه وفي حِجْره ، فقلت ( يا رسول اللهأتحبُّهُما ) .. قال صلى الله عليه وسلم ( وكيف لا أحبُّهُما وهما ريحانتاي من الدنياأشمُّهُما؟!) .. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم( من أراد أن ينظر إلى سيّد شباب أهل الجنة ،فلينظر الى الحسين بن عليّ) ..

كما قالتزينب بنت أبي رافع رأيت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أتتبابنيها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في شكواهالذي توفي فيه فقالت ( يا رسول الله ! هذان ابناك فورّثْهُما ) .. فقال ( أما حسنٌ فإن له هيبتي وسؤددي ، وأما حسين فإن له جرأتي وجودي ) ..
فضله
مرَّ الحسين - رضي الله عنه - يوماً بمساكينيأكلون في الصّفّة ، فقالوا ( الغداء ) .. فنزل وقال (إنالله لا يحب المتكبرين) .. فتغدى ثم قال لهم ( قدأجبتكم فأجيبوني ) .. قالوا ( نعم ) .. فمضى بهم الى منزله فقال لرّباب ( أخرجي ما كنت تدخرين ) ..
الحسنو الحسين
جرى بين الحسن بن علي وأخيه الحسين كلام حتىتهاجرا ، فلمّا أتى على الحسن ثلاثة أيام ، تأثم من هجر أخيه ، فأقبل إلى الحسينوهو جالس ، فأكبّ على رأسه فقبله ، فلمّا جلس الحسن قال له الحسين ( إن الذي منعني من ابتدائك والقيام إليك أنك أحقُّ بالفضل مني ،فكرهت أن أنازِعَكَ ما أنت أحقّ به) ..
البيعة
توفي معاوية نصف رجب سنة ستين ، وبايع الناس يزيد، فكتب يزيد للوليد مع عبد الله بن عمرو بن أويس العامري ، وهو على المدينة (أن ادعُ الناس ، فبايعهم وابدأ بوجوه قريش ، وليكن أول من تبدأبه الحسين بن عليّ ، فإن أمير المؤمنين رحمه الله عهد إليّ في أمره للرفق بهواستصلاحه ) .. فبعث الوليد من ساعته نصف الليل الى الحسين بن علي ، وعبدالله بن الزبير ، فأخبرهما بوفاة معاوية ، ودعاهما الى البيعة ليزيد ، فقالا ( نصبح وننظر ما يصنع الناس) ..

ووثب الحسين فخرج وخرج معهابن الزبير ، وهو يقول ( هو يزيد الذي نعرف ، والله ما حدث له حزم ولا مروءة ) .. وقد كان الوليد أغلظ للحسين فشتمه الحسين وأخذ بعمامته فنزعها من رأسه ، فقالالوليد ( إن هجنَا بأبي عبد الله إلا أسداً ) .. فقال له مروان أو بعض جلسائه ( اقتله ) .. قال ( إن ذلك لدم مضنون في بني عبد مناف ) ..
من المدينة الى مكة
وخرج الحسين وابن الزبير من ليلتهما الى مكة ،وأصبح الناس فغدوا على البيعة ليزيد ، وطُلِبَ الحسين وابن الزبير فلم يوجدا ،فقدِما مكة ، فنزل الحسين دار العباس بن عبد المطلب ، ولزم الزبير الحِجْرَ ، ولبسالمغافريَّ وجعل يُحرِّض الناس على بني أمية ، وكان يغدو ويروح الى الحسين ، ويشيرعليه أن يقدم العراق ويقول ( هم شيعتك وشيعة أبيك ) ..
الخروج الىالعراق
بلغ ابن عمر - رضي الله عنه - أن الحسين بن عليّقد توجّه الى العراق ، فلحقه على مسيرة ثلاث ليال ، فقال له ( أين تريد ؟) .. فقال ( العراق ) .. وإذا معه طوامير كتب ، فقال ( هذه كتبهم وبيعتهم ) .. فقال ( لاتأتِهم ) .. فأبى ، قال ابن عمر ( إنّي محدّثك حديثاً إن جبريل أتىالنبي صلى الله عليه وسلم فخيّره بين الدنيا والآخرة ، فاختار الآخرة ولم يردِ الدنيا ،وإنكم بضعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لا يليها أحد منكم أبداً ، وما صرفها الله عنكم إلاّ للذيهو خير ) .. فأبى أن يرجع ، فاعتنقه ابن عمر وبكى وقال ( استودِعُكَ الله من قتيل ) ..

