#1  
قديم 01-10-2012, 10:35 AM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي الصحة النفسية وعلاقتها بالذكاء الأنفعالي لدى الشابات الجامعيات في كلية التربية للبنات


البحث كاملاً في المرفقات


--------------------------------------
جزء من البحث
الصحة النفسية وعلاقتها بالذكاء الأنفعالي
لدى الشابات الجامعيات في كلية التربية للبنات
إعـــداد
المدرس الدكتورة
بشرى أحمد جاسم العكايشي
قسم التربية وعلم النفس
كلية التربية للبنات / جامعة بغداد


&أهمية البحث والحاجة اليه :
يعتبر التعليم الجامعي من اهم المراحل التعليمية ، حيث انه يمثل قمة الهرم التعليمي ويهدف الى اعداد الافراد بصورة منظمة وموجهة للحياة ، ولذلك ان التعليم العالي بمستوياته وخاصة الجامعة ينال كثيراً من العناية والاهتمام في معظم الدول المتقدمة والنامية على حد سواء، وذلك للدور المهم والخطير الذي يؤديه في التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية وما يوفره من قوة عاملة مؤهلة وقيادته للمجتمع الامر الذي يتطلب الاعداد والاهتمام بالعنصر البشري اعداداً نفسياً واجتماعياً ، من المؤسسات التربوية بحيث يستطيع ان يستجيب لمعطيات العصر والمجتمع او يتفاعل معها (عبد الدايم ، 1966 ، ص22) .
ولما كانت المؤسسات التربوية الجامعية هي مؤسسات نمو وتطوير وتغير نحو الافضل حيث تهيأ الفرص للشباب الجامعي لاكتساب الخبرات والمعلومات الموجهة والمربية التي تؤدي الى تحقيق التغير المرغوب ، لاسيما اذا ما تناولنا جوانب بناء الشخصية فكرياً وسلوكياً وبصورة مستمرة ،فلابد ان يتعرض المتعلمون في مختلف المستويات الى كثير من التفاعلات والاضطرابات الدراسية والنفسية والاجتماعية التي يكون بعضها معوق يحول دون تحقيق متطلبات الصحة النفسية، وقد يستطيع البعض التغلب على هذه المعوقات وتخطيها ويتعذر على البعض الاخر مجابهتها ، الامر التي يستوجب تشجيع الشباب الجامعي على العمليات الدفاعية النفسية التي يلجأ اليها الفرد في مواجهة هذه الازمات والمعوقات (علي ،1988 ، ص40).
وعلى الرغم من كثرة الاساليب النفسية والوقائية الدفاعية وتعددها وتنوعها في حماية الذات الانسانية من اللوم والتهديد النفسي برزت اساليب نفسية تعد من اساسيات الصحة النفسية السليمة ، لذلك فان تحقيق الصحة النفسية والنمو السليم للشباب الجامعي المتعلم هي اكبر من متطلبات الصحة الجسمية كما انها من اساسيات الاهداف التربوية المتوخى تحقيقها من المؤسسات التربوية الجامعية وبالتالي تصبح الجامعات ومؤسسات التعليم العالي هي المجالات والمديات العلمية والتربوية السليمة التي تسهم الى حد ما في مقدرة الفرد وامكانياته على التوافق مع نفسه ومع المجتمع الذي يعيش فيه وذلك من خلال برامجها التعليمية والتربوية التي تتعامل مع الشخصية الانسانية ككل ولاسيما شخصية الشاب الجامعي المتعلم (الصالحي، 1985، ص7)
ان ضغوط الحياة المتباينة وشدة معوقاتها ومدى قدرة الفرد على
الاستجابة لها ومدى الاستسلام او التغلب عليها يتطلب العديد من الفعاليات النفسية

من اساليب دفاعية واجراءات وقائية تحمي الشخصية الانسانية من الضغط النفسي والانهيار (القرالة ، 1988 ، ص11).

ومما لاشك فيه ان تربية الشباب بصورة عامة والشباب الجامعي المتعلم صورة خاصة ورعايته مسؤولية اجتماعية متكاملة الابعاد تفرضها طبيعة التحولات التي اوجدتها عملية التغير الشاملة في المجتمع وما رافقتها في مشكلات وضغوط تستدعي اجراء المعالجات والنشاطات الفعالة والعميقة في اسلوب تربية المتعلمين واعدادهم (الغانم ، 1985 ، ص13) .
وتأتي اهمية هذه الدراسة في كون الصحة النفسية مهمة في حياة الناس عامة والشباب خاصة وانهم في مرحلة بناء شخصياتهم ومستقبلهم وهي مرحلة انتقالية ذات اثر فعال في تحقيق طموحاتهم لاحقاً فهم الجيل الواعد بتحقيق ما لم ينجز للان وعلى سلامة صحتهم النفسية والجسمية يتوقف مدى التقدم والازدهار في المجتمع . فالصحة النفسية ضرورة لابد من تحققها في جوانب حياة الشاب ويبرز اثر هذا على شكل مشكلات سلوكية تتمثل في صعوبة
تركيز انتباهه من جراء اعراض جسمية او نفسية او هما معاً والملل والقلق والاكتئاب
واحلام اليقظة والاسراف فيها واذا ما انيط به عمل تجنبه او مسؤولية معينة هرب منها ذلك لضعف ثقته بنفسه ، واذا واجهته مشكلة عجز عن حلها حلاً موضوعياً، وهذا ما اكدته
دراسة (حسن ، 1967) التي توصلت الى ان الافراد الذي يشعرون بالنقص والتوتر
والقلق والاستغراق باحلام اليقظة كانوا اضعف في صحتهم النفسية مقارنة بالشباب الاسوياء (حسن ، 1970 ، ص240 -292).

