#1  
قديم 06-02-2013, 11:51 AM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,413
افتراضي داعمو وسائل الإعلام من الجناح اليميني للدعاية المناهضة للإسلام


من كتاب : التخويف من الإسلام (الإسلاموفوبيا)
جذور شبكة التخويف من الإسلام في الولايات المتحدة


يعتمد نشر كراهية الإسلام في الولايات المتحدة الأمريكية على أبواق في وسائل الإعلام من الجناح اليميني تقوم بتضخيم بعض الأصوات الهامشية القليلة. ويحتفظ خبراء مؤسسات بحوث الرأي (معاهد السياسة) ومنظمات المجتمع المحلي ومنظمات الحقوق الدينية المذكورة في هذا التقرير بعلاقات وطيدة وطويلة الأجل مع مجموعة غير مترابطة ولكنها متشابهة في الأفكار(الأيدولوجيا) من مدونات الجناح اليميني ومحطات الإذاعة والصحف وعروض التلفزيون لنشر رسالتهم المناهضة للإسلام وخرافاتهم عنه. وتعطي المنافذ الإعلامية بدورها الأفراد في هذه الشبكة ما يحتاجونه من الظهور لتضخيم رسالتهم والوصول إلى عدد أكبر من الجمهور، وزيادة التمويل، وزيادة قاعدة عضويتهم.
إن بعضاً من منافذ الإعلام المحافظة العريقة هي جزء هام من هذه الأبواق التي تمزج تغطية التهديدات التحذيرية الناجمة عن مجرد تواجد المسلمين في الولايات المتحدة مع القصص الأخرى. ومن أهم شركاء الوسائل الإعلامية إمبراطورية فوكس نيوز (فوكس للأخبار)، و"ناشونال ريفيو" مجلة المحافظين النافذة، وعدد كبير من مقدمي البرامج في المحطات الإذاعية من الجناح اليميني، وصحيفة واشنطون تايمز وموقعها في شبكة الويب العالمية، وشبكة البث الإذاعي المسيحي وموقعها في شبكة الويب العالمية.
وهم يشيدون بفرانك غافني وديفيد يوريشالمي ودانيال بايبز وروبرت سبنسر وستيفن إيمرسونوغيرهم باعتبارهم خبراء، ويدعون من يفترض بأنهم إسلاميون معتدلون لدعم وجهات النظر المتعصبة. وبذلك تقوم هذه المنظمات الإعلامية بتضخيم وجهات النظر الضارة المناهضة للإسلام إلى الجماهير العريضة (انظر المربع 6 في الصفحة86 من أصل التقرير). في هذا الفصل نعرض بعض داعمي وسائل الإعلام من الجناح اليميني، ونبدأ بمواقع شبكة الويب ثم المحطات الإذاعية لرزع بذور الكراهية ومن ثم المنافذ التلفزيونية.

مواقع شبكة الويب العالمية:
شبكة مواقع شبكة الويب والمدونات هي في الغالب المحرك الأساسي للرسائل المناهضة للإسلام وخرافاتهم عنه. موقعا شبكة الويب الأكثر نفوذاً هما:
· موقع مركز ديفيد هورويتز للحرية على شبكة الويب والمجلات المنشورة على الإنترنيت بما في ذلك مجلة "فرونت بيج" و "جهاد ووتش" ومدونة "نيوز رييل" (أي شريط أيضا) والعديد من المؤتمرات.
· مدونات باميلا جيلر "أتلاس شرجز"
إدامة عمر الخرافة بأن معظم المساجد الأمريكية هي مساجد متطرفة (أصولية)
نشر أفراد من شبكة إسلاموفوبيا (رهاب الإسلام) مقالات، أو ربما ظهروا على شاشات التلفزيون على الهواء هذا العام وفي العام 2010م لتضليل أمتنا وإعطائها معلومات كاذبة عن تجمعات المسلمين الأمريكيين. وفيما يلي بعض الأمثلة:
يضلل ديفيد يوريشالمي في ميدل إيست كوارترلي (الشرق الأوسط ربع السنوية) أمريكا بأن أكثر من 80 في المائة من المساجد الأمريكية تؤيد العنف أو تشجعه.
يكتب فرانك غافني من مركز سياسة الأمن في صحيفة الواشنطن بوست قائلا: "معظم المساجد في الولايات المتحدة هي في الواقع منخرطة – أو على الأقل – داعمة لطريقة الحكم الشمولية وبرنامجها التحريضي الذي يُدعى الشريعة. وغرضها الصريح هو إضعاف الحكومة الأمريكية ومؤسساتها التأسيسية واستبدالها بالقوة في نهاية الأمر. وفي مكانهم سنكون حكومة للخليفة وفقاً لنظام الشريعة السياسي والعسكري والقانوني.
تقول باميلا جيلر مديرة منظمة إسلاموفوبيا الشعبية المحلية (منظمة رهاب الإسلام أو التخويف من الإسلام) على شاشة "سي ان ان" صباح يوم الأحد أن: "4 من كل 5 من المساجد تدعو إلى الكراهية".
يقتبس معلق محطة فوكس نيوز بيل أورايلي في مقابلة مع عضو الكونجرس كيث إليسون (ديمقراطي عن ولاية مينيستا) في برنامج "أورايلي فاكتور" كلام فرانك غافني بأن: "75 في المائة من المساجد الإسلامية الأمريكية تغض الطرف عن التشدد والتطرف وقوانين الشريعة".
يقول عضو الكونجرس عن المحافظين ولاية نيويورك بيتر كينغ في برنامج لورا إنجراهام أن "ما يزيد عن 80 في المائة من المساجد في هذه البلاد يتحكم فيها الإسلاميون المتطرفون "الأصوليون".

