#1  
قديم 06-30-2013, 10:44 AM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,413
افتراضي مقاربة لطريقة جديدة لوضع أسماء العلوم في اللغة العربية


بقلم: عبد الحفيظ جباري
قسنطينة- الجزائر
"إنّ قانون الدقّة العلمية يفرض تجاوز الأذن التي تطرب لكلمة وتأنف من أخرى. تلك العواطف إزاء اللغة، والنزعة الجمالية الأذنية، تعيق وتشدّ إلى الوراء، إلى اللاعلمي، إلى الانفعالي، إلى عدم الجرأة والتحدّي، إلى النكوص والاجتياف المستمر لإضآل قيمة اللغة وقدرات الذات الجماعية, ولتبخيس العقل".
العربية بين الدّقة العلمية والنزعة الجمالية
أ.د. علي زيعور أستاذ الفلسفة وعلم النفس بالجامعة اللبنانية- بيروت
"إنّ اللغة العربية ثريّة بمشتقاتها وترادفاتها, وهي قادرة على إيجاد ترجمة مناسبة لكل مصطلح علمي، وإنّي لا أرفض تعريب المصطلح في مرحلة أولى في غياب ترجمة مناسبة، وأدعو إلى اعتماد مبدأ ضمّ الكلمات إلى بعضها عند ترجمة المصطلح, ولعلِّي أتّفق مع زيعور الذي كان من أوائل الذين نادوا بمبدأ ضمّ الكلمات, عند ترجمة المصطلح العلمي كأن نقول مثلاً:
طبنفسي- علمنفس- علاجنفسي- تحليلجنسي- تحليلنفسي- نفستربوي- نفسدي- نفستماعي... إنّ هذا أفضل للمختصّ في العلوم النفسية, والحامِل هموماً لغويَّة عن تحديات حضارية ووجودية ومعرفية".
د. جمال التركي (تونس)
منذ ما يُقارب العقديْن من الزمن, وأنا في موالفة حميمة مع الألفاظ والمفردات والكلمات والمصطلحات, تمّت لي هذه الصلة عبر مجال الترجمة, وقد تيسّر لي من خلال هذا الفن والعلم نقل أعمال عدّة من لغات أجنبية إلى اللغة العربية, وأمكنني ذلك أن أقف على حال لغتنا ووضعها وما تحقّق فيها وما يعوزها. وإنّ ما آل إليه واقع لساننا العربي، يستحثُّنا لمسارعة السعي, وبذل المزيد من المبادرات الفاعلة المتناسبة والتطورات الحاصلة في عالم اليوم. أبرزها حقل الاتصالات وتبليغ المعلومات وتكنولوجياتها. ومن أهم وسائلها، شبكة الشبكات أو الشبكة العالمية للمعلومات (الإنترنت)، التي تعدّ ابتكاراً عظيماً يتيح لنا، ولغيرنا، خدمة لغتنا العربية على نحو يمكِّننا من ردم بعض من الهوة أو كلِّها, التي تفصلنا عن غيرنا المتقدّم في كل مناحي الحياة. كل هذا مقصود منه تبوّؤ اللغة العربية مكانة محترمة بين نظيراتها من اللغات الحية.
ومن بين ما لفت انتباهي، ولا مبالغة، قصور عظيم، في تسمية العلوم بمختلف فروعها في اللغة العربية. وأنّ الطريقة المتَّبعة في هذا الباب تلتزم الأساليب الآتية، التي سنذكر عيوبها بعد استعراضها:
- أسلوب تعريب ( *) المصطلح الدّال على اسم العلم مثل ([1]):
- الديناميكا
- الاستاتيكا

- الميكانيكا
Dynamics
Statics
Mechanics

- كلمة (علم)+ موضوع العلم (بصيغة اسم الجمع أو اسم الجنس) ([2]):
- علم الحيوان

- علم الصُّخور

Zoology
Petrology

كلمة (علم) + موضوع العلم (بصيغة جمع التكسير): ([3])
- علم الأحياء

- علم الوظائف

- علم الأجنّة

- علم الجراثيم

- علم الزَّلازل


Biology
Physiology
Embryology
Bacteriology
Seismology
- كلمة (علم)+ موضوع العلم (بصيغة جمع المؤنث السالم) ([4]):
- علم الحفريات

