#1  
قديم 12-01-2016, 03:06 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي مدخل الى علم المعلومات




مدخل الى علم المعلومات
تمــهيــد: [1]
قبل تحديد مفهوم العلم لابد من التحقق من وجوده أولاً، ولابد من الإحاطة بمدى اكتسابه صفة العلمية ثانياً، إن وجود العلم يتحقق من خلال أمور كثيرة مثل عدد المتخصصين في مجالاته، من الباحثين والعاملين في ميادينه، ورصيده من النتاج الفكري كماً ونوعاً، ومؤسساته الأكاديمية والمهنية، وأنشطته العلمية من مؤتمرات وندوات وغير ذلك•
ولعلم المعلومات وجود حقيقي ومتكامل منذ الستينيات أكده علماء المعلومات، ففي عام 8691 درس تافكو سراسفك وريس (TEFKO SARACEVIC & A.M.Rees) وجودية علم المعلومات وأثر ذلك في التطبيقات المكتبية(1) وحددا سبعة شروط يجب توفرها في أي علم لكي يستحق أن تطلق عليه تسمية علم >Science< وهذه الشروط هي:
1 • وجود مجتمع مهتم بدراسة مجموعة من الظواهر•
2 • وجود أشخاص متخصصين في مجالاته ولهم مواصفات واهتمامات مشتركة، وهم عادة ينتمون إلى مؤسسات أكاديمية وبحثية•
3 • توفر أساليب وأدوات ومناهج للبحث في ميادينه•
4 • قيام أساس نظري يستند إليه سواء كان ذلك الأساس مكتملاً أو في سبيل الاكتمال•
5 • وجود تعليم نظامي لمن يهتم بموضوعاته•
6 • توفر قنوات اتصال رسمي وغير رسمي بين المتخصصين والباحثين في مجالاته•
7 • وجود جمعية مهنية ومجلة علمية متخصصة•
ولقد قرر الباحثان ـ في ذلك الوقت ـ انطباق أغلب تلك الشروط والمواصفات ـ إن لم تكن جميعها ـ على علم المعلومات وفق معطيات تلك الفترة، بينما نستطيع الجزم اليوم ـ ونحن على أعتاب القرن الحادي والعشرين ـ بأن علم المعلومات قد استكمل تلك الشروط تماماً، وتوفرت له خصائص العلم الكامل الواضح الحدود، وأنهى موفقاً رحلة البحث عن الهوية التي كتب عنها حشمت قاسم في بداية الثمانينيات
نشأة علم المعلومات:[2]
1 ـ ملامح أولية
منذ أن خلق الله تعالى الإنسان وعلمه البيان كان طلب العلم ضالته المنشودة، وإحدى حاجاته الأساسية، من أجل أن يعرف نفسه ويعرف عالمه، ولقد تعلم الكثير وحفظ الكثير حتى ضاقت حافظته فاخترع الكتابة معيناً لذاكرته، تحفظ خبراته ومعارفه عبر الزمن وتنقلها إلى الأجيال الآتية من بني جنسه، فكتب على الأحجار وعلى جدران الكهوف وعلى الطين وعلى البردي وعلى جلود الحيوانات، وعلى كل شيء يصلح أن يكون وعاءً للمعلومات• وعندما تكاثرت هذه الأوعية تفرغ نفر ممن يمتلكون حب العلم والكفاءة لترتيب وتنظيم تلك الأوعية بطريقة تسهل الوصول إلي أي منها، وكان سدنة المعلومات هؤلاء يجرون عمليات البحث والتنقيب عن المعلومات ويستخرجونها من مظان هذه الأوعية، فيستفيدون منها أو يستفيد منها غيرهم• بهذا الجهد المعلوماتي العملي بدأت البوادر الأولى لمهنة المعلومات في أبسط صورها، واستمرت تتطور مع تطوير الإنسان وازدهار حضارته، والتزم الملوك والأمراء وذوو الأمر بتشجيع هذه المهنة العلمية وإقامة مؤسساتها المختلفة من مكتبات ودور وثائق وغيرها، وأغدقوا العطايا على القائمين عليها•
كانت الكتابة أول ثورة حضارية للفكر الإنساني، غير أن اختراع الورق وسع قاعدة تلك الثورة وقدم لها سبل التطور والانتشار•
لقد كان للعراقيين الأوائل فضل اختراع الكتابة، وكان للعرب المسلمين فضل تطوير صناعة الورق وتعريف العالم بقيمته، في وقت كانت أوربا يعمها ظلام الجهل•
واستمر الكفر الإنساني يغذي بعضه بعضاً حتى القرن الخامس عشر الميلادي إذ اخترعت الطباعة بالحروف المعدنية المتحركة فنقلت العالم إلى عصر حضاري جديد• فطبعت الكتب بنسخ كثيرة وازداد تداولها بين الناس وانتشر العلم، وظهرت الدوريات، التي صدرت أول أنواعها في فرنسا عام 6561، وهي مجلة أسبوعية بعنوان (Journal des Scavants) وبعدها ـ في العام نفسه ـ صدرت الدورية البريطانية (Philosophical Transactions) التي عدت أول نموذج للمجلة العلمية(3)•
وهكذا ازدهرت حركة طبع ونشر الكتب والدوريات وغيرها من المنشورات الورقية، وتزايدت أعدادها وتنوعت أشكالها، غير أن هذا التزايد في أنواع المطبوعات أخذ يتضاعف عبر السنين، حتى بلغ معدل تزايده في الوقت الراهن قدر ثلاث مرات نمو سكان العالم تقريباً• وتتضاعف المعلومات كل 01 ـ 51 سنة، وأنه تصدر اليوم حوالي ثلاثين ألف مجلة علمية وتكنولوجية تحتوي على 0.9 إلى 1.2 مليون مقالة سنوياً(4)•
وفي وقت مبكر أحس المهتمون بقضية توصيل المعرفة بمشكلة تفجر النتاج الفكري العالمي المتفاقمة، وتنبهوا إلى ضرورة وضع حل عاجل لها، فإن الإنسان يقف عاجزاً أمام الاستفادة الفاعلة من هذا الكم الهائل من نتاجات العقل البشري، بلغاتها المختلفة وأشكالها وأنواعها المتعددة، بعد أن ظهر بشكل لافت للنظر عجز الوسائل التقليدية من نظم
المعلومات المتاحة في السيطرة على النتاج الفكري وضبطه وتنظيمه وتسهيل الإفادة منه بصورة فاعلة•
1 ـ 2 المخاض
أول صيحة تحذير نبهت إلى مشكلة تزايد النتاج الفكري الإنساني، أطلقها جوزيف هنري (J.Henry) سكرتير مؤسسة (Smithsonia institute) عام 1581 إذ يقول: "لقد أثبتت التقديرات الإحصائية أن مقدار ما ينشر سنوياً من مصادر المعلومات يبلغ حوالي عشرين ألفاً من المجلدات، بما فيها النشرات، وتعد كلها إضافات إلى رصيد المعرفة البشرية، ومالم ترتب هذه الكميات الضخمة بطريقة ملائمة، ومالم تعد لها الوسائل اللازمة للتحقق من محتوياتها، فسوف يضل الباحثون سبيلهم بين أكداس النتاج الفكري، كما أن تل المعلومات سوف يتداعى تحت وطأة وزنه، ذلك لأن الإضافات التي سوف تضاف فوقه، ستؤدي إلى اتساع القاعدة دون الزيادة في ارتفاع الصرح ومتانته"(5)، وبعد مئة عام، وبعد تفاقم الأزمة التي أذكى أوارها تضخم النتاج الفكري العالمي، أصبحت السيطرة على المعلومات وتوفيرها للمستفيدين في غاية الصعوبة، وتم التسليم بأن الأدوات المكتبية التقليدية كانت محدودة في قدرتها على مواجهة الكثير من هذه المشكلات الجديدة، وقد دفع هذا الاعتراف العام إلى بذل الجهود من أجل التغلب على مظاهر القصور هذه باستخدام الوسائل والأجهزة الأكثر مرونة(6)•
وفي عام 5491 نشر فانيفربوش (V.BUSH) مقالته الشهيرة هكذا يجب أن نفكر: As We Must Think (7) حدد فيها ملامح هذه الأزمة قائلاً: "هناك جيل يتضخم من البحوث إلا أن هناك دليلاً واضحاً على أننا مهددون الآن طالما أن هناك نمواً في التخصص، فالباحث يترنح تحت وطأة النتائج والتوصيات التي يخرج بها آلاف الباحثين الآخرين•• ومن وجهة النظر المهنية، فإن سبلنا من أجل توصيل نتائج البحوث وعرضها، أصبحت متخلفة لعدة أجيال كما أنها قد أصبحت الآن غير ملائمة لأغراضها على الإطلاق"(8) ويقترح بوش لحل المشكلة آلة سماها المفكرة (Memex) ، وهذه المفكرة عبارة عن وسيلة يختزن فيها الفرد جميع كتبه ومسجلاته واتصالاته، التي يتم تطويعها للآلة حتى يكون من الممكن الرجوع إليها بسرعة ومرونة فائقتين، وهي بمنزلة ملحق مكبر خاص بذاكرته، وهي تتكون من مكتب، ومن المفروض أن يتم تشغيلها من بعيد•• وفي قمتها توجد الشاشات الشفافة، التي يمكن عرض المواد عليها لقراءتها كما أن فيها لوحة مفاتيح، ومجموعة من الأزرار والأذرع(9)• ويستمر بوش في وصف آلته العجيبة التي تعمل بالمايكروفيلم، ويتم الاسترجاع منها وفق خطة تكشيف معينة•
هذه الآلة الحلم وجدت بالفعل، وأصبحت جزءاً أساسياً وحيوياً من حياة الإنسان وليس مجرد ملحق مكبر خاص بذاكرته كما قال عنها بوش، تعد مقالة بوش هذه من أول الكتابات الأساسية في الجوانب النظرية لعلم المعلومات(01) وظلت تحصل على إشارات ببليوغرافية إليها منذ صدورها وحتى الستينيات(11) بل وحتى الآن•
وهناك أصوات أخرى في أنحاء مختلفة من العالم كانت تنبه وتصور مشكلة تضخم النتاج الفكري وتفجر المعلومات، فقد صور فافيلوف (S.I. Yavilov) رئيس الأكاديمية الروسية، رجل العلم وهو يقف منذهلاً أمام جبال المكتبات الشامخة، وليس لديه القدرة على استخراج حبة الذهب التي يحتاجها منها• والعالم الإنكليزي الفيزيائي برنال (J.D. Bernal) كان يرى أنه من الأسهل أحياناً إعادة اكتشاف الظاهرة الطبيعية من أن نجد المادة العلمية التي كتبت عن اكتشافها، ويقول الفيزيائي الفرنسي دي بروكلي (de Broglie L.): >غالباً ما يشعر المرء أنه مدفون تحت أكوام من المقالات والكتابات••• وأنه غالباً ما يعجز عن قراءتها من أولها إلى آخرها، ناهيك عن توفير الوقت للتفكير بها ثانية(21)•
لقد كان الإحساس عالمياً بهذه المشكلة، ويعكس الاهتمام المتزايد من قبل العلماء والباحثين في مجالات المعرفة البشرية كلها، وبالمعلومات وضرورة توفيرها للمستفيدين خاصة وأن الأساليب التقليدية أبدت عجزها عن ذلك•
إن لمشكلتي تضخم النتاج الفكري العالمي وتفجر المعلومات أسباب كثيرة يمكن تلخيص أهمها بالنقاط الآتية:(31)•
1 ـ الزيادة الهائلة في كمية المطبوعات والمنشورات المتنوعة•
2 ـ الصعوبة في الاختيار النوعي للمواد المطلوبة من هذا الكم الهائل•
3 ـ انهيار الحدود بين الموضوعات وتداخل التخصصيات العلمية•
4 ـ زيادة التخصص الدقيق•
ويمكن إضافة سبب خامس هو فشل الأساليب والوسائل التقليدية في الضبط والسيطرة والتنظيم للمعلومات ولأوعية المعلومات المتراكمة يوماً بعد يوم•
