#1  
قديم 01-26-2012, 12:32 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي أثر الانفتاح الثقافي على مفهوم المواطنة لدى الشباب السعودي


أثر الانفتاح الثقافي على مفهوم المواطنة

لدى الشباب السعودي

" دراسة استكشافية "
حمل المرجع كاملاً من المرفقات
إعداد
د . عثمان بن صالح العامر

أستاذ الثقافة المشارك

مدير عام إدارة التربية والتعليم بمنطقة حائل
في المملكة العربية السعودية


مقدمة :
تعد المواطنة من القضايا القديمة المتجددة التي ما تلبث أن تفرض نفسها عند معالجة أي بعد من أبعاد التنمية بالمفهوم الإنساني الشامل بصفة خاصة ومشاريع الإصلاح والتطوير بصفة عامة .

ويفسر ذلك ما تناله المواطنة من اهتمام على المسارات التالية :-
تشريعياً : حيث تتضمن دساتير جميع دول العالم تقنيناً لحقوق المواطن وواجباته .
تربوياً : حيث نظم التنشئة التي تسعى إلى تكريس وعي المواطنة قيماً وممارسات لدى النشء من أجل تحقق الاندماج الوطني .
سياسياً : في صورة بنى وآليات مؤسساتية تستوعب مشاركة أفراد المجتمع في بنية الدولة الوطنية الديمقراطية .

في هذا السياق احتلت هذه القضية مساحة كبيرة في الدراسات السياسية والاجتماعية والتربوية ، وتعددت أبعاد المواطنة في علاقاتها الممتدة عبر قضايا تتمحور في علاقة الفرد بالمجتمع والدولة من خلال أطر قانونية منظمة للحقوق والواجبات ، ومبينة مواصفات المواطن وأبعاد المواطنة حسب المنابع الفكرية للدولة ومرجعية نظرياتها السياسية .

وأنتجت أطروحات الفكر في مختلف دول العالم العديد من الرؤى الفكرية حول مفهوم المواطنة ومبادئها – حقوقها وواجباتها ، تنوعت بتنوع مبادئ الفكر ونظريات السياسة. وفي العالم العربي اختلفت أطياف الفكر كذلك ليس فقط حسب الاختلاف المنهجي القطري بل أيضاً في داخل القطر الواحد باختلاف الأيديولوجيات التي تعاقبت بتعاقب مراحل الحكم وإدارة الدولة في الحقب الزمنية المختلفة مما أوجد أنماطاً متعددة من الوعي لدى الشعوب العربية تداخلت أحياناً وتصادمت أحيانا ً أخرى ، وأثرت على دوائر الانتماء مما أدى إلى العديد من الانعكاسات السلبية على مبدأ المواطنة ذاته فضلاً عن ممارساتها من قبل الأفراد .

ومع تغير طبيعة العالم المعاصر من حيث موازين القوى ، وسيطرة القطب الواحد، وظهور التكتلات السياسية والاقتصادية ، وتنامي البنى الاجتماعية الحاضنة للفكر الليبرالي وعبوره للحدود الجغرافية والسياسية على الجسور التي مدتها تكنولوجيا الاتصال ، والتركيز على خيارات الفرد المطلقة كمرجع للخيارات الحياتية والسياسية اليومية في دوائر العمل والمجتمع المدني والمجال العام ، مع هذه التغيرات العامة بالإضافة إلى التغيرات الخاصة التي تحيط بالعرب والمسلمين شهد مفهوم المواطنة تبدلاً واضحاً في مضمونه واستخداماته ودلالاته والوعي الفردي بمبادئه وما يرتبط به من قيم وسلوكيات تمثل معول هدم أو بناء لواجهة المجتمع وهيكل الدولة .

وعلى رغم ما تنفرد به المواطنة وما يتداخل معها من مفاهيم الانتماء من خصوصية في المرجعية وآليات التشكيل والبناء والممارسة إلا أنها وعلى مدى السنوات القليلة الماضية شهدت تحدياً جديداًَ يتمثل في عملية الانفتاح الثقافي الذي تعددت آلياته ووسائله لتخاطب الشباب عن بعد وتقدم العديد من التفسيرات والتأويلات المنحرفة أو الملتوية للأحداث الإقليمية والدولية ، وتسلط الضوء على قضايا مجتمعية تمس جوهر هذا المفهوم لدى الفرد السعودي ، وتعرض إطاراً مفاهيمياً مغلفاً بشعارات تأخذ بالمشاعر وتؤثر على مسارب تفكير العقول خاصة لدى فئة الشباب ومن هم في سن القابلية للاحتواء أو الاختطاف الفكري والثقافي بحكم خصائص المرحلة العٌمرية التي يعيشونها، ويثير ذلك جدلاً في الأوساط السياسية والدينية والتربوية حول مدى تأثر مفهوم المواطنة لدى الشباب بهذه الأفكار التي يحملها الأثير عبر الحدود ، ودور مؤسسات المجتمع في الحفاظ على البنية السليمة لوعي المواطن وممارسته للمواطنة . في هذا السياق تأتي الدراسة الحالية لاستكشاف أثر الانفتاح الثقافي على أبعاد مفهوم المواطنة لدى عينة من الشباب السعودي ومن ثم تتضح مشكلة الدراسة وتساؤلاتها .



تساؤلات الدراسة :

يمكن صياغة مشكلة الدراسة في التساؤل الرئيس التالي :
س إلى أي مدى أثر الانفتاح الثقافي على مفهوم وأبعاد المواطنة لدى الشباب السعودي ؟
ويتفرع من هذا التساؤل الرئيس الأسئلة الفرعية التالية :
س1- ما مفهوم المواطنة وما أهم المتغيرات العالمية المؤثرة على أبعاده ؟
س2- ما مدى وعي الشباب السعودي بأبعاد المواطنة ( الهوية – الانتماء – التعددية وقبول الآخر – الحرية والمشاركة السياسية ) ؟
س3- هل يختلف وعي الشباب السعودي بأبعاد المواطنة باختلاف الجنس ونوع تعليمه ومحل إقامته ، ومستوى دخل أسرته والحالة التعليمية للوالد ؟
س4- كيف يمكن تفعيل مبدأ المواطنة لمواجهة تحديات العصر ؟

أهداف الدراسة :

تسعى الدراسة لتحقيق الأهداف التالية :
1) التأصيل النظري لمفهوم المواطنة والانتماء .
2) استخلاص أهم أبعاد المواطنة بمفهومها العصري من خلال أدبيات الفكر السياسي والاجتماعي .
3) تحديد أهم المتغيرات العالمية المعاصرة التي انعكست على مفهوم المواطنة .
4) التعرف على طبيعة وعي الشباب السعودي بأبعاد المواطنة ( الهوية – الانتماء – التعددية – الحرية والمشاركة السياسية ) .
5) الوقوف على الفروق بين وعي الشباب بأبعاد المواطنة باختلاف متغير الجنس – نوع التعليم – محل الإقامة – المستوى الاقتصادي للأسرة – مستوى تعليم الوالد .
6) تقديم رؤية مقترحة حول آفاق تفعيل مبدأ المواطنة ودور مؤسسات المجتمع ذات العلاقة في ذلك .
أهمية الدراسة


تنبع أهمية الدراسة من طبيعة الموضوع الذي تتناوله ،حيث تعد المواطنة من القضايا ذات الأبعاد السياسية والأمنية التي تعبر عن معايير الانتماء ومستوى المشاركة من قبل الأفراد في الحماية والذود عن الوطن ، كما تعبر عن وعي الفرد بالحقوق والواجبات والنظر للآخر ، و***** المرافق العامة ، والحرص على المصلحة الوطنية، كما تعكس مدى إدراكه كمواطن لدوره في مجابهة التحديات التي تواجه المجتمع والدولة في آن واحد . وتتضح أهمية الدراسة أيضاً من خلال ما تسعى إليه من استكشاف طبيعة وعي الشباب بأبعاد المواطنة وتحديد الفروق ذات الدلالة الإحصائية حسب المتغيرات المختلفة ، وتكتسب الدراسة أهمية خاصة من خلال ما تطرحه من مقترحات لتفعيل مبدأ المواطنة في ظل المتغيرات التي يشهدها المحيط العالمي والمجتمع المحلي .


