|
أخبار ومختارات أدبية اختياراتك تعكس ذوقك ومشاعرك ..شاركنا جمال اللغة والأدب والعربي والعالمي |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
مكتبة الأزهر رقمنة التاريخ المخطوط
الموسوعة العربية : أحمـد محمود أبو زيد: مصر تحتل مكتبة الأزهر مكانة كبيرة لما تحويه من نفائس المخطوطات النادرة التي يعود تاريخ بعضها إلى أكثر من ألف عام، وتعتبر هذه المكتبة من أقدم المكتبات الإسلامية وأشهرها في مصر والعالم الإسلامي، فهي المكتبة الثانية في مصر بعد دار الكتب المصرية، وتؤدي رسالة ثقافية مهمة، حيث يقصدها الباحثون من مختلف دول العالم للاطلاع على المخطوطات النادرة التي تحتويها ويندر وجودها بالمكتبات الأخرى، وتقوم بتبادل صور مخطوطاتها مع مكتبات الجامعات الإسلامية ومراكز البحوث العالمية المهتمة بالتراث الإسلامي على مستوى العالم كله. عمر هذه المكتبة يزيد عن 900 عام، فقد ورد ذكرها في الكتب لأول مرة عام 517 هجرية، وتضم بين جنباتها ما يقرب من 125 ألف كتاب، تقع في نحو ربع مليون مجلد تقريباً، منها حوالي 42 ألف مخطوط، تعد من أندر المخطوطات، وتشمل مختلف علوم المعرفة. وقد ارتبط تاريخ هذه المكتبة بنشأة الجامع الأزهر في عهد الدولة الفاطمية، حيث تحول الجامع بعد إنشائه بعدة سنوات إلى معهد عالٍ تدرس فيه الفقه والشريعة وعلوم الدين، وحرص الخلفاء والولاة والعلماء على تزويده بالمخطوطات والكتب الدينية والعلمية التي يحتاجها طلاب العلم، فقد أمر (الحاكم بأمر الله الفاطمي) بنقل نصف الكتب التي كانت بدار الحكمة إلى الجامع الأزهر، وبلغ عدد كتبها في ذلك الوقت أكثر من خمسين ألف كتاب. خزانة الكتب وكان كل رواق من أروقة الجامع يحتفظ بالكتب والمخطوطات الخاصة به، حتى تكونت خزانة للكتب، بدأت الإشارة إليها في كتب التراث بعبارة صغيرة أطلقها (بن ميسر) في كتابه (أخبار مصر)، قال فيها: إنه أسند إلى داعي الدعاة (أبى الفخر صالح) منصب الخطابة في الجامع الأزهر مع رعايته لخزانة الكتب به. واستمرت خزانة الكتب بالأزهر تقوم بدورها التنويري في خدمة العلم والدين حتى جاءت الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون عام 1798م، ودخل الفرنسيون الأزهر وأهدروا الكثير من كتب الخزنة، وأخذوا بعض الكتب والمخطوطات، ونقلوا بعضها إلى باريس، والتي ما تزال موجودة هناك حتى اليوم، وأحرقوا أمهات الكتب للتدفئة بها وخربوا الأروقة وما بها من مخطوطات. وبعد خروج الفرنسيين من مصر تشكلت لجنة عام 1805م، لجمع ما تبقى من كتب ومخطوطات في أروقة الأزهر، البالغ عددها 24 رواقاً، وإنشاء خزانة عامة للكتب داخل الجامع الأزهر، ومحو آثار التخريب الذي أحدثته الحملة الفرنسية على الأزهر وتراثه. فقد كان في الأزهر العديد من الأروقة، والرواق عبارة عن مكان يعيش فيه مجموعة من الطلاب من بلد واحد، فكان هناك رواق للأتراك وآخر للمغاربة وغيره للشوام وهكذا، وكان يوجد في كل رواق من هذه الأروقة مكتبة خاصة به يستخدمها طلاب الرواق وغيرهم من الطلاب