#1  
قديم 11-15-2012, 08:12 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,407
افتراضي الكفاءة الاجتماعية وعلاقتها ببعض المتغيرات النفسية لدى طالبات الجامعة







حمل المرجع كاملاً من المرفقات






د. جيهان عثمان محمود

جامعة طيبة
الملخص :
يهدف البحث الحالي لدراسة الكفاءة الاجتماعية لدى طالبات الجامعة، والتعرف على بعض المتغيرات النفسية المرتبطة بها ، وهي المناخ الأسرى والتوافق الشخصي والاجتماعي.
أدوات البحث : استخدمت الباحثة في البحث الحالي الأدوات التالية :
1- مقياس الكفاءة الاجتماعية .
2- مقياس المناخ الأسري .
3- مقياس كاليفورنيا للشخصية .
عينة البحث:
طبق البحث على عينة من طالبات كلية التربية للبنات جامعة طيبة .
نتائج البحث :
أظهرت النتائج التالي :
1- وجود علاقة دالة إحصائيا بين درجات طالبات الجامعة على مقياس الكفاءة الاجتماعية ودرجاتهن على اختبار كاليفورنيا للشخصية.
2- وجود علاقة سالبة دالة إحصائيا بين درجات طالبات الجامعة على مقياس الكفاءة الاجتماعية ودرجاتهن على مقياس المناخ الأسرى (غير السوي).
3- وجود فرق دال إحصائيا بين متوسط درجات الطالبات ذوات الكفاءة الاجتماعية المرتفعة والطالبات ذوات الكفاءة الاجتماعية المنخفضة على اختبار كاليفورنيا للشخصية لصالح الطالبات ذوات الكفاءة الاجتماعية المرتفعة.
4- وجود فرق دال إحصائيا بين متوسط درجات الطالبات مرتفعات الكفاءة الاجتماعية والطالبات منخفضات الكفاءة الاجتماعية على مقياس المناخ الأسري المضطرب لصالح الطالبات منخفضات الكفاءة الاجتماعية.
مقدمة :
تعد الكفاءة الاجتماعية Social Competence من العوامل المهمة في تحديد طبيعة التفاعلات اليومية للفرد مع المحيطين به في مجالات الحياة المختلفة ، والتي تعد في حالة اتصاف التفاعلات بالكفاءة من عوامل تقدير الذات والتوافق النفسي على المستويين الشخصي والاجتماعي ، ويؤكد هذا الرأي نتائج دراسة إبراهيم رزق و محمود مجدة (1995) التي كشفت عن وجود علاقة ارتباطيه موجبة بين الكفاءة الاجتماعية وتقدير الذات .ولقد أشار شوقي طريف (2002) إلي ضرورة أن يتوفر لدى المعلم الكفاءة الاجتماعية حتى يستطيع أن يقوم بدوره وأن يحقق أهداف العملية التعليمية ، فالمعلم الذي يعاني من ضعف الكفاءة الاجتماعية يؤثر سلباً على طلابه وعلى اتجاهاتهم الدراسية (شوقي طريف ، 002 : 4 )
ويؤكد هذا الرأي نتائج دراسة كل من بلانك ما ير وآخرون(2000) . Blankemayer, et., al التي أشارت إلي وجود علاقة ارتباطيه موجبة بين الكفاءة الاجتماعية للمعلمين وتوافق التلاميذ ، كما أشارت دراسة فالسكي (2000)Valeski إلي أن الكفاءة الاجتماعية للمعلمين أثرت في اتجاهات التلاميذ نحو المدرسة ، كما ارتبطت الكفاءة الاجتماعية للمعلم بالإنجاز الأكاديمي للتلاميذ.
ويشير فابير وآخرون Faber, et., al.(1999) إلي أن الكفاءة الاجتماعية هي قدرة الفرد على التفاعل بشكل فعال مع المحيطين به ، وهي تشمل القدرة على إيجاد مكان مناسب للفرد في المواقف الاجتماعية ، وتحديد السمات الشخصية والحالات الانفعالية للآخرين بنجاح ، وانتقاء الوسائل المناسبة لمعاملتهم وتحقيق هذه الوسائل أثناء التفاعل ،وتتطور الكفاءة الاجتماعية في الوقت الذي يتعلم فيه الفرد كيف يتصل بالنشاط المشترك مع الآخرين ويشارك فيه. ( Faber, et., al. , 1999 : 4326)
وتشير دراسة المغازي إبراهيم (2004) إلى أن الاهتمام بالكفاءة الاجتماعية يرجع لتأثيرها على قدرة الفرد على التفاعل الاجتماعي وقدرته على مواجهة الضغوط الحياتية ،كما أنها تؤثر على التحصيل.
وتشير السرسي أسماء وعبد المقصود أماني (2000) إلي بعض أسباب الاهتمام بالكفاءة الاجتماعية للأفراد، وهي :
1. أنها تقدم مؤشرات نسبية للكفاءة الاجتماعية للفرد مما يتيح له فرصة المقارنة مع أفراد في نفس السن والجنس والمستوى الاجتماعي والثقافي.
2. أنها توضح درجة المتغيرات البيئية التي تؤثر في شخصية الفرد.
3- أنها تفيد في التعرف على الجماعات غير السوية. (السرسي أسماء و عبد المقصود أماني ، 2000: 20)
وفي ضوء ما سبق تهتم الدراسة الحالية بدراسة الكفاءة الاجتماعية لدى الطالبات للكشف عن المتغيرات المؤثرة في الكفاءة الاجتماعية لهن للتوصل إلي نتائج تفيد في توفير الظروف الملائمة للمعلمات حتى ينعكس ذلك عليهن وبالتالي يعود بالفائدة على التلاميذ ويحقق أهداف العملية التعليمية في تنمية شخصية متكاملة للأفراد ، حتى يكونوا قادرين على نفع أنفسهم ومجتمعهم ودفعه نحو التقدم .
مشكلة الدراسة :

