سبعة من سبعة

سبعة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



عندما يدخل ابناؤنا المدرسة كم نشعر بالفخر و الزهو كلما حصلوا على (ثلاثة من ثلاثة) كعلامة كاملة على امتحان من سطر أوسطرين...ثم في المرحلة الابتدائية تبرق عيوننا و تشرق وجوهنا كلما حصلوا على (عشرة من عشرة)...و مع بلوغهم السنة الأخيرة من المرحلة الثانوية تتعلق آمالنا بمعدلهم المئوي و كم سيكون قريبا من (المائة من مائة)
.
.
.
هكذا يكبر أبناؤنا و تكبر آمالنا معهم ولكن على آمالنا هذه أن لا تضيق عن استيعاب (السبعة من سبعة) و التي تعد من أهم اختبارات الحياة...والنجاح فيها هو النجاح... و مسيرتها تبدأ من أحضان الأمهات لتصل بأبنائنا الى ظل عرش رب السماوات...انني أتحدث عن السبعة الذين يظلهم الله في ظل عرشه يوم لا ظل الا ظله
.
.
.
من خلال سبعة مواقف أو أحوال يختبر الله عز و جل البشر فمن عرج على احداها و اجتازه بنجاح فقد فاز...و من مر بسبعتها و اجتازها كلها فيا سعادة والديه ان كانوا قد سعوا لذلك...وفي هذه الخاطرة أرغب في مشاركتكم بعض الأفكارالمصنفة بناء على الأحوال السبعة المذكورة في الحديث المشهور (سبعة يظلهم الله في ظل عرشه) والتي يمكن من خلالها تجهيز الطفل ليكون شابا و رجلا و اماما فائزا في الدارين باذن الله...

======
إمام عادل
======
جهزي ابنك ليكون عادلا في اي منصب يتولاه في المستقبل و ذلك بأن تمارسي أنت العدل بين أبنائك ولا تميزي أحدهم حتى ولو في خلوة بينك و بينه ..و ان شعرت بحاجة احدهم الى مزيد من العطف و الحنان فأعطيه ما يحتاج ثم على مرأى و مسمع منه أعط اخوته ما أخذ... و ان استحق جزاء مميزا لعمل مميز قام به فلابد أن يكون واضحا له و لاخوته سبب استحقاقه لهذا الجزاء.

احذري ما تقوم به بعض الأمهات من اسكات ابنها كثير (الزن) باعطائه مستحقات ابنها الصغير الذي لم يتحدث بعد أو ابنها الطيب الراضي على اية حال

تحدثي مع ابنك عن قصص الأئمة العادلين و كيف سادوا بعدلهم و قصص الحكام الظالمين و كيف بادوا بظلمهم

طبقي العدل أثناء لعبك مع أطفالك و اتيحي الفرصة لهم كي يتولوا دور الحكم في بعض الالعاب التي تحتاج الى تحكيم و أشرفي على تطبيقهم للعدل و وجهيهم


=============
شاب نشأ في طاعة الله
=============
يتزامن مع بداية الدخول في مرحلة الشباب الرغبة في الانجاز و الاستقلالية و الشعور بالتطور وتجاوز مرحلة الطفولة ... هذه العوامل هي التي تدفع بكثير من الشباب الى التدخين أو هجران الأهل أو الانضمام الى شلل الفساد..و بالمقابل هي نفس العوامل التي يمكن استغلالها للتشجيع على الطاعة و ذلك بما يلي

ابرزي لأبنائك حبك للعبادة و استمتاعك بها و بأنها من أولوياتك في برنامجك اليومي حتى في العطل و الاجازات و الرحلات

أخبريهم بأن هناك مساحات من العبادة هم غير مطالبين بها حتى يشبّوا... فكلما شاهدوك تصلين السنن و تصومين التطوع و تختمين القرآن أخبريهم بأنهم غير مطالبين بهذا الا عندما يكبروا...وأنهم باستزادتهم من العبادة انما يرفعون من منزلتهم عند الله فالجنة درجات و على المسلم أن يسعى الى الوصول الى أعلى الدرجات

شجعي ابنك على التطوع و المشاركة في العمل الخيري من خلال المؤسسات و الهيئات التي توظف أبناء جيله

