#1  
قديم 10-31-2014, 07:44 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,139
ورقة مراكز الأبحاث والعدوان على غزة


مراكز الأبحاث العربية والعدوان على غزة
ـــــــــــــــــــــ

(عبدالرحيم بلشقار بنعلي)
ــــــــــــ

7 / 1 / 1436 هــ
31 / 10 / 2014 م
ـــــــــــ

الأبحاث 830102014122437.png

تستدعي مواكبة مراكز الأبحاث العربية للعدوان الصهيوني الأخير على غزة وقفة تقييمية لتوجهات هذه المراكز في تحليل أبعاد الحرب وانعكاساتها على القضية الفلسطينية وتداعياتها التي ما زالت إلى الآن ترخي بضلالها على الوضع إقليميا ودوليا.
وثمة أهمية خاصة بالنسبة لمراكز الأبحاث التي اهتمت بالعدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة حيث أصدرت العديد من الدراسات والمقالات التي تناولت حدث الحرب على غزة وأطرته بحثيا، ذلك أن بعضها تطرق إليه في أكثر من ورقة بشكل توصيفي دقيق.
وتكتسب هذه المراكز أهميتها من كونها تمثل مكونات مختلفة للرأي العربي الرسمي والأهلي ثم كثافة الإصدار والمواكبة للتطورات والمستجدات على الساحة العربية الدولية ثم تعدد زاويا النظر في تأطير المواضيع ومعالجتها وتحليلها وتفكيك بواعث واستشراف مآلاتها.
في هذا السياق نشر مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية مقالين أحدهما للدكتور حسن نافعة أحد أعمدة المركز، والآخر للكاتب محمد محمود السيد ونُشر بمجلة السياسة الدولية التابعة لمؤسسة الأهرام، ولم ينشر مركز الأهرام لم ينشر أي دراسة أو تحليل في الموضوع سوى المقالين المذكورين وذلك للاعتبارات السياسية نظرا لما يمثله المركز من ثقل في صياغة الأمن القومي الإقليمي والمصري.
فتحت عنوان "ماذا بعد وقف إطلاق النار في غزة؟ ركز حسن نافعة على الإستراتيجية التي ستنتهجها إسرائيل في إدارة الصراع السياسي بعد فشلها في الصراع العسكري مشيرا إلى أن إسرائيل ستبذل كل ما في وسعها للضغط على جميع الأطراف المؤثرة في مسار الصراع والتحرك على مختلف الصعد بهدف إسقاط كل الأوراق التي مكنت المقاومة الفلسطينية من الصمود في الميدان.
في المقابل ركز الكاتب على الأوراق التي يملكها الفلسطينيون والتي تمكنهم بما يكفي من إجهاض الإستراتيجية الإسرائيلية ومن ثم الانطلاق نحو تحرير الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967. وهي أولا للسلطة الفلسطينية؛ رهن التفاوض بالقدرة على مقاومة الاحتلال وبالتالي ضرورة الحفاظ سلاح المقاومة وحمايته، وثانيا لحركة حماس بتحمل مسؤوليتها في حماية وحدة الحركة الوطنية الفلسطينية وقطع الطريق أمام كل المزايدات، وثالثا للشعب الفلسطيني بالتجهيز للانتفاض من أجل إنها الاحتلال.
وتحت عنوان تراكمات الفشل: "أبعاد ودوافع العملية العسكرية الإسرائيلية ضد غزة"، كتب محمد محمود السيد مقالا نشرت مجلة السياسة الدولية التابعة لمؤسسة الأهرام، لوحظ أن السيد تناول في مقالته حول الحرب الأخيرة على غزة من زاوية قريبة من الرواية لإسرائيلية استعرض خلالها قراءة في دلالة اسم عملية "الجرف الصامد" المقتبس من الكتاب المقدس، "التوراة" في المقابل اتخذ موقفا معاديا لحركة حماس ولم يتحدث عن الرد المسلح الفلسطيني بالمقاومة.