- علم الحشرات

- علم المماهات
Palaeontology
Entomology
Aquariology
والملاحظ أنّ أسماء هذه العلوم, تنتهي بالكاسعة أو اللاحقة (**)logy (في الإنجليزية) و-logie (في اللغتين الفرنسية والألمانية).
وهناك أسماء علوم أخرى صيغت بأن جُعل في أواخرها الكاسعة: -ics(في الإنجليزية) ique (في الفرنسية) و ik- (في الألمانية)، مثل:
- كلمة (علم) + موضوع العلم (بصيغة المفرد) ([5]):
- علم الطيران

- علم الحركة

- علم الوراثة
Aeronautics

Kinetics
Genetics

- كلمة (علم)+ موضوع العلم (بصيغة جمع المؤنث السالم) ([6]):

- علم الهوائيات

Pneumatics

وثمَّة أسماء علوم أخرى, جُعلت في أواخرها الكاسعة graphy(في الإنجليزية) و graphie(في الفرنسية) و grafie(في الألمانية)، مثل([7]):
- علم وصف الصخر

- علم طبقات الأرض

(علم وصف طبقات الأرض)
Petrography
Stratigraphy
- اسم العلم مكونا من شطرَيْن: حيث نجد أنّ اسم التخصص العام معرب, واسم التخصص الدقيق بكلمة عربية([8]):
- علم الديناميكا الهوائية

- (علم) الديناميكا الحرارية

- (علم) الاستاتيكا المائية
Aerodynamics
Thermodynamics
Hydrostatics
بعد أن عرضنا، بإيجاز، الطرائق المتَّبعة في اللغة العربية لوضع تسميات العلوم، نعمد إلى إبداء بعض الملاحظات.
أوَّل ما نلحظه هو أنّ أسماء العلوم عامَّة مركَّبة من كلمتين أو من ثلاث كلمات أو حتى من أربع كلمات، فيها المعرب والمترجم مثل: (علم) الأنتروبولوجيا, وعلم وصف طبقات الأرض.
وهذه الصيغ التي أشرنا إليها, تُنافي مبدأ الاختصار في الكلمات والاقتصاد في الجهد. كما أنّها لا تُيسّر, بتاتاً، اشتقاق اسم المتخصص والمتخصصة من كل علم. كما أنّ النسبة إلى العلم، وفق هذا التركيب، متعذّرة وغير عملية ومعقدة.
وهذا ما جعل محتوماً أن يُعتمد المصطلح الأجنبي الدّال على اسم العلم، تعريباً؛ لأنّ ترجمته (أي اسم العلم) طويلة ومتعددة الكلمات، مثل:
- جيولوجيا (اسم العِلم)، وترجمته: علم الأرض.

- جيولوجيّ(للمتخصص في هذا العلم)، وترجمته: عالِم بالأرض، ومتخصص في علم الأرض.

- جيولوجيّ(حين النسبة إليه)، قد تكون: أرضيّ، أو علمأرضيّ.

وما نلحظه من جهة، أنّ الفرق بين الصيغتين في المثال السالف (أقصد صيغة اشتقاق اسم المتخصص وصيغة النسبة إليه), غير بائن وغير واضح لا يتأتّى فهمه إلا من خلال السياق, ما يجعل احتمال اللبس وارداً جداً بينهما؛ لأنهما تنتهيان بـ"ياء" مشدّدة، ناهيك عن أننا من جانب آخر، لو أكثرنا من استخدام هذه الطريقة، فسيصبح لدينا حشد كبير من المصطلحات المعرَّبة, التي تؤثِّر تأثيراً بالغاً ومشوِّهاً في كيان اللغة العربية, وفي رصيدها وفي جمالياتها.
وفيما يأتي نورد بعض الآراء لباحثين بارزين في هذه المسألة:
لقد تطرّق حجازي في مؤلفه([9]) لجوانب ذات صلة بهذا الموضوع, فقال:
"أمَّا المتخصّصون في هذه الفروع العلمية، فيُكوّن المصطلح الدّال على كل طائفة منهم باللاحقة المركبة logist(*)، وكان مجمع اللغة العربية بالقاهرة قد ترجم هذه المصطلحات بصيغة الموصوف والصفة, فقيل: العالِم الحيوانيّ، والعالِم الأحيائيّ، العالِم الأجنيّ، العالِم الجراثيميّ.
ولكنّ الاستخدام استقرّ بعد ذلك على استخدام تركيب المضاف والمضاف إليه, فيقال: عالِم الحيوان, عالِم الأجنّة, عالِم الجراثيم.
والواقع أنّ كلمة عالِم, تتجاوز بمعناها العلمي الدقيق المفهوم الذي يعبَّر عنه بتلك اللاحقة المركّبة، فالأفضل أن يُقال: المتخصص في الحيوان، أو المتخصص في الأحياء، أو المتخصص في الجراثيم".
وحتّى هذه الصيغة التي اقترحها فهمي حجازي, التي على الرغم من أنها تتّسم بدقتها مقارنة بلفظة عالِم إلا أنّ ما يؤخذ عليها هو تعدُّد كلماتها. ولو كان في الوسع اقتراح صيغة مكوّنة من كلمة واحدة لكان ذلك أفضل.
كما تناول محمد رشاد الحمزاوي في كتابه([10]) الدَّافع الذي جعله يستخدم لفظة مكان أخرى, وهو يسر الاشتقاق: "لقد استعملنا في مؤلفنا هذا "اللسانيات" عوضاً عن "علم اللغة العام", تعبيراً عن Linguistique\Linguistics، وفضّلنا "اللسانيات"؛ لأنَّه مصطلح واحد, والاشتقاق منه أيسر".
وجاء في مقالة للكاتب مالك مسلماني([11]), منشورة على شبكة (الإنترنت)، في باب أسماء العلوم، ما كتبه هادي العلوي في هذا الباب:
"باب واسع يتخبَّط فيه أهل الاختصاص, ولا يسعفهم اللغويون بشيء, وتتوزع مصطلحاتهم فيه بين العبارة التي تبدأ بعلم ويضاف إليه شرح الفرع العلمي المقصود, أو إثبات الأجنبيّ كما هو، لنقرأ:
- Egyptology: علم الدراسات المصرية القديمة.

