العودة   > >

كتب ومراجع إلكترونية عرض وتحميل الكتب الإلكترونية ebooks

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 04-08-2013, 12:54 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,413
افتراضي الرؤى عند أهل السنة والجماعة والمخالفين


د.سهل بن رفاع العتيبي


بسم الله الرحمن الرحيم
أصل هذا الكتاب
رسالة علمية تقدم بها المؤلف إلى كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، لنيل درجة الماجستير في قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة.

إهــداء
وفاء بالجميل أهدي هذا الكتاب إلى زوجتي الدكتورة مشاعل بنت راشد بن محمد الدباس، أستاذة الحديث وعلومه بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، تقديرًا لوقوفها معي أثناء إعداد هذه الرسالة، وتحملها أعباء تربية أبنائي فجزاها الله أحسن الجزاء وأوفاه.

* * *


المقــدمة
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
}يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ{[آل عمران: 102].
}يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا{[النساء: 1].
}يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا{[الأحزاب: 70، 71].
أما بعــد([1]):
فإن الله عز وجل اختار لهذه الأمة الإسلام دينًا ومحمدًا r نبيًا ورسولاً وجعلها خير أمة أخرجت للناس، وميزها بخصائص وسمات تسمو بها على غيرها من الأمم الضالة المنحرفة قال تعالى: }وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً

وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا
{[البقرة: 143] وشاء الله عز وجل أن أخرج هذه الأمة من الظلمات إلى النور؛ وذلك بأن بعث فيها نبيًا منهم يتلو عليهم آياته، ويزكيهم، ويعلمهم الكتاب والحكمة، فكانت بعثه r نعمة كبرى، ومنة عظمى من الله عز وجل، حيث فتح الله به قلوبًا غلفًا، وآذانًا صمًا، ولم يلحق r بالرفيق الأعلى إلا بعد أن ترك أصحابه مجتمعين على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.
وقد أشهد ربه على هذا البلاغ المبين، كما ثبت عنه r في صحيح مسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: كشف رسول الله r الستر ورأسه معصوب في مرضه الذي مات فيه فقال: «اللهم هل بلغت ثلاث مرات، إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا يراها العبد الصالح أو ترى له»([2]).
وأشهد أصحابه في يوم عظيم، ومكان عظيم، على تبليغه الرسالة وأدائه الأمانة، فقال عليه الصلاة والسلام، كما ثبت في صحيح مسلم من حديث جابر رضي الله عنه: «تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله، وأنتم تسألون عني، فماذا أنتم قائلون؟ » قالوا: نشهد أنك قد بلغت، وأديت، ونصحت، فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس (اللهم اشهد) ثلاث مرات([3]).

ومما نزل عليه - عليه الصلاة والسلام - في حجة الوداع قوله تعالى }الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا{[المائدة: 3].
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية: "هذه أكبر نعم الله تعالى على هذه الأمة، حيث أكمل لهم دينهم فلا يحتاجون إلى دين غيره، ولا إلى نبي غير نبيهم صلوات الله وسلامه عليه، ولهذا جعله الله تعالى خاتم الأنبياء، وبعثه إلى الجن والإنس، فلا حلال إلا ما أحله، ولا حرام إلا ما حرمه، ولا دين إلا ما شرعه، وكل شيء أخبر به فهو حق وصدق لا كذب فيه ولا خلف"([4]).
فيجب على كل مسلم أن يؤمن بأن الله أكمل لهذه الأمة دينها، وأن رسوله r قد أقام الحجة وأوضح المحجة، وبلغ عن ربه ما أمره بتبليغه.
ولقد كان من أعظم ما بينه رسول الله r مصادر المعرفة والتلقي وما يصح اعتباره منها وما لا يصح.
وكان مما أخبر به أنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها العبد الصالح أو ترى له، وبين حقيقتها أتم البيان.
فجاء عنه r أحاديث كثيرة في الرؤى، بعضها في تعظيم شأن الرؤيا الصالحة، وأنها من مبشرات النبوة، وجزء من أجزاء النبوة، وبعضها في رؤيا الأنبياء وأنها وحي، وهي أول مبدأ الوحي للأنبياء، وبعضها في رؤيته عليه الصلاة والسلام لربه في المنام، وبعضها في أنواع الرؤى التي من الله، والتي من أحاديث النفس ومن الشيطان، و بعضها في رؤيته عليه الصلاة والسلام في