مركز ديفيد هورويتز للحرية
مركز ديفيد هورويتز للحرية المموّل تمويلاً ممتازاً هو لاعب رئيس في جهود تضخيم التهديدات المزعومة ضد المسلمين المتطرفين في الولايات المتحدة. ومركز الحرية الذي تأسس في العام 1988م على يد هورويتز البالغ من العمر 72 عاماً - وهو أصولي متطرف من اليسار الجديد وقد تحوّل إلى متحمس يميني- يعتبر من المنظمات الرئيسية التي "ساعدت على نشر الأفكار المتعصبة في الحياة الأمريكية" وفقاً لمركز "سوذرن بوفرتي غير المنحاز الذي يتتبع محموعات الكراهية في الولايات المتحدة. وقد ذكر أندريز بريفيك سفاح النرويج عدداً من اللاعبين الأمريكيين المناهضين للإسلام في برنامجه وقد جاء هورويتز من بينهم.
يزعم مركز الحرية أنه "يحارب جهود اليسار المتطرف الأصولي وحلفائه المسلمين وهي الجهود الرامية إلى تدمير القيَم الأمريكية وتجريدها من أسلحتها في محاولاتها الدفاع عن نفسها في زمن الإرهاب". ومنذ عام 2002م إلى 2009م بلغ دخل المركز (36) مليون دولار للقيام بهذا العمل. إن إدعاءات هورويتز زائفة ومعتادة. وهو يردد صدى أصوات العديد ممن يرهبون الإسلام محذراً بأن المنظمات الإسلامية العامة "كلها واجهات للإخوان المسلمين" وأن 80 في المائة من المساجد الأمريكية ممتلئة بالكراهية ضد اليهود والأمريكيين".
وفي خطابٍ له في كلية بروكلين قال هورويتز: "إن المسلمين من الشرق الأوسط هم (نازيون إسلاميون) (يريدون أن يقتلوا اليهود) وأن ذلك هو برنامجهم" وأضاف بأن: "الاتحادات الإسلامية ما هي إلا واجهات للإخوان المسلمين". وقد تجاوز هورويتز أكثر زملائه الذين تمتلئ عقولهم بنظرية المؤامرة بالزعم بأن التطرف الإسلامي قد تغلغل في نظامنا التعليمي بدءً من رياض الأطفال.
فيما يلي وسائل هورويتز الرئيسية للترويج لأفكاره
مجلة "فرونت بيج" ومجلة "جهاد ووتش"
يمتلك هورويتز مجلتين تنشران على الإنترنيت هما مجلة "فرونت بيج" و"جهاد ووتش" اللتين يديرهما روبرت سبنسر. وعبر هاتين الوسيلتين يرسل هورويتز صوتاً مضخماً إلى مجموعة من زملائه المتزمتين المناهضين للإسلام ومشاريعهم حول المؤامرة والتهديدات. يستخدم فرانك غافني ودانيال بايبس وروبرت سبنسر وغيرهم من الأسماء المألوفة المجلة والموقع على شبكة الويب للترويج لإدعاءتهم عن المخاطر المفرطة التي تهدد الولايات المتحدة.
فعلى سبيل المثال، استخدموا مجلة "فرونت بيج" للترويج لاتحادهم المحلي لقفل إحدى المدارس, وهو الحدث الذي نال دعاية كبيرة وهدف إلى قفل مدرسة عامة في مدينة نيويورك لغير سبب إلا لأنها تدرس اللغة والثقافة العربيتين. والمدرسة هي أكاديمية خليل جبران الدولية التي سميت باسم الشاعر المسيحي اللبناني. في كثير من الأحيان تستهدف المجلة وموقع الويب الرئيس باراك أوباما. ويستخدم روبرت سبنسر موقع الويب ليفسر بشكل خاطئ ومتعمد دعم الرئيس أوباما لديمقراطية مصر على أنه تأييد للإخوان المسلمين وجدول أعمالهم الإسلامي. استخدم بايبس المجلة للترويج للكذبة التي تقول إن الرئيس أوباما كان يعتنق الإسلام في وقتٍ ما. وفوق ذلك كله يدعي هورويتز وزملاؤه أن مد يدي الرئيس أوباما إلى الغالبية المسلمة في الدول الإسلامية هو دليل على برامجه الإسلامية المتطرفة الأصولية.
يقول هورويتز وسبنسر في كتيب عنوانه "أوباما والإسلام" "إن بيان أوباما يمثل شيئاً أكثر بكثير من مجرد السذاجة، فهو جهد مبذول بإدراك ووعي للتسامح مع التفوق الإسلامي في إيران وغيرها من الدول في الشرق الأوسط، وإرادة نشطة لكي يعمل قوّاداً للعالم الإسلامي بشكل عام.
وأخيراً لن تكون أي مجلة أو موقع ويب مناهض للإسلام مكتملاً بدون الهجمات المتوقعة على الشريعة الإسلامية. وعليه فليس من المثير للدهشة أن بايبس استخدم هاتين الوسيلتين لدعم حظر الشريعة في أوكلاهوما في العام 2012م. ووفقاً لبايبس فإن مثل هذا الحظر: "ليس تمييزياً ولا زائداً عن الحاجة" حيث إن القوانين التي تحظر الشريعة أساسية للحفاظ على النظام الدستوري.

مدونة نيوز ريل:
يقوم مركز هورويتز للحرية بتشغيل موقع مدونته الخاص وهو نيوز ريل الذي يقوم من ضمن العديد من الأشياء بالترويج للخرافة القائلة بأن متعصبين إسلاميين قد اخترقوا مجموعة من المنظمات السياسية من كلا اليمين واليسار. وعلى سبيل المثال تردد المدونة نظرية فرانك غافني المخزية والمستهجنة حول المؤامرة التي تنادي بأن مؤتمر المحافظين السياسي للعمل قد اخترقه الإخوان المسلمون.
تعتمد إحدى إستراتيجيات هورويتز على وضع حججه في إطار الحمايات والحريات الدستورية وعلى وجه الخصوص تلك المتعلقة بالتعديل الأول. وقد كتب في وقت مبكر من هذا العام في مدونة نيوز ريل قائلا: "إن المعركة في الواجهة ضد الشمولية الإسلامية هي معركة الدفاع عن التعديل الأول وهو حق التجمع والحديث بحرية". لا عليك من حقيقة أن دفاع هورويتز عن التعديل الأول ضد "الشمولية الإسلامية" لا تعترف بحقوق المسلمين في أن يبنوا دوراً للعبادة والصلاة فيها وفقاً لمعتقدهم الديني".

أسبوع الوعي بالفاشية الإسلامية:
يستخدم هورويتز أيضا مواقعه على شبكة الويب للترويج لمشروع المركز للتثقيف بالوعي بالإرهاب والمستند على الخوف من الحملات الإسلامية ضد الغرب. كان المركز وهورويتز ينظمان برنامج أسبوع الوعي بالفاشية الإسلامية في المئات من الجامعات في طول البلاد وعرضها. وهما يملكان دليلاً في الإنترنيت للمنظمات الطلابية لاستضافة الحدث الذي يستمر أسبوعاً مع توفير متحدثين للمناسبة. ويسوّق الدليل الخرافات وتهديدات المؤامرة بما في ذلك خرافة تقول إن الجماعات والمنظمات الإسلامية الاعتيادية هي في واقع الأمر واجهات للمتشددين الإسلاميين. ويردد المتحدثون ومن بينهم روبرت سبنسر ودانيال بايبس ونوني درويش هذه الخرافات والتهديدات ويضخمونها لغرض في نفوسهم.
يقوم نادي صباح الأربعاء (وينزدي مورننج كلوب) و"مركز هورويتز ويك إند ريستوريشن" أيضا بإرسال الرسائل والتهديدات المناهضة للمسلمين في ناديه صباح الأربعاء الذي هو منصة للسياسيين الجمهوريين والشخصيات الإعلامية وغيرهم. وقد استضاف منذ وقت قريب أندرو برايتبارت الناشط من الجناح اليميني الذي يستضيف موقعه الإعلامي مدونة فرانك غافني التي تروّج مخاوف وتحذيرات برايتبارت عن الشريعة الإسلامية.
إضافة إلى ذلك، يستضيف هورويتز أسبوع التجديد "ريستوريشن وييك" في بالم بيتش بولاية فلوريدا وهو مؤتمر سنوي للنخبة كان من ضمن المشاركين فيه عضو مجلس الشيوخ مايكل باخمان والمتحدث السابق عن المجلس والمعلق في فوكس نيوز "فوكس للأخبار" نيوت جينجريتش مع المشتبهين الاعتياديين المناهضين للإسلام مثل فرانك غافني وروبرت سبنسر وباميلا جيلر وعضو مجلس الشيوخ جون هاجي وهو قائد الحقوق الدينية.
ولأن منافذ هورويتز الإعلامية تعطيه القوة والنفوذ، فإنه تتم دعوته في كثير من الأحيان ليعبر عن آرائه عبر منافذ إعلامية محافظة أخرى. فقد ظهر في صفحات صحيفة واشنطون بوست وفي قناة فوكس نيوز التلفزيونية. وفيما يلي مثال من فوكس نيوز عن تزمته وأفكاره التآمرية غير المسنودة بدليل حول المجموعات الطلابية العامة. "ما نود إيصاله هنا أن هناك 150 اتحاداً طلابياً إسلامياً تدللها إدارات الجامعات وتعاملها وكأنها مجموعات عرقية أو دينية بينما هي في الأصل مجموعات سياسية تمثل أذرعة لتنظيم الإخوان المسلمين الذي يمثل المنبع الرئيس للجهاد الإرهابي ضد الغرب".

