#1  
قديم 03-25-2012, 11:10 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي أمراض القلوب بين التحليل النفسى والتنميه البشريه والمنظور الإسلامى


رسالة حب .. من القلب إلى القلب ..

على ..

" بريد القلوب "

.. لعلاج

" أمراض القلوب "

بين التحليل النفسى والتنميه البشريه والمنظور الإسلامى .

***********

الشخصيه السيكوباتيه .
النفس الأماره بالسوء ..
الشخصيه الهدامه .......



إعداد /
أحمد الكردى ....

أولا :- الشخصيه السيكوباتيه فى التحليل النفسى .

المقدمه .

حالة السيكوباتية أو الشخصية السيكوباتية هي مشكلة اجتماعية صحية قانونية تؤثر تأثيرا سلبيا على المجتمع... ان الحالة السيكوباتية هي باختصار شديد جدا نوعية من الأفراد يتصفون بسلوك غير سوى يظهر عليهم من صغرهم فالسيكوباتي هو شخص منعدم الضمير تماما، يمكنه أن يضحي بوالدته لو لاحت له مصلحة خاصة وراء ذلك..

تتصف بعدم القدرة على التوافق مع ضوابط وأنظمة المجتمع، وعدم التخطيط المستقبلي والفجائي في التصرفات، كما أنها عنيفة، مخادعة، غير مسؤولة وتتصف بعدم التعلم من الخبرات السابقة أو الندم على الأخطاء.

ومن هذه الشخصية يكون المجرمون في العادة الذين تخلو قلوبهم من الرحمة. كما أن بعضهم إذا كان ذكياً قد يتلبس مسوح أهل الصلاح أو أي صفة مثالية في ذلك المجتمع من أجل بلوغ أهدافه الشريرة.

هذه الشخصية قد تتطرف إذا كان سلوك التطرف سيشبع حاجته الإجرامية من سرقة أو نهب أو قتل. ويتشكل التطرف عندها بحسب درجة الذكاء لدى ذلك الفرد. إلا أن ما يميز هذا الفرد عن الفرد الذي طرأ عليه التطرف، أن السيكوباتي مضطرب السلوك منذ صغره وليس فقط فكراً طارئ.

والشخصية السيكوباتية هي شخصية مركبة من عنصرين أساسيين وهم حب السيطرة والعدوانية. وتلك العناصر لا توجد كحالة غير سوية عادية ولكنها توجد بشدة في السيكوباتي ، فحب السيطرة يصل الى مرض السيطرة والعدوانية تصل الى درجة كبيرة يؤذي فيها السيكوباتي أسرته وجيرانه .

وترجع خطورة السيكوباتية الى أن السيكوباتي هو أستاذ في الكذب،وممثل بارع وفنان في اختلاق المبررات التي يغطي بها أفعاله ويبدو أمام السذج من الناس أنه رجل فاضل.

فالسيكوباتي قد يسرق دون أن يكون محتاجا للنقود ولكن لمجرد إيذاء الآخرين وقد يخدع فتاة ويستدرجها حتى يعتدي عليها جنسيا، ثم يختفي تماما وهو هنا لا يعتدي على الفتاة بغرض المتعة الجنسية ، ولكن تكمن متعته في الأضرار بالفتاة وتحطيم مستقبلها.

منذ عدة سنوات حدثت واقعة بشعة عن ذئب بشري اختطف طفلة عمرها ثلاث سنوات واعتدي عليها جنسيا خمس عشرة مرة ، وقد شخص هذه الحالة بالسيكوباتية الدكتور يسري عبد المحسن أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة وحكمت المحكمة على هذا السفاح بالإعدام وأعدم فعلا منذ حوالي ثلاث سنوات

وفيما يبدو أن هناك تداخلا بين حالة السيكوباتية و حالة السادية ، ويشير الى ذلك الشعور بالرضاء والنصر في كل مرة ينفذ فيها المصاب جريمته، وربما كانت حالة السادية نفسها جزء أو عنصر من العناصر في الشخصية المركبة للسيكوباتية، ومع ذلك يبقى هناك صفة مستقلة تفرق بين الحالات البحتة للسيكوباتية والحالات البحتة للسادية، وذلك أنه في حالة السادية البحتة يمارس المصاب عدوانيته على الضحايا في نفس البيئة التي يعيش فيها ، أما في حالات السيكوباتية فانه لا يكتفي بالبيئة التي يعيش فيها ولكنه ممكن أن يخسر كثيرا من الجهد والمال في سبيل اختلاق الموقف أو الظروف التي تمكنه من الضحية لبلاد بعيدة لو لزم الأمر.

