#1  
قديم 10-05-2016, 06:08 AM
الصورة الرمزية صابرة
صابرة غير متواجد حالياً
متميز وأصيل
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 8,880
افتراضي كيف يكون الانسان مسير ومخير


👌سورة النساء تعرضت ضمن اياتها الاولى لقضيه مهمه تشير إلى موضوع دقيق ، قد يفهمه المسلمون على غير ما أراده الله عز وجل .
👈وهو كيف يكون الانسان مسير ومخير بنفس الوقت .
👌 مثلاً ، إذا خاطبتَ إنسانًا متلبساً بمعصية الله ، ألا تتق الله يا أخي ، يقول لك ، هذا قدري ، هذا كلام ليس له أساس من الصحة .
👈 سيدنا عمر في عهده ، جيء له برجل شارب للخمر ، فلما أمر أن يقام عليه الحد قال هذا الرجل : والله يا أمير المؤمنين ، إن الله قدر عليَ ذلك ، فقال رضي الله عنه ، وهو الذي فهم حقيقة الدين ، قال : أقيموا الحد عليه مرتين ، مرة لأنه شرب الخمر ، ومرة لأنه افترى على الله ، ثم قال له : ويحك يا هذا ، إن قضاء الله لم يخرجك من الاختيار إلى الاضطرار ، إن الله أمر عباده تخييراً ، ونهاهم تحذيراً ، وكلف يسيراً ولم يكلف عسيراً ، وأعطى على القليل كثيراً ، ولم يُعصَ مغلوباً ، ولم يطع مكرهاً ، ولم يرسل الأنبياء لعباَ .
👌لو أن الله سبحانه وتعالى ، أجبر الإنسان على طاعته لبطل الثواب !! ولو أجبره على معصيته لبطل العقاب !! ولو تركه هملاً لكان عجزاً في القدرة !!.
👌فالإنسان حينما يتوهم أن الله قدر عليه أن يعصيه ، فقد وقع في ذنبٍ بنص القرآن الكريم ، هو أكبر ذنبٍ على الإطلاق .
👌أن تقول على الله ما لا تعلم ، هذا أكبر ذنبٍ يقترفه الإنسان ، فأن تتوهم أن الله عز وجل خلق الإنسان وقدر عليه أن يعصيه ، ولا يستطيع إلا أن ينفذ قدر الله عز وجل ، ثم يأتي ليحاسَب ويدخل جهنم إلى أبد الآبدين ، فهذا افتراء على الله ، قال الله عز وجل: الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء .
حينما تتوهم ، أن الله سبحانه وتعالى أجبرك على معصيته ، فقد وقعت في أكبر ذنب ، وهو سوء الظن بالله عز وجل .
👌 وبعد ؛ فأنت مخير فيما كلفت ،
👈لن تحاسب لماذا ولدت عام كذا ،ماذا ؟ لأنك لست مخيرًا في تاريخ ميلادك ،
👈 لست محاسبًا لماذا كان أبوك فلانًا ، فلست مخيّراً في اختيار أبيك ،
👈 أنت مخير في ماذا ؟ فيما كلفت ، أمرك أن تصلي ، بإمكانك أن تصلي وألاّ تصلي ، أمرك أن تكون صادقاً ، فبإمكانك أن تكذب ، وبإمكانك أن تصدق، أمرك أن تكون مخلصاً ، فبإمكانك أن تخون ، وبإمكانك أن تخلص ، أمرك أن تغض البصر ، فبإمكانك أن تطلق البصر وأن تغض البصر ، إذًا أنت مخير في ماذا ؟ فيما كلفتَ ، في دائرة التكليف أنت مخير ، فإذا فعلت شيئاً محرماً ، فإياك أن تقول : قدر الله.
ما أنت مسير به فهو فى لمصلحة إيمانك ، ولمصلحة آخرتك
👈التخيير من أجل أن تدخل الجنة بعملك .
وبعد ؛ فها هنا نقطة دقيقة ، فبعد أنْ عرفتَ أنك مخير فأنت مسير ، كيف ؟
👌بعد أن تختار فالله عز وجل يسيرك لدفع ثمن اختيارك ،
فإذا اخترت الإحسان للآخرين ،👈 فالله يسيرك لعمل مريح ،
وإذا اخترت إيذاء الآخرين ،👈 فالله يسيرك بعمل يزعجك ،
👌فأنت بالأساس مخير ، ثم تسير لدفع ثمن اختيارك
👈، وإذا أراد ربك إنفاذا أمر👌 أخذ من كل ذي لب لبه اى تعقله.