إن هذا الوضع وتلك الأزمة العلمية العالمية كانا إيذاناً بميلاد علم جديد، يضع الأسس العملية لحل هذه المشكلات مستعيناً بالدراسات العلمية والوسائل التكنولوجية وتراث وخبرات ومهارات المهنة المكتبية•
1 ـ 3 ـ الولادة
في أثناء الحرب العالمية الثانية شهد العالم حركة علمية شديدة التفاعل واستمرت إلى ما بعد الحرب، وقد رعت هذه الحركة العلمية وغذتها الدول المتحاربة التي سعت إلى استخدام العلم والعلماء لإدامة آلة الحرب وحماية منشآتها العسكرية وتقليل خسائرها، ولقد عاد هؤلاءالعلماء والباحثون بعد الحرب محملين بخبرات وتجارب ومهارات بحثية متنوعة، فأعيد
توظيفهم في القطاعات المدنية لإعادة الحياة إلى المصانع والمؤسسات التي تعطلت بسبب الحرب• لقد كان من نتائج تلك الحرب العلمية فيض هائل من البحوث والدراسات والتقارير، مع ازدياد الطلب على المعلومات المتنوعة، وتغيير في أنماط ذلك الطلب، إذ الحاجة قائمة إلى المعلومات الدقيقة والسريعة والحديثة، بضغط من الدول المنافسة لاكتساب قصب السبق العلمي، واستثمار منجزاته لأغراض عسكرية وسياسية واقتصادية•
لقد استمر التزام الدول بدعم البحث العلمي والباحثين إلى ما بعد الحرب ولم يقتصر الدعم على التمويل فقط، بل اهتمت بالنشر الواسع للبحوث وتطبيق نتائجها في الواقع، وكان لكل ذلك دور حاسم في تعزيز البحث في مجالات علم المعلومات(41) ، وتزامن هذا الوضع مع تطورات علمية وتكنولوجية في مجالات الحواسيب والاتصالات والاتصالات عن بعد التي تمازجت معاً لتنتج تكنولوجيا المعلومات، ولتوجد أوعية معلومات جديدة غير تقليدية ولتحدث ثورة في عالم المكتبات، فمن تفاعل كل هذه العوامل وغيرها ظهر علم المعلومات وحدد مشكلته العلمية الأساسية في قضية ايصال المعرفة وتوصيلها بين قطبي إنتاجها والإفادة منها• وخلاصة القول: >فقد وجد علم المعلومات من خلال حركة العلوم••• ومن خلال حاجات التخصصات العلمية والتكنولوجية إلى المعلومات، ومن خلال التطورات الخاصة بمعالجة المعلومات آلياً <(51)•
1 ـ 4 ـ النمو والتطور
إن الجـوانب العملية لعلم المعلومات كانت الأسبق في الظهور من جوانبه النظرية التي وجدت في أواسط القـرن العشريـن، وكـلا الجـانبين النظـري والتطبيقي يكونان الهيكل العلمي الحقيقي لهذا العلم، وتمثل المكتبات ودور الوثائق ومراكـز المعـلومـات المتنوعة الميادين التطبيقية لعلم المعلومات• وقد كانت هذه المؤسسات ـ خاصة المكـتبات ـ تقدم خدماتها الثقافية إلى المستفيدين منذ فجر التاريخ، وهي مستمرة في عطـائها، غير أنها بعد التطور العلمي والتكنولوجي الذي شهده العالم، وتفجر المعلومات وازدياد الحاجة إليها وتطـور هذه الحاجـة وتنوعها، قد أصبحت عاجزة عن القيام بواجباتها تجاه المجـتمع كـما ينبغي•
ومنذ أواسط القرن التاسع عشر ظهرت حركة التوثيق (Documentation) التي كانت تهدف إلى تقديم تحليل مكثف لمحتويات أوعية المعلومات، وأكثر عمقاً مما كانت تقدمه الإجراءات المكتبية(61) وبعد استخدام الحواسيب في العمليات المكتبية أظهرت عمليات استرجاع المعلومات(71) أن هذه المحاولات المعلوماتية المتعددة هي مراحل تطورية لعلم المعلومات في جوانبه التطبيقية، إلا أنها ما كانت لتستمر وتتطور اعتماداً على كونها خبرات مهنية تستند إلى طريقة المحاولة والخـطأ، بل هي بـأمس الحاجة إلى مبادئ وقوانين علمية أساسية تستند إليها في تطبيقاتها الميدانية، وتعتمدها سنداً للتفسير والتخطيط والتطوير، ولقد وجدت مفاهيم علم المعلومات ونظـرياته لبناء هذه الأسس، وتطوير لمبادئ مهنة المكتبات وأهداف التوثيق، وتكاملاً معها واستحواذاً عليها في علم شامل تستظل بمظلته هذه التخصصات والخبرات المهنية بصورة موحدة وهكذا كان وتطور علم المعلومات واتخذ تسميات متعددة فهو (Information Science) في الدول الأنجلو أمريكـية، وهو المعلوماتية (Information) في دول الاتحاد السوفييتي السابق، وهو >علم المعلومـات والتـوثيق (Information Science and documention) في ألمانيا(81) وهي تسميات لعلـم واحد(91)•
إن المصطلح الموحد >علم المعلومات< كان قليلاً ما يظهر في الموسوعات والكتب والمجلات، قبل إطلاق القمر الصناعي الروسي سبوتنك (Sputink)(02) عام 7591، وأن ذلك لايعني عدم وجود علم للمعلومات قبل هذا التاريخ(12) ، ولكن كان اطلاق القمر الروسي اطلاق لعلم المعلومـات في الولايـات المتحـدة الأمريكـية وفي غيرها كـما يـقول هرنـر(22)•
إن علم المعلومات قبل أن تظهر تسميته هذه، كان له وجود حقيقي في النتاج الفكري وفي المؤتمرات العلمية وفي الجامعات والمؤسسات العلمية والمهنية• ففي عام 8491 عقدت الجمعية العلمية الملكية في لندن المؤتمر الدولي للمعلومات العلمية (Royal Society Scientific Information Conference) الذي كانت تغطي محاوره البحثية موضوعات علم المعلومات بصورة شاملة(32) وفي عام 0591 دخل علم المعلومات مقررات المكتبات في الجامعات الأمريكية تحت تسمية >التوثيق<، وفي عام 8591 عقدت اللجنة الملكية مؤتمراً دولياً آخر بعنوان المؤتمر السابق نفسه، قال عنه والش (H.Wellisch) إن هذا المؤتمر لو عقد الآن (عام 2791) لكان عنوانه: >المؤتمر الدولي لعلم المعلومات<(42) كان علم المعلومات يتطور باستمرار قبل أن يكتسب تعريفه الرسمي الموحد في مؤتمرين علميين عقدهما معهد جورجيا للتكنولوجيا (Georgia Institute Of Technology) في عامي 1691 و1962 وفي عام 6691 وجد أن النتاج الفكري في مجالات علم المعلومات قد تزايد بشكل يستدعي المراجعة السنوية لمفرداته، فصدر الاستعراض السنوي لعلم المعلومات والتكنولوجيا: (ARIST: Annual Review For Information Science and Technology) وقد حمل أول مجلداته عام 6691 استعراضاً لـ 7152 بحثاً(52) وفي عام 7691 تغير اسم المعهد الأمريكي للتوثيق (American documention Institute) الذي تأسس عام 7391 فأصبح >الجمعية الأمريكية لعلم المعلومات (ASIS: American Society for Information Science) وتزايدت اهتمامات الاتحاد الدولي للتوثيق (FID: International Federation for documentation) بالدراسات النظرية للمعلومات والأساليب الآلية في معالجتها، ثم أخذ المصطلح
(علم المعلومات) ينتشر في أسماء المعاهد الدراسية والجمعيات والاتحادات الوطنية المتخصصة في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وغيرها، وكانت التجمعات المهنية في بريطانيا أسبق من المعاهد الأكاديمية إلى استعمال المصطلح، ففي عام 8591 تأسس معهد عـلماء المعـلومـات ليضـم العـامـلين بنظـم استرجاع المعـلومـات المتخصصة(62)•
وفي بداية السبعينيات كان البحث في مجالات علم المعلومات قد تطور بصورة دفعت تافكو سراسفك إلى إعداد مسح لعلم المعلومات في شكل كتاب متقن التحرير أعطى صورة للجوانب التي حظيت بالاهتمام خلال العقد المنصرم(72)•
إن مظاهر تطور علم المعلومات يمكن قياسها اعتماداً على مؤشرات إيجابية توفرت له منذ الثمانينيات وأهم هذه المؤشرات هي:(82)•
ـ باحثون في مجالات علم المعلومات•
ـ مدرسون يعملون في حقل المعلومات•
ـ مدرسون وبرامج دراسية جامعية•
ـ مؤسسات بحثية وأكاديمية مهتمة بعلم المعلومات•
ـ جمعيات مهنية•
ويعكس دليل إفلا (IFLA: International guide to library and information science education) الموقف العالمي لتدريس علم المعلومات، إذ يحصي 625 مدرسة وقسماً دراسياً في أنحاء العالم، وتحت تسميات متعددة (برامج مكتبات، توثيق، أرشيف، ببليوغرافيا•••إلخ) وإن أغلب هذه المدارس والأقسام تقدم برامجها في المستويات الجامعية المختلفة بمعدل برنامج واحد إلى ثلاثة برامج(92)•
إن مؤشر التدريس ـ كما يرى الباحث ـ هو أقوى المؤشرات الذي يدل على مدى تطور العلم وازدهاره، لأنه يجمع كل المؤشرات الأخرى ويحتويها، ويكون هذا المؤشر أقوى ما يكون عندما يرصد في الدول المتقدمة علمياً نظراً لاهتمام هذه الدول بالتقدم العلمي والتكنولوجي، بغض النظر عن الأسباب التي تقف وراء هذا الاهتمام• لذلك نجد أن في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها 711 كلية أو جامعة تمنح شهادة البكالوريوس في علم المعلومات تحديداً، و 45 كلية وجامعة تمنح شهادات عليا في عموم موضوعات علم المعلومات، وهذا ما أشارت إليه إحصاءات العام الدراسي 0991/1991(03) ولم تدخل في هذه الإحصاءات الكليات والجامعات التي تمنح شهادات متنوعة في تدريسات جزئية، في المهنة المكتبية مثلاً• أو في الوثائق، أو في غيرهما مما ينضوي تحت لواء علم المعلومات الشامل• وتعد الولايات المتحدة الأمريكية من أكبر دول العالم اهتماماً بالمعلومات وعلم المعلومات وتكنولوجيا المعلومات، خصوصاً في عقد التسعينيات من أجل فرض هيمنتها على العالم، فقد بلغت مصروفات الشركات الأمريكية في مجال تكنولوجيا المعلومات (حواسيب وأجهزة اتصالات وبرامجيات وغيرها) ما مقداره 041 بليون دولار عام 2991 بينما كانت مصروفاتها في العام نفسه في المجالات الصناعية (مستلزمات، مكائن، نفط وغيرها) أقل من 021 بليون دولار• وقد كان هذا الوضع معكوساً في الثمانينيات إذ كانت المصروفات الصناعية 001 بليون دولار عام 2891، في حين صرفت في مجال المعلومات 04 بليون دولار في العام نفسه(13) إن العصر الذي نعيشه اليوم، عصر ما بعد الصناعة، عصر المعلومات التي أصبحت اليوم سلعة من أغلى السلع وتوظف في استثمارها كميات كبيرة من الأموال، وتسعى دول العالم المتقدمة والنامية إلى دخول عالمها وبناء مرتكزاتها الأساسية وخصوصاً منها التكنولوجية لأن الرهان ليس فقط على الناحية الاقتصادية ولكنه سياسياً واستراتيجياً، فمن يسيطر في التقنية العالية فإنه سيسيطر في أي مجال آخر<(23)•