وكذلك ما توصلت اليه دراسة فهمي عام (1971) حيث اكدت على ان هناك علاقة بين نجاح الشباب في معالجة مشكلاتهم وبين ارتفاع صحتهم النفسية المتمثلة في السيطرة على مشاعر القلق والشعور بالرضا والامن (فهمي، 1987، ص442-245) .
واكدت نتائج دراسة بالسويك ومكريدس (Balswick & Macrides)
عام (1977) على ان هناك علاقة دالة بين المعاملة الوالدية الصارمة
وبين ضعف الصحة النفسية للشباب والتي تتمثل بالاحباط والقلق والعدوان
(Balswick & Macrides, 1977 P. 402 - 412) .
ان المتتبع لتاريخ الصحة النفسية يلاحظ انه على الرغم من ان هذا العلم يعد من العلوم التي برزت في عصرنا الحاضر واكتسبت صفة خاصة في العصر الحديث بسبب اهتمامها باخطر قضايا الانسان المتمثلة في تأثير عمليات التوافق عليه وشدة تأثره بها وما تفرضه عوامل

الحضارة من تحديات يومية تؤثر على نظرة الفرد الى نفسه وعلى كيفية تعامله مع مختلف الظروف ومتطلبات البيئة (القذافي، 1914 ، ص7) .

فالصحة النفسية حالة دينامية (Dynamic Slote) تبدو في قدرة الفرد على عقد صلات اجتماعية تتميز بالاخذ والعطاء والتعاون والتسامح (عوض ، 1977 ، ص3) .
وهي حالة ايجابية تتضمن التمتع بصحة العقل والجسم وليس مجرد غياب او الخلو من اعراض المرض النفسي وهذا ما اكدته منظمة الصحة العالمية (WHO) بانها حالة من الراحة الجسمية والنفسية والاجتماعية وليس مجرد وجود المرض (زهران ، 1988 ، ص9) وهي لها شقان شق نظري علمي يتناول الشخصية والدوافع والحاجات واسباب الامراض النفسية واعراضها وحيل الدفاع النفسي والتوافق وتصحيح المفاهيم الخاطئة واعداد وتدريب الاخصائيين والقيام بالبحوث العلمية ، والشق الثاني تطبيق عملي يتناول الوقاية من المرض النفسي وتشخيص وعلاج الامراض النفسية (زهران ، 1978 ، ص10) .
ويرى (القوصي) ان مفهوم الصحة النفسية يعبر عن التوافق (Adjustment) او
التكامل
(Integration) بين الوظائف النفسية المختلفة مع القدرة على مواجهة الازمات
النفسية التي تطرأ عادة على الانسان ومع الاحساس الايجابي بالسعادة والكفاية
(الداهري والعبيدي ، 1999 ، ص40).

اما جودو (Johada) فيراها مفهوم بسيط يصف الشخص الصحيح نسبياً بانه الشخص الذي يسيطر على بيئته بطريقة ايجابية نشطة تتضح فيها وحدة الاتساق والشخصية ويدرك نفسه والعالم الذي حوله بطريقة واقعية ويستطيع ان يوظف قدراته بفاعلية دون الاعتماد كثيراً على الاخرين .
ويذكر (مغاريوس) ان مفهوم الصحة النفسية يتمثل بمدى النضج الانفعالي والاجتماعي او مدى توافق الفرد مع نفسه والمجتمع (الداهري والعبيدي ، 1999 ، ص41).
فالفرد منا مزود بطاقات نفسية اساسية يحتاج اليها لمباشرة وظائفه النفسية المختلفة
وهي الطاقة العقلية المعرفية
(Cognitive) والطاقة الانفعالية (Affective) والطاقة
الدافعية
(Motivation) . ونمو الفرد هو تمايز لهذه الطاقات بحيث يمكن تجميعها في تنظيم
كلي متكامل وتوجيهها نحو اهداف معينة في اوقات معينة لتحقيق الوجود الايجابي له
(عزت ، 1986 ، ص26) .


فالصحة النفسية تجعل الفرد متحكماً في عواطفه وانفعالاته فيتجنب السلوك الخاطئ ويسلك السلوك السوي (الهابط ، 1987 ، ص225) وهي لا تقل اهمية عن الصحة الجسمية العامة بل قد تبقى الصحة الجسمية عاجزة عن اضفاء السعادة على الانسان ما لم تتوفر له اسباب وعناصر الصحة النفسية وان الاهتمام بالصحة النفسية لصيق الاهتمام بالصحة العامة
(محمود واخرون ، 1985، ص13). فلا غنى للجسم عن صحة النفس ولا غنى للنفس عن صحة الجسم ، وقد بات الاطباء متفقين اليوم أكثر من أي وقت مضى على أن العناية بالصحة النفسية للمرضى عامل أساس في سرعة البرء من الأمراض الجسمية (محمد ومرسي ، 1986 ، ص7) .

إن المعاناة التي سادت الوسط الجامعي وتركت آثاراً واضحة عن الشباب الجامعيين والتي تمثلت في ظهور الانفعالات والمؤثرات النفسية والتذمر من الحياة لظروفها القاسية فأن القدرة على تحمل هذه المواقف الضاغطة تعتبر واحدة من مؤشرات الصحة النفسية السليمة (الدليمي ، 1991 ، ص47) .
إما إذا أخفق المتعلم في تحقيق هذا التوازن وأستسلم للضغوط فسيكون فريسة للتوترات النفسية والانفعالية والفشل الدراسي مما يؤدي الى تكوين علاقات سلبية مع الآخرين وهذا الاتجاه ينعكس سلباً على الشخصية فتصبح غير سوية وغير مستقرة نفسياً واجتماعياً ودراسياً فيقل نموها النفسي السليم وأداؤها الدراسي المطلوب تحقيقه ، فتصبح شخصية غير محققة لذاتها ولا تتمتع بالحد الادنى من متطلبات الصحة النفسية السليمة (الصالحي ، 1985 ، ص54) .
وقد برهن الاختصاصيون النفسيون والاطباء على ان هناك خصائص شخصية تسمى الذكاء الانفعالي (Emotional Intelligence) وهذه الخصائص مسؤولة عن الطرق التي نسلك بها ونشعر بموجبها وكيف نرتبط بالآخرين ومدى حُسن قيامنا بالأعمال ومدى تمتعنا بالصحة النفسية وعدم المعرفة بالميول الخاصة بالذكاء الانفعالي يمكن أن ينشـأ عنه عدم القدرة على التوافق مع الآخرين وعدم النجاح في العمل واعتلال الصحة النفسية مع نشوء مشاكل ذات ارتباط بالضغط النفسي (كولمان ، 2001 ، ص12) .
وتتيح معرفة الفرد بذكائه الانفعالي الفرصة له ليضع نفسه الى جانب الآخرين الذين يتوافق معهم على نحو طبيعي والبحث عن اعمال تلائمه وتفهم الاشياء التي تجعل من الفرد غير متوافق مع بعض الناس أو مع بعض الأعمال وتعلم طرقاً للتعامل مع المصاعب الطبيعية وفهم بعض الأشياء المعينة التي تسبب الضغط النفسي وتعلم طرقاً ليصبح الفرد أكثر شعوراً بالسلام .