الآخرين، ولكن هذه المكتبات كان ينقصها التنظيم المتبع في المكتبات الكبيرة، مما أدى إلى ضياع العديد من الكتب النفيسة التي كانت موجودة في هذه المكتبات، سواء بالتلف أو الإهمال أو السرقة، أو بيع القائمين على المكتبات لهذه الكتب لمن يدفع، وكانوا يبيعونها بأثمان بخسة. ثم ضمت إلى المكتبة الأزهرية مكتبة رواق الأحناف، التي كانت تحوي مطبوعات نفيسة ونادرة ومخطوطات قيمة، وكذلك ضم إليها الرواق العباسي, وشغلت المكتبة هذين المكانين إلى جانب المكان الأصلي في المدرسة الأقبغاوية، وهي إحدى مدارس الأزهر التاريخية التي أنشئت في العصر المملوكي، ثم استكملت الفهارس الخاصة بالمكتبة، وتم إصدار الجزء السابع منها، وقامت المكتبة بمعاونة هيئة اليونسكو بتصوير المخطوطات النادرة بها، وكان مجموع ما تم اختياره من هذه الكتب (3497) مجلداً، وذلك للاحتفاظ بهذه الصور بحيث يمكن الاستعاضة بها عن أصول الكتب إذا تعرضت للتلف أو الضياع. وفي عام 1853م أمر ديوان عموم الأوقاف بجرد مكتبات المساجد والتكايا وأروقة الأزهر في سجلية جامعية، بلغ فيها مجموع هذه المجلدات 18564 مجلداً. محمد عبده والمكتبة وفى عهد الشيخ محمد عبده شيخ الأزهر، عام 1897م، أنشئت مكتبة للأزهر، وقام الإمام بدور كبير في جمع شتات هذه المكتبة، والذي تفرق بين أروقة الجامع، وفي المساجد الكبرى بالقاهرة، وقام بتعيين أول إدارة للمكتبة بقرار رسمي سنة 1314هـ. واستطاع محمد عبده المحافظة على ما تبقى من أمهات الكتب وأندر الدوريات، وقد كان محمد عبده يمتلك رؤية حضارية واسعة، لذلك سعى إلى توسيع مقتنيات المكتبة بما يكفل لها الاستمرار، فدعا فضلاء المصريين إلى التبرع بمكتباتهم الخاصة، واستجاب له عدد من هؤلاء، كان من بينهم: الشيخ حسونة النواوي شيخ الأزهر، والشيخ العروسي، والشيخ الإمبابي، ومفتي الديار المصرية الشيخ عبد القادر الرافعي، ومفتي الديار المصرية الشيخ محمد بخيت المطيعي، ووزير المعارف المصري سليمان باشا أباظة، والشيخ محمد حسنين البولاقي وغيرهم، وبلغ عدد المكتبات الموهوبة للمكتبة الأزهرية 32 مكتبة خاصة. وقد كان عدد الكتب بالمكتبة وقت إنشائها عام 1897م، 7703 كتب, منها 6617 كتاباً بطريقة الإهداء و1086 كتاباً بطريق الشراء, وأصبح عددها في عهد محمد عبده 18564 كتاباً، وكان عدد مواردها وفنونها 28 فناً، تشتمل على المصاحف والقراءات والتفسير والحديث ومصطلح الحديث وفقه الأئمة الأربعة والنحو والصرف والبلاغة والتوحيد والمنطق والتصوف والأدب والمديح والآداب والمواعظ والأحزاب والأوراد والأدعية والوضع وآداب البحث والعروض والفلك والميقات والحساب والهندسة والطب والفنون والمجامع. فهرسة المكتبة وتصنيفها لم يكن لهذه المكتبة في بدايتها فهارس منظمة، فيما عدا محاولات لم يكتب لها التوفيق حتى عام 1362هـ/1943م. حيث عني المسؤولون بالأزهر بسد النقص، وبدئ في وضع فهرس مفصل لمحتويات المكتبة, وتم ذلك عام 1369هـ/1950م، وهو فهرس أبجدي بأسماء الكتب، وقد صدر في ستة مجلدات