تأثيرات الجيل الخامس للاتصالات السلبية على صحة الإنسان!

للاتصالات , الخامس , الحجم , السلبية , الإنسان! , تأثيرات

رائد حبش
جلنار الاخباري – كتب المهندس رائد حبش
طلب مني الرد على الفيلم الذي يتحدث عن التأثيرات السلبية للجيل الخامس للاتصالات على صحة الإنسان، وتقييم المحتوى العلمي الذي فيه، وذلك لخطورته البالغة…

وكان ردي كالتالي:
السلام عليكم وصبحكم الله بالخير،
تابعت نحو 10 دقائق من الفيلم.. ولدي خلفية اصلا عن موضوع 5G، لست خبيرا لكن قرات عنها.. واستطيع وضع الملاحظات التالية:
– الجيل الخامس 5G يسمونه انترنت الأشياء internet of things لانه المشغل للاجهزة والمجسات الذكية.. معرفة موقعك وحركتك بالضبط لتفعيل قبادة السيارة آليا مثلا.. تشغيل واطفاء وضبط اجهزتك المنزلية بما يناسبك.. مراقبة نشاطك وحالتك الصحية.. التحكم والعمل عن بعد وزيادة امكانيات الروبوتات التي تنجز اعمالا بتحكم من بعيد سواء من انسان أو حواسيب. مثلا اجراء عملية جراحية من طبيب في مكان على مريض يبعد الاف الكيلومترات لحظيا وانيا بالاستعانة باجهزة روبوتية واتصال فعال.
– الفارق بين 4G و5G هو في عاملين اساسيين.. كمية البيانات المنقولة في الثانية أي سرعة التدفق، والآنية أو تقليل الابطاء بين نقطتي الارسال والاستقبال minimum delay … بالاضافة للنفاذية او التغلغل المكاني بحيث تتم التغطية الجغراقية المتصلة قدر الامكان..وبما ان 5G تعتمد بشكل اساسي في مرحلة التواصل مع المستخدم في الاحياء والمدن والطرق، على الموجات المللمترية الطول ولتي تردداتها في النطاق العالي جدا في الطيف الترددي (فوق 20 جيجا هيرتز) فان انتشار هذه الامواج ضعيف وتموت الشارة ضمن مسافة لا تزيد عن مئات الامتار مع اصطدامها بالجدران والتضاريس والعوائق وتصلح عمليا للتغطية القريبة line of sight.. هذا يفرض وضع اجهزة الارسال والاستقبال واعادة الارسال بمسافات متقاربة بين الابراج، يعني اقرب من الوضع الحالي في 4G .. يعني تتحول المدينة الى غابة من هذه الابراج او الخلايا cells. وضمنيا فهذا يعني أن التغطية الجعرافية الكاملة للدول مستحيلة عمليا وانه سوف يكتفى في المراحل الاولى بتوفير التغطية للمدن والبلدات والطرق السريعة والمراكز الحيوية.
– من الناحية الصحية فالحديث عن اضرار الامواج الراديوية هو حديث قديم متجدد.. والجيل الخامس 5G يعمل بنفس الآليات والوسائط من زاوية البث والاستقبال الراديوي في الهواء كما الأجيال الأسبق.. الامواج بشكل عام يمكن ان تتداخل مع عمل الجسم الحي عصبيا وكيميائبا من حيث المبدأ وايضا فيزيائيا من حيث تحول الطاقة الى حرارة كما يحدث في فرن الميكروويف مثلا… لكن من الانصاف والضرورة القول ان ضررها يتوقف على قوة الشارة وكمية الطاقة فيها.. بشكل عام لا ينصح بالتعرض لاشعاعات الميكروويف اي الشارات الراديوية في النطاق من 0.5 الى 5 جيجا هيرتز تقريبا والذي تعمل عليه الهواتف الخلوية ووصلات اتصالات الميكروويف.. وخاصة قرب اجهزة وهوائيات الارسال مباشرة حيث تكون الشارات اقوى ما يمكن. ومن التجربة على مدى سنوات وسنوات نجد انه لا يوجد برهان مباشر على الضرر الفوري للشارات في حال ان مستوى طاقتها ضعيف وقليل.. كما في انظمة الاتصالات اللاسلكلية كلها بما فيها 4G و5G.
– من الجهة المقابلة للراي.. زيادة واشغال الهواء لموجات وشبكات اتصال اكثر تتراكم مع بعضها لخدمات مختلفة مثل الانترنت والتلفزة والاتصالات الارضية المختلفة .. هذا الازدحام يمكن في وقت ما ان يصل بالطاقة التراكمية لمجموع طاقة الامواج الكثيرة الضعيفة.. الى قيمة عالية نسبيا ووقتها يمكن ان تؤثر على صحة الانسان.. والجيل الخامس كما قلنا مبني على تقارب الابراج والخلايا لضرورة فيزيائية هندسية.. مما يعني انه لن يمكن الابتعاد كثيرا عن اجهزة وهوائيات الارسال.. ولا تنس ان جهاز هاتفك هو ايضا جهاز ارسال واستقبال راديوي وانك تضعه على اذنك.. يعني الاشكالية المطروحة موجودة منذ لحظة اختراع الهاتف النقال وليست ناشئة الان.