وقال ابن عباس - رضي الله عنه - للحسين( أين تريد يا بن فاطمة ؟) .. قال ( العراقو شيعتي ) .. فقال ( إنّي لكارهٌ لوجهك هذا ، تخرج الى قوم قتلوا أباك ،وطعنوا أخاك حتى تركهم سَخْطةً ومَلّة لهم ، أذكرك الله أن لا تغرّر بنفسك ) ..

وقال أبو سعيد الخدري( غلبني الحسين بن عليّ على الخروج ، وقد قُلت له اتّق اللهفي نفسك ، والزم بيتك ، فلا تخرج على إمامك ) ..

وكتبت لهعمرة بنت عبد الرحمنتعظم عليه ما يريد أن يصنع ، وتأمره بالطاعة ولزومالجماعة ، وتخبره إنه إنما يُساق إلى مصرعه وتقول ( أشهد لحدّثتني عائشة أنها سمعترسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( يُقتل حسينٌ بأرض بابل ) .. فلمّا قرأ كتابها قال ( فلابدّلي إذاً من مصرعي ) .. ومضى ..
مقتله
وبلغ يزيد خروج الحسين - رضي الله عنه - ، فكتبالى عبيد الله بن زياد عامله على العراق يأمره بمحاربته وحمله إليه ، إن ظفر به ،فوجّه عُبيد الله الجيش مع عمر بن سعيد بن أبي وقاص ، وعدل الحسين الى ( كربلاء )،فلقيه عمر بن سعيد هناك ، فاقتتلوا ، فقُتِلَ الحسين رضوان الله عليه ورحمتهوبركاته في يوم عاشوراء ، العاشر من محرم سنة إحدى وستين ..
الرؤى
استيقظ ابنعباس من نومه ، فاسترجع وقال ( قُتِلَ الحسين والله ) .. فقال له أصحابه ( كلا ياابن عباس ، كلا ) .. قال ( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه زجاجةمن دم فقال ( ألا تعلم ما صنعت أمتي من بعدي ؟ قتلوا ابني الحسين ، وهذا دمه ودمأصحابه ، أرفعها الى الله عزّ وجلّ ) .. فكتب ذلك اليوم الذي قال فيه ، وتلك الساعة، فما لبثوا إلاّ أربعة وعشرين يوماً حتى جاءهم الخبر بالمدينة أنه قُتِل ذلك اليوموتلك الساعة !! ..
الدفن
وقد نقل رأسه ونساؤه وأطفاله إلى ( يزيد ) بدمشق، واختُلفَ في الموضع الذي دُفِنَ فيه الرأس ، فقيل في دمشق ، وقيل في كربلاء معالجثة ، وقيل في مكان آخر .. واللهاعلم

يتبع
__________________
العبد ذو ضجر والرب ذو قدر والدهر ذو دول والرزق مقسوم
والخير أجمع فيما اختار خالقنا وفي اختيار سواه اللوم والشوم
عَنْ الْمَرْءِ لَا تَسْأَلْ وَسَلْ عَنْ قَرِينِهِ * * * فَكُلُّ قَرِينٍ بِالْمُقَارَنِ يَقْتَدِي
إذَا كُنْت فِي قَوْمٍ فَصَاحِبْ خِيَارَهُمْ * * * وَلَا تَصْحَبْ الْأَرْدَى فَتَرْدَى مَعَ الرَّدِي

http://a2.sphotos.ak.fbcdn.net/hphot..._6762576_n.jpg
رد مع اقتباس
  #47  
قديم 01-26-2012, 01:15 AM
الصورة الرمزية احمد ادريس
احمد ادريس غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,366
افتراضي