وفي سياقات عملية الجرف الصامد قدم محمود السيد تطور العمل العسكري الميداني واللوجيستيكي لكتائب عزالدين القسام، وتوقيع المصالحة بين حركة التحرير وبين حركة حماس وتشكيل حكومة وحدة وطنية وفشل المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين في شهر أبريل بعد 10 أشهر من الرعاية الأمريكية كمبررات للعملية العسكرية الجرف الصامد على قطاع غزة.

وفي دوافع التصعيد المسلح يخلص محمود السيد إلى أن أسباب انطلاق عملية الجرف الصامد يلتقي فيها الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي، فمن جهة ساهمت تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، واختطاف "حماس" حسب اتهامات إسرائيل المستوطنين الثلاثة في يونيو 2014 بالضفة الغربية، وقيام كتائب القسام في 2 يوليوز بقصف مدن إسرائيلية بالصواريخ، ومن جهة أخرى إصرار إسرائيل على الاستمرار في الاستيطان، وتنكرها لإطلاق سراح الدفعة الرابعة للأسرى وتدهور أوضاعهم داخل السجون، وانهيار المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين برعاية أمريكية، إضافة إلى إدراك الجانب الإسرائيلي بأن المسار التفاوضي لن يمكنهم من شرعنة وضعهم الحالي ثم وجود دوافع كامنة ودائمة للعنف لدى طرفي الصراع.
وفي ختام المقال توقع محمود السيد لجوء إسرائيل تحت ضغوط الرأي العام والمعسكر اليميني في الحكومة إلى شن عملية عسكرية تقتلع معها الترسانة الصاروخية لحماس إذا لم يحصل أي رد فعل عربي ودولي قوي للحلول دون استمرار عملية الجرف الصامد.
بدوره نشر المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات مقره بالعصمة القطرية الدوحة والذي يديره المفكر الفلسطيني عزمي بشارة، دراسة تحليلية أعدتها وحدة تحليل السياسات بالمركز، تحت عنوان "العدوان الإسرائيلي على غزة: امتحان خارجي جديد فشلت إدارة أوباما في اجتيازه".
ركزت زاوية نظر المركز العربي للأبحاث في قراءتها للعدوان الإسرائيلي على غزة على موقف إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما والتي تميز بالتذبذب، والموقف المصري الذي بدا متناغما مع الموقف الإسرائيلي، ففي الوقت الذي أعلنت إدارة أوباما تأييدها المطلق لما أطلقت عليه "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" عبرت عن قلقها من التصعيد العسكري على غزة وألحت على الجانب الإسرائيلي التسوية مع الفلسطينيين، وفي هذا السياق أبلغ أوباما نظيره نتانياهو استعداد إدارته التحرك ديبلوماسيا.
كما تناولت الدراسة بعض العلامات التي تُبين اقتناع الولايات المتحدة الأمريكية بأن إسرائيل ذهبت بعيدا في عدوانها على قطاع غزة، لكن إدارة أوباما فشلت في احتواء التصعيد أمام العناد الإسرائيلي المدعوم من تيارات وقوى أمريكية وإعلامية وسياسية واقتصادية ودينية وتواطئ بعض الحلفاء العرب الذين ضغطوا من أجل إفساح المجال والوقت أمام إسرائيل لتدمير حماس وسحقها، وبذلك تكيفت الإدارة الأمريكية مع الواقع وسايرته بحماس، وهو موقف يأتي في سياق العجز أكثر منه في سياق الاقتناع حسب الدراسة.
وبخصوص الموقف المصري، رصدت دراسة المركز العربي للأبحاث المواقف الرسمية لمصر في عهد عبد الفتاح السيسي، وسجلت الدراسة أنه لأول مرة وقفت مصر مع إسرائيل ضد الولايات المتحدة الأمريكية في ما يتعلق باتفاق التهدئة المقترحة لإيقاف العدوان على غزة، بل أكثر من ذلك إعلان الرئاسة والخارجية المصرية رفضهما إجراء أي تعديلات على المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار في تناغم واضح مع الموقف الإسرائيلي، وقد شكل إصرار مصر وحلفاءها من "دول الاعتدال" العربية عقبة أمام وساطة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري رغم أن المبادرة المصرية شكلت الإطار للمقترحات الأمريكية.