أما عن وجود سيكوباتيين في المجتمع وفي الوظائف العامة يقول الاختصاصيون "يمكن أن يكون هناك موظف سيكوباتي أو مسؤول سيكوباتي يضرب بالقوانين عرض الحائط وهو شخص مخالف ومضاد للمجتمع وشاذ عنه في سلوكه الاجتماعي و يشعر بنوع من التلذذ في حال ارتكابه جرما أو سلوكا مناهضا للمجتمع.

ويصف عدد من الاختصاصين الحال النفسية للسيكوباتي بأنها تعني الفوضى والمشكلات في حال كانت أمور السيكوباتي مستقرة فيشعر بأن هذا الوضع خاطئ وغير طبيعي، كما تعد هذه الشخصية أسوأ الشخصيات على الإطلاق وهي أخطر الشخصيات على المجتمع والناس، كما لا يهمها إلا نفسها وملذاتها فقط، بعضهم ينتهي بهم الأمر إلى داخل السجون والزنازين وبعضهم يصل أحياناً إلى أدوار قيادية في المجتمع نظراً لأنانيتهم المفرطة وطموحهم المحطم لكل القيم والعقبات والتقاليد وهم يستخدمون صداقاتهم بغية الوصول إلى ما يريدون.

هذا الشخص السيكوباتي تضعف عنده وظيفة الضمير وهذا يعني انه لا يحمل كثيرا في داخل مكونات نفسه من الدين أو الضمير أو الأخلاق أو العرف، وهو في ميل دائم نحو الغرائز ونحو تحقيق ما تصبو إليه النفس دون شعور بالذنب أو التأنيب الذي يشعر به أية إنسان في حال وقع في منطقة الخطأ. صاحب هذه الشخصية كما يقول الدكتور الصالح عذب الكلام يعطى وعوداً كثيراً, دون أن يفي بأي شيء منها. عند مقابلته ربما تنبهر بلطفه وقدرته على استيعاب من أمامه وبمرونته في التعامل وشهامته الظاهرية ووعوده البراقة, ولكن حين تتعامل معه لفترة كافية أو تسأل أحد المقربين منه عن تاريخه تجد حياته شديدة الاضطراب ومليئة بتجارب الفشل والتخبط والأفعال غير الأخلاقية .

و السيكوباتى شخص مشعل للحرائق فالنار تشكل عندهم رمزية غريبة للدمار ومضادة للمجتمع…يشعلون الحرائق دون تعليلات منطقية.

أنها مشكلة .. والمشكلة تكون أعظم وافدح إذا كان قدرنا إن نعيش معهم ولا نستطيع الابتعاد عنهم..فان يكون الابن سيكوباتي..ماذا يفعل إذن أبوه وأمه البائسين..؟ ماذا تفعل لو كان رئيسك في العمل سيكوباتي..؟ هل تطالب بتغييره وتكشف وجهه الحقيقي القبيح أم تترك له العمل وتبحث عن عمل آخر؟




السيكوباتية لغة وإصطلاحاً : -

تتكون كلمة سيكوباتي من مقطعين هما سيكو psysho ومعناها نفس وكلمة path ومعناها شخص مصاب بداء معين .

وتشير إلى انحراف الفرد عن السلوك السوي والانحراف في السلوك المضاد للمجتمع والخارج على قيمه ومعاييره ومثله العليا وقواعده . وتعرف أيضاً بأنه المريض النفسي أو العليل , أو اعتلال نفسي أو اضطراب عقلي يتسم بالنشاط المعادي للمجتمع .