نخلص من كل ما تقدم إلى أن المعلومات هي ـ وكما كانت في كل زمان ومكان ـ: حاجة أساسية من حاجات الإنسان المعاصر، وأن هذه الحاجة ظاهرة اجتماعية اكتسبت تلك الصفة من كونها سلوكاً عاماً وأساسياً لبني البشر، وأن هناك علماً قائماً بذاته يدرس هذه الظاهرة من وجوهها كلها، وأن علماء المعلومات يجتهدون في صياغات تعريفاته منذ ستينيات القرن الماضي•
2 ـ قضية تعريف علم المعلومات
تعاني علوم كثيرة من إشكالية وضع تعريف جامع مانع لها، متفق عليه ويتم اعتماده بصورة مستمرة، وذلك بسبب طبيعة العلم التطورية، إذ تتجدد وتتعدل اتجاهات البحث والدراسة على توالي الأزمان، وتتراكم المعلومات العلمية وتنمو في مسارات متشعبة وفق تطور المفاهيم وتكوين النظريات الجديدة، إذ تتسم النظريات العلمية بالتغيير على نحو دائم(33)، وكلما تنوعت دراسات الباحثين في مجـالات هذه العلوم واستدعت الحاجة إلى استيعاب الإبداعات الجديدة في الجهد العلمي وميادين التطبيق، كلما أعيد النظر في المسلمات القديمة والمفاهيم والنظريات والتعـريفات الثابتة في تلك العلوم وعدلت أو استبدلت بما يلائم الحالة العلمية الجديدة• وبهذا تواكب العلوم التقدم الإنساني المضطرد، في مجالاتها وفي المجـالات الأخـرى المؤثرة فيها والمتأثرة بها، فينمو ويـزداد نشـاطها العلمي•
إن قضية وضع تعريف لعلم المعلومات هي مشكلة مزمنة صاحبت هذا العلم منذ بداياته وما تزال حتى اليوم تحظى بنقاش
كبير وجدل واسع، وتلك ظاهرة طيبة، تدل على حيوية هذا العلم وتجدده وتطوره المتنامي المستجيب للتقدم العلمي الذي تشهده ميادينه النظرية والتطبيقية والحقول العلمية الأخرى المرتبط بها علمياً أو عملياً >فالعلم لا يتحجر وإنما يتطور كل يوم بالنماذج الجديدة، ومن لايقبل هذا التطور فليس هو بعالم<(34) ويسعى علماء المعلومات في أنحاء العالم إلى وضع نظرية شاملة لعلم المعلومات وبناء قوانينه العلمية وإنجاز تعريفه الموحد•
فهو من العلوم الحديثة النشأة ولم يتجاوز عمره النصف قرن• وإن البحث في قضية تعريفه مسألة طبيعية، لن تعيق تطوره، فعلم كالاتصال مثلاً لم يتم الاتفاق على تعريف جامع له، وليس ذلك عيباً في علم الاتصال إذ إن مشكلة صياغة التعريفات مشكلة شائعة في كل العلوم(35) ولاسيما الحديثة منها على وجه الخصوص• لقد وضع الرواد الأوائل ومن جاء بعدهم تعريفات متعددة لعلم المعلومات، وأن اختلفت هذه التعريفات في صياغاتها اللغوية أو تفصيلاتها الجزئية، فإنها تتفق في معانيها الشاملة وفي أطرها العامة، وقد عبرت في مجملها عن قضية واحدة ولكن من وجهات نظر متعددة•
وبعد أن درس الباحث عدداً كبيراً من هذه التعريفات وعدداً آخر من دراسات وبحوث كتبت عنها، توصل إلى أن التعريف الذي صدر عن مؤتمري معهد جورجيا للتكنولوجيا، المعقودين عامي 1691 و 2691 كان أكمل وأشمل التعريفات، وأن باقي التعريفات وإن زادت عليه أونقصت عنه، فإنها تصدر منه وترد إليه، فضلاً عن كونه أول وأقدم هذه التعريفات وله قوة الإجماع العلمي لصدوره عن مؤتمر ترعاه مؤسسة علمية سعت من خلاله إلى وضع برامج دراسية لأخصائيي المعلومات، لذلك فقد تم اعتماده أساساً لمناقشة التعريفات الأخرى ومقارنتها به•
عرف مؤتمر معهد جورجيا علم المعلومات بأنه: >العلم الذي يدرس خواص المعلومات وسلوكها والعوامل التي تحكم تدفقها، ووسائل تجهيزها لتيسير الإفادة منها إلى أقصى حد ممكن، وتشمل أنشطة التجهيز، إنتاج المعلومات وبثها وتجميعها وتنظيمهاواختزانها واسترجاعها وتفسيرها واستخدامها والمجال مشتق من أو متصل بـ >الرياضيات، المنطق، اللغويات، علم النفس، تكنولوجيا الحاسوب الإلكتروني، بحوث العمليات، الفنون الجرافية [الطباعية]، الاتصالات،علم المكتبات، الإدارة• وبعض المجالات الأخرى<(63)•
إن هذا التعريف يحدد ثلاث مواصفات أساسية لعلم المعلومات هي:
2 ـ 1 • إنه يدرس ظاهرة >المعلومات< خواصا وسلوكاً وتدفقاً وتجهيزاً لغرض الإفادة•
2 ـ 2• له جانبان أحدهما علمي نظري، والآخر عملي تطبيقي•
2 ـ 3• له ارتباطات وتداخلات موضوعية أساسية مع حقول علمية متعددة•
ويلاحظ أن >علم المكتبات< يرد في التعريف عند آخر قائمة العلوم المتصلة بعلم المعلومات، وهو العلم الأكثر عطاء لهذا العلم الجديد، حيث قدم له الأدوات والأساليب المهنية الأساسية للعمل المعلوماتي•
وتكاد تجمع التعريفات الأخرى على ذكر المواصفات الثلاث المحددة لعلم المعلومات في صياغاتها تصريحاً أو تلميحاً، سنجد ذلك واضحاً في أهم هذه التعريفات التي صاغها أبرز علماء المعلومات في العالم، ففي عام 3691 نشر تايلور (R.S. Taylor) تعريفه الذي نص على أن >علم المعلومات< يدرس خواص المعرفة وكيانها وبثها، ويطور وسائل تنظيمها بغرض الإفادة منها، وبناء على ذلك فإن لعلم المعلومات جانبين، أحدهما نظري (Theortical) والآخر عملي (Operational)، ففي الجانب النظري يدرس نظم المعلومات المتنوعة، والإنسان كعنصر في عملية الاتصال ويدرس تفاعل العوامل المؤثرة في ذلك، وفي هذا الجانب فإنه يتقاطع مع علوم متعددة كالرياضيات والمنطق، وعلم النفس وعلم وظائف الأعصاب (Neurophysiology) وعلم اللغة•
أما في الجـانب العملي فالاهتمام يكـون بتطوير النظـم البشريـة/الآلـية، لتوفـير أفضـل الأوضـاع للإفادة من المعرفة المتخصصة، وفي هذا الجانب فإنه يتقاطع مع التكنولوجيا في مجال الهنـدسة الكهربائية والحـواسيب ومع عـلم الإدارة والمهنـة المكـتبية وبحـوث العمليات(73)•
إن هذا التعريف وإن احتوى أساسيات تعريف معهد جورجيا فقد كان أكثر عمومية، إذ أشار تايلور في تعريفه إلى مجموعة من علوم المعلومات وليس علماً واحداً• ويكرر تايلور عام 7691 مضمون تعريفه هذا في حديث له أمام الجمعية الأمريكية لعلم المعلومات(83)•
وفي عام 8691 قدم بوركو (H.Borko) تعريفه الشهير لعلم المعلومات موضحاً بأنه علم متداخل التخصص (Interdisciplinary) يبحث في خواص المعلومات وسلوكها، والقوى التي تحكم تدفقها والإفادة منها، والأساليب اليدوية والممكنة في معالجتها وخزنها واسترجاعها وبثها(93)، وقد جاء هذا التعريف بخلاصة تعريف مؤتمري معهد جورجيا، وأن استخدامه عبارة >الأساليب اليدوية والممكنة في معالجة المعلومات وخزنها واسترجاعها وبثها<، فيها إشارة إلى الجانب التطبيقي من علم المعلومات المستند إلى الأساليب المكتبية التقليدية التي تطورت باستخدام تكنولوجيا المعلومات في المكتبات•
وعند بداية السبعينيات وصل عدد تعريفات علم المعلومات تسعة وثلاثين تعريفاً، استعرضها والش في دراسة نشرت عام 2791 وحلل مصطلحاتها وتطوراتها تاريخياً وفق طريقة تحليل المضمون (Content analysis) مشيراً إلى أن علم المعلومات بدأ بتسمية (Library economy) وهي مدرسة ديوي للمكتبات التي أسسها عام 7881، وانتهى بتسمية (Informatics) مروراً بتسميات >التوثيق< و >استرجاع المعلومات< و >خزن واسترجاع المعلومات<(04)•
إن هـذه التسميات تمثل المسيرة التطورية لعلم المعلومات الذي بدأ من المكتبات وانتهى عـلماً شـامـلاً مسـتقلاً•
وفي مؤتمر لعلم المعلومات عقده المعهد الدولي للتوثيق (FID) في موسكو عام 4791 قدم بروكس تعريفاً لعلم المعلومات، ينصب اهتمامه في تحديد الجانب التطبيقي لعلم المعلومات الذي يركز على السيطرة الشاملة للمعلومات العلمية والفنية الموثقة (documentary) فيختارها ويجمعها ويستخلصها ويكشفها وينظمها بوساطة الحاسوب أو غيره، وبطرق وأساليب متنوعة تسهل استرجاعها والإفادة منها لأنواع المستفيدين، وإننا مهتمون مهنياً بتحديد العلاقة القائمة بين >المعلومات< و>المعرفة<•(14)•
إن هذا التعريف هو من أفضل التعريفات التي توضح العلاقة القائمة بين علم المعلومات وأساسيات المهنة المكتبية، وقد طرح بروكس في هذا المؤتمر شرحاً رياضياً للتغيير الهيكلي في كيان المعرفة الذي يحدثه تراكم المعلومات العلمية، ساعياً إلى تحديد العلاقة بين المعلومات والمعرفة لكونها ضرباً من الدراسات النظرية في علم المعلومات• وفي عام 7791 يطرح بوركو وزميلاه سامويلسيون (k.Samuelsion) وآمي (B.X. Amey) تعريفاً يتضمن أساسيات تعريف معهد جورجيا(24) وهو تكرار لمضمون تعريفه الذي نشره عام 8691، وفي ختام السبعينيات، يستعرض تافكو سراسفك مجموعة من هذه التعريفات مؤكداً على أهمية دراسة هذه القضية، ويرى أن التعريف يمكن أن يتم بطريقتين هما: إما من خلال قواميس نوعية تعطي الخطوط العريضة للحدود الموضوعية للعلم، وإما من خلال مناقشة المشكلات التي يواجهها الحقل العلمي، مستشهداً بالقول: >إن العلم يعرف من خلال مشكلاته<، ولا نخرج من دراسة سراسفك هذه بتعريف جديد، بل يكتفي بإيضاح المشكلات العلمية لهذا العلم ويحددها بمشكلة الاتصال المعرفي ومشكلة النتاج الفكري ومشكلة نظم المعلومات (المكتبات وغيرها)(34)•
