#1  
قديم 03-09-2013, 05:59 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي الإسلام..كما يراه الغرب: بين ممارسات الواقع و تنبؤات المستقبل


حمل المرجع من المرفقات



إعداد: الدكتورة: نادية عيشور
قسم: علم الاجتماع
كلية: الآداب و العلوم الاجتماعية
جامعة فرحات عباس- سطيف
الجزائر.












مقدمـة:
يتطلع العالم المعاصر في إطار العولمة إلى معرفة أسرار المستقبل، و استشفاف وضع الحكومات و الشعوب رغبة و رهبة، رغبة في التخلص من قيود الفلسفة المادية التي دمرت القيم النبيلة، و قضت على روح الإنسان و معانيه السامية. و رهبة من الوقوع في شباك و سلطان الآخر الذي كثير ا ما ينعت بالإرهابي و المجرم وكل المواصفات السلبية. و عليه، تصاغ الاستراتيجيات الغربية ( محور المركز) في سبيل تدعيم الأنا الحضارية و تعزيز الثقة بالنفس، و في المقابل التخويف من الآخر(محور الأطراف) و اتخاذ التدابير اللازمة، و الاحتياطيات المستعجلة من اجل إبقائه متقوقعا حول ذاته. و متمركزا في إطارها، عاجزا عن رؤية العالم بشفافية و وضوح .
نحاول في هذه المداخلة المتواضعة، أن نعرض لموقف الغرب من الإسلام انطلاقا مما تصوره و تعرضه وسائل الإعلام الغربية و أيضا بعض الكتاب الغربيين، هذا من جهة و من جهة أخرى كواقع و ممارسة في حياة المسلمين، ترتبط في جوانب متعددة بما يشوه حقيقة الدين و يزيف صورته و جوهره الإنساني النبيل.
و هنا لا مناص، من تناول مسألتين في غاية الأهمية تعكسان تخوف مزدوج، و هما:
 تخوف الغرب من الإسلام: بوصفه البديل المرتقب –كفلسفة حياة- نظرا لما يتصف به من قدرة على الاستجابة لمتطلبات و حاجات الإنسانية المعاصرة.
 تخوف الغرب من الإسلام: بوصفه يرتبط - حسبهم- بحركات التحرر التي يغذيها التطرف المذهبي و التعصب الديني.

تتضمن المداخلة الخطوات المنهجية الآتية:
1/الإسلام في عيون الآخرين
أولا- الإسلام: عقيدة و فلسفة حياة
ثانيا- الإسلام: ممارسة و سلوك اجتماعي
2/الإسلام و الغرب: بين سياسات الهجوم و الدفاع:
أولا- الإمبريالية: المفهوم و الأبعاد
ثانيا- الغرب، عالم ما بعد الحداثة
ثالثا- العولمة الإمبريالية..الحركة الصهيونية و الدعوة الإسلامية
رابعا-التطرف الديني و السلوك الإجرامي
3/الإسلام في زمن ما بعد حداثة الحداثة..هل هو البديل؟
أولا- مواقف و مواقف: بين الفعل و رد الفعل
ثانيا- هل الإسلام هو النظام الاجتماعي البديل في مستقبل البشرية؟


1/الإسـلام في عيـون الآخرين:

أولا- الإسلام عقيدة وفلسفة حياة:
خلال استقراء تاريخ الخلافة في المجتمع الإسلامي عبر مراحل تاريخية، يمكن أن نقف على أهم ملامح الإنسانية الحية ومظاهرها العامة، داخل المجتمع النموذج في صدر الإسلام. لقد أوجد الإسلام في بلاد العرب تطورا كبيرا في نواحي الحياة الدينية، الفكرية، الاقتصادية، السياسية والاجتماعية.فعلى الصعيد الفكري –وفضلا عن الاتجاه نحو متطلبات التوحيد– فقد قضى الإسلام على أسباب التخلف وعوامل الجهل والضلال والانغلاق، ودعا إلى التأمل في حقيقة الخلق وفلسفة الحياة والوجود. وحث على العلم والبحث عن المعرفة الصحيحة، وهذا باعتماد وسائل تحصيلها المتمثلة في إعمال العقل بكل عملياته وملكاته، وكذا الاستغلال الأمثل للحواس الخمس.
"فانقلب المجتمع الأول من صورته –التي طبعتها العقلية البدائية- مجهولة الأفق وضيقة الحدود، والتي طالما قدست الأوثان و الأصنام و الشمس والقمر، إلى صورة مشرقة صورة مجتمع متحضر أهم ما ميزه في تلك الفترة وعيه الجديد بكينونته الذاتية، وارتباطاته الكونية في إطار الوجود الكبير للعالم، و وضوح الرؤية الآنية و المستقبلية لديه والتي كانت سببا في إرساء عوامل تحقق الأهداف البعيدة المدى، المتعلقة بغاية ممارسة الاستخلاف نحو تفعيل مساعي الإنجاز الحضاري في العالم . بينما حظيت الحياة الاقتصادية بما يلي:
- احترام ممتلكات الغير
- الدعوة إلى ضرورة العمل بجدية، والاجتهاد في عملية التطوير ومحاولات الإبداع.
- فرض الزكاة على الأغنياء رعاية للفقراء.
- منع أعمال الاغتصاب والسرقة بالتعرض للقوافل التجارية العابرة.
كما حدد أصولا للمعاملات تضمن الحقوق، وتضبط الواجبات بين الأفراد المتعاملين
يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
- كيل واف لصاحب الحق
- ميزان بالعدل الذي لا ميل فيه
- إعطاء الناس حقهم وتقويم الشيء بما يستحقه دون بخس لثمنه أو استغلالا لحاجة صاحبه إلى بيعه أو استغلالا لجهله بالثمن الحقيقي.
- بغير هذا يكون التاجر أو صاحب التعامل مفسدا في الأرض، ساعيا في المجتمع بالخراب و الدمار.
"فالمجتمع الإسلامي على عهد الرسول –ص- وخلفائه وبخاصة عهد الشيخين – رضي الله عنهما- بمثابة الساحة التي نفذت فيها القيم الإسلامية تنفيذا اجتماعيا لم يسمح بظهور صراع طبقي بالمعنى المعروف. لأنه لم يسمح لشروط التمركز الطبقي أن تفعل فعلها في تمزيق نسيج المجتمع، وتحويله من التوحد إلى التفكك والصراع" . لا نجد الأمر مختلفا، حينما نتعرض إلى الحياة السياسية التي ميزت وجه هذا المجتمع. فبعد الحروب الداخلية بين القبائل والتي شهدتها البلاد العربية عموما بسبب التفرقة السياسية أوجد الإسلام بعد انتشاره نظاما سياسيا موحدا يستند إلى الشريعة الدينية. ينظم مجريات الحياة على أساسه تمخض ميلاد الدولة العربية الإسلامية. "وأدت وحدة العرب في ظل الإسلام إلى إحياء الطاقات الكامنة فيهم، وتجلى ذلك في وقت قصير جدا، إذ قهر العرب دولا عظمى...كما فتحوا الكثير من البلاد الخاضعة للدول العظمى الأخرى" .
بالنسبة للناحية الاجتماعية فقد تم حسبه ما يلي:
- تحديد طبيعة العلاقات بين الزوجين بتشريع الحقوق والواجبات.
- كفل الاستقرار المادي والنفسي انطلاقا من تحديد طبيعة العلاقات بين تشريع الحقوق والواجبات المحققة للتكامل.
- تحسين وضعية المرأة، بحصولها على حقوقها غير منقوصة مثلها في ذلك مثل الرجل في جميع النواحي: السياسية و الاقتصادية والدينية والتربوية..الخ.
- انتشار مظاهر الإحسان كالتواد والرحمة و التضامن والتآزر والتكافل الاجتماعي بين جميع الفئات."فقد آخى الإسلام بين العرب جميعا فأوجد نوعا من الأخوة بينهم...و أوجد الإسلام بين العرب لأول مرة في تاريخهم – وبعد ما مزقتهم الخلافات- التآلف و التضامن والشعور بالحياة المشتركة والمصير المشترك". ومن ذلك قبيلتي الأوس والخزرج في عهد رسول الله – ص-، والأنصار والمهاجرين في عهد أبوبكر الصديق.
يقول توماس أرنولد حول هذه الفكرة: "جمعت فكرة الدين المشترك تحت زعامة واحدة شتى القبائل في نطاق سياسي واحد. ذلك النظام الذي سرت مزاياه في سرعة تبعث على الدهشة و الإعجاب. وأن فكرة واحدة كبرى هي التي حققت هذه النتيجة، تلك هي مبدأ الحياة القومية في جزيرة العرب الوثنية. و هكذا كان النظام القبلي لأول مرة، وان لم يقض عليه نهائيا ( إذ كان ذلك مستحيلا) شيئا ثانويا بالنسبة للشعور بالوحدة الدينية. وتكللت المهمة الضخمة بالنجاح، فلما انتقل محمد إلى جوار ربه كانت السكينة ترفرف على اكبر جزء من شبه الجزيرة بصورة لم تكن القبائل العربية تعرفها من قبل، مع شدة تعلقها بالتدمير واخذ الثأر. وكان الدين الإسلامي هو الذي مهد السبيل إلى هذا الائتلاف" .
يشير الباحث الغربي ليوبولد قايس إلى "قدرة الإسلام الفذة على النهوض بالهمم لتحقق على كافة المستويات، لا يجعل الأمر يقتصر على دائرة المسلمين وحدهم بل يتجاوزها إلى البشر كافة. ليس هذا فحسب، بل انه ليعتبر الإسلام "أعظم قوة نهاضة بالهمم" على الإطلاق. فليس ثمة كهذا الدين من يملك القدرة على التحريك، بما انه عقيدة شمولية تتعامل مع كينونة الإنسان في مكوناتها كافة، و تستجيش قدراتها جميعا. و على مستوى التحقق التاريخي، فلنا أن ننظر لكي نتأكد من صدق المقولة ما فعله الإسلام بالجماعات التي انتمت إليه" .

