|
أخبار ومختارات أدبية اختياراتك تعكس ذوقك ومشاعرك ..شاركنا جمال اللغة والأدب والعربي والعالمي |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
لحظة الوداع .. الأخيرة !!
قصة القاتل . . . الذي أبكى الجموع !! إنه ليس مظلوماً . . ولا متّهماً بريئاً . . حقّاً . . إنه القاتل .. الذي قتل نفساً بريئة تسبح الله !! شاب في مقتبل العمر . . وزهرة الشباب . . لم يطرّ شاربه بعد . . في لحظة .. كان الشيطان فيها هو البطل . . نعم البطل .. لكنه البطل الخاسر !! يمدّ يده ليُردي صديق عمره . ورفيق دربه قتيلاً .. يتضرّج بين فورة دمه القاني !! وفي دارالملاحظة !! يتغيّر ذلك القاتل الكاسر . . إلى قاتل وديع !! وكيف الدمعة . . .! دافئ العبرة . . أرهقته الذكريات . . !! ترك جدرانه الأربعة . . ليسجن نفسه بين جدران مسجد ( الدار ) !! يقرأ القرآن . . ويقوم الليل . . ويصوم النهار كأفضل ما يكون من صيام !! أحبّه في الدار .. كل مافيها . . وكل من فيها !! مدير الدار . . العاملون فيها . . حتى جدرانها ودرجها وأدراجها !! كان زهرة الدار التي تعبق النرجس والعبير . . فيفوح بين ارجائها الأنس والحبور والسرور . . بسمته الآسرة الدافئة . . لم تكن تتوارى عن أيّ أحدٍ يلقاه بين أروقة الدار !! نحيبه نشيجه . . همسات ليله ومناجاته . . تدقّ سكون الليل ليفتح أبوابه . . تراتيل الآيات . . ينساب في هدوء . . ليلفّ الدار بستار من أمن واطمئنان . . !! جلس إليه الكبير . . يؤانسه !! وقفت عليه أمه تناغيه : يا بني . . !! فما تكاد تتناغم هذه الحروف حتى تغرقها الدموع . . !! أبوه . . اخوه . . أصدقاء عمره !! كلهم . . أحبوه وهو بين جدران تلك الدار !! في ليلة التنفيذ . . . يعيش آخر لحظاته . . وآخر أنفاسه .. لكنها كانت أنفاساً تحيا بروح من الله !! وتتعطّر بعبير القرآن . . رفض مدير الدار أن يوصل إليه الخبر . . وبكى بحرقة . . !! حتى إذا أصبح الصباح . . وفجّ النور . . وأشرقت السماء . . تهادت الطيور . . تحوم حول كوّة في الدار . . وكأنها تودّع . . تغريداً كان يوما يطربها . . !! دخل عليه مدير الدار .. فوجده . . في مكانه وسجنه . . بل جنته التي اختارها في الدنيا . . وجده بين جدران مسجد الدار يرتل في يقين . . " . . لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون " !! وقف المدير يغالب دمعته . . يدافع عبرته . . يستعيد بقية أنفاسه . . ليخبره خبر الوداع الأخير . . في هذه اللحظة ينتبه إليه القاتل . . نعم . . هل هناك خبر جديد ؟! يتلعثم . . يتردد .. تتحدّر على وجنتيه دمعة حارة . . يعتنقه . . وهو يردد بصوت غائر . . نعم قد حان اليوم الوداع !! وفي موكب مهيب . . يساق القاتل بين الجموع . . ليقبع بينهم . . ينتظر حدّ السيف !! كل الجموع . . حضرت لتبكي . . !! حضرت لتشهد مصرع ذلك القاتل الشامخ . . !! وتختلط حروف البيان بأصوات الدعوات والنشيج . . !! ( أقدم المدعو . .. ) ومن بعيد .. يأتي ذلك الشيخ الكبير يشق الجموع . . ليقف أمام والد القتيل . . يتوقف البيان . . وتعود الحياة تنبض بالأمل .. !! يخرج من جيبه دفتر ( الشيكات ) وبين أوراقه ورقة بمليون ريال !! يطرحها بين يدي والد القتيل . . !! ليعتق رقبة . . رقبة انثنت من طول ركوعها وسجودها . . فيرفض والد القتيل المساومة . . !! فينطفئ الأمل !! ويعود البيان يردده رجع الصدى في تلك الساحة . . يعود الشيخ الكبير مرة أخرى . . ويخرج الدفتر ذاته من جيبه . . لكن هذه المرة من غير أرقام . .!! ليعطيه والد القتيل ليكتب عليه الرقم الذي يريد !! يتوقف البيان . . وينبض الأمل . . !! وتلتف الجموع حول هذا الوالد . . !! تقبّل رأسه . . تذرف دموعها . . تستجديه !! أن يعتق الرقبة . .!! فتتأبّى عليه نفسه !! ليقع حدّ السيف على رقبة القاتل . . !! فيخرّ القاتل . . يتهادى كما تتهادى الزهرة في يوم عاصف !! ويتوشّح الدم القاني رداء يودّع به كل الجموع التي حضرت لتشهد لحظة الوداع الأخيرة !! مما راق لي المصدر: ملتقى شذرات |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
لحظة, الأخيرة, الوداع |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع لحظة الوداع .. الأخيرة !! | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
النسور... حجة الوداع بقلم// كاظم عايش | ابو الطيب | مقالات أردنية | 1 | 11-12-2013 04:56 PM |
تباريح الشوق وألم الوداع | Eng.Jordan | أخبار ومختارات أدبية | 0 | 06-13-2013 09:27 AM |
لحظة شرود | جاسم داود | أخبار ومختارات أدبية | 0 | 12-18-2012 03:28 AM |
لحظة | تمام | نثار الحرف | 7 | 06-18-2012 11:22 AM |
جثمان البابا شنودة يوضع على كرسي البابوية لإلقاء نظرة الوداع عليه | Eng.Jordan | أخبار عربية وعالمية | 0 | 03-19-2012 12:56 PM |