المنام، وأنها حق، وأن الشيطان لا يتمثل به في المنام، وبعضها في ذكر الرؤى الظاهرة التي لا تحتاج إلى تأويل، وبعضها في الرؤى التي تحتاج إلى تأويل، وبعضها في الآداب التي يتأدب بها المسلم إذا رأى ما يحب، وإذا رأى ما يكره، وحكم الكذب في الرؤيا، وهل الرؤيا إذا عبرت وقعت؟ والآداب المتعلقة بالمعبر وغيرها من الآداب والأحكام المتعلقة بالرؤى.

وهذه الأحاديث التي تمتلئ بها المصنفات الحديثية، والتي بعضها يصل إلى درجة التواتر لا بد لها من الدراسة العلمية الجادة.
أهمية هذا الموضوع
تتضح أهمية هذا الموضوع من جوانب متعددة منها:
(أ) اهتمام القرآن الكريم بالرؤيا الصالحة، وخاصة رؤى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، كما في سورة الأنفال الآيتان (43، 44) وسورة يونس آية (64) وسورة يوسف، وسورة الصافات (102) وسورة الفتح (27) وغيرها من الآيات المتعلقة بالرؤى([5]).
ولا شك أن هذه الآيات في كتاب الله عز وجل بحاجة إلى تفسير وتدبر، وبيان لأحكامها وفوائدها.
(ب) اهتمام السنة النبوية بالرؤى، فلا تجد كتابًا من كتب الحديث إلا ويفرد مؤلفه بابًا أو كتابًا للرؤى والتعبير، وانظر في الصحيحين، والسنن، والمسانيد، والجوامع، والمصنفات، والمستخرجات، والمستدركات وغيرها، وهذه الأحاديث بحاجة إلى دراسة علمية.

(ج) مكانة الرؤيا الصالحة في الإسلام، من حيث كونها من مبشرات النبوة وجزءًا من أجزائها، وكون رؤيا الأنبياء وحي، وهي مبدأ الوحي.
(د) حاجة جميع طبقات الناس إلى معرفة حقيقة الرؤى، وارتباطها بحياتهم اليومية فكثيرًا ما يتحدثون عنها، ويسألون عنها أهل الذكر.
ولهذا تجد للناس في الرؤى ثلاثة مواقف:
الموقف الأول: موقف أهل الحق، أهل السنة والجماعة من أصحاب رسول الله r وسلف هذه الأمة الصالح، الذين هدوا إلى الصراط المستقيم، ملتزمين بكتاب الله وسنة رسوله r غير مائلين إلى غلو الغالين، ولا إلى تقصير المقصرين.
الموقف الثاني: أصحاب الغلو والإفراط من الصوفية، ومن شاكلهم الذين غلوا في الرؤيا فجعلوها مصدرًا للتشريع لا يتطرق إليه شك ولا غلط عندهم، بل يجعلونها مصدرًا يقينيًا يبنون عليها كثيرًا من عقائدهم ويستندون إليها في ترويج ضلالتهم، ومعرفة الحلال والحرام عندهم.
الموقف الثالث: أصحاب التقصير والتفريط من الماديين الذين ينكرون كل ما هو غيبـي، فأنكروا الرؤيا الصالحة إنكارًا كليًا.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «دين الله وسط بين الغالي فيه، والجافي عنه، والله تعالى ما أمر عباده بأمر إلا اعترض الشيطان فيه بأمرين لا يبالي بأيهما ظفر، إما إفراط فيه، وإما تفريط فيه» ([6]).