باميلا جيلر:
بدأت باميلا جيلر مهنتها المتعلقة بالنشر في "نيويورك ديلي نيوز" (أخبار نيويورك اليومية) ثم أصبحت ناشرا مشاركا لمجلة نيويورك أوبزيرفور من 1989م إلى 1994م. وتركت تلك الوظيفة لتمكث في البيت مع أطفالها الأربعة. وبعد عقد من الزمان من ذلك الوقت أسست مدونتها المسماة "أتلاس شرجز" وقد أسمت المدونة على اسم رواية الكاتبة والروائية والفيلسوفة أيان راند التي تحمل عنوان "أتلاس شرجز". تروج رواية المنبع الرئيس و"أتلاس إشرقد" وروايات راند الأخرى فلسفة متشددة من الأنانية والتحررية التي يقدسها الجناح اليميني وجيلر التي ترى أن راند: "هي أعظم فيلسوف في التاريخ الإنساني". وتقول إن أهداف مدونتها: "محددة بوضوح بواسطة فلسفة راند". وبالإضافة إلى كونها لاعباً إعلامياً رئيساً فإنها مُنظمة متشددة نشطة للقضايا المناهضة للإسلام (كما هو مبين بالتفصيل في الفصل 3 من تقريرنا هذا).
تروج تعليقات جيلر العديدة وكتاباتها في المدونة وظهورها في وسائل الإعلام كمّاً كبيراً من الادعاءات التآمرية. وتشمل هذه الادعاءات: الرئيس أوباما مسلم، العربية ليست لغة فقط وإنما هي في الواقع رأس الرمح لمناهضة أمريكا، وأن الإسلام المتعب الأصولي قد تغلغل في حكومتنا التي يديرها سلطويون مسلمون، وأن المسلمين منخرطون في جهاد ثقافي خفي بلبسهم العمامات على الرأس في مدينة ألعاب ديزني لاند.
إلا أن جيلر معروفة أكثر كوجه عام للاحتجاج ضد مركز بارك المحلي في مدينة نيويورك الذي أسمته: "المسجد الكبير المقام قرب مركز التجارة العالمي". وأشارت إليه بوصفه العلم الأخير الدال على الغزو والإخضاع" و"ضريحاً لنفس الأفكار الأيديولوجية التي ألهمت الهجمات الجهادية على مركز التجارة".
منذ وقت قريب رُبطت جيلر في أيضا مع الإرهابي النرويجي أندريه بريفيك الذي اعترف بجرائمه حيث ذكر اسمها 12 مرة في بيانه الرسمي. دافعت جيلر عن نفسها بسرعة ضد أي صلة به، ولكنها واصلت كلامها لتندد بمعسكر الشباب الصيفي التابع لحزب العمال الذي هاجمه بريفيك. زعمت جيلر المعسكر مركزاً للتدريب التمهيدي ضد إسرائيل.
وقد ادعت فيما بعد بأن الأطفال والشباب الذين قتلهم بريفيك كانوا سيشبون ليصبحوا "قادة الحزب المسؤولين عن الترويج للمسلمين الذين يرفضون الانخراط في المجتمع، والذين يرتكبون الجرائم الكبرى ضد المواطنين النرويجيين بما في ذلك الاغتصابات العنيفة بواسطة العصابات، وبالحصانة والإعفاء من العقاب، الذين يعيشون على الإعانات الاجتماعية من وزارة العمل والتوظيف. ولم تكتف جيلر بهجماتها الافترائية وإنما وضعت صوراً لأطفال المعسكر الذين من المحتمل أن من بينهم العديد من الضحايا. وكان التعليق على الصورة يقول: "لاحظوا الوجوه التي تشبه الشرق أوسطيين أو المختلطة أكثر مما تشبه النرويجيين".
الآن دعونا نراجع بعضاً من إدعاءات جيلر المشينة والعنصرية:

المسلمون والإسلام- النازية والشيوعية
تكرر جيلر خطابات الجناح اليميني البلاغية المفككة والهابطة حول تغلغل الشيوعية والأخطار الفاشية. وأحد أكثر إدعاءاتها تشدداً هو أن الإسلام ألهم أدولف هتلر والنازية ولهذا السبب "ينبغي منع المسلمين الورعين الملتزمين من دخول الخدمة العسكرية".
الشرير الذي حلّ محل الشيوعية في نظر جيلر هم الإخوان المسلمون. ومثلها مثل غافني، تدعي أن مؤتمر المحافظين السياسي للعمل قد "فسد وتم تقديم التنازلات فيه" لأن أحد أعضائه هو سهيل خان وهو جمهوري عمل في إدارة جورج دبليو. بوش، وكان جزءًا من هذا المؤتمر لمدة 20 عاماً وصدف أنه أمريكي مسلم.
ترى جيلر أيضا أن العدو الإسلام قد تغلغل في إدارة الرئيس أوباما.
فيما عدا ذلك فإن جيلر مقتنعة أن الرئيس أوباما قد كان، أو هو لا يزال مسلماً ممارساً للشعائر الإسلامية. تقول جيلر إن الرئيس أوباما محمدي "أي يتبع تعاليم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ويريد أن ينتصر للجهاد. وهي تدعي "أنه أي الرئيس أوباما يدعم القاعدة في الأساس"، وتقول جيلر: "في الأساس كل شيء فعله هذا الرئيس حتى الآن ساعد في خضوع الولايات المتحدة للإسلام".

علاقة جيلر مع الشبكة
ترتبط باميلا جيلر بشكل وطيد مع اللاعبين الرئيسين في شبكة إسلاموفوبيا "رهاب الإسلام". فمحاميها الشخصي هو ديفيد يوريشالمي الذي يوفر الاستشارات القانونية لاثنتين من منظماتها وهما: منظمة أوقفوا أسلمة أمريكا (استوب إسلامايزيشن أوف أميركا) ومنظمة اتحاد أوقفوا مدرسة تحالف الجالية "استوب ذا مدرسة كوميونتي كوليشن" التي تم الحديث عنها في الفصل السابق. من جانبها روّجت باميلا جيلر لتشريع ديفيد يوريشالمي المناهض للشريعة الإسلامية في عدد من الحملات في الولاية. وفي مارس 2011 على سبيل المثال، دعا جارل جاتو ممثل ولاية ألاسكا كلاً من باميلا جيلر وديفيد يوريشالمي للشهادة أمام لجنة شؤونالولاية في المجلس حول ضرورة حظر الشريعة والقانون الأجنبي لحماية الولاية والدستور الأمريكي.
وبسبب نشاطاتها الكثيرة فازت جيلر بجائزة "آني تايلور" للعام 2011م التي يمنحها مركز ديفيد هورويتز للحرية. وقد صرحت جيلر أن الجائزة تمثل "حصاد سنوات من العمل الذي يحدد شخصيتي."
وبالإضافة إلى هذه الصلات، تدعم جيلر بريجيت جابريل مؤسسة منظمة اعملوا من أجل أمريكا (آكت فور أميركا). جاءت جيلر للدفاع عن بريجيت بعد أن ظهرت بريجيت بشكل تصادمي في برنامج الكوميدي بيل ماهر للحوار وكتبت: "الوقوف للدفاع عن بريجيت". بعد ذلك دعا عدد من فروع منظمة "آكت فور أميركا" جيلر لإلقاء الكلمات. في فبراير من هذا العام ألقت جيلر كلمة في فرع منظمة "آكت فور أميركا أوباما" ونشرت بصورة خاطئة بأن اتحاد القانونيين الأمريكي قرر الدفاع عن الشريعة الإسلامية في الولايات المتحدة.