وفي آفاق التسوية واحتمالاتها، توقعت الدراسة سعي الولايات المتحدة الأمريكية للضغط على الجانب المصري لتعديل مبادرته الأولى بالتعاون مع تركيا وقطر للاستجابة لبعض شروط حركة حماس، وضمن هذا السياق ستضغط الإدارة الأمريكية لتخفيف الحصار على قطاع غزة ووضع آلية جديدة لفتح معابره مع الخارج.
وفي مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات صدر تقدير مواقف (3) بعنوان "مستقبل قطاع غزة: اليوم التالي لانتهاء العدوان الإسرائيلي"، للكاتب والمحلل السياسي فايز أبو شمالة، تناول فيه العدوان الإسرائيلي على غزة من زاوية صمود المقاومة أمام العدوان وفشل العدو الإسرائيلي في استئصال وتشنيع فكرة المقاومة.
وربط الكاتب أبو شمالة بين مستقبل القضية الفلسطينية وبين قدرات المقاومة في المواجهة الميدانية، وبين مستقبل الكيان الصهيوني ونتائج المعركة في غزة، ووضع الكاتب ثلاث احتمالات للعدوان على غزة أولها؛ احتلال عسكري لكامل قطاع غزة بهدف اقتلاع المقاومة الفلسطينية من جذورها وهو ما استبعدته الاستخبارات الإسرائيلية، أما الاحتمال الثاني فهو إضعاف المقاومة الفلسطينية من خلال مواصلة القصف والحصار وإعادة الحياة في التجمعات الإسرائيلية إلى طبيعتها، بينما يتعلق الاحتمال الثالث بمواصلة المقاومة الفلسطينية استنزاف إسرائيل وإرباك الحياة الاقتصادية والمدنية، وفي تقدير كاتب الدراسة أن التعادل في الحرب يمثل نصرا للمقاومة يجبر إسرائيل توقيع اتفاقية تهدئة وفق شروط الفلسطينيين.
وفي استشرافه لآفاق العدوان على غزة توقع أبو شمالة رفض المقاومة للمبادرة المصرية وربط بين أي تهدئة وبين شرطين ضروريين بالنسبة للمقاومة هما وقف العدوان وفك الحصار وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرا ضي الفلسطينية المحتلة سنة 1976، ويرى صاحب الدراسة أن التهدئة إذا تحققت عن طريق المبادرة المصرية فإن ذلك سيعطي السلطة الفلسطينية حق الإشراف على المعابر ومراقبة الصادر والوارد والإشراف على إعمار غزة وهنا ستظهر قوة المقاومة المدعومة شعبيا والسلطة الفلسطينية المدعومة دوليا، أما إذا تحققت التهدئة عن طرق مجلس الأمن فإن ذلك سيفتح الباب لمزيد من المفاوضات التي تؤثر سلبا على الإنجاز الذي حققته المقاومة، بينما إذا تحققت التهدئة عن طرق وساطة عربية إقليمية ف\لك يعني أن إسرائيل قد تحضى بالأمن وقد يحضى الفلسطينيون في غزة بحق تطوير حياتهم بلا حصار إسرائيلي.
أما مركز الدراسات الاستراتيجية الجامعة الأردنية، والذي يمثل وجهة نظر دوائر القرار في الأردن فقد كتب مديره موسى شتيوي تحت عنوان "حل دولي للقضية الفلسطينية" مقالا تناول فيه العدوان الإسرائيلي على غزة من زاوية "حل الدولتين"، بتاريخ 7 غشت 2014 واعتبر الكاتب أن فشل التوصل إلى اتفاق سلام بين فلسطين وإسرائيل على أساس حل الدولتين كان سببا مباشرا في العدوان الأخير على غزة الذي جاء ضمن مخطط إسرائيلي يسعى لإضعاف وتفتيت القضية الفلسطينية، وتعزيز الانقسام والتجزئة، لتصبح قضية غزة منفصلة عن الضفة الغربية، والتمهيد لفرض الأمر الواقع على الفلسطينيين، والتهرب من استحقاق الدولة الفلسطينية.