فكما أن الجافي في الأمر مضيع له فكذلك الغالي فيه مضيع له، هذا بتقصيره عن الحد وهذا بتجاوزه الحد.
قال ابن القيم رحمه الله: «وقد جعل الله هذه الأمة هي الأمة الوسط في جميع أبواب الدين، فإذا انحرف غيرها من الأمم إلى أحد الطرفين كانت هي في الوسط».
إلى أن قال رحمه الله: «وكذلك لا تجد أهل الحق دائمًا إلا وسطًا بين طرفي الباطل وأهل السنة وسط في النحل كما أن المسلمين وسط في الملل»([7]). وكذلك هم وسط في هذا الباب.
فإذا كان أكثر الناس بين الإفراط والتفريط، فإن بيان المنهج القويم الذي دل عليه الكتاب والسنة من واجبات طلاب العلم الشرعي، حتى لا تضيع الحقائق بين الغلاة في النفي، والغلاة في الإثبات كأكثر الأمور يفرط فيها أناس، ويفرط فيها آخرون.
ولهذا اتجهت الرغبة إلى الكتابة في هذا الموضوع، وما يتعلق به، أو يتفرع عنه وذلك للأسباب التالية:
أسباب الاختيار:
أولا: أهمية الموضوع كما سبق تفصيله.
ثانيًا: أن الناس تعصف بهم لوثات المادية تارة، وخرافات الصوفية تارات أخر، فكثير من المغرضين يستغلون اهتمام الناس بالرؤى فينشرون أحياناً الرؤى الباطلة، وليست ما يسمى برؤيا الشيخ أحمد خادم المسجد النبوي عن الأذهان ببعيد، والتي تولى الرد عليها سماحة شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله.

ثالثًا: تهاون كثير من الناس بشأن الرؤيا الصالحة، وجهل بعضهم بالآداب التي يتأدب بها المسلم عندما يرى ما يحب أو يرى ما يكره، والآداب المتعلقة بتأويلها ونحو ذلك من الآداب والأحكام.
رابعًا: أنني لم أجد من طرق هذا الموضوع في بحث علمي مستقل، بل هو مشتت المباحث في كتب التفسير والحديث والتوحيد.
خامسًا: لا تزال جوانب من هذا الموضوع غامضة لأكثر الناس، مثل رؤية الله في المنام، وهل يوصف بهذه الرؤيا؟ ورؤية النبي r في المنام إذا أمره بحكم وهل الرؤيا إذا عبرت وقعت؟ وغيرها من المسائل التي تحتاج إلى بيان الحق فيها.
وتظهر صلة هذا الموضوع بالعقيدة والمذاهب المعاصرة من وجوه:
1- علاقة الرؤى بالنبوة والوحي، فالرؤيا الصالحة جزء من أجزاء النبوة وهي من مبشرات النبوة، ورؤيا الأنبياء وحي، وهي مبدأ ا لوحي للأنبياء وهذه المسائل من مباحث العقيدة.
2- ارتباط الرؤى بالروح، وذلك من مباحث العقيدة.
3- انحراف بعض الفرق الضالة فيها، مثل الفلاسفة والصوفية، وبعض النظريات المادية لعلماء النفس.
خطة البحث:
قسمت البحث إلى مقدمة وتمهيد وثلاثة أبواب وخاتمة وفهارس.
أما المقدمة: فذكرت فيها:
1- خطبة الحاجة التي كان النبي r يستفتح بها، فاستفتحت بها تأسيًا به r.
2- أهمية الموضوع.

