#1  
قديم 12-06-2015, 09:30 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي الأساليب التعاونية لحل الصراعات في أفريقيا









نحو غاية مشتركة :
الأساليب التعاونية لحل الصراعات في أفريقيا

ورقة عمل مقدمة من :-
مولوجيتا جيبرهيوت &جيتاشو زيروا

معهد الدراسات الخاص بقضايا الأمن والسلم
جامعة أديس أبابا
5 فبراير 2013م












حمل المرجع كاملاً ومرتباً من المرفقات


مقدمة
مما لا شك فيه أن الصراع يُعد ظاهرة لا محيص منها ويحدث في كل مستويات الحياة بداءً من الشخصية البينية ( الجانب النفسي ) وحتى العلاقات العالمية للبشرية ، وعلى جميع المستويات فإن للصراع خصائص وديناميكيات مشتركة وينخرط الناس في الصراعات عندما تتعارض مصالحهم أو قيمهم أو عندما لم يتم تلبيتها من قبل الآخرين ( ياجسجلو 1996م ، بيفاكادو ودير يبسا ، 2005م ) .

ويمكن تعريف الصراع كذلك على أنه تعارض المصالح والمبادئ والأفكار والسياسات والبرامج التي تميز العديد من التفاعلات داخل أو بين الأنظمة السياسية ، كما يعرفه البعض بأنه نزاع القيم والمطالب على السلطة والمكانة الاجتماعية والموارد والذي يكون هدف المتصارعين فيها هو التغلب على خصومهم أو إسكات أصواتهم أو إلحاق الأذى بهم . ومما تقدم فإن هذه التعاريف تبين أن الصراع يشكل عائقاً أمام التعاون ولا يعني بالضرورة القتال الفعلي . ويشمل الصراع كذلك التعابير اللفظية للخلافات وعدم الموافقة بالإضافة إلى أشكال أخرى عديدة " جوينج ، 2008م " .

منذ زمن سحيق والمجتمعات البشرية تتنافس على الهيمنة على الأشكال المختلفة من الموارد وهذا التنافس ــ يقود الأفراد والجماعات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والدينية إلى الصراعات . ولذا فإنه بإمكان المرء القول أن الصراع شئ متأصل ( ملازم ) في التنظيم الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للبشرية ويمكن أعتباره كذلك بأنه أداه باعثه أو حافزة للتغيير والتنمية . كما يمكن اعتباره مفيدا إذا أفضى في النهاية إلى ايجاد العنصر الإبداعي والخلاق لتغيير المجتمعات ويلبي ألطموحات والأهداف التي صارع الأفراد والجماعات من أجلها . وتعتبر الصراعات بناءة اذا أدت إلى تغييرات ايجابية وليس فقط أبداء الاعتذار أو التعويض عما بدر من انتهاكات في الماضي وإنما منع تكرار تلك الانتهاكات في المستقبل . ومع ذلك فإن النزاعات العنيفة لها أثار هدامة لرفاهية المجتمع في كافة الجوانب . وسواءً كانت مصدرها الحكومة او غير الحكومة فإن أشكال عديدة من الانتهاكات والعنف تكون غير ظاهرة للعيان وجزء لا يتجزأ من الدنيا ميكية السياسية والاجتماعية والتي بالمقابل تؤثر على التنمية في أي مجتمع وتؤدي إلى استنزاف الموارد التي كان من المفترض أن يتم استغلالها بشكل مثمر وايجابي ، بمعنى أن الصراعات ذات طبيعة غير مرغوب فيها ( الكسندر ، 2005) ، ولذا فإنه مما لا جدال فيه أن الصراعات العنيفة تشكل تحديات أساسية أمام السلم والتنمية كما أن الصراعات التي تتجاوز الحدود الوطنية يكون لها آثار ضارة على الاستقرار والسكينة الإقليمية مما يضيف بعداً جديداً من شأنه أن يزيد من معانات معيشة المواطنين ويؤدي إلى تعقيدها . (مارينو 1999م) .

وعندما يكتسب العنف بعداً إقليمياً ( بين الدول ) فإنه يزداد عدد الممثلين واللاعبين وتتعدد مصالح الأطراف المتحاربة ويصبح الحل أكثر تعقيداً وتكون هناك أثاراً كبيرة ومتعددة على الأمن ورفاهية المواطنين .

ولإلقاء نظرة على البعد الأقليمي ، تسلط هذه الورقة الضوء على الصراعات في أفريقيا وهي مكونه من ستة أقسام ، القسم الأول عبارة عن ملخص موجز لأسباب وأنواع الصراعات الأفريقية ، القسم الثاني يناقش تكلفة الحرب في حين يتناول القسم الثالث الآليات الرسمية والبديلة للتعامل مع الصراعات . أما القسم الرابع فيناقش الخبرات والتجارب الأفريقية التي تم من خلالها حل الصراعات والخلافات السياسية عبر المفاوضات ويتحدث القسم الخامس عن دور الممثلين المنتخبين في منع الصراعات وبناء السلام وأخيراً يحتوى القسم السادس على الخاتمة لورقة العمل هذه:-
1- ملخص موجز عن أسباب وأنواع الصراعات الأفريقية :-
إن أسباب الصراع في أفريقيا متعددة وتشمل الأسباب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية .
الأسباب السياسية :-
-الصراع على السلطة .
-عدم وجود القيادة الحكيمة .
-التأثيرات الخارجية .
-غياب الحكم الرشيد والشفافية .
-عدم الالتزام بمبدأ حقوق الأنسان .
-قضايا الحدود التي لم يتم ترسيمها أو حسمها .

الأسباب الاقتصادية :-
-الفقر
-التوزيع غير العادل للموارد والثروات الوطنية .
-الآثار السلبية لعبْ الديون الخارجية للنظام المالي العالمي .

الأسباب الاجتماعية والثقافية :-
-غياب المساواة الاجتماعية .
-سياسة الإقصاء وزرع الكراهية العرقية .
-دور الطبقة السياسية في التلاعب بالمشاعر والآراء العرقية والإقليمية .
- العزلة الثقافية والبحث عن الهوية خارج الثقافة الأفريقية .
-سوء الإدارة الدينية .
-انعدام الأمن والخوف النفسي من انعدام الثقة السياسية ( بوجرا 2002م ) .
ويمكن تصنيف الصراعات إلى أشكال مختلفة وفقاً لنوع المعايير التي يتم استخدامها فمثلاُ صنف سالم ( أشير إلى ذلك في بوجي 2002م ) في عام 1999م الصراعات في أفريقيا على النحو التالي :-
-صراعات حدودية وإقليمية
-الحروب الأهلية والنزاعات الداخلية ذات التداعيات الدولية .
-الصراعات السياسية والأيديولوجية .
-المطامع البشرية والتحريرية الوحدوية ( مبدأ سياسي ينادي بتحرير المقاطعات المتصلة تأريخياً أو عرقياً بوحدة سياسية)
-الانفصال .