- Egyptologist: عالِم الدراسات المصرية القديمة.
وهذا ليس اسماً للعلم بل تعريف به!




إنّ كلمة علم لا تصلح بادئة؛ لأنها لا تندمج في المضاف إليه المفصول عنها بأداة التعريف كلمتان لا كلمة واحدة. وتقع المفارقة في عبارات مثل "علم النفس العلمي", وهل في الدنيا علم لاعلمي! والتقصير في هذا الباب قديم؛ فالتعبير عن الفرع العلمي بالمضاف والمضاف إليه هو السائد في أسماء العلوم الإسلامية, وقد أظهر فيه الإسلاميون ضعفاً لا يفسّر إلا بخضوعهم للغويين. على أنَّهم استخدموا وزن فعليات، فقالوا: رياضيات وإلهيات وعقليات وطبيعيات, ولم يتوسَّعوا فيها, وهي على أي حال سابقة مرجعية لتسميات العلوم المعاصرة. وبهذا نقول مصريات ( *** ) لعِلم الدراسات المصرية القديمة, وللمشتغل بها عالِم مصريات".
وأورد سعيد بن محمد بن عبد الله القرني في مقالته ([12]) المنشورة على (الإنترنت) تحت باب الكيمياء ما يلي:
الكيمياء:
ويرى الخوارزمي في) مفاتيح العلوم), أنّه عربيّ الأرومة من كَمَى الشيءَ وتَكمَّاه وستره؛ ومنه الكَمِيُّ: أي: الشّجاع المتكمِّي في سلاحه؛ لأنَّه كمى نفسه؛ سترها بالدِّرع والبيضة ( وهو مذهب الجوهري في الصحاح).
وقال ابن سيده (في المحكم): أحسبها أعجميّة, ولا أدري: أهي فِعْلِيَاء أو فِيعِلاء؟".
إنَّ ما أسلفناه, آنفاً, له رابط بطريقة وضع مسمّى للعلم التي عدّدنا عيوبها ومآخذها، داعمين رأينا بما لاحظه الباحثون الذين اقتبسنا من أعمالهم نصوصاً, تشير إلى صعوبة صياغة اسم مختصر للعلم، وكذلك انعدام الدقّة في التسمية كما أشار إلى ذلك محمود حجازي؛ لوجود فارق في الدلالة بين لفظتيْ عالِم ومتخصص.
علاوة على ذلك، ثمَّة إشكال آخر متَّصل بالطريقة الحالية لصياغة تسميات العلوم, يتعلَّق بصيغة النسبة إلى العلم؛ حيث إنَّها متعذّرة وتُوقِع في الخلط والاضطراب, ولا تفي بالغرض كما أورد ذلك حجازي في مؤلّفه([13]):
"... ولكنَّ التعبير عن علم الفسيولوجيا بعلم الوظائف لم يكن موضع ارتياح المتخصصين، وذلك أنّ هذه الكلمة غير مُحَدِّدة لهذا المفهوم وحده, والنسبة إليها (وظائفيّ) غير محددة ، فآثر بعض المجمعيين تعريب المصطلح (فسيولوجيا), والنسبة إليه (فسيولوجيّ), وفضَّلوا بالنسبة لهذا المفهوم التعريب على ترجمته علم الوظائف, والنسبة إليه وظائفيّ؛ حتى لا يختلط هذا المفهوم بغيره".
ويواصل الكاتب نفسه حديثه في المسألة, مورداً قولاً لأحد المعجميين، جاء فيه:
"فلقد ترجمنا الفيزيولوجيا مثلاً بـ الوظائف، وسمّينا المشتغل بها الوظائفيّ، فأية وظائف هي، أهي وظائف الحكومة وغيرها بالمعنى المتعارف عليه, أم هي المرتبات على المعنى اللغوي الصحيح؟ إذا أردنا أن نُعِدَّ ميزانية لقسم الفيزيولوجيا... مثلاً قلنا:
الوظائف لقسم الوظائف, تنقسم إلى وظائف وظائفيين،...إلخ, (مجمع اللغة العربية) محاضر الجلسات في الدورة الثامنة عشرة، ص34)" ([14]).