إذاعة بث الكراهية
تعمل مواقع شبكة الويب المناهضة للإسلام يداً بيد مع مقدمي برامج الحديث المشهورين الذين يكررون على نحو سمج ويضخمون التهديدات التحذيرية ونظريات المؤامرة التي تروّج لها المدونات وداعميها. تتضمن صناعة "إذاعة الكراهية" شخصيات معروفة على النطاق الوطني مثل "راش لمباه" ومايكل سافج وجلين بيك وآخرين. وتقوم كلها مجتمعةً باستخدام برامج كمنابر لبث الرسائل المناهضة للإسلام المليئة بعدم التسامح والكراهية.
برنامج "راش لمباه"
يستضيف "راش لمباه" أكثر برامج الحوار شعبيةً في الولايات المتحدة وهو (برنامج "راش لمباه") الذي تبثه أكثر من 600 محطة إذاعية في جميع أنحاء الولايات المتحدة ويبث إلى أكثر من 15 مليون مستمع في الأسبوع. يدعو راش لمباه، البالغ من العمر 60 عاماً، نفسه "مذيع أميركا" و"كاشف الحقيقة في أميركا". ويستخدم "لمباه" منبر برنامجه المؤثر لنشر الكلمة وواحدة من رسائله المفضلة هي إلقاء ظلال من الشك على هوية الرئيس أوباما الدينية. وقد أطلق عليه "الإمام أوباما نجاد"، على وزن أحمدي نجاد. وقال إن الرئيس يعمل على بناء الخلافة وأنه قد يرى نفسه الإمام رقم 12.
مثل هذه الإدعاءات لها تأثيرات، ففي العام 2012م اعتقد قرابة 18 في المائة من الأمريكيين خطأً أن الرئيس أوباما كان مسلماً ويعود ذلك بشكل كبير إلى تنسيق وسائل إعلام لمثل هذه الإدعاءات.
ينضم لمباه إلى باميلا جيلر وغيرهم كمنتقدين صاخبين لمركز بارك51 المحلي في مدينة نيويورك. وخلال الاحتجاجات في الصيف الماضي قارن لمباه المسلمين الذي يشيدون المركز المحلي بقيام منظمة "كلو كلكس كلان" العنصرية ببناء مبنى تذكاري في "جتسبيرج". كما ادعى أيضا أن المركز المحلي هو "أداة توظيف للمتشددين الأجانب" وكرر نقاط حديثه بأن المنظمين يريدون للمركز أن يكون "تذكار نصر قرب مركز التجارة العالمي".
وللأسف فإن ميكرفون "مكبر صوت" لمباه سيظل باقياً لسنوات عدة قادمة. ففي العام 2008م، قام بتجديد عقده بقيمة 400 مليون دولار لثمانية أعوام مع قناة "كلير".

برنامج سيان هانيتي
برنامج الحوار الثاني من حيث الشعبية هو "برنامج سيان هانيتي". وهو برنامج حوار إذاعي يتم بثه في العديد من المحطات في نفس الوقت في شبكات الإذاعات الرئيسية ويقدمه سيان هانيتي. يبلغ هانيتي من العمر 49 عاماً، ويعمل مقدماً أيضا لبرنامج تلفزيجن كيبل (بالاشتراك) يسمى "هانيتي في فوكس نيوز. ويستمع حوالى 14 مليون شخص لبرنامج هانيتي الإذاعي كل أسبوع مستضيفا أناسا يرددون نفس نقاط الكلام ونظريات المؤامرة التي يمكن الاستماع إليها في برنامج لمباه على فوكس نيوز وغيرهم.
هناك الكثير من الأسئلة حول ارتباط الرئيس أوباما الديني وتغلغل الإخوان المسلمين في لجنة حزب المحافظين، والتهديدات القادمة من الإرهاب الناشئ من داخل البلاد في وسطنا. وبالاستماع إلى هانيتي يمكن للمرء أن يستمع إلى ممثل المجلس الحمهوري عن نيويورك بيتر كينغ وهو يوافق مع مضيفه على أن 85 في المائة من المساجد في الولايات المتحدة يشرف عليها أصوليون إسلاميون بعد أن اقتبس هانيتي من ستيفن إيمرسون ودانيال بايبس ليبرهن على وجهة نظره.

أمة سافاج "ذا سافاج نيشن"
يستضيف مايكل سافاج برنامج أمة سافاج "ذا سافاج نيشن", وهو برنامج حواري آخر على نطاق البلاد يلقى ترتيباً عالياً ويتم بثه في نفس الوقت على شبكة برامج الحوار. تبث ما يزيد عن 350 محطة إذاعية هذا البرنامج يتم بثه لأكثر من 9 ملايين مستمع أسبوعياً، ما يضع هذا البرنامج خلف برنامج لمباه وسيان هانيتي مباشرةً في التقديرات. وسافاج البالغ من العمر 69 عاماً معروف بهجائه الغاضب ضد الأقليات بما فيها المسلمين. ففي 17 أبريل 2006م على سبيل المثال أخبر مستمعيه بأن على الأمريكيين أن: "يقتلوا 100 مليون مسلم".
في العام 2007م قال: "لا أريد أن أسمع كلمة واحدة أخرى عن الإسلام. خذوا إسلامكم واحشروه في مؤخراتكم. لقد سئمت منكم." من ثم اقترح أن يتم ترحيل المسلمين الأمريكيين.
وجنباً إلى جتب مع لمباه، يقوم سافاج بترويح الخرافة التي تقول بأن الرئيس أوباما قد يكون مسلماً في الخفاء. وقبل أن يتم انتخاب الرئيس أوباما، كان سافاج يدعوه "عضو الكونجرس باراك مدرسة أوباما". وخلال حملة عام 2008م الانتخابية، قال سافاج: "لدينا الآن مرشح خفي تلقى تعليمه في مدرسة دينية في أندونيسيا وهو في الواقع مسلم. وفي سعيه للحصول على "الحقائق" أصرّ سافاج أن: "لدينا الحق في أن نعرف ما إذا كان أوباما ما يُدعى مسلماً صديقاً أو أنه يطمح إلى تعاليم أكثر تشدداً وأصوليةً."