تكلفة الحرب والعنف في أفريقيا :-
تعاني أفريقيا بشكل كبير من الصراعات والعنف المسلح ، ويكلف النزاع المسلح أفريقيا حوالي 18 مليار دولار سنوياً وبالتالي فإن ذلك يمثل عائقاً خطيراً للتنمية في أفريقيا . وبالمقارنة مع الدول التي تنعم بالسلام ، فإن ما نسبته 50% من حالات الوفاة للأطفال توجد في الدول الأفريقية التي تعاني من الصراعات وكذلك فإن 15% من الناس يعانون من سؤ التغذية وانخفاض ومتوسط العمر المتوقع بمعدل خمس سنوات ــ نسبة الأمية تقدر بــ 20% بين الكبار.

ويحصل الشخص على ما نسبتة 12,4% فقط من الغذاء ( هيلر ، أكتوبر 2007م ) .

علاوة على ذلك فإن حالات الوفاة بسبب المعارك التي تم تسجيلها في أفريقيا بين عامي 1960 و 2005م بلغت حوالي 1,6 مليون حالة وفاة والتي شكلت ما نسبتة حوالي 24% من المجموع العالمي للوفيات الناتجة عن المعارك ( تقرير التنمية الأفريقية ، 2008م ) .

وأشار تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى أن أكثر من 20% من سكان شبة الصحراء الأفريقية تأثر بالحرب الأهلية بشكل مباشر خلال التسعينات وتقدر الخسائر في الإنتاج الزراعي ــ بسبب العنف المسلح ــ في أفريقيا بخمسة وعشرين مليار دولار أمريكي في الأعوام 1970م ـــ 1997م . اضافة إلى ذلك ، أدى العنف إلى تقليل الدخل الناتج من السياحة بسبة 50% في العديد من البلدان الأفريقية في أواخر التسعينات وحرمانهم من النقد الأجنبي ( إنيسا ، 2006م ) .

في الثمانيات وبداية التسعينات ، أشارت التقديرات إلى أن 35 بلداً أفريقياً كان في حالة حرب أو مشارك في النزاعات المسلحة والتي أثرت بشكل مباشرا أو غير مباشر على أكثر من 550 مليون شخص غالبية الضحايا منهم من الشباب كونهم الفئة الأكثر مشاركة .

وعلى الرغم من أن مستوى مشاركة الشباب يختلف من صراع إلى صراع فإن الشباب شاركوا في جميع النزاعات المسلحة وكانوا مسؤولين عن بعض ( أسوأ وأفضع الجرائم التي تم ارتكابها على الإطلاق في القارة الأفريقية ( موتو ، أكتوبر 2007م)

وبالإضافة إلى إنحسار رؤوس الأموال والدمار الهائل الذي لحق بالبنى التحتية وأصول سبل العيش زادت النفقات العسكرية ونفقات إعادة التأهيل والتصليح . نظراً للاصابات والجرحى والأعاقة ( هيلر ، أكتوبر 2007م ) .



وبالمثل فإن تقرير التنمية الأفريقية يسرد التكاليف الأجتماعية للحرب كما يلي :-
-أدت الحروب إلى الاعاقات نظراً للاصابات الناتجة بسببها وزادت من وطأة الأمراض .
-أدت إلى صدمات نفسية في صفوف المدنينين بسبب تبادل بطرق النار والتعذيب والاغتصابات وقتل أفراد الأسر .
-أثرت النزاعات المسلحة على الأطفال والفتيات والنساء بطر مختلفة .
-أدت الحروب إلى تدمير البنى التحتية الاجتماعية مثل المدارس والمستشفيات والطرق .

وكما هو موضح في الجدول ، فإن البلدان التالية خسرت المليارات بسبب النزاعات المسلحة .
الجدول (1)
تكاليف الصراعات في بعض البلدان التي تم اختيارها .
البلد
سنوات الصراع
عدد سنوات الصراع
النمو الفعلي خلال سنوات الحرب
نسبة الخسارة % من الناتج المحلي الإجمالي
نسبة خسارة الناتج المحلي الأجمالي ( بالمليار دولارات )
بوروندي
1993 م-2005م
13
- 1,1 %
37 %
5,7
رواندا
1990م -2001م
12
2,8 %
32%
8,4
جمهورية الكنغو الديمقراطية
1996م-2005م
10
0,10 %
29%
18
أرتيريا
1998م-2000م
3
-3,8 %
11%
0.28
جمهورية الكونجو
1997م-1999م
3
0,03 %
7,1%
0,70
جنوب أفريقيا
1990م-1996م
7
1,2 %ٍ
2,7%
22

-( المصدر هيلير ، أكتوبر 2007م )
الآثار المترتبة على نزوح السكان بسبب التشرد .
وفقاً لتقرير التنمية الأفريقية ( عام 2008م ) فإن أفريقيا تعتبر موطناً لحوالي 12 % من سكان العالم . إلا أن 31% من عدد اللاجئين في العالم هم من أفريقيا . وكما هو موضح في الجداول التالية يشير التقرير إلى عدد المهاجرين حسب الأصول الأفريقية ، وكذا المهاجرين الأفارقة حسب بلد اللجؤ السياسي وايضاً الأشخاص المشردين في الداخل عام 2008م .
الجدول ( 2 ) اللاجئين الافارقة حسب الاصول 2006م :-
م
البلد
عدد اللاجئين
1
السودان
686,311
2
جمهورية الكنغو الديمقراطية
401,914
3
بوروندي
396,541
4
انجولا
206,501
5
ليبريا
160,548
6
رواندا
92,966
7
الصحراء الغربية
90,614
الاجمالي
2,035,395
الجدول (3)
المهاجرين الأفارقة حسب بلد اللجؤ ، 2006م .
يشكل اللاجئون من البلدان التالية نسبة 28% من عدد اللاجئين في العالم :-
م
البلد
عدد اللاجئين
1
تنزانيا
485,295
2
تشاد
286,743
3
أوغندا
272,007
4
جمهورية الكنغو الديمقراطية
208,371
5
زامبيا
120,253
6
الجزائر
94,180
7
جمهورية الكنجو
55,788
الأجمالي
1,522,565



الجدول (4)
الأشخاص المشردين داخليا في أفريقيا ، 2006م .
تم تشريد ما نسبته 42% أجمالي المشردين داخلياً العام في البلدان التسع الأفريقية التالية :-
م
البلد
عدد المشردين في داخل البلد
1
أوغندا
1,586,174
2
السودان
1,325,235
3
جمهورية الكنغو الديمقراطية
1,075,297
4
كوت ديفوار ( ساحل العاج )
709,228
5
الصومال
400,000
6
جمهورية أفريقيا والوسطى
147,000
7
تشاد
112,686
8
بروندي
13,850
9
جمهورية الكنجو
3,492
الاجمالي
5,372,962

ان البيانات المشار أليها أعلاه ليست سوى نماذج من عدد قليل من بلدان أفريقيا لتوضح حجم التكاليف الناتجة عن الصراعات .