ويضيف حجازي في السياق نفسه:
"تتَّسم محاولات ]صالح[ القرمادي ]من تونس[ بقلَّة الاقتراض المعجمي، حاول أن يُميِّز المفاهيم بكلمات عربية. مَيَّزَ علم الأصوات أو الصوتيات phonètique عن علم وظائف الأصوات Phonologie, ولكن مشكلة المصطلحيْن تظهر عند النسبة إليهما، النسبة إلى الأول صوتيّ, وإلى الثاني وظائفيّ. والكلمة الأخيرة غير دالَّة"([15]).
وبعد أن عرضنا أساليب صياغة أسماء العلوم في لغة الضَّاد, وأوردنا آراءً لبعض من اهتمّ بهذه المسألة، نَعْمِدُ فيما يأتي إلى ذكر كيفية توصِّلنا إلى هذه الطريقة, التي نحسبها تحلّ المعضلة القائمة, وتُيسّر للساننا العربي مجاراة غيره على قدم المساواة في الإبداع والابتكار.
لقد اهتديتُ إلى هذه الطريقة بعدما طالعت مقالاً ([16])، اقترح فيه صاحبه, وهو الكاتب تيسير شيخ الأرض, ترجمةً وتعريباً لاسميْ عِلميْن اثنيْن: "قلنا تِقنياء في تعريب كلمة تكنولوجيا، وسِبرياء في تعريب كلمة سيبرنيتك، كما قالوا كيمياء وفيزياء".
وتناول الكاتب نفسه الذي اقترح هذا الوزن الذي اعتمده في مقالة([17]) منشورة في مواقع اتحاد الكتَّاب العرب بدمشق، سورية؛
في الفصل الثالث: الترجمة ممارسة وتنظيراً ما يأتي:
"... وقد تبنيتُ خمسة أوزان عربية لترجمة هذه السوابق واللواحق، أذكرها فيما يلي:
2) فِعلياء (علم) logie- وقد قُلت: أجدياء= علم الوجود.
وقد كان الشيخ العلايلي, اقترح وزن فعالة للدلالة على العِلم. ولكنّني وجدتُ أنَّ فِعَالة تفيد معنى الحرفة لا معنى العِلم.
ولهذا اقترحت فِعلياء بدلاً منها؛ تلافياً للالتباس الذي يمكن أن يقع بين المعنيين, وقد سوَّغ الأمر لي ثلاثة أسباب:
أولها: أنّ العرب القدماء عرَّبوا عليه أسماء بعض العلوم، فقالوا: كيمياء وسيمياء، وأنَّ العرب المُحدثين عرّبوا عليه اسم علم الطبيعة، فقالوا: فيزياء.
وثانيها: أنّ معنى الوزن بحسب العلايلي ذاته، وحدة الصفة النفسية التي أصبحت وجداناً وطبعا. وقد رأيت أن أخصّص وحدة الصفة النفسية، فأجعلها وحدة الصفة العقلية، نظراً لأنّ العقل خاصة من حالات النفس أولاً، ولأنّ العرب تخصِّص العام وتعمِّم الخاصّ ثانياً.
وثالثها: أنّ اللغة العربية ليس فيها – كما يقول صاحب المزهر – سوى خمسة ألفاظ على هذا الوزن، وهي: كيمياء وسيمياء وجربياء وقرحياء وكبرياء (الجزء الثاني، ص66). فإذا اشتققنا عليه أسماء العلوم لم نُسِئ إلى اللغة أصلاً؛ لأنّ هذا الوزن مهمل فيها".
وذكر العلامة السيوطي في مزهره([18]) الوزن الذي صيغت به لفظتا كيمياء وسيمياء: لم يَجِئ على فِعْلِيَاء إلا كِيمياء, وهو معرّب, وسيمياء, وهي مثل السِّيميّ (السِّيميّ والسيمياء: العلامة)وجرْبِياء: وهي الريح الشمال. قاله ابن دريد, وزاد غيره قِرْحِياء: الأرض الملساء, وزاد الأندلسيّ في المقصور والممدود الكِبْرياء".
وأخيراً، نخلص إلى أنَّ وزن فِعْلِيَاء(*), حسب رأيي, أنسب في هذا الشأن, ويصلح كثيراً أن يقوم مقام الطريقة المتّبعة راهناً في وضع أسماء العلوم، وسمتها البارزة أنّها مركّبة من أكثر من كلمة.
وزيادة على ما توصّل إليه الكاتب تيسير شيخ الأرض, في اقتراحه معاودة استخدام وزن فعلياء، المستعمل بقلَّة تقارب الندرة فيما مضى، في صياغة أسماء العلوم، رأيتُ تتمة لمجهوده القيِّم أن أسعى إلى تطوير هذا المقترح والمضيّ به شوطاً بعيداً.