حمزة بن عبد المطلب

رضي الله عنه
أسد الله .. وسيد الشهداء


" سيد الشهداء عند الله حمزة بن عبدالمطلب "
حديث شريف
من هو؟
حمزة بن عبد المطلب ( أبو عمارة ) ، عم النبي صلى الله عليه وسلم
وأخوه من الرضاعة فهما من جيل واحد نشأ معا ، ولعبا معا ، وتآخيا معا كان يتمتع بقوة الجسم ، وبرجاحة العقل ، وقوة الارادة ، فأخذ يفسح لنفسه بين زعماء مكة وسادات قريش ، وعندما بدأت الدعوة لدين الله كان يبهره ثبات ابن أخيه ، وتفانيه في سبيل ايمانه ودعوته ، فطوى صدره على أمر ظهر في اليوم الموعود يوم اسلامه ..
اسلام حمزة
كان حمزة -رضي الله عنه- عائدا من القنص متوشحا قوسه ، وكان صاحب قنص يرميه ويخرج اليه وكان اذا عاد لم يمر على ناد من قريش الا وقف وسلم وتحدث معه ، فلما مر بالمولاة قالت له ( يا أبا عمارة ، لو رأيت ما لقي ابن أخيك محمد آنفا من أبي الحكم بن هشام ، وجده ههنا جالسا فآذاه وسبه ، وبلغ منه مايكره ، ثم انصرف عنه ولم يكلمه محمد صلى الله عليه وسلم فاحتمل حمزة الغضب لما أراد الله به من كرامته ، فخرج يسعى ولم يقف على أحد ، معدا لأبي جهل اذا لقيه أن يوقع به ، فلما وصل الى الكعبة وجده جالسا بين القوم ، فأقبل نحوه وضربه بالقوس فشج رأسه ثم قال له ( أتشتم محمدا وأنا على دينه أقول ما يقول ؟ فرد ذلك علي ان استطعت )
وتم حمزة -رضي الله عنه- على اسلامه وعلى ما تابع عليه رسول الله صلى الله عليه وسلمفلما أسلم حمزة عرفت قريش أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عز وامتنع ، وان حمزة سيمنعه ، فكفوا عن بعض ما كانوا ينالون منه ، وذلك في السنة السادسة من النبوة .
حمزةوالاسلام
ومنذ أسلم حمزة -رضي الله عنه- نذر كل عافيته وبأسه وحياته لله ولدينه حتى خلع النبي صلى الله عليه وسلم عليه هذا اللقب العظيم ( أسد الله وأسد رسوله ) وآخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين حمزة وبين زيد بن حارثة ، وأول سرية خرج فيها المسلمون للقاء العدو كان أميرها حمزة -رضي الله عنه- وأول راية عقدها الرسول صلى الله عليه وسلم لأحد من المسلمين كانت لحمزة ويوم بدر كان أسد الله هناك يصنع البطولات ، فقد كان يقاتل بسيفين ، حتى أصبح هدفا للمشركين في غزوة أحد يلي الرسول صلى الله عليه وسلم في الأهمية
استشهاد حمزة
( اخرج مع الناس ، وان أنت قتلت حمزة فأنت عتيق )
هكذا وعدت قريش عبدها الحبشي ( وحشي غلام جبير بن مطعم ) ، لتظفر برأس حمزة مهما كان الثمن ، الحرية والمال والذهب الوفير ، فسال لعاب الوحشي ، وأصبحت المعركة كلها حمزة -رضي الله عنه- ، وجاءت غزوة أحد ، والتقى الجيشان ، وراح حمزة -رضي الله عنه- لايريد رأسا الا قطعه بسيفه ، وأخذ يضرب اليمين والشمال و ( الوحشي ) يراقبه ، يقول الوحشي ( وهززت حربتي حتى اذا رضيت منها دفعتها عليه ، فوقعت في ثنته ( ما بين أسفل البطن الى العانة ) حتى خرجت من بين رجليه ، فأقبل نحوي فغلب فوقع ، فأمهلته حتى اذا مات جئت فأخذت حربتي ، ثم تنحيت الى العسكر ، ولم تكن لي بشيء حاجة غيره ، وانما قتلته لأعتق )
وقد أسلم ( الوحشي ) لاحقا فهو يقول ( خرجت حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، فلم يرعه الا بي قائما على رأسه أتشهد بشهادة الحق ، فلما رآني قال ( وحشي ) قلت ( نعم يا رسول الله ) قال ( اقعد فحدثني كيف قتلت حمزة ؟) فلما فرغت من حديثي قال ( ويحك غيب عني وجهك فلا أرينك !) فكنت أتنكب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان

واستشهاد سيد الشهداء -رضي الله عنه- لم يرض الكافرين وانما وقعت هند بنت عتبة والنسوة اللاتي معها ، يمثلن بالقتلى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يجدعن الآذان والآنف ، حتى اتخذت هند من آذان الرجال وآنفهم خدما ( خلخال ) وقلائد ، وأعطت خدمها وقلائدها وقرطتها وحشيا وبقرت عن كبد حمزة ، فلاكتها فلم تستطع أن تسيغها ، فلفظتها
حزن الرسول علىحمزة
وخرج الرسول صلى الله عليه وسلم يلتمس حمزة بن عبد المطلب ، فوجده ببطن الوادي قد بقر بطنه عن كبده ومثل به ، فجدع أنفه وأذناه ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم حين رأى ما رأى ( لولا أن تحزن صفية ويكون سنة من بعدي لتركته حتى يكون في بطون السباع وحواصل الطير ، ولئن أظهرني الله على قريش في موطن من المواطن لأمثلن بثلاثين رجلا منهم !) فلما رأى المسلمون حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيظه على من فعل بعمه ما فعل قالوا ( والله لئن أظفرنا الله بهم يوما من الدهر لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب )

فنزل قوله تعالى ( وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ، واصبر وما صبرك الا بالله ، ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون )

فعفا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونهى عن المثلة ، وأمر بحمزة فسجي ببردة ، ثم صلى عليه فكبر سبع تكبيرات ، ثم أتى بالقتلى فيوضعون الى حمزة ، فصلى عليهم وعليه معهم
البكاء علىحمزة
مرّ الرسول صلى الله عليه وسلم بدار من دور الأنصار من بني عبد الأشهل وظَفَر ، فسمع البكاء والنوائح على قتلاهم ، فذرفت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكى ، ثم قال ( ولكن حمزة لا بواكي له ) فلما رجع سعد بن معاذ وأسيد بن حضير إلى دار بني عبد الأشهل ، أمرا نساءهم أن يتحزمن ثم يذهبن فيبكين على عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولمّا سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بكاءهن على حمزة خرج عليهن وهن على باب مسجده يبكين عليه ، فقال ( ارجعن يرحمكن الله ، فقد آسيتنّ بأنفسكم )
فضلحمزة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( سيد الشهداء عند الله حمزة بن عبد المطلب ) كما قال لعلي بن أبي طالب ( يا عليّ أمَا علمتَ أنّ حمزة أخي من الرضاعة ، وأنّ الله حرّم من الرضاع ما حرّم من النّسب )

يتبع
__________________
العبد ذو ضجر والرب ذو قدر والدهر ذو دول والرزق مقسوم
والخير أجمع فيما اختار خالقنا وفي اختيار سواه اللوم والشوم
عَنْ الْمَرْءِ لَا تَسْأَلْ وَسَلْ عَنْ قَرِينِهِ * * * فَكُلُّ قَرِينٍ بِالْمُقَارَنِ يَقْتَدِي
إذَا كُنْت فِي قَوْمٍ فَصَاحِبْ خِيَارَهُمْ * * * وَلَا تَصْحَبْ الْأَرْدَى فَتَرْدَى مَعَ الرَّدِي

http://a2.sphotos.ak.fbcdn.net/hphot..._6762576_n.jpg
رد مع اقتباس
  #48  
قديم 01-26-2012, 01:15 AM
الصورة الرمزية احمد ادريس
احمد ادريس غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,366
افتراضي