مجموع صفحاتها (3595) صفحة، وأهدي هذا الفهرس إلى الجامعات المصرية والهيئات العلمية في مصر وغيرها من الأقطار العربية وبعض جامعات أوروبا وأمريكا وآسيا، وإلى بعض العلماء البارزين في مصر. ومع التطوير الذي تعرضت له المكتبة خلال القرن الماضي، تم تزويدها بكل الفنون والعلوم، حتى بلغ عدد كتبها في السنوات الأخيرة 79132 كتاباً، تقع في 183668 مجلداً، وأصبحت موزعة إلى 60 فناً لكل منها عنوان خاص تشمل: المصاحف، القراءات، علوم القرآن، التفسير، مصطلح الحديث، الحديث، الأصول، فقه الأئمة الأربعة، المواريث، حكمة التشريع، الفقه العام، علم الكلام، المنطق، آداب البحث، الفلسفة، التصوف، آداب الفضائل، لغة، صرف، نحو، وضع، بلاغة، عروض وقوافي، أدب، تاريخ، تقويم البلدان، الأخلاق والتربية والاجتماع، القوانين واللوائح، الطب، الحساب، الهندسة، الجبر والمقابلة، الفلك، الهيئة، الأدعية والأوراد، تعبير الرؤيا، الحرف، الفراسة والكف، الخط والرسم والإملاء، الاقتصاد السياسي، التجارة والصناعة، مسك الدفاتر الزراعية، الطبوغرافيا، الكيمياء والطبيعة، الفروسية والفنون الحربية، الموسيقى، الصور والرسوم، النحل الإسلامية، شرائع غير إسلامية، دوريات، إحصائيات ونشرات وتقارير، معارف عامة، اللغات الأجنبية، اللغات الشرقية. 42 ألف مخطوطة وتضم المكتبة كنوزاً من المخطوطات في كثير من الفنون، لا تتيسر في مكتبة أخرى، حيث بلغت مخطوطاتها حتى اليوم نحو 42 ألف مخطوطة، يرجع البعض منها إلى القرن الثالث الهجري، وتحتوي على مخطوطات نادرة، مثل كتاب (غريب الحديث) لـ(ابن سلام)، الذي كتب سنة (311هـ) على رق غزال، ومصاحف نادرة بها عدد حروف القرآن وآياته وكلماته وتفسير معانيه، ومصحف مكتوب باليد على جلد غزال. ومعظم الكتب والمخطوطات القديمة مكتوبة بأيدي مؤلفيها. وفي المكتبة أيضاً مخطوط كتب عام 155 هجرية، وهذه المخطوطات متاحة لرواد المعرفة على اختلاف أجناسهم للاطلاع والاستعارة، وتتبادل المكتبة مع المكتبات الأخرى المخطوطات النادرة لنسخها أو تصويرها والاستفادة منها في الدراسات والأبحاث. وبالإضافة إلى الكتب باللغة العربية، تضم المكتبة 2006 كتب باللغات الأجنبية، وهناك مكتبة خاصة بالرسائل الجامعية فيها 1644 كتاباً بالعربية من رسائل الماجستير والدكتوراه و2933 باللغات الأجنبية. مبنى حضاري للمكتبة ولما كان مقر المكتبة الملحق بالجامع الأزهر، والذي أنشئ عام 1314هـ/1897م، غير صالح لأداء رسالتها العلمية كاملة، رأى القائمون على أمر الأزهر أن يكون ضمن التخطيط لمباني الجامعة الأزهرية إنشاء مبنى خاص بالمكتبة تستوفى فيه حاجاتها على غرار المكتبات العلمية الحديثة. والمبنى الجديد للمكتبة يتكون من 14 طابقاً، ويقوم على خدمته 109 موظفين، وتتوافر فيه كل الخدمات التي يحتاجها طلاب العلم والباحثون مثل الفهارس واستخدام نظام الميكروفيلم، إضافة الى تصنيف المكتبة بشكل علمي في 14 إدارة لتوفير سرعة الأداء، وتخصيص ثلاثة أدوار للمخطوطات والمقتنيات النادرة، إلى جانب