لقد تبيّن لي بعد طول تمعّن أن ثمَّة صيغتيْن اثنتيْن, برزتا من هذا الاقتراح, أعرضهما بتفصيل فيما يأتي:
الصيغة الأولى:
أسميتُها صيغة فعلياء أو الصيغة الفعليائية, لوضع أسماء العلوم في اللغة العربية:هذه الطريقة تعتمد وزن فعلياء كما فصَّلناه سابقاً، أضفت إليها صيغة استخراج اسم المتخصص والمتخصصة في العِلْم المعني, فقلنا:
فعليائي (للمذكر المفرد)/ فعليائيون (لجمع المذكر السالم)،
فعليائية (للمؤنث المفرد)/ فعليائيات (لجمع المؤنث السالم).
وإذا أردنا صوغ النسبة إلى العِلْم المعني، قلنا:
فعلياوي (للمذكر), وفعلياوية (للمؤنث).
الصيغة الأخرى:
أسميتُها الصيغة اليائيّة لوضع أسماء العلوم في اللغة العربية، وهي طريقة إلصاقية حيث نعمد إلى ذكر:
موضوع العِلْم + (اللاحقة) ياء, فنحصل على تسمية كاملة للعلم، ثم إذا شئنا أن نصوغ اسم المتخصص والمتخصصة في العلم ذكرنا:
موضوع العِلْم + (اللاحقة) يائيّ (للمذكر) ويائيّة (للمؤنث)،
وموضوع العِلْم + (اللاحقة) يائيّون (لجمع المذكر السالم)،
ويائيّات (لجمع المؤنث السالم).
وإذا رغبنا في صياغة النسبة إلى هذا العِلْم ذكرنا:
موضوع العِلْم + (اللاحقة) ياويّ (للمذكر ) وياويّة (للمؤنث).
وبهذا نكون قد استطعنا، فيما أراه، مجاراة اللغتين الفرنسية والإنجليزية في طريقتيهما لوضع مسمَّيات العلوم. ومن ثمّ قضينا، ولو نسبيَّاً، على الخلط الذي توقعنا فيه الطريقة الحالية المعمول بها.
ولقد كنتًُ، قبل بلوغ ما توصلت إليه، أنقِّبُ عن صيغة سهلة وميسورة، تمكِّننا من تنميط طريقة وضع أسماء للعلوم، ميزتها يُسر الاشتقاق منها والنسبة إليها، فتمَّ لي ما كنت أبحث عنه منذ زمن. ومن ثم جعلت ما توصلت إليه منهجاً أنتهجه وصيغةْ ألزمت نفسي باعتمادها، كما أني زدتُ على ما اكتشفت, وتوسعتُ فيه لعرض هذه الطريقة في صورة نهائية مُثلى، فيما أرى.
وفيما يأتي أقدّم تطبيقاً لهذه الطريقة, مستعيناً بالله تعالى أن يوفقني. نأخذ المصطلحين كيمياء وفيزياء.
المُحْتذى الأول:
نذكر اسم العِلْم في اللغات الثلاث (العربية- الفرنسية- الإنجليزية):
كيمياء- Chemistry- Chimie
نذكر اسم المتخصص والمتخصصة في هذا العلم في المفرد المذكر, والمفرد المؤنث:
كيميائيّ/ كيميائيّة- Chemist (m, f) –Chemiste (m, f)
نذكر جمع المتخصص والمتخصصة في هذا العِلْم في جمع المذكر السالم, وجمع المؤنث السالم:
كيميائيّون/ كيميائيّات- s/ Chimiste- s/Chemist
نذكر صيغة النسبة إلى هذا العِلْم:
كيمياويّ/ كيمياويّة- Chemical- Chimique
فنقول مثلاً: تحليل كيمياويّ, وتحاليل كيمياويّة.
المُحْتذى الثاني:
نذكر اسم العِلْم في اللغات الثلاث (العربية- الفرنسية- الإنجليزية):
فيزياء- physiscs- physique-
نذكر اسم المتخصص والمتخصصة في هذا العلم في المفرد المذكر, والمفرد المؤنث:
فيزيائيّ/ فيزيائيّة-Physicist(m,f) -physicien /Physicienne (m,f)
نذكر جمع المتخصص والمتخصصة في هذا العِلْم في جمع المذكر السالم, وجمع المؤنث السالم:
فيزيائيّون / فيزيائيّات - -Physicst/s physicens(s)/ physicienne(s)
نذكر صيغة النسبة إلى هذا العِلْم:
فيزياويّ / فيزياويّة – physical- physique
فنقول مثلاً: قانون فيزياويّ, وظاهرة فيزياويّة.
ثم أعمدُ الآن إلى تطبيق الطريقة الجديدة على علوم أخرى هي:
- علم الأرض