الدراسات السابقة :
تتمثل أهم الدراسات السابقة ذات العلاقة المباشرة بالدراسة الحالية فيما يلي :-
(أ‌) دراسات عربية :
1- دراسة عثمان بن صالح العامر (1) : (المواطنة في الفكر الغربي المعاصر "دراسة نقدية من منظور إسلامي") . هدفت هذه الدراسة إلى تحليل مفهوم المواطنة بمضامينه وأبعاده السياسية والاجتماعية والثقافية من خلال دراسة البنية النظرية واتساقها المنطقي ومدى استقامتها مع طبيعة المجتمعات البشرية ومعطياتها ، والوقوف على أبرز حقوق المواطنة التي أفرزها الفكر الغربي في إطار نظريات التنمية السياسية التي تمثل خلفية المفهوم ، ونقد ذلك في ضوء ما يقدمه الإسلام باعتباره دين للإنسانية جمعاء ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء .
وبحثت الدراسة تطور المواطنة في الفكر الغربي المعاصر ومحاضنه الثقافية باستخدام منهجية التحليل ، واعتمدت المنظور الإسلامي ومبادئه كاقتراب منهجي في نقد قضيتي المساواة والحرية كركيزتين رئيسيتين لمفهوم المواطنة. وخلصت الدراسة إلى :
· أن هناك العديد من الملابسات التي تحيط بمفهوم المواطنة في الفكر الغربي المعاصر مما يجعل المفهوم في حاجة إلى مراجعة مدى صلاحيته للدول العربية .
· أن العمومية والعالمية التي يصبغ بها المفهوم الغربي للمواطنة يخرج به عن سياقه التاريخي والاجتماعي وإطاره الزماني والمكاني .
· أن التناول الغربي للمواطنة اعتمد على مفهومي الخطية والجبرية في تحقيق المساواة والديمقراطية ، واعتبر نموذجاً يجب اتباعه من قبل كل الدول مما يشير إلى تجاهل الطبائع المختلفة للمجتمعات وأطرها الفكرية ومنطلقاتها الدينية .
وأوصت الدراسة برفض الاعتماد على أي مصدر خلاف التشريع الإسلامي لتحديد أبعاد حركة الإنسان المواطن والمجتمع والقيم والحقوق والواجبات

2) دراسة عروس الزبير (2) : (مفهوم المواطنة بين المحلية وعالمية الدين في خطاب الحركة الإسلامية بالجزائر) . وسعت هذه الدراسة إلى وصف حالة التمزق وضعف الهوية وغياب التأصيل الواضح لمفهوم المواطنة والصراع الفكري بين الأطروحات المتناقضة على الساحة الجزائرية والخلفيات والمنطلقات التي تغذي هذا الصراع وتؤججه وانعكاسات ذلك على المجتمع بصفة عامة ، وبحثت الدراسة بعض المقولات الرئيسية في صياغة مفهوم المواطنة كمفهوم الأمة الجزائرية والأمة العربية ثم مفهوم الأمة الإسلامية . وعرضت الدراسة العديد من النماذج التي تشير إلى عدم وضوح مفهوم المواطنة في الخطاب السياسي كما تناولت المواطنة بين العموم والخصوص وحقوق المواطن وحرية التنظيم ورؤية بعض التنظيمات الإسلامية بالجزائر لحقوق المواطنة ، وخلص الباحث إلى أن الاستعمار والهيمنة الغربية والتدخل الأجنبي وتطرف بعض الجماعات الدينية أوجدت مناخاً في الفكر والممارسة يؤكد على عدم استقرار مفاهيم الدولة والأمة والمواطنة في الذهنية السياسية .




( ب ) الدراسات الأجنبية :
(1) دراسة روبرت وياش (3) (القيادة في الثقافة المواطنية) ، تناولت الدراسة اهتمام القائمين على الدراسات الاجتماعية – في الوقت الراهن – بالمواطنة وتحسين الثقافة المواطنية في الولايات المتحدة، وتطور مفهوم القيادة وأثرها في تفعيل تلك الثقافة ، ودور التعليم في تنمية كفايات القيادة لتفعيل ثقافة المواطنة. وأشارت الدراسة إلى أن هناك ما يزيد على نصف مليون من طلاب المدارس الثانوية يشاركون في برامج معدة خصيصاً لتشجيع ثقافة القيادة المواطنية وتطوير مهاراتها، وعالجت الدراسة مفهوم كل من القيادة والمواطنة والروابط بينهما والسمات الأساسية اللازمة لتفعيل دور القيادة في حل مشكلات المواطنة وخلق الدوافع ، وأوصت الدراسة بضرورة قيام مدارس التعليم العام بدورها في تطوير روح القيادة والمواطنة .
(2) دراسة بيريا كارولين (4) : (التعليم المتعلق بالقانون في المدارس المتوسطة والثانوية)، وهدفت الدراسة إلى بحث التطور الحادث في التعليم المتعلق بالقانون المحدد لحقوق وواجبات المواطنة منذ فترة السبيعينات ، ومسح المناهج للتعرف على دورها في تنمية الوعي بالمواطنة ، وأشارت الدراسة إلى برنامج ( ت . م . ت ) الذي أضيف إلى مناهج المدرسة الثانوية منذ عام 1975 م ، وتناولته بالتقويم في ضوء المتغيرات المعاصرة ذات العلاقة بالمواطنة، وأوصت الدراسة بضرورة تركيز المدارس على :
· معنى التعليم المتعلق بقانون المواطنة .
· الأهداف الأساسية لتضمين قوانين المواطنة في الدراسات الاجتماعية بالمدرسة الثانوية .
· طرق تعليم الطلاب لقوانين ومبادئ المواطنة .
· المزايا والنتائج المتوقعة من البرامج الفعالة في مجال تنمية المواطنة بالمدارس .