إن المنطلق الذي شكل أساس مفهوم الذكاء الانفعالي والمناصرين لهذا المفهوم يفترضون بأن قياسات نسبة الذكاء المجرد (IQ) قد فشلت في الأخذ بالأعتبار أو في شرح معظم التباينات في الفروق الفردية في النجاح في الحياة والقياسات البديلة التي تتعامل مع مختلف جوانب الأداء الوظيفي الانفعالي للفرد قدمت بعد ذلك على أنها أكثر صلة بفهم السبب الذي يجعل بعض الأفراد ناجحين في الحياة وغيرهم لا ينجحون .
وليكن في الذهن بأن النجاح في الحياة (أي النجاح في العلاقات مع زملاء العمل أو النجاح في العمل أو النجاح مع الأزواج والزوجات) هو الموضوع الأساسي هنا ، وأن مقاييس الشخصية هي لأجل مساعدتنا على وضع تنبؤات أفضل عن النجاح في الحياة مما يمكن تحقيقه بواسطة قياسات نسبة الذكاء (IQ) لوحدها .
وتتجلى أهمية الذكاء الأنفعالي في التفاعل مع الآخرين ومدى النجاح الاجتماعي للفرد ، فالقدرة على فهم الآخرين قدرة إنسانية هامة لكون الفرد يقضي معظم حياته بين الاخرين فالحساسية تجاه ما يفكر به الاخرون ويشعرون به جميعاً مواهب أساسية في العلاقات الاجتماعية.
وأكدت هنت (Hunt) أن الذكاء المجرد لا يكفي للنجاح في كل المهن وهذا ما يؤكد الحاجة الى دراسة الذكاء الأنفعالي هو وجود أمثلة حية لطلبة متفوقين أو أذكياء فشلوا في حياتهم المهنية وأشخاص يتمتعون بقدرات عقلية متوسطة لكنهم يحققوا نجاحاً باهراً في الحياة العملية ، ولذا فأن مقاييس الذكاء الأنفعالي (IE) إن إستطاعت التنبؤ بقدرة الفرد على النجاح في الحياة فأن ذلك عامل هام في التوجبه المهني للشباب (Monson , 1980 , P. 1535) من خلال تكوين اتجاهات إيجابية نحو الدراسة واستمتاعه بعلاقات مع زملائه ومدرسيه وإنعكاس ذلك
كله في المحافظة على الأتزان الأنفعالي وصحته النفسية وفي مقدرته على العمل المنتج
(عبد الكريم، 1997 ، ص22).

وإستناداً الى كولمان (Coleman) في كتابه (العمل مع الذكاء الأنفعالي) يحتضن التعليم النموذج الأكاديمي الذي يركز على التعليم المعرفي أو نقل المعرفة بدلاً من التركيز على عمليات التفكير التي تؤدي الى التعلم الانفعالي (Sternbery,1999, P. 54). ومن وجهة أخرى أظهرت آخر البحوث أن للأنفعالات والشخصية والدافع علاقة وثيقة بنجاح المهنة والحياة ، وقد لوحظ
أن الذكاء الأكاديمي
(IQ) يعود الى 20% من العوامل التي تحدد النجاح في الحياة
(Cherniss , 1999 , P. 26) .

ويرى هربرت سبنسر (Herbert Spencer) أن الوظيفة الرئيسة للذكاء هو أن يساير الذكاء في مرونته وتعقيده مرونة وتعقيد البيئة التي تحيط بالأفراد وأكثر الأفراد نجاحاً في الحياة هم أخصبهم مرونة (Spencer , 1970 , P. 22) .
ويرى ثومسون (Thomson) أن أعلى الصفات الخلقية ارتباطاً بالذكاء هي ضبط النفس والقدرة على الاحتمال (Thomson , 1971 , P. 127) .
ويرى آيزنك (Eysenck 1947) وكاتل (Cattel 1965) بأن الذكاء يرتبط ارتباطاً موجباً بالأستجابات الأنفعالية والتي هي أحد أبعاد الشخصية والمتمثلة بالأتزان الأنفعالي والتوتر والألفة (Eysenck , 1947 , P. 22) (Cattel , 1965 , P. 100) .
وقد جاءت فكرة ألبرت باندورا (Albert Bandura) العالم النفسي بجامعة ستانفورد معنى (الكفاية الذاتية) منسجمة مع موضوع الذكاء الأنفعالي الذي يرى أن إعتقاد الناس في قدراتهم لها تأثير عميق في هذه القدرات ، فالمقدرة أو الكفاءة ليست خاصية ثابته بل هناك تنوع هائل في كيفية إستخدام هذه المقدرة فمن لديهم احساس بالكفاءة الذاتية يمكنهم النهوض من عثرتهم أنهم يتعاملون مع أمور الدنيا بمفهوم معالجة هذه الأمور أكثر من أحساسهم بالقلق مما يتوقعونه من أخطاء قد تحدث (كولمان ، 2001، ص133) .
يتضح مما تقدم أن موضوع الصحة النفسية والذكاء الأنفعالي من الأمور الهامة التي ينبغي أن يهتم بها الفرد والمجتمع ، لأن الأهتمام بهما أهتمام بالأنسان وتكامليته .
ويكتسب البحث الحالي أهمية مضافة كونه يجري على شباب الجامعة وتبرز هذه الأهمية من ناحيتين : الأولى هي المرحلة العمرية التي يمر بها طلبة الجامعة وهي مرحلة الشباب وما لهذه المرحلة من أهمية بالغة في حياة المجتمع حيث يمتلكون طاقات وإمكانيات غير محدودة في العطاء والبناء والتضحية والقدرات التي تؤهلهم نحو المواقع المتقدمة في المجالات كافة ، والناحية الثانية تتمثل في أهمية الجامعة نفسها ، فالجامعة تؤدي دوراً مهماً في المجتمع فهي تقوم في صميم رسالتها على إعداد الشباب وتأهيلهم لوظائف إنتاجية في المجتمع وتساعدهم على النضج والتطور جسمياً ونفسياً واجتماعياً وتوفر لهم أنشطة وفعاليات متعددة تسمح بنشوء علاقات أجتماعية واسعة بين الشباب يمتد تأثيرها الى نواحٍ وجوانب متعددة من الحياة .