وتعريف الشخصية السيكوباتية : -

بأنها الشخصية المعتلة نفسياً أي المريضة نفسياً وتتسم بعدم النضج الانفعالي لنشأتها في بيوت باردة انفعالياً أو لضعف بناء الشخصية , بسبب التدليل المفرط بحيث لايتعلم الفرد من طفولته قمع رغباته فيثبت عند مستوى طفلي من التمركز حول الذات أو لعدم توفر الأنماط الإجتماعية المقبولة .
وهى الشخصية الأنانية المخادعة التي تبحث عن المتعة واللذة والمنفعة على حساب الآخرين وهو عبد لأهوائه ورغباته ونزواته .. يخون اقرب الناس إليه ويضحى بأعز إنسان عنده في سبيل مصلحته .

كما إن شخصية السيكوباتيين شخصية مرضية (باثالوجي) أي يمكن تصنيفها على أنها شخصية مرضية مصابة بمرض نفسي وهو الإجرام . وأن ثمة أنواعا للشخصية السيكوباتية فمنهم منخفض الذكاء ومنهم شديد الذكاء وهو الذي يستطيع أن يناور ويتحايل على القوانين وقد يكون خبيثا متمردا.

ويرى ادلر أن العدوانية والسيطرة دائما ما يكونا متلازمين ، فالشخص العدواني يتصف بحب السيطرة ، والشخص الذي تسيطر عليه حب السيطرة يكون عدوانيا ، وهنا يبرز تساؤل هام عن ما هو ميكانيزم الارتباط بين العدوانية وحب السيطرة ، هل العدوانية في الإنسان هي التي تدفعه لحب السيطرة أو العكس، حب السيطرة هو الذي يولد العدوانية، ان كلا من الاحتمالين جائز والاحتمالان معا جائز أيضا ألا أنه من السهل استنتاج أن الشخص المريض يحب السيطرة ويستخدم العدوانية كتكتيك للسيطرة.

وتشكل حالات السيكوباتية فئة من فئات الجناح ولكنها من أكثر الفئات تنوعاً واختلافاً , حيث وصفها العالم الفرنسي "" بنبل "" بأنها البشريه الإسلامى frown.gif جنون دون تشوش "" وتمثل هذه الحالة مجموعة من المرض لايفهم عليهم أي اضطراب في قدراتهم الفعلية ولكن سلوكهم يصل في سوء توافقه إلى مايصل إليه سلوك كثير من الأشخاص المضطربين عقلياً , هؤلاء المرضى ليسوا بالذهانيين ولاهم عصابيون حقاً , كما أنهم ليسوا من نوع مرض الاستجابات النفسجسمية على الإطلاق , وهم يتصفون بخصلة واحدة مشتركة فيما بينهم هي أنه يبدو عليهم اختلال الخلق , أي أنه يصدر عنهم من السلوك مايمثل خرقاً للقانون الخلقي السائد في المجتمع .

وقد وضع العالم ( كلسكي ) ست عشر خاصية اعتبرها أهم السمات للشخصية السيكوباتية .

- ذكاء متوسط أو مرتفع مع جاذبية مصطنعة .
- غياب الهذاءات والعلامات الأخرى الدالة على التفكير اللاعقلاني .
- غياب القلق العصابي أو المظاهر العصبية الأخرى .
- عدم الثبات .
- عدم الصدق عدم الإخلاص .
- غياب الضمير والخجل .
- سلوك مضاد للمجتمع .
- قدرة ضعيفة على الحكم وشك في التعلم من الخبرة .
- تمركز مرضي حول الذات وعجز الحب .
- انخفاض عام في معظم الاستجابات الوجدانية الرئيسية .
- فقر الاستبصار .
- انخفاض الاستجابة لعلاقات الشخصية العامة .
- سلوك نرجسي مع الانغماس في الشراب وأحياناً بدونه .
- غياب محاولات الإنتحار الجادة .
- حياة جنسية غير تقليدية وغير مضبوطة أو قابلة للتحكم .
- الفشل في اتباع أي خطة لحياته .