كما أن الدول التي تشهد صراعات أو تلك التي تعيش للتو حالة ما بعد أنتهاء الصراعات فيها تخلق أعداد هائلة من النازحين الذي يتركون بلدانهم بحثاً عن سبل عيش أفضل لأن اقتصاديات الدول التي تعيش مرحلة ما بين الصراعات توفر فرصاً عيش محدودة لمواطنيها . وإذا ما تفحصنا الجدول التالي ( رقم 5) حول الهجرة في القرن الأفريقي فإننا نستطيع أن نلاحظ أن عدد المهاجرين الذين تركوا بلدانهم يشمل مهاجرين بسبب الأوضاع والظروف الاقتصادية .




وتشير البيانات في الجدول (4) أن معظم الدول تستقبل ( جميعهم دول ما بعد مرحلة الصراع ) نازحين بالقدر الذي يهاجر منها النازحين ) .

ويستطيع المرء أن يلاحظ أن عدد النازحين من هذه الدول يشمل النازحين بسبب الأوضاع الأقتصادية في حين أن النازحين من الصومال وأريتريا هم لأجئين بشكل أساسي .
جدول (5) النازحين والمغتربين في القرن الأفريقي ( بيانات 2010م )
م
البلد
عدد السكان بالمليون
( بيانات 2009م )
النازحين
النسبة النازحين من أجمالي عدد السكان
الدول التي استقبلت النازحين
المغربتين
1
أرتيريا
5,1
941,200
18%
السودان وأثيوبيا
16,500
2
الصومال
9,1
812,700
8,7%
أثيوبيا وجيبوتي وكينا
22,800
3
السودان
42,3
967,500
2,2 %
أوغندا وكينا وأثيوبيا
753,400
4
جيبوتي
0,9
13,500
1,5 %
اثيوبيا
114,100
5
كينيا
39,8
457,100
1,1%
أوغندا وتنزانيا
817,700
6
أثيوبيا
82,8
620,100
17,7 %
السودان وكينيا وجيبوتي
548,700
الأجمالي
180
3,812,100
2,273,200

3-الآليات الرسمية والبديلة للتعامل مع النزاعات :-
تعتبر النزاعات جزءً هاماً في العلاقات الإنسانية وقد قام البشر بتطوير آليات لاحتواء الصراعات من أجل الحفاظ على التماسك والاستقرار الاقتصادي والسياسي في حياة مواطني الدول .

ويمكن تصنيف هذه الآليات ــ على نطاق واسع ــ إلى آليات رسمية وغير رسمية ، والآليات الرسمية هي الآليات المرتبطة بالمؤسسات القانونية الرسمية بينما الآليات الغير رسمية فهي تلك التي يمتد مداها من الآليات التقليدية مع الكثير من التغييرات إلى المجالات الأوسع من الدبلوماسية الوقائية والوساطة والأنشطة المختلفة ذات الصلة .

ويعتبر التقاضي هو الأسلوب السائد لحل المنازعات بالآليات الرسمية وهو عملية حل المنازعات في المحكمة .

ويمكن أن تكون المحكمة محكمة وطنية يتم إنشاؤها بالتشريعات الوطنية كجزء من منظومة العدالة في البلد او تكون دولية تنشأ بموجب قانون المؤسسات الدولية أو المؤسسات المتعددة الأطراف ــ ومثل هذه الأليات مفيدة في التعامل مع النزاعات الفردية الا أنها تكون مفيدة في معالجة الآثار المتعددة التي ربما تنشا كنتيجة للسبب الحقيقي للنزاع ( 1 جارول 2001م ) .

وبسبب قصور النظام القضائي في تقديم حلول شاملة للنزاعات فإنه تم وضع وسائل بديلة لحل المنازعات وفي اشكال مختلفة ، ومن هذه الأليات البديلة لحل المنازعات المفاوضات والوساطة والتحكيم . ومن شأن هذه الأليات أن تحسم الخلافات في وقت قصير وبتكلفة أقل مقارنة مع الأليات القضائية الرسمية ( المرجع نفسه ) .

المفاوضات ( أو التفاوض ) :- هي عملية طوعية ( اختيارية ) وغير رسمية تتوصل اطراف النزاع فيها إلى اتفاق مقبول من الطرفين بمعنى أن أطراف النزاع تسعى إلى الخيارات الأفضل لبعضها البعض والتي تقضي إلى التوصل إلى اتفاق . وتنطوي هذه العمليات على اتصالات ( جيئة وذهاباً ) بين اطراف النزاع بهدف محاولة ايجاد الحل المناسب ولا يتم اشراك طرف ثالث في هذه العملية وقد تتوصل أطراف النزاع ــ في النهاية ــ إلى اتفاق ( عقد ) . ( اواسانوى ، 2001م ) .

أما الوساطة فهي تختلف عن التفاوض كونها تتطلب وجود طرف ثالث محايد أو مؤسسة للتوصل إلى اتفاق بالتراضي . كما تعتبر كذلك تدخل ودي لشخص محايد أو دولة محايدة الغرض منه الحفاظ على عملية السلام بين المتنازعين .

وذلك عن طريق تذليل الصعوبات ألتي يواجهونها . بمعنى أن دور الوسيط لا يعني أن يقوم بإتخاذ القرار المناسب من جانب واحد للأطراف المتنازعة وإنما يعمل كميسر يوجه مناقشات الأطراف المتنازعة من أجل مساعدتها على فهم طبعية المشكلة والمصالح الأساسية لجميع الأطراف وإيجاد البدائل المختلفة التي قد تكون موجودة والتي من شأنها أن تساعد في حل المشكلة برمتها أو جزءً منها وبذلك فإن الوسيط يكون في الغالب قادراً على مساعدة الأطراف المتنازعة في الكشف عن مصالحها وتحديد مواقف كل طرف وبالتالي مساعدة الأطراف في صياغة اتفاق تسوية جماعي يُرضي كل طرف وإلى أقصى حد ممكن ( آدمز ، 2010م ) .

ويعتبر التحكيم آليه أخرى لحل المنازعات بطريقة سلمية ، والتحكيم هو عملية اختيارية ( طوعية ) لحل النزاع يقوم فيها طرف ثالث محايد ( محكم ) ــ بإصدار حكماً بعد سماعة للقضية من قبل الأطراف المتنازعة . وفي جلسة الاستماع يجب ، اعطاء كلا الطرفين الفرصة لاسماع أصواتهم ، وتستطيع أطراف النزاع اختيار التحكيم الخاص بها مع منحها السلطة لتمرير القرار الملزم .

وفي هذا الصدد ، فإنه من الواضح أن بإمكان أطراف النزاع الاتفاق اختير الآلية المناسبة لحل أي نزاع قد ينشأ بينها دون الرجوع إلى المحاكم .

وهذا ينطبق على النزاعات المحلية والدولية وعلى أساس اتفاقية حاضرة أو مستقبلية للأطراف بأن تلجأ إلى التحكيم عند وجود أي خلاف ( اواسينو ، 2001م ) .

-بعثات تقصي الحقائق :- وهي أيضاً آليات داعمة لحل المنازعات عند نشوبها وذلك عن طريق تقصي الحقائق على أرض الواقع . وهي عملية غير رسمية يتم فيها اختيار طرف ثالث محايد من قبل المتنازعين للتحقيق في القضية محل النزاع وتقديم تقريراً أو الأداء بشهادته في محفل آخر مثل المحكمة أو عند التحكيم .