من خلال إطلاع الباحثة علي العديد من الدراسات السابقة الخاصة بالكفاءة الاجتماعية ، ومنها دراسة (عبد الحميد محمد، 1988م)، ودراسة (حبيب مجدي، 1991م)، ودراسة (يوسف محمد، 1997م)، ودراسة (المغازي إبراهيم، 2004م)، ودراسة سانشيز Sanchez(2004) وجدت أن معظم هذه الدراسات اهتمت بدراسة الفروق بين المراحل الدراسية المختلفة في الكفاءة الاجتماعية ، والفروق بين الجنسين في الكفاءة الاجتماعية ، ولم تتطرق أي دراسة عربية – في حدود علم الباحثة – لدراسة العلاقة بين الكفاءة الاجتماعية والمناخ الأسري ، والتوافق رغم أهميتهما كمتغيرات قد تؤثر على الكفاءة الاجتماعية للأفراد، ولذلك تحاول الباحثة في الدراسة الحالية الكشف عن العلاقة بين الكفاءة الاجتماعية والمناخ الأسري وكذلك التوافق.
وفي ضوء ما تقدم يمكن تحديد مشكلة الدراسة في الأسئلة التالية :
1. هل توجد علاقة بين درجات طالبات الجامعة على مقياس الكفاءة الاجتماعية ودرجاتهن على اختبار " كاليفورنيا للشخصية " ؟
2. هل توجد علاقة بين درجات طالبات الجامعة على مقياس الكفاءة الاجتماعية ودرجاتهن على مقياس المناخ الأسري؟
3. هل يوجد فرق بين متوسط درجات الطالبات ذوات الكفاءة الاجتماعية المرتفعة والطالبات ذوات الكفاءة الاجتماعية المنخفضة على اختبار " كاليفورنيا للشخصية"؟
4. هل يوجد فرق بين متوسطي درجات الطالبات مرتفعات الكفاءة الاجتماعية والطالبات منخفضات الكفاءة الاجتماعية على مقياس المناخ الأسري المضطرب ؟
أهداف الدراسة :
تهدف الدراسة الحالية إلي تحقيق الأهداف التالية :
1- التعريف بمفهوم الكفاءة الاجتماعية و مهاراتها و أهميتها الطالبات المعلمات .
2- الكشف عن بعض المظاهر السلبية الناتجة عن انخفاض مهارات الكفاءة الاجتماعية لدي المعلمين.
3- التنبؤ ببعض المتغيرات التي تؤثر علي الكفاءة الاجتماعية للطالبات .
أهمية الدراسة :
تواجه الطالبات خلال المراحل الدراسية المختلفة و بخاصة المرحلة الجامعية العديد من المشكلات التي تعوق توافقهن النفسي و الاجتماعي و تسبب لهن الاضطراب، ومنها تدنى مستوى الكفاءة الاجتماعية.
ومن هنا نشأت الحاجة إلي وجود دراسة للكشف عن مستوى الكفاءة الاجتماعية لدي طالبات الجامعة، و كذلك الكشف عن بعض المتغيرات المؤثرة في الكفاءة الاجتماعية من مناخ أسري و توافق، كما تشتق الدراسة الحالية أهميتها من أنها محاولة لتوظيف نتائج الدراسة الحالية عند اختيار طالبات كليات التربية ، وكذلك التأكيد علي ضرورة الاهتمام بالجانب النفسي و الاجتماعي للطالبات .
مصطلحات الدراسة :
الكفاءة الاجتماعية Social Competence:
يعرف والش وبيرمان Welsh &Bier man(2003) الكفاءة الاجتماعية بأنها المهارات الاجتماعية و الوجدانية و المعرفية و السلوكيات التي يحتاج الإفراد إليها من أجل تكيفهم الاجتماعي الناجح (Welsh J. & Bier man K., 2003:6)
وتعرف الباحثة الكفاءة الاجتماعية بأنها نتاج العلاقات الديناميكية الصادرة عن تفاعل الإنسان بمهاراته الاجتماعية وميوله وحاجاته واتجاهاته نحو العمل الاجتماعي مع إمكانات البيئة التي تؤثر بدورها في استعداد الإنسان للأعمال والأنشطة المختلفة. وتعرف الكفاءة الاجتماعية إجرائياً في الدراسة الحالية بأنها مجموع الدرجات التي تحصل عليها الطالبة علي مقياس الكفاءة الاجتماعية المستخدم في الدراسة.
المناخ الأسري : Family Climate
يعرف خليل محمد (2000) المناخ الأسري بأنه ذلك الطابع العام للحياة الأسرية من حيث توفر الأمانة والتضحية والتعاون ووضوح الأدوار وتحديد المسئوليات، وأشكال الضبط ، ونظام الحياة. وكذلك أسلوب إشباع الحاجات الإنسانية، وطبيعة العلاقات الأسرية. (خليل محمد (أ) ، 2000 : 16 )
وتعرف الباحثة المناخ الأسري بأنه تلك الخصائص البيئية الأسرية التي تعمل كقوة هامة في التأثير على سلوك الأفراد من خلال العلاقات السائدة بين أعضاء الأسرة ، وكذلك توزيع الأدوار والمسئوليات بين أفراد الأسرة مما يسمح للأسرة بان تقوم بأداء فعال لوظائفها من حيث إتاحة فرص النمو المستقل للأفراد وتنمية دوافعهم للإنجاز والاهتمام بالنواحي الخلقية والدينية والتماسك في الأسرة .
ويعرف المناخ الأسري إجرائياً في الدراسة الحالية بأنه مجموع الدرجات التي تحصل عليها الطالبة على مقياس المناخ الأسري المستخدم في الدراسة .
التوافق Adjustment :
يعرف زهران حامد (2001) التوافق بأنه عملية دينامية مستمرة تتناول السلوك والبيئة (الطبيعية والاجتماعية) بالتغيير والتعديل حتى يحدث توازن بين الفرد وبيئته. (زهران حامد ، 2001 : 27)
وتعرف الباحثة التوافق بأنه العملية المستمرة التي يقوم بها الفرد للتكيف والتلاؤم مع بيئته والمحيطين من أجل إشباع حاجاته المختلفة للتحرر من التوتر و الحاجة والشعور بالارتياح.