التعليق على الدراسات السابقة :

يتضح من العرض السابق لبعض الدراسات ما يلي :
1) ندرة الدراسات العربية في مجال المواطنة ففي حدود إمكانات الباحث لم يحصل إلا على هاتين الدراستين على الرغم من كثرة الكتابات عن المواطنة في فضاء الإعلام بشكل عام .
2) أن الدراسات العربية ما زالت في حيز التركيز على الإطار الفكري والمفاهيمي في حين تركز الدراسات الأجنبية على الآليات الفعلية الهادفة إلى نشر وتنمية ثقافة المواطنة وزيادة الوعي بشروطها والحقوق والواجبات التي يحددها القانون ودور التعليم في دعمها أو تعزيزها من خلال برامج تخضع للفحص والتقويم بشكل مرحلي .
3) أن نتائج الدراسات العربية ( العامر – الزبير ) تؤكد أن البيئة العربية ما زالت تشهد خلطاً وغموضاً في أبعاد المواطنة على مستوى الخطاب السياسي بأطروحاته المتعددة فما الموقف بالنسبة لوعي الأفراد وممارساتهم خاصة في عصر الانفتاح الثقافي والعولمة ؟
4) على الرغم من استفادة الدراسة الحالية من الدراسات السابقة واشتراكها معها في مجال الاهتمام بالمواطنة إلا أنها تختلف عن هذه الدراسات من حيث :-
§ أن الدراسة الحالية غير معنية بما ركزت عليه الدراسات السابقة من بحث أصول مفهوم المواطنة في الفكر الغربي والمفاضلة بينه وبين الفكر العربي والإسلامي ، ولا المقارنة بين المواطنة المحلية والعالمية ، ولا إحصاءً للتطورات الحادثة في برامج تعزيز المواطنة وثقافتها القيادية ودور المدارس في هذا الشأن ، وإنما تسعى الدراسة الحالية إلى رصد أهم المتغيرات العالمية المعاصرة وانعكاساتها على مفهوم المواطنة من جهة ومن جهة أخرى محاولة استكشاف أثر الانفتاح الثقافي الذي باتت معالمه واضحة في جميع الدول العربية بما فيها المملكة العربية السعودية على وعي الشباب خاصة أن مجمل المعطيات السياسية والثقافية المصاحبة للعولمة تركز بشكل واضح على العديد من الأبعاد ( الهوية والانتماء والتعددية والحرية والمشاركة السياسية ) من خلال برامج إعلامية موجهة ومكثفة تهدف من خلالها إلى خلخلة ما استقر في ضمير المجتمعات ويقينهم من مبادئ تحكم رؤيتهم لعلاقة الفرد بالدولة ونظرتهم للحكومات، ولذا فقد قصد الباحث إلى استخدام نفس المصطلحات التي تلمع في فضاء الإعلام وتستخدمها البرامج والكتابات التي تصل إلى المواطن من خلال النوافذ الثقافية المشرعة في عصر العولمة.

منهج الدراسة

تستخدم الدراسة المنهج الوصفي التحليلي وذلك لتحليل الكتابات ذات الصلة للتعرف على مفهوم المواطنة وعلاقته بمفهوم الانتماء ورصد أهم المتغيرات العالمية المعاصرة التي تلقي بظلالها على مبدأ المواطنة، كما تستخدم الدراسة بعض الأساليب الإحصائية لتحليل نتائج ( الدراسة الميدانية )، وحسب هذا الإطار المنهجي تأتي الدراسة على النحو التالي :
أولاً : ضبط المفاهيم ( المواطنة – الانتماء ) .
ثانياً : المتغيرات المعاصرة وأثرها على مبدأ المواطنة.
ثالثاً : الدراسة الميدانية .
رابعاً : رؤية مقترحة لتفعيل المواطنة .


أولاً : مفهوم المواطنة وعلاقته بالانتماء
المواطنة في اللغة

بما أنه لا تتكشف دلالة المصطلح إلا بواسطة شرطين :
أولهما : مفهومه الذي اكتسبه في حقل معرفة ما عبر ظروف تاريخية معروفة .
وثانيهما : اندراجه في علاقات تفاعل مع مصطلحات مماثلة تبين مدى اختلافه عنها . وحيث أن المفهوم لا يكون رمزاً ذا دلالة كاملة إلا حين يكون مدلوله محدداً معلوماً ذا مكان وزمان محددين فإن مفهوم المواطنة – في ظل ما تسعى إليه الدراسة الحالية – بحاجة إلى تحديد دلالاته واستكشاف مضامينه واستجلاء قيمه في سياق فكر خاص يبين النسق النظري والعملي للمواطنة في الوعي العربي ويتشكل وفق معطيات معينة ( فكراً وتشريعاً وممارسة ) ويقتضي ذلك معالجة مفهوم المواطنة على النحو التالي :
المواطنة والمواطن مأخوذة في العربية من الوطن : المنزل تقيم به وهو " موطن الإنسان ومحله" ، وطن يطن وطناً : أقام به ، وطن البلد : اتخذه وطناً ، توطن البلد : أتخذه وطناً ، وجمع الوطن أوطان : منزل إقامة الإنسان ولد فيه أم لم يولد ، وتوطنت نفسه على الأمر : حملت عليه ، والمواطن جمع موطن : هو الوطن أو المشهد من مشاهد الحرب(5)، قال الله تعالى: " لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ..." (6) ،والمواطن : الذي نشأ في وطن ما أو أقام فيه (7) وأوطن الأرض : وطنها واستوطنها ، و اتطنها أي أتخذها وطنا ً . (8) ومواطنة : مصدر الفعل واطن بمعنى شارك في المكان إقامة ومولداً لأن الفعل على وزن (فاعل ) 9) .

أما في الاصطلاح فالوطنية تأتي بمعنى حب الوطن Patriotism في إشارة واضحة إلى مشاعر الحب والارتباط بالوطن وما ينبثق عنها من استجابات عاطفية ، أما المواطنة Citizenship فهي صفة المواطن والتي تحدد حقوقه وواجباته الوطنية ويعرف الفرد حقوقه ويؤدي واجباته عن طريق التربية الوطنية ، وتتميز المواطنة بنوع خاص من ولاء المواطن لوطنه وخدمته في أوقات السلم والحرب والتعاون مع المواطنين الآخرين عن طريق العمل المؤسساتي والفردي الرسمي والتطوعي في تحقيق الأهداف التي يصبو لها الجميع وتوحد من أجلها الجهود وترسم الخطط وتوضع الموازنات (10) .

وتشير دائرة المعارف البريطانية إلى أن المواطنة " علاقة بين فرد ودولة كما يحددها قانون تلك الدولة متضمنة مرتبة من الحرية وما يصاحبها من مسؤوليات وتسبغ عليه حقوقاً سياسية مثل حقوق الانتخاب وتولي المناصب العامة . وميزت الدائرة بين المواطنة والجنسية التي غالباً ما تستخدم في إطار الترادف إذ أن الجنسية تضمن بالإضافة إلى المواطنة حقوقاً أخرى مثل الحماية في الخارج (11) . في حين لم تميز الموسوعة الدولية وموسوعة كولير الأمريكية بين الجنسية والمواطنة فالمواطنة في (الموسوعة الدولية) هي عضوية كاملة في دولة أو بعض وحدات الحكم، وتؤكد الموسوعة أن المواطنين لديهم بعض الحقوق مثل حق التصويت وحق تولي المناصب العامة وكذلك عليهم بعض الواجبات مثل واجب دفع الضرائب والدفاع عن بلدهم (12) . وفي موسوعة (كولير) الأمريكية المواطنة هي " أكثر أشكال العضوية اكتمالا في جماعة سياسية ما " (13) .