وخلال المقال يرصد الباحث موسى شتيوي مآلات المفاوضات في التجربة السابقة منذ أكثر من عشرين عاماً، وهي أولاً أن إسرائيل لم تقبل خيار إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة، يلبي طموحات الشعب الفلسطيني، ولا حتى أي صيغة لأي دولة. وثانياً، أن الولايات المتحدة لن تكون قادرة وحدها على إقناع إسرائيل أو أن تفرض عليها إقامة دولة فلسطينية حسب القرارات الدولية والحقوق الفلسطينية. وثالثاً، أن من غير الممكن لأي قيادة فلسطينية أن توقع اتفاق سلام مع إسرائيل لا يضمن الحد الأدنى لحقوق الشعب الفلسطيني في إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية، ليخلص إلى أن استمرار الحالي سوف يبقي التوتر والعنف مستمرا.
ويرى موسى الشتيوي في مقاله أن الخيار المتبقي لحل القضية الفلسطينية وإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي هو حل أممي دولي يفرضه مجلس الأمن، لكنه اشترط أن هذا الحل الذي تكمن أهميته تكمن في أنه سيكون مبنيا على القانون والقرارات الدولية الخاصة بالمشكلة الفلسطينية، يتطلب قناعة أمريكية وأوروبية، لافتا في هذا الصدد إلى تصريح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في تعليقه على المجازر التي ارتكبت بحق الفلسطينيين العزل في غزة أكد فيه على حل الدوليتن، كما يتطلب من الفلسطينيين والجامعة العربية تبني خيار حل الدولتين والترويج له على المستوى الدولي.
بدوره أصدر مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية، في 20 يوليوز 2014 مقالا مطولا تحت عنوان المواجهات الفلسطينية - الإسرائيلية: حسابات متباينة وتهدئة متعثرة" للكاتب الفلسطيني المقيم بالإمارات إبراهـيم عـبد الكريم، رصد فيه التوجهات الإسرائيلية الإستراتيجية التي أطرت العدوان الأخير على قطاع غزة، وتتمثل فيما سماه عالم الاجتماع الإسرائيلي باروخ كليمرلينغ "الإبادة السياسية"، دون أن تغير إسرائيل في منوالها التقليدي في المواجهة بإبراز نفسها كضحية.
ومن ضمن التوجهات التي أشار إليها صاحب المقال؛ سعي إسرائيل للقضاء على الكيانية الفلسطينية واجتثاث جذور تطورها المستقل، وصوغ العلاقة مع الفلسطينيين وفق منظور أمني يشمل الاحتفاظ بالأراضي ومواصلة الاستيطان، وصولاً إلى تأبيد الأمر الواقع الاحتلالي، وفرض واقع جيوسياسي يفصل الضفة المحتلة عن قطاع غزة المحاصر، واللجوء بين حين وآخر إلى استدراج الفلسطينيين وفصائلهم المقاومة إلى الحرب والاشتباكات، تساوقاً مع تطلع إسرائيل إلى إجهاض التطورات التراكمية، العملية والسياسية البنائية، وتدميرها، وإعادة الفلسطينيين إلى درجات متدنية في سلم النمو والنهوض.