وفي أواسط الثمانينيات ينشر وليامز(44) تعريفاً يذكر فيه: >أن علم المعلومات يبحث في طبيعة المعلومات والتفاعل الإنساني معها، وعمليات الاتصال، وهو بوصفه تخصصاً متطوراً فإنه يستخدم أدوات وأساليب أو تكنولوجيات عدد من التخصصات العلمية وأن موضوعه الأساس هو >المعلومات< ومشكلته العلمية هي >الاتصال الإنساني<•
إن هذا التعريف يحمل روح تعريف معهد جورجيا، إذ نص على أن >المعلومات هي موضوع الدراسة<، وأن للعلم جانبين نظري وتطبيقي، وأن تخصصات علمية متنوعة ترفد علم المعلومات بأدوات وأساليب وتكنولوجيا، وما قيل عن هذا التعريف يقال عن تعريف آخر صدر في الفترة نفسها، إذ نشر هيس (R. Hayes) (54) ما نصه: >إن علم المعلومات هو دراسة لعمليات إنتاج المعلومات التي تتم في أي نظام للمعلومات<، وأن هذه النظم يمكن أن تشمل:
ـ الحاسوب بوصفه نظام معلومات في حد ذاته•
ـ نظم المعلومات المبنية على الحاسوب•
ـ المكتبات ومراكز المعلومات بوصفها نظم معلومات•
ـ النظم الاجتماعية والنظم البيولوجية•
لقد أضاف هذا التعريف قضية جديدة لم تتطرق إليها التعريفات الأخرى وهي قضية المعلومات في النظم البيولوجية، قاصداً بذلك الإشارة إلى تناقل المعلومات داخل جسم الكائن الحي بوساطة الأعصاب، أو تناقلها عبر أجيال الكائنات الحية بوساطة الجينات الوراثية التي يعدها المتخصصون في علوم الأحياء أو التاريخ الطبيعي، أقدم ناقل للمعلومات(64)•
واستمراراً للتعريفات السابقة نجد في عام 9891 تعريفاً يوضح بأن: >علم المعلومات يسعى إلى وضع المبادئ التي تحكم السلوك الإنساني في التعامل مع المعلومات، وذلك بهدف استخدام تلك المبادئ في تصميم نظم وخدمات معلومات فعالة<(74)•
وحتى التسعينيات تستمر مناقشة قضية تعريف علم المعلومات لأهميتها في تحديد موضوعات المجال وبناء برامجه الدراسية وتنتهي دراسة نشرت عام 2991 إلى أن هنالك اتفاقاً عاماً على أن علم المعلومات هو تخصص متداخل تتنازعه تخصصات علمية عديدة، ولابد من معرفة الحدود الفاصلة بينها وبين علم المعلومات(84)•
نخلص من ذلك كله إلى إشكالية إنجاز تعريف لعلم المعلومات فتتحكم فيها أربعة عوامل وتمثل أسبابها الرئيسة في الوقت نفسه وهي:
2 ـ 1ـ حداثة علم المعلومات
إن علم المعلومات لم يكمل عقده الخامس بعد، وإن علوماً كثيرة أسبق منه لم ينجز تعريفها الجامع حتى الآن، مثل علم النفس الذي مايزال متخصصوه يتجادلون في قضية تعريفه الموحد المتفق عليه• ويعزون أسباب ذلك إلى أن علمهم لم يزل يافعاً مع أنهم احتفلوا عام 0891 بالعيد المئة لنشوئه(94)•
إن وجـود تعريف متفق عليه من الجميع ليـس شرطاً لقيام علم معين، فالعـلم يـوجد ويتبلور موضـوع دراسـته ويتطـور بوجود تعريفه الجامع أو بغير وجوده• وإن تعريفاً جامعاً متفق عليه في فتـرة معينة، سوف يصبح غير ذلك في فتـرة لاحقـة بسبب طبيعـة العـلم التطورية وحركته الدائبة نحو التغيير واستكـشاف الظـواهر الجديـدة وبـناء النظريـات الحديثة•
2 ـ 2 ـ طبيعة موضوع الدراسة
إن ظاهرة >المعلومات< هي الموضوع الأساس لعلم المعلومات، وهذا المصطلح ذو طبيعة دلالية متغيرة وشديدة التنوع في معانيها، نسبة إلى مواقع استخدامها وخلفيات مستخدمها، فمهندسو الاتصالات يهتمون بالمعلومات لأنها تمثل >الرسالة< في عملية الاتصال، وعلماء النفس أيضاً لأنها مظهر التفكر والإدراك، وعلماء الحواسيب وعلماء اللغة، وعلماء الرياضيات والمكتبيون والموثقون وغيرهم• كل ينظر إليها من وجهة نظر التخصص الذي ينتمي إليه، غير أن علم المعلومات يحتوي هذه الظاهرة وينفرد بدراستها من جوانبها المتنوعة كلها لكونها موضوعه الأساس، مستفيداً من نتائج بحوث ودراسات تلك التخصصات المختلفة ويوظفها لخدمة أهدافه العلمية والعملية•
2 ـ 3 ـ التداخل الموضوعي
يتصل علم المعلومات بعلوم متعددة ويستعير منها أدواتها وأساليبها ويستخدمها في جانبيه العلمي والعملي، فهو يستفيد من الأساليب الرياضية والإحصائية ومن علم المنطق واللغويات وغيرها في إنجاز دراساته النظرية الأساس، وفي جوانبه العملية فهو يستفيد من أنواع التكنولوجيات في مجالات الحواسيب والاتصالات والاتصالات عن بعد وغيرها• فضلاً عن استفادته الكبيرة من الأساليب المكتبية في الإجراءات والخدمات وخاصة بعد تطويرها بإدخال التكنولوجيا الحديثة إليها، ولقد استفاد علم المعلومات في إثراء جوانبه النظرية أيضاً من فلسفة ومبادئ الخدمة المكتبية، التي تطورت بتأثيره إلى الاهتمام >بالمعلومات< بصورة شاملة بدلاً من التحدد بأوعيتها فقط• ومن أجل ذلك فإن تداخلات موضوعية قد حصلت بين موضوعات هذه العلوم والتخصصات من ناحية وموضوعات علم المعلومات من ناحية أخرى، لتقاطعهما في نقاط مشتركة•
2 ـ 4 ـ تنوع خلفيات المتخصصين
استقطب علم المعلومات ـ لكونه علم حديث ـ علماء وباحثين من تخصصات علمية متنوعة، والأمثلة كثيرة في الرواد الأوائل وفي أغلب علماء المعلومات في العالم، وأن هؤلاء قد استندوا في بحوثهم ودراساتهم في المجال، إلى الكثير من مفاهيم تخصصاتهم السابقة ومصطلحاتها وأساليبها البحثية، ويعتقد حشمت قاسم بأن ذلك قد أرهق المجال >بكثير من المصطلحات والمفاهيم المستعارة من مجالات شتى، والمنبثقة عن خلفيات متباينة<(05)، وفي هذا القول جانب من الصواب كبير، إلا أن هذه الحالة زودت علم المعلومات بروافد علمية متنوعة، لم يمض وقت طويل حتى تفاعلت مع أساسيات علم المعلومات وفلسفته ونظرياته واندمجت في سياقه الشامل، وأطلت في بعض الأحيان من خلال تعريفات علم المعلومات لاتصنع العلوم بل العكس هو الصحيح، ونخرج من تلك المناقشات السابقة إلى أن تعريف مؤتمري معهد جورجيا هو التعريف الموحد لعلم المعلومات، مالم يظهر مستقبلاً في أحد المجالين النظري أو العملي لعلم المعلومات ما يستدعي إعادة النظر في بعض فقراته وتحديداته•
information scinse
علم المعلومات
هو المنهج والمنهج هو الطريق الذي نسلكه لكي نتوصل إلى الحقائق المتصلة باهتمامنا ، والعلم هو مجموعة الأساليب والأدوات المنهجية التي تستخدم في التعامل مع الظواهر وذلك بهدف الكشف والاستقصاء .
وعندما نجمع بين العلم والمعلومات فيكون علم المعلومات هو مجموعة الأساليب والأدوات المنهجية التي تستخدم في التحقيق ودراسة ظاهرة المعلومات بجميع أطوارها وأشكالها وأبعادها وصورها بداً بإنتاج المعلومات ،ثم تحويلها إلى قنوات أياً كانت هذه المعلومات ، ثم النشر والتوزيع ، ثم التجميع والتنظيم والاختزان ،ثم استرجاع المعلومات وذلك وصولاً إلى استثمارها .
نصل إلى المرحلة الأعلى وهي البث الإلكتروني ، ويدخل في إطار علم المعلومات النشر والتوزيع والتجميع والتنظيم والاختزان والاسترجاع .
وكل علم له جانبان :
2-الجانب النظري 1- الجانب العملي التطبيقي .وليس بالضرورة يكون الجانب النظري أسبق بالظهور في هذا التخصص ، فالجانب التطبيقي كان هو الأسبق بالظهور حيث بدأ بتنظيم المعلومات في مؤسسات الذاكرة الخارجية .
والمكتبات بوجه عام تفتقر إلى النظريات والدليل على ذلك أن الممارسات وقواعدها تختلف من يوم إلى آخر مثل قواعد الفهرسة الوصفية فهي لا تستند إلى أساس نظري بل على خبرات وممارسات عملية ،وذلك على غرار مجالات أخرى تفتقر إلى الأساس النظري مثل القانون " القوانين الوضعية " وذلك لأنها من صنع البشر.
مسيرة علم المعلومات ونشأته :
أيهما أقدم المعلومات أم علم المعلومات ؟
المعلومات بالطبع ظاهرة أقدم من العلم الذي يدرسها ، ومسيرة علم المعلومات مسيرة طويلة بدأت من أول ما بدأ الإنسان يسجل المعلومات وينظمها والبحث عن طرق أخرى حديثة لهذا التسجيل ، فبعد اختراع الطباعة وبعد أن كانت التسجيلات محدودة أصبحت تتدفق بغزارة ، حيث لم يعد يقتصر الأمر على كتاب ،بل أصبح هناك أشكال أخرى لمصادر المعلومات مثل الدوريات والمطبوعات الأخرى ، ومن هنا بدأ الإحساس بعبء التفجر المعرفي ، وكانت بداية علم المعلومات متواضعة حيث فريق آخر يتحمس لشكل من الأساليب أقرب ما يكون إلى اللغة الطبيعية وكان يسمي المصطلح الأحادي Uniterm ، وقد تم تنفيذ هذا المشروع البحثي بكلية الطيران بمدينة كرانفيلد بانجلترا تحت إشراف أمين مكتبة الكلية سيريل كليفردون ، فقد وضع كليفردون أساس منهج لحسم الصراع بين تلك الأساليب المتنوعة ونبه الأذهان بقضية تنوع أتعود إلى منتصف القرن السابع عشر الميلادي وتحديداً عام 1665م، ففي هذا العام شهد ميلاد أكبر دوريتين متخصصتين الأولى في يناير من هذا العام وهي فرنسية والثانية بريطانية في مارس من نفس العام .
وتمثل هاتان الدوريتان العمود الفقري للاتصال الفكري وتمثلان أيضاَ البداية الحقيقية لتطور علم المعلومات وكانت تنشر في الدوريات في ذلك الحين مقالات أقرب ما تكون إلى المستخلصات بالإضافة إلى مراجعات الكتب Book Reviews .
- في عام 1851م صدر أول تحذير من التفجر المعرفي الخاص بالإنتاج الفكري وكان أول من أطلق صيحة التحذير هو جوزيف هنري حيث وصلت عدد الدوريات إلى 500 دورية .وكان السبب في هذه الصيحة أن المكتبات في ذلك الوقت كانت تعمل من خلال أدوات تقليدية مما أدي إلى الشعور بوطأة هذه المشكلة ولم تكن أدوات العمل المكتبي مثل تصنيف ديوي والمكانز وقوائم رؤوس الموضوعات معروفة في ذلك الوقت وهذا ما أدي إلى الشعور بالمشكلة .