نبذة تاريخية عن مفهوم المواطنة :

يعد الحفر في الأصول اللغوية والاصطلاحية للمواطنة في الفكر العربي والغربي أمراً لا يقتضيه اختلاف النظم المرجعية التي استمدت منها المفاهيم فحسب ،بل يضاف اليه اختلاف حقول المعرفة التي كانت محضناً مباشراً لكل مصطلح وموجهاً لدلالته في الثقافتين العربية والغربية ومن ثم تتضح أهمية تأصيل المفهوم وبحثه في إطار المحاضن الفكرية بمنطلقاتها المرجعية والتي توجب على الباحث القراءة التاريخية لهذا المصطلح.
لقد أقترن مبدأ المواطنة بحركة نضال التاريخ الإنساني من أجل العدل والمساواة والإنصاف . وكان ذلك قبل أن يستقر مصطلح المواطنة وما يقاربه من مصطلحات في الأدبيات السياسية والفكرية والتربوية، وتصاعد النضال وأخذ شكل الحركات الاجتماعية منذ قيام الحكومات الزراعية في وادي الرافدين مروراً بحضارة سومر وآشور وبابل وحضارات الصين والهند وفارس وحضارات الفينيقيين والكنعانيين .
وأسهمت تلك الحضارات وما انبثق عنها من أيديولوجيات سياسية في وضع أسس للحرية والمساواة تجاوزت إرادة الحكام فاتحة بذلك آفاقاً رحبة لسعي الإنسان لتأكيد فطرته وإثبات ذاته وحق المشاركة الفعالة في اتخاذ القرارات وتحديد الخيارات الأمر الذي فتح المجال للفكر السياسي الإغريقي ومن بعده الروماني ليضع كل منهما أسس مفهومه للمواطنة والحكم الجمهوري ( الذي كان يعني حتى قيام الثورة الأمريكية في أواخر القرن الثامن عشر ، الحكم المقيد في مقابلة الحكم المطلق وليس الحكم الجمهوري كما نفهمه اليوم ) وقد أكد كل من الفكر السياسي الإغريقي والروماني في بعض مراحلهما على ضرورة المنافسة من أجل تقلد المناصب العليا و أهمية إرساء أسس مناقشة السياسة العامة باعتبار ذلك شيئاً مطلوباً في حد ذاته (14) .

وأفرزت تلك التجارب التاريخية معانٍي مختلفة للمواطنة فكراً وممارسة تفاوتت قرباً وبعداً من المفهوم المعاصر للمواطنة حسب آراء المؤرخين . وحتى في التاريخ المعاصر تنوعت إفرازات مفهوم المواطنة بحسب التيارات الفكرية السياسية والاجتماعية التي لا يمكن قراءتها وفهمها ونقدها بمعزل عن الظروف المحيطة بها أو بعيداً عن الزمان والمكان بكل أبعادهما الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والأيديولوجية والتربوية ، ومن ثم لا يمكن التأصيل السليم لمفهوم المواطنة باعتباره نتاجاً لفكر واحد مبسط وإنما باعتبار أنه نشأ ونما في ظل محاضن فكرية متعددة تنوعت نظرياتها وعقائدها بل وظروف تشكلها على المستوى المحلي والقومي والدولي . ولأن قضية المواطنة محوراً رئيساً في النظرية والممارسة الديمقراطية الحديثة ، فإن تحديد أبعادها وكيفية ممارستها ينبع من الطريقة التي يمنح بها هذا النظام أو ذاك حقوق المواطنة للجميع ومدى وعي المواطنين وحرصهم على أداء هذه الحقوق والواجبات (15) .



وفي القرن الحادي والعشرين شهد مفهوم المواطنة تطوراً مال به منحى العالمية وتحددت مواصفات المواطنة الدولية على النحو التالي (16) :-

§ الاعتراف بوجود ثقافات مختلفة .
§ احترام حق الغير وحريته .
§ الاعتراف بوجود ديانات مختلفة .
§ فهم وتفعيل أيديولوجيات سياسية مختلفة .
§ فهم اقتصاديات العالم .
§ الاهتمام بالشؤون الدولية .
§ المشاركة في تشجيع السلام الدولي .
§ المشاركة في إدارة الصراعات بطريقة اللاعنف.

وهذه المواصفات لمواطن القرن الواحد والعشرين يمكن فهمها بشكل أفضل في صورة كفاءات تنميها مؤسسات المجتمع لتزيد فاعلية الارتباط بين الأفراد على المستوى الشخصي والاجتماعي والمحلي والقومي والدولي ويكون ذلك بتنمية قدرات معينة للتفكير تحسم وتنظم في الوقت نفسه الاختلافات الثقافية ، ومواجهة المشكلات والتحديات كأعضاء في مجتمع عالمي واحد .

ويستند هذا المنحى في إرساء مبدأ المواطنة العالمية على ركيزتين (17) :-

الأولى : عالمية التحديات في طبيعتها كعدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية ، والامتلاك غير المتساوي لتقنيات المعلومات وانخفاض الخصوصية ، والتدهور البيئي وتهديد السلام .
الثانية : أن هناك أمماً ومجتمعات ذات ديانات وثقافات وأعراف وتقاليد ونظم مختلفة.

ولقد أسفرت الاجتهادات الغربية المعاصرة لتحليل طرفي هذه المعادلة عن تفاعلات جدية تتلخص في صياغة عناصر جديدة للمواطنة ، وتأسيس مصطلح جديد في الخطاب المعاصر هو (المواطنة العالمية) أو (المواطنة عديدة الأبعاد) التي لخصت في (البعد الشخصي – البعد الاجتماعي – البعد المكاني – البعد الزماني) وأهابت بالمؤسسات السياسية والتربوية تحقيقها من خلال العناصر التالية (18) :
1) الإحساس بالهوية .
2) التمتع بحقوق معينة .
3) المسؤوليات والالتزامات والواجبات .
4) مسؤولية المواطن في لعب دور ما في الشؤون العامة .
5) قبول قيم اجتماعية أساسية .

وعلى الرغم مما وصل إليه مفهوم المواطنة من وضوح في الفكر الغربي المعاصر إلا أنه ما زال يشهد في الوعي العربي بعض التداخلات مع مفهوم الانتماء ، ويقتضي ذلك وفق أهداف الدراسة التأصيل النظري لمفهوم الانتماء .

مفهوم الانتماء

يشير مفهوم الانتماء إلى الانتساب لكيان ما يكون الفرد متوحداً معه مندمجاً فيه ، باعتباره عضواً مقبولاً وله شرف الانتساب إليه ، ويشعر بالأمان فيه ، وقد يكون هذا الكيان جماعة ، طبقة ، وطن ، وهذا يعني تداخل الولاء مع الانتماء والذي يعبر الفرد من خلاله عن مشاعره تجاه الكيان الذي ينتمي إليه .