&أهــداف البحث :
يستهدف البحث الحالي :
1. التعرف على الصحة النفسية لدى الشابات الجامعيات في كلية التربية .
2. التعرف على الذكاء الأنفعالي لدى الشابات الجامعيات في كلية التربية .
3. التعرف على دلالة الفروق في الصحة النفسية لدى الشابات الجامعيات على وفق متغير المرحلة الدراسية .
4. التعرف على دلالة الفروق في الذكاء الأنفعالي لدى الشابات الجامعيات على وفق متغير المرحلة الدراسية .
5. التعرف على العلاقة بين الصحة النفسية والذكاء الأنفعالي .

&حــدود البحث :
يقتصر البحث على الشابات الجامعيات في كلية التربية للبنات / جامعة بغداد للمرحلتين الاولى والرابعة .

&تحديد المصطلحات :
أولاً. الصحة النفسية : الذي اعتمده (الزبيدي والهزاع، 1997)
" حالة دائمة نسبياً يكون فيها الفرد متوافقاً نفسياً وشخصياً وانفعالياً واجتماعياً مع نفسه ومع الآخرين ويكون قادراً على تحقيق ذاته وإستغلال قدراته وإمكاناته الى أقصى حد ممكن ويكون قادراً على مواجهة مطالب الحياة وتكون شخصيته متكاملة سوياً ويكون سلوكه عادياً بحيث يعيش بسلام " (الزبيدي والهزاع ، 1997 ، ص17) (زهران ، 1988 ، ص9) .
أما التعريف الأجرائي :
فهو الدرجة التي تحصل عليها المستجيبة على مقياس الصحة النفسية المستخدم في هذا البحث .

ثانياً. الذكاء الأنفعالي : الذي اعتمدته (العكايشي ، 2003)
" قابلية الفرد على فهم مشاعره ودوافعه وأنفعالاته والتحكم بها وقدرته على فهم مشاعر الآخرين والتعامل بمرونة معهم من خلال إمتلاكه لمهارات الأتصال الجيد " (العكايشي، 2003 ، ص22) .
أما التعريف الأجرائي :
فهو الدرجة التي تحصل عليها المستجيبة على مقياس الذكاء الأنفعالي المستخدم في هذا البحث .

الفصل الثاني

&الإطار النظري :
يتضمن الإطار النظري عرضاً لأهم النظريات ووجهات النظر النفسية والدراسات السابقة حول المفاهيم الأساسية للبحث وهي : الصحة النفسية والذكاء الأنفعالي على التوالي وكالآتي :
أولاً. الصحة النفسية :
تباينت وجهات النظر حول مفهوم الصحة النفسية تبعاً لتباين منطلقاتها النظرية ، وفيما يأتي عرضاً موجزاً لبعضها :
1. نظرية التحليل النفسي :
إذ يرى فرويد مؤسس مدرسة التحليل النفسي أن العناصر الأساسية التي يتكون منها البناء النظري للتحليل النفسي هي نظريات المقاومة والكبت واللاشعور . تقوم هذه النظرية على بعض الأسس التي تعد بمثابة مسلمات في تفسير السلوك منها الحتمية النفسية والطاقة الجنسية والثبات والأتزان ومبدأ اللذة (سمين ، 1997 ، ص32) .
ويتحقق هذا التوازن بين (الهو Id) و(الأنا Ego) و(الأنا الأعلى Super Ego) ويضطرب عندما لا تتمكن الأنا من الموازنة بين الهو الغريزية والأنا العليا المثالية . ويرى فرويد أن عودة الخبرات المكبوتة يؤثر تأثيراً رئيساً في تكوين الأمراض العصابية وأن الفرد الذي يتمتع بصحة نفسية هو من يستطيع إشباع المتطلبات الضرورية للهو بوسائل مقبولة إجتماعية (الزبيدي ، 2000 ، ص38) .
2. النظرية السلوكية Behavioral Theories :
يفسر السلوك وفق هذه النظرية في ضوء ما يحدث من تغيرات فسيولوجية عصبية وهو وحدات صغيرة يعبر عنها بالمثير والأستجابة وأن الأرتباط بين المثير والأستجابة أرتباط فسيوكيميائي والمحور الرئيسي لهذه النظرية هو عملية التعلم ونمو الشخصية وتطورها يعتمد على التمرين والتعلم . والسلوك الشاذ ما هو إلا تعبير عن خطأ مزمن في عمليات الأرتباط الشرطي ، أما الأمراض النفسية فهي نتيجة لأضطراب في عملية التدريب في الصغر مما يعطي الدماغ حالة مزمنة من الإضطراب الوظيفي في العمل بسبب الخطأ في التفاعلات الشرطية التي

تسبب إضطراب الصحة النفسية ونشوء العصاب في القشرة الدماغية ، وأن الأمراض النفسية ما هي إلا ردود فعل الجهاز العصبي بسبب فشله في إقامة التوازن بين التفاعلات الشرطية
المختلفة قديمها وحديثها . وما يحدث من تعارض بين عوامل التعلم الشرطي من إثارة أو نهي (كمال ، 1967 ، ص125) .

ومن هنا فأن الصحة النفسية السليمة تمثل في إكتساب عادات مناسبة
وفعالة تساعده في التعاون مع الآخرين على مواجهة المواقف التي تحتاج الى إتخاذ قرارات فإذا أكتسب الفرد عادات تتناسب مع ثقافة مجتمعه فهو في صحة نفسية سليمة والمحك المستخدم للحكم على صحة الفرد النفسية هو محك إجتماعي (عبد الغفار ، 1971 ، ص40) .