ويعرف التوافق إجرائياً بأنه مجموع الدرجات التي تحصل عليها الطالبة في اختبار كاليفورنيا للشخصية.
منهج الدراسة:
استخدمت الدراسة الحالية المنهج الوصفي، الذي يهتم بوصف الظاهرة وصفاً دقيقاً من خلال التعبير النوعي ودراسة العلاقات التي توجد بين الظاهرة موضوع الدراسة وبعض المتغيرات الأخرى والتعبير عنها بشكل كمي.
حدود الدراسة:
1- عينة الدراسة: تكونت عينة الدراسة من طالبات بالفرقة الثانية ،وبلغ عددهن (200) طالبة من الأقسام الأدبية والأقسام العلمية بكلية التربية بجامعة طيبة.
2- الحدود الزمانية: تم تطبيق الدراسة في الفصل الدراسي الأول من العام الجامعي 1429/1430هـ (2008/2009م).
3- الحدود المكانية: تم تطبيق هذه الدراسة في كلية التربية بجامعة طيبة.
الإطار النظري والدراسات السابقة :
أولاً: الكفاءة الاجتماعية :
تعد الكفاءة الاجتماعية مظلة لجميع المهارات الاجتماعية التي يحتاجها الفرد لكن ينجح في حياته وعلاقاته الاجتماعية فالشخص ذو الكفاءة الاجتماعية ينجح في اختيار المهارات المناسبة لكل موقف، ويستخدمها بطرق تؤدي إلي نواتج إيجابية. (مصطفي حسن، 2003: 212)
وترى ويندى Wendy(1999)أن الكفاءة الاجتماعية تعني إجادة مهارات اجتماعية تسهل وتيسر التفاعل الاجتماعي، وفهم عواطف الفرد وعواطف الآخرين وإدراكها، ومعرفة المفاهيم الدقيقة لموقف لنتمكن من التفسير الصحيح للسلوكيات الاجتماعية والاستجابات الملائمة لها، وفهم الأحداث الشخصية والتنبؤ بها.(Wendy, S., 1999: 4)
ويعرف عبد الحميد جابر و كفافي علاء الدين (1993) الكفاءة الاجتماعية بأنها بعد وجداني يتمثل في التعاطف والتواصل مع الآخرين والفهم المتبادل للمشاعر الوجدانية، وتكوين العلاقات الشخصية المرضية معهم، بحيث يكون الفرد مستمعاً جيداً لهم، وقادراً على تعرف اهتماماتهم، وتقدير مشاعرهم وتفهمها. (عبد الحميد جابر وكفافي علاء الدين ، 1993 : 2712)
ويشير النجار فريد ( 2003) إلي أن الكفاءة الاجتماعية هي القدرة على الاحتفاظ بعلاقات مرضيه مع الآخرين. (النجار فريد ، 2003 : 930 )
خصائص الأفراد ذوى الكفاءة الاجتماعية :
يرى حبيب مجدي (2003) أن مرتفعي الكفاءة الاجتماعية أكثر قدرة على مواجهة المواقف الاجتماعية، والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية، وانفتاحاً مع الآخرين أكثر من الأفراد منخفضي الكفاءة الاجتماعية. (حبيب مجدي ،2003 : 5)
ويمكن إيجاز هذه الخصائص في أربعة عناصر هي :
أ‌- المعرفة .
ب- الرغبة .
ج‌- أنشطة جيدة قابلة للتكيف .
د- فطنة اجتماعية.Bay University , 2001 :3) )
مظاهر ضعف الكفاءة الاجتماعية :
أن الأفراد الذي يعانون الشعور بالنقص وعدم الكفاءة ، يقللون من شأن أنفسهم ولا يستطيعون مقاومة القلق الناجم عن أحداث الحياة اليومية وضغوطها، ويبحثون باستمرار عن المساعدات النفسية.(Gulliford , R. & Upton, G.,1992 : 124-126)
مهارات الكفاءة الاجتماعية :
يذكر كازدن Kazdin (2000) مجموعة مهارات مكونه للكفاءة الاجتماعية هي توكيد الذات، ومهارات المواجهة، ومهارات التواصل، ومهارات تنظيم المعرفة والمشاعر. Kazdin,A.,2000:334))
ويرى حبيب مجدى (2003) أن مكونات الكفاءة الاجتماعية تشمل خمسة عناصر هي :
1- القدرة على تأكيد الذات . 2- الإفصاح عن الذات .
3- مشاركة الآخرين في نشاطات اجتماعية . 4- إظهار الاهتمام بالآخرين .
5- فهم منظور الشخص الآخر. (حبيب مجدي ، 2003 : 7)
ويشير شوقي طريف (2002) إلي أربع مهارات مكونة للكفاءة الاجتماعية وهي :
أ‌- مهارات توكيد الذات: تظهر هذه المهارات في قدرة الفرد على التعبير عن المشاعر والآراء والدفاع عن الحقوق ، وتحديد المهارات في مواجهة ضغوط الآخرين .
ب‌- مهارات وجدانية : تظهر هذه المهارات في تيسير إقامة الفرد لعلاقات وثيقة وودودة مع الآخرين، وإدارة التفاعل معهم على نحو يساعد على الاقتراب منهم والتعرف عليهم ،وتشتمل على التعاطف والمشاركة الوجدانية.
ج‌- مهارات الاتصال: وتعبر عن قدرة الفرد على توصيل المعلومات للآخرين لفظياً أو غير لفظياً، وتلقي الرسائل اللفظية وغير اللفظية من الآخرين وفهم مغزاها والتعامل معهم في ضوئها.
د- مهارات الضبط والمرونة الاجتماعية والانفعالية : وتشير إلي قدرة الفرد على التحكم بمرونة في سلوكه اللفظي وغير اللفظي الانفعالي وخاصة في موقف التفاعل مع الآخرين، وتعديله وفقاً لما يطرأ من تغيرات على الموقف، ومعرفة السلوك الاجتماعي الملائم للموقف، واختيار التوقيت المناسب لإصداره فيه. (شوقي طريف ، 2002 : 50 –52)
وترى الباحثة أن مهارات الكفاءة الاجتماعية التى أشار إليها الباحثون السابقون متشابهه لحد كبير على الرغم من اختلاف المسميات، فمحتواها ينصب على التفاعل مع الآخرين والقدرة على التواصل معهم بنجاح وإظهار الاهتمام بهم.
ثانياً : المناخ الأسري:

توجد العديد من المصادر البيئية التي تؤثر على سلوك الفرد وخصائصه وكفاءته وتوافقه، ومن ثم مدى ما يتمتع به من صحة نفسية سليمة، وتلعـب هذه المصـادر أدواراً متباينـة من حيـث ما تسـهم بـه مـن
تأثير سواء من حيث المقدار أو النوعية، وهذه المصادر متداخلة ولعل أهمها هي الأسرة. (القريطي عبد المطلب، 1997 : 435). وعلى الرغم من اختلاف تعريف المناخ الأسري حسب تقاليد وثقافة البيئة التي ينطلق منها إلا أن هذه التعريفات تنطلق في الغالب من نسق واحد نسبياً، يشمل أنماط وأبعاد ذلك المناخ وأهم سمات وصور التفاعل الموجودة فيه .
وفيما يلي عرض لأهم تعريفات المناخ الأسري :
عرف حافظ نبيل وآخرون (1997) المناخ الأسري بأنه الجو الذي ينمو فيه الطفل وتتشكل الملامح الأولي لشخصيته، وهو مصدر الإشباع لحاجاته واستثمار طاقاته وتنميتها، وفي سياقه يتعرض الطفل لعملية التنشئة الاجتماعية وفقاً لأساليب معينة ويشعر بردود الأفعال المباشرة تجاه محاولاته الأولي للتجريب وتكوين شخصية مستقلة لها طابعها وأهدافها الخاصة. (حافظ نبيل وآخرون ، 1997 : 243 )
وأشار كفافي علاء الدين (1999) إلي مفهوم المناخ الأسري بأنه يتحدد بالعلاقات من أساليب سوية في التعامل مع الشخص وفقاً لصفاته الإنسانية في مقابل أساليب غير سوية في التعامل مع الشخص كشئ وكأداة لتحقيق الأهداف ، وليس كغاية في حد ذاته ، وهو ما أطلق عليه الأنسنة في مقابل اللا أنسنة. (كفافي علاء الدين ، 1999: 137 – 147)
ومما سبق يتضح أن المناخ الأسري هو تلك البيئة التي ينشأ فيها الفرد وتؤثر على سلوكه وتوافقه وتمتعه بصحة نفسية سليمة من خلال طبيعة العلاقات الأسرية ، وأسلوب إشباع الحاجات الإنسانية وطريقة التعامل مع المشكلات التي تنشأ بين الأفراد ومن شأنها تجعل الأسرة سوية أو غير سوية.
أنماط المناخ الأسري : ويشمل نمطين هما:
1. أسر ذات مناخ أسري سوي .
2. أسر ذات مناخ أسري غير سوي . (غريب زينب ، 1993:14)
1- المناخ الأسري السوي :
ترى متولي زينب (1998) أن المناخ الأسري السوي يجب أن يوفر في الأسرة الأمن والثقة والحب والاحترام والتسامح والدفء العاطفي والاستقرار وعدم التعصب للأفكار والسعادة الزوجية. (متولي زينب، 1998 : 30 )
ويشير الهابط محمد (1983) إلي خصائص المناخ الأسري السوي وهى :