ولقد ورد في الانتماء آراء شتى للعديد من الفلاسفة والعلماء و تنوعت أبعاده ما بين فلسفي ونفسي واجتماعي ، ففي حين تناوله ماسلو Masloمن خلال الدافعية ، اعتبره إريك فروم Fromm حاجة ضرورية على الإنسان إشباعها ليقهر عزلته وغربته ووحدته ، متفقاً في هذا مع وليون فستنجر Leon Festinger الذي اعتبره اتجاهاً وراء تماسك أفراد الجماعة من خلال عملية المقارنة الاجتماعية ، وهناك من اعتبره ميلاً يحركه دافع قوي لدى الإنسان لإشباع حاجته الأساسية في الحياة .
وعلى الرغم من اختلاف الآراء حول الانتماء ما بين كونه اتجاهاً وشعوراً وإحساساً أو كونه حاجة أساسية نفسية – لكون الحاجة هي شعور الكائن الحي بالافتقاد لشيء معين، سواء أكان المفتقد فسيولوجياً داخلياً ، أو سيكولوجياً اجتماعياً كالحاجة إلى الانتماء والسيطرة والإنجاز- أو كونه دافعاً أو ميلاً، إلا أنها جميعاً تؤكد استحالة حياة الفرد بلا انتماء، ذاك الذي يبدأ مع الإنسان منذ لحظة الميلاد صغيراً بهدف إشباع حاجته الضرورية ، وينمو هذا الانتماء بنمو ونضج الفرد إلى أن يصبح انتماءً للمجتمع الكبير الذي عليه أن يشبع حاجات أفراده . ولا يمكن أن يتحقق للإنسان الشعور بالمكانة والأمن والقوة والحب والصداقة إلا من خلال الجماعة ، فالسلوك الإنساني لا يكتسب معناه إلا في موقف اجتماعي، إضافة إلى أن الجماعة تقدم للفرد مواقف عديدة يستطيع من خلالها أن يظهر فيها مهاراته وقدراته ، علاوة على أن شعور الفرد بالرضا الذي يستمده من انتمائه للجماعة يتوقف على الفرص التي تتاح له كي يلعب دوره بوصفه عضواً من أعضائها (19) .

أبعاد الانتماء :

يعد مفهوم الانتماء مفهوماً مركباً يتضمن العديد من الأبعاد والتي أهمها:

1) الهوية Identity :
يسعى الانتماء إلى توطيد الهوية ، وهي في المقابل دليل على وجوده ، ومن ثم تبرز سلوكيات الأفراد كمؤشرات للتعبير عن الهوية وبالتالي الانتماء .
2) الجماعية Collectivism :
إن الروابط الانتمائية تؤكد على الميل نحو الجماعية ، ويعبر عنها بتوحد الأفراد مع الهدف العام للجماعة التي ينتمون إليها ، وتؤكد الجماعة على كل من التعاون والتكافل والتماسك ، والرغبة الوجدانية في المشاعر الدافئة للتوحد. وتعزز الجماعية كل من الميل إلى المحبة ، والتفاعل والاجتماعية ، وجميعها تسهم في تقوية الانتماء من خلال الاستمتاع بالتفاعل الحميم للتأكيد على التفاعل المتبادل .
3) الولاء Loyalty :
الولاء جوهر الالتزام، يدعم الهوية الذاتية ، ويقوي الجماعية ، ويركز على المسايرة ، ويدعو إلى تأييد الفرد لجماعته ويشير إلى مدى الانتماء إليها ، ومع أنه الأساس القوي الذي يدعم الهوية ، إلا أنه في الوقت ذاته يعتبر الجماعة مسؤولة عن الاهتمام بكل حاجات أعضائها من الالتزامات المتبادلة للولاء ، بهدف الحماية الكلية .
4) الالتزام Obligation :
حيث التمسك بالنظم والمعايير الاجتماعية ، وهنا تؤكد الجماعية على الانسجام والتناغم والإجماع ، ولذا فإنها تولد ضغوطاً فاعلة نحو الالتزام بمعايير الجماعة لإمكانية القبول والإذعان كآلية لتحقيق الإجماع وتجنب النزاع (20) .
5) التواد :
ويعني الحاجة إلى الانضمام أو العشرة Affiliation، وهو- التواد- من أهم الدوافع الإنسانية الأساسية في تكوين العلاقات والروابط والصداقات (21) ويشير إلى مدى التعاطف الوجداني بين أفراد الجماعة والميل إلى المحبة والعطاء والإيثار والتراحم بهدف التوحد مع الجماعة ، وينمي لدى الفرد تقديره لذاته وإدراكه لمكانته ، وكذلك مكانة جماعته بين الجماعات الأخرى ، ويدفعه إلى العمل للحفاظ على الجماعة وحمايتها لاستمرار بقائها وتطورها ، كما يشعره بفخر الانتساب إليها (22) .
6) الديمقراطية :
هي أساليب التفكير والقيادة، وتشير إلى الممارسات والأقوال التي يرددها الفرد ليعبر عن إيمانه بثلاثة عناصر :
أ – تقدير قدرات الفرد وإمكاناته مع مراعاة الفروق الفردية ، وتكافؤ الفرص ، والحرية الشخصية في التعبير عن الرأي في إطار النظام العام ، وتنمية قدرات كل فرد بالرعاية الصحية والتعليمية والاجتماعية والاقتصادية .
ب- شعور الفرد بالحاجة إلى التفاهم والتعاون مع الغير ، ورغبته بأن تتاح له الفرصة للنقد مع امتلاكه لمهارة تقبل نقد الآخرين بصدر رحب ، و قناعته بأن يكون الانتخاب وسيلة اختيار القيادات ، مع الالتزام باحترام النظم والقوانين ، والتعاون مع الغير في وضع الأهداف و المخططات التنفيذية وتقسيم العمل وتوزيعه ومتابعته وهي بذلك تمنع الديكتاتورية، وترحب بالمعارض ، مما يحقق سلامة ورفاهية المجتمع .
ج- إتباع الأسلوب العلمي في التفكير (23) .

في ضوء ما سبق ذكره من أراء متعددة حول الانتماء وجماعة الانتماء، يمكن استخلاص عدة خصائص ، كمؤشرات لدينامكية العلاقة الجدلية بين الانتماء وجماعة الانتماء أهمها :

