#1  
قديم 10-16-2013, 07:00 PM
ام زهرة غير متواجد حالياً
متميز وأصيل
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: العراق
المشاركات: 6,886
افتراضي دور الانفعالات في الحياة الاجتماعية


تخيل أن إنساناً اختفت عواطفه فجأة، كيف ستكون حياته الاجتماعية؟ كيف ستكون علاقاته مع الآخرين؟ وتعامله مع المواقف الاجتماعية؟
أو... لماذا تتخيل ذلك؟ يمكنك التعرف إلى حوادث حدثت في الحقيقة انتزعت فيها أجزاء من الدماغ مسؤولة عن الانفعالات، في تجارب على بعض الحيوانات، أو حالات توقفت فيها هذه الأجزاء عن العمل بعد تلفها بسبب حوادث معينة في أدمغة الإنسان، أو انتزعت لعمليات جراحية.

ومن أبرز ما توصلت إليه نتائج الدراسات على أجزاء الدماغ التي تتصل بالجهاز الانفعالي عند الإنسان وجود الصلة بين عمل هذه الأجزاء ورغبة الإنسان في بناء علاقات اجتماعية أصلاً، فبعض الأفراد الذين أزيلت لديهم "الأميجدالا" أصبحوا غير مكترثين بالآخرين، ويفضلون الانطواء مع أن لديهم بعض القدرات الاجتماعية مثل التحاور مع الآخرين، كما عجز هؤلاء الأفراد عن إدراك الشعور اللازم ببعض المواقف الاجتماعية، مثل الشعور بالكرب عند مواجهة المحنة، وأصبحت حياتهم مجردة من أي دلالات يفرقون بها بين مختلف المواقف الاجتماعية.
ويعتقد كذلك أن غياب المشاعر لدى الإنسان يجعله فاقداً للإحساس بموقفه في النظام الاجتماعي، وغير مدرك لما يطلب منه من سلوك ودور نتيجة وجوده بموقف معين في مجموعة اجتماعية ينتمي إليها، فهو لا يحدد الأدوار المطلوبة من الوالد، أو الرئيس، أو المرؤوس، أو الضيف، أو الذي يشهد كارثة الآخرين في الشارع...
ومما يفقده الإنسان من جوانب اجتماعية بغياب انفعالاته قدرته على التعاون مع الآخرين في بيئته، وكذلك رغبته في التنافس والتفوق. وهذه الجوانب تفقد حتى عند الحيوانات التي في تعيش في مجتمعات عندما ترول منها منظمات الانفعالات في أدمغتها وأجسامها.
لقد ألقت هذه الأبحاث أضواء مهمة على آليات عمل الانفعالات وتأثيرها في حياة الانسان الإجتماعية، ونبهت إلى أن التفوق في المجال الاجتماعي مرتبط أكثر مما نتصور بالمجال الانفعالي، وأن قدرة الإنسان على التعامل الذكي مع انفعالاته يتبعها نجاحه في بناء علاقات اجتماعية سوية، وتكيف اجتماعي عالٍ، وهذا جزء من إضافات نظرية الذكاء الانفعالي إلى معرفتنا حول الحياة الاجتماعية للإنسان.
وقد أصلت إلينا هذه التوجهات النظرية والبحثية رسالة مهمة، هي أن هذه الأعضاء والأجهزة التي زودنا الله بها ستقوم بوظيفتها في مساعدة الإنسان على التكيف والنمو والتطور في الإيجابي في سعيه في هذه الآرض إذا حفظها وأحسن التعامل معها، خاصة أنها أجهزة يمكن أن تنمى وتقوى بالتدريب والتفعيل. ومع أن علماء ومؤسسات علمية وجهات خدمية كثيرة استجابت لهذه الرسالة، وبنت تطبيقات وتدريبات لتطوير الأفراد وتنمية المجتمعات مستمدة من هذه الاكتشافات، لكن يبدو أن تهديد الجانب الإنساني عند الإنسان ما زال قائماً في ظل واقع التغيير السريع المحموم الذي يعيشه الإنسان في هذا العصر، وبالتالي ما تزال الحاجة ماسة لإنشاء المزيد من هذه التطبيقات ضمن مجال التنمية الانفعالية للأفراد، حتى نصل إلى أمن اجتماعي ومجتمعات آمنة مطمئنة.
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الاجتماعية, الانفعالات, الحياة, دور


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع دور الانفعالات في الحياة الاجتماعية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
دراسة في بعض أسجاع العرب الاجتماعية Eng.Jordan دراسات و مراجع و بحوث أدبية ولغوية 0 06-30-2013 11:16 AM
دور البنوك الإسلامية في التنمية الاجتماعية Eng.Jordan دراسات ومراجع و بحوث اسلامية 0 03-17-2013 01:03 PM
الحياة الاجتماعية في القدس Eng.Jordan بحوث ودراسات منوعة 0 02-27-2013 08:44 PM
استخدام الكمبيوتر في تدريس الدراسات الاجتماعية Eng.Jordan بحوث و مراجع و دراسات تربوية واجتماعية 0 02-18-2012 07:31 PM
أثر مشاهدة البرامج الفضائية على المهارات الاجتماعية Eng.Jordan بحوث و مراجع و دراسات تربوية واجتماعية 0 01-25-2012 12:41 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 04:14 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59