ثانيا- الإسلام: ممارسة و سلوك مجتمعي:
فهم جيد لموقف الغرب من الإسلام، يقودنا إلى ضرورة تناول مدخل تاريخي، تتوضح عبره مسيرة الخلفاء و أثرها في تغيير وجه العالم، و انعكاس صورة الإسلام بالتفاعل مع نمط الممارسات الدينية و السلوك الديني لدى المسلمين و غيرهم، آنذاك في أذهان الغرب بشكل خاص. يتناول ويلفريد هوفمان علاقة الشرق المسلم بالغرب المسيحي في كتابه الإسلام البديل ، حيث يضمنه أهم المحطات التاريخية التي تبرز حدود هذه العلاقة على النحو التالي:
-المرحلة الأولى: مرحلة الدعوة المحمدية: يتناول المسار التاريخي للصراع الإسلامي المسيحي:بالوقوف على تاريخ الدبلوماسية الإسلامية المبينة للعلاقة بين الإسلام والغرب بدءا بمرحلة الدعوة المحمدية.
النجاشي وخسرو -590-628-
محمد صلى الله عليه وسلم: الدعوة هيرقل: قيصر الروم –610-641-

-المرحلة الثانية: مرحلة الانتشار:
أتباع محمد: انتشار الإسلام سوريا وفلسطين-634-635
فارس –637
مصر –643-649
أرمينيا –652
قبرص –653
شمال إفريقيا ابتداء من 670
إسبانيا 711
القسطنطينية 688 (الصحابي أيوب)

سجل الغرب إزاء هذا الانتشار موقفا سلبيا يفيد أن الإسلام دين عدواني انتشر بحد السيف. إلا أنه صاحب هذا الامتداد انتشار مظاهر التقدم الحضاري، التي أفرزتها نتائج العلوم الطبيعية المذهلة كذا والإنسانية، الأمر الذي انعكس إيجابيا على الواقع المظلم لأوربا (ابتداء من القرن التاسع إلى غاية القرن الرابع عشر).
-المرحلة الثالثة: مرحلة التقهقر:
المصدر: ملتقى شذرات

الملفات المرفقة
نوع الملف: doc 18.doc‏ (223.0 كيلوبايت, المشاهدات 0)
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
ممارسات, المستقبل, العرب, الإسلامكما, الواقع, بين, تنبؤات, يراه


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع الإسلام..كما يراه الغرب: بين ممارسات الواقع و تنبؤات المستقبل
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
جنود الاحتلال لن يروا النور قبل أن يراه أسرانا عبدالناصر محمود أخبار عربية وعالمية 0 08-09-2016 09:50 AM
بعض افتراءات الغرب على الإسلام عبدالناصر محمود المسلمون حول العالم 0 05-20-2015 08:39 AM
الخوف من المستقبل في ظل نتائج الثورة العلمية التكنولوجية واتساع وتكريس الفجوة الحضارية مع الغرب Eng.Jordan بحوث ودراسات منوعة 0 03-09-2013 05:38 PM
تنبؤات المستقبل .. وأهمية تطوير خطابنا الإسلامي! Eng.Jordan مقالات وتحليلات مختارة 0 03-25-2012 10:55 AM
تقييم الواقع في ضوء المستقبل سياحة وصفية في فنيات رواية عندما يطغى النساء مهند دراسات و مراجع و بحوث أدبية ولغوية 0 01-09-2012 06:19 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 10:42 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59