#1  
قديم 01-03-2018, 10:22 AM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,413
افتراضي تمدد إيراني في الخارج وخيبة في الداخل


كريم ساجدبور


لا شك في أن نفوذ إيران زاد في الخارج، إثر الفراغ السياسي في الشرق الأوسط. ففي 2003، أطاح الأميركيون حكومة العراق، وملأت طهران فراغ السلطة هناك. وساهمت انتفاضات 2011 في العالم العربي، في انهيار الحكومات المركزية في دول مثل سورية إلى حد ما، واليمن. وعلى رغم أن نفوذ إيران تمدد في الشرق الأوسط، أغفل الأميركيون أن الخيبات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية كانت تتعاظم في الداخل الإيراني. وما يؤجج الاحتجاجات اليوم في إيران هو خليط من ارتفاع كلفة المعيشة والفساد والقمع. وأعتقد أن المتظاهرين هم ممن انتخب الرئيس حسن روحاني، ليس محبةً به، بل لأنه الخيار الأقل سوءاً. لذا، تتعذر على روحاني الدعوة إلى قمعهم والانقضاض عليهم. وما يبعث على القلق هو قول بعض الإيرانيين إن «الحرس الثوري» يغض النظر عن الاحتجاجات وينتظر تعاظمها ذريعةً لقمعها وتعزيز قبضته على البلاد. والمحتجون من غير قائد، وهم غير منظمين وغير مسلحين، على خلاف الحرس الثوري وميليشا الباسيج المدججة بالسلاح والمنظمة على أمثل وجه. و «الحرس» له باع طويل في القمع والسيطرة على الجموع. وهم خبراء في هذا المجال، وبارعون فيه. فهم لا يعتمدون على أجهزة القمع الإيرانية فحسب، بل على ميليشيات دربوها في العقود الماضية، مثل «حزب الله» في لبنان. ويعد «الحرس» ميليشيات أفغانية وباكستانية للقتال في سورية. وإذا شعروا بأن الاعتماد على الإيرانيين متعذر في قمع أبناء بلدهم، لجأوا إلى المرتزقة الشيعة.


والإيرانيون دعموا الاتفاق النووي. فطموح المجتمع الإيراني هو محاكاة كوريا الجنوبية وليس كوريا الشمالية. والثورات أو الانتفاضات تندلع حين ترتفع توقعات الناس، ثم تخيب وتصطدم بالواقع. وهذا ما خلص اليه كراين برينتون في كتاب عن الثورات. وفي التظاهرات لم أسمع أي شعار يندد بالعقوبات أو بأميركا أو بدونالد ترامب. فالشعارات كلها تندد بالقيادة الإيرانية والفساد وسوء الإدارة. وأغفل المراقبون أن الناس يكابدون خيبات يومية. وكثُر من الصحافيين يقرأون تغريدات محمد جواد ظريف، وزير الخارجية، القائلة إن الإيرانيين كلهم يدعمون الحرس الثوري ويعارضون السياسة الأميركية. وهذا في بلد عدد سكانه 80 مليون نسمة، ومجتمعه متنوع. وكثر يكرهون النظام. وما تعلمناه في أميركا مفاده أن الإحصاءات والاستفتاءات كلها عجزت عن توقع فوز ترامب. واليوم، حريّ بنا الإقرار بتواضع قدرتنا على الحكم على الأمور والتنبؤ بمآلها.








* باحث، عن «سلايت» الأميركي، 1/1/2018، إعداد منال نحاس

المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الداخل, الخارج, بلدي, إيراني, وخيبة


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع تمدد إيراني في الخارج وخيبة في الداخل
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
روحاني وخيبة أمل الإصلاحيين عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 08-16-2017 07:42 AM
كيف يحارب الإسلام من الداخل عبدالناصر محمود شذرات إسلامية 0 01-19-2015 08:31 AM
من... سفَّ بلدي..؟؟.." بلدي المنهوب"....احمد حسن الزعبي Eng.Jordan الأردن اليوم 0 04-10-2014 01:10 PM
أوباما وخيبة الأمل عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 04-01-2014 07:18 AM
أعداء الهوية في الداخل عبدالناصر محمود الملتقى العام 0 03-08-2012 07:49 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 05:39 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59