#1  
قديم 04-30-2012, 09:58 AM
الصورة الرمزية يقيني بالله يقيني
يقيني بالله يقيني غير متواجد حالياً
متميز وأصيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: جمهورية مصر العربية
المشاركات: 4,854
23 تجديد الأخلاق‏:‏ أحلام جحا في أرض النفاق‏!


الأخلاق‏:‏ النفاق‏! 74.gif

تجديد الأخلاق‏:‏
أحلام جحا في أرض النفاق‏!


هناك ردود أفعال مركبة علي انتشار الأكاذيب في الوسط السياسي بعد ثورة‏(‏ يناير‏),‏ فهناك من يشعر بالخيانة والخديعة من شخصيات بالغ في احترامها وأخرجها عن حدودها البشرية العادية‏,‏


وهناك من يعيش حالة إنكار ويردد كالببغاء المبررات الخرقاء التي يسوقها الكاذبون الكبار, كما أن هناك من يأخذ الأمر بعبثية وسخرية ويقول شامتا: ثوب الرياء يشف عما تحته.. فإذا اكتسيت به فإنك عار..

العراة في العالم العربي لا يخجلون من أكاذيبهم, ظنا أن حالة الضعف في المجتمع العربي غير قادرة علي زجرهم, فتصوروا أن القوة والفجور والخداع قد دانت لهم فهم لا يخدعون إلا أنفسهم, فدوام الحال من المحال, فلن يدوم خداع بعض مشيخات الخليج ولا النخب الفكرية التي تدور في فلكهافلم يعد للأسرار داع, في ظل آلات إعلامية بها خدم من المثقفين والمذيعات مستعدون لترديد الأكاذيب ليلا ونهارا دون توقف, والبقاء لمن يدفع!, لن يدوم خداع جماعات الكذب والابتزاز تحت عباءة الإسلام, فلم يبلغ هذا الدين من أذي قدر أذاهم ونفاقهم, فليس الأمر في اعتقادي يتعلق بخلط الدين بالسياسة, بل باحتكار الدين من أجل السياسية, فالهدف هو المطامع السياسية وليس وجه الدين, بينما لو اختلط الدين بالسياسة ربما أصلح من حال السياسة, لما يصبغه عليها من إنسانية وقيم رفيعة تقوي من قواعدها عند الناس, لم يعط دين حرية فكرية كما أعطي الإسلام, الذي يشجع علي إعمال العقل والفكر والتدبر في خلق الله, بشرا وحجرا وأفرادا وجماعات, إلا أن هناك من يريد اختطاف الدين حسب فهمه وتفسيره, فيحول بين الناس وبين قرآنهم وسنتهم الأصلية, ليدخلهم في عباءته السياسية, من باب الصحوة الإسلامية علي قدر خططه السياسية, لتظل إشكالية الدين والدولة والمجتمع عالقة في تجارب فاشلة لا يضار منها إلا المسلمون, أما الإسلام فله رب يحميه! أما الأكاذيب الفردية مهما عظمت فهي محصورة في أفراد يتجملون ويسقطون بأسرع مما تتخيل ويتخيلون, فالكذب ليس له أرجل كما هو معروف, ولكن انتشار الأكاذيب والنفاق في الدول والجماعات والتيارات السياسية وكذلك علي المستوي الفردي لقيادات مجتمعية, يجعلنا نتساءل عن السبب الذي ابتلانا بهذا الداء المميت, وجعل بلادنا أرضا للنفاق الذي لخصه سيدنا ومولانا محمد عليه الصلاة والسلام فقال آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف, وإذا أئتمن خان, وفي رواية أخري تزيد, وإذا خاصم فجر!

وأعتقد أن هذه البلايا توطنت في أرض النفاق وراح ضحيتها مالا يحصي من الأبرياء, ومازال شلال الدماء ينزف في العراق وليبيا وسوريا واليمن والسودان بسبب النفاق والكذب, الذي يجد المحرض والممول والمنفذ بسهولة في أرض النفاق!.

في أرض النفاق يترعرع فيها الكذب المنظم, بينما لا تكف عن ترديد الشعارات الدينية ليل نهار, بينما البلاد العلمانية التي تجرم إقحام الدين في التنافس السياسي, جريمة الكذب من الكبائر فيها!


الكذب جريمة لا تغتفر ليس لأنهم مثاليون لا يخطئون, أو أن ثقافتهم أرقي من ثقافتنا كما ادعي( شيمون بيريز) من قبل, فليس هناك أكذب أو أشر من الاستعمار والاستيطان بأكاذيب تاريخية عويصة وملفقة!, ولكنه النظام ففي ظل النظام الاجتماعي تنتج الأخلاق, فكل نظام أنتج فضائله التي يحميها فتحميه, عندما ينهار ذلك النظام لأسباب بنيوية فيه تنهار الأخلاق, وتنتشر الأكاذيب, فهي حيلة مجتمع اللانظام.