هذا بالإضافة إلى أن السيكوباتيين يجيدون التعبير اللفظي عن الانفعال الملائم لموقف معين , لكنه لايكون حقيقياً أو أنهم يعبرون عما لايشعرون به كما أنهم يستخدمون كل التعبيرات الممكنة للإعتذار عن سلوك معين , ولكنه يكون اعتذاراً زائفاً .

ربما يولد الشخص عاديا طبيعيا وما أن يتعرض لحادث ما حتي ينقلب إلى سيكوباتيا، كأن يتعرض للاغتصاب مثلا أو ربما يتعرض في صغره للضرب والتعذيب من زوجة أبيه حتى يستقر اسمها في ذهنه ، كأن يكون اسمها مثلا عدلات أو فتكات فيظل الاسم عالقا في ذهنه لا ينساه ليس إعجابا به وإنما كي ينتقم لنفسه من كل من ساءها الحظ أن يكون اسمها على اسم زوجة أبيه، وربما يتعرض الإنسان في حياته لحادث أرداه قعيدا فلما قام كانت الإعاقة في الحركة ملازمة له فهو بذلك يكره كل صحيح معافى ويتمنى لو كان مثله. لذا تسعى (أوان) إلى طرح قضايا اجتماعية ظلت حبيسة الأدراج لدى العلماء والمختصين دون أن تأخذ حظها من البحث والنقاش.


الطفل السيكوباتى .

شخصية الطفل يكون جزء منها موروث والجزء الاخر مكتسب . والمشاكل المتعلقه بسلوك الطفل وتصرفاته تعتبر نتاجا طبيعيا لتشابك عدة عناصر في مقدمتها ، تطور شخصية الطفل من ناحيه والشخصيات المحيطة به . اذا فالتربيه تلعب دورا اساسيا في بناء شخصية وسلوك الطفل .

ولكن من المعروف أن لكل طفل سلوك وتصرفات وعادات خاصة به ومرتبطه بفترة الطفوله ويجب على كل مربي ادراك طبيعة الاختلافات الكبيره في شخصيات الاطفال حتى يتسنى له تفهم المشاكل السلوكيه.

فتجد هذا الطفل سريع الانفعال، يجادل كثيراً والديه أو الأكبر منه سناً، يتحدى ويرفض الانصياع لرغبات أو أوامر ذويه. كما أنه يقوم بمضايقة أهله باستمرار، ويظهر غضبه وامتعاضه منهم. ويتصف بالحساسية الزائدة، ويتضايق سريعاً، ويلجأ إلى لوم الآخرين أو تحميلهم مسؤولية أخطائه، ويظهر روحاً انتقامية تجاه من يرى أنهم يتسببون في مضايقته.

حوإلى 15 % ممن هم في مرحلة الطفوله والمراهقة يعاني من مثل هذا النوع من الاضطراب السلوكي، وغالبيتهم يذكر آباؤهم أنهم كانوا ممن يصعب التعامل معهم في طفولتهم، لعنادهم وعدم الاستجابة لهم.

والطفل السيكوباتى تجده يسرق منذ طفولته ويكذب ويهرب من البيت ويهرب من المدرسة ويؤذي أخوته الصغار ويتطاول على أبيه ويشتم أمه أو يضربها..

كل هذه المواهب تظهر عليه وهو بعد العاشرة من عمره بقليل..وقد يكون ذكياً ولهذا فهو ينجح في إخفاء وجهه القبيح الشرير ويرتدي قناع الطهر والبراءة والصدق والأمانة والشرف وبذلك ينجح في خداع الناس ويسمى حنيئذ السيكوباتي المبدع..

ومنذ عدة سنوات كان هناك طفل في إحدى القرى لدية هواية غريبة جدا فهو في بعض الأيام يستيقظ فجرا بينما معظم أهل القرية نيام ويتوجه الى برج حمام فيمسك بواحدة يخنقها حتى الموت ويلقيها على الأرض ويمسك واحدة غيرها يفعل بها نفس الشيء ويكرر فعلته عدة مرات ثم يعود بعد عدة أيام لنفس الشيء..

