#1  
قديم 07-26-2018, 08:33 AM
الصورة الرمزية صابرة
صابرة غير متواجد حالياً
متميز وأصيل
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 8,880
افتراضي صور من إعجاز الخطاب العلمي في القرآن الكريم



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اقتضت حكمة الله بأن تسود في جميع أمور الحياة الدنيا هذه الازدواجية الفطرية: الدنيا والآخرة، الحياة والموت، الخير والشر، الإيمان والكفر، الصلاح والطلاح، الجنة والنار، وما إلى ذلك من اختلاف وتعارض، ألا بضدها تتميز الأشياء!


ولهذا، فالله تعالى يحثنا على أن نعمل جادين وبكيفية منهجية أملا في اللجوء إلى الشطر الإيجابي من هذه المعادلة، مصداقا لقوله تعالى على لسان رسوله الكريم (ففروا إلى الله، إني لكم منه نذير مبين) آية 50 س.
الذريات.

ومن المفروض أن يكون أول من ينصاع لهذا الأمر الإلهي قبل غيرهم، هم أهل العلم بالمعنى العام للكلمة يعني إضافة إلى علماء الدين، ممن تضلعوا من علوم الطب والبيولوجيا والفيزياء وعلم النفس والبحوث الفضائية وغير ذلك من ميادين الاكتشافات العلمية، وذلك لأنه كلما زاد اطلاع الإنسان على خبايا أمور الدنيا، زاد إيمانه بالله وعظمته وكلية قدرته وسلطانه المطلق، ألم يقل الله تعالى: (إنما يخشى الله من عباده العلماء) .28 س فاطر.


وهذه بعض الاكتشافات العلمية تم استنباطها من آيات كتاب الله بفضل جهود علماء ومفكرين باختلاف توجهاتهم واهتماماتهم العلمية والفزيائية والأدبية والطبية والفلكية وغيرها، أوردتها مجلة الإعجاز العلمي لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة:


1) قوله تعالى في سورة الحج 27: (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر ياتين من كل فج عميق)، الفج هي شقة يكتنفها جبلان، كما يستعمل في الطريق الواسع، وجمعه: فجاج لقوله تعالى: (سبلا فجاجا) أي طرقا واسعة، أما فج عميق في الآية فيعني بعيد، وأصل العمق هو البعد سفلا، يقال: بئر عميق ومعيق إذا كانت بعيدة القعر.
واستنادا إلى تأويل هذه الآية الكريمة، وجد نهائيا مفتاح لغز نظرية كروية الأرض التي اكتنفها الغموض لزمن طويل وأثارت جدلا واسعا بين العلماء الذين توفقوا من خلال تلك النظرية إلى اكتشاف معجزة أخرى لا تقل أهمية عن الأولى، وهي أن أم القرى (مكة المكرمة) محور مركزي بالنسبة للكرة الأرضية كلها. ويؤكد ذلك قوله تعالى: (فج عميق) بدلا من (فج بعيد)، لأن جميع الطرق إلى مكة تنطلق من أسفل الكرة الأرضية.


2) آية ,20 من سورة الرحمان (مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان) وضمن هذه الآية الكريمة هناك مرج وأصله الخلط. والمروج هو الاختلاط، يقال مرج أمرهم، يعني اختلط، ومنه أمر مريج، أي مختلط. ومن ذلك قوله تعالى: (فهم في أمر مريج) في س. ق. وجاء في الآية (مرج البحرين) يعني العذب والملح، خلط طرفيهما عند التقائهما من غير أن يبغي أحدهما على الآخر. وتسمي العرب الأرض التي يكثر فيها النبات فتمرح فيه الدواب: مرجا. وقوله: (من مارج من نار) 15 الرحمان، أي لهيب مختلط.


أما كلمة برزخ فتعني الحاجز والحد بين شيئين، والبرزخ في القيامة هو الحائل بين الإنسان وبين بلوغ المنازل الرفيعة في الآخرة، وذلك إشارة إلى العقبة المذكورة في آية 11 من س. البلد (فلا اقتحم العقبة) وقال تعالى (ومن ورائهم برزخ إلي يوم يبعثون) 100 المؤمنون، وقيل البرزخ هو ما بين الموت والقيامة.


والمعجزة العلمية التي تم استنباطها من هذه الآية الكريمة تتلخص في هذا البرزخ أو الحاجز الخفي واللامنظور الذي يحول بين البحرين ليمنعهما من أن يطغى أحدهما على الآخر فيختلط به. وكانت هذه من أعظم المعجزات وأغربها التي اكتشفها العلم الحديث واندهش لها الجميع.


3) وقوله عز وجل: (أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب، إذا أخرج يده لم يكد يراها) 40 النور. وكلمة لجي من اللجاج، أي التمادي والعناد في تعاطي الفعل المزجور عنه، ويقال: لج في الأمر، يلج، لجاجا. وذلك في قوله تعالى (ولو رحمانهم وكشفنا ما بهم من ضر للجوا في طغيانهم يعمهون) 75 المؤمنون وفي سورة الملك 21 (بل لجوا في عتو ونفور) ومنه لجة الصوت، أي تردده ولجة البحر: تردد أمواجه ولجة الليل: تردد ظلامه، واللجلجة: التردد في الكلام ومنه رجل لجلج ولجلاج: في كلامه تردد، ويقال: الحق أبلج (ظاهر وصريح) والباطل لجلج، يعني لا يستقيم في قول قائله وفعل فاعله بل يتردد فيه.


و قد أثارت الآية الكريمة اندهاش العلماء والباحثين في مجال الإعجاز العلمي، الذين تساءلوا: كيف يصف الرسول صلى الله عليه وسلم أعماق البحار بأوصاف دقيقة، رغم أنه عليه السلام لم يعرف عنه قط أن له علاقة ما باستكشاف قاع البحور؟ كما أن الأوصاف والمعلومات التي ذكرتها الآية الكريمة بكل دقة ووضوح وإحكام لا تناسب إلا من له خبرة ودراية متينة في ممارسة مهنة الغوص ومواجهة أخطارها وتحدياتها، وما ذلك كله على الله بعزيز.

وبناء على ما سبق، فالأمثلة السابقة تدفع القارئ إلى طرح هذا السؤال الفلسفي: من هو العاقل واللبيب ومن هو الجاهل والمعتوه في الحكم على القرآن الكريم؟
{لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا، ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة، ولكن ليبلوكم فيما آتاكم} 48 المائدة.

عبد الرحمان أيت الحاج

المصدر: ملتقى شذرات

__________________
" يا الله أنتَ قوتي وثباتي وأنا غصنٌ هَزيل "
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الخطاب, العلمي, القرآن, الكريم, إعجاز


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع صور من إعجاز الخطاب العلمي في القرآن الكريم
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من إعجاز القرآن في أعجمي القرآن عبدالناصر محمود بحوث ودراسات منوعة 0 02-27-2017 07:51 AM
أثر حفظ القرآن على المستوى العلمي عبدالناصر محمود دراسات ومراجع و بحوث اسلامية 0 04-17-2015 07:18 AM
الخطاب الأدبي في القرآن الكريم والسؤال الغائب ام زهرة مقالات وتحليلات مختارة 0 05-27-2013 09:26 AM
معرض عن الإعجاز العلمي في القرآن والسنة بـ مدريد عبدالناصر محمود المسلمون حول العالم 0 04-28-2013 10:04 AM
كتاب رائع حول الإعجاز العلمي للقرآن الكريم Eng.Jordan كتب ومراجع إلكترونية 1 01-20-2013 11:23 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 11:05 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59