-عام 1876م ، أي الربع الأخير من القرن 19 ، تأسست الجمعية الأمريكية للمكتبات
( ALA American Library Association ) ، وتعد هذه الجمعية أقدم تنظيم للمهنيين في المعلومات ، وقد تشكلت في أكتوبر من نفس العام وذلك في مؤتمر المكتبيين الذي عقد في مدينة فيلادلفيا بأمريكا في ذلك التاريخ .واعتبرت مجلة المكتبات الأمريكية منذ عدد فبراير 1877م المجلة الرسمية للجمعية ،كما كان هدف الجمعية منذ نشأتها يتركز في الارتقاء بالمكتبات والمهنة وذلك لضمان تقديم الخدمات الملائمة لرواد المكتبات .
- كذلك في نفس العام صدرت الطبعة الأولي من تصنيف ديوي العشري ، أيضاَ في نفس العام اقترح ميلفل ديوي دراسة منظمة في تخصص المكتبات تكون تحت إطار جامعة كولومبيا والذي كان ديوي أميناً لمكتبة هذه الجامعة.
- عام 1877م أي بعد عام واحد من تأسيس الجمعية الأمريكية نشأت جمعية مناظرة في بريطانيا عرفت باسم جمعية المكتبات البريطانية British Library Association ، وقد ظهرت هذه الجمعية في مؤتمر لندن الذي عقده المهتمون بشؤون المكتبات في بريطانيا ، وقد صدر المرسوم المكتبي المؤسس للجمعية وحدد أهداف الجمعية فيما يلي :
1- الارتقاء بمستوى إدارة المكتبات .
2- تحسين أوضاع أمناء المكتبات وتأهيلهم .
3- التشريعات المناسبة للمكتبات العامة .
4- عقد الامتحانات في علم المكتبات ، وإصدار شهادات الاستحقاق والجدارة .
1- توحيد جميع العاملين في العمل المكتبي وذلك بعقد الاجتماعات والمؤتمرات .
وهذه الجمعية ذات إسهام كبير في إصدار قواعد الفهرسة الأنجلو أمريكية ،وإصدار الببليوجرافيا الوطنية البريطانية بالتعاون مع المكتبة البريطانية ، كذلك إصدار مطبوعات دورية أخرى مثل مستخلصات علم المكتبات والمعلومات ،ومجلة علم المكتبات والكتاب السنوي لجمعية المكتبات .
- ثم بعد ذلك بدأت الجمعيات تؤسس في جميع دول العالم استجابة للإحساس بصعوبة تنظيم وتيسير سبل الاستفادة من الكم الهائل من المعلومات الذي أصبح يتدفق بشكل هائل .
- عام 1892م حيث حدث تطور أخر في مسيرة علم المعلومات وهو أن قضايا المعلومات أصبح لا يقتصر الاهتمام بها على المكتبيين فقط بل بدأت هذه القضايا تجذب فئات مهنية أخرى ، حيث التقى المحاميان البلجيكيان بول أوتليه وهنري
لا فونتين تحت مظلة الاهتمام بقضية المعلومات واجتمعت إرادتهما على إنشاء تجمع للوراقيين ليس على الصعيد الوطني لكن على المستوى العالمي .
- عام 1895م ، تم تأسيس المعهد الدولي للببليوجرافيا ( الوراقة ) وهو أشبه بالمؤسسة الأهلية غير الحكومية ،وكان هذا المعهد الضالة المنشودة التي يعمل تحتها المحاميان حيث تجمع لديهما ما يزيد عن المليون بطاقة ( تسجيله ) ، وواجهت المحاميان إشكالية كبرى وهي كيف يمكن تنظيم هذا الكم الهائل من التسجيلات ولم يكن لديهم علم بتصنيف ديوي العشري ، حتى عندما تم حصولهما على نسخة منه كانت خيبة الأمل وذلك لأسباب منها :
· أن المحاميان متخصصان في العلوم والتكنولوجيا .
· أن تصنيف ديوي وضع لمكتبة واحدة يعمل بها ديوي ،وأن بداياته كانت متواضعة ،ولكنهم استفادوا من الأساس العشري لديوي وأصبح لديهم التصنيف العشري العالمي UDC) ) ، وهم بذلك وضعوا نظام عالمي للمعلومات .
· في ذلك الوقت كان هناك مصطلحين يستعملان للدلالة على المجال الذي يهتم بتنظيم المعلومات وأقدمهما هو الببليوجرافيا Bibliography ، ويقابله باللغة العربية كلمة وراقة ،والمصطلح الثاني كان Library Economy ومعناها اقتصاديات المكتبات أو تدبير شئون المكتبات .
- في بداية القرن العشرين وتحديداً عام 1905م ، بدأ استخدام كلمة توثيق Documentation في مجال تنظيم المعلومات ،وهذا المصطلح كان مستعملاً في مجالات أخرى ، فدخل إلى علم المعلومات واكتسب تعريفاً جديداً في هذا المجال ،ومصطلح التوثيق أصله لاتيني ، ثم انتقل إلى الفرنسية ، ثم الإنجليزية ، ومن بين المعاني القديمة لهذا المصطلح :
1. التوجيه والتنبيه وإلقاء الموعظة .
2. تزويد السفن بالوثائق الخاصة بها .
3. إسناد الحقائق والأفكار إلى مصادرها .
وعندما دخل مصطلح التوثيق إلى مجال علم المعلومات كان يعني استخدام الأساليب غير التقليدية ، أي أساليب الميكنة ، وتقنيات التصوير المصغر ،وذلك بالتعامل مع الوثائق إنتاجاً وتسجيلاً واختزاناً وتوزيعاً ونشراً واسترجاعاً .
- 1909م ، تأسست جمعية المكتبات المتخصصة Special Library Association (SLA) في الولايات المتحدة وكان تأسيسها نتيجة لانشقاق فئة من الجمعية الأمريكية للمكتبات ، وهم أعضاء تبين لهم أن هذه الجمعية لا تلبي طموحاتهم كما ينبغي وخاصة أنهم من المكتبيين العاملين ي مجال المكتبات المتخصصة وكان برأيهم أن كل تخصص له ظروفه الخاصة في تنظيم الوثائق ، وكذلك إدارة المكتبات المتخصصة .
- منذ عام 1914-1919 م حدث تطور عالمي هو الحرب العالمية الأولى ، وتجمدت كافة الأنشطة العلمية .
- في عام 1924م ، نشأت جمعية مناظره في بريطانيا وهي جمعية المكتبات المتخصصة ومراكز المعلومات الأسلب ASLB ، واستخدم هنا لأول مرة مصطلح المعلومات ، وقد نشأت الأسلب نتيجة انشقاق مجموعة من المكتبيين ، وقد كانوا متخصصين في علم المعادن أو الفلزات ، ورأوا أن جمعية المكتبات البريطانية لا تفي باحتياجاتهم وأن هناك فارق بين المكتبات ومراكز المعلومات .
- في عام 1931م ، تغير أسم المعهد الدولي للببليوجرافيا إلى المعهد الدولي للتوثيق ، فالتوثيق هنا أصبح مستقر نتيجة للاعتراف به دولياً .
- أما عام 1937 م ، فقد تأسس المعهد الأمريكي للتوثيق ، وهذه التسمية للمعهد كانت أقرب للجمعية المهنية التي تضم فئات يسمون الموثقين وليس المكتبيين ،وفي هذه الفترة تبين أن مصطلح التوثيق بدأ يستخدم بمعنيين مختلفين ،فالتوثيق في أوروبا يعني استخدام الأساليب غير التقليدية للتعامل مع الوثائق ،كما يعني في أمريكا استخدام تقنيات التصوير المصغر الميكروفيلم .
- وفي عام 1938 م ، تغير اسم المعهد الدولي للتوثيق إلى الاتحاد الدولي للتوثيق
- FID ) International Federation for Documentation ) ،
والفرق بين المعهد والاتحاد أن المعهد أقرب إلى المؤسسة الأهلية غير الحكومية ، أما الاتحاد فيكون على المستوى الحكومي وعضويته للدول فقط وليس للأفراد .
- من عام 1939- 1945 م ، بدأت الحرب العالمية الثانية ،واستمرت ست سنوات ، وأدي ذلك إلى تجمد النشاط المهني والعلمي بعض الشيء ، وبالتالي لم يحدث تطورات جوهرية تذكر في مسيرة علم المعلومات في تلك الفترة . وعلى الرغم من أن هذه الحرب لم تكن جيوش وأسلحة فقط ، وإنما علماء ومختبرات ، وقد توجهت جهود هؤلاء العلماء إلى خدمة الأغراض العسكرية وتطورت مجالات علمية أخرى منها الطب وذلك للإصابات الجسدية والنفسية داخل الميدان العسكري ، كما تطور علم اللغة حيث أن اللهجات قد تكون مصدراً للمعلومات ووجود الشفرة التي لها أساس في علم اللغة .
- فالنشاط العلمي لم يتوقف كلياً في هذه الحرب حيث كان يعتمد على السرية في المعاملات من خلال قناة يمكن السيطرة عليها وهي تقارير البحوث ،ولم تكن قابلة للنشر في ذلك الوقت بسبب الحروب ،كما لا يمكن الإطلاع عليها إلا بضوابط ، وفي هذه الأثناء ظهر نوع جديد من أوعية المعلومات وهي وثائق المواصفات القياسية وتعني الشروط النوعية أو الكمية التي ينبغي مراعاتها في إنتاج سلعة أو خدمة أو أداء عمل معين ، وقد ظهرت أهمية هذا الوعاء في الحرب لأنها كانت تضم جيوش متعددة وكان لكل جيش تسليحه الخاص ، وأنه لا يمكن تبديل قطع الغيار صناعة بصناعة أخرى .وذلك كلفهم مبالغ طائلة في الحرب ، وبالتالي كان لا بد من وضع مواصفات محددة وقياسية يلتزمون بها .
- في عام 1945 م ، أي بنهاية الحرب العالمية الثانية ودائماً المنتصر يحصد الغنائم ، والغنائم هنا هي تقارير البحوث ، فضلاً عن العلماء الذين أعدوا هذه التقارير العلمية ، وكان في مقدمتها مقالة أعدها " فانيفاربوش " بعنوان : كما يمكن أن نفكر AS we may think ، وكان فانيفاربوش المستشار العلمي لرئيس الولايات المتحدة روزفلت ، وهذه المقالة تمثل معلماً بارزاً في مسيرة تطور علم المعلومات
وقد نصح فانيفاربوش الرئيس الأمريكي بأنه هناك حاجة للعمل على تنظيم وبث أو إتاحة الوثائق العلمية التي ظهرت خلال الحرب العالمية الثانية ،وأن هذا التنظيم والإتاحة والبث بحاجة إلى تقنيات متطورة ،وقد وضع فكرة آلة في تصوره أنها تشتمل على كل ما يمكن أن تحتاج إليه المعلومات ، وقد أطلق عليها اسم ميمكس Memex بمعنى الذاكرة أو المفكرة ، وعلى ذلك نجد أن فانيفاربوش قد وضع فكرة الحاسبات الشخصية بآلته هذه القادرة على الاتصال بشبكات المعلومات بعيدة المدى ، ونجد أن كثيراً من التطورات التي نتعامل معها الآن هي امتداد لعام 1945 م ، ومن بين تلك التطورات الراهنة النظم الخبيرة Expert Systems .
وهذا المصطلح يعني أن الخبير هو ما توافر لديه رصيد معرفي معين ، ويتمكن من استرجاع هذا الرصيد عندما تطرح عليه مشكلة معينة ويطلب منه الإجابة عليها ،وهذا الرصيد أصبح من الممكن تجهيزه وتخزينه في الحاسب الآلي ،ومن خلال هذا الرصيد المعرفي يكون الحاسب قادراً على الربط والاستنتاج ،وقد كانت هناك نظم خبيرة في هذه الحرب في مجال الطب وبخاصة في مجال الأمراض الوبائية .