3. الانسانية Humanistic :
يقوم علم النفس الانساني على بعض المعتقدات الاساسية منها :
أ. أن الإنسان خيّر بطبيعته (Human Natureis Good) أو على الأقل محايد (Neutral) وأن المظاهر السلوكية السيئة أو العدوانية تنشأ بفعل ظروف البيئة .
ب. أن الإنسان حر ولكن في حدود معينة فهو حر في إتخاذ ما يراه من قرارات وقد يكون هنالك مواقف وظروف تحد من حريته .
جـ. التأكيد على السلامة أو الصحة النفسية (Emphasis on Psychological) الدراسة النفسية يجب أن تتوجه الى الكائن الإنساني السليم وليس الأفراد العصابيين أو الذهانيين .
(Shaffer , 1978 , P. 32-33)
إن الصحة النفسية عندهم تتمثل في تحقيق الفرد لأنسانيته تحقيقاً كاملاً سواء لتحقيق حاجاته النسبية كما عند ماسلو أو المحافظة على الذات كما عند روجرز ، وأن أختلاف الأفراد في مستويات صحتهم النفسية يرجع تبعاً لأختلاف ما يصلون اليه من مستويات في تحقيق إنسانيتهم .
4. الوجودية (Existentialism) :
تعني الوجودية محاولات الشخص أن يحس بوجوده من خلال إيجاد معنى لهذا
الوجود ثم يتولى مسؤولية أعماله الخاصة كلما حاول أن يعيش طبقاً لقيمه ومبادئه
(Rychman , 1978 , P. 571) .

إن فهم وجهة النظر الوجودية عن الصحة النفسية يتطلب معرفة موقفها من القلق، فالقلق بالنسبة للمنظور الوجودي ليس شعور غير مُسر أو غير مرغوب فيه فهو العلامة الأولى للتيقظ الفكري وهو بالتالي بمثابة مثير أو حافز للنمو الشخصي . والصحة النفسية لا تعرف من خلال غياب القلق وإنما بإعتماد هذه المعاني للتفاعل معه (Hegan , 1976 , P. 158) .
ويضع الفلاسفة الوجودين خمسة معايير للصحة النفسية :
1. الفرد التمتع بالصحة النفسية هو القادر على خلق حالة من الأتزان بين الأشكال الثلاثة للوجود : الوجود المحيط بالفرد ، والوجود الخالص بالفرد ، والوجود المشارك في العالم.
2. تتطلب الصحة النفسية الألتزام بالنسبة الى الحياة والسعي وراء الأهداف التي يختارها الفرد .
3. قدرة الفرد على تحمل مسؤولية حياته .
4. توحد او تكامل الشخصية .
5. أخيراً تتحقق الصحة النفسية من خلال الشعور الذاتي او ادراك الذات من خلال الارادة .
فإن لم يستطع أن يدرك معنى الوجود ولم يشعر بالحرية ولا يتحمل مسؤولية اعماله واختياراته ، ولا يتقبل نواحي ضعفه او مدركاً للتناقضات فذلك يعني الاضطراب النفسي والصحة النفسية السيئة (Hogan , 1976 , P. 160-161) .
من خلال ما تقدم من وجهات نظر وآراء بشأن الصحة النفسية فقد أختلفت وجهات النظر النفسية حول هذا المفهوم وتحديد مكوناته .
بالنسبة الى نظرية التحليل النفسي فيرى فرويد في رأيه أن المشكلات والإضطرابات النفسية تكمن في الماضي من خلال الصدمات المبكرة في الطفولة وتنشأ في الحاضر لأن الغرائز الانسانية كثيرة المتطلبات ولكن المجتمع يجبر الفرد على التحكم في هذه الغرائز ، أما وجهة نظر السلوكية فترى أن السلوك مهما كان نوعه يقوم على التعلم ويتجنب السلوكيين مفاهيم اللاشعور والصراع والكبت الذي يستخدمها التحليل النفسي في تفسير إضطراب الصحة النفسية ويفسرون ذلك في ضوء أستجابات الفرد وجداول التعزيز وتصف الفرد بأنه كانت مستسلم للتنبيه الخارجي وهذه النظرية تحط من قيمة الإنسان فهنا هو أشبه بالآله أو الماكنة البشرية .
أما النظرية الإنسانية فهي تقوم على مسلمات ومبادىء تختلف تماماً عما تقوم عليه نظرية التحليل النفسي والنظرية السلوكية . فتعني الصحة النفسية في الذمهب الانساني تحقيق
الفرد لأنسانيته تحقيقاً كاملاً ولا يتأتى ذلك إلا بممارسته مع الآخرين وحبهم ملتزماً بقيم مثل الحق والخير والجمال ، مشبعاً لحاجاته الفسيولوجية والنفسية إشباعاً متزناً .

في حين ركزت الوجودية بشكل مباشر على الخبرات الشخصية للفرد وأعتبرت الصحة النفسية لا تُعرف من خلال غياب القلق بعكس أغلب النظريات النفسية التي ترى من القلق نقطة البدء بالأمراض النفسية . وأن القلق من وجهة نظرها هو الأستجابة الأساسية للكائن الإنساني في اتجاه الخطر الذي يهدد وجوده والمعايير الذي تضعها الوجودية للصحة النفسية ليس من اليسر تحقيقها لذلك يدرك الوجوديون الصعوبة التي تواجه الانسان لتحقيق الصحة النفسية السليمة في عالم لا أمن فيه ولا أستقرار .
وبعد هذا العرض للنظريات النفسية فأن الباحثة تتبنى النظرية الانسانية إنطلاقاً من المبادىء الاساسية والمسلمات التي يقوم عليها هذه النظرية في فهم السلوك الانساني ونمو الشخصية وتتجنب التطرف في التفسير والحكم التي وقعت فيه بعض النظريات النفسية الأخرى .
ثانياً. الذكاء الأنفعالي :
يعد الذكاء الأنفعالي من العوامل المهمة في الشخصية لأنه يرتبط بقدرة الفرد على التعامل مع الآخرين وتكوين علاقات إجتماعية ناحجة وهو كأحد عوامل النجاح في العمل أو في الحياة .
ومن النظريات التي فسرت طبيعة الذكاء هي :
1. ثورندايك (El - Thorandike) :
الذكاء من وجهة نظره عدد كبير من قدرات خاصة مستقل بعضها عن بعض وأن البعض ما يسميه بالذكاء ليس إلا المتوسط الحسابي لهذه القدرات عند الفرد . فالذكاء العام هو قيمة حسابية وليس حقيقة عقلية (خير الله ، 1981 ، ص339) . وبهذا فأن ثورندايك (1920) من أوائل الذين أقترحوا بأن هناك ذكاءاً اجتماعياً مميزاً عن النوع التقليدي من الذكاء أو ما يسمى بالقدرة على أداء العمل المدرسي (Foley , 1971 , P. 1123) .
وصنف ثورندايك بحسب وظائف القدرات الذكائية المتعددة الى ثلاثة أنواع :
1. الذكاء المجرد : وهو القدرة على فهم ومعالجة والتعامل مع الرموز والمعاني والألفاظ المجردة .
2. الذكاء الميكانيكي : وهو القدرة على فهم المهارات العملية واليدوية والفعاليات الميكانيكية .