برنامج جلين بيك
جلين بيك أيضا يقدم برنامجا إذاعيا شعبيا للحديث والنقاش تبثه أكثر من 400 محطة إذاعة كما تبثه في نفس الوقت شبكات المحطات الإذاعة الرئيسية. يأتي برنامج بيك وبرنامج سافاج بالتساوي في المركز الثالث بين البرامج الإذاعية للحوار، ويستمع إليهما أكثر من 9 ملايين مستمع أسبوعياً. ويحرك بيك المخاوف ويساوي المسلمين بالإرهابيين ويقوم بإدخال الدين في حالة من التشويش. وفي ديسمبر الماضي تكهن في برنامجه الحواري عن عدد المسلمين الذين يمكن أن يكونوا إرهابيين قائلاً: "دعنا نقول أنهم نصف (0.5) في المائة من السكان الأمريكيين. إن ذلك غاية في الكرم. ما هو ذلك الرقم؟ ما هو عدد الإرهابيين المسلمين؟ 1 في المائة؟ أعتقد أنه أقرب إلى 10 في المائة."
في فبراير كان أحد ضيوف بيك هو جويل ريتشاردسون الكاتب الاعتذاري مؤلف كتاب الإسلامي عدو للمسيح. وقد جاء ريتشاردسون لبرنامج الحوار لمناقشة: "مهدي الإسلام، المسيح الدجال، الشرق الأوسط ونبوءة الإنجيل". ووفقاً لريتشاردسون فإن المسيح الدجال سيكون مسلماً وأن الإسلام سيكون "وسيلة الشيطان" الأساسية ليدفعنا إلى نهاية الزمن.
معهد الشرق الأوسط للإعلام والبحوث
المكان الذي يذهب إليه متصفح شبكة إسلاموفوبيا "رهاب الإسلام" بحثاً عن ترجمات منتقاة للخطابة الإسلامية خارج البلاد:
معهد الشرق الأوسط للإعلام والبحوث هو وكالة شرق أوسطية ترصد المطبوعات أنشأها أعضاء سابقون من قوات الدفاع الإسرائيلي توفر ترجمات يعتمد عليها الكثير من أعضاء الإسلاموفوبيا. تم إنشاء خدمة الترجمة في فبراير من العام 1998م كمنظمة مستقلة غير ربحية وغير متحيزة "لتثقيف المواطنين حول النقاش عن السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط."
معهد الشرق الأوسط للإعلام والبحوث يقدم البحوث حول وسائل الإعلام في العالم العربي وهي التي يعتمد عليها القائمون على شبكة إسلاموفوبيا "رهاب الإسلام" لاثبات قضيتهم بأن الإسلام هو دين عنيف بطبيعته ويروج للتشدد. يمدح روبرت سبنسر من برنامج جهاد ووتش "رصد الجهاد" معهد الشرق الأوسط للإعلام والبحوث بوصفه: "منجم ذهب للمواد المترجمة من الدول الناطقة باللغة العربية التي تعطي بالفعل أفكاراً مدهشة عن ما يفكر فيه خصومنا في حرب الإرهاب". يرى فرانك غافني من مركز سياسة الأمن أن معهد الشرق الأوسط للإعلام والبحوث: "لا غنى عنه" ويرتكز على ترجماته ليضخم تهديدات الإخوان المسلمين وتغلغل الإسلام المتشدد الأصولي في الولايات المتحدة. وتستخدم منظمة "آكت فور أميركا" المتشددة والمناهضة للإسلام شريط فيديو أنتجه معهد الشرق الأوسط للإعلام والبحوث عن النساء المسلمات اللاتي تم رجمهن بالحجارة في السودان كدليل على وحشية الشريعة الإسلامية.
يرتكز دانيال بايبس من (منتدى الشرق الأوسط) على "معهد الشرق الأوسط للإعلام والبحوث" أيضا لدعايته كما يفعل ستيف إمرسون نائب المدي التنفيذي لمشروع التحري "إنفستيجيت بروجكت" الذي يعمل أيضا مديرا عاما في معهد الشرق الأوسط للإعلام والبحوث. أتى الإرهابي النرويجي أندريه بريفيك على ذكر معهد الشرق الأوسط للإعلام والبحوث 16 مرة في بيانه.
تم تأسيس معهد الشرق الأوسط للإعلام والبحوث بواسطة الأكاديمي ميراف وورمسر الإسرائيلي المولد الأمريكي الجنسية, وهو زميل أول في معهد هدسون، ومعه العقيد كاميرون الذي قضى أكثر من 20 عاماً في الاستخبارات الإسرائيلية وعمل مستشارا عن الإرهاب لاثنين من رؤساء الوزراء الإسرائيليين هما إسحق شامير وإسحق رابين. كان وورمسر مؤلفاً مشاركاً عام 1996م في كتابة التقرير الذي يحمل عنوان: "الانفصال النظيف: إستراتيجية جديدة لتأمين المجال" وهو التقرير الذي تم إعداده لرئيس وزراء إسرائيل القادم بينيامين نتنياهو وقد اقترح التقرير إعادة تشكيل بيئة إسرائيل الإستراتيجية في الشرق الأوسط عن طريق التخلي عن مفاوضات "الأرض مقابل السلام" التقليدية مع الفلسطينيين وطرح فكرة إسقاط صدام حسين.
تحترم بعض الدوائر معهد الشرق الأوسط للإعلام والبحوث لعمله لمحاربة لغة الكراهية وعداء السامية ولكنه يُنتقد أيضا لترجماته الانتقائية. يجادل المعهد بأنه يركز على أصوات المسلمين المعتدلين في مدونته المسماة ريفورم "الإصلاح". إلا أن ترجمات معهد الشرق الأوسط للإعلام والبحوث من وسائل الإعلام العربية تؤجج نيران الإسلاموفوبيا. يخلق تحيّز معهد الشرق الأوسط للإعلام والبحوث في التحرير من مصادره الإعلامية الانطباع بأن وسائل الإعلام العربية مليئة بالتحيز المناهض للغرب ويحث المسلمين في الغرب على ارتكاب أفعال العنف والإرهاب.
فيما يلي مثال على حالة: تعرض عينة من شرائط الفيديو في الصفحة الأولى من موقع المعهد "مسلمون في الغرب" عدد الأشرطة: 19 شريط فيديو تتراوح موضوعاتها من "تصريح البلجيكي المسلم أبو عمران، التي يقول فيها إننا سنهزم البيت الأبيض وإن أوربا سيسودها الإسلام" إلى "يدعو الجهادي الأمريكي أبو منصور الأمريكي الذي يعمل من الصومال في أغنيتين جهاديتين – أرسلوا لي Cruise وجاهدوا معي". وتكمن المشكلة في أن 12 من أصل 19 شريط فيديو تقتبس الإنترنيت كمصدر لمعلوماتها بدلاً عن أي مصدر أنباء يمكن التحقق منه.
تدبروا في رد البروفيسور مارك لينش من جامعة جورج واشنطن على تقرير معهد الشرق الأوسط للإعلام والبحوث في العام 2004م الذي جاء فيه أن أسامة بن لادن وعد بأن يهاجم فقط الولايات التي صوّتت لجورج دبليو. بوش. وكتب لينش يقول: "انتقى معهد الشرق الأوسط للإعلام والبحوث اثنين من البيانات من مواقع متشددة على الويب لدعم تفسيره نفسه المنحاز تماماً. في الحقيقة لكي نكون واضحين تماماً إنهم يستندون إلى إفادة واحدة من موقع ويب متشدد واحد كان بمقدور أي شخص أن يضع تلك الإفادة".
بالطبع تُوجّه الكثير من الاتهامات إلى معهد الشرق الأوسط للإعلام والبحوث بأنه ينتقي لقطات إخبارية تلفزيونية من العالم الإسلامي. وقد جاء على لسان ضابط سابق من وكالة الاستخبارات الأمريكية فينس كانيسترارو: "إنهم (أي معهد الشرق الأوسط للإعلام والبحوث) ينتقون ما يريدونه ويروجون للدعاية على وجهات نظرهم السياسية الشديدة التطرف – والتي تمثل جناح ليكود المتطرف."
كتبت ليلى لالمي في "ذا نيشن" (الأمة) أن معهد الشرق الأوسط للإعلام والبحوث "يقوم بانتظام بالتقاط أكثر الترهات عنفاً المليئة بالكراهية التي يمكنه أن يجدها ثم يقوم بترجمتها ويرسلها في نشرات إلى أعضاء مجلس الكونجرس في واشنطون".
إن الأمر الأكثر إثارة للقلق القائم أن معهد الشرق الأوسط للإعلام والبحوث قد وفر الترجمات التحريضية المناهضة للإسلام الموجودة في المستند المسمى: "الهوس: حرب الإسلام الأصولي على الغرب". يذكر موقع الفيلم على الويب أيضا معهد الشرق الأوسط للإعلام والبحوث كمصدر للمعلومات في الرابط (Radical Islam and Terrorism Today) الذي يبيّن مرة ثانية مدى أهمية ترجمات معهد الشرق الأوسط للإعلام والبحوث للدعاية للإسلامموفوبيا في الولايات المتحدة. كان صندوق كلاريون مسؤولاً عن إنتاج وتوزيع الفيلم المناهض للإسلام في العام 2008م وإرساله إلى 28 ولاية ليس فيها مرشح رئاسي يملك الأغلبية.