‌أ- أن نماذج الاتصال المستخدمة في الأسرة تمتاز بالوضوح وأمانة التعبير.
‌ب- يمتاز الجو الذي يسود علاقات الأسرة بالحب والتعاطف الإيجابي والديمقراطية.
‌ج- قوة التوجيه والقيادة في الأسرة تكون سلطة الوالدين ،وأن تكون بعيدة عن التسلط .
‌د- يشعر كل فرد في الأسرة باستقلال شخصيته وكيانه داخل نسق الأسرة.
‌ه- خلو الأسرة من الصراعات.
‌و- تكون قواعد الأسرة واضحة ومفهومة لأعضائها ، ويسلكون في إطارها .
‌ز- اتفاق الآباء والأمهات على أسلوب واحد في تربية الأبناء في ظل جو من المحبة والفهم. (الهابط محمد ، 1983: 169)
2- المناخ الأسري غير السوي :
وهو المناخ الأسري الذي تسوده التفرقة والتباعد بين أفراد الأسرة لوجود خلل في أداء الأسرة لوظائفها ويترتب على هذا عدم تمتع الأفراد بدوافع كافية للإنجاز والتفوق، ولا بحرية في التعبير عن الآراء، ولا بالاهتمام بالنواحي الثقافية والعلمية والترفيهية والدينية. (غريب زينب ، 1993 : 15 )
خصائص المناخ الأسري غير السوي:
إن المناخ الأسري المضطرب يصنع أفراد مضطربين، حيث تتسم تلك الأسر بعدم الفاعلية وعدم المرونة ، وعادة ما تنشأ فيها تكتلا ضد أحد الوالدين ويتسم المناخ العام لتلك الأسرة بالألم والإحباط والركود. (ريزو جوزيف و زابل روبرت ، 1999 : 122)
وتضيف الجزائرى بعض الخصائص لهذا النوع من المناخ الأسري هي :
1- اضطرابات عمليات التواصل . 2- فجاجة الوالدين .
3- الرابطة المزدوجة . 4- المناخ الوجداني غير السوي.
5- الشخصية المنحرفة . (الجزائري خلود ، 2004 : 60-62)
العمليات اللا سوية في المناخ الأسري غير السوي :
أ- اللا أنسنة: لا أنسنة الأشخاص هي تجريدهم من صفاتهم الإنسانية ومعاملتهم كأشياء فيعيش الفرد ليحقق أهداف والديه، ويشبع رغبات والديه مع قليل من الوعي بطموحاته الشخصية. (كفافي علاء الدين، 1999 : 137-138)
ب- الحب المصطنع: عندما يكون الزوجان غير ناضجين من الناحية الانفعالية بدرجة كافية فأنهما يتخذا من أبنائهما وسيلة لتحقيق ما ينقص الوالدين، فيمنحان أبنائهم نمط من الحب يكتشف الأبناء أنه حب مصطنع أو مشروط وغير نقي، حيـث عـادة مـا يطلـب الـوالـدان مـن أبنـائهمـا مطـالـب كثيـرة ويحملانهم
مسئولية أكبر من قدرتهم كما يطلبان منهم الطاعة الكاملة، وأمام هذا النمط من الحب يسلك الأبناء بأحد طريقتين، الأولي وهي أن يتقبل الأبناء هذا الحب المصطنع ويتظاهرون بالسعادة وبالتالي يتعلمون المراوغة. أما الطريقة الثانية أن الأبناء لا يتقبلون هذا الحب المزيف ويجاهرون بذلك وبالتالي يصبحوا مصدر اضطراب وقلق للأسرة. (كفافي علاء الدين ، 1999: 140-142)
ج- الأسرة المدمجة: يقصد به عمليات الدمج بين الثنائي الزوجي والتي أحياناً ما تمتد لتشمل الأسرة كلها، ويقصد بالدمج بين الزوجين عدم استقلال أحد الطرفين عن الآخر وتنسحب هذه العلاقة على الأبناء، فنجد أن الوالدين أو أحدهما يقاوم كل محاولات الأبناء للانفصال وتكوين شخصية مستقلة ليمنع تحرر الأبناء من العلاقة الوالديه، وغالباً ما تفشل كل محاولات الأبناء المتكررة للاستقلال فيستسلموا لهذه العلاقة، فيحدث اندماج الأسرة كلها، وفي هذه الحالة تكون الأسرة مصمتة أو مدمجة لا يستطيع أحد أفرادها الانفصال عن كيان الأسرة. (كفافي علاء الدين ، 1999: 143-144).
د- جمود الأدوار في الأسرة : في بعض الأسر تكون أدوار الفاعل والمفعول به متمايزة بوضوح وغير تبادليه، فالأدوار محدودة وجامدة، وعادة ما يقوم أحد الوالدين بدور الفاعل ويقوم أحد الأبناء بدور المفعول به ويظل الشخص الفاعل يمارس سلوك هذا الدور ولا يسمح لصاحب دور المفعول به أن يكون فاعلاً، فعلي الطفل أن ببذل كل جهده ليؤدي هذا الدور ليصبح الابن النموذجي، وإذا ما ثار الابن على دور المفعول به فإن العلاقة بينه وبين هذا الوالد تتوتر ويعتبر هذا السلوك خاطئ غالباً يقابل بالتجاهل والإنكار. (كفافي علاء الدين ، 1999 : 145-146)