إن شخصية الطفل السيكوباتي قد تكون نابعة من الأسرة التي تقوم باستمرار بتوبيخ أبنائها و أطفالها نفسيا وضربهم باستمرار أو تقييدهم وحبسهم كما يؤكد ذلك أساتذة علم النفس و الاجتماع، أي أن الطفل يتعرض للتوبيخ سواء كان سلوكه صحيحا أو خاطئا دون أن يكون هناك معيار معين لهذه الأسرة حول كيفية السلوك الحسن.

هذا النوع من الاضطراب يأخذ شكل سلوك خطير ومكرر و عدائي موجه ضد الآخرين أو ممتلكاتهم، أو ضد الحيوان، مصاحباً بالغش والخداع، وانتهاك خطير لقوانين الأسرة.

هؤلاء الأطفال لديهم أشكال في فهم الآخرين، وهم يتوقعون سوء النية والقصد. لذلك يستجيبون بروح عدائية انتقامية وبتهور وبدون رحمة.

هذه أمثلة من السلوك عند الأطفال :

* عدوان موجه ضد الإنسان والحيوان يتصف بالتهديد والإرعاب، وافتعال المعارك، والسرقة بإكراه، والقسوة والأذى الجسيم.
* تدمير ممتلكات الغير بالحريق أو التحطيم المتعمد.
* الغش والخداع والكذب بقصد السرقة واستحواذ ما للغير بأساليب خادعة.
* انتهاك خطير للقوانين وقواعد السلوك. مثلاً التأخر أو المبيت خارج المنزل. أو الهروب من المنزل. أو التسيب الدراسي.

* ممارسات لا تليق بأعمارهم، كاستعمال المسكرات والعقاقير الضارة بالعقل، أو ممارسات جنسية غير منضبطة. هؤلاء الصبية كثيراً ما يهددون بالانتحار، وقد ينجحون في ذلك أو تؤدي المحاولة إلى أذى جسيم.

تجد هذه الحالة أكثر بين الذكور عن الإناث , و منهم يكذبن ويهربن من المنزل وينخرطن في علاقات جنسية قد تصل لمستوي الدعارة السافرة.

الحقيقة يوجد تشابه كبير بين هؤلاء الذين يتصفون باضطراب العناد والتحدي وهؤلاء الذين يتصفون بالسلوك المضطرب. فكلا الحالتين تشتركان في ظاهرة التحدي و التمرد ضد السلطة، والعصيان، والمشاكل الدراسية، مع الانفعالية ومضايقة الآخرين. الاختلاف هو أن الفئة الثانية أكثر وأعمق اضطراباً من حيث القسوة والأذى للإنسان والحيوان وتدمير الممتلكات والانتهاكات المتكررة للقانون التي ينتج عنها مساءلات وعقوبات قانونية.


- الزوج السيكوباتى

صاحب هذه الشخصية انتهازي عدواني متسلق , بلا ضمير , لا يتعلم من أخطائه , و لا يتألم لذنوبه , وقد يصل إلى أعلى المناصب مستخدما مهاراته في النفاق والرياء وإخفاء عيوبه وفساد طباعه وأخلاقه , وبالمكر والخديعة يستطيع أن يزحف تحت جلود البشر ويمتلك إعجابهم ويأسر قلوبهم , وكثيرا ما ينجح في الزواج بامرأة ويسلبها مالها ثم يتزوج بثانية وثالثة .. وهكذا. بل قد يعود للزوجة الأولى بخدعة جديدة لينهب ما تبقى معها بمهاراته الشيطانية.

يكون سعيدا في النزاع والخلاف، وهو يشعر براحة عندما ينشغل في هجوم به وعيد وتهديد. ولا يشعر بوخز الضمير عندما يعاقب شريكة حياته. فهو يشعر بضعفها.

ولقد نادي الامام الغزالى بتطبيق نظام يفرض عمل اختبارات نفسية قبل الزواج بين العائلات لانتشار الشخصيات السيكوباتية التي لا تظهر شخصيتها مع بداية العلاقة أو فترة الخطوبة ، وينخدع فيه كل من حوله .

و عند الاختلاف معه يظهر عنفه أو خيانتة بعد الزواج ، وخاصة إذا تغير حاله وتحسن وضعه المالي فيبدأ الجبروت حتى لا يتذكر كل من حوله ماضيه .