3. الذكاء الأجتماعي : وهو القدرة على فهم الناس الآخرين وفهم المواقف الاجتماعية.
ويرى ثورندايك أن الفرد قد يكون متفوقاً في نوع من هذه الأنواع دون الآخرى . ويؤكد أن الذكاء الاجتماعي هو وجه من أوجه نشاط الذكاء الانفعالي المتمثل في قدرة الفرد على التفاعل الاجتماعي السليم مع الآخرين في ضوء العلاقات الاجتماعية (Elbert,1978, P. 175).
2. كاردنر (Cardner 1983) :
أفترض كاردنر أن هناك أكثر من نوع واحد من الذكاء ونظريته حول الذكاء المتعدد تقوم على فكرة بأن هناك طيف واسع من الذكاءات صنفها في بداية الأمر الى سبع ذكاءات ومن ثم أضاف ذكاءاً ثامناً . وما جاء به كاردنر في كتابه (أطر العقل) كان بمثابة الوثيقة أو البيان الذي دحض به فكرة الذكاء العام (IQ)(Cardner , 1993 , P. 202-206) ، وتشمل القائمة على ما يلي :
1. الذكاء الرياضي - المنطقي : ويتمثل في فهم الخواص الأساسية للأعداد وميادين إستخدامها بصورة ذكية .
2. الذكاء اللفظي - اللغوي : ويتمثل بالقدرة على تذكر المعلومات والقدرة على إقناع الآخرين .
3. الذكاء المكاني: ويتمثل بالمهارة على تمثيل أفكار مكانية ومرئية عن طريق الرسم.
4. الذكاء الحركي - الجسدي : ويتمثل بالمهارات الجسمانية مثل التناسق والمرونة والسرعة والتوازن .
5. الذكاء الموسيقي : ويتمثل بالقدرة على التميز الإغاني وتنوع السرعات والأيقاعات وتناسقها .
6. الذكاء البين شخصي : وهو القدرة على فهم مزاج الأفراد الآخرين ودوافعهم وقصدهم .
7. الذكاء الداخلي الشخصي : وهي قدرة موجهة نحو الذات في فهم الفرد لذاته ومعرفة نقاط قوته وضعفه .
8. الذكاء الطبيعي : وهو القدرة على التمييز والتقسيم والتصنيف بحسب الزمان والمكان للنباتات والحيوانات .
إن نموذج كاردنر في نظرية الذكاءات هي التعدد فهو يندفع الى ما وراء المفهوم لقياس نسبة الذكاء (IQ) على إعتبار العامل الوحيد غير قابل للتغير وأن الذكاء الأنفعالي هو في الحقيقة

أسم آخر للذكاءات الأجتماعية التي لاحظها كاردنر لأجل التفاعل بنجاح مع الآخرين والتوافق معهم
(Coleman , 1999 , P. 117) .
3. سالوفي (Salovey) :
كان النموذج الأصلي لسالوفي عام (1990) في تحديد الأساس للذكاء الأنفعالي ليشمل خمسة مجالات هي :
أ. أن يعرف كل إنسان عواطفه وهو الحجر الأساس في الذكاء الأنفعالي .
ب. إدارة العواطف وهي القدرة على تهدئة النفس والتخلص من القلق الجامح وسرعة الأستثارة .
جـ. التعرف على عواطف الآخرين وهي القدرة على التقاط الأشارات الأجتماعية .
د. توجيه الأنفعالات في خدمة هدف ما .
هـ. توجيه العلاقات الانسانية والمهارة في تطويع عواطف الآخرين في عقد صلات مع الآخرين .
(كولمان ، 2001 ، ص68-69)
ثم طور النموذج ليكون ذا تأكيد معرفي وكان يركز على مؤهلات عقلية معينة تخص إدراك ومعرفة وتنظيم الأنفعالات عام (1997) .
وفي هذا النموذج الحالي فأن الذكاء الأنفعالي يتألف من طبقات تمتد من العمليات النفسية الأساسية الى العمليات الأكثر تعقيداً والتي تدمج الأفعال والمعرفة معاً ، وهذه الطبقات هي :
1. الطبقة الأولى (نموذج القابلية المعرفية) : وهي التي تسمح بالفرد أن يدرك ويميز ويعبر عن الأنفعالات الخاصة به وبالاخرين .
2. الطبقة الثانية (إستعمال الأنفعالات لتسهيل وإعطاء الأسبقيات للتفكير):أي إستخدام الأنفعالات للمساعدة على إصدار الأحكام وإدراك ومعرفة تأرجحات المزاج .
3. الطبقة الثالثة (المهارات) : وهي لتسمية وتميز الأنفعالات وفهم المزاج المعقد من المشاعر والانفعالات .

4. الطبقة الرابعة (القابلية العامة على تنظيم الانفعالات لدعم غاية اجتماعية) : وهذا المستوى الأكثر تعقيداً من الذكاء الأنفعالي وتوجد فيه مهارات تتيح للفراد الأبتعاد عن الأنفعالات والتعامل معها على نحو إنتقائي .
(Salovey & Sluyter , 1997 , P. 3 - 31)