· الانتماء مفهوم نفسي ، اجتماعي ، فلسفي ، وهو نتاج العملية الجدلية التبادلية بين الفرد والمجتمع أو الجماعة التي يفضلها المنتمي .
· باعتبار الانتماء ذا طبيعة نفسية اجتماعية ، فإن وجود المجتمع أو الجماعة هام جداً كعالم ينتمي إليه الفرد ، حيث يعبر عن الانتماء بالحاجة إلى التجمع والرغبة في أن يكون الفرد مرتبطاً أو يكون في حضور الآخرين ، وتبدو هذه الحاجة وكأنها عامة بين أفراد البشر .
· يفضل أن تكون جماعة الانتماء بمثابة كيان أكبر وأشمل وأقوى لتكون مصدر فخر واعتزاز للفرد ، وأن يكون الفرد العضو في جماعة الانتماء في حالة توافق متبادل معها ليتم التفاعل الإيجابي بينهم .
· يعبر عن جماعة الانتماء بالجماعة المرجعية ، تلك التي يتوحد معها الفرد ويستخدمها معياراً لتقدير الذات ، ومصدراً لتقويم أهدافه الشخصية ، وقد تشمل الجماعة المرجعية كل الجماعات التي ينتمي إليها الفرد كعضو فيها (24) .
· على الفرد أن يثق ويعتنق معايير ومبادئ ، وقيم الجماعة التي ينتمي إليها ومن ثم يحترمها ويلتزم بها .
· على الفرد نصرة الجماعة التي ينتمي إليها ، والدفاع عنها وقت الحاجة والتضحية في سبيلها إذا لزم الأمر مقابل أن توفر الجماعة له الحماية والأمن والمساعدة .
· أن يكون توحد الفرد مع الجماعة ضمن إطار ثقافي مشترك ، وتعتبر اللغة والمعايير الثقافية الأخرى عناصر أساسية للجماعة، ويتحدد مدى الانتماء بدرجة التمسك بها .
· الانتماء بمثابة حاجة أساسية ( إنسانية ، طبيعة سيكولوجية ) في البناء النفسي ، باعتباره خاصية نفسية اجتماعية .
· الانتماء متعدد الأنماط ، اتساعاً وضيقاً ، تباعداً وتكاملاً ، وللتنشئة الاجتماعية دور إما في إضعاف الانتماء أو تقويته ، إذ عن طريقها يتشبع الفرد بالقيم المعززة للانتماء ومفردات الثقافة كاللغة والفكر والفن .
· يتأثر الانتماء بالظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية السائدة ، ولذلك فإن أنماط السلوك التي يصعب تفسيرها أو تبريرها أحياناً ما تكون نتيجة لفشل الفرد في الشعور بالانتماء وإحساسه بالعزلة عن الجماعة .
· إذا أنكر المجتمع على الفرد إشباع حاجاته ، فإنه- الفرد- قد يتخذ موقفاً سلبياً إن لم يكن أحياناً عدائياً للمجتمع ،إذ قد يلجأ إلى مصادر بديلة ، يوجه إليها اهتمامه وانتماءه ، وقد تكون مصادر غير مرغوب فيها أحياناً ، ولها عواقبها السيئة على كل من الفرد والمجتمع .
· لا انتماء بلا حب ولذا فالحب جوهر الانتماء .
· يشير ضعف الانتماء إلى الاغتراب وما يصاحبه من مظاهر السلبية واللامبالاة نحو المجتمع ، وغالباً كلما زاد عطاء المجتمع لإشباع حاجات الفرد ، كلما زاد انتماء الفرد إليه ، والعكس صحيح إلى حد ما .
· الانتماء يؤدي إلى نمو الذات وتحقيقها ، وكذا تحقيق تميز الفرد وفرديته ، وتماسك المجتمع .
· الانتماء يدعم الهوية باعتبارها الإدراك الداخلي الذاتي للفرد ، محددة بعوامل خارجية يدعمها المجتمع ، والانتماء هو الشعور بهذه العوامل ، ويترجم من خلال أفعال وسلوكيات تتسم بالولاء لجماعة الانتماء أو المجتمع .
· الولاء متضمن في الانتماء والانتماء أساس الوطنية .
· للانتماء أبعاد حددها البعض بثمانية هي:( الأمان – التوحد – التقدير الاجتماعي – الرضا عن الجماعة – تحقيق الذات – المشاركة – القيادة – الإطار المرجعي) وبينها جميعاً قدر من الانسجام ويمكن من خلالها دراسة دوافع الانتماء (25) .
· الانتماء باعتباره قيمة جوهرية متعدد المستويات بتعدد أبعاد القيمة ( وعي ، وجدان ، سلوك ) ، فهو (مادي) لحظة عضوية الفرد في الجماعة ، و(معلن) لحظة تعبير الفرد عنه لفظياً مؤكداً مشاعره تجاه جماعة الانتماء ، و(سلوكي) عندما يتخذ الفرد مواقف سلوكية حيال جماعة الانتماء ، وقد تكون هذه المواقف إيجابية تعبر عن قوة الانتماء ، أو سلبية تعبر عن ضعف الانتماء (25) .
وانطلاقاً من أهمية هذا المفهوم في حياة البشر ، والذي أعطاه العلماء والباحثون جل اهتمامهم ، كان من الضروري إعداد وسائل تقيس السلوك والمشاعر المرتبطة بمظاهر الانتماء قوة أو ضعفاً ، مستندة في ذلك إلى نظريات علمية ، ومن ذلك على سبيل المثال محاولة (ريتشارد . م .لي )و (ستيفن . ب . روبنز)- التي استندت إلى نظرية علم نفس الذات للعالم (هل) 1984 م - في تطوير مقياس الانتماء من خلال مقياس الترابط الاجتماعي ومقياس التأمين الاجتماعي وجاءت أبعاد الأول ( الترابط – التواد – العشرة ) ، وأبعاد الثاني ( التواد- العشرة ) ، بما تتضمن هذه الأبعاد من قيم إيجابية(26) .
وكذلك حاولت إحدى الدراسات العربية تصميم مقياس للانتماء واستندت في تصميمه إلى سبعة عشر عنصراً – تمحورت في أربعة محاور ( المشاركة – المسؤولية – تقبل أهداف ومعايير المجتمع ، الفخر والاعتزاز بالمجتمع ) – وطبقته ميدانيا على سكان أحد الأحياء في القاهرة (27) .
مما سبق يستخلص الباحث تعريفاً نظرياً للانتماء بالوطن مؤداه :
هو اتجاه إيجابي مدعم بالحب يستشعره الفرد تجاه وطنه ، مؤكداً وجود ارتباط وانتساب نحو هذا الوطن – باعتباره عضواً فيه – ويشعر نحوه بالفخر والولاء ، ويعتز بهويته وتوحده معه ، ويكون منشغلاً ومهموماً بقضاياه ، وعلى وعي وإدراك بمشكلاته ، وملتزماً بالمعايير والقوانين والقيم الموجبة التي تعلي من شأنه وتنهض به ، محافظاً على مصالحه وثرواته ، مراعياً الصالح العام ، ومشجعاً ومسهماً في الأعمال الجماعية ومتفاعلاً مع الأغلبية ، ولا يتخلى عنه حتى وإن اشتدت به الأزمات .

وحسب هذا المفهوم تتعدد محاولات تصنيف الانتماء التي أفرزتها كتابات الباحثين والمتخصصين على النحو التالي (28) :
1) تصنيف حسب الموضوع ( الانتماء للإسلام – الأسرة – الوطن) والمستويين الآخرين متفرعين عن الأول .
2) تصنيف نوعي ( مادي يعتبر الفرد عضو في الجماعة ، ظاهري يعبر عن مشاعره لفظياً ، إيثاري يعبر عن الموقف الفعلي) .
3) تصنيف حسب طبيعته ( إما قبل عضوية الفرد في الجماعة – أو بعد عضويته فيها )
4) تصنيف في ضوء السوية ( سوي يتفق مع معايير الجماعة – وغير سوي يتخذ مواقف عدوانية منها ) .
5) تصنيف كيفي ( شكلي بحكم العضوية تحت تأثير الجنسية واللغة ، وموضوعي حقيقي يدرك الفرد فيه حقائق الواقع ويكون فيه مشاركاً، زائف حيث الرؤية غير الحقيقية للواقع ) .