صاحب الشخصية السيكوباتية (الإجرامية) لا يمكن أن تأمل الزوجه معه حياة أسرية هادئة، فطبيعة شخصيته الكذب والخداع وعدم الوفاء بالوعود ، كما أن ولاءه الوحيد لشهواته ، فالرجل "السيكوباتي" لا يتورّع عن السرقة أو النصب والاحتيال للحصول على مراده ، كما أنه يسخر ممن حوله للاستفادة منهم واستغلالهم وابتزازهم، وهو لا يتعلّم من أخطائه أبداً .

يتصف أيضاً صاحب هذه الشخصية بأن علاقاته النسائية متعدّدة، ولا تكتمل سعادته أثناء المعاشرة، إذا كان متزوجاً، إلا إذا اقترنت بالخيانة الزوجية، فهو يخون زوجته لمجرد الخيانة! فالخيانة لديه تمثّل المتعة في حدّ ذاتها، وقد تتعدد زيجاته دون تحمل أية مسؤولية تجاه زوجاته و تتعد أيضا أطفاله من كل زوجة دون تحمل أي مسؤولية لرعايتهم .

و فى بعض الأحوال بعد أن يتزوج السيكوباتي ويأخذ كل أموال زوجته يهجرها بأولادها (أولاده!) ويتزوج أخرى! .. وهكذا.. ولا مانع بعد ذلك لديه من العودة إلى الزوجة الأولى وتقبيل أقدامها وسؤالها الصفح وأنه لن يعود ثانية إلى ما فعل فتصدقه ولكن سرعان ما يعود لطبيعته دون وازع ولا رادع .

المرأه السيكوباتيه .

والمراة السيكوباتية أسوأ خلق الله جميعاً وتصرفاتها تتسم بالجرأة والوقاحة ، وقد ذكر بعض الباحثين جريمة “ التبلى على خلق الله ” وإدعاء أن أحدهم حاول إغتصابها ، وقد تغرى الرجال وتروادهم عن نفسها صراحة ثم توقع بهم وتفضحهم فى المجتمع دون حياء. المراة السيكوباتية من أخطر الشخصيات المنحرفة فهى بلاء مقيم وشيطان رجيم ومن ابتلى بها فقد ابتلى بعظيم .



السيكوباتيه والإنحراف السلوكى .

الإنحراف السلوكى هو ممارسة اي من انواع السلوك المخالف للسلوك المتوقع علي المستوي الفردي والمستوي الاجتماعي , والسيكوباتية تنتشر في المجتمعات المنحرفة بدرجة ملحوظة ، ويبدو أنه مع تقدم المدنية الحديثة وانتشار مظاهر الانحراف عن الخلق والابتعاد عن الدين، فان العديد من حالات السيكوباتية تبدأ في الظهور والانتشار مما يوجب دق جرس الانذار، لكي نلفت نظر علماء الاجتماع وعلم النفس والقانون قبل ان تنتشر السيكوباتية وتصل الى درجة وباء السيكوباتية أو هجوم السيكوباتية.

و من هذا المفهوم فالفرد الذي يمارس سلوك يخالف معتقداته ومبادئه وسلوكه الذي يتوقعه لنفسة يعتبر علي المستوي الشخصي منحرف سلوكيا وعلي سبيل المثال اذ وجد فرد متدين وملتزم بتعاليم الدين ومنهجه في كل سلوكه وقادر علي التحكم والسيطره علي سلوكه وفق لهذا المنهج فالمتوقع من سلوكه في المستقبل ان يطابق السلوك المنهجي الديني ,, فاذا مارس هذا الفرد سلوك مخالف لتعاليم الدين كالسرقة يكون انحرف بسلوكه عن السلوك المتوقع ,, واذا تكرر ممارسة السلوك المخالف للمتوقع يصبح منحرف سلوكيا وان فقد القدرة علي التحكم و السيطرة علي سلوكه تحول الي مرض سلوكى من وجهة نظر المجتمع اما بالنسبة للفرد نفسه فيظل منحرف سلوكيا .