كما ركز الكاتب في متن المقال على المفارقة في تقديرات القيادة الإسرائيلية للحرب على قطاع غزة وبين الواقع على الأرض، فبينما كانت إسرائيل تتوهم بعد الاجتياح البري واستمرار الغارات الجوية أن يستجدي الفلسطينيون وقف إطلاق النار بصورة مجانية من دون تحقيق أية مكتسبات تخفف من وطأة الاحتلال والحصار عليهم ومن دون أي ضمانات ترتب التزامات إسرائيل، كانت القيادة العسكرية في حيرة كبيرة بشأن الإنجاز الذي تقدمه للجمهور الإسرائيلي في الوقت الذي كانت توقعات القادة العسكريين بأن إسرائيل ستدفع ثمنا باهضا وخسارة كبيرة بفعل الانتشار القتالي للمقاومة، وهو ما يفسر توسيع إسرائيل بنك الأهداف ليشمل المؤسسات والهيئات والمباني لإصابة أكبر عدد ممكن من المدنيين.
بعد ذلك انتقل الكاتب لرصد مقومات الفلسطينيين في مواجهة العدوان في مقابل السقوط الأخلاقي والسياسي الدولي السافر من خلال النفاق لإسرائيل، فبينما جسد الفلسطينيون معاني الصمود والفعل المقاوم والترابط الوثيق بين الجماهير والفصائل ونبد المناكفات وتجنب الانقسام، جرى التعبير الدولي عن دعم إسرائيل وتبرير عدوانها بذريعة حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، فيما كانت الإدارة الأمريكية بقيادة أوباما تريد إنقاذ إسرائيل رغم أنفها.
كما رصد صاحب المقال في آخره تفاعل إسرائيل والسلطة الفلسطينية وفصائل المقاومة والقوى الدولية مع المبادرة المصرية في نسختها الأولى، والتي جاءت بنتائج عكسية تمثلت في توسيع إسرائيل الحرب في غزة بحرب برية اتسعت تداعياتها على خلفية المستوى الإجرامي المرتفع الذي بلغه العدوان الإسرائيلي، وبالمقابل ارتفاع أعداد القتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي وأسر أحد جنوده، ليصل في الختام إلى أن المواجهة لا تحسب بالتناسبات بين الجانبين، بل بمعيار الصمود الفلسطيني وبمفاهيم عدم الاستسلام لميزان القوى وإخفاق إسرائيل في تحقيق أهدافها.
وفي مركز الجزيرة للدراسات، صدرت دراسة تقدير موقف تحت عنوان "حرب غزة الثالثة: حدود القوة الإسرائيلية وأفق المقاومة"، بتاريخ 24 يوليوز 2014، ركزت فيها على أسباب اتخاد نتنياهو قرار الحرب بصورة متسرعة، وعلى تخوفات الرأي العام الإسرائيلي من الإخفاق في الحرب، كما رصدت فيها متغيرات الموقف المصري والذي بات أقرب إلى حكومة نتنياهو من الأشقاء الفلسطينين.
وفي أسباب الحرب الثالثة على غزة رصد مركز الجزية للدراسات خمسة أسباب، يتعلق الأول بطبيعة التحالف الحكومي الذي يقوده نتنياهو وحرصه على إظهار التزامه بأمن الدولة العبرية بمستوى لا يقل عن التزام الحلفاء، ويتصل السبب الثاني بطبيعة التحالف الإقليمي ربط الدولة العبرية بعدد من الدول العربية التي تقود حملة واسعة ضد قوى الإسلام السياسي في محاولة لاقتلاع أو إضعاف حركة حماس وباقي القوى الإسلامية المسلحة في قطاع غزة، وفيما يتعلق السبب الثالث بغضب نتنياهو من قرار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذهاب إلى المصالحة مع حماس وتشكيل حكومة التوافق، يعود السبب الرابع إلى سياسة الحكومة الإسرائيلية التي ترى في الحرب الدورية النهج الوحيد لتحجيم إمكانات المقاومة الفلسطينية التساليحية، بينما يتعلق السبب الخامس بتطور سياق الحرب ورغبة نتنياهو في بناء تحالف عالمي - عربي لإنهاء الحرب باتفاق يتضمن نزع سلاح المقاومة.
