#1  
قديم 01-28-2014, 08:41 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,039
ورقة إعدامات العراقيين والحلم الأمريكي الشيعي الخادع


إعدامات العراقيين والحلم الأمريكي الشيعي الخادع*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ

27 / 3 / 1435 هــ
28 / 1 / 2014 م
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

العراقيين الأمريكي _3879.jpg


في التاسع من ابريل عام 2003 استيقظ العالم على مشهد لم يغب بعد عن مخيلته ولا يزال يتذكر إلى اليوم وهو مشهد يصور الدبابة الأمريكية وهي تسحب مجسم تمثال صدام حسين آخر رئيس سني للعراق وسط ذهول الكثيرين في العالم مع حسرة وألم شديدين لمن كان يعي من المسلمين حقيقة الموقف بوجود الدبابات الأمريكية في قلب من كانت حاضرة الخلاقة لقرون متصلة.

من يومها كانت الخديعة الكبرى التي عاشها المغيبون من أهل العرق ومن العالمين العربي والإسلامي من أن القوات الأمريكية - البريئة دائما بحسب الإعلام الفاسد الذي يدلس الحقائق – أن القوات الأمريكية قد تكبدت مشاق عبور قواتها المحيطات وتنفق الأموال الطائلة وتدخل الحروب من اجل نشر الديمقراطية الغربية والرخاء الاقتصادي في العراق فقط.

وصدق كثير من البله هذه الأكاذيب وخدعوا أنفسهم بالأماني الخادعة وكثير منهم كانوا أمثال هذا المخدوع الذي أدلى بمشاعره لوكالة الصحافة الفرنسية قائلا "أن الناس كانوا يتسابقون ليضربوا التمثال بعضهم يصفق وآخر يبكي" في إشارة لفرحهم، وتابع "أنا شعرت بسعادة غامرة".

وانتظر الجميع الديمقراطية والعدل والرخاء والحياة الكريمة, فإذا بكل هذه الأماني تتبخر في الهواء ليشهد العراق بعد تسليمه من الاحتلال الأمريكي للاحتلال الإيراني ليبدأ عهد أبشع في الظلم والاضطهاد والاستبداد تحت يد من كانوا يخدعونهم ويمنونهم بالأماني الكاذبة.

وبعد تصديق المالكي على إعدام 26 شخصًا بتهمة "الإرهاب" ليضمهم إلى عمليات الإعدام العشوائية الظالمة التي يمارسها والتي وصلت إلى 1200 عملية إعدام في العام الماضي فقط, رصد تقرير بريطاني الحالة العراقية ليخرج بنتيجة أن العراق لم يتقدم خطوة واحدة بل تراجع في مجال الحريات وحقوق الإنسان إلى مرحلة تزيد جدا عن مرحلة صدام حسين التي ادعوا أنها كانت سببا في تدخلهم لحماية العراقيين ولتكشف أن الإعدامات التي تجري الآن من المالكي تفوقت على الإعدامات السابقة.

ففي تقرير للصحفي البريطاني الشهير روبرت فيسك قال فيه: "إن إعدامات المالكي تفوقت على الإعدامات التي جرت في عهد صدام" وأن "الرجال والنساء الذين أعدموا العام الماضي نفذ الحكم عليهم بناءً على اعترافات انتزعت منهم قبل المحاكمة وأثناء التعذيب، وسبق تنفيذ الحكم عليهم في معظم الحالات، مقابلات تلفازية مسجلة اعترفوا فيها بارتكاب "الجرائم".

ونقل فيسك في تقريره عن المحامي البريطاني "أختر رجا" قوله للصحافيين: إن "تقاليد الاعتماد على الاعترافات في المحاكم العراقية متجذر في النفسية العراقية"، وتتمثل في افتراض اقتراف الجريمة" , ويضيف "رجا" : "عندما تذهب إلى العراق وتتحدث إلى الناس هناك؛ الليبراليون والمتعلمون بشكل جيد من الذين تتوقع معارضتهم لهذه الممارسات، فإنك تعثر على العكس، ويبدو أنهم راضون عن هذه الاعترافات" , ويدلل على ذلك بقضية سعودي يترافع عنه "رجا" وهو موققن بأن مصيره الإعدام في ظل الأجواء الحالية التي تخيم على العرق.