3- أسباب اختياره.
4- خطة البحث
5- منهج البحث.
6- أهم المراجع والمصادر التي رجعت إليها في هذا البحث.
7- بعض الصعوبات التي واجهتني في هذا البحث.
8- الشكر والتقدير لكل من أعان وساعد على إنجاز هذا البحث.
وأما التمهيد: فذكرت فيه أهمية الرؤى في حياة الناس، من جهة بيان مكانتها في الإسلام، وكيف اهتم القرآن الكريم، والسنة النبوية بها، مع عرض موجز لجهود علماء الحديث في تخريج أحاديث الرؤى، وتصنيفها.
ثم بينت موقف المسلم الحق من الرؤى كما كان رسول الله r وأصحابه وسلف هذه الأمة يقفون من الرؤى.
ثم ذكرت جوانب التفريط والإفراط التي حدثت في موضوع الرؤى وأمثلة لتفريط النفاة، وإفراط الغلاة.
أما الأبواب فقسمتها كما يلي:
الباب الأول: في حقيقة الرؤى وأقسامها وعلاماتها وعلاقتها بالنبوة
وهذا الباب يقع في ثلاثة فصول.
الفصل الأول: في حقيقة الرؤى
ويشمل أربعة مباحث:
المبحث الأول: تعريف الرؤى لغة واصطلاحًا.
المبحث الثاني: في الفرق بين الرؤيا والحلم، والفرق بين الرؤيا والرؤية.

المبحث الثالث: في دلالات الرؤى.
وأعني بذلك الأمور التي تدل عليها الرؤى من الخير والشر، فذكرت في هذا المبحث تعريف الدلالات، وأربع دلالات للرؤيا مع ذكر الأدلة عليها.
المبحث الرابع: في بيان تعلق الرؤى بالروح.
ويشمل هذا المبحث ثلاث مسائل.
المسألة الأولى: في تعريف الروح وصفاتها وخصائصها.
المسالة الثانية: هل روح النائم تفارق جسده في النوم؟
المسألة الثالثة: هل تتلاقى أرواح الأحياء والأموات؟ وفي هذه المسألة مطلبان:
المطلب الأول: تلاقي أرواح الأحياء مع أرواح الأموات.
المطلب الثاني: تلاقي أرواح الأحياء في المنام.
الفصل الثاني: في أقسام الرؤى وعلاماتها.
ويشمل هذا الفصل ثلاثة مباحث.
المبحث الأول: في أقسام الرؤى عمومًا، وعلامة كل قسم.
المبحث الثاني: في علامات الرؤيا الصالحة وأقسامها.
ويشمل هذا المبحث ست مسائل.
المسألة الأولى: في صفات الرؤيا الصالحة.
المسألة الثانية: في أقسام الرؤيا الصالحة.
المسألة الثالثة: في علامات الرؤيا الصالحة.
المسألة الرابعة: في رؤيا المؤمن عند اقتراب الزمان، وأي زمان هو؟ وأسباب اختصاصه بصدق رؤيا المؤمن فيه.

المسألة الخامسة: في أسباب صدق الرؤيا الصالحة.
المسألة السادسة: هل يسوغ العمل وفق الرؤيا الصالحة؟
المبحث الثالث: في أقسام الناس في الرؤى.
الفصل الثالث: في علاقة الرؤى بالنبوة
ويشمل مبحثين.
المبحث الأول: في رؤيا الأنبياء وأنها وحي.
وفيه ثلاث مسائل:
المسألة الأولى: تعريف الوحي وأقسامه، وفيه مطلبان.
المطلب الأول: في تعريف الوحي.
المطلب الثاني: في أقسام الوحي، وبيان دخول الرؤيا في الوحي العام إذا كانت من المؤمن.
المسألة الثانية: في أن الرؤيا الصالحة أول مبدأ الوحي للأنبياء.
المسألة الثالثة: رؤيا الأنبياء في المنام وحي وحق.
المبحث الثاني: في كون الرؤيا الصالحة جزءًا من أجزاء النبوة، وفيه أربع مسائل.
المسألة الأولى: الأحاديث الواردة في كون الرؤيا الصالحة جزءًا من أجزاء النبوة.
المسألة الثانية: معنى كون الرؤيا الصالحة جزءًا من أجزاء النبوة.
المسألة الثالثة: مواقف العلماء من اختلاف الروايات في تحديد أجزاء النبوة.
المسألة الرابعة: هل تنسب رؤيا الكافر الصادقة إلى أجزاء النبوة؟