والنتائج التي يتم التوصل أليها من قبل البعثة المحايدة لتقصي الحقائق لاتعتبر ملزمة إلا أنها تكون قابلة للاستخدام ( مسلم بها ) في المحاكمة إن طلب ذلك في أي منتدى آخر .

وهذه الطريقة تكون مفيدة على وجه الخصوص في حل القضايا المعقدة سواءً العلمية أو الفنية أو الاجتماعية أو التجارية أو الاقتصادية ( المرجع نفسه ) .

5-حالات من التجارب الأفريقية تم فيها تسوية المنازعات والصراعات السياسية عن طريق المفاوضات :-
أحدثت الصراعات العنيفة التي شهدتها أفريقيا أضراراً فادحة ودماراً هائلاً في القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في القارة الأفريقية وبالتالي فقد أثر ذلك سلباً على الإمكانيات الديمقراطية وموارد التنمية وأما أسباب هذه الصراعات فهي معقدة بنفس قد التحديات لحلها .

1-لأفريقيا تجارب في إنهاء الحروب الأهلية من خلال التفاوض والاستفتاءات التي أشرفت عليها الأمم المتحدة . وكمثال على ذلك الاستفتاء الذى جرى في ارتيريا عام 1993م واستفتاء 2010م المتعلق بجنوب السودان .

أ-الاستفتاء الذي قام به الأريتيريون بمراقبة الأمم المتحدة :-
إن العلاقات التاريخية والسياسية بين أثيوبيا وأرتيريا طويلة الأمد ومعقدة وعقب انتهاء الحرب العالمية الأولى آجُبرت ايطالياً على التخلي عن الأراضي التي استعمرتها في أفريقيا وكانت اريتريا واحدة منها ..

وبناءً على توصيات الأمم المتحدة كانت اريتريا متحدة في تحالف مع أثيوبيا تحت سيادة الإمبراطورية الأثيوبية . ولكن في بداية الستينيات قامت أثيوبيا بحل الفيدرالية وضمت ارتيريا أليها كإقليم ، الأمر الذي أدى إلى نشوب حرب للاستقلال واستمر لمدة ثلاثة عقود .


وفي الوقت الذي بدأ فية الأرتيريون بحربهم لنيل الأستقلال ، انضمت اليهم جماعات اثيوبية أخرى كان هدفها الرئيسي الأطاحة بالحكومة الأثيوبية القائمة وقد نحجت هذه الجهود المشتركة في عام 1991م عندما تم الاطاحة بنظام الحكم العسكري من السلطة ( كلين ، أغسطس 1998م ) .

بعد الإطاحة بنظام الحكم العسكري ، أشرفت الأمم المتحدة على عملية الاستفتاء المتعلقة باستقلال أرتيريا في عام 1993م . وبموافقة الحكومة الأثيوبية الجديدة وقد نتج عن هذا الاستفتاء تصويت أكثر من 99% لصالح الاستقلال ، وبناءً على ذلك أصبحت أرتيريا دولة ذات سيادة مستقلة .

ب-اتفاقية السلام الشامل والاستفتاء على جنوب السودان :-
عكس الصراع في السودان مدى الحقد والضغينة والتمييز العرقي بين العرب المسلمين في الشمال والمسيحيين الأفارقة وأصحاب العقائد الأخرى في الجنوب .

وقد بدأت الأزمة منذ استقلال السودان من بريطانيا بما في ذلك العصيان المسلح من وقت لأخر . وقد بدأت الحرب الأهلية الثانية والتي تعتبر الأطول في عام 1983م واستمرت حتى تم اعتماد اتفاق السلام الشامل عام 2005م . وقد حصد هذا الصراع أرواح 2 مليون شخص من كلا الجانبين وشردت ما يقرب من 4 ملايين شخص من الجنوب ( أحمد ، ابي ، جي ، أم ، 2008م ) .

في يناير 2011م أجرى جنوب السودان استفتاءً لتقرير أما البقاء مع حكومة السودان أو الاستقلال عنها بموجب اتفاق السلام الشامل ووفقاً للجنة الاستفتاء لجنوب السودان فإن 98,8 % من الأصوات كانت لصالح الانفصال وفي فبراير 2011م ، وافق الرئيس السوداني عمر البشير رسمياً على قبول نتائج الاستفتاء . كما فعلت ذلك الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى وفي 9 يوليو 2011م أعلن جنوب السودان استقلاله رسمياً ( أ نج ، 2011م ) .

2-هناك ايضاً العديد من التجارب في أفريقيا تم فيها حل الصراعات بالوسائل السلمية حول ادارة واستخدام الموارد بين الدول ، ومن الأمثلة على ذلك منطقة التنمية المشتركة التي أنشأتها نيجيريا وساوتومي للتطوير المشترك لموارد النفط البعيدة عن الشاطئ في الحدود البحرية المتنازع عليها ، وكذا للتطوير إنشاء ممر مابوتو لإدارة ميناء مابوتو والممرات التي تشترك فيها موزمبيق وجنوب أفريقيا وسوازيلاند .

كما أن مبادرة حوض النيل بين عشر دول الواقعة على ضفة نهر النيل تعتبر وسيلة مبتكرة لإدارة الموارد المائية المشتركة .

أ- الحدود : منطقة التنمية المشتركة بين نيجيريا وساوتومو .
تعد التنمية المشتركة للموارد العابرة للحدود في المناطق البحرية واحدة من الاتجاهات الرئيسية الحالية للممارسات الدولية في قانون البحار .كما أن تعيين ( ترسيم ) الحدود أو تقسيم المناطق المتداخلة في الجرف القاري أو المناطق الاقتصادية الحصرية من قبل الدول الساحلية تعتبر سياسة بالغة الصعوبة ( بيانج ، 2010م ) وبالرغم من كل ذلك فإنه اذا توفرت الارادة لدى البلدان المعنية لوضع مسألة ترسيم الحدود جانباً لصالح جني الأرباح الاقتصادية المتوقعة نتيجة للحل المؤقت ( حل وسط ) فإنه يكون لهذه البلدان فرصة لوضع خطة التنمية المشتركة أو منطقة التنمية المشتركة . ومن الممكن كذلك نزع فتيل التوتر لمدة مؤقتة ألى أن يحين الوقت وتكون فيه الأطراف المعنية على استعداد لمعالجة المسألة المتنازع عليها بصورة شاملة .

وكما أوضح ( منسه عام 2006م ) فإنه يتم تأسيس مناطق تطوير ( تنمية ) مشتركة اما لأن الأطراف تجد أنه من الصعب ومن غير الممكن الاتفاق على حد منفرد بينهم أولان الموارد تمتد على الحد المتفق عليه بطريقة يكون فيها من غير الممكن استغلال الموارد بشكل فعال ومنصف من قبل الدول التي تعمل بمفردها ولوحدها . وبناءً على ذلك فإنه ينبغي على المرء أن يعترف بأنه يجب أن يتم التعامل مع المسائل التالية . تقاسم واستغلال الموارد العابرة للحدود ( بين الحدود ) من جهة ، وتسوية أو منع الجمود في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية من خلال اتفاق مؤقت من جهة أخرى .