كما كشف تقرير فيك أن هؤلاء القتلة السفاحين لم يتعلموا احترام النفس الإنسانية عند الإعدام ولم يتقنوه فنيا حتى الآن, فيقول التقرير: " ورغم انشغالهم الدائم بشنق وإعدام "الإرهابيين" لم يتعلموا بعد فن الإعدام، "فلا تعتقد أن الموت يأتي سريعًا في العراق لمن رضوا بقدرهم، فقد أخبرني مفتش سجون غربي عن حالة حدثت في سجن الكاظمية، حيث أمر سجين بالوقوف على مقعد ولف حول عنقه حبل الإعدام، ثم دفع منه لكنه نجح بالقفز إلى الأرض. وعندها قاموا بتقصير الحبل وطلبوا منه العودة للمقعد ودفعوه مرة أخرى، ولم تنجح العملية، وقاموا بحفر البلاط والإسمنت تحت المقعد، ولم تنجح، وعندها أخذوه لزاوية من الزنزانة أطلقوا عليه النار".

ويختم التقرير بالقول: "في أكتوبر العام الماضي تم تقديم 42 شخصًا أمام مشنقة الإعدام في سلسلة من الإعدامات الجماعية، وبعضهم أعدم في 10 أكتوبر في اليوم العالمي ضد تنفيذ حكم الإعدام. وفي الشهر الذي تبعه أعدم 11 شخصًا في يوم واحد بتهم تنفيذ "هجمات إرهابية".

والتقرير طويل وبه الكثير من التفصيلات التي تؤكد منا جاء في خلاصته أن العراقيين "يواجهون اليوم موتًا غير مسبوق، ولا يمكن مقارنته بالفترات السابقة, لكي يرى العرب ممن خدعوا يومها بالتغني بالحلم الأمريكي أن هذه هي الديمقراطية الأمريكية وأن هذا هو حكم الجنرالات وأن هؤلاء هم الشيعة وهذه تصرفاتهم حينما يملكون ويتخلون عن التقية, وليتعلم باقي المسلمين الدرس الذي يبدو أن الجميع لن يتعلمه إلا بعد أن يتذوقه وخاصة في ظل وجود الأبواق التي تروج للمشروع الأمريكي في الإعلام ممن ينعتون زورا بالنخبة المثقفة أو ممن يدعون أنهم تنويريون أو تقدميون أو علمانيون أو أي اسم آخر كاذب مخادع.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
*{التأصيل للدراسات}
ـــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الأمريكي, الجاحظ, الشيعي, العراقيين, إعدامات, والحلم


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع إعدامات العراقيين والحلم الأمريكي الشيعي الخادع
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ازدياد تدفق اللاجئين العراقيين للاردن Eng.Jordan الأردن اليوم 0 06-09-2013 11:07 AM
الجاحظ Eng.Jordan شخصيات عربية وإسلامية 0 04-29-2013 12:27 PM
الأسلحة الأميركية أورثت العراقيين التشوهات الخلقية Eng.Jordan أخبار عربية وعالمية 0 04-02-2013 08:47 PM
نقد الشعر عند الجاحظ د. المهدي المامون أبشر Eng.Jordan دراسات و مراجع و بحوث أدبية ولغوية 0 11-11-2012 01:37 PM
اسرائيل - الليكود والحلم الصهيونى - السلطة والسياسة والايديولوجيا من بيجن الى نتنياهو Eng.Jordan كتب ومراجع إلكترونية 0 02-09-2012 12:19 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 03:38 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59