ويضيف الباحث إلى هذه التصنيفات الأنماط التالية للانتماء :
1) انتماء حقيقي :
يكون فيه لدى الفرد وعي حقيقي لأبعاد الموقف ، والظروف المحيطة بوطنه داخلياً وخارجياً ، ويكون مدركاً لمشكلات وقضايا وطنه ، وقادراً على معرفة أسبابها الحقيقية وطبيعة هذه المشكلات ، وموقفه منها ، والاكتراث بآرائها ونتائجها ، ويكون المنتمي هنا مع الأغلبية ويعمل لصالحها ، ويؤمن بأن مصلحة الأغلبية والعمل من أجل الصالح العام وسلامة المجتمع ونموه وتطوره ، هو الهدف الذي يجب أن يسمو على الفردية والأنانية .
2) انتماء زائف :
هو ذاك الانتماء المبني على وعي زائف ، بفعل المؤسسات الرسمية وغير الرسمية التي قد تشوه حقيقة الواقع في عقول المواطنين ، وبالتالي قد تصبح رؤيتهم للأمور والمواقف غير حقيقية وغير معبرة عن الواقع الفعلي، ومن ثم يصبح الوعي والإدراك لهذا الواقع وعياً مشوهاً وبالتالي ينبثق عنه انتماء زائف ضعيف .
3) انتماء لفئة بعينها :
وهنا يعمل الفرد على مصالح الفئة التي ينتمي إليها دون سواها من الفئات داخل المجتمع الواحد ، وبالرغم من أن وعيه بها وعي حقيقي وانتماءه لها انتماء حقيقي ، إلا أنه قياساً على انتمائه للمجتمع ككل فهو وعي غير حقيقي وانتماء غير حقيقي ، لأنه يعمل وينتمي لجزء من الكل فقط ، فلا يعي ولا يدرك ولا يعمل إلا لصالح هذا الجزء ، ويترتب على ذلك آثار وخيمة من تفتيت لبنية المجتمع وربما كان سببا لوجود الصراع بين فئاته ، ويزداد حدةً كلما ازدادت الهوة بين هذه الفئات والمحصلة النهائية تدهور المجتمع وتفككه ، إذ ستعمل كل فئة في الغالب الأعم لصالحها هي فقط ، ولو على حساب غيرها من الفئات .
إن التأصيل النظري لمفهوم المواطنة والانتماء يبين أن المواطنة هي الدائرة الأوسع التي تستوعب مختلف الانتماءات في المجتمع كما أنها تضع من المعايير التي تلزم الأفراد بواجبات والتزامات معينة تحقق الاندماج والتشاركية في تحقيق مصالح الأفراد والوطن من ناحية ، ومن ناحية أخرى تسم المواطنة وسبل تكريسها بالمسؤولية العامة والأهداف الوطنية التي يمكن تحقيقها من خلال أطر رسمية وبنية وعي مخطط لها ويتم الإشراف عليها وتقييمها من قبل أجهزة الدولة والمحاسبة على الإخلال بمبادئها من خلال مؤسسات الدولة كل حسب تخصصها وطبيعة عملها ، في حين أن الانتماء يلعب الدور الأساس في تشكيله العديد من القوى الأيديولوجية والثقافية والاجتماعية التي قد لا يمكن السيطرة عليها ، إذ يتم ذلك في الأسر والقبائل والعشائر ، و من خلال الدوائر الفكرية والدينية الأخرى التي ربما تفضي في بعض الأحيان إلى ممارسات مناوئة لمبدأ المواطنة ذاته .
ومن ثم تعد المواطنة هي البوتقة التي تضمن انصهار جميع الانتماءات لصالح الوطن ضمن أطر نظامية ومن خلال الالتقاء على أرضية المصلحة الوطنية العامة، ويتم ذلك بناء على معطيات الفكر العالمي اليوم والتي يروج لها في ساحاتنا الفكرية ومنتدياتنا الثقافية من خلال الأبعاد التالية :
1) الهوية .
2) الانتماء .
3) التعددية وقبول الآخر .
4) الحرية والمشاركة السياسية .
فما هو موقف الشباب السعودي محل هذه الدراسة الاستكشافية من الأبعاد الأساسية الأربع لمفهوم المواطنة في ظل المتغيرات العالمية التي نمر بها، وما هي أهم هذه المتغيرات المصاحبة للانفتاح الثقافي المعاصر، هذا ما سأعرض له فيما يلي.


ثانياً : المتغيرات المعاصرة وأثرها على مفهوم المواطنة

تشير الأحداث اليومية التي يؤكدها الواقع المعاش وتنشغل بها الأوساط السياسية والثقافية والإعلامية والجماهيرية إلى تحد واضح متجدد لمبدأ المواطنة ومفاهيمها في العالم العربي والإسلامي على وجه الخصوص، وتتعدد هذه العوامل التي يقف خلف هذا التحدي لتشمل متغيرات فكرية وثقافية وسياسية واجتماعية تبلورت في إطار القوة الواحدة في العالم ونظرتها لمن حولها وما تهدف إليه من مصالح جعلتها تروج لمفهوم جديد لمواطنة عالمية في عصر يعرف بعصر العولمة تدعمها في السعي الحثيث لتحقيق ذلك القوة السياسية والعسكرية التي تحت يدها، ومن أهم هذه المتغيرات التي تعد دواعي أساسية لانبعاث هذا المفهوم الجديد للمواطنة والذي سمي (المواطنة عديدة الأبعاد) مايلي (29) :
1) إن عولمة الأسواق تؤدي إلى توحيد المقاييس الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعلاقات الثقافية بين المجتمعات .
2) إن النمو في صناعة الاتصالات العالمية سوف يزيد من تأثير اللغة الإنجليزية في الحياة اليومية لشعوب العالم .
3) الاختلاف الثقافي سوف يصبح النقطة المركزية للسياسات القومية والدولية
4) الهويات الدينية والأخلاقية سوف تزداد بشكل مثير بما يؤثر في مركزية السلطة في العالم .
5) في عالم تتزايد فيه إزالة الحدود فإن التعاون بين الأمم يجب أن يلعب دوراً أكبر ويتولى وظائف ومهام الأمة .
6) إن مستوى التوتر الناشئ عن التنافس للنمو الاقتصادي من جهة والمسؤوليات الأخلاقية والبيئية من جهة أخرى سوف تزداد بشكل ملحوظ .
7) إن التطور العلمي وكذلك القوة النووية تزداد بشكل مستمر كمصدر هام للطاقة رغم خطورتها البيئية .
8) إن تقنية المعلومات ستشجع الاتصال وستسهم في توحد الإفهام عبر الثقافات والأمم والتأثير على الخصوصيات .
9) الصراع داخل الجماعات ( الأخلاقي - الديني - الإقليمي ) سوف يزداد بشكل ملحوظ داخل الأمم وفيما بينها .
10) إن تأثير ( التطرف والإرهاب ) من خلال أنظمة سياسية – طوائف – حركات – تيارات – سوف يتصاعد بشكل قلق .
11) تأثير الإعلام العالمي في السلوك الإنساني سوف يزداد بشكل مثير .
12) إن إحساس الناس بالمجتمع والمسؤولية الاجتماعية سوف ينحسر بشكل ملحوظ .
13) تزايد المشكلات العرقية والدينية في أقطار كثيرة من العالم وتفجر العنف بل والإبادة الدموية ليس فقط في بلدان لم تنتشر فيها أيديولوجيا الحداثة من بلدان العالم الثالث بل أيضاً في قلب العالم الغربي أو على يد قواه الكبرى ، بدءاً من الإبادة الصربية للمسلمين ، و انتهاء بالإبادة الأمريكية للعراقيين وللأفغان ومروراً بالإبادة المستمرة للفلسطينيين .
14) بروز فكرة " العولمة " التي تأسست على التوسع الرأسمالي العابر للحدود وثورة الاتصالات والتكنولوجيا من ناحية أخرى ، والحاجة لمراجعة المفهوم الذي قام على تصور الحدود الإقليمية للوطن والجماعة السياسية وسيادة الدولة القومية ، وكلها مستويات شهدت تحولات نوعية .
15) إن نمو الاتجاهات الأصولية المسيحية واليمينية المتطرفة في البلدان التي مثلت مهد التجربة الليبرالية قد أدى إلى مراجعة المفهوم والتأكيد على محوريته لمواجهة هذه الأفكار وآثارها في الواقع السياسي والاجتماعي الغربي المعقد مع وجود أقليات عرقية ودينية منها العرب والمسلمون ، هذا فضلاً عن وصول الفردية - كفكرة مثالية لتحقيقه حرية وكرامة الفرد- إلى منعطف خطير في الواقع الليبرالي ، بعد أن أدى التطرف في ممارستها وعكوف الأفراد عن ذواتهم ومصالحهم الضيقة إلى تهديد التضامن الذي يمثل أساس وقاعدة أي مجتمع سياسي ، وتراجع الاهتمام بالشأن العام لصالح الشأن الخاص ، وتنامي ما يسميه البعض " موت السياسة " وبروز سياسات الحياة اليومية (30) .
16) إن الكثير من الأزمات والتوترات الرابضة على أرض بعض البلدان العربية هي في المحصلة النهائية من جراء تغييب مفهوم المواطنة والإعلاء من شأن عناوين خاصة على حساب الإطار الموطني العام . وعبر هذا المنهج الذي غيب أو ألغى المواطنة لصالح ولاءات خاصة وعبر متوالياته وتأثيراته التي فاقت التصورات وزادت من الاحتقان السياسي وأدت إلى هشاشة الاستقرار الاجتماعي في بعض الدول قد أفضت إلى خلق جزر اجتماعية معزولة عن بعضها البعض لا يجمعها إلا الاسم والعنوان العام ، والنتيجة الطبيعية عديد من المشكلات التي تحرص الأنظمة السياسية حالياً على مواجهتها من خلال دراسة آفاق تفعيل مبدأ المواطنة .
ويمثل ذلك تحدياً داخلياً في المجتمعات العربية ومنها المملكة العربية السعودية حيث أدى تداخل حدود الانتماءات الفكرية والثقافية مع أبعاد المواطنة إلى تكوين شكل هلامي في المفاهيم والممارسات وانعكست على الحقوق والواجبات ، خاصة في ظل التعدد الذي يصل إلى حد التناقض بين رؤى وتيارات الفكر السياسي والاجتماعي حيال المواطنة والتي أخذت شكل الإقصاء أو التنكر من جهة والتهميش والتغييب من جهة أخرى ، إذ شهد تطور الفكر السياسي العربي على مدى القرن الفائت بروز عدة اتجاهات تقاسمت القناعات الشعبية ، واختزلت ممارساتها في رفع شعارات دون تأصيل للمفهوم وتجذيره في بنية الوعي وإكساب آليات تحققه على أرض الواقع مما أدى بحق إلى هدر في الطاقات الوطنية وتدني الإفادة منها .

