العودة   > >

مقالات وتحليلات مختارة مقالات ..تقارير صحفية .. تحليلات وآراء ، مقابلات صحفية منقولة من مختلف المصادر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 12-14-2023, 08:33 AM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,422
افتراضي الشجاعية .. الحي العصيّ على جيش الاحتلال ومصنع قيادات المقاومة

الشجاعية التي كسرت لواء “جولاني” مرتين.. قصة الحي العصيّ على جيش الاحتلال ومصنع قيادات المقاومة



في الرابع من ديسمبر/كانون الأول 2023، وقف وزير “الدفاع” الإسرائيلي يوآف غالانت على التخوم الشرقية لقطاع غزة، وتحديداً تلك المطلة على حي الشجاعية الواقع شمال شرق القطاع، وقال في محاولة لرفع معنويات جنوده المقبلين على معركة قاسية يعلمها جيداً: “مقاتلو جولاني يعودون إلى هنا (إلى الشجاعية) لإغلاق الدائرة ولن يغادروا قبل تدمير البنية التحتية الإرهابية”.

الشجاعية الاحتلال IMG_8393-750x385.jpeg

كان غالانت يقصد بـ”إغلاق الدائرة“، تلك الهزيمة القاسية التي مُنيت بها قوات “جولاني”، اللواء الذي يُعرف بأنه رقم 1 في “إسرائيل”، وأحد ألوية المشاة التي تسمى بـ”نخبة النخبة”٬ في عام 2014.

ففي فجر الأحد 20 يوليو/تموز 2014 وخلال معركة “العصف المأكول” بين المقاومة وجيش الاحتلال في القطاع، وقعت قوة من “لواء جولاني” في كمين محكم وصف بالأسوأ في تاريخ الجيش الإسرائيلي، حوّلت فيه كتائب القسام 16 جندياً وضابطاً إلى أشلاء، وتم أسر أحدهم، ولا يزال محتجزاً لدى الكتائب حتى يوم، ولم يُعرف بعد هل هو من الأحياء أم الأموات.

لكن يبدو أن غالانت وقوات جولاني لم يتعلموا الدرس جيداً من معركة 2014، حيث اعترف الجيش الإسرائيلي فجر الأربعاء 13 من ديسمبر 2023، بمقتل 10 جنود وضباط إسرائيليين من بينهم عقيد، وقائد فرقة في حي الشجاعية، بعد كمين مزدوج ومحكم أوقعتهم به كتائب القسام، ليوصف هذا الحادث بـ”الكارثي”، وأحد أسوأ المعارك التي وقعت منذ بدء الحرب على غزة بعيد انطلاق معركة “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر 2023.

“جحيم الشجاعية” كما يرويه قائد كتيبة في لواء جولاني

يقول العقيد “إيريز كاباتس”، الذي كان قائد كتيبة 13 في لواء جولاني خلال معركة “العصف المأكول” 2014، وهو من أوعز بدخول القوة الإسرائيلية إلى “فخ الموت” كما أسماه في حي الشجاعية: “لا تزال تدوّي في رأسي أصوات الحرب، وما زلت أتخيل ساحة المعركة أمامي طوال الوقت، ما زلت أسمع الصراخ والنداءات والانفجارات”.


العقيد “إيريز كاباتس”، الذي كان قائد كتيبة 13 في لواء جولاني/ القناة 12
ويصف كاباتس ما حدث في تلك الليلة للقناة العبرية 12 خلال مقابلة نشرت في نوفمبر 2022: “أنا ببساطة ما زلت أرى المعركة في الشجاعية أمام عيني مباشرة وعيناي مفتوحتان، يمكنني سماع الانفجارات، والصواريخ المضادة، ونيران المدافع الرشاشة أسمعها طوال الوقت – لا أنام جيداً في الليل. يومها عبرنا السياج الحدودي نحو الشجاعية، وفي غضون ثوانٍ قليلة أُصيب ضابط تحت إمرتي بجروح خطيرة”.

ويضيف: “كان لدينا طاقم دبابة آخر انقلبت دبابته بعبوة ناسفة، وتم إطلاق النار علينا من جميع الاتجاهات باستخدام الهاون، والصواريخ المضادة، وأسلحة القناصة. وفي أقل من 20 دقيقة كان أول شيء أراه أمام عيني هو عربة مدرعة محترقة، سرت باتجاهها وعند مدخلها رأيت صورة لا أرغب في أن يراها أحد، لجنود من لواء جولاني محترقين، هذه الصورة عالقة في رأسي حتى يومنا هذا”.