هـ- المناخ الوجداني غير السوي : هو ذلك المناخ الذي يسود فيه نوع من التنافس بين ما يبدو على السطح وما يكون في الداخل، فالسطح يوحي بالهدوء والاستقرار ولكن هذا الهدوء ليس على أسس قوية في الأسرة، فهو ليس هدوء ولكنه نوع من الجمود، فالعلاقات بين أفراد الأسرة تتسم بقلة الحيوية والتلقائية، ولأن الهدوء ظاهري فمن وقت لأخر تمزقه بعض الثورات الانفعالية العنيفة التي تنتج من حادث صغير تافه ثم تنطفئ هذه الثورة الانفعالية فجأة كما اشتعلت وتعود الأسرة لسيرتها الأولي ولا يتغير في أسلوب حياتها شئ. (كفافي علاء الدين ، 1999 : 160)
العوامل المؤثرة في المناخ الأسري :
1. سيطرة أحد الوالدين.
2. المستوى الثقافي الاقتصادي الاجتماعي للأسرة .
3. حجم الأسرة .
4. تركيب الأسرة .
5. الترتيب الميلادي وجنس الطفل.
6. تأثير الأبناء في والديهم وتأثرهم بهم. (سلامه ممدوحه ، 1984 : 46 )، (إبراهيم فيفيان، 1998 :25)، (البهي فؤاد و عبد الرحمن سعد، 1999 : 130 )
وفي ضوء ما سبق نجد أن الأسرة هي المساعد الأساسي للفرد للحصول على توافقه الشخصي والاجتماعي، وأن عملية التنشئة الاجتماعية التي يكون للأسرة النصيب الأكبر فيها يتوقف عليها اكتساب الفرد للكفاءة الاجتماعية حيث يقع العبء الأكبر فيها على الأسرة التي تكسب الفرد معظم مهاراته الاجتماعية، فما تقوم به الأسرة في تنشئة الطفل ليس أمراً تلقائياً وإنما الجزء الأكبر منه مقصود ومتعمد وموجه لتكوين شخصية الفرد بما يتناسب مع جنسه، وسنه، وثقافة بيئته حتى يتحقق للفرد التوافق .
ثالثاً : التوافق : Adjustment
يشير الطيب محمد (1994) إلي أن التوافق هو مفهوم خاص بالإنسان في سعيه لتنظيم حياته وحل صراعاته، ومواجهة مشكلات حياته من اشباعات وإحباط، وصولاً إلي ما يسمي بالصحة النفسية أو السواء والتناغم مع الذات ومع الآخرين، أما سوء التوافق فهو فشل الشخص في تحقيق إنجازاته وإشباع حاجاته، ومواجهة صراعاته. (الطيب محمد،31:1994-33 )
أبعاد التوافق :
‌أ- التوافق الشخصي : ويتضمن السعادة مع النفس والرضا عن النفس وإشباع الدوافع والحاجات الداخلية الأولية والثانوية .