4. دانيال كولمان (Daniel Coleman 1995) :
يرى كولمان أن الذكاء الأنفعالي هو نوع منفصل وليس له إرتباط بالذكاء المطلق التقليدي وهذه تعتبر فكرة جيدة نسبياً في الثقافة الشعبية ، وهي إبتعاد عن الأتجاه التقليدي التي ما زال سائداً في العديد من الأطر المدرسية التي ترى أن الذكاء يمكن تقسيمه الى نوعين شفوي ولا شفوي (أداء) فهو يرفض هذه القابلية التي تقيمها المدرسة التقليدية التي تقوم على أختبارات الذكاء (IQ) . ويرى أن الذكاء الأنفعالي يسهل حل المشكلات من خلال تمكين المتعلم من التفكير بحالته الأنفعالية ووضع نموذجاً للسلوك وفقاً لذلك .
ويعتقد كولمان أن جميع الأنفعالات هي أساسها حركات للعقل ووضع الخطط الفورية لمعالجة شؤون الحياة (Coleman , 1999 , P. 119) . ويؤكد بوجود عقلان أحدهما إنفعالي والآخر منطقي وهما مجالات شبه معتمدين على بعضهما وكل منهما يعكس الدوائر الكهربائية في الدفاع المتميز بحد ذاتها والمتصلة في الوقت نفسه مع بعضها وفي أغلب اللحظات يتناسق هذان العقلان بشكل دقيق ، فالمشاعر هي أساسية بالنسبة للتفكير والتفكير أساس للشعور ، ولكن عندما تثور العواطف الأنفعالية يختل التوازن فأن العقل الأنفعالي هو الذي يحتل المكانة العليا ويطغي على العقل المنطقي (كولمان ، 2001 ، ص25) . ويرى كولمان أن الذكاء الأنفعالي يمثل خمسة عناصر هي : معرفة عواطفنا والسيطرة عليها وحث أنفسنا وتمييز مشاعر الآخرين ومعالجة أو التعامل مع العلاقات (Coleman , 1995 , P. 40) .
من خلال طرح النظريات ترى الباحثة أن نظرية ثورندايك عن الذكاء والذكاء الأنفعالي تمثل في طبيعة الحال الأتجاه السلوكي ، وبما أن الأخيرة تؤكد دائماً على دور البيئة في تشكيل السلوك لذلك نجد أن ثورندايك يضع تأكيداً على دور البيئة الاجتماعية والعلاقات الاجتماعية مع الآخرين في صياغة وبلورة مفهوم الذكاء الأنفعالي .
أما كاردنر فجاء بتعددية العقل ويبرر حقيقة وجود ثمانية أنظمة عقلية مستقلة هو أن الفرد قد يفقد القدرة في منطقة واحدة في حين يكون هناك أخرى أضافية ولا يوجد هناك ذكاءاً منفرداً بصورة خاصة .

وجاء العالم (سالوفي) ليدخل تصانيف جديدة عن الذكاء الشخصي الذي يسمى بالذكاء الأنفعالي وهذه التصانيف ركزت على فهم الذات وإدارة العواطف والتعاطف والعلاقات الاجتماعية وإعتبر الذكاء الأنفعالي متفق مع مقتضيات النجاح مع الحياة .
وترى الباحثة أن نظرية كولمان يمكن الأعتماد عليها لكونها تحمل أفكاراً حول تطور المعرفة الأنفعالية عبر تنظيم الأنفعالات وتدعو الى تحفيز النمو الفكري بالتنظيم العاكس للأنفعالات فهو نموذج شامل يجمع بين معامل الذكاء واذكاء الأنفعالي فالذكاء الأكاديمي لا يعد المرء في الواقع لما يجري في الحياة بعد ذلك من أحداث مليئة بالأضطرابات والتقلبات .

&الدراسات السابقة :

أولاً. دراسات عن الصحة النفسية :
قام سمين (1997) بدراسة إستهدفت التعرف على العلاقة الأرتباطية بين الصحة النفسية والأمن والتحمل النفسي على عينة تألفت من (350) طالباً من طلاب الجامعات للمراحل المنتهية. ولتحقيق أهداف الدراسة إستخدم الباحث ثلاثة مقاييس أحدهما أختبار ماسلو (الشعور - عدم الشعور بالأمن) ومقياس التحمل النفسي ومقياس الصحة النفسية المعد من قبل الباحث ، وبعد تحليل البيانات احصائياً بإستخدام الأختبار التائي وتحليل التباين والأنحدار المتعدد ، توصلت الدراسة الى وجود علاقة أرتباطية دالة بين متغيرات البحث الثلاثة والتحمل النفسي متغيراً وسيطاً يحول دون حدوث التأثيرات السلبية المتوقعة التي يحدثها الأمن النفسي عن الصحة النفسية وأن الصحة النفسية وظيفة للتحمل والأمن النفسيان ودالة لهما (سمين ، 1997 ، ص402) .
وفي دراسة الزبيدي والهزاع (1997) التي إستهدفت بناء مقياس لقياس الصحة النفسية ومعرفة دلالة الفروق بين الذكور والأناث لمقياس الصحة النفسية لعينة من طلبة الجامعة ، وطبق عليهم مقياس الصحة النفسية المعد من قبل الباحثان . وبعد تحليل البيانات أحصائياً بإستخدام معامل الأرتباط والوسط الحسابي والأختبار التائي لعينتين مستقلتين ، أظهرت النتائج بأن طلبة الجامعة يعانون من ضغوط نفسية التي تشكل لهم أزمات نفسية ، ولا يوجد فروق بالصحة النفسية لدى كل من الذكور والأناث (الزبيدي والهزاع ، 1997 ، ص112) .

وأجرى الزبيدي (2000) دراسة إستهدفت معرفة الضغوط النفسية وعلاقتها بالرضا المهني والصحة النفسية لدى أعضاء الهيئة التدريسية ، وقد طبق الباحث ثلاثة مقاييس لكل من الضغوط النفسية والرضا المهني والصحة النفسية على عينة من أساتذة الجامعة . وبعد تحليل البيانات أحصائياً بإستخدام أرتباط بيرسون والاختبار التائي وتحليل التباين الثنائي ، توصلت الدراسة الى أن عينة البحث من الذكور والاناث يعانون من ضغوط نفسية، والذكور أكثر معاناة من الأناث، وأن المتوسط الحسابي لدرجات الرضا المهني أقل من المتوسط الفرضي . أما المتوسط الحسابي لمقياس الصحة النفسية أعلى من المتوسط الفرضي وأن عضو هيئة التدريس يتمتع بالصحة النفسية (الزبيدي، 2000، ص1-10).