صورة جماعية لجنود لواء جولاني الذين قتلوا في الشجاعية 2014 (قناة كان 11)
وصفت القناة 12 تلك الليلة التي عاشتها الكتيبة في حي الشجاعية بغزة بـ”الليلة السوداء”، معتبرةً تلك المعركة من أصعب معارك الحرب التي خاضها الجيش الإسرائيلي. حيث قُتل في تلك المعركة 16 جندياً إسرائيلياً اعترف جيش الاحتلال بمقتل 11 منهم في البداية٬ليعترف الجيش بعد قترة بمقتل 16 جندياً وضابطاً٬ وإصابة آخرين كان من بينهم قائد لواء جولاني نفسه حينها “غسان عليان” الذي تركت المقاومة ندوباً في وجهه.

وتمكنت كتائب القسام في تلك العملية الملحمية من أسر الجندي “شاؤول آرون” صاحب الرقم “6092065”، الذي أعلن اسمه أول مرة أبوعبيدة الناطق باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام بعد نفي متكرر من قبل الاحتلال بوقوع عملية الأسر٬ ليقر الاحتلال لاحقاً بأسر آرون٬ والزعم أن المقاومة أسرت جثته ولم يعد من الأحياء.

أبعاد تلك الليلة السوداء لم تتوقف عندها، حيث أقدم أحد جنود الكتيبة الذين نجوا من “جحيم الشجاعية” على إحراق نفسه في 12 أبريل/نيسان 2021 أمام مكاتب التأهيل التابعة لوزارة الجيش في “بتاح تكفا” شرق تل أبيب. وهو الجندي “يتسيك سعيديان” المصنف كمعاق نفسياً. وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” حينها، أن الجندي كان يعاني منذ معركة الشجاعية من أزمة نفسية خطيرة للغاية، ويعيش على الأدوية المهدئة، كحال العشرات من الجنود ممن شاركوا في تلك المعارك.

في عام 2020 نشرت قناة “كان 11” العبرية فيلماً وثائقياً اسمه “جحيم الشجاعية”، يروي فيه بعض الجنود الذين نجوا من تلك المعارك شهاداتهم بحزن وخوف وبكاء، حول ما حصل في الشجاعية، حيث قالوا إنهم لم يكونوا يدركون حجم الجحيم الذي كان ينتظرهم في الشجاعية، وأن الحرب لم تكن الخيار الصحيح للتعامل مع غزة.

تاريخ الشجاعية النضالي.. شراسة حُفرت عميقاً في أذهان الجيش الإسرائيلي

في تاريخ الصراع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، كان لحي الشجاعية دور كبير أثناء معارك حرب 1967، وشهد انطلاق شرارة الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987. ففي أكتوبر/تشرين الأول 1987، تحوّل الحي لساحة مواجهات مسلحة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال، وأسفرت الاشتباكات آنذاك عن مقتل ضابط إسرائيلي واستشهاد 4 من رجال المقاومة؛ حيث يطلق على هذا اليوم اسم “معركة الشجاعية”.

خلال فترة الانتفاضة الثانية، شهد حي الشجاعية اشتباكات ومعارك عنيفة مع قوات الاحتلال خلال اقتحاماتها لأحياء ومخيمات القطاع، وكان عرضة لسلسلة مجازر ارتكبها جيش الاحتلال، أبرزها مجزرة وقعت 1 مايو/أيار 2003، إثر تسلل قوات إسرائيلية للحي بآليات مصفحة، بينها 100 دبابة وبغطاء من الطائرات الحربية.

حيث شهد الحي في ذلك اليوم على بطولة القادة الميدانيين، الأشقاء الثلاثة في كتائب القسام من عائلة أبو هين، وهم يوسف ومحمود وأيمن أبو هين، الذين امتشقوا أسلحتهم الرشاشة وقنابلهم اليدوية وتحزموا بالأحزمة الناسفة في 1 مايو/أيار 2003، بعد اكتشافهم تسلل قوات إسرائيلية للحي، وأوقعوا تلك القوة بين قتيل وجريح، قبل أن يستشهدوا جميعاً في معركة استمرت 16 ساعة استخدم فيها جيش الاحتلال الدبابات وطائرات الأباتشي والقذائف بكثافة صوب المنزل الذي كان يتحصن به هؤلاء المقاومين.

أسفرت هذه المجزرة عن استشهاد 13 مواطناً وإصابة واعتقال العشرات، بالإضافة لاستشهاد بعض مقاتلي الكتائب.


القادة الأشقاء الثلاثة من عائلة أبو هين الذين ارتقوا في الشجاعية عام 2003 (شبكة فلسطين للحوار)
ونفذ جيش الاحتلال مجزرة أخرى في الشجاعية فجر 11 فبراير/شباط 2004، خلّفت 15 شهيداً و44 مصاباً، من بينهم 20 طفلاً وفتى دون سن الـ18.