ان الاتفاقية الموقعة بين نيجيريا وساو تومي وبرينسيبي في مجال المطالبات المتداخلة يمكن اعتبارها كممارسة مثالية. فبعد عدد من المناقشات، اتفق رئيسا الدولتين في أغسطس 2000 أنهما لن يسعيا للتوصل الى اتفاق بشأن حدود بحرية محددة. وبدلا من ذلك ومراعاة لمصلحة التعاون بين الدولتين، و للاختلافات التي لم تحسم ، فقد كان من المرغوب فيه إنشاءمنطقة تنمية مشتركة في المناطق التي يدعي كلا البلدين السيادة عليها. وقد قام الرئيسان بتشكيل لجنة وزارية تقنية مشتركة لصياغة الشروط التفصيلية الخاصة بانشاء المنطقة ( بيانغ 2010). وبعد ثلاث جولات من المفاوضات واللقاءات تم توقيع المعاهدة في ابوجا بنيجيريا في 21 فبراير 2001 من قبل وزيري الخارجية في كلا البلدين.
وتتضمن المعاهدة ذاتها 53 مادة حيث تحوي هذه المواد جوهر وروح المعاهدة وتتالف من مقدمة واثني عشر بابا. فعلى سبيل المثال تتناول المادة 3 من الاتفاقية "مبادئ التنمية المشتركة"، التي تشمل ثلاثة مبادئ رئيسية تعرف باسم مبدأ السيطرة مشتركة لكلا الطرفين على استكشاف واستغلال الموارد في منطقة التنمية المشتركة الى جانب الاستغلال التجاري الامثل لهذه الموارد ومبدا تقاسم الفوائد بنسبة 60 لنيجيريا و40 بالمائة للطرف الاخر وهذا المبدا يصب لصالح نيجيريا.
وتنص المادة 3 من الاتفاقية على ما يلي :
يجب أن يكون هناك سيطرة مشتركة داخل المنطقة من قبل كلا الطرفين على استكشاف واستغلال الموارد، بهدف تحقيق الاستغلال التجاري الأمثل لهذه الموارد. وسوف تتقاسم الاطراف المعنية جميع الفوائد التي يتم الحصول عليها من خلال الانشطة التنموية التي يتم القيام بها في المنطقة وذلك بنسبة 60 بالمائة لنيجيريا و40 بالمائة لساو توم وبرينسيبي وذلك وفقا لهذه المعاهدة . ( سانتوس و تيني 2005 ص 5)
علاوة على ذلك، تتناول المادة 17 من الباب السادس من الاتفاقية المسائل المالية،حيث تنص على ان تمول الهيئة من خلال إيرادات انشطتها. وتعتبر الهيئة مسؤولة عن إدارة الأموال والمؤسسات الخاصة بالمنطقة وتخضع لمراجعة سنوية من قبل مدققين خارجيين يتم الموافقة عليهم من قبل المجلس. وتتقاسم الأطراف المعنية عبء أي عجز يمكن أن يؤثر على الميزانية في أي وقت وذلك نسبة 60 بالمائة لنيجيريا 40و بالمائة لسان تومي وبرينسيبي. وينبغي د فع فوائض الإيرادات على النفقات والأموال الاحتياطية الى الخزانة الوطنية للأطراف المعنية وبنفس النسب السابقة (المرجع نفسه )
كيفية الوصول إلى البحر: ممر مابوتو
ان ممر مابوتو يعتبر طريق مهم للاستيراد و التصدير ويربط المحافظات الشمالية الشرقية من جنوب أفريقيا مع العاصمة والميناء الرئيسي لموزامبيق.كما انه يربط أيضا محافظات ليمبوبو، مبومالانجا، وغوتنغ في جنوب أفريقيا مع سوازيلاند وجنوب غرب موزامبيق .و يمر عبر بعض أكثر المناطق صناعة وانتاجا في جنوب أفريقيا مثل جوهانسبرج وبريتوريا ( الوكالة الامريكية للتنمية الدولية 2008).
وقام كل من الرئيس مانديلا رئيس جنوب أفريقيا و الرئيس شيسانو رئيس موزامبيق بانشاء ممر مابوتو للتنمية كمشروع مشترك في عام 1996
حيث كان لكلا الرئيسين رؤية مشتركة لانشاء منطقة موحدة تقوم على التعاون و النجاح الاقتصادي، والوصول إلى الأسواق العالمية. وقد وجدا فرصة لإعادة بناء الثقة الوطنية وإعادة تنشيط المجتمعات التي كانت قد دمرت من قبل الاستعمار أولا ثم من قبل سياسات الفصل العنصري وعدم الاستقرار في جنوب أفريقيا ، فضلا عن ال 16 عاما من الحرب الأهلية الطويلة في موزامبيق والتي امتدت من عام 1976 حتي عام 1992. كما أنه يشمل أجزاء من سوازيلاند و يعتبر ضروريا أيضا لنقل البضائع من بوتسوانا وزيمبابوي والمركز الصناعي في جنوب أفريقيا والذي يعرف باسم غوتنغ. و هذا الممر لديه اهمية اقتصادية كبيرة ويعزى ذلك إلى حقيقة أنه يعتبر اقرب طريق إلى البحر (تيت، 2011 ).
ولدى الممر نظام نقل متعدد الوسائط يضم طرق مختلفة و خطوط سكك الحديد وخط أنابيب الغاز.وقد قامت شركة ممر مابوتو بادارة الممر في المراحل الاولى ولكن نتيجة عدم نجاح الشركة وعدم فاعليتها في ادارته قامت مبادرة ممر ماباتو للشئون اللوجستية بتولي هذه المهمة عام 2004.
وقد تم اطلاق هذه المبادرة كشراكة بين القطاعين العام والخاص لغرض خلق الوعي باهمية اللمر واستغلاله الاستغلال الامثل وتقوم ادارة النقل في جنوب افريقيا بدعم المبادرة وفقا لمذكرة تفاهم. ويتم منح العضوية في المبادرة من قبل الشركاء الرئيسيين في أنحاء جنوب أفريقيا وموزمبيق وسوازيلاند (لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية في افريقيا، 2010). ومن هنا يمكن للمرء أن يستنتج أن حكومات جنوب افريقيا وموزمبيق وسوازيلاند قد شجعت على إحياء ممر مابوتو الإنمائي من خلال السياسات الثنائية واستثمارات كبيرة من قبل القطاعين العام و الخاص والتي تهدف إلى تحفيز النمو والتنمية المستدامين في المنطقة.
وتخطط مجموعة التنمية الجنوب افريقية (سادك) والسوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا (الكوميسا) للاستفادة من هذه الممرات كوسيلة لتعزيز التنمية الاقتصادية من خلال التكامل الإقليمي. علاوة على ذلك بدا لاتحاد الأفريقي مؤخرا العمل على تعزيز محاور التنمية باعتبارها وسيلة لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.و في عام 2008، أدرجت الممرات في الاستراتيجية القائمة على الموارد و التصنيع والتنمية الأفريقية . وقد أيدت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية في افريقيا هذا الاجراء كما ان وكالة التنسيق والتخطيط التابعة لنيباد تعكف حاليا على تنفيذ استراتيجية خاصة بالممرات في كافة انحاء القارة وذلك بالتعاون مع الاتحاد الافريقي ومصرف التنمية الأفريقي.
(تيت، 2011)