‌ب- التوافق الاجتماعي : ويتضمن السعادة مع الآخرين والالتزام بأخلاقيات المجتمع ومسايرة المعايير الاجتماعية والامتثال لقواعد الضبط الاجتماعي ، وتقبل التغير الاجتماعي والتفاعل الاجتماعي السليم .
ج- التوافق المهني : ويتضمن الاختيار المناسب للمهنة والاستعداد علماً وتدريباً لها، والدخول فيها والإنجاز والكفاءة والإنتاج والشعور بالرضا والنجاح . (زهران حامد ، 1994 : 29)
خصائص التوافق :
· التوافق عملية كلية : فالإنسان كائن حي يتفاعل مع بيئته المحيطة بكيانه كله .
· التوافق عملية ديناميه : فالتوافق لا يتم دفعه واحدة ولكنه يستمر باستمرار الحياة.
· التوافق عملية ارتقائية : التوافق لا يمكن التعرف عليه إلا بالرجوع إلي مرحلة النمو التي يعيشها الفرد ، فالسلوك المتوافق في مرحلة نمو سابقة يعد لا توافقياً في مرحلة نمو أخرى.
· التوافق عملية وظيفية : التوافق ينطوي على وظيفة أساسية هي تحقيق الانسجام مع البيئة .
· التوافق يستند إلي طبوغرافية النفس: فالتوافق من زاوية طبوغرافية النفس هو المحصلة التي تنتج صراع جميع القوى سواء كانت ذاتية أم بيئية، وهو في نهاية المطاف صراع بين النظام الإداري والنظام الأخلاقي للشخصية ، وعندما ينجح النظام الإداري في حسم الأمور يظهر التوافق جلياً .
المصدر: ملتقى شذرات