خالد بن سعيد

رضي الله عنه

" لن أدع الإسلام لشيء ، وسأحيا به وأموت عليه"
خالد بن سعيد
من هو؟
هو خالد بن سعيد بن العاص بنأمية بن عبد شمس بن عبد مناف ، والده زعيم في قريش ، كان شابا هادىء السمت ، ذكيالصمت ، منذ بدأ أخبار الدين الجديد كان النور يسري إلى قلبه ، وكتم ما في نفسهخوفا من والده الذي لن يتوانى لحظة عن
تقديمه قربانا لآلهة عبد مناف
اسلامه
ذات ليلة رأى خالد بن سعيد في منامه أنه واقف على شفيرنار عظيمة ، وأبوه من ورائه يدفعه نحوها بكلتا يديه ، ويريد أن يطرحه فيها ، ثم رأىرسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل عليه ، ويجذبه بيمينه المباركة من إزاره فيأخذه بعيداعن النار واللهب ويصحو من نومه فيسارع إلى دار أبي بكر ويقص عليه رؤياه ، فيقول أبوبكر له ( إنه الخير أريد لك ، وهذا رسولالله صلى الله عليه وسلم فاتبعه ، فإن الإسلام حاجزك عن النار )
وينطلق خالدإلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسأله عن دعوته ، فيجيب الرسولالكريم صلى الله عليه وسلم( تؤمن بالله وحده لا تشرك به شيئا ، وتؤمن بمحمد عبدهورسوله ، وتخلع عبادة الأوثان التي لا تسمع ولا تبصر ولاتضر ولا تنفع ) ويبسط خالديمينه فتتلقاها يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم في حفاوة ويقول خالد ( إني أشهد أن لاإله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله ) وهكذا أصبح من الخمسة الأوائل فيالإسلام
والدهوالعذاب
وحين علم والده (سعيد) بإسلامه دعاه وقال له ( أصحيحإنك اتبعت محمدا وأنت تسمعه يعيب آلهتنا ؟) قال خالد ( إنه والله لصادق ، ولقد آمنتبه واتبعته ) هنالك انهال عليه أبوه ضربا ، ثم زج به في غرفة مظلمة من داره ، حيثصار حبيسها ، ثم راح يضنيه ويرهقه جوعا وظمأ ، وخالد يصرخ من وراء الباب ( واللهإنه لصادق ، وإني به لمؤمن )
وأخرجه والده الى رمضاء مكة ، ود سه بين حجارتهاالملتهبة ثلاثة أيام لا يواريه فيها ظل ، ولا يبلل شفتيه قطرة ماء ، ثم يئس والدهفأعاده الى داره وراح يغريه ويرهبه وخالد صامد يقول لأبيه ( لن أدع الإسلام لشيء ،وسأحيا به وأموت عليه ) وصاح سعيد ( إذن فاذهب عني يا لُكَع ، فواللات لأمنعنكالقوت ) فأجاب خالد ( والله خير الرازقين ) وغادر خالد الدار ، وراح يقهر العذاببالتضحية ، ويتفوق على الحرمان بالإيمان
جهاده مع الرسول
كان خالد بن سعيد من المهاجرين الى الحبشة في الهجرةالثانية ، وعاد مع إخوانه الى المدينة سنة سبع فوجدوا المسلمين قد انتهوا للتو منفتح خيبر ، وأقام -رضي الله عنه- في المدينة لايتأخر عن أي غزوةللرسول صلى الله عليه وسلم ويحضر جميع المشاهد ، وقد جعله الرسول صلى الله عليه وسلم قبل وفاته واليا على اليمن
خلافة أبوبكر
لما وصل نبأ وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم لخالد في اليمن عاد من فوره الى المدينة ، وعلى الرغم منمعرفته لفضل أبي بكر إلا أنه كان من الجماعة التي ترى أحقية بني هاشم في الخلافةووقف الى جانب علي بن أبي طالب ولم يبايع أبا بكر ، ولم يكرهه أبوبكر على ذلك ،وإنما بقي على حبه وتقديره له ، حتى جاء اليوم الذي غير فيه خالد رأيه فشق الصفوففي المسجد وأبو بكر على المنبر ، فبايعه بيعة صادقة
عزله عنالامارة
يُسير أبو بكر الجيوش للشام ، ويعقد ل( خالد بن سعيد ) لواء ، فيصير أحد أمراء الجيوش ، إلا أن عمر بن الخطاب يعترض على ذلك ويلح علىالخليفة حتى يغير ذلك ، ويبلغ النبأ خالدا فيقول ( والله ما سرتنا ولايتكم ، ولاساءنا عزلكم ) ويخف الصديق -رضي الله عنه- الى دار خالد معتذرا له مفسرا له هذاالتغيير ، ويخيره مع من يكون من القادة مع عمرو بن العاص ابن عمه أو مع شرحبيل بنحسنة ، فيجيب خالد ( ابن عمي أحب الي في قرابته ، وشرحبيل أحب الي في دينه )
ثميختار كتيبة شرحبيل ، ودعا أبو بكر -رضي الله عنه- شرحبيل وقال له ( انظر خالد بنسعيد ، فاعرف له من الحق عليك ، مثل ما كنت تحب أن يعرف من الحق لك ، لو كنت مكانه، وكان مكانك انك لتعرف مكانته في الإسلام ، وتعلم أن رسول الله توفى وهو له وال ،ولقد كنت ولّيته ثم رأيت غير ذلك ، وعسى أن يكون ذلك خيرا له في دينه ، فما أغبطأحدا بالإمارة وقد خيرته في أمراء الأجناد فاختارك على ابن عمه ، فاذا نزل بك أمرتحتاج فيه الى رأي التقي الناصح ، فليكن أول من تبدأ به أبوعبيدة بن الجراح ومعاذبن جبل ولْيَكُ خالد بن سعيد ثالثا ، فإنك واجد عندهم نصحا وخيرا ، وإياك واستبدادالرأي دونهم ، أو إخفاءه عنهم )
استشهاده
وفي معركة ( مرج الصُفَر ) حيث المعارك تدور بينالمسلمين والروم ، كان خالد بن سعيد في مقدمة الذين وقع أجرهم على الله ، شهيد جليل، ورآه المسلمون مع الشهداء فقالوا ( اللهم ارض عن خالد بن سعيد )