قاعة للمكفوفين من الباحثين وطلبة العلم. ولا شك أن هذا المبنى الجديد بتقسيماته المختلفة يعتبر نقلة حضارية كبرى لهذه المكتبة العريقة التي مرت بمراحل متعددة من الطمس والتخريب، وما زالت تحتفظ حتى اليوم بما فيها من مخطوطات نادرة وكتب تراثية تشمل كافة فنون العلم والمعرفة. وقد بدأت مكتبة الأزهر في السنوات الأخيرة، عملية المسح الضوئي لجميع مخطوطاتها، بعد الاتفاق مع إحدى الشركات العالمية للحاسبات الآلية، بحيث يتضمن تصوير كل مخطوط ثلاث صور، الأولى للمستفيد، والثانية تحفظ في أحد البنوك المعنية بحفظ التراث، والثالثة يتم تداولها لمن يرغب في اقتنائها. وهذا التحول الرقمي للمكتبة بمخطوطاتها وكنوزها، يدعم توافر النفائس التي تزخر بها المكتبة، وإتاحتها للمطلعين ومستخدمي الإنترنت وجميع الباحثين والزائرين من جميع أنحاء العالم، إذ لا يوجد من هذه المخطوطات نسخ أخرى في أي مكان في العالم، وبالطبع تصبح هذه النسخ بصيغتها الإلكترونية متوافرة للجميع. المكتبة في العصر الرقمي ومع ظهور الكمبيوتر وشبكة الإنترنت وحدوث طفرة كبيرة في تطور المكتبات، وظهور النشر الإلكتروني؛ واكبت مكتبة الأزهر هذا التطور التكنولوجي والمعلوماتي الكبير، ودخلت على الإنترنت من خلال موقع (شبكة المكتبات المصرية)، والذي يتم من خلاله الاطلاع على الكتب المختلفة. هذا إلى جانب موقع الأزهر والمؤسسات الدينية في مصر مثل دار الإفتاء ووزارة الأوقاف والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية. فقد استدعت ثورة المعلومات والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن تواكب المكتبة الأزهرية العصر الذي تعيش فيه، بهدف نشر الثقافة الإسلامية، وتسهيل عملية الاطلاع عليها، إذ إن مهمة المكتبة ليست وضع الكتب على الأرفف، ولكن نشرها للاستفادة منها. وقد بدأ منذ عام 2000م، الإعداد لإطلاق موقع عملاق في فضاء الإنترنت يحمل اسم (الأزهر أون لاين) يضم محتويات المكتبة الأزهرية العريقة، ويوفر هذا المشروع العملاق كافة الخدمات البحثية للباحثين والمهتمين بالثقافة الإسلامية وتراثها العريق، كذلك يوفر إمكانية البحث في محتويات المكتبة عن أي مخطوط أو كتاب يحتاج إليه الباحث مقابل تكلفة قليلة. المصدر: ملتقى شذرات
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201) |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
مكتبة, المخطوط, الأزهر, التاريخ, رقمنة |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع مكتبة الأزهر رقمنة التاريخ المخطوط | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مكتبة الأزهر | Eng.Jordan | أخبار ومختارات أدبية | 0 | 05-13-2013 12:54 PM |
مكتبة الاسكندرية | Eng.Jordan | كتب ومراجع إلكترونية | 0 | 03-03-2012 03:20 PM |
عوامل تحريف التاريخ الأموي تشويه التاريخ | تراتيل | شذرات إسلامية | 0 | 02-23-2012 04:36 PM |
مكتبة الخطوط | Eng.Jordan | الصور والتصاميم | 4 | 02-04-2012 12:39 AM |