ثانياً. دراسات عن الذكاء الأنفعالي :
قام ديولز وهكز (Dulewicz & Higgs , 1998) بدراسة إستهدفت التعرف على مساهمة الذكاء الأنفعالي بأداء العمل والتقدم الوظيفي ، إستمرت هذه الدراسة لمدة (7) سنوات لمعرفة التقدم الوظيفي لـ (58) مديراً عاماً في أيرلندا وتم تقييم ثلاثة نطاقات للقابليات هي المعارف الأنفعالية والجدارة الفكرية والقدرة الإدارية . وبتطبيق أدوات القياس لهذه المجالات الثلاثة . توصلت الدراسة الى أن مقياس الذكاء الأنفعالي يشكل (36%) من مجال التقدم الوظيفي و(27%) مقياس الجدارة افكرية و(16%) مقياس القدرة الأدارية ، وهذا يعني أن الذكاء الأنفعالي يساهم بنسبة أعلى من غيره فيما يتعلق بالتقدم الوظيفي (Dulewicz & Higgs, 1998,P. 217)
وفي دراسة العكايشي (2003) التي إستهدفت التعرف على التوافق في البيئة الجامعية والذكاء الأنفعالي وقلق المستقبل لدى طلبة الجامعة . ولتحقيق أهداف الدراسة طبقت الباحثة ثلاثة مقاييس لمتغيرات البحث على عينة مؤلفة من (400) طالب وطالبة جامعية. وبعد تحليل البيانات ومعالجتها أحصائياً بإستخدام الاختبار التائي ومعامل الأرتباط المتعدد وتحليل التباين الثلاثي وأختبار توكي، توصلت الدراسة الى أن طلبة الجامعة يعانون من قلق المستقبل ويتمتعون بالتوافق والذكاء الأنفعالي ، وتوجد علاق دالة أرتباطياً بين متغيرات البحث الثلاثة .
في ضوء ما تقدم تناول البحث مناقشة الدراسات السابقة من جانبين :
l الجانب الأول :
1. برزت الدراسات السابقة بصورة واضحة دور كل من الصحة النفسية والذكاء الانفعالي وإدراك العوامل المختلفة التي ربما تكون نفسية أو أجتماعية أو أقتصادية أو صحية والتي تسهم في الصحة النفسية والذكاء الأنفعالي .

2. كشفت الدراسات أن الصحة النفسية هي وظيفة للتحمل وأن الضغوط النفسية هي الأزمات التي تؤدي الى تدهور الصحة النفسية ، أما الذكاء الأنفعالي يبدأ من خلال وعي الفرد لأنفعالاته وأنفعالات الآخرين لكي يتمكن من تحديد النموذج للسلوك .
l الجانب الثاني :
يتصل هذا الجانب بالمستكمل والجديد من الدراسة الحالية مقارنة بالدراسات التي
سبقتها .


الفصل الثالث

&إجراءات البحث :
لتحقيق أهداف البحث فقد إتبعت الإجراءات الآتية :
أ. إختيار عينة مناسبة من مجتمع البحث .
ب. إعتمدت الباحثة مقياسين هما : الصحة النفسية الذي أعده كل من الزبيدي والهزاع (1997) ، والذكاء الأنفعالي الذي أعدّ من العكايشي (2003) .
جـ. إستخدام أساليب أحصائية مناسبة في تحليل نتائج بيانات هذا البحث .

أولاً. عينة البحث :
شملت عينة البحث على (100) طالبة من الأقسام التي تمثل كلية التربية للبنات / جامعة بغداد للمرحلتين الاولى والرابعة ، بواقع (50) طالبة من المرحلة الأولى للأقسام كافة ، و(50) طالبة من المرحلة الرابعة لأقسام الكلية المشمولة في البحث بالطريقة العشوائية ، والجدول (1) يوضح ذلك .
المصدر: ملتقى شذرات

الملفات المرفقة
نوع الملف: doc الصحة النفسية وعلاقتها بالذكاء الأنفعالي.doc‏ (265.5 كيلوبايت, المشاهدات 221)
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-20-2012, 05:52 PM
الصورة الرمزية احمد ادريس
احمد ادريس غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,366
افتراضي

بَاَرَكَ الله فيك وجَزَّاك خَيَّرَا
وإن شاءَ الله يسَتفَيد مَنّه الَجَّمِيع ولك شَكَرَي وتَقْدِيرِيّ
__________________
العبد ذو ضجر والرب ذو قدر والدهر ذو دول والرزق مقسوم
والخير أجمع فيما اختار خالقنا وفي اختيار سواه اللوم والشوم
عَنْ الْمَرْءِ لَا تَسْأَلْ وَسَلْ عَنْ قَرِينِهِ * * * فَكُلُّ قَرِينٍ بِالْمُقَارَنِ يَقْتَدِي
إذَا كُنْت فِي قَوْمٍ فَصَاحِبْ خِيَارَهُمْ * * * وَلَا تَصْحَبْ الْأَرْدَى فَتَرْدَى مَعَ الرَّدِي

http://a2.sphotos.ak.fbcdn.net/hphot..._6762576_n.jpg
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
مدى, الأنفعالي, التربية, الجامعيات, الشابات, الصيب, النفسية, بالذكاء, وعلاقتها, كلية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع الصحة النفسية وعلاقتها بالذكاء الأنفعالي لدى الشابات الجامعيات في كلية التربية للبنات
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ندوة عن الإسلام في كلية التربية بجامعة إكستريمادورا عبدالناصر محمود المسلمون حول العالم 0 03-19-2014 09:01 AM
الكفاءة الاجتماعية وعلاقتها ببعض المتغيرات النفسية لدى طالبات الجامعة Eng.Jordan بحوث و مراجع و دراسات تربوية واجتماعية 2 03-17-2014 03:06 PM
الضغوط النفسية وعلاقتها بالتوافق النفسي الإجتماعي والزواجي لدى السيدات المصابات بالسرطان Eng.Jordan بحوث ودراسات منوعة 0 02-27-2013 08:33 PM
الانتساب بكليات التربية للبنات الملحقة بالجامعات السعودية "واقعه، ومشكلاته، وسبل تطويره Eng.Jordan بحوث و مراجع و دراسات تربوية واجتماعية 0 11-15-2012 08:17 PM
دراسة تقيميه لمدى تطبيق معايير ncate في كلية التربية للبنات بجامعة الملك سعود Eng.Jordan بحوث و مراجع و دراسات تربوية واجتماعية 0 11-15-2012 07:41 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 12:05 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59