تقاسم الموارد المائية: مبادرة حوض النيل
هناك أكثر من 260 من الأحواض المائية الدولية،و التي تضم نحو 60 في المائة من إمدادات مياه الأرض العذبة (غيوردانو و ولف 2003) وبالرغم من هذا فليس هناك قانون خاص بادارة المياه الدولية متفق عليه بحيث يتم وفقا له استغلال هذه الموارد الاستغلال الامثل.
ونهر النيل هو أطول نهر في العالم، ويبلغ طوله اكثر 6700 كيلومتر ويمر بعشر دول يبلغ مجموع سكانها 40 في المائة من سكان أفريقيا.أما الروافد الرئيسية لنهر النيل فهي النيل الأزرق والنيل الأبيض. وينبع النيل الأزرق الذي يشكل 86 في المائة من حجم نهر النيل، من إثيوبيا. ومن ناحية أخرى يتم تقاسم مياه النيل الأبيض بين تنزانيا ورواندا وبوروندي وكينيا وأوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية. و يخترق نهر النيل الدولتين ألاقل النهرية وهما ومصر والسودان حيث يلتقي النيلين الازرق والابيض في الخرطوم. ومع ذلك، و من الناحية التاريخية، كانت الاستفادة من مياه النيل حكرا على الدولتين ألاقل نهرية وهما مصر والسودان و قد ساهمت في ذلك الاتفاقات الاستعمارية وما بعد الاستعمارية مثل اتفاق 1959 بشأن الاستفادة الكاملة من مياه النيل بين مصر والسودان (إبراهيم، 2005)
وكعلاج للاتفاقيات والممارسات السابقة تم اطلاق مبادرة حوض النيل عام 1999 من جانب دول النيل وهي بوروندي وجمهورية الكونغو الديمقراطية ومصر وإريتريا وإثيوبيا وكينيا ورواندا وجنوب السودان والسودان وتنزانيا وأوغندا.وقد تأسست مبادرة حوض النيل للاستفادة من المكاسب المحتمل الحصول عليها من الإدارة التعاونية والتنموية في حوض النيل. وقد اطلقت تلك المبادرة بناء على قناعة مشتركة مفادها انه با مكان الدول المعنية تحقيق نتائج أفضل لجميع شعوب حوض من خلال التعاون وليس من خلال المنافسة.و التحدي الرئيسي في هذا الاطار يتمثل في مسألة القضاء على الفقر. وعلاوة على ذلك، فقد تم بناء الشراكة حول رؤية مشتركة من أجل تطوير حوض نهر النيل .
و مع استثناء التحديات التي تواجهها مصر والسودان اللتان تقعان على الشواطئ السفلى لنهر النيل ، فضلا عن تحديات الانتقال من مرحلة التخطيط إلى مرحلة العمل، فان أهداف هذه المبادرة تتمثل فيما يلي :
تطوير الموارد المائية لحوض النيل بطريقة مستدامة ومنصفة لضمان الازدهار والأمن والسلام لجميع شعوبها .
ضمان كفاءة إدارة المياه والاستخدام الأمثل للموارد
ضمان التعاون والعمل المشترك بين الدول المتشاطئة وذلك لضمان الحصول على مكاسب.
) - الحد من الفقر وتعزيز التكامل الاقتصادي (المرجع نفسه