الملفات المرفقة
نوع الملف: doc gehan.doc‏ (307.0 كيلوبايت, المشاهدات 69)
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-15-2014, 03:31 PM
نعم غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
المشاركات: 1
افتراضي

السلام عليكم
ارجو التكرم بتزويدي بمصدر هذا البحث وسنة نشره
انا طالبة ماجستير واحتاج هذا البحث في رسالتي
الكفاءة الاجتماعية وعلاقتها ببعض المتغيرات النفسية لدى طالبات الجامعة
للدكتورة جيهان عثمان
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03-17-2014, 03:06 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,407
افتراضي

السلام عليكم

نتمنى لكِ التوفيق اختي

تستطيعين مراسلة الدكتورة صاحبة البحث وايميلها موجود في الدراسة

د. جيهان عثمان محمود

جامعة طيبة
gehanothman@gmail.comEmail

للأسف الدراسة منشورة على الشبكة بدون سنة نشر ولا مصدر او عنوان للناشر
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
مدى, المتغيرات, الاجتماعية, الجامعة, النفسية, الكفاءة, ببعض, وعلاقتها, طالبات


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع الكفاءة الاجتماعية وعلاقتها ببعض المتغيرات النفسية لدى طالبات الجامعة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
علاقة بعض المتغيرات النفسية والمعرفية والاجتماعية بمستويات تقبل المرأة للعنف الزواجى Eng.Jordan بحوث ودراسات منوعة 0 11-15-2012 09:04 PM
فاعلية التعليم الإلكتروني في التحصيل والاحتفاظ لدى طالبات العلوم الاجتماعية Eng.Jordan بحوث و مراجع و دراسات تربوية واجتماعية 0 11-15-2012 08:03 PM
دراسة أثر الضوضاء فى بيئة العمل على بعض المتغيرات النفسية للعاملين Eng.Jordan بحوث ومراجع في الإدارة والإقتصاد 0 11-08-2012 02:06 PM
الكفاءات المهنية المتطلبة للأستاذ الجامعي من وجهة نظر طلابه وعلاقتها ببعض المتغيرات Eng.Jordan بحوث و مراجع و دراسات تربوية واجتماعية 0 01-26-2012 12:20 PM
دراسة أثر الضوضاء فى بيئة العمل على بعض المتغيرات النفسية للعاملين Eng.Jordan بحوث ودراسات منوعة 0 01-25-2012 12:00 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 07:04 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59