العودة   > >

مقالات وتحليلات مختارة مقالات ..تقارير صحفية .. تحليلات وآراء ، مقابلات صحفية منقولة من مختلف المصادر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 01-31-2017, 08:23 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,159
ورقة خنجر "البغاة" في خاصرة الثورة السورية


خنجر "البغاة" في خاصرة الثورة السورية
ـــــــــــــــــــــ

(أمير سعيد)
ــــــ

3 / 5 / 1438 هـــ
31 / 1 / 2017 م
ــــــــــــ

"البغاة" السورية isis-knife.jpg?itok=scNnG2Lx





لم يدم الوقت طويلاً حتى حسمت حركة حماس موقفها، وحزمت أمرها بشأن بغاة تجاوزوا سلطتها في غزة.

كان هذا قبل سبع سنوات، حين أعلنت جماعة "جند أنصار الله" إمارتها في غزة، معلنة "تطبيق الشريعة" في القطاع المحاصر، خارجة على نظام حركة حماس في غزة منتقدة إياه بأنه اجتمع بعدد من الوفود والقيادات الأوروبية والأمريكية أبرزها جيمي كارتر الرئيس الأسبق للولايات المتحدة الأمريكية. تحصنت قيادات "جند أنصار الله" المسلحة في مسجد ابن تيمية بمدينة رفح، واغتالت المفاوض القسامي القيادي محمد الشمالي – وفقاً لرواية كتائب القسام – ما أدى إلى تدخل الحركة لبسط سيطرتها على المسجد والإطاحة بالحركة التي قالت حماس في بيان لها حينها أن زعيم "جند أنصار الله" الشيخ عبداللطيف موسى "المعروف بعلاقته الوثيقة بالأجهزة الأمنية البائدة أعلن إقامة كيان غير قانوني خلال خطبة الجمعة التي كفَّر فيها حركة حماس واتهمها بالردة".



لِيمت حماس كثيراً من أوساط "سلفية" وكفّرت من أوساط "جهادية" نتيجة لتلك الحادثة التي حصلت في العام 2009 أي بعد الحسم العسكري التي فرضته الحركة على القطاع بعد طرد ميليشيات القيادي الفتحاوي محمد دحلان المتهم بإثارة الفوضى والقلاقل وإشاعة الانفلات الأمني في قطاع غزة إثر فوز الحركة بالانتخابات في العام 2006 .



من منظور سياسي وأمني فرضت الحركة الأمن في القطاع على إثر ذلك، وحالت دون تزيد المزايدين عليها، ومنعت الازدواجية والفوضى والاختراقات الأمنية من خلال جماعات ترفع رايات الجهاد، وهي تنفذ من حيث تعلم أو لا تعلم مخططات صهيونية تفضي إلى سيطرة القوى العلمانية الموالية للكيان الصهيوني على قطاع غزة إلى جانب الضفة الغربية، لكن من جانب آخر لم يسترح كثيرون إلى إراقة الحركة للدماء الفلسطينية المسلمة في القطاع المحاصر، كما لم تقم لديهم أدلة دامغة على عمالة جماعة موسى، برغم أن تساؤلاً حول الواجب السياسي والأمني حينها لم يدر بخلدهم أو لم يتعبوا ذواتهم في إيجاد إجابة مقنعة عما يتوجب على السلطة أن تفعل في مثل هذه الأمور العصيبة.



ما بين تعامل الحركة الحاسم، وغيرها في العراق وسوريا مع جماعات تدور حولها حلقات سميكة من ظلال الشك بون كبير، ففي حين أمسكت الحركة بأزِمّة الأمور والنفوذ في القطاع، اضطربت الأحوال في كلا البلدين المتجاورين، وتقلص نفوذ الجماعات الوسطية التي حافظت على نسيجها الشعبي البنيوي، ولم تشرع بابها للاختراقات الخارجية عبر جموع "المهاجرين" المجهولة، ولم تبنِ هياكلها العليا على من خرجوا بظروف غامضة من السجون.



في سوريا الآن، تتعاظم أصوات الغلاة ونفوذهم، وقد كان هذا نتاجاً طبيعياً لتراخٍ غير مفهوم و"تورع كاذب" في تبيان الحقائق الواضحات؛ فلا أحد يرغب بسفك دماء المسلمين بحال، لكن كان من الممكن طرح علاجات ناعمة أقل كلفة من إراقة دماء، نزفت، وستظل تنزف جراء عدم وضوح الرؤية، وتسيد الأصاغر، وغبش ألَمّ بأفكار قادة الرأي؛ فانحرف كثير من الشباب بعيداً، وخاضوا في لجج الفتن، واسترخصوا دماء المخالفين حين بهرهم بريق الغلاة و"أفلاطونية" أحلامهم.



لا أحد يملك الخوض في الدماء ولا الإفتاء فيها سوى العلماء الراسخين، ولكن بجردة حساب سريعة ألم يكُ ممكناً ألا تصل الأمور إلى هذا الانسداد في سوريا لو أن الأكابر اتخذوا مواقف أكثر حسماً وحزماً وتبياناً وإرشاداً؟!



لقد ابتلعت جماعات الغلو والعمالة جماعات مقاومة في بلدان كثيرة، منها العراق وسوريا، وانحرفت إحداها بالانتفاضة الجزائرية السلمية عن مسارها فأوردت البلاد المهالك وابتلعت القوى الشرعية المصادر حقها الدستوري؛ فأفاد من كل هذا أعداء كل المقاومات والمعارضات والثورات.. واليوم يستمر هذا الاستنزاف أيضاً في سوريا، حيث يلبِّس ذوو العمائم الفارغة في سوريا الشرع على البسطاء ويدغدغون مشاعر الشباب ويجرونهم نحو نحر ثورتهم ووأد أحلامهم ومنح أعداء بلادهم فرصة عظيمة لإجهاض مشاريعهم التحررية الحقيقية؛ فمتى يفيق الكبار، ومتى يتعقل الشباب، ومتى ينتبه المخلصون للفخ الجديد؟!








ــــــــــــــــــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
"البغاة", الثورة, السورية, حاصرت, خنجر


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع خنجر "البغاة" في خاصرة الثورة السورية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
غالبية فصائل الثورة السورية تقرر المشاركة في "أستانا" عبدالناصر محمود أخبار عربية وعالمية 0 01-17-2017 09:26 AM
العنف االجامعي.. خنجر في خاصرة الوطن! بقلم // خليل قطيشات ابو الطيب مقالات أردنية 0 12-01-2013 12:33 AM
"الغارديان": محاولات سعودية لشراء الثورة السورية تحت غطاء التمويل والتدريب ابو الطيب مقالات وتحليلات مختارة 0 11-08-2013 03:35 PM
ميادين مصر تستقبل مليونية "الثورة" وتوافد المتظاهرين على التحرير يقيني بالله يقيني أخبار عربية وعالمية 0 04-27-2012 11:47 AM
اليوم جمعة "مصر معكم" بالتحرير لدعم الثورة السورية .. يقيني بالله يقيني أخبار عربية وعالمية 0 02-17-2012 10:03 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 08:52 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59