نيويورك تايمز: الأسد بأفضل حالاته لكنه يرث بلدا خربا

لكنه , الأسد , بلدا , بأفضل , تايمز: , حالاته , حربا , نيويورك

نيويورك تايمز: الأسد بأفضل حالاته لكنه يرث بلدا خربا تعبث به قوى خارجية

التاريخ:27/9/2017 - الوقت: 8:32ص

عمان- قسم الترجمة
اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أنه بعد 6 سنوات من الحرب السورية فإن رأس النظام السوري بشار الأسد يبدو في أفضل حالاته ويبدو أنه يتجه للبقاء في منصبه.
وقالت الصحيفة في تقريرها إن النظام استطاع بمعاونة روسيا من تقليص المساحات التي كانت تسيطر عليها المعارضة وتنظيم داعش، فيما تبدو القوى الإقليمية والمسؤولين الأجانب "يعملون بشكل متزايد كما لو كان الأسد سيحكم لسنوات قادمة".
على الأرض تراجعت قوات المعارضة وألغى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب البرنامج الذي كان يزودهم بالأسلحة والدعم ، بينما بدأ حلفاء الأسد التهليل لما يرونه انتصارا وشيكا، وحكومته تتحدث عن إعادة بناء دولة محطمة وقد استضافت معرضا تجاريا دوليا الشهر الماضي ووقعت اتفاقا مع إيران لإعادة بناء شبكة الكهرباء.
بل إن الحال وصل ببعض مناصري المعارضة بالقبول بالأمر الواقع، فمنذ أن استعاد النظام السيطرة على بلدة مضايا الجبلية بعد حصار مطول، تحسنت الحياة هناك لأولئك الذين بقوا، حيث غادر القناصة، وعادت الكهرباء، وظهر الطعام في الأسواق و فتحت المقاهي، وبدأ الناس الخروج إلى الشوارع من جديد.
يقول معلم لم يرغب بذكر اسمه خوفا على حياته: "نريد ان نعيش بسلام وامن، ولا يمكننا ان نفعل ذلك ما لم نكون مع النظام".
الطريق ليس مفروشا بالورود
لا تشير هذه التطورات إلى أن الأسد أمامه طريق سهل، وهو لا يزال منبوذا في كثير من أنحاء العالم، يترأس أرضا منقسمة، وإذا خرج منتصرا، فمن المرجح أن يحكم دولة ضعيفة تلعب بها القوى الأجنبية وتفتقر إلى الموارد اللازمة لإعادة البناء.
ويحمل بقاء الأسد في منصبه تداعيات خطيرة على البلاد وعلى الشرق الأوسط، مما يؤثر على آفاق استقرار سوريا في المستقبل، وعلى عودة اللاجئين إلى ديارهم وعلى القدرة على الاستفادة من الأموال الدولية لإعادة بناء مدنها المدمرة.
وقد اعترف الأسد بنفسه بحصيلة الحرب المدمرة، لكنه قال إنه حصل على "مجتمع متجانس" من خلال "توحيد السوريين حول مشروع مشترك".
وشككت الصحيفة بقدرة الأسد على حكم جميع البلاد رغم تقدمه في عدة مناطق، وعلى عادة الإعمار في ظل نقص الموارد التي يعاني منها داعموه بسبب تراجع أسعار النفط.
ورغم سعيه للسيطرة على "سوريا المفيدة" فان المعارضة المدعومة من تركيا لا تزال تسيطر على أراض مهمة في الشمال، وتعمل الولايات المتحدة مع مقاتلين أكراد وعرب ضد تنظيم داعش في الشرق، بينما تمارس روسيا وإيران وحزب الله نفوذا كبيرا في المناطق الخاضعة" اسميا" تحت سيطرة النظام ، وقد اتخذت روسيا زمام المبادرة في الدبلوماسية الدولية السورية، وتفاوضت حول المناطق الآمنة في جميع أنحاء البلاد.
التكلفة الباهظة للحرب
ذكر تقرير صدر مؤخرا عن البنك الدولي أن الناتج الاقتصادي المفقود في البلاد خلال السنوات الست الأولى من الحرب بلغ 226 مليار دولار أمريكي أي أربعة أضعاف الناتج المحلي الإجمالي في عام 2010 قبل بدء الصراع.
وبينما أصبحت صور المدن السورية المدمرة رمزا شائعا لحصيلة الحرب، فإن تكلفة العوامل غير المرئية مثل الثقة الاجتماعية المكسورة والعلاقات الاجتماعية المحطمة يمكن أن تتفوق على الأضرار المادية عدة مرات.
ولا يزال المسؤولون في الولايات المتحدة وأوروبا يأملون في أن يترك الأسد منصبه في اتفاق سياسي في نهاية المطاف، لكنهم تعهدوا بأنهم لن يساهموا بعملية الإعمار إذا بقي حتى لا يحصل على "مكافأة" لوحشيته وانتهاكه حقوق الإنسان.
كما أن أزمة اللاجئين أطلت برأسها مع الحديث عن بقاء الأسد فقد نزح نحو نصف سكان سوريا بسبب الحرب، حيث لجأ أكثر من خمسة ملايين منهم إلى الخارج، و هرب الكثيرون من هجمات قوات الأسد واليوم ليس لديهم منازل للعودة إليها. ويقول آخرون إن الوضع ليس آمنا خوفا من الاعتقال أو التجنيد من قبل قوات الأمن.
وبعد سنوات من العيش في المنفى حاول رجل الأعمال والعضو السابق في معارضة المنفى بسام المالك العودة إلى سوريا هذا العام لبيع بعض ممتلكاته، من خلال وسيط، حيث حذرته الأجهزة الأمنية انه سيحتجز، وقال إنه الآن عالق بين "النظام والمعارضة".
وبعد تقدم الأسد على حساب المعارضة تراجع كثير من السوريين عن معارضتهم للنظام كما فعل اللاعب في المنتخب الرياضي فراس الخطيب الذي صرح عام 2012 أنه لن يلعب لصالح المنتخب السوري "طالما أن المدفعية تقصف أي مكان في سوريا".
وفي الشهر الماضي عاد إلى دمشق وحظي بترحيب البطل في المطار، وقال "نحن اليوم على ارض وطننا وفي خدمة وطننا".
أما في مضايا فيقول المعلم الذي عارض الأسد يوما ولم يرغب بالكشف عن اسمه خوفا على أمنه الشخصي "نحن نميل مع الريح ، خلال الحصار، كنا مع الثورة، الآن نعلق صور بشار ونغني له ".
لمطالعة النص الأصلي: (

إضغط هنا

)
(البوصلة)
ص/10

المصدر: ملتقى شذرات