يتبع
__________________
العبد ذو ضجر والرب ذو قدر والدهر ذو دول والرزق مقسوم
والخير أجمع فيما اختار خالقنا وفي اختيار سواه اللوم والشوم
عَنْ الْمَرْءِ لَا تَسْأَلْ وَسَلْ عَنْ قَرِينِهِ * * * فَكُلُّ قَرِينٍ بِالْمُقَارَنِ يَقْتَدِي
إذَا كُنْت فِي قَوْمٍ فَصَاحِبْ خِيَارَهُمْ * * * وَلَا تَصْحَبْ الْأَرْدَى فَتَرْدَى مَعَ الرَّدِي

http://a2.sphotos.ak.fbcdn.net/hphot..._6762576_n.jpg
رد مع اقتباس
  #49  
قديم 01-26-2012, 01:15 AM
الصورة الرمزية احمد ادريس
احمد ادريس غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,366
افتراضي

خباب بن الأرت
رضي الله عنه

" اللهم انصرخبابا"
حديث شريف
من هو؟

خبّاب بن الأرت بن جندلة التَّميمي وكنيته أبو يحيى وقيلأبو عبد الله صحابي من السابقين إلى الإسلام ، فأسلم سادس ستة ، وهو أول من أظهرإسلامه ، وكان قد سُبيَ في الجاهلية ، فبيع في مكة ثم حالف بني زُهرة ، وأسلم وكانمن المستضعفين
اسلامه
لقد كان خباب سيافا ، يصنع السيوف ويبيعها لقريش ، وفييوم اسلامه جاء الى عمله ، وكان هناك نفر ينتظرون فسألوه ( هل أتممت صنع السيوف ياخباب ؟) فقال وهو يناجي نفسه ( ان أمره لعجب ) فسألوه ( أي أمر ؟) فيقول ( هلرأيتموه ؟ وهل سمعتم كلامه ؟) وحينها صرح بما في نفسه ( أجل رأيته وسمعته ، رأيتالحق يتفجر من جوانبه ، والنور يتلألأ بين ثناياه ) وفهم القرشيون فصاح أحدهم ( منهذا الذي تتحدث عنه يا عبد أم أنمار ؟) فأجاب ( ومن سواه يا أخا العرب ، من سواه فيقومك يتفجر من جوانبه الحق ، ويخرج النور من بين ثناياه ؟) فهب آخر مذعورا قائلا ( أراك تعني محمدا ) وهز خباب رأسه قائلا ( نعم انه هو رسولالله صلى الله عليه وسلم الينا ليخرجنا من الظلمات الى النور ) كلمات أفاق بعدهاخباب من غيبوبته وجسمه وعظامه تعاني رضوضا وآلاما ودمه ينزف من جسده فكانت هذه هيالبداية لعذاب وآلام جديدة قادمة
الاضطهاد والصبر
وفي استبسال عظيم حمل خباب تبعاته كرائد ، فقد صبر ولميلن بأيدي الكفار على الرغم من أنهم كانوا يذيقونه أشد ألوان العذاب ، فقد حولواالحديد الذي بمنزله الى سلاسل وقيود يحمونها بالنار ويلفون جسده بها ، ولكنه صبرواحتسب ، فها هو يحدث ( شكونا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد ببرد له في ظل الكعبة ، فقلنا يا رسول الله ألاتستنصر لنا ؟؟ فجلس صلى الله عليه وسلم وقد احمر وجهه وقال ( قد كان من قبلكميؤخذ منهم الرجل فيحفر له في الأرض ، ثم يجاء بالمنشار فيجعل فوق رأسه ، ما يصرفهذلك عن دينه ! وليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء الى حضرموت لا يخشىإلا الله عز وجل ، والذئب على غنمه ، ولكنكم تعجلون) وبعد أن سمع خبابورفاقه هذه الكلمات ، ازدادوا إيمانا وإصرارا على الصبر والتضحية
امانمار
واستنجد الكفار بأم أنمار ، السيدة التي كان خباب -رضيالله عنه- عبدا لها قبل أن تعتقه ، فأقبلت تأخذ الحديد المحمى وتضعه فوق رأسهونافوخه ، وخباب يتلوى من الألم ، ولكنه يكظم أنفاسه حتى لايرضي غرور جلاديه ، ومربه الرسول صلى الله عليه وسلم والحديد المحمى فوق رأسه ، فطار قلبه رحمة وأسى ، ولكنماذا يملك أن يفعل له غير أن يثبته ويدعو له ( اللهم انصرخبابا ) وبعد أيام قليلة نزل بأم أنمار قصاص عاجل ، اذ أنها أصيبت بسعارعصيب وغريب جعلها -كما يقولون- تعوي مثل الكلاب ، وكان علاجها أن يكوى رأسها بالنار !!
خدمةالدين
لم يكتف -رضي الله عنه- في الأيام الأولى بالعبادةوالصلاة ، بل كان يقصد بيوت المسلمين الذين يكتمون إسلامهم خوفا من المشركين ،فيقرأ معهم القرآن ويعلمهم إياه ، فقد نبغ الخباب بدراسة القرآن أية أية ، حتىاعتبره الكثيرون ومنهم عبدالله بن مسعود مرجعا للقرآن حفظا ودراسة ، وهو الذي كانيعلم القرآن لفاطمة بنت الخطاب وزوجها سعيد بن زيد عندما فاجأهم عمر بن الخطابمتقلدا سيفه الذي خرج به ليصفي حسابه مع الإسلام ورسوله لكنه لم يكد يتلو القرآنالمسطور في الصحيفة حتى صاح صيحته المباركة ( دلوني على محمد )