- أما عام 1948م ، فقد عقد مؤتمر دولي في لندن نظمته الجمعية الملكية في بريطانيا حول المعلومات العلمية ، ويعد أكبر مؤتمر دولي حيث لم يهتم بالجانب المهني والتقني للمعلومات ، بل أيضاً بالجوانب النفسية والاجتماعية بمعنى أنه نبه الأذهان إلى أن قضية المعلومات ليست قضية تقنية ،ولكن قضية مستفيدين لهم جانب سلوكي واجتماعي ، أي أنه بدأ الاهتمام بالدوافع النفسية والاجتماعية والتنظيمية المؤثرة في الإفادة من مصادر المعلومات وفي إنتاجها .
- وفي نفس العام بدأ تدريس مقررين في التوثيق بمعهدين من معاهد المكتبات في الولايات المتحدة .
- عام 1950 م ، بدأ صدور دورية مهمة في مجال تنظيم المعلومات وقد صدرت عن المعهد الأمريكي للتوثيق وعنوانها : American Documentation ، وهي مجلة متخصصة بالتوثيق ومعبرة عن حال المعهد .
- في نفس العام 1950 م ، حدث تغيير في مصطلح توثيق إلى مصطلح استرجاع المعلومات Information Retrieval ، وذلك لأن كالفن مورز الذي صك المصطلح قد أعرب عن عدم رضائه عن مصطلح التوثيق لأنه كان يعني معاني متعددة منها كما سبق أن ذكرنا التوجيه والتنبيه وإلقاء الموعظة ، وتزويد السفن بالوثائق الخاصة بها ، إسناد الحقائق والأفكار إلى مصادرها .
- وفي عام 1955 م تأسس مركز بحوث التوثيق والاتصال بجامعة كيس وسترن ريزيرف ، وهذا الحدث يعني بداية الاهتمام بالبحث العلمي .ولم يعد البحث يقتصر على المبادرات الفردية للباحثين ، وإنما اكتسب الصفة المؤسسية ، أي أنه أصبح أكثر تنظيماً .
- في عام 1957 م ، بدأ مشروع بحثي مهم يعرف في الإنتاج الفكري المتخصص باسم دراسات كرانفيلد وهي اسم مدينة في بريطانيا ، وكان الهدف من هذا المشروع حسم الجدل والخلاف الدائر بين مؤيدي الأساليب المختلفة للمعالجة الموضوعية للوثائق ،وهذا الجدل كان بين مؤيدي خطط التصنيف الحصرية ، ومؤيدي خطط التصنيف الوجهية ( التحليلي التركيبي ) ،وأيضاً بين المتحمسين لرؤوس الموضوعات الهجائية المقننة ، وساليب التعامل الموضوعي مع الوثائق وأوعية المعلومات تعاملاً علمياً منهجياً منضبطاً محايداً ،
أساس دراسات كرانفيلد هذه تتكون من عدة مقومات هي :
1. مجموعة من الوثائق في علوم الطيران .
2. مجموعة من المكشفين يحللون هذه الوثائق .
3. أدوات للتعرف على المحتوى الموضوعي لهذه الوثائق وتسمى لغات التكشيف
وقد نشأت عن دراسات كرانفيلد ست مراصد للبيانات هي :
1. خطط التصنيف الوجهية – التحليلية التركيبية التي وضعها رانجاناثان .
2. تصنيف ديوي العشري .
3. التصنيف العشري العالمي .
4. تصنيف مكتبة الكونجرس .
5. رؤوس الموضوعات الخاصة بمكتبة الكونجرس .
6. مرصد بيانات قائم بذاته وهو مجموعة مصطلحات مستقاه من نفس الوثائق التي كانت محل المعالجة الموضوعية وهي أقرب ما تكون للغة الطبيعية .
وبعد الاختيار الموضوعي لهذه المراصد طلب من مجموعة من المتخصصين في مجال الطيران أن يتقدموا بمجموعة من الاستفسارات مصحوبة ببدائل للوثائق التي يمكن الإجابة منها على هذه الاستفسارات لأنه على دراية تامة بالوثائق الموجودة .
بعد ذلك تتم عملية المضاهاة Matching ، وهنا نجد أن هناك اختلاف بين ما استرجع وما كان ينبغي أن يُسترجع ، ومظاهر هذا الاختلاف تتحدد فيما يلي :
1. وثائق استرجعت وما كان ينبغي أن تسترجع ( تشكل شوشرة ، ورسالة بلا هدف ) .
2. وثائق استرجعت وينبغي أن تسترجع ( حققت الهدف ) .
3. وثائق ينبغي أن تسترجع ولم تسترجع ( فاقدة ) .
وبناء على ذلك تطور في هذا المشروع أهم مقياسين في تقييم كفاءة نظم استرجاع المعلومات وهذين المقياسين هما :
1. الاستدعاء Recall
2. الدقة Precision
والاستدعاء هو قدرة النظام على استرجاع أكبر عدد ممكن من الوثائق الصالحة أو المناسبة لحاجة المستفيد .
والدقة هي قدرة النظام على استبعاد أكبر قدر ممكن من الوثائق الغير صالحة لتلبية حاجة المستفيد . وهذه السلسلة من الدراسات انتهت إلى قانون علمي وهو أن هناك علاقة إحصائية بين الاستدعاء والدقة وهي علاقة تناسب عكسي أي أن الزيادة في الاستدعاء تؤدي إلى نقص في الدقة ، وأي زيادة في الدقة يكون هناك نقص في الاستدعاء والأسهام الحقيقي في هذه الدراسة هو :
1. تطور أساليب القياس .
2. قانون العلاقة العكسية ( الاستدعاء والدقة ).
3. تطوير لغات التكشيف .
وخلاصة ما سبق بالنسبة لدراسات كرانفيلد أن هذا المشروع بدأ بحثاً تجريبياً لمقارنة كفاءة أداء عدد من لغات التكشيف ، وكان للخبرة المتخصصة المكتسبة من جراء هذا البحث أثرها في تطوير استخدام المنهج التجريبي في علم المعلومات حيث أنه قد نشأ في البداية بعيداً عن هذا العلم ولكنه سرعان ما عاد بعد ذلك إليه .
- في عام 1958م عقد مؤتمر دولي للمعلومات العلمية في واشنطن بأمريكا تحت رعاية المؤسسة الوطنية للعلوم (NSF) ، وهي تكاد تكون نظير للجمعية الملكية في بريطانيا ، وقد قدم في هذا المؤتمر العديد من البحوث ، ولم تقتصر على الجوانب الفنية والتقنية للمعلومات ،وإنما اهتمت أيضاً بالجوانب الاجتماعية والنفسية واللغوية الخاصة بالمستفيدين من المعلومات ، وقد ظهر في هذا المؤتمر شكل جديد من الكشافات وهو الكشافات المعتمدة على الحاسبات الآلية ويسمى " كشاف الكلمات المفتاحية في السياق " وذلك عن طريق استخراج مصطلحات ذات دلالة موضوعية من الوثيقة .
- كذلك في نفس العام أي عام 1958 م نشأ في بريطانيا تجمع علمي مهني باسم معهد علماء المعلومات ISI وهذا التجمع كان لفئة من المهنيين يرون في أنفسهم أنهم القادرون على التعامل مع قضية المعلومات على أساس منهجي وليس على أساس الممارسة التطبيقية لذلك سموا أنفسهم علماء معلومات ، ولم يرضوا بتسمية موثق أو مكتبي متخصص .
- في عامي 1961-1962 م انعقد مؤتمرين مهمين في معهد جورجيا للتكنولوجيا ويقال أنه حل مصطلح " علم المعلومات " محل التوثيق وذلك في مؤتمر تدريب أخصائي المعلومات العلمية Conference on Training Science Information Specialists ، وربما كان جاسون فرادان J. Farradane ، أول من استعمل التعبير " علم المعلومات " وذلك حينما تأسس معهد علماء المعلومات في لندن عام 1958.
- وقد بدأ استعمال المصطلح دون تعيين دقيق لحدوده ، وتبارى المئات من الدارسين والمهتمين في تعريفه ، إلا أننا لا زلنا في انتظار التعريف المقبول لهذا المصطلح ، وترجع صعوبة التعريف إلى ارتباط المجال بظاهرة مراوغة صعب السيطرة عليها وهي ظاهرة المعلومات .
- تم تقديم أول تعريف رسمي لعلم المعلومات في مؤتمر جورجيا بأنه " مجموعة الأساليب والأدوات المنهجية التي تستخدم في دراسة المعلومات إنتاجاً وتسجيلاً ونشراً وتوزيعاً وتنظيماً وتجميعاً واختزاناً واسترجاعاً ، ثم استثماراً ، ويرجع الفضل في إقرار هذا التعريف إلى معهد جورجيا .
- وقد صدرت سلسلة من الكتب المتخصصة الشاملة في علم المعلومات .
- ومن أبسط تعريفات علم المعلومات هو ما ذهبت إليه بولين أثرتون
بتلخيص مجال اهتمام هذا العلم في خمسة أسئلة أساسية هي :
أ‌))) ) كيف يبحث الإنسان عن المعلومات ؟
ب‌) ) لماذا يبحث الإنسان عن المعلومات ؟
ج ) لماذا يفشل الإنسان في البحث عن المعلومات ؟
د ) هل تختلف سبل البحث عن المعلومات باختلاف فئات المستفيدين ؟ وإذا كان الأمر كذلك فكيف يمكن تصميم نظم المعلومات بما يناسب الفئات المختلفة من المستفيدين ؟
هـ ) كيف يقوم الإنسان بتجهيز المعلومات ؟
وتشمل هذه الأسئلة الخمسة الجوانب النظرية الأساسية والجوانب التطبيقية لعلم المعلومات
- في عام 1963 م بدأ صدور شكل متميز من كشافات الإنتاج الفكري ، وقد أسس يوجين جارفيلد وهو متخصص في الكيمياء معهد المعلومات العلمية وهي مؤسسة خاصة تمارس نشاطها في توثيق الإنتاج الفكري وتقديم خدمات المعلومات ، وتمثل كشافات الاستشهاد المرجعي أهم قطاعات هذا النشاط ، والمقصود بالاستشهاد المرجعي هو تسجيل البيانات الوراقية أو الببليوجرافية الخاصة بالوثائق التي يتعامل معها المؤلف أن الباحث أثناء تأليفه أو إعداده لبحثه .
- وفكرة الاستشهاد المرجعي قامت على أساس ربط الوثائق القديمة بالجديدة ، هذه العلاقة موضوعية ويمكن أن نصفها بأنها علاقة أبوة وبنوة ،فالوثائق القديمة أثرت في الجديدة ، كما أن تسجيل الاستشهادات المرجعية يوثق العلاقة بين القديم والحديث في الإنتاج الفكري
- والاستشهاد المرجعي ظاهرة قديمة بدءاً بالسند في الكتب القديمة ، وانتهاء بالحواشي في الكتب الجديدة .
- وقد تبين لنا أن الاستشهاد المرجعي لا يقتصر فقط على رد حقيقة إلى مصدرها كما هو الحال في إسناد الحديث الشريف ،وإنما يمكن أن يتم لأغراض أكثر من ذلك مثل :
أ‌) ) أن يعترف المؤلف بفضل السابقين عليه ، أي الإعراب عن الولاء للرواد الأوائل في مجال التخصص .
ب‌) )إذا أراد أن يبدي رأي بالمدح أو القدح لعمل سابق .