وكان الحي هدفاً للغارات الجوية المتكررة ومنطقة اشتباكات مكثفة بين المقاومة وقوات الاحتلال خلال الاجتياح البري، في عدوان الاحتلال على القطاع خلال 2008 و2009، وأيضاً أثناء العدوان على القطاع عام 2014.

ففي عام 2014 وبعد تلك الملحمة التي سطَّرها مقاتلو القسام ضد قوات لواء جولاني، تعرض حي الشجاعية لمجزرة راح ضحيتها أكثر من 75 شهيداً، ومئات المصابين معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة لإبادة عائلات بأكملها، وذلك بعد قصف عشوائي بأكثر من 100 قذيفة إسرائيلية استهدف منازل بالحي، وتسبب بانتشار جثث وأشلاء الشهداء في الشوارع وتحت الركام.

مصنع قيادات المقاومة الفلسطينية

هذه الصلابة التي صنعتها بطولات الحي، أخرجت منه العديد من قيادات العمل الفلسطيني المقاوم على مدار عقود من مختلف الفصائل؛ حيث كان الحي مقراً تاريخياً لانطلاقة أغلب الفصائل، إذ شهد البدايات الأولى لمنظمة التحرير الفلسطينية، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وكذلك حركتا حماس والجهاد الإسلامي في عام 1987.

الشهيد أحمد الجعبري (أبو محمد) نائب القائد العام لكتائب القسام يمسك بالجندي جلعاد شاليط خلال صفقة التبادل “وفاء الأحرار” 2011/ رويترز
ومن أبرز قادة القسام أبناء حي الشجاعية الشهيد أحمد الجعبري، نائب القائد العام للكتائب، الذي اُغتيل بقصف إسرائيلي في 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2012 وكان من أبرز المطلوبين لجيش الاحتلال لعقود وكان يطلق عليه “رئيس أركان حركة حماس”. ويشهد له تطوير الكتائب بشكل نوعي ووضع نظام عسكري متين لها٬ إضافة لإشرافه على العديد من العمليات ضد الاحتلال.


الشهيد القائد نضال فرحات/ كتائب القسام
كما أخرج الحي قادة ميدانين بارزين مثل الشهيد نضال فرحات مسؤول التصنيع العسكري في كتائب القسام الذي يسمى رجل “الطائرة والصاروخ” نسبةً إلى بصماته الأولى في تصنيع صواريخ القسام والطائرات المسيرة. كما تعد والدة الشهيد نضال، مريم فرحات، الملقبة بـ”خنساء فلسطين”، والتي قدمت 3 من أبنائها شهداء، أبرز وجوه الحي.

وسام فرحات (أبو حسين) قائد كتيبة الشجاعية في كتائب القسام ووالدته “خنساء فلسطين” أم نضال
وابن “خنساء فلسطين” أيضاً وشقيق الشهداء الذي التحق بهم في معركة طوفان الأقصى بعد اغتياله في قصف للاحتلال، هو قائد كتيبة الشجاعية منذ عام 2010، وسام فرحات “أبو حسين“، الذي قاد المعارك الضارية مع جيش الاحتلال، في معركة “العصف المأكول” عام 2014 ويعده الاحتلال من أبرز المطلوبين لديه. والذي ثأر له جنده في مقطع فيديو نشرته كتائب القسام في السادس من ديسمبر 2023، يظهر أحد المقاتلين وخلفه دبابة ميركافا تحترق في حي الشجاعية، وكان يردد: “هي الجنود فحّموا جوا، لعيون أبو حسين فرحات“.
المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع الشجاعية .. الحي العصيّ على جيش الاحتلال ومصنع قيادات المقاومة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
6شهداء وقتيل صهيوني في عملية إغتيال استهدفت أحد قيادات المقاومة عبدالناصر محمود أخبار عربية وعالمية 0 11-13-2018 07:15 AM
الاحتلال الصهيوني يهدد بعودة سياسة اغتيال قيادات المقاومة عبدالناصر محمود أخبار الكيان الصهيوني 0 06-22-2018 06:42 AM
دلهي.. لؤلؤة العلم ومصنع العلماء عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 05-25-2018 07:56 AM
الاحتلال يصدر أحكامًا بسجن قيادات فلسطينية بارزة عبدالناصر محمود أخبار الكيان الصهيوني 0 04-19-2016 06:40 AM
جندي ناجٍ من "غولاني" يروي تفاصيل بسالة المقاومة بمعركة الشجاعية Eng.Jordan أخبار الكيان الصهيوني 0 07-23-2014 11:36 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 12:52 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59