وسمع خبابكلمات عمر ، فخرج من مخبئه وصاح ( يا عمر والله إني لأرجو أن يكون الله قد خصكبدعوة نبيه صلى الله عليه وسلم فإني سمعته بالأمس يقول ( اللهم أيدالإسلام بأحب الرجلين إليك ، أبي الحكم بن هشام ، وعمر بن الخطاب ) فسألهعمر من فوره ( وأين أجد الرسول الآن يا خباب ؟) وأجاب خباب ( عند الصفا في دارالأرقم بن أبي الأرقم ) فمضى عمر الى مصيره العظيم
الدين
كان خباب رجلاً قَيْناً ، وكان له على العاص بن وائلدَيْنٌ ، فأتاه يتقاضاه ، فقال العاص ( لن أقضيَكَ حتى تكفر بمحمد ) فقال خباب ( لنأكفر به حتى تموتَ ثم تُبْعَثَ ) قال العاص ( إني لمبعوث من بعد الموت ؟! فسوفأقضيكَ إذا رجعتُ إلى مالٍ وولدٍ ؟!)

فنزل فيه قوله تعالى ( أفَرَأيْتَ الذَي كَفَرَ بِآياتنا وقال لأوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً ،أَطَّلَعَ الغَيْبَ أمِ اتَّخَذَ عند الرحمنِ عَهْداً ، كلاّ سَنَكتُبُ ما يقولونَمُدُّ له من العذاب مَدّا ، َنَرِثُهُ ما يقولُ ويَأتينا فرداً )
سورة مريم (آية 77 إلى آية 80 )
جهاده
شهد خباب بن الأرت جميع الغزوات معالرسول صلى الله عليه وسلم وعاش عمره حفيظاً على إيمانه يقول خباب ( لقد رأيتني معرسول الله صلى الله عليه وسلم ما أملك ديناراً ولا درهماً ، وإنّ في ناحية بيتي فيتابوتي لأربعين ألف وافٍ ، ولقد خشيت الله أن تكون قد عُجّلتْ لنا طيّباتنا فيحياتنا الدنيا )
فى عهدالخلافة
عندما فاض بيت مال المسلمين بالمال أيام عمر وعثمان -رضي الله عنهما- ، كان لخباب راتب كبير بوصفه من المهاجرين السابقين إلى الإسلام ،فبنى داراً بالكوفة ، وكان يضع ماله في مكان من البيت يعلمه أصحابه ورواده ، وكل مناحتاج يذهب ويأخذ منه
وفاته
قال له بعض عواده وهو في مرض الموت ( ابشر يا أباعبدالله ، فإنك ملاق إخوانك غدا ) فأجابهم وهو يبكي ( أما إنه ليس بي جزع ، ولكنكمذكرتموني أقواماً ، وإخواناً مضوا بأجورهم كلها لم ينالوا من الدنيا شيئا ، وإنابقينا بعدهم حتى نلنا من الدنيا ما لم نجد له موضعاً إلا التراب ) وأشار الى دارهالمتواضعة التي بناها ، ثم أشار الى المكان الذي فيه أمواله وقال ( والله ما شددتعليها من خيط ، ولا منعتها عن سائل ) ثم التفت الى كفنه الذي كان قد أعد له ، وكانيراه ترفا وإسرافا وقال ودموعه تسيل ( انظروا هذا كفني ، لكن حمزة عم رسولالله صلى الله عليه وسلم لم يوجد له كفن يوم استشهد إلا بردة ملحاء ، إذا جعلت علىرأسه قلصت عن قدميه ، وإذا جعلت على قدميه قلصت عن رأسه )