: -3- تجارب أفريقية جيدة في حل النزاعات المتعلقة بالانتخابات من خلال الوسائل السلمية:
يمكن أن تؤخذ الأزمات التي أعقبت الانتخابات في كينيا وزيمبابوي كأمثلة تقلل من الأضرار الناجمة عن عنف ما بعد الانتخابات وتعتبر العملية الانتخابية بديل عن العنف كوسيلة لتحقيق الحكم الرشيد.و عندما ينظر إلى العملية الانتخابية على انها غير نزيهة أو فاسدة وغير ملبية للطموحات ، فان شرعيتها السياسية تكون محل شبهة و ذلك من شأنه ان يغري أصحاب المصالح للخروج عن القواعد والمبادئ الرامية التي تحقيق أهداف العملية الانتخابية. وفي نفس الاطار ، أشار الاتحاد الأفريقي لهيئة الحكماء (يوليو 2010) أنه إذا لم تتم إدارة الانتخابات بشكل بناء فان ذلك يمكن ان يؤدي الى تقويض نسيج الدول والمجتمعات. ولذلك، فقد ولدت الانتخابات الصراعات والعنف وسرعت عملية تشكل التحالفات العرقية والإقليمية التي تهدد في بعض الأحيان النظام الاجتماعي ، والتنمية الاقتصادية، والجهود الرامية إلى تعزيز التكامل الإقليمي .
ومع التراجع المطرد لبعض الأسباب التاريخية للصراعات الأفريقية، ظهرت الانتخابات مؤخرا باعتبارها واحدا من الاسباب الرئيسية للصراع في جميع أنحاء أفريقيا. ومع ذلك، كانت هناك محاولات جيدة في إدارة مثل هذه المشاكل في كينيا وزيمبابوي .ان تجارب حل النزاعات ذات الصلة بالانتخابات في كينيا وزيمبابوي ة عام 2008 لها أثر إيجابي على الديمقراطية الأفريقية وهي اشارة جيدة نسبيا بالنسبة للدول الأفريقية الأخرى فيما يتعلق بإدارة المشاكل المتعلقة بالانتخابات
: كينيا
بعد إعلان نتائج الانتخابات الكينية مباشرة عام 2008 ، اجتاحت أعمال العنف البلاد على نطاق واسع وذلك بسبب خلفيات سياسية وحزبية وعرقية ، مما أدى إلى مقتل أكثر من الف شخص و نزوح مئات الآلاف منالمدنيين وحدوث اصابات لا تعد ولا تحصى. ولاحظ العديد من المراقبين أن العملية الانتخابية الكينية اتسمت بسوء الإدارة أو النفوذ السياسي المفرط الذي خلق صراع اجتماعي أعمق و خطير ساهم في اعاقة تقدم التنمية البشرية (برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، 2009). ولم يتوقف القتال الا عند توقيع اتفاقية تنص على ذلك و بوساطة الأمين العام السابق للامم المتحدة كوفي عنان حيث وقعت من قبل حزب الوحدة الوطنية برئاسة الرئيس مواي كيباكي وحركة أورانج الديمقراطية بقيادة ريلا اودينغا وقد ادى ذلك الى تشكيل حكومة ائتلافية حيثبقي كيباكي رئيسا للبلاد بينما تم تعيين اودينغا رئيسا للوزراء (هوفمان، )2010 .وقد اعتبر اتفاق تقاسم السلطة بين الطرفين المتصارعين افضل وانجح تجربة بالنسبة للا اتحاد الافريقي (هيئة حكماء الاتحاد الأفريقي ، يوليو 2010).
زيمبابوي
قبل خمسة ايام من اجراء جولة الاعادة الثانية للانتخابات في زيمبابوي في يونيو 2008 انسحب رئيس حركة التغيير الديمقراطي مورجان تسفانجيراي من الانتخابات الرئاسية حيث قام باتهام أنصار الحزب الحاكم زانو بي اف وقوات الأمن بتهديد انصار حزبه وارتكاب اعمال عنف ضدهم . ومع ذلك،فقدبقي تسفانجيرايمرشحا رئاسيا وتم اجراء الانتخابات.و فاز الرئيس الحالى روبرت موجابى في السباق الرئاسي ، مماحدا بأنصار مرشح مورجان تسفانجيراي الى الثورة ضد نتائج الانتخابات (هيكمان، ) ).
وفي سبيل حل المشكلة، شجع الاتحاد الافريقي مجموعة جنوب افريقيا للتنمية على بذل جهود الوساطة الرامية الى حل النزاع.. وفي أعقاب ذلك، ، وقع الرئيس موجابي ومورجان تسفانجيراي الاتفاق السياسي العالمي في سبتمبر 2008 حيث أصبح رئيس جنوب افريقيا ثابو مبيكي ضامنا لتنفيذ الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في فبراير 2009، وتم أنشاء حكومة وحدة وطنية حيث بقى الرئيس موجابي في بينما تولى تسفانجيراي منصب رئيس الوزراء (هيئة حكماء الاتحاد الأفريقي ، يوليو 2010).
ويستنتج من الحالتين السابقتين لإدارة النزاعات المتعلقة بالانتخابات، ان كينيا وزيمبابوي قد اتبعتا اسلوب معين في حل النزاعات اعتمادا على جهود مؤسسات قارية و إقليمية تتمتع بنفوذ قوي مميز.و الأهم من ذلك انه من خلال آليات الاتحاد الافريقي ومجموعة جنوب افريقيا التنموية تمكن الساسة والزعماء الافارقة من لعب دوركبير وهام في توليد الزخم الخاص بحل الأزمات
: الخبرات في مجال منع حدوث الصراع وآليات الإنذار المبكر
جاءت التحولات الأخيرة في هذا المجال بعد ان تحولت منظمة الوحدة الأفريقية إلى ما يسمى بمفوضية الاتحاد الأفريقي حيث توسعت صلاحيتها الامنية والسياسية اضافة الى تحول الهيئة الحكومية لمكافحة الجفاف والتصحر الى الهيئة الحكومية للتنمية التي توسعت صلاحيتها فيما يتعلق بايجاد آليات جديدة لمنع نشوب الصراعات.ويعتبر كل من نظام الإنذار المبكر للصراع والخاص بالاتحاد الأفريقي و نظام الانذار المبكر للصراع و الية الاستجابة مثالا جيدا في هذا الصدد..
: آلية نظام الانذار المبكر للصراع و الية الاستجابة لمعالجة النزاعات الرعوية في منطقة القرن الأفريقي
ان نظام الانذار المبكر للصراع و الية الاستجابة هو عبارة عن نظام خاص بالدول الأعضاء السبع في الهيئة الحكومية للتنمية في مناطق القرن الأفريقي وهي (جيبوتي وإريتريا وإثيوبيا وكينيا والصومال والسودان وأوغندا) .وقد تأسست هذه الهيئة وفقا للبروتوكول الموقع من قبل الدول الأعضاء خلال اجتماع القمة التاسعة الذي عقد في الخرطوم، السودان، في عام 2000 (مواغيرو 2002). وتركز هذه الالية على الصراعات الرعوية عبر الحدود.

و تشمل أهم إنجازات هذه الالية منذ أن بدأت عملها في الإنذار المبكر والاستجابة المبكرة ما يلي :
قاعدة بيانات موسعة تقدم معلومات ثابتة ودقيقة الوقت المناسب عن الصراعات الرعوية عبر الحدود .
محاولة التعامل مع دينامية الصراعات والجمع بين التحليل الكمي والنوعي للبيانات
-تقارير تقدم أساسا جيدا لتطوير خيارات التدخل وآليات الاستجابة
-بناء القدرات لمنع النزاعات وإدارتها ومواجهتها في المنطقة من خلال التدريب على مهارات الإنذار المبكر للصراع والاستجابة المبكرة في معاهد البحوث، والرصد الميداني ومن خلال أعضاء اللجنة المحلية في الدول الأعضاء في هيئة التنمية البين حكومية.
رفع مستوى الوعي بين الحكومات والجهات الفاعلة في المجتمع المدني والشركاء الآخرين بشأن طبيعة وكثافة وحجم الصراعات الرعوية عبر الحدود .
-محاولة وضع الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية في بوتقة واحدة للعمل معا واعتماد استراتيجيات معالجة الصراعات الرعوية العنيفة العابرة للحدود.