أما الباب الثاني: ففي أقوال المخالفين في الرؤى ومناقشتهم.
ويشمل فصلين:
الفصل الأول: في نظريات علماء النفس في الرؤى ومناقشتهم
وشمل تمهيدًا ومبحثين.
التمهيد: في تعريف علم النفس، وفيه ثلاث مسائل.
المسألة الأولى: في تعريف علم النفس.
المسألة الثانية: نشأته وأطواره.
المسألة الثالثة: مصادر المعرفة عند علماء النفس.
المبحث الأول: نظرية التحليل النفسي، ومناقشها، وفيه مسألتان:
المسألة الأولى: نظرية التحليل النفسي.
المسألة الثانية: مناقشة هذه النظرية.
المبحث الثاني: نظرية التنبيهات الخارجية، ومناقشها، وفيه مسألتان:
المسألة الأولى: نظرية التنبيهات الخارجية.
المسألة الثانية: مناقشتها.
الفصل الثاني في مذهب الصوفية في الرؤى والرد عليهم وفيه:
تمهيد ومبحثان.
التمهيد: في تعريف الصوفية وفيه مسائل.
المسألة الأولى: أصل التسمية.
المسألة الثانية: التصوف اصطلاحًا.
المسألة الثالثة: نشأة التصوف وأطواره.
المسألة الرابعة: وسائل المعرفة عند الصوفية.

المسألة الخامسة: كيفية اكتساب هذه المعرفة الصوفية.
المبحث الأول: مذهب الصوفية في الرؤى، وفيه أربع مسائل
المسألة الأولى: تعريف الصوفية للرؤيا.
المسألة الثانية: مكانة الرؤى عند الصوفية.
المسألة الثالثة: الأمور التي يستمدونها من الرؤى.
المسألة الرابعة: شبهاتهم في جعل الرؤى مصدرًا للتلقي والمعرفة.
المبحث الثاني: الرد على شبهاتهم
الباب الثالث: أحكام الرؤى وآدابها.
وفيه ثلاث فصول.
الفصل الأول: أحكام الرؤى.
وفيه خمسة مباحث:
المبحث الأول: رؤية الله في المنام
المبحث الثاني: رؤية الملائكة في المنام.
المبحث الثالث: رؤية نبينا محمد r في المنام.
المبحث الرابع: رؤية الأنبياء في المنام.
المبحث الخامس: الكذب في الرؤيا.
الفصل الثاني: أحكام تعبير الرؤى.
وفيه تمهيد وثلاثة مباحث.
التمهيد: في حقيقة علم التعبير وفيه أربع مسائل.
المسألة الأولى: تعريف التعبير لغة واصطلاحًا.
المسألة الثانية: حقيقة علم التعبير.

المسألة الثالثة: هل هذا العلم توفيقي أو لا؟
المسألة الرابعة: مكانة هذا العلم.
أما المباحث فهي كما يلي:
المبحث الأول: أقسام تأويل الرؤى وقواعده.
وفيه أربع مسائل.
المسألة الأولى: تعريف التأويل لغة واصطلاحًا.
المسألة الثانية: الأصل في التعبير.
المسألة الثالثة: أقسام تأويل الرؤيا.
المسألة الرابعة: من كليات التعبير.
المبحث الثاني: هل الرؤيا إذا عبرت وقعت؟
المبحث الثالث: أمثلة من تأويل الرؤى في السنة.
الفصل الثالث: آداب الرؤى:
وفيه أربعة مباحث:
المبحث الأول: إذا رأى ما يحب.
المبحث الثاني: إذا رأى ما يكره.
المبحث الثالث: شروط المعبر للرؤيا.
المبحث الرابع: آداب المعبر.
أما الخاتمة فذكرت فيها ما توصلت إليه من نتائج في هذا البحث
أما الفهارس:
1- فهرس المراجع والمصادر مرتبة حسب الحروف الهجائية.
2- فهرس للموضوعات.