- علم النفس

- علم الاجتماع

- علم الإنسان

- علم طب القلب


التطبيق الأول:
نذكر اسم العِلْم في اللغات الثلاث (العربية- الفرنسية- الإنجليزية):
أرْضِيَاء – Gèology Geologie
نذكر اسم المتخصص والمتخصصة في هذا العِلْم في المفرد المذكر, والمفرد المؤنث:
أرضيائيّ /أرضيائيّة – Gèologist (m,f)- Gèologue (m,f)
نذكر جمع المتخصص والمتخصصة في هذا العِلْم في جمع المذكر السالم, وجمع المؤنث السالم:
أرضيائيّون/ أرضيائيّات- Geologist (s)- Gèologue (s)
نذكر صيغة النسبة إلى هذا العِلْم:
أرضياويّ / أرضياويّة – Geologic (al)- Gèologique
التطبيق الثاني:
نذكر اسم العِلْم في اللغات الثلاث (العربية- الفرنسية- الإنجليزية):
نَفْسِياء – Psychology- Psychologie
نذكر اسم المتخصص والمتخصصة في هذا العِلْم في المفرد المذكر, والمفرد المؤنث:
نفسيائيّ/ نفسيائيّة Psychologist (m,f)- Pshchologue (m,f)
نذكر جمع المتخصص والمتخصصة في هذا العِلْم في جمع المذكر السالم, وجمع المؤنث السالم:
نفسيائيّون / نفسيائيّات – Psychologist (s)- Pshychologue(s)
نذكر صيغة النسبة إلى هذا العِلْم:
نفسياويّ / نفسياويّة – Psychological- Psychologique
التطبيق الثالث:
نذكر اسم العِلْم في اللغات الثلاث (العربية- الفرنسية- الإنجليزية):
اجْتِمَعِيَاء (أصلها وفق الطريقة الجديدة المقترحة اجتماعياء وبسبب طول الكلمة رأيت، في هذه الحالة، أن أحذف حرف الألف في وسطها؛ تيسيراً للنطق بها) – Sociology- Sociologie.
نذكر اسم المتخصص والمتخصصة في هذا العِلْم في المفرد المذكر, والمفرد المؤنث:
اجتمَعِيَائيّ/ اجتمَعِيائيّة- Sociologist (m,f) - Sociologue (m,f)
نذكر جمع المتخصص والمتخصصة في هذا العِلْم في جمع المذكر السالم, وجمع المؤنث السالم:
اجتمَعِيائيّون/ اجتمَعِيائيّات – Sociologist(s) - Sociologue (s)
نذكر صيغة النسبة إلى هذا العِلْم:
اجتمَعِياويّ / اجتمَعِياويّة – Sociological - Sociologique
التطبيق الرابع:
نذكر اسم العِلْم في اللغات الثلاث (العربية- الفرنسية- الإنجليزية):
إنْسِيَاء – Anthropology- Anthropologie
نذكر اسم المتخصص والمتخصصة في هذا العِلْم في المفرد المذكر, والمفرد المؤنث:
إنسيائيّ / إنسيائيّة _ (Anthropologue (m.f Anthropoligst (m,f)
نذكر جمع المتخصص والمتخصصة في هذا العِلْم في جمع المذكر السالم, وجمع المؤنث السالم:
إنسيائيّون / إنسيائيّات – Anthropologist (s)_ Anthropologue(s)
نذكر صيغة النسبة إلى هذا العِلْم:
إنسياويّ / إنسياويّة Anthropologique -Anthropological
التطبيق الخامس:
نذكر اسم العِلْم في اللغات الثلاث (العربية- الفرنسية- الإنجليزية):
قلبياء Cardiology -Cardiologie