وإذا كانت المتغيرات العالمية المعاصرة تلقي بتبعات ومسؤوليات جديدة على المواطنة تضاف إلى خللها وتشوهها في بنية الوعي العربي وما يترتب عليها من ممارسات وانشقا قات ، وإذا كان تقدم وسائل الاتصال والبث في العصر الحاضر أدى إلى نوع من الانفتاح غير المسبوق الذي يؤدي في مجال الفكر والمفاهيم السياسية والثقافية إلى اختلاط في الأوراق وخلل في الرؤية والاختيارات ، واختطاف أمام بريق الشعارات وخاصة لدى فئة الشباب وما يسم خصوصيات ثقافة هذه الفئة في علم نفس الاجتماع من حب كل جديد ورغبة في التغيير وتأكيد الذات ، والاستقلالية – والصراع مع ثقافة الكبار .

فإلى أي مدى تأثرت أبعاد المواطنة لدى الشباب السعودي بمضامين الانفتاح الثقافي . هذا ما تجيب عنه الدراسة الميدانية .


ثالثاً : الدراسة الميدانية

تهدف الدراسة الحالية في إطارها الميداني التعرف على طبيعة وعي الشباب بأبعاد مفهوم المواطنة ، واستكشاف الفروق ذات الدلالة الإحصائية حسب متغيرات (الجنس - نوع التعليم- محل الإقامة- مستوى دخل الأسرة – مستوى تعليم الوالد) وتتمثل إجراءات الدراسة الميدانية فيما يلي :-

أداة الدراسة :
على ضوء الإطار النظري وما أسفر عنه من تحليل لمفهوم المواطنة وتحديد أبعادها قام الباحث بإعداد استبانة مكونة من (56) فقرة في صورتها النهائية( سلبية وإيجابية ) موزعة على الأبعاد الأربعة للمواطنة ( الهوية – الانتماء – التعددية وقبول الآخر – الحرية والمشاركة السياسية ) . وتم حساب ثبات وصدق الأداة على النحو التالي :

ثبات الأداة:
قام الباحث بالتأكد من ثبات الأداة من خلال معامل (ثبات الإعادة) حيث تم تطبيق الأداة على عينة استطلاعية من أفراد مجتمع الدراسة وبعد أسبوعين تم إعادة التطبيق وتم حساب معامل (ارتباط بيرسون) بين التطبيقين وقد بلغت قيمته (0.84)، كما قام الباحث بالتأكد من ثبات الأداة وفق معالم الاتساق الداخلي وقد بلغت قيمته (0.81) ويعتبر هذا كافيا لأغراض تطبيق الأداة.

صدق الأداة:
تم التأكد من صدق الأداة من قبل محكمين مختصين وذلك بأن تم عرض الأداة بصورتها الأولية على مجموعة من الخبراء المتخصصين وطلب منهم إبداء الرأي حول مدى ملاءمة فقرات الأداة من حيث المحتوى والمضمون وارتباطها مع البعد الذي تقيسه مع قابلية الحذف أو الإضافة أو التعديل، وقد تم الأخذ بجميع ملاحظات المحكمين، وبهذا أخذت الأداة صورتها النهائية مكونة من (56)فقرة موزعة على أربعة أبعاد.

عينة الدراسة :
أجريت الدراسة على عينة عشوائية بلغت (544) من شباب المملكة العربية السعودية( ذكوراً وإناثاً) الذين هم على مقاعد الدراسة الجامعية ( كليات المعلمين- جامعة الملك سعود- جامعة الملك فهد للبترول والمعادن/كلية المجتمع بمنطقة حائل- كلية التربية للبنات بمنطقة حائل) كما يتضح من الجداول التالية :
المصدر: ملتقى شذرات

الملفات المرفقة
نوع الملف: doc أثر الانفتاح الثقافي على مفهوم المواطنة.doc‏ (655.0 كيلوبايت, المشاهدات 52)
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
أثر, مدى, مفهوم, المواطنة, الانفتاح, الثقافي, الشباب, السعودي, على


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع أثر الانفتاح الثقافي على مفهوم المواطنة لدى الشباب السعودي
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الانفتاح الفكري.. حقيقته وضوابطه عبدالناصر محمود بحوث ودراسات منوعة 0 04-07-2016 07:35 AM
إسهام مراكز الشباب في تدعيم قيم المواطنة لدى الشباب Eng.Jordan بحوث ودراسات منوعة 3 12-27-2015 12:02 AM
الاتجاهات المعاصرة في تربية المواطنة Eng.Jordan بحوث ودراسات منوعة 0 11-15-2012 09:02 PM
صناعة المواطنة في عالم متغي Eng.Jordan بحوث ودراسات منوعة 0 08-31-2012 08:24 PM
التربية في ظل الانفتاح يقيني بالله يقيني الملتقى العام 6 04-20-2012 12:25 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 08:25 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59