ومن بين أمور أخرى قامت هذه الالية منذ عام 2004، بتتبع الحوادث المتعلقة بالنزاعات الرعوية في بعض الدول الاعضاء وخصوصا في كينيا وإثيوبيا وأوغندا، والجهات الحكومية المعنية وغيرها من الجهات التي لها القدرة على اتخاذ إجراءات لوقف تلك الصراعات (سيبرت وإبس).
ب-نظام الانذار المبكر الخاص بالاتحاد الافريقي:
ومن النماذج الرئيسيةلانظمة الانذار الإقليمي المبكر والاستجابة المبكرة النظام القاري للإنذار المبكر في أفريقيا،الذي تم تأسيسه عام 2002 لغرض احتواء الأزمات والحيلولة دون تحول تلك الازمات الى صراع عنيف ذي نطاق واسع. وقد تم إنشاء هذا النظام من قبل الاتحاد الأفريقي كجزء من آلية متكاملة لمنع نشوب الصراعات. ويتم جمع المعلومات الاستخباراتية وتحليلها ويمكن للاتحاد الافريقي القيام بإرسال بعثات إضافية لتقصي الحقائق . بعد ذلك يمكن لمجلس الأمن و السلام انيتخذ قرارا بخصوص التدخل او عدمه .و يتم الاستفادة من صندوق السلام الأفريقي والقوة الأفريقية الاحتياطية للقيام بالتدخل . وعلى الرغم من التحديات المالية التي يواجهها الصندوق فقد تم مؤخرا ارسال بعثات الى بوروندي (2003) ودارفور (2004-06)، والصومال (2007/08) وجزر القمر (2008) (دن وهوفلر، أبريل 2012).
: دور الممثلين المنتخبين في منع نشوب الصراعات وبناء السلام
ان الدور الاساسي للممثلين المنتخبين في اي بلد كان يتمثل في عملية سن القوانين والتشريعات. لكنه اصبح من المقبول الان وعلى نطاق واسع ان يكونوا هم الفاعليين الرئيسيين في مجال منع نشوب الصراعات وبناء السلام. اذ ان بامكانهم لعب دور حاسم في احتضان الجماعات المختلفة في بلد معين كما يمكنهم تعزيز بناء السلام ومنع نشوب الصراعات بنسبة من خلال وضع اطار تشريعي و مؤسسي للمساعدة في منع نشوب الصراعات. وبصرف النظر عن منع الذراع التنفيذي للحكومة من توظيف وسائل عنيفة لإدارة الصراعات، فانه يمكن للممثلين أيضا تنظيم جلسات استماع علنية في المناطق الجغرافية المختلفة حيث يقتضي بذل الجهود المتعلقة ببناء السلام .و هذامن شانه ان يجعلهم اكثر الماما ومعرفة باحتياجات المجتمعات المحلية المتضررة من النزاع والأفراد على حد سواء على الصعيدين الوطني والإقليمي (العلي وبيضون، 2010). وهذا يدل على أن دور الممثلين المنتخبين يمتد إلى أبعد من ذلك، ويمكن أن يلعبوا دورا فعالا في تعزيز التسامح والمصالحة من خلال اعتماد القوانين التي تركز على التعليم من أجل السلام (فريمان، 2005).
ان اي ممثل منتخب لديه القدرة على المساهمة في بناء السلام من خلال المفاوضات والمناقشات البرلمانية في اللجان البرلمانية. ووفقا لذلك، ينبغي تشجيع الأحزاب السياسية المعارضة البناءة من اجل الحصول على نتائج مثمرة من خلال المناقشات والمفاوضات. وينبغي على الممثلين المنتخبين اعتماد سياسات التنمية والحكم الرشيد،و نزع صفة المركزية عن السلطة مركزية وتقليص الشروط المسبقة التي يمكن أن يتم استخدامها من قبل الفاعلين عديمي الضمير للتحريض الصراع. وعلاوة على ذلك، ينبغي أن يلعب اولئك الممثلون دورا لا غنى عنه في تعزيز سيادة القانون في بلد بعينه حيث ان مبدأ سيادة القانون لديه القدرة على المساهمة في بناء السلام ليس فقط من خلال بناء إطار القوانين القائمة على الأعراف الاجتماعية التي يلتزم بها المجتمع طواعية، ولكن أيضا من خلال توفير الاستقرار من خلال العدالة. وأخيرا، ينبغي على الممثلين المنتخبين تطوير العلاقات الإقليمية، لا سيما وان تخصيص الموارد الشحيحة اصلا لخدمة التنمية يمكن أن يختلف باختلاف اولويات التنمية و هذا من شأنه أن يساعد على منع الصراعات المحتملة على المستوى الإقليمي (أوبراين، )2005).
الخاتمة:
تعاني أفريقيا بشكل كبير من الصراع والعنف المسلح اللذين تسببهما العديد من العوامل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. وترتبط معظم الصراعات ، بالحدود والنزاعات الإقليمية؛و الحروب الأهلية والصراعات الداخلية التي لها تداعيات دولية الى جانب الصراعات السياسية والأيديولوجية؛ والمطامع و نزعات الانفصال الى جانب اشياء اخرى كثيرة. وقد ادت هذه الصراعات الى سقوط الكثير من الاصابات و الوفيات البشرية، الى جانب ارتفاع مستوى الأمية بين صفوف الكبار، كما سببت في حدوث موجات من الجوء والنزوح الداخلي ، والخسائر الزراعية و استنزاف ايرادات السياحة، الخ..
ومع ذلك فان أفريقيا لديها خبرات فيما يخص إنهاء أنواع مختلفة من الصراعات.و في هذا الصدد، يمكن اعتبار الاستفتاء الذي جرى في اريتريا في الفترة 1993-1994تحت رقابة الامم المتحدة والاستفتاء الخاص بجنوب السودان الذي جرى عام 2010 نموذجا ومثالا حسنا لما ذكرناه انفا.
ويمكن أيضا اعتبار الأزمات التي حدثت بعد الانتخابات التي جرت في كل من كينيا وزيمبابوي أمثلة تقلل من اضرار عنف ما بعد الانتخابات . وعلاوة على ذلك، فإن نظام الانذار المبكر الخاص بالاتحاد الافريقي والية الاستجابة المبكرة ونظام الانذار المبكر للصراع خير مثالين فيما يتعلق بمعالجة انواع مختلفة من الصراعات.
















قائمة الاختصارات الواردة في ورقة العمل
البنك الأفريقي للتنمية
-adb
الاتحاد الأفريقي
-au
آلية الأنذار المبكر للصراعات والاستجابة لها
-cewarn
وحدات الأنذار المبكر للصراعات والأستجابة المبكرة لها
-cewerus
نظام الإنذار المبكر للصراع
-cews
السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا
-comesa
اتفاقية السلام الشامل
-cpa
منع الصراعات وإدارتها ولاستجابة لها
-cpmr
الاتفاق السياسي العالمي
-gpa
النازحين ( المشردين ) في الداخل
-idps
الهيئة بين الحكومة للتنمية
-igad
الهيئة بين الحكومية لمكافحة الجفاف والتصحر
-igad
منظمة التنمية المشتركة
-jdz
شركة ممر مابوتو
-mcc
المبادرة اللوجستية لممر مابوتو
-mciz
ممر تنمية مابوتو
-mdc
حركة التغير الديمقراطية
-mdc
مبادرة حوض النيل
-mbi
وكالة التخطيط والتنسيق ( ينباء)
-nbca
حركة الوحدة الوطنية
-odm
استراتيجيات تنمية الموارد الأفريقية القائمة على التصنيع
-pnu
المجتمع الإنمائي للجنوب الأفريقي
-raids
لجنة استفتاء جنوب السودان
-ssrc
برنامج الأمم المتحدة الإنمائي
-undp
لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا
-uneca




المصدر: ملتقى شذرات

الملفات المرفقة
نوع الملف: doc workpaperPeaceMeeting3.doc‏ (192.0 كيلوبايت, المشاهدات 3)
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
أفريقيا, المصالحة, التعاونية, الصراعات


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع الأساليب التعاونية لحل الصراعات في أفريقيا
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مذهبة الصراعات الإقليمية في المشرق عبدالناصر محمود بحوث ودراسات منوعة 0 01-23-2015 08:28 AM
فيديو...أوباما بنفسه يعترف: نستعمل الجيوش العربية في الصراعات ونحافظ على جنودنا Eng.Jordan أخبار عربية وعالمية 0 10-22-2014 09:12 AM
التوازنات الاستراتيجية وأثرها في حسم الصراعات عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 05-01-2014 07:31 AM
تحميل كتاب العالم المعاصر و الصراعات الدولية Eng.Jordan كتب ومراجع إلكترونية 0 12-30-2012 02:53 PM
وبدأت الصراعات بين "غاز شرق المتوسط" ومصر المساهمون في الشركة يهددون باللجوء.. للتحكيم الدولي Eng.Jordan أخبار اقتصادية 0 04-24-2012 02:35 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 08:07 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59