===============
رجل قلبه معلق في المساجد
===============

أثبتت الدراسات الحديثة أن الطفل يربط بين التجارب التي يمر بها و الأزمنه و الأمكنة التي تحدث فيها ..فان كانت تجارب سعيدة نشأت عنده مشاعر ايجابية تجاه الزمان و المكان و العكس بالعكس...فاجعلي تجربة زيارة المسجد لابنك من أسعد التجارب و أمتعها

عرفي ابنائك بمساجد المسلمين التي تشد اليها الرحال (الحرام.النبوي.الأقصى) و شاهدي معه مقاطع و أناشيد عنها بل و عرفيه بقصص مرتبطه بها و بواقع حالها

على الطفل أن يعلم أن المساجد بيوت الله و أن الله يكرم المصلين فيها بالثواب الكبير و باستجابة الدعاء

من الأنشطة المحببة جدا للأطفال المبيت مع أصدقائهم...فكم جميل لو استطعت ترتيب ليلة اعتكاف في المسجدلأطفالك ما فوق السابعة مع برنامج ديني و ثقافي ممتع

شجعي أولادك على التبرع لبناء المساجد و اشرحي لهم ثواب هذا العمل

على من يعيش في الغرب حيث غالبا ما تكون المساجد صغيرة أو لا تحمل الطابع الاسلامي في بنيتها أن يتيحوا الفرصة لأبنائهم لمشاهدة فن العمارة الاسلاميه المتمثلة في المساجد الكبيرة الموجودة في البلدان التي يذهبون اليها لقضاء الاجازات



==========================
رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه
==========================
ساهمي في اختيار أبنائك لأصدقائهم الصالحين و إن تعذر وجودهم في المدرسة فليكن هذا من خلال أصدقاء العائلة ممن لديهم أطفال بعمر أطفالك و عرفيهم بمعنى الأخوة في الله و أجرها العظيم

رتبي بعض اللقاءات التي يمكن لأبنائك ان يقوموا ببعض العبادات بمشاركة أصدقائهم

علمي أطفالك صفات رفيق السوء و الحذر منه

علميهم وجوب النصيحة و آدابها

شجعيهم على العطاء ليذوقوا حلاوته التي تفوق الأخذ

و كوني قدوتهم في رجاء قضاء الحوائج و تحقيق المصالح من الله وحده

===============================
رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله
==============================

ذكري أبنائك بمراقبة الله كلما اختلوا بانفسهم أو ذهبوا بمفردهم الى مكان ما

كثيرا ما يأتي الأطفال شاكين باكين لوالديهم و كل واحد منهم يدعي انه صاحب الحق و ان أخاه هو من اعتدى عليه فيحتار الاهل على من الحق و كثيرا ما تنتهي مثل هذه المواقف بمعاقبة الطفلين معا ..و أنا أقترح هنا ان نؤكد للطفلين أننا لم نكن معهما عند حدوث المشكلة و لكن الله كان معهما و يعلم تماما من المخطئ منهما

اذا عبث أحد الأطفال بأغراض أخيه الخاصة في غيابه فوضحي له أن هذا خطأ لأن الله يراه حتى وان لم يكن صاحب الأغراض يراه

استغلي صيام رمضان في تعزيز مفهوم مراقبة الله عزوجل

==================================
رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه
==================================

عندما نبدأ بتعويد ابنائنا على الصلاة و الصوم فكثيرا ما نكافئهم بمكافئات مادية و التي يجب ان تقترن بالتذكير أن المكافأة الأكبر هي جزاء الله و ثوابه في الدنيا و الآخرة
تصدقي أمامهم بمبلغ تخفينه في ظرف و بطبيعتهم الطفولية سيسألونك عن المبلغ و هنا اشرحي لهم مفهوم الاخلاص و الحذر من الرياء و انه لابد للعبد من عبادات سرية بينه و بين الله اضافة لما قد يعلمه الناس من العبادات


===================
رجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه
===================

و لا يكون هذا الا بحب الله عزوجل و لا يكون الحب إلا من خلال المعرفة ...

فعرفيهم بالله من خلال أسمائه و صفاته

واذكري لهم فضل البكاء من خشية الله عز و جل

اللهم اجعلنا ممن تظلهم بظل عرشك يوم لا ظل الا ظلك
***
دمتم بخير

المصدر: ملتقى شذرات