#1
|
|||
|
|||
الرأي هي الدليل ،، / اشرف شهاب عضيبات
من صحيفة تمثل الرأي الحكومي وتدافع عنه دفاع المستميت منذ تأسيسها عام 1971 ، إلى واحدة من الحمم البركانية التي ثارت ، مطالبة بعد ردح من الصمت بامتيازات لا أدري مدى شرعيتها ، ومدى استحقاق المطالبين بها لها ، ولكن العبرة في أن هؤلاء الذين كانوا يلاحقون الرئيس بكمراتهم، أصبحوا يطالبون برحيله ، لينظموا بذلك إلى طابور الثائرين الحاقدين ، ليس على الشخص في بعض الأحيان ، بل ربما على سياسته التي في نظر الكثيرين ، ما ساهمت إلا بإدخال البلاد إلى حالة من الفوضى السياسية التي تفضي بدورها إلى فوضى اجتماعية ، والعكس صحيح ، فالعلاقة بين الجانبين طردية . النسور الذي كان يمسك الصحيفة بين يديه ليطالعها مع فنجان قهوة الصباح ، أخاله بدأ يرى في هذه الصحيفة قنبلة ستنفجر في وجهه إن هو اقترب منها ، وربما أنه ولنفس السبب قد أمر ، بإزالة كل الصحف القديمة التي صدرت عن الرأي ، والموجودة في منزله ومكتبه وسيارته ، فالرأي في معناها ، كلمة تؤرق الرجل ، الذي يبدو جليا بأنه من عشاق الأحكام العرفية ، والقبضة الحديدية . وإلا فما هو الذي غير موقفه من مناصر للرأي ومن فيها عندما كان نائبا في عام 2011 ، فزعة لها كصحيفة أردنية عريقة ، بناها وصفي التل ومحمود الكايد وسليمان عرار وجمعة حماد ونزار الرافعي ، إلى ثاني من تجرأ أن يقوم بإدخال قوات الدرك إلى حرمها ، فما أبقى للعقل والعقلاء من مجال . ما يحدث في صحيفة الرأي اليوم ، هو بمثابة رسالة واضحة للنظام السياسي في الأردن ، للتوقف عن المراهنة على هدوء الشارع ، وعقلانية الأردنيين ووعيهم ، فالفئة التي تحركت من الرأي ، هي فئة نخبوية مثقفة واعية ، لا تستطيع الدولة التشكيك فيها ، فهؤولاء أنفسهم ، هم من عرفناهم بمصداقيتهم في نقل الخبر لنحو ما يقارب النصف قرن ، وبالتالي فإن انتقالهم مما كانوا عليه إلى حالة السخط والغضب التي هم عليها اليوم ، هو دليل واضح بأن حالات انتقال مشابهة ، لفئات أخرى واردة ، في حال إذا ما استمر النظام السياسي في الأردن في استخدام سياسة حل المشكلة بمحاولة طمرها ، وليس بواسطة ايجاد الحلول لها ، وهذا ما سيؤدي في حال تراكمه ، إلى انفجار لن يستطيع أحد الوقوف في وجهه ،، إن عدم وجود سياسة واضحة للتعامل مع الأحداث ، والتناقض بين الأقطاب المختلفة للنظام ، بشكل مبرمج أو غير مبرمج ، ينبئ عن حالة فوضى عارمة ، فالملك يوجه في واد ، والتطبيق والواقع في واد آخر ، وهنا تظهر الحاجة إلى السؤال الذي كان عنوان المقال الأخير ، من يحاسب الرئيس ؟! ، فالقضية تتجاوز خطأ بسيط يمكن التغاضي عنه ، إنما هي سياسة دولة تنحرف عن المسار المعتاد ، وانحرافها سيؤدي إلى ما لا يحمد عقباه ، ختاما أقول ، الثورات الشعبية ، والاعتصامات ، والمسيرات الغاضبة ، أشبه ما تكون بالمرض الخبيث ، كلما تم اكتشافه والتعامل معه بشكل باكر ، كلما كان هناك فرصة أكبر لعلاجه ، وكلما تأخرت عملية اكتشافه أدى ذلك إلى انتشاره وتوغله في الجسد ، ليصبح الحديث عن أية حالة علاج هو ضرب من العبث ، فالمطلوب من الدولة الآن ، أن تتعامل بجدية مع كل المطالبات المنطقية والعقلانية ، مع التوقف عن المراهنة على حالة الصمت التي تعتري الموقف في أغلب الأحيان ، فالانتقال من حالة إلى الحالة المعاكسة هو أمر في غاية السهولة ، والرأي هي الدليل .. بقلم : اشرف شهاب عضيبات Abu_shihab82@hotmail.com المصدر: ملتقى شذرات |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الدليل, الرأي, اشرف, شهاب, عضيبات |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع الرأي هي الدليل ،، / اشرف شهاب عضيبات | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الشعب يرد إصلاح الحراك بقلم // اشرف شهاب عضيبات | ابو الطيب | مقالات أردنية | 0 | 10-31-2013 09:03 AM |
الأديب والشاعر الفقية أبو الفوارس شهاب الدين الملقب بالحيص بيص | Eng.Jordan | شخصيات عربية وإسلامية | 0 | 10-18-2013 03:45 PM |
ابن ماجد شهاب الدين أحمد بن ماجد النجدي | Eng.Jordan | علماء عرب | 0 | 11-03-2012 01:07 PM |
إعتدادُ الرأي | خالد العتيبي | الكاتب خالد العتيبي ( السعودية) | 0 | 03-22-2012 07:01 AM |
الرأي العام والسياسة | محمد خطاب | الملتقى العام | 1 | 01-14-2012 11:54 AM |