كما رصدت دراسة مركز الجزيرة مفاجآت الحرب على غزة والتي عجزت فيها إسرائيل عن تحقيق الأهداف التي بدأت لأجلها العدوان، فرغم لجوء الإسرائيليين إلى سياسة القصف العشوائي للأهالي والأسر الفلسطينية، أظهر سكان القطاع صلابة لا تقل عن صلابتهم في حرب 2012، وأشارت الدراسة إلى أن أحد أهم أسباب العمى الاستراتيجي الذي ظهر جليًا خلال الحرب، كان الجهد الكبير الذي بذلته حكومة حماس، طوال ست سنوات، في تفكيك شبكات التجسس الإسرائيلية في القطاع، ثم جهود الخداع التكتيكي التي نجحت قوى المقاومة في تطويرها.
وبخصوص تعثر الدور المصري ركزت الدراسة على الطريقة التي تمت بها صياغة المبادرة المصرية وعلى مضامينها، فبينما لم تعرض بنود المبادرة على حماس أو على أي من فصائل المقاومة بصورة رسمية كشفت مصادر إسرائيلية صحفية عن مشاورات جرت بين مسؤولين مصريين ومستشارين مقربين من رئيس الحكومة الإسرائيلية وهو ما تجلى في وجهة النظر التي عكستها المبادرة والتي كانت قريبة إلى حد كبير من رؤية الإسرائيليين، كما رصدت الدراسة نتائج المبادرة المصرية التي آلت إلى الفشل ودخول قطر وتركيا على الخط بهدف بلورة جهد مشترك لوقف الحرب.
وفي أفق الحرب توقعت دراسة مركز الجزيرة أنه على الصعيد الداخلي محدودية مكتسبات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة كافة مطالب الأهالي وربطت ذلك بالسياق الإقليمي المتمثل في الانقسام العربي حول الحرب، وصعوبة وفاء القيادة الإسرائيلية للاتفاقيات التي توقعها، لكن توقعت إلى أن تشهد الساحة الفلسطينية إعادة بناء موازين القوى بين حماس والسلطة الفلسطينية، وعلى الصعيد العربي اعتبرت الدراسة أن صمود القطاع في الحرب الأخيرة مؤشرا على تراجع معسكر الثورة العربية المضادة بعد التقدم الذي حققته في انقلاب مصر ومحاولة تعطيل الانتقال الديمقراطي في تونس وليبيا واليمن.
بدوره اتفق مركز الجزيرة في ختام هذه الدراسة مع مركز الدراسات الاستراتيجية في الأردن فيما يتعلق بفتح باب التفكير من جديد في مجمل الصراع على فلسطين وكل مقولة حل الدولتين التي تعقد عليها أطراف عربية وفلسطينية ودولية أملها في التوصل لحل للصراع.
ولئن اختلفت المقالات السالفة في زوايا الرصد والمعالجة إلا أنها أكدت جميعها على مركزية القضية الفلسطينية في الصراع العربي الصهيوني واستحالة تحقيق السلام مع "إسرائيل"، واعتبرت فشل الآلة العسكرية الصهيونية في تحقيق أهدافها في الحرب على غزة نصرا لفصائل المقاومة.

----------------------------------------
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
مراكز, الأبحاث, والعدوان


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع مراكز الأبحاث والعدوان على غزة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مراكز الفكر الأمريكي...قراءة في خرائط مراكز الفكر الأمريكية Eng.Jordan مقالات وتحليلات مختارة 0 08-29-2014 08:27 PM
مظاهر تطوع مراكز الأبحاث الإسرائيلية لخدمة الانقلاب عبدالناصر محمود أخبار الكيان الصهيوني 0 05-03-2014 08:53 AM
أثر العلم الشرعي في مواجهة العنف والعدوان عبدالناصر محمود شذرات إسلامية 0 04-24-2014 07:41 AM
أوراق صادرة عن مراكز الأبحاث الصهيونية تتعلق بالقضايا العربية عبدالناصر محمود أخبار الكيان الصهيوني 0 10-27-2013 08:06 AM
مراكز الأبحاث Think Tanks ثينك تانكس وصنع السياسة الأمريكية Eng.Jordan مقالات وتحليلات مختارة 0 01-20-2012 08:21 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 01:46 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59