من الواضح أني أعني بالنظام شبكة العلاقات الاجتماعية المترابطة في مبني المجتمع ككل, فالعناصر المختلفة للمجتمع تكون علاقات متبادلة سياسية واقتصادية وثقافية ودينية وحتي مزاجيه في شبكة بنيوية تسمي النظام الاجتماعي, ومن هذا النظام تخلق المعاني والمضمون الأخلاقي.
الائتمان في أرض النفاق يقوم علي الكذب والتلفيق لضعف النظام الكلي, فعندما شفطت شركات توظيف الأموال أموال الناس كانت تعتمد علي مقولة إنهم بتوع ربنا فلا يسرقون ولا يكذبون, واتضح أن عدة النصب من الجلابيب والذقون لا تقيم اقتصادا, يعتمد علي تسقيع الأراض, ولا مجتمعا مستقرا ينتج أخلاقا حميدة راقية, ما نواجهه اليوم أشد خطرا من لصوص الانفتاح, وفهلوة توظيف الأموال, أو عصابة التوريث, إننا نواجه تيارا يترخص في الدماء, تهون عليه دماء الناس هدرا علي غرار ما قاله( أيمن الظواهري) بعد أحداث سبتمبر, إنه لا يعنيه أن تفني الأمة الإسلامية عن آخرها في سبيل الأقصي, فليس لديه مشروع آخر لإنقاد الأقصي أقل تكلفة من فناء الأمة الإسلامية ولا أعرف من سيستفيد بالأقصي حينئذ, وفي الصراع السياسي الدائر علي السلطة نجد من يهدد بالكفاح المسلح ضد أهله إن اختاروا غيره! وآخر يصف الشعب الذي ينتخب رموز مصر الأبطال أصحاب التاريخ الطويل في خدمة الوطن, بأنهم لا يستحقون الحياة, إن جاءوا بالفلول!


والأشد نكدا أن أكبرهم سنا وأكثرهم خبرة وحكمة يندم بلا خجل علي فوات فرصة دموية الثورة كما حل بالقذافي! وعوضوها باللجوء لترزية القوانين ليحولوا بين الناس وما يختارون بالفعل حداية من الجبل تطرد أهل الوطن! في انقضاض علي الثورة ذاتها لاحتكار الإرادة الشعبية وقمعها لتدخل في عباءتهم المزيفة, بعد أن أحسوا وشاهدوا أن وعي الناس يستيقظ للحفاظ علي الدولة, ونظامها المستقر علي أسس ديمقراطية سليمة, ولكنهم كما قال المعري قد نطقوا منيا علي الله وافتروا.. فمالهم لا يفترون عليك!, بعد تجربة قصيرة, ولكنها تستند إلي خبرات تاريخية طويلة, اكتشف الناس أن محتكري الدين حسب فهمهم القاصر, عندما يحكمون يكونون عند سوء الطبع أسوأ, كما قال المعري أيضا!.

دماء المصريين لامصالحهم فقط أمانة في عنق المؤسسة العسكرية لقواتنا الصلبة, النظام الوحيد الذي لم يصبه الخلل, والقادرـ بالتضامن والوحدة ـ علي الحفاظ علي الحد الأدني لنظام الدولة, عليه الاحتماء بالشعب فقد ضج الناس من المتحولين أنصار التوريث وإذا بالنفاق يحولهم لثوريين, ومن تيارات دموية تستخف بعقول الناس, وبموازين القوي الإقليمية والدولية, وتقدم وعودا بحل المشكلات الداخلية والإقليمية والدولية بلا أي خبرة, غير نفاق الدولة العظمي في السر ولعنها في العلن, فأحلام جحا الوردية لن تحرر أرضا ولن تقيم خلافة, مهما سالت دماء الأبرياء هدرا, بينما هم في مأمن من القتل, وحتي من المحاسبة والمساءلة عند تدهور الأوضاع, فلا ضمانات علي صدق وعودهم بالنصر والرخاء, الغراب ضمن حداية فقالوا: يطيروا الاثنين!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
دمتم بخير

المصدر: ملتقى شذرات

__________________


رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
أحلام, مرض, الأخلاق‏‏, النفاق‏, تحديد, جدا


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع تجديد الأخلاق‏:‏ أحلام جحا في أرض النفاق‏!
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
صور را ئعة لجمال الطبيعة متحركة ام زهرة الصور والتصاميم 2 10-24-2014 02:39 AM
أحلام نصارى المشرق عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 01-05-2014 08:12 AM
بقايا أحلام... صباح الورد نثار الحرف 8 10-08-2012 07:48 AM
أحلام مستغانمي مهند أخبار ومختارات أدبية 9 01-10-2012 03:39 PM
قصة أضغاث أحلام مهند أخبار ومختارات أدبية 0 01-10-2012 02:46 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 11:43 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59