ليفين وفيشر وغافني
ثم هناك مارك ليفين الذي يقدم برنامجا إذاعيا اسمه "برنامج مارك ليفين" يتم بثه في الكثير من القنوات في نفس الوقت، وقد ساهم ليفين مراراً وتكرارً بآرائه القانونية "لبرنامج راش لمباه الإذاعي" و"برنامج سيان هانيتي الإذاعي" حيث أطلق عليه لقب "العظيم". ليفين، البالغ من العمر 54 عاماً، هو رابع أكثر مذيعي برامج الحوار شعبيةً في الولايات المتحدة بمتوسط يصل إلى أكثر من 8.5 مليون مستمع كل أسبوع. ينضم ليفين إلى صف طويل من مقدمي البرامج الحوارية حيث يعطي الميكروفون لأصوات منحازة ضد الإسلام مثل زهدي جاسر الذي كرر نقاط الحدبث ونظريات المؤامرة بأن مركز بارك المحلي في نيويورك هو مثال على التطرف الإسلامي الذي يسعى إلى "خلق ولايات إسلامية".
يتفاخر الجناح اليميني بوجود مقدم البرنامج الإذاعي المناهض للإسلام برايان فيشر مدير تحليلات المواضيع للاتحاد الأمريكي للأسرة ومقدم برماكج "فوكال بوينت" في إذاعة الأسرة الأمريكية. فيشر أيضا مدوّن للمدونة التي يرعاها الاتحاد الأمريكي للأسرة. ويمتلئ هراء برايان بالحقد. على سبيل المثال، يقول إن المسلمين الأمريكيين لا يملكون حق التعديل الأول، وأنهم أغبياء بسبب توالدهم الداخلي، ويجب ترحيلهم خارج البلاد، ومنعهم من الهجرة إلى هذه البلاد. يدعم فيشر أيضا حظر المساجد.
يضم فيشر صوته إلى مجموعة هؤلاء الذين يصرون على أن "الرئيس أوباما ليس من المرجح أن يكون مسيحياً". وهو جازم في اعتقاده أنه مسلم أمريكي يمارس التعاليم الإسلامية لا يمكنه أن يتبنى القيّم الأمريكية ويقول: "أن علينا أن لا نسمح بالدخول إلى شواطئنا إلا لأولئك الذين يقومون بتقوية أمتنا وينسجمون معها ويتبنون علَمنا وتاريخنا وأبطالنا وقيّمنا. وهذا ببساطة شيء لا يمكن لمسلمين أتقياء ورعين القيام به".
يملك فرانك غافني نفوذاً ليس فقط من خلال منظمته للبحوث في الفكر ومدونته "بيج بيس" (أي السلام الكبير)، ولكن أيضا من خلال برنامجه الإذاعي "سيكيور فريدوم" أي إذاعة تأمين الحرية. يقوم البرنامج الذي يقطع وعداً: "بأن يجد طرقاً مبتكرة لتأمين الحرية لأمننا الداخلي من التهديدات الأجنبية والمحلية" بترويج نظريات المؤامرة الاعتيادية المناهضة للإسلام ويضرب على وتر الشريعة الآتية إلى البلاد والديخلة عليها".
في نوفمبرالماضي استضاف غافني عضو المجلس مايكل باخمان لمناقشة الطرق التي يمكن بها مكافحة الهجوم المتوقع للشريعة الإسلامية على الولايات المتحدة. وفي ذلك الشهر أستضاف غافني أيضا عضو المجلس المنتحب عن مقاطعة فلوريدا الثانية والعشرين آلان ويست: "ليتدارس ما إذا كان الكونجرس الجديد سيبدأ فوراً بمناقشة التهديد الذي تمثله الشريعة". وفي يونيو قام غافني باستضافة ديفيد يوريشالمي للحديث عن تهديد الشريعة التي تغلغلت في المحاكم الأمريكية.
يملك داعمو وسائل الإعلام العامة من الجناح اليميني إسلاموفوبيا من قناة فوكس نيوز واحدة من أضخم وأكثر الميكروفونات نفوذاً في البرامج التلفزيونية. وهم يستخدمون هذه الميكرفونونات الكبيرة لتضخيم التهديدات التحذيرية ونظريات المؤامرة المناهضة للإسلام على أساس منتظم. وقد ظهر كل اللاعبين الرئيسين في منظمة إسلاموفوبيا مرات متكررة على برامج قناة فوكس نيوز الشعبية مثل "هانيتي" و"أومايلي فاكتور" و"فوكس وفريندز". تستضيف قناة فوكس الإخباية (بالكيبل) المتحدث السابق لمجلس النواب نيوت جينجريتش كمعلق ليعلن فيها آراءه المتعلقة برهاب الإسلام (إسلاموفوبيا) مثل دعوته لتقييد حرية الكلام لمنع الإرهابيين من نشر رسالتهم بعد أن تم إخراج ستة من الأئمة بالخطأ من رحلة جوية في مينابوليس في العام 2006م.
قي هذه البرامج يردد اللاعبون صدى كتابات بعضهم البعض ويكررون بثقة تامة نفس التهديدات التي حذروا منها في البرامج الإذاعية وفي مدوناتهم والصحف والمجلات على الإنترنيت وأكثر. تتضمن أهم تهديداتهم ما يلي: "المسلمون يفرضون الشريعة الإسلامية في الولايات المتحدة، المسلمون ينشؤوننظام الخلافة العالمي، المسلمون متورطون في الجهاد الناشئ محلياً، والمسلمون يتغلغلون في إدارة الرئيس أوباما لدعم برامجهم الإسلامية الخطيرة".
جعل جينجريش الشريعة الإسلامية تحديداً لهوايته. ففي سبتمبر من العام الماضي على سبيل المثال، أخبر الحضور في قمة تقييم من يدلون بأصواتهم في واشنطون العاصمة قائلا: "يجب أن يكون لدينا قانون فيدرالي ينص على أن الشريعة الإسلامية لا يمكن الاعتراف بها بواسطة أي محكمة في الولايات المتحدة". ومثل هذا القانون كفيل بأن يجعل القضاة يعرفون بأن أي قاض يحاول استخدام الشريعة الإسلامية لن يظل في منصبه".
يساعد جينجريتش، البالغ من العمر 68 عاماً، على تحويل هذه المؤامرة حول الشريعة التي كانت غير مطروقة إلى وسائل الإعلام السائدة. وهو يقوم بذلك ليس فقط بالثرثرة حول نقاط الحديث في شبكات الإعلام. فعلى سبيل المثال سرد جينجريتش سيناريو الفيلم الوثائقي المثير للمخاوف المسمى "أمريكا في خطر" الذي أنتجته (شركة إنتاج المواطينين المحافظين المتحدة) وهو الفيلم الذي يحذر من التهديد الذي تمثله الشريعة الإسلامية والتطرف الإسلامي الذي استشرى في الولايات المتحدة.
وليس من المدهش أن الفيلم الوثائقي يتضمن فرانك غافني من مركز سياسة الأمن. صوّر جينجريتش الفيلم الوثائقي في أسبوع ديفيد هورويتز للتجديد "ريستوريشن وييك" في نوفمبر 2010م.
ارتفعت خطابيات جينجرتش البلاغية إلى مستويات لم تعد متوافقة بشكل منطقي فيها. ففي مارس، كان أن صرح جينجرتش بالصوت العالي وبشكل غريب أن طفليه لن يترعرعا في: "دولة علمانية ملحدة تسيطر عليها الأصولية الإسلامية" منوّهاً بأن الدولة سيديرها في نفس الوقت الإسلاميون والملحدون.
من المحزن أن هذه الوسائل تنجح في غرضها المنشود. وليس من المدهش أنه عند تكرار التهديدات التحذيرية بعدد كبير من المرات من خلال المنافذ الإعلامية المتعددة إلى الملايين من الناس من دون ترك فرصة لدحضها بواسطة القراء من ذوي الأفكار المشابهة أن تصبح هذه التهديدات حكمة تقليدية. وجد المعهد العام لبحوث الأديان المحايد في استطلاع حديث للرأي أن هناك علاقة متبادلة بين تكوين أفكار خاطئة عن الإسلام والمسلمين من جهة وبين مشاهدة قناة فوكس نيوز من جهة أخرى.
وقد توصلت استطلاعات الرأيعلى وجه الخصوص إلى ما يلي:
الأمريكيون الذين يثقون أكثر بقناة فوكس نيوز يميلون على الأرجح إلى الاعتقاد بأن المسلمين يريدون إقامة الشريعة الإسلامية، وأنهم لم يفعلوا ما يكفي لمحاربة التطرف، ويعتقدون أن تقصي التطرف الإسلامي فكرة جيدة.
ما يقرب من ضعف الجمهوريين بالمقارنة مع الديمقراطيين (نسبة 31 في المائة من الجمهوريين إلى 15 في المائة من الديمقراطيين) يعتقدون بأن المسلمين يريدون إقامة الشريعة الإسلامية في الولايات المتحدة، كما أن ثلث المسيحيين الإنجيليين البيض (33 في المائة تقريبا) يعتقدون ذلك بالمقارنة مع 20 في المائة من المسيحيين البروتستانت البيض و22 في المائة من المسيحيين الكاثوليك البيض.
يعتقد أكثر من ثلثي أولئك الذين يثقون أكثر في قناة فوكس نيوز (67 في المائة تقريباً) بأن جلسات الاستماع في الكونجرس التي يعقدها عضو المجلس بيتر كينغ حول الأصولية الإسلامية كانت فكرة جيدة بالمقارنة مع 45 في المائة فقط من أولئك يثقون في قناة "سي إن إن"، و28 في المائة من الذن يثقون أكثر في التلفزيون العام.