ومات -رضي اللهعنه-في السنة السابعة والثلاثين للهجرة مات واحد ممن كانالرسول صلى الله عليه وسلم يكرمهم ويفرش لهم رداءه ويقول ( أهلاًبمن أوصاني بهم ربي ) وهو أول من دُفِنَ بظهر الكوفة من الصحابة

قالزيد بن وهب ( سِرْنا مع علي حين رجع من صفّين ، حتى إذا كان عند باب الكوفة إذْ نحنبقبور سبعة عن أيماننا ، فقال ( ما هذه القبور ؟) فقالوا ( يا أمير المؤمنين إنّخباب بن الأرت توفي بعد مخرجك إلى صفين ، فأوصى أن يدفن في ظاهر الكوفة ، وكانالناس إنّما يدفنون موتاهم في أفنيتهم ، وعلى أبواب دورهم ، فلمّا رأوا خباباً أوصىأن يدفن بالظهر ، دفن الناس ) فقال علي بن أبي طالب ( رحم الله خباباً أسلم راغباًوهاجر طائعاً ، وعاش مجاهداً ، وابتلي في جسمه ، ولن يضيعَ الله أجرَ مَنْ أحسنَعملاً ) ثم دنا من قبورهم فقال ( السلام عليكم يا أهل الدّيار من المؤمنينوالمسلمين ، أنتم لنا سلفٌ فارطٌ ، ونحن لكم تبعٌ عما قليل لاحِقٌ ، اللهم اغفر لناولهم وتجاوز بعفوك عنا وعنهم ، طوبى لمن ذكرَ المعاد وعمل للحساب وقنعَ بالكفاف ،وأرضى الله عزَّ وجلَّ )


يتبع
__________________
العبد ذو ضجر والرب ذو قدر والدهر ذو دول والرزق مقسوم
والخير أجمع فيما اختار خالقنا وفي اختيار سواه اللوم والشوم
عَنْ الْمَرْءِ لَا تَسْأَلْ وَسَلْ عَنْ قَرِينِهِ * * * فَكُلُّ قَرِينٍ بِالْمُقَارَنِ يَقْتَدِي
إذَا كُنْت فِي قَوْمٍ فَصَاحِبْ خِيَارَهُمْ * * * وَلَا تَصْحَبْ الْأَرْدَى فَتَرْدَى مَعَ الرَّدِي

http://a2.sphotos.ak.fbcdn.net/hphot..._6762576_n.jpg
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
موسوعة, الله, الصحابة, رضوان, عليهم


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع موسوعة الصحابة ( رضوان الله عليهم )
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ورد الصحابة رضي الله عنهم صباح الورد شذرات إسلامية 0 07-11-2014 10:32 AM
سلمة بن الأكوع .. بطل المشاة .. رضوان الله عليه ام زهرة شخصيات عربية وإسلامية 0 04-23-2013 05:58 PM
منزلة الصحابة رضي الله عنهم عبدالناصر محمود شذرات إسلامية 3 04-12-2013 02:35 PM
محبة الصحابة لرسول الله جاسم داود شذرات إسلامية 0 10-05-2012 01:06 AM
ألقاب الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين... صباح الورد شذرات إسلامية 4 06-29-2012 03:21 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 01:24 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59