منهج الدراسة:
أولا: حرصت على أن يكون المرجع الأساس لبحثي هو كتاب الله وسنة رسوله r حيث جمعت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية المتعلقة بالرؤى وقد أشرت إلى بعضها في أهمية الموضوع.
ثانيًا: اهتممت بأقوال المفسرين والمحدثين لبيان معنى الآية، أو الحديث، وخاصة المتقدمين منهم.
ثالثًا: أخذت معظم عناوين المباحث والفصول والمسائل من أبواب البخاري رحمه الله في كتاب التعبير من كتاب الجامع الصحيح لمكانة هذا الكتاب ومؤلفه عند أهل السنة والجماعة، ولأن البخاري رحمه الله يهتم بالأبواب في بيان الأحكام.
رابعًا: نقلت الآيات القرآنية التي استشهدت بها من المصحف برسمها من المصحف مباشرة، مع ذكر اسم السورة ورقم الآية.
خامسًا: نقلت الأحاديث الشريفة من مراجعها الأصلية كما وردت وذكرت حكم العلماء على تلك الأحاديث إلا ما نقلته من الصحيحين حيث أجمعت الأمة على تلقيهما بالقبول ([8]).
سادسًا: ترجمت للأعلام غير الصحابة، وغير المشهورين.
سابعًا: أخذت أقوال العلماء من المصادر الأصلية لها ما أمكن ذلك.
ثامنًا: نبهت على معاني بعض الكلمات الغريبة، إذا دعت الحاجة إلى ذلك بالرجوع إلى معاجم ألفاظ القرآن، وغريب الحديث، وكتب اللغة.
تاسعًا: عرفت بالفرق والمذاهب التي وردت في بحثي.

أهم المراجع التي رجعت إليها في هذا الموضوع:
أولا: كتب التفسير، عند تفسير الآيات المتعلقة بالرؤى، ومن أهمها كتب التفسير بالمأثور، مثل تفسير الطبري، وتفسير البغوي، وتفسير ابن كثير، وتفسير السعدي رحمهم الله تعالى.
ثانيًا: كتب الأحاديث في أبواب الرؤى والتعبير، وخاصة الكتب الستة، ومسند الإمام أحمد، وموطأ الإمام مالك، والمصنفات، والمستدركات وغيرها.
ثالثًا: كتب شروح الأحاديث مثل فتح الباري، وعمدة القارئ، وغيرها من كتب شروح الكتب الستة كمعالم السنن وعارضة الأحوذي ونحوها.
رابعًا: كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ففي مسألة رؤية الله في المنام رجعت بشكل أساس إلى كتاب بيان تلبيس الجهمية، وفيما يعلق بصفة الروح وخصائصها وعلاقتها بالرؤى، كان من أهم المراجع كتاب شرح حديث النزول، وغيرها من كتبه النافعة، وكذلك الردود التي رد بها على الصوفية في غلوهم في الرؤى.
خامسًا: كتب ابن القيم رحمه الله مثل كتاب الروح، وكتاب مدارج السالكين فيما يتعلق بحقيقة الرؤى.
سادسًا: كتب أصول الفقه، في مباحث مصادر التشريع، مثل كتاب الموافقات في أصول الشريعة للشاطبي رحمه الله، وفيما يتعلق بالردود على المنحرفين في هذه المصادر رجعت إلى كتاب الاعتصام للشاطبي، وكتاب المدخل لابن الحاج.
سابعًا: في مسائل تأويل الرؤيا وتعبيرها، رجعت إلى كتاب شرح السنة للإمام البغوي رحمه الله وكتاب إعلام الموقعين لابن القيم رحمه الله.