شبكة الإذاعات المسيحية "ذا كريستيان برودكاستنغ نتويك"
تملك شبكة التلفزيونات المسحية نفوذاً أقل من نفوذ فوكس نيوز لكن نفوذها أعظم لدى المشاهدين المتدينين المحافظين. "سي بي إن" CBNهي محظة تلفزيونية تبث بشكل كبير الأفكار المناهضة للإسلام إلى المشاهدين المسيحيين وتروج في بعض الحالات لأفكار أكثر تطرفاً من فوكس نيوز.
أسس الملياردير الإنجيلي التلفزيوني بات روبرتسون الشبكة في العام 1961م، ومنذ ذلك الحين طفق يروّج لإدعاءات جامحة ضد المسلمين والإسلام. قارن روبرتسون في برنامجه المسمى "نادي 700" التلفزيوني المسلمين بالنازيين، وقال إن الإسلام "نظام سياسي عنيف يقوم على إسقاط حكومات العالم والسيطرة على العالم". وانضم روبرتسون منذ وقت قريب للقوات المناهضة للشريعة الإسلامية وتساءل: "لماذا لا نستطيع أن نتكلم بالصوت العالي عن مؤسسة (الإسلام) التي تنوي السيطرة علينا وفرض الشريعة الإسلامية علينا وجعلنا جزءًا من الخلافة العالمية".
إيريك ستاكابيك هو من الشخصيات الأخرى التي تظهر على الهواء في شبكة الإذاعات المسيحية ويقدم "برنامج ستيكلبيك حول الإرهاب". عمل ستيكلبيكذات مرة ككاتب أول ومحلل في مشروع ستيفن إيمرسون عن استقصاء وبحوث الإرهاب. وهو يستخدم برامجه ليكرر إدعاءات إيمرسون التي تثير المخاوف بما في ذلك اقتباس واستخدام معلومات مغلوطة من منظمته. وفي يونيو دعا ستيكلبيك فرانك غافني والفريق ويليام جي. جيري بويكين إلى برنامجه لمناقشة "تهديدات الشريعة الإسلامية على أمريكا".
وفي يونيو من العام 2003م، خرق الفريق بويكين أثناء ارتدائه الزي الرسمي اللوائح العسكرية بأن صرّح بشكل علني بأن الجيش كان يوّظف "جيشاً روحياً" لمحاربة الإسلام، وأن المسلمين يكرهون أمريكا. وقد تبجح أيضا بأن ربه هو" "رب حقيقي" بينما رب المسلمين هو مجرد "رمز" ليس إلا.
لم يكن مدهشاً ظهور فرانك غافني في برنامج برايان فيشر الإذاعي في اتحاد العائلات الأمريكي للدفاع عن الجنرال عند تأنيبه بواسطة الجيش. ادعى غافني بأن بويكين "وضع أصبعه بوضوح على الحقيقة عندما قال بأن ربه أكبر من رب الإسلام". قام غافني فيما بعد بتعيين بويكين "كقائد للفريق" ومؤلفاً مشاركاً لتقرير منظمته وهو التقرير الذي يحمل عنوان: "الشريعة: تهديد لأمريكا".

ناشونال ريفيو
ناشونال ريفيو هي مجلة نصف شهرية أسسها في العام 1955م المحافظ المؤثر ويليام ف. بيكلي جونيور. وتدعو المجلة نفسها بأنها: "المجلة وموقع الويب الأكثر قراءةً وتأثيراً في الولايات المتحدة للأخبار والتعليق والأفكار المحافظة". وعلى الرغم من أن "ناشونال ريفيو" تخاطب جمهوراً عاماً أكثر محافظةً من الكثير من المنافذ الإعلامية المذكورة في هذا الفصل، إلا أنه يكتب فيها الكتاب وكاتبو المقالات الذين يرفعون التحذيرات والتهديدات حول المسلمين والإسلام على الرغم من أن ذلك يتم بلهجة أقلّ حدة فيما يتعلق بتدمير الولايات المتحدة.
تنشر المجلة للكاتب آندرو ماكارثي مؤلف: "الجهاد العظيم: كيف يخرب الإسلام واليسار أميركا"، وهو أيضا مؤلف مشارك في تقرير مركز السياسات الأمنية حول تهديد الشريعة الإسلامية لأمريكا. في أعمدته في المجلة يديم ماكارثي الإدعاءات عن التهديد من الشريعة الإسلامية.
وتنشر ناشونال ريفيو أيضا مقالات لدانيال بايبس في المجلة؛ وعلى موقع شبكة الويب. في العام 1990م كتب بايبس: "إن مجتمعات أوربا الغربية غير مهيأة للهجرة الساحقة من الأشخاص ذوي السحنة الداكنة الذين يطبخون طعاماً غريبا ويحافظون على مستويات متخلفة من الصحة. "يقوم كل المهاجرين بإحضار أطعمة غريبة وطباع غريبة، إلا أن العادات الإسلامية هي الأكثر إزعاجا".

واشنطون بوست وصندوق كلاريون
ثم هناك صحيفة واشنطون بوست وهي صحيفة يومية محافظة وموقع على شبكة الويب أنشأها "صن مايونج موون" مؤسس كنيسة التوحيد. تدعم صحيفة واشنطون بوست اجتماعياً وسياسياً الأفكار المحافظة وفي الغالب تنشر مقالات لأفراد من شبكة الإسلاموفوبيا المذكورين في هذا التقرير. وعلى الرغم من محدودية قرائها إلا أن صحيفة واشنطون بوست تبلي بلاءً حسناً أكبر من حجمها في وسائل الإعلام على نطاق البلاد لأن معظم الأفكار التي تطرحها والأصوات التي تجئ فيها تلتقطها المنافذ الإعلامية النافذة مثل قناة فوكس نيوز وبرامج الحوار المحافظة مما يساعد على نشر الرسائل المناهضة للإسلام في المجال العام الأرحب. فعلى سبيل المثال، ساعدت صحيفة واشنطون بوست على دعم دراسة خاطئة عن المساجد الأمريكية كتبه ديفيد يوريشالمي. ومكّنت الصحيفة الأقلام الجائرة من الهجوم على مركز بارك في أغسطس 2010م. كما أن كتاب الأعمدة من واشنطون بوست أسهموا في نشر الخرافة القائلة بأن الرئيس أوباما مسلم.
صندوق كلاريون هو منظمة غير ربحية يوجد مكتبها الرئيسي في نيويورك وتهدف إلى "تعريف الأمريكيين بمسائل الأمن القومي" بالتركيز على تهديدات الإسلام الأصولي". أسس المنظمة منتج الأفلام الكندي الإسرائيلي والحاخام رافائيل شور. وعلى الرغم من أن القليل فقط معروف عن مصادر تمويلها، غير أنه ثمة دليل على أن رجل الأعمال باري سيد من شيكاغو قد يكون أسهم بمبلغ 17 مليون دولار في صندوق كلاريون على تمويل إنتاج وتوزيع الفيلم التحريضي المناهض للإسلام المسمى: "الهوس: حرب الإسلام الأصولي المتشدد على الغرب". ووفقاً لموقع الفيلم على شبكة الويب، فإن الفيلم "يكشف رؤيا شخص من الداخل على الكراهية التي يبشر بها المتشددون الأصوليون، وعلى تحريضهم على الجهاد العالمي، وهدفهم بالسيطرة على العالم". خلال الحملة الرئيسية في العام 2008م، تم إرسال 28 مليون أسطوانة "دي في دي DVD" من الفيلم إلى 28 ولاية من الولايات المتأرجحة أي التي ليس لأحد المرشحين أغلبية فيها. إضافة إلى ذلك، فقد ورد اسم الفيلم في بيان الإرهابي النرويجي بريفيك.
أنتج صندوق كلاريون أيضا فيلماً وثائقياً عنوانه: "الجهاد الثالث" مع تعليق من زهدي جاسر وقد استُخدم بشكل موجز لتدريب ضباط إدارة شرطة نيويورك فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب. وقد علق أحد ضباط الشرطة بعد مشاهدته للفيلم قائلاً: "لقد طرح وبصورة سخيفة وجهة نظر من طرف واحد وقد جعل المسلمين يبدون مثل العدو. لقد كان عبارة عن حملة دعاية صريحة".