نذكر اسم المتخصص والمتخصصة في هذا العِلْم في المفرد المذكر, والمفرد المؤنث:
قلبيائيّ / قلبيائيّة – Cardiologist (m,f)- Cardiologue (m,f)
نذكر جمع المتخصص والمتخصصة في هذا العِلْم في جمع المذكر السالم, وجمع المؤنث السالم:
قلبيائيّون / قلبيائيّات – Cardiologist (s)- Cardiologue (s)
نذكر صيغة النسبة إلى هذا العِلْم:
قلبياويّ / قلبياويّة Cardiologic (al)- Cardiologique
وأرى أنّ ما عرضته من أمثلة تُوضح سهولة هذه الطريقة الجديدة, التي تحلّ الإشكال القائم, وتخلّصنا من فوضى تعدّد التسميات للعلم الواحد وتعدّد كلماته المكوّن منها، وكذا من مصاعب صياغة تسميات للعلوم, سماتها الاختصار في الكلمات والاقتصاد في الجهد، ويُسر الاشتقاق منها والنسبة إليها. ويوازي ذلك في الأهمية، تعرُّف العين بسهولة على ما يُميّز صيغة اسم العِلم, عن صيغة اشتقاق تسمية المتخصص والمتخصصة, عن صيغة النسبة إليه.
وبهذا نرتاح- وحقّ لنا أن نرتاح- من أسماء العلوم التي صيغت, وفق أسلوب يجعل اسم العلم طويلاً, وكأنَّه تعريف به (المركّب من مفردتين اثنتين أو ثلاث مفردات أو حتى أربع لفظات)، وما يتضمّنه ذلك من نواقص وعيوب أضحت معلومة لا جدال فيها.
وهذه الطريقة الجديدة لا ننوي تطبيقها على أسماء العلوم التي وُفِّق أهل العربية في وضعها، والتي استقرَّت تسمياتها لدى الناس, والتي صيغت في كلمة واحدة مثل: الفلسفة، الطب، القانون، الصيدلة،...؛ بل نستخدمها في ما طال من أسماء, ولم نُوفَّق فيها, ويتعذَّر الاشتقاق منها والنسبة إليها.
ولقد شرعتُ منذ العام 1997 في تصنيف معجم رباعي اللغات (فرنسي- إنجليزي- ألماني- عربي), يُعنى بجمع أسماء العلوم الأساسية والتطبيقية كلِّها, وكذا مختلف التقنيات وثيقة الصلة بهذه العلوم، يعتمد اعتماداً كليّا هذه الطريقة, ويسعى إلى الترويج لها.
كما لا أنهي حديثي دون أن أشير إلى أنِّي أطْلعتُ الأستاذ الدكتور محمد رشاد الحمزاوي, من تونس، على فكرة هذا المعجم, وعلى فحوى هذه الطريقة التماساً لخبرته ولمشورته.
كما اغتنم هذه السانحة؛ لأدعو الغيورين على لغة الضاد, للإدلاء بآرائهم وإثراء هذا المقترح المتواضع.
وأخيراً، رجائي ومناي أن تكون هذه الطريقة موفَّقة حتى يتحقق لها الانتشار الواسع، وأن تنال مكانة لائقة بها، وأن تُعتَمد في لغتنا العربية, وبذلك أكون قد حققت بعض غايتي.




([1]) حجازي، محمود فهمي: الأسس اللغوية لعلم المصطلح، دار غريب، مصر، بدون سنة النشر، ص 138.
* تجدر الملاحظة أن تعريب المصطلح هو طريقة يُلجأ إليها إذا لم يتم العثور على ما يقابله في اللغة العربية.

([2]) حجازي، محمود فهمي: الأسس اللغوية لعلم المصطلح، دار غريب، مصر، بدون سنة النشر، ص. 136.

([3]) المرجع نفسه، ص. 136.

([4]) المرجع نفسه، ص. 137.