ثامنًا: كتب الصوفية والفلاسفة التي تبين مذهبهم في الرؤى، أما كتب الصوفية فكثيرة، فمنها على سبيل المثال الرسالة للقشيري، والتعرف للكلاباذي وكتب ابن عربي، وأما كتب الفلاسفة فمثل كتاب الشفاء لابن سينا و كتاب آراء أهل المدينة الفاضلة للفارابي.
تاسعًا: كتب علماء النفس التي تتبين نظرتهم إلى الرؤى، مثل كتب فرويد وغيره، وكذلك الكتب التي ترد عليهم مثل كتاب الإنسان بين المادية والإسلام.
من الصعوبات التي واجهتني في هذا البحث:
أولا: سعة الموضوع وتشعبه، وكثرة مسائله، إضافة إلى اختلاف الآراء في هذه المسائل وتبيانها.
ثانيًا: صعوبة جمع المعلومات وآراء العلماء المتقدمين في هذه المسائل، لأن الموضوع بحث في أماكن متفرقة من كتبهم فمنهم من بحثه في كتب العقائد، ومنهم من بحثه في كتب أصول الفقه، ومنهم من بحثه في كتب التفسير في مواطن مختلفة، أما كتب الحديث وشروحها، فمنهم من خصه بأبواب، ومنهم من بحثه في مواضع متعددة.
ثالثًا: كثرة الأحاديث والآثار التي تتعلق بهذا الموضوع، وقد بذلت في تخريجها والحكم عليها وقتًا كثيرًا.
رابعًا: تعقد الموضوع وكثرة المواضع المشتبه فيه.
هذه أهم الصعوبات التي واجهتني في هذا الموضوع، والتي أعانني الله عز وجل على تجاوزها.
هذا وقد بذلت جهدي، بتوفيق الله لمعالجة هذا الموضوع على ضوء الكتاب والسنة، ولا أملك إلا أن أقول كما قال الصحابي الجليل عبد الله بن
مسعود رضي الله عنه: «فإن يك صوابًا فمن الله، وإن يك خطأ فمني ومن الشيطان والله ورسوله بريئان» ([9]).

ولا أدعي وليس لي أن أدعي أنني جئت في هذه الرسالة بشيء كان خافيًا على العلماء والباحثين، وإنما حاولت بعون الله تعالى، جمع المادة العلمية بين دفتي رسالة واحدة، حيث تتبعت الآيات والأحاديث والآثار المتعلقة بالرؤى، والمنثورة في بطون الكتب، ونظمتها في سلك واحد.
واعترف بادئ ذي بدء بأنني لست من فرسان هذا الميدان، ولكنها محاولة طالب علم، وجهد المقل، فلعلي أثير أشياء عند مختصين خير مني، فيدعوهم هذا ويقودهم إلى أن يدلوا بدلوهم.
هذا والشكر لله الكريم الذي وفق العبد الضعيف الذي يرجو رحمة ربه وعفوه، ثم امتثالا لقوله عز وجل }أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ{[لقمان: 14].
أتوجه بالشكر والتقدير والعرفان بالجميل لوالدي الكريمين على ما بذلا من جهد في تربيتي على العلم الشرعي، وحثهما لي على سلوك طريق العلماء الربانيين. فقد كان فضلهما علي عظيما، فجزاهما الله خير الجزاء، وأعظم مثوبتهما ورفع درجتهما في جنات النعيم آمين.

ثم امتثالا لقول النبي r فيما صح في مسند الإمام أحمد وسنن الترمذي من حديثي أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما، أن النبي r قال: «من لم يشكر الناس، لم يشكر الله»([10]). أتوجه بالشكر والتقدير لشيخي الفاضل الشيخ الدكتور محمد بن عودة السعودي، **** كلية أصول الدين للدراسات العليا، ورئيس قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة الإمام محمد ببن سعود الإسلامية، الذي كان رحب الصدر، حيث كانت لآرائه وتوجيهاته الأثر الكبير في تقويم هذا البحث، رغم كثرة مشاغله، فجزاه الله خيرًا.
ثم أقدر الشكر لكل من قدم لي مشورة في هذا البحث، ولا أستطيع حصرهم لكثرتهم، ولكن لا أملك إلا الدعاء لهم بظهر الغيب.
والله المسئول أن يريني وإخواني المسلمين الحق حقًا، ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، ولا يجعله ملتبسًا علينا فنضل والله المستعان وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وهو حسبنا ونعم ال****، والحمد لله رب العالمين.
وكتبه د. سهل بن رفاع بن سهيل
أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة الملك سعود