ج) أن يسند الحقيقة إلى مصدرها
د) إذا أراد أن يقارن بين عمل أحد المؤلفين وعمل لمؤلف آخر
وبهذا يتضح لنا أن الاستشهاد المرجعي مفهوم أوسع من مفهوم الإسناد حيث أن الإسناد يكون أكثر تخصصاً في رد الحقيقة إلى مصدرها أي يوثق هذه الحقيقة ، ومعنى أن يستشهد باحث بأعمال الآخرين أنه يلتزم بقيم أساسية أخلاقية وهي الأمانة العلمية ،وأن العمل الذي يؤلفه شخص ما يعتبر امتداد للأعمال السابقة عليه ، فالباحث عندما يبدأ بالتأليف لا يبدأ من الصفر ولكن يبدأ من حيث انتهى الآخرون ،وهذا يعني أن هناك علاقة بين العمل الجديد والأعمال الأخرى السابقة عليه ،وهذه العلاقة الوثيقة قد استثمرها يوجين جارفيلد في إعداد هذا الشكل من الكشافات ، وهذا النوع من الكشافات لا يتطلب وجود خطة تصنيف أو مكنز أو قائمة رؤوس موضوعات ،كما أنه لا يتطلب مكشفين محترفين .
ومن نتائج عملية ربط الوثائق يتكون لنا رصيد ضخم من البيانات الببليوجرافية ، وكشافات الاستشهاد المرجعي لا تعد أو تقتصر فائدتها على كونها أداة لاسترجاع الوثائق بقدر ما توفره للباحثين من ثروة من البيانات الإحصائية التي يمكن الإفادة منها في دراسة خصائص الإنتاج الفكري .
وتصدر كشافات الاستشهاد المرجعي التي يعدها معهد المعلومات العلمية مطبوعة في إصدارات سنوية ، كما أنها تتاح في شكل قابل للتداول بواسطة الحاسب .
الكشافات التي أصدرها معهد المعلومات العلمية :
1- كشاف العلوم (SCI) SCIENCE CITATION INDEX ، الذي بدأ صدوره عام 1963م ليغطي الإنتاج الفكري الصادر عام 1961م وقد شملت تغطيته في ذلك العام 316 دورية بلغت حصيلتها من الاستشهادات المرجعية 1.4 مليون استشهاد ، ويشتمل أيضاً الكشاف على قسم مستقل لبراءات الاختراع .
2- وبمجرد أن استقر أسلوب العمل في كشاف استشهادات العلوم بدأ معهد المعلومات العلمية في الإعداد لكشاف مناظر في العلوم الاجتماعية هو :
كشاف استشهادات العلوم الاجتماعية (SSCI ) SOCIAL SCIENCE CITATION INDEX .
3- استكمالاً لتغطية بقية مجالات المعرفة بدأ المعهد بإصدار الكشاف الثالث وهو كشاف استشهادات الفنون والإنسانيات عام 1978م (A&HCI ) ARTS & HUMANITIES CITATION INDEX
وهذه الكشافات أحدثت تطوراً هائلاً في نظرية علم المعلومات .
- في عام 1966م حدث تطور مهم في مسيرة علم المعلومات وذلك بعد صدور حولية المراجعات العلمية في علم المعلومات وتقنية المعلومات الأريست ARIST والمقصود بالمراجعة العلمية أنها عبارة عن معالجة تحليلية نقدية مقارنة
تحليلية : فيها نظرة متعمقة .
نقدية : لأن لها رأي في مدى سلامة ما انتهت إليه من نتائج .
مقارنة : لأنها تقارن الوثائق بعضها ببعض .
وهي تقوم بهذه العملية للإنتاج الفكري الصادر في مجال معين وذلك بهدف استخلاص النتائج العامة لإجمالي وثائق هذا التخصص .
والمراجعات العلمية من شأنها تحويل المعلومات إلى معرفة ويتضح من إصدار هذه الحولية أن هذا العلم قد بدأ يكون رصيداً معرفياً له ينمو باستمرار ،وهذه المراجعات تدخل في إطار الخدمات الببليوجرافية ولكنها خدمة متميزة لأنه لا يتحمل مسئوليتها إلا مستشاري المجال .
ويستفيد من هذه المراجعات العلمية الباحثون الذين يبدءون بحوثهم حيث يكونوا حريصين على أن البداية من حيث انتهى الآخرون وهي نقطة انطلاق أساسية في البحوث تكملها قواعد المعلومات على الخط المباشر أو على الأقراص المدمجة ، وكل عدد سنوي من هذه الحولية مقسم إلى عدة فصول وكل فصل يركز على قطاع متخصص معين لعلم المعلومات وبعض هذه الفصول قد تتعدى أكثر من مجلد واحد .
- في عام 1968م تغير اسم المعهد الأمريكي للتوثيق إلى الجمعية الأمريكية لعلم المعلومات ASIS ويدل ذلك على استقرار علم المعلومات ويعد اعترافاً صريحاً بأن المعلومات أصبح لها علم معترف به ، ويتضح مما سبق أن جمعية ASIS لعلم المعلومات هي التي ترعى تطور هذا العلم في الولايات المتحدة الأمريكية حيث وجود جمعية لأي علم يعد من المقومات الأساسية للاعتراف به ضمن التخصصات العلمية الأخرى ، كما صدرت دورية عن هذه الجمعية JASIS وذلك بديلاً عن مجلة American Documentation
- في عام 1969م أي نهاية الستينيات من القرن العشرين شهدت ظهور تقنيات الاسترجاع على الخط المباشر On line Retrieval ، وكان ذلك نتيجة لما يلي :
1- الاشتراك في الوقت : ويعني قدرة الحاسب الآلي على أن يوزع وقته على أكثر من عملية بشكل لا يشعر المتعاملين معه أن هناك من يشاركه في التعامل مع النظام .
2- تطور تقنيات الاتصالات بعيدة المدى :البحث بالاتصال المباشر هو نظام لاسترجاع المعلومات بشكل دوري ومباشر عن طريق الحاسبات والمحطات الطرفية حيث يتم الاتصال بنظم وبنوك وقواعد المعلومات المقروءة آلياً في مناطق جغرافية متعددة ومتباعدة .
فوائد طريقة البحث بالاتصال المباشر :
1- الوصول المباشر للمعلومات المختزنة .
2- بحث أكثر فعالية للمعلومات المختزنة آلياً .
3- حداثة أكثر في المعلومات وسرعة في الوصول إليها .
1- المرونة من خلال الطابع التفاعلي للاسترجاع .
2- فعالية التكلفة .
ويعني أن الاسترجاع على الخط المباشر أقل تكلفة من نظيره اليدوي ،كما أنه يسهم في خفض ما تتحمله المكتبات من نفقات بإلغاء الاشتراك في خدمات التكشيف والاستخلاص وغيرها من الخدمات الببليوجرافية المطبوعة المكلفة والتي لا تستخدم بكثافة طالما أنها متاحة إلكترونياً على الخط المباشر .
ويتم إجراء البحث بالاتصال المباشر طبقاً للخطوات التالية :
1- تقديم الطلب من المستفيد إلى المكتبة أو مركز المعلومات .
2- مقابلة المستفيد لفهم طبيعة اهتماماته وذلك من خلال مقابلة مرجعية مع اختصاصي المعلومات لمعرفة سمات هذا المستفيد Profiles ، وتحديدها من خلال مفاهيم ومصطلحات البحث .
3- اختيار قواعد المعلومات المناسبة .
4- الاتصال بنظام المعلومات المناسب وإجراء البحث المباشر .
5- مراجعة النتائج وتقييمها للتأكد من مطابقتها عن طريق ما يعرف بالمضاهاة .
6- تقديم الناتج للمستفيد النهائي .
ويقوم بإجراء البحث بالاتصال المباشر إما المستفيد نفسه أو اختصاصي المعلومات في حالة غياب المستفيد أو اشتراكهما معاً في إجراء البحث وهذا ما يسمى بإستراتيجية البحث
- استكمال تطور مسيرة وتحديد هوية علم المعلومات
- في السبعينيات من القرن العشرين جاءت تحمل الكثير من التطورات التي يصعب حصرها ، ومن أبرز هذه التطورات التبشير بالمجتمع أو النظام اللاورقي Paper less Society وكان أول من نادى بهذا المجتمع هو ولفرد لانكستر ، ويعني ذلك أن الورق وما يعتمد عليه سوف يحل محله أشكال أخرى من التقنيات معتمدة على البتروكيماويات أو اللدائن مثل أسطوانات التسجيل وأشرطة الكاسيت الممغنطة وكلها تصنع من البلاستيك .
- في عام 1985 م ظهر اختراع له شأنه في تسجيل المعلومات وهو الأقراص المدمجة ،وقد كان القرص المدمج نقطة تحول رئيسية في مفاهيم المكتبات بالمقارنة بالمواد الورقية المطبوعة والموضوعة على الرفوف ومن مميزات الأقراص المدمجة :
1- أنها اقتصادية وعملية .
2- حظيت بالرواج وبخاصة في نشر الأعمال الببليوجرافية الموسوعية الضخمة وهي يتم التسجيل عليها بأشعة الليزر .
3- تحمل الأسطوانة الواحدة أكثر من نصف مليون حرف أو رمز .
والأسطوانة الواحدة تحمل المحتوى المعلوماتي لحوالي 150إلى 200 كتاب مرجعي ضخم بالإضافة إلى تكشيف كل كلمة من هذه المحتويات ، كما أن المعلومات المسجلة على القرص المدمج يمكن استرجاعها وإعادة إدخالها في وسائط أخرى بواسطة الحاسب الآلي .
- بعد ذلك انتشرت الشبكات بكافة مستوياتها مثل الشبكات المحلية والشبكات الحضرية والشبكات واسعة المدى LAN/MAN/WAN .
- انتشرت الشبكات البينية مثل الإنترنت والشبكات الداخلية ( الإنترانت ) ثم شبكات القيمة المضافة VAN .
-تطورت تقنية الشبكات لسد الحاجة المتنامية لتبادل المعلومات والموارد بشكل فعال لأنه لو تخيلنا التعامل مع أجهزة الحاسب بدون وجود شبكات ففي هذه الحالة سنحتاج إلى مئات الأقراص لنقل المعلومات من الجهاز إلى أخر مما يسبب هدراً كبيراً من الوقت والجهد .
1. الشبكة المحلية :Local Area Network
وهي الشبكة التي تكون في العادة محصورة داخل مكتب أو مجموعة من المكاتب داخل بناية واحدة ( كالمعاهد والمستشفيات والجامعات ) وتقدم هذه الشبكات في وقتنا الحالي سرعة كبيرة لتبادل البيانات والموارد مما يشعر المستخدم أن هذه الموارد والبيانات موجودة على جهازه الشخصي .
2. الشبكة الحضرية Metropolitan Area Network
تعمل بسرعات عالية وتستخدم في العادة ألياف ضوئية كوسط اتصال ، وهي عادة تغطي مساحة واسعة تتراوح بين 20 إلى 100 كيلو متر بشرط أن يكون هناك اتصال داخل المدينة الموجود فيها الشبكة .ولم يعد تصنيف الشبكة الحضرية في الاستخدام حيث تم استبداله وتصنيفه كشبكة واسعة في كثير من أنواع الشبكات .
3. الشبكة الواسعة Wide Area Network
تقوم بربط الشبكات المحلية والأجهزة في أنحاء مختلفة من الدول ( كأن تكون بين مدينة ومدينة وبين دولة ودولة ) أو أن تقوم بربط الشبكات المحلية والأجهزة بدول مختلفة من العالم وهي عادة تشتمل الشبكات التي أكبر من الشبكة المحلية .
- ثم جاءت التسعينيات من القرن العشرين وجاءت بشبكة الإنترنت وتوصف بأنها الشبكة الإلكترونية العالمية أي عالمية في تغطيتها للإنتاج الفكري الصادر في العالم .
وتوفر الإنترنت بصفتها أداة مرجعية ما يلي :
1- رصيد هائل من المصادر الفورية .
2- إنشاء القوائم الببليوجرافية .