– نستطيع القول وبدرجة من المصداقية انه يمكن اهمال التاثير المباشر واللحظي للموجات والاشعاع الراديوي.. ما دامت ضمن مستوى الطاقة المنخفض.. لكن لا يوجد ضمانات في حال تلاعب شركات الاتصالات او حدوث خلل في الاجهزة في برج ما في لحظة ما او استخدام اجهزة رخيصة غير جيدة. الخلاصة لا يوجد دليل قاطع على الضرر لكن لا يوجد دليل على عدم وجود ضرر في حالات معينة.
– الجدل كان وسيظل حول الاضرار طويلة المدى او الاذى اللاحق على الصحة عند التعرض للامواج تراكميا ولفترات طويلة او العيش داخل هذا الحساء الراديوي في المدن.. وطبعا فالجدل طبيا هو ان لها تأثيرات مسرطنة وربما على عمل بعض الغدد.. لكن مجددا فليس هناك قطع بذلك وخاصة ان هذه الابحاث هي موضع معارضة جهات قوية تتحكم في قطاع الاتصالات على المستويات الحكومية والخاصةـ مما يفرز ابحاثا “ملائمة للبزنيس” ويقاوم التعمق او تخصيص ميزانيات للابحاث التي تستهدف الحد من هذه النشاطات لاسباب بيئية وصحية.
– شخصيا لا اتوقع انتشار ال5G على مستوى عالمي لانها مكلفة ومعقدة تقنيا وفيها العيب الجوهري في ان تغطية امواجها محدودة وتتطلب مزارع من الابراج.. كما انها من حيث الضرورة تدخل في مستوى الترف الحضاري أكثر من ان تكون ضرورة لازمة حيث ان الجيل الرابع الان يوفر الاتصالات بشكل فعال وعلى مستوى الاجهزة الجيبية المحمولة من الهواتف الذكية..
– بالحديث من زاوية نظرية المؤامرة وهي طبعا موجودة وربما نسميها العولمة او تغول الشركات العملاقة او سيطرة لوبيات المال او الحكومات العميقة “الماسونية الصهيونية”ـ فالجيل الخامس 5G هي مهمة للسيطرة على العامة ومراقبة تحركاتهم والتحكم بحياتهم وتتبعهم من خلال النفاذية والسرعة والأنية في التواصل والاتمتة في الاجهزة والتقنيات التي تتيح التعرف على الوجوه والاصوات والسمات البيولوجية المختلفة من بصمات ودي ان أيه أليا في الحواسيب المركزية.. مما يعني ان الكل سيكون تحت عين ويد “الاخ الاكبر big brother”.. يعني 5G هي ضرورة سيطرة وهيمنة واخضاع للعامة من الناس وللموارد وشبكات البنية التحتية والمواصلات والمناجم والزراعة والصناعة، في نقاط مركزية ربما تتعدى حدود الدول والقوانين وطبعا فالصهاينة والماسونية هم من اكبرـ ان لم يكونوا اكبر المحركين لهذا السياق ضمن حلمهم بالسيطرة على العالم بكل افراده من البشر. وكمثال على تطبيقات قريبة من الجيل الخامس.. في المدن الكبرى في الصين فان كاميرات المراقبة في الشوارع والاسواق ومن خلال الحواسيب العملاقة المركزية قادرة على تتبع شخص ما والتعرف على وجهه لحظيا ومراقبة تحركاته.. وفي المدن الاوروبية فكاميرات المراقبة صارت جزء من المكان في كل شارع وزاوية وعمود.. ربما حتى الان فالامر محدود لكن من حيث التقنية غهي موجودة ومستخدمة.
وطبعا فالعدو الصهيوني قطع شوطا هائلا في آليات التعرف على الوجوه والاصوات آليا وتحت مظلات تبدو بريئة مثل viber التي انشأت اصلا في تل ابيب.. ونفاذية الصهاينة بشكل غير مباشر لمنصات مملوكة بنسبة كبيرة ليهود مثل فيسبوك وواتساب وجوجل ويوتيوب وغيرها.. وربما تسيطر عليها من خلال “الخبراء” والوصلات والبرمجيات التجسيية، في الخلفية جهات استخبارية مثل الموساد.
باختصار الامر ليس بريئا ابدا من زاوية الحرب الالكترونية والتجسس والسيطرة على الكوكب من هولاء الحثالة الصهيونية او الديكتاتوريين في الصين او غيرها.. كما انه امر واقع لا يمكن تجاهله في اعتماد الناس على الانترنت والمنصات المملوكة لهؤلاء وتسليم الناس لكل خصوصياتهم لها بحجة حمايتك.. كل بيانات الناس وبصماتهم وخارطة قزحياتهم وصور زفافهم وخصوصياتهم التي لا يعرفها حتى افراد اسرهم وسجلاتهم المرضية وحساباتهم البنكية ووووووو هي الان تحت تصرف جهات لا نعرف من هي بدقة ولا تستطيع الحكومات المحلية اصلا ان تتابعها او تحاكمها او تضبطها.. وبرأيي فهذا مكمن الخطر الحقيقي.
الحديث يطول.. معذرة على الاسترسال.

المصدر: ملتقى شذرات