([1]) هذه خطبة الحاجة التي كان رسول الله r يعلمها أصحابه، وقد رويت عن ستة من الصحابة وهم: عبد الله بن مسعود، وأبو موسى الأشعري، وعبد الله بن عباس، وجابر بن عبد الله، ونبيط بن شريط، وعائشة رضي الله عنها وقد جمع هذه الأحاديث وخرجها الشيخ الألباني في كتابه خطبة الحاجة طبعة المكتبة الإسلامية.

([2]) صحيح مسلم كتاب الصلاة (41) باب النهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود، (479) (1/348) تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي.

([3])صحيح مسلم، كتاب الحج (19) باب حجة النبي r الحديث رقم (1218)، (2/890).

([4]) تفسير القرآن العظيم (2/12) دار المعرفة بيروت (1405) هـ.

([5]) سوف يأتي إن شاء الله ذكر هذه الآيات وبيان وجه الدلالة فيها أثناء البحث في مواضعها.

([6]) الوصية الكبرى (65) بتعليق: محمد عبد الله النمر وعثمان جمعة ضميرية،، دار الفاروق، الطبعة الثانية (1410هـ).

([7]) مفتاح دار السعادة (2/242) مكتبة الرياض الحديثة، الرياض.

([8]) انظر: مقدمة النووي لشرحه على مسلم (1/4) والأربعون النووية، الحديث الأول.

([9]) أخرجه أبو داود في سننه في كتاب النكاح، باب فيمن تزوج ولم يسم صداقًا حتى مات (1/643) (2116) دراسة وفهرسة كمال الحوت، مؤسسة الكتب الثقافية، الطبعة الأولى 1409 هـ وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (2/397) (1858).
وقد كان الصحابة رضي الله عنهم إذا تكلموا في مسألة باجتهادهم قال أحدهم هذه العبارة، وانظر: منهاج السنة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (5/182) تحقيق محمد رشاد سالم.

([10]) حديث أبي هريرة أخرجه الإمام أحمد في مسنده (2/258) وأخرج حديث أبي سعيد أيضًا في المسند (3/32) والترمذي في جامعة كتاب البر والصلة (350) باب ما جاء في الشكر لمن أحسن إليك (4/339) وقال الترمذي: وفي الباب عن أبي هريرة والأشعث بن قيس، والنعمان بن بشير، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، وحديث النعمان في المسند (4/378، 375) وصححه الألباني في تعليقه على مشكاة المصابيح (2/911) (3025) وسلسلة الأحاديث الصحيحة (416).
المصدر: ملتقى شذرات

الملفات المرفقة
نوع الملف: doc الرؤى عند أهل السنة والجماعة والمخالفين.doc‏ (1.88 ميجابايت, المشاهدات 12)
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
أهم, الرؤى, السنة, عند, والمخالفين, والجماعة


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع الرؤى عند أهل السنة والجماعة والمخالفين
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
السنة والجماعة صنوان لا يفترقان عبدالناصر محمود شذرات إسلامية 0 01-09-2016 08:46 AM
المبتدعة وموقف أهل السنة والجماعة منهم عبدالناصر محمود دراسات ومراجع و بحوث اسلامية 0 09-05-2014 07:33 AM
مشروع : على هذا فلنجتمع // (أصول أهل السنة والجماعة) ابو الطيب شذرات إسلامية 0 09-23-2013 05:22 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 07:22 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59