3- جمع الأخبار والحقائق والاستفادة منها .
4- الاتصال بالفهارس المحسبة في كل المكتبات العالمية .
5- الاتصال المباشر بالباحثين والعلماء في جميع التخصصات من خلال جماعات المناقشة أو المؤتمرات المحسبة .
6- اشتمال الإنترنت على مئات الآلاف من المجلات والنشرات والصحف في مختلف الموضوعات .
7- تقديم خدمات الإحاطة الجارية وتبادل الأفكار .
8- الحصول على برامج لخدمة الأغراض التعليمية وتبني أساليب حديثة في التدريس وابتكارات في وضع مناهج جديدة .
9- إتاحة التعليم عن بعد .
الاتجاهات الثلاثة حول وجود علم المعلومات :
- الاتجاه الأول : إنكار وجود علم المعلومات ( الاتجاه المتطرف ) .
- الاتجاه الثاني : وجود ما يسمى **** Science " ما وراء العلم " وإطلاق مسمي علم العلوم على علم المعلومات Science of Science وهو
( الاتجاه المغالى فيه)
- الاتجاه الثالث : وهو الاتجاه المعتدل أي أنه يوجد علم للمعلومات وقد اكتملت مكوناته ومقوماته شأنه شأن أي علم من العلوم الاجتماعية .
- إن المجال المتخصص لكي يكتسب صفة العلم ويخرج عن إطار الممارسات الفنية فإنه ينبغي أن يتوافر له سبعة مقومات أساسية كما يلي :
أولاً – مجتمع يهتم بمجموعة معينة من الظواهر .
ثانياُ_ ظهور مجموعة من الباحثين المتخصصين القادرين على التعامل مع الظواهر بالأساليب المنهجية المناسبة وهم ينتمون إلى مؤسسات أكاديمية وبحثية
ثالثاً – تطوير الأساليب والأدوات المنهجية المناسبة لهذه الظواهر .
رابعاً – تطور الأساس النظري والقوانين العلمية لعلم المعلومات .
بعد استقرار التجارب وصدقها في أي علم يكون هناك نظرية والنظرية هي سلسلة طويلة من الاختبارات فإذا صحت يكون هناك نظرية وباستقرار هذه النظرية يكون هناك قانون علمي .
ويعود الأساس النظري لعلم المعلومات للعالم الرياضي الهندي رانجاناثان فقد وضع خمسة قوانين Five Laws لعلم المعلومات
وكان له إسهام نظري في المجال لأنه درس الرياضيات واهتم بوضع هذه القوانين الخمسة وهي :
1- لكل كتاب قارئه : يعني أن أي وثيقة تصدر في أي صورة أو أي شكل يجب أن نعمل على الاستفادة منها أو توصيلها إلى المستفيد الذي قد تهمه هذه الوثيقة ، وهذا يعني تقديم الوثائق بشتى أشكالها وصورها ولغاتها إلى المستفيد طالما أنها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمتطلباته الموضوعية وهذا يسمى بالخدمة الشاملة .
2- لكل قارئ كتابه : ويهتم هذا المبدأ بالقارئ لأنه يلجأ للمكتبة وله احتياجاته المعرفية الخاصة التي تتعلق ببحثه ، وذلك أما للسؤال عن مؤلف معين ، أو للسؤال عن كتاب معين ، أو للسؤال عن موضوع معين .
وفي هذه الحالة يجب أن تكون الإجابة محددة Pinpointed ، ويقدم للقارئ ما يطلبه بأسرع وقت ممكن ويراعى عند الإجابة أن على القارئ العمل على تخفيض معدل الاستدعاء ورفع معدل الدقة أو التحقيق ، ويعني أيضاَ أنه ليس من الضروري أن تكون جميع الكتب صالحة لجميع القراء فهناك فئات من القراء لهم تخصصات والتزامات وظيفية ففي هذه الحالة لا بد من معرفة مجتمع المستفيدين من المكتبة .
3- الكتب ينبغي أن تستخدم : وهذه العبارة تنطوي على رسالتين موجهتين إلى :
-الرسالة الأولى : موجهة إلى ناشري الكتب ومنتجيها ومؤلفيها .
-الرسالة الثانية : موجهة إلى المكتبيين القائمين على إدارة المكتبات .
وبالنسبة للرسالة الأولى أن المؤلفين والناشرين قبل نشرهم الكتاب لا بد من سؤال المؤلفين أنفسهم هذا الكتاب موجه لمن ؟ وهل يسد ثغرة في التخصص ؟ وفي هذه الحالة يكون الناشر متضامن مع المؤلف .
أما الرسالة الثانية فهي موجهة إلى المكتبيين حيث أن اقتناء الكتب ليس هدف بحد ذاته وإنما لا يقتنى إلا ما يلبي احتياجات المستفيدين ،وأنه من الممكن لمكتبة أن تقتني عدد محدود من الكتب إلا أن هذه الكتب تستثمر بشكل جيد وملحوظ بعكس المكتبات الأخرى التي تقتني كتب كثيرة لكنها لا تستخدم ولا يستفاد منها .
4-المحافظة على وقت القارئ :
يعد من أهم القوانين الخمسة نظراً لأن عنصر الوقت يلعب دوراً مهماً في تطور الأمم وتطور المعرفة ولذلك يجب على المستفيد أن يتمكن من الحصول على المعلومات التي يريدها بأسرع طريقة ممكنة ، وهذا لا يحدث بمجرد تصنيف وترفيف الكتب ووجود الفهارس ولكن تأتي نتيجة لقدرة المكتبة على توقع ما يمكن أن يحتاج إليه المستفيد قبل أن يأتي المستفيد التماساً له .
5-المكتبة كائن نامٍ متطور :
المكتبة تتطور وتنمو لأنها مؤسسة اجتماعية قادرة على أن تستجيب لكل ما يطرأ على المجتمع من تغييرات وذلك تبعاً لإيقاع العصر المتطور بتقنياته الحديثة ونظراً لنمو المعارف بصورة ديناميكية مما جعل من الصعب على أي مكتبة مهما بلغت ميزانيتها أن تقتني كل ما نشر في المجال لذلك كان على القائمين عليها العمل على الوصول إلى المعلومات أياً كان مصدرها وهذا ما يعرف بالإتاحة مقابل الملكية والاستفادة من مقتنيات المكتبات الأخرى عن طريق المشابكة والتعاون .
إذن لو نظرنا إلى العبارات الخمس فإنها قوانين علمية ومن شروط القوانين العلمية أنها تتميز
1- بالإيجاز.
2- القابلية للتعميم .
3- القابلية للقياس الكمي.
5-وجود نظام تعليمي في المجال :
أي وجود تعليم نظامي منهجي لإعداد المهنيين في هذا التخصص ممثلة في مدارس وأقسام المكتبات والمعلومات مع مجموعة من المقررات والمناهج التي تتناسب مع تقنيات العصر ومتطلبات سوق العمل الحاضر والمستقبلي .
6- توفر قنوات اتصال رسمي وغير رسمي بين المتخصصين في المجال
وجود قنوات نشر ووجود فرص لتنظيم المعلومات وهذا العنصر متوافر في مجال علم المعلومات وذلك لتوافر الكتب والدوريات والمؤتمرات وحلقات النقاش والندوات العلمية في المجال .
7-وجود جمعية مهنية ومجلة علمية متخصصة في المجال :
مثل الاتحادات والجمعيات والمؤسسات التي تحافظ على هذا التخصص وترعاه وتساهم في النشر العلمي وتطوره والعاملين فيه . والمتعارف عليه أن وجود الجمعيات في أي تخصص يعد من المقومات الأساسية للاعتراف به ضمن التخصصات العلمية الأخرى .
:مصطلحات معلوماتية

أمن المعلومات : Information Security
الوعي المعلوماتي : Information Literacy

حـــــــــــــــرب المــــــعلومات
احتكار المعلومات
تحاول الكثير من دول العالم حجب بعض المعلومات عن الدول الأخرى وخاصة المعلومات العلمية والتقنية وذلك لأغراض علمية وسياسية وخوف هذه الدول من استثمار الدول الأخرى للمعلومات التي تتوافر لديها
فجوة المعلومات
يعني في أبسط تفسير مقدار الجهل بما يحتاج إليه الفرد من المعلومات ، وما يمكن أن ينتفع منها ومن هنا تتأتي صعوبة تحديدها ، والأمر الذي لا يمكن تجنبه مطلقاً في توزيع المعلومات أن هذه المعلومات لا يمكن أن تكون كاملة أي لا يمكن أن تتاح لأي فرد فرصة الاطلاع على المعلومات كاملة
اقتصاد المعلومات
- تسويق المعلومات
يعني القيام بأنشطة توجه تدفق السلع والخدمات من المنتج إلى المستهلك النهائي من خلال عملية تخطيط للتوجه العام والتسعير والترويج للسلع وللخدمات والأفكار لتحقيق أهداف الفرد والمنظمة .
صناعة المعلومات
هي صناعة الصناعات وذلك نتيجة إلى التطورات الأساسية في تكنولوجيا المعلومات وتتم هذه الصناعة في القطاعين العام والخاص والتي تنتج الملكية الفكرية ، وهناك شركات الاتصالات والبث عن طريق الأقمار الصناعية لتوزيع المحتويات المعلوماتية
وتتكون نظرية المعلومات من مجموعة علاقات رياضية تعبر

عن ثلاث مفاهيم أساسية:
نماذج لنظريات المعلومات
نموذج شانون وويفرShannon & weaver
نال هذا النموذج شهرة عالمية كبيرة رغم أنه لا يخرج في حد ذاته عن عناصر الاتصال من مرسل ومستقبل ورسالة ووسيلة أو قناة لنقل الرسالة .
نموذج لاسويل Lasswell
كان عالم من علماء السياسة وقد ركز في نموذجه هذا على الهدف من عملية الاتصال وفق مراحل متسلسلة ومنطقية في آن واحد فهو يرى أن نقل المعلومات هي عملية ديناميكية تتضمن العناصر الأساسية التالية
شرام Schrammنموذج
في هذا النموذج يركز شرام في نموذجه على الخبرات المشتركة ،ويؤكد على ضرورة وجود خط مشترك بين الطرفين عند نقل المعلومات ، والخبرة المشتركة بين المرسل والمستقبل تمثل الإطار الدلالي والخبرة المتراكمة لدى الطرفين .
ولقد ختمت بهذا الختام مقالتي
وعلى الإله توكلي وثنائي
إن كان توفيق فمن رب الورى
والعجز للشيطان والأهواء
في حينها أدعو الذي بدعائه
يمحو الخطا ويزيد في النعماء
سبحانك اللهم ثم بحمدك
أستغفرك وأتوب من أخطائي
عــــمل إعداد الطالبات :.
شروق عبد الرحيم
عهود مسعد الردادي
لجين المحمدي
ســهام الجربوع

[1]

[2]

المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
مدخل, المعلومات


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع مدخل الى علم المعلومات
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مخاطر استخدام تكنولوجيا المعلومات وأثرها على أداء نظم المعلومات المحاسبية Eng.Jordan بحوث ومراجع في الإدارة والإقتصاد 5 10-03-2017 02:14 AM
في مخيم الكشافة زهير شيخ تراب الشاعر زهير شيخ تراب 1 08-12-2014 08:34 AM
اصابة 6 فلسطينيين بالرصاص الحي في مواجهات على مدخل مخيم الجلزون عبدالناصر محمود أخبار عربية وعالمية 0 02-15-2014 08:37 AM
معايير تطوير نظام المعلومات الإدارية عبر شبكة المعلومات الدولية Eng.Jordan بحوث ومراجع في الإدارة والإقتصاد 0 11-11-2012 08:45 PM
كيف أخدم الإسلام ؟؟؟ احمد ادريس شذرات إسلامية 0 07-16-2012 10:27 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 06:18 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59