كيف تعمل وسائل الإعلام المناهضة للإسلام معا
تلعب هذه المنافذ الإعلامية التابعة للجناح اليميني دوراً رئيساً في وضع قائمة من التهديدات الوهميةالناجمة في نظرهم عن الشريعة الإسلامية والسيطرة على العالم وتغلغل الإسلام في المجتمع والحكومة وأكثر. وكما سنبين في الفصل التالي من هذا التقرير، كيف أن السياسيين يعتمدون على المستوى الوطني ومستوى الولاية والمستوى المحلي على الداعمين لهذه الوسائل الإعلامية لنشر رسائلهم المناهضة للإسلام إلى المجموعات المتشددة واليمينة الدينية ما يساعدهم على جمع الأموال في الحملات والحصول على الأصوات في الانتخابات.
بتحويل وجهات النظر المناهضة للإسلام المتشددة المتطرفة من المدونات العادية المحدودة القراءة إلى البرامج الإذاعية ومن ثم إلى البرامج التلفزيونية التي تُبث على نطاق البلاد كلها، تكون الأصوات والأفكار المناهضة للإسلام قد كسبت الشرعية والمصداقية. ففي الفصل الثاني من هذا التقرير شرحنا بالتفصيل كيف اختلقت شبكة من القوى المناهضة للإسلام مجموعة من الوقائع الزائفة لإثارةالموضوع المثير للجدل على مستوى البلاد؛ ألا وهو موضوع إقامة مركز في مدينة نيويورك المسمى "المسجد المقام قرب مركز التجارة العالمي". سنقوم هنا بتفصيل الطريقة التي تقوم بها المنافذ الإعلامية لشبكة الإسلاموفوبيا بنجاح بفبركة الهستريا والخوف الذي أحاط بقضية بناء ذلك المركز المخلي في صيف العام 2010م.
طرحت باميلا جيلر هذا الموضوع المثير للجدل في 8 ديسمبر 2009م في مدونتها "أتلاس شرجز". وخلال أسبوعين كانت جيلر تدعو المركز المحلي "المسجد المبني قرب مركز التجارة العالمي"، على الرغم من أنه ليس مسجداً ولم يكن موقعه في مركز التجارة العالمي.
ومن المثير للاهتمام أن قناة فوكس نيوز لم تكن معارضة في البدء للمشروع. ففي 21 ديسمبر 2009م استضافت القناة زوجة الإمام فيصل عبد الرؤوف أحد المنظمين الرئيسين للمركز لمناقشة المركز المحلي المقترح. وقالت المذيعة انجرهام: "لم أعثر على الكثير من الناس الذين يجدون مشكلة فعلاً في تشييد هذا المركز". وأضافت: "أنا معجبة بما تحاولون فعله."
وحتى مع ذلك، استمرت جيلر في تصنيع وفبركة الهستريا والاضطراب حول المركز وقربه المزعوم من مركز التجارة العالمي. ففي مؤتمر لحزب الشاي في ولاية تينيسي في مايو من العام 2010م أطلقت جيلر اسم "العلم الأخير الدال على الغزو والإخضاع" و""ضريحاً لنفس الأفكار الأيديولوجية التي ألهمت الهجمات الجهادية على مركز التجارة". بعد أيام قليلة من ذلك كتبت في مدونها تقول: "التصويت على المسجد المبني قرب مركز التجارة العالمي".
ادعت جيلر أن منظمي مركز بارك خططوا ليستفيدوا من قرب المسجد من مركز التجارة العالمي لتحويل الناس من عقيدتهم وزيادة أعداد الجالية المسلمة. وقالت أيضا أن الإمام رؤوف "اعتنق" الإسلام الذي تصفه بأنه "سياسات قمعية تميّز بين النساء، والشواذ جنسياً والأقليات الدينية".
طوال فترة الصيف كانت شبكة الإسلاموفوبيا تضخم اتهامات جيلر وتبثها عبر البرامج الإذاعية والمنافذ الإعلامية الأخرى. أطلق جلين بيك على مركز بارك في برنامجه الإذاعي في أغسطس "مسجد 11 سبتمبر". وفي نفس الشهر، أخبر راش لمباه ملايين المستمعين بأن المركز المحلي "الإسلامي" هو: "أداة لتوظيف المتشددين الأجانب" و "نصب لنصر تذكاري في مركز التجارة العالمي". ظهرت باميلا جيلر على برنامج فوكس نيوز لتعلن المركز "مسجدٌ كبيرٌومثيرللاستفزاز" يهدف إلى: "أن يدوس على حزن عائلات ضحايا الحادي عشر من سبتمبر وكل الأمريكيين".
أضاف كبار المسؤولينبشبكة الإسلاموفوبيا إلى جنونهم هذا بريجيت جابريل التي ظهرت على قوات التلفزة العامة لتتحدث مطولاً عن المركز الإسلامي المحلي. قامت بريجيت جابريل من مؤسسة منظمة "آكت فور أميركا" بدورها بالظهور على برنامج سيان هانيتي في قناة فوكس نيوز وقالت بأن المركز "هو مشروع لرفعة الإسلام" وأنه: "يعتبر صفعة على الوجه". ادعت جابريل أيضا بأن: "يعمل العالم الإسلامي بناءً على الرموز وينبغي على كل شيء أن يكون رمزياً. وقد اختاروا هذا المكان تحديداً نسبة إلى الرمز الذي تمثله للعالم العربي."
وفي ديسمبر من العام 2010م بعد انتهاء فصل الصيف وكانت تتم مراجعة خطط المركز المحلي، ظهر فرانك غافني على قناة فوكس نيوز وقام بتوبيخ الشبكة عن تقليلها لخطر تهديد "الجهاد الخفي" الذي تقوم المساجد بإدخاله إلى الولايات المتحدة. ربط غافني "المسجد المقام قرب مركز التجارة العالمي" مع تهديده المفضل الشريعة الإسلامية مدعياً أن: "مسجداً يستخدم لترويج برنامج الفتنة وهي ما تمثله الشريعة لا يعتبر ممارسة دينية محمية إذ أن ذلك في الواقع هو هي الفتنة بعينها".
هذا المثال على الكيفية التي حوّل بها قادة شبكة الإسلاموفوبيا وداعمو الوسائل الإعلامية قضية محلية محضة إلى موضوع قومي مثير للجدل يعطينا سبباً يفسر لنا لماذا يكون الكثير من السياسيين من الجناح اليميني متحمسين للغاية لتقليد الهجمات المناهضة للإسلام. فهم يجمعون الأموال وي***ون الناخبين الجمهوريين إلى مراكز الاقتراع. ولكن كما سنوضح في الفصل التالي من هذا التقرير، فإن الانتهازية السياسية ليست هي السبب الوحيد لشعبية الإسلاموفوبيابين بعض السياسيين اليمينيين.

المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
للدعاية, للإسلام, المناهضة, الخميني, الجناح, الإعلام, داعمو, وسائل


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع داعمو وسائل الإعلام من الجناح اليميني للدعاية المناهضة للإسلام
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نقد أحكام القضاء في وسائل الإعلام عبدالناصر محمود بحوث ودراسات منوعة 0 12-12-2015 08:29 AM
الكلمات الأجنبية في لغة وسائل الإعلام عبدالناصر محمود أخبار ومختارات أدبية 0 04-03-2015 07:45 AM
وسائل الإعلام والطفل ام زهرة بحوث ودراسات منوعة 0 12-09-2014 10:23 PM
زيادة الأعمال المناهضة للإسلام في فرنسا عبدالناصر محمود المسلمون حول العالم 0 07-30-2013 04:34 AM
بريطانيا: ارتفاع كبير في أعداد المواقع المناهضة للإسلام والمسلمين Eng.Jordan المسلمون حول العالم 0 04-18-2012 09:38 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 06:23 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59