|
شذرات إسلامية مواضيع عن الإسلام والمسلمين وأخبار المسلمين حول العالم |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
ولاتقف ما ليس لك به العلم
المراد بقوله تعالى: (ولاتقف ما ليس لك به العلم) ــــــــــــــــــــــــــ غرة جماد أول 1437 هــ 10 / 2 / 2016 م ـــــــــ (الشيخ عبد الرحمن البراك) ــــــــــــــ السؤال : ــــ شيخنا الفاضل: يقول الله جل جلاله: (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) ذكر الإمام الطبري رحمه الله في (لا تقف) قولين: لا تقل، ولا ترم، وساق لكل منهما آثارا، ثم قال: ويُزعَم أن معنى (لا تقف): لا تتبع ما لا تعلم وما لا يعنيك، وناقش القول ورده، ورجح: ولا تقل! مارأيكم بصنيعه؟ وماذا ترجحون؟ولم أعرف مستنده في العربية؟ فهلا وضحتموه، أحسن الله إليكم؟ الجواب : ـــــ الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده؛ أما بعد: فقوله تعالى: (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ)، ذكر ابن جرير في معنى (ولا تقفُ) ثلاثة أقوال: الأول: لا تقلْ ما ليس لك به علم؛ فتقول: رأيتُ ولم تر، وسمعتُ ولم تسمع. الثاني: لا ترْمِ أحدًا بما ليس لك به علم. الثالث: ولا تقف، أي: لا تَتَّبع. وضعَّف ابن جرير هذا القول الأخير؛ إذ صدَّره بقوله: "ويُزعم أن معنى قوله (لا تقف) [الإسراء: 36] لا تتبع ما لا تعلم ولا يعنيك، ورجح القولين الأولين، وقال: "هذان التأويلان متقاربا المعنى؛ لأن القول بما لا يعلمه القائل يدخل فيه شهادة الزور، ورمي الناس بالباطل، وادعاء سماع ما لم يسمعه، ورؤية ما لم يره". ولعل ترجيحه لهذين القولين دون الثالث لأنهما المرويان عن مفسري السلف: ابن عباس وقتادة ومجاهد، وقد عزاها إليهم بأسانيدها. والذي يظهر لي أن القول الثالث لا ينافي القولين الأَوَّلين، بل إنه مناسب للفظ الآية؛ فإن القفو من القَفا، فيقال لمن تبع غيره: قَفَاه. ومن ادعى علم ما لم يعلم، أو رمى غيره بقول أو فعل لم يقع فهو متَّبع لدعواه، وقد أضاف الله الاتباع المذموم في أمور معنوية كالظن والهوى: (إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنفُسُ)، فيدخل في عموم هذه الآية: (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) كلُّ كذب، كذبٍ على الله أو على رسوله صلى الله عليه وسلم، أو على أحد من العباد، بل حتى كذب الإنسان على نفسه، كأن يُري الإنسان عينيه ما لم تريا في اليقظة أو في المنام، قال صلى الله عليه وسلم: (إن من أفرى الفِرى أن يري عينه ما لم تر)، فيشمل ذلك القول على الله بغير علمه، وشهادة الزور، وبَهت البريء، والقول على الله في ذاته وأسمائه وصفاته بغير علم، فتبين بذلك أن الآية عامة في كل كذب وباطل. والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد. أملاه: عبد الرحمن بن ناصر البراك، سلخ ربيع الآخر 1437هـ. ----------------------------- المصدر: ملتقى شذرات |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
العلم, ولاتقف |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع ولاتقف ما ليس لك به العلم | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تحت العلم | زهير شيخ تراب | الشاعر زهير شيخ تراب | 1 | 09-10-2014 11:03 AM |
العلم مقدم على العمل | ام زهرة | مقالات وتحليلات مختارة | 0 | 02-19-2014 02:58 PM |
وزارة 'العمل'' تمدد فترة تجديد تصاريح العمل المنتهية | ابو الطيب | الأردن اليوم | 0 | 11-10-2013 11:38 PM |
الظلم | عبدالناصر محمود | مقالات وتحليلات مختارة | 0 | 01-04-2013 06:07 PM |
ما أشد هذا الظلم | جاسم داود | الملتقى العام | 0 | 04-20-2012 03:56 PM |