، ولا ينفع من ذي الجد منك الجد ، فمهما كنت ذكيًا وعاقلاً ، ولديك خبرات متراكمة ؛ عند الله ليس هناك ذكي ، وعنده ليس هناك خبرات ، كل الخبرات تضيع ، وإذا أراد ربك إنفاذا أمر أخذ من كل ذي لب لبه يا رجل أين عقلك ؟ فيقول : هذا ما حدَث معي ، الله سيرك لتدفع ثمن اختيارك ،
لمَ اخترت أن تفعل المعاصي والآثام ،
وأن توقع الأذى بالعباد ، فالله سلبك لُبَّك ،
وفعلت شيئاً دفعت فيه ثمن اختيارك ،
👈 وهذه هي المقدمة ، من أجل قوله تعالى :
( قل كل من عند الله )
👌قد يبدو لبعض الناس ، أن بين الآيتين تناقضاً ، لا
👈 الفعل له عنصران ؛ عنصر كسبي .. وعنصر تنفيذي ..
العنصر الكسبي : منك
والعنصر التنفيذي : من الله
فلو أردت أن تقوم للصلاة ، أنت أردت أن تصلي ، هذا الجانب الاختياري الكسبي
، أما من يعطيك القوة على أن تقف ، وأن تقرأ وأن تركع وأن تسجد ، فهو الله سبحانه وتعالى .
أنت صليت اكتساباً ، وصليت بقضاء الله وقدره ، من حيث الفعل ،
الفعلُ فعلُ الله ، أمَّا الاختيار والكسب فاختيارك وكسبك ،
"لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت "
( سورة البقرة : 141 )
فإذا أشار الله عز وجل إلى أن الفعل كله لله ، إلى أن عمل الإنسان من عند الله ، فهذا يعني المعنى التنفيذي .
👈"وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك " ، لا ، أنتم غالطون .
👈 "قل كل من عند الله
الأفعال كلها من قَبَل الله ، أما الآن الاختيار ، "
ما أصابك من حسنة فمن الله "
، لو أنت فعلت معروفًا ، فالله لمّا أعطاك الخير ، فهو منه ،
وليس لك عنده شيء .
و تجد واحدا في حياتك يقول :
-إذا فعلت أعمال خير .. أنا فعلت ، وأنا تصدقت ، أنا صليت ، بينما عند فعل الموبقات والأثام يقول : هكذا أراد الله ، هذا كلام فيه تناقض ، الخيرات تعزوها إلى نفسك ، أما إذا وُجِدَ تقصير , هكذا شاء الله ، وهذا قدري ، لا ، ليس قدرك ، هذا وهم ، وهذا جهل ، وهذه الفكرة إذا شاعت بين الناس شلّت حركتهم ، فانتهوا يا عباد الله ، وانتبهوا ، " فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثاً " ، الخير من الله ، والشر من الله فعلاً ، ومِن الإنسان كسباً .
العمل له جانبان .. كسب .. وفعل .
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا ..❣

الانسان 1.gif

المصدر: ملتقى شذرات

__________________
" يا الله أنتَ قوتي وثباتي وأنا غصنٌ هَزيل "
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
مصير, الانسان, يكون, ومخير


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع كيف يكون الانسان مسير ومخير
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
معوقات العمل الإشرافي المشترك بين المشرف التربوي ومدير المدرسة Eng.Jordan بحوث و مراجع و دراسات تربوية واجتماعية 1 03-02-2017 12:24 AM
كيف يكون الانسان من المقربين من الله. صابرة شذرات إسلامية 0 06-13-2015 11:03 AM
معاصي الانسان في الدنيا ام زهرة شذرات إسلامية 0 06-17-2013 10:03 PM
إسلام محاضر بريطاني ومدير جاليات الروضة يلقنه الشهادة باكيا ( فيديو ) Eng.Jordan المسلمون حول العالم 1 04-17-2012 01:22 PM
الانسان في الاسلام محمد خطاب شذرات إسلامية 0 01-12-2012 08:29 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 06:47 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59