وعلى المستوي الاجتماعي علي سبيل المثال اذا كان السلوك المتوقع لافراد المجتمع هو الامانه وظهر مريض سلوكي بمرض السرقة يكون المجتمع انحرف بالسلوك الاجتماعي عن المتوقع , وان تكررت حالات المرضي بالسرقة يكون المجتمع منحرف سلوكيا وان فقد المجتمع التحكم والسيطرة علي السلوك الفردى للمرضى اصبح مجتمع مريض سلوكيا ويلزم اعادة التخطيط لعلاج المرض السلوكي بتعديل او تبديل نظم الضبط الاجتماعي او تطويرها الا انه يجب الاقتناع التام بضرورة تطوير النظام الحالي علي التحكم والسيطرة والضبط لسلوك الافراد ويسمى هذا المرض الاجتماعي بالظواهر الاجتماعية المرفوضة او السلبية .

و الانحراف السلوكى هو ناتج عن تغير في المعتقدات والدوافع والاتجاهات الذاتية للفرد والتي تتكون نتيجة لتعرضة لاكتساب خبرات سلوكية قوية التأثير لقدرتها علي اشباع حاجاته ورغباته بيسر وسهولة وتحقيق اكبر قدر من المنفعة الشخصية او اكتساب خبرات سلوكية ضعيفة ومتكررة وناجحة مما يزيد من قوتها ,, وغالبا ما يتم نقل واكتساب هذه الخبرة السلوكية عن طريق المواقف التفاعلية مع المجتمع والخبرات المصاحبة لها وعن طريق التعلم الذاتي وعن طريق التعلم المباشر من الغير وعن طريق الرغبة في المحاكاة والتقليد والتجربة الشخصية وكلها طرق بعيدة كل البعد عن التخطيط الاجتماعي والمراقبة وغالبا لا يخطط ولا ينظم لها المجتمع الخبرات المضادة المانعة لاكتسابها .

والانحراف السلوكي هو بداية لمرض سلوكى علي المستوي الفردي والمرض السلوكي له خاصية العدوي وسرعة الانتشار ان لم تستخدم الوسائل المناسبة لعلاجه وغالبا ما يؤدي لضعف وتدمير المجتمع في حالة اهماله سواء عن قصد او جهل .. ولذا كلما عالج المجتمع الانحراف السلوكى منذ ظهوره في اول حالاته وتابع الوقاية والعلاج لباقي الافراد كلما احتفظ المجتمع بصحة بنائه ومكوناته الاساسية .

وبالطبع لا يمكن علاج المرض الا بعد اكتشافه ولا يمكن اكتشافه الا عن طريق فرض نظام رقابي اجتماعي دقيق قادر علي اكتشاف الانحراف السلوكى في جميع صوره او عن طريق ظهور الشكاوى الفردية والاجتماعية المتأثرة بالمرض والمتضررة به .

واكتشاف المرض ومتابعته وتوافر نظام العلاج المناسب له ووجود برنامج للتقويم السلوكي مع اصرار المجتمع علي القضاء علي الانحراف السلوكى هما اساس الصحه النفسية للمجتمع واساس نموه وازدهاره .

أنواع الإنحراف السيكوباتي


من المستحيل أن تعطي وصفاً دقيقاً محدداً جامعاً لأنواع الإنحراف السيكوباتي أو بالأصح للشخصيات السيكوباتية لأنه يدخل في هذه المجموعة كل هؤلاء الذين يظهر في سلوكهم نوع من الغرابة لدرجة لاتسمح لهم بالحياة والنجاح في المجتمع ولكنهم يكونون فيما عدا ذلك عاديين من جهة أجسامهم وعقولهم .

إن السيكوباتيين ليسوا أشخاص محدودي الذكاء لأن معظمهم عاديون من حيث الذكاء أو أعلى من المتوسط ولا ينقصهم في العادة إلا الذكاء الإجتماعي .

ولقد كانت هذه محاولات عدة لتقسيم أو تصنيف السيكوباتيين إلى أصناف مختلفة وسوف أذكر تصنيفين من هذه التصنيفات : -

1 - تصنيف ( ديفيد كلارك ) :

أ - الإنحراف السيكوباتي العدواني : -

وهؤلاء يتميزون بالهياج والعنف والقسوة وكثرة الشجار وفيهم أيضاَ مدمني الخمر والمخدرات وغير المستقرين وأصحاب الميول السادية والمجرمين المحترفين ( معتادو الإجرام ) الذين يكون لهم سجلات حافلة في الإجرام ويحترفون الإجرام مقابل أجور يتقاضونها من الناس .

ب - السيكوباتي غير المتوافق ( الناشز ) .

ويضم هذا النوع طائفة من الذين يرتكبون أنواعاً من الجنح الصغيرة والناشزين عن المجتمع الذين تكون عيوبهم مشكلة كبرى للمجتمع ولأسرهم وكذلك المتواكلين الذين يعيشون بالقوة عالة على أسرهم وأقاربهم .

2 - تصنيف ( بولز - لاندز ) :

أ - السيكوباتي الخارج : -

وهو الذي يظهر ضعفاً ظاهر في الخلق مع شعور بعدم الأمان داخل نفسه ويظهر ذلك في السلوك الغريب الذي يقوم به .

ب - السيكوباتي المتجول العاجز : -

وسمي بذلك لأنه لايملك المكوث في مكان واحد بل يبدي رغبة شديدة في التنقل لايمكن التحكم بها ولا يستطيع التغلب عليها ولا يكون لهذا التنقل سبب معقول ويسمى أيضاً بالسيكوباتي العاجز .

كما أن السيكوباتي المتقلب العاجز وهو كثير الشبه بالشخصية العاجزة وفق تصنيفات علماء النفس ولكنه يزيد عليها الأنانية المفرطة، فهو لا يستقر على عمل، وتتخلل أعماله المشاجرات والمشاحنات.

جـ - السيكوباتي المجرم ( العدواني عديم الشعور ) : -

وأمثال هؤلاء المرضى يحترفون أعمالاً عدوانية وأعمال عنف ضد أشخاص آخرين أو ضد جماعات دون القدرة على التحكم في اندفاعهم , وهم يدركون مايفعلون دون أن يتمكنوا من التحكم بسلوكهم المنحرف هذا .

وبعض هؤلاء من الممكن أن يكون قادراً على التحكم المؤقت في التعبير عن هذه المظاهر غير الاجتماعية وذلك لايكون إلا انتظار للفرصة وزوال الموانع وليعودوا للانتقام بطريقتهم الإجرامية المعروفة التي تشتمل الهجوم والتربص أو القتل أو الحرق للأملاك التي تخص الغير أو السرقة ويكون ذلك دون إحساس بالإثم أو الشعور بالذنب ويعد من الأشخاص الذين يستثارون بسهولة .

د - السيكوباتي المتعب المقلق : -

يتميزون هؤلاء المرضى بالاهتمام المفرط بالذات والكفاية الذاتية وهم متشوقون للعظمة وما يستتبع ذلك من المشاعر السيئة والسلوك المتعب وسرعة الغضب وأغلب هؤلاء مصابون بالبارانويا ( جنون العظمة ) ومن جملة صفات هؤلاء أنهم لايستطيعون أن يظهروا مايدل على فهم الآخرين وليس عندهم إدراك لمشاعر الآخرين أو رحمة بهم

و - السيكوباتي الانفجاري : -

وهذه الفئة تشبه السيكوباتي عديم الإحساس من المجرمين فيما عدا أن هذا النوع يربط انفجاره بحالات الغضب وقد يتجه سلوكه العدواني نحو نفسه فينتحر وهذا نادراً جداً .

ز - السيكوباتي المتشائم - الاكتئابي : -

المريض هنا لايقدر نفسه حق قدرها كما ينظر إلى المستقبل نظرة تشاؤم والمرح والتفاؤل بعيد عن هؤلاء لأنهم يشعرون بأن كل شيء في حياتهم اليومية يهددهم بالخطر لذلك نجدهم دائماً يفكرون في الانتحار بسبب كثرة المشكلات التي