(**) لم نتفق بعد على أفضلها وأوفاها بالغرض.
([5]) حجازي، محمود فهمي: الأسس اللغوية لعلم المصطلح، دار غريب، مصر، بدون سنة النشر، ص 137.
- ملاحظة: الإبراز (التثخين) و/أو التسطير للكاتب لبعض الأجزاء من الفقرات المقتبسة من نصوص لباحثين بحثوا في موضوع هذه المقالة أو أدلوا برأيهم لِمَا رأينا فيه من أهمية.

([6]) حجازي، محمود فهمي: الأسس اللغوية لعلم المصطلح، دار غريب، مصر، بدون سنة النشر، ص137.

([7]) المرجع نفسه، ص137.

([8]) حجازي، محمود فهمي: الأسس اللغوية لعلم المصطلح، دار غريب، مصر، بدون سنة النشر، ص. 138.

([9]) حجازي، محمود فهمي، الأسس اللغوية لعلم المصطلح، دار غريب، مصر، بدون سنة النشر، ص138.
(*) هذه الكاسعة مستخدمة في اللغة الإنجليزية للمذكر والمؤنث. أمّا في اللغة الفرنسية, فثمة كاسعتان هما: -logiste وlogue (للمذكر والمؤنث معاً)، وفي اللغة الألمانية تُستخدم الكاسعتان: -loge (للمذكَّر)و login (للمؤنَّث).


([10]) الحمزاوي، محمد رشاد: النظريات المعجمية العربية, وسبلها في تبليغ الخطاب العربي، تونس 1999.

([11]) مسلماني، مالك: هادي العلوم معجمياً (بغداد 1932- دمشق 26 أيلول 1998)، ص.19. http://www.nisaba.met/3y/files3/lexi.htm



***)) ربّما كان على المؤلف بصدد مصطلح مصريات تمييز الدراسات المصرية القديمة عن الدراسات المصرية المعاصرة. فنقول عن الأولى مصريات قديمة أو فرعونيات, وعن الثانية مصريات أو مصريات معاصرة (مالك مسلماني).


([12]) القرني، سعيد بن محمد بن عبد الله: أثر الفهم اللغوي في فهم المصطلحات العلمية ] دراسة استكشافية في اللغتين العربية والإنجليزية[.

([13]) حجازي، محمود فهمي: الأسس اللغوية لعلم المصطلح، دار غريب، بدون سنة النشر، ص136.

([14]) المصدر نفسه، ص136.

([15]) حجازي، محمود فهمي: الأسس اللغوية لعلم المصطلح، دار غريب، بدون سنة النشر ص222.

([16]) شيخ الأرض، تيسير: تعقيل المجتمعات وأزمة القيم، مجلة الفكر العربي، العدد 15، السنة الثانية (أيار- حزيران 1980)، ص137.

([17]) شيخ الأرض، تيسير: فصول من حياتي_ الوقائع والأفكار، منشورات اتّحاد الكتَّاب العرب، دمشق، سوريا 1997 (http://www.awu-dam.org).

([18]) السيوطي، عبد الرحمن جلال الدين: المزهر في علوم اللغة وأنواعها، ج2، منشورات المكتبة العصرية، صيدا- بيروت 1987، ص66.

* وربما قلنا توسعاً فُعْلِيَاء و فَعْلِيَاء.
المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
لسلام, لوضع, لطريقة, مقاربة, اللغة, العلوم, العربية, جديدة


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع مقاربة لطريقة جديدة لوضع أسماء العلوم في اللغة العربية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
7 أسماء جديدة تنضم لقائمة مليارديرات العالم Eng.Jordan أخبار اقتصادية 0 10-30-2013 11:25 AM
حدث فى عهد حكومة حركة النهضة الاسلامية إيقاف نشاط جمعية العلوم العربية والشرعية بصفاقس ابو الطيب مقالات وتحليلات مختارة 0 09-23-2013 06:42 AM
مجلس «العلوم العربية والإسلامية» يوثق اكتشاف المسلمين أميركا قبل «كولمبوس» Eng.Jordan أخبار منوعة 0 07-04-2013 11:21 PM
أسلوب التعلّم عند دارسي اللغة العربية: طلاب كلية اللغة العربية في جامعة الإنسانية بقدح نموذجاً Eng.Jordan بحوث و مراجع و دراسات تربوية واجتماعية 0 06-16-2013 10:09 AM
أسماء الأشهر في البلدان العربية معانيها ودلالاتها Eng.Jordan شذرات إسلامية 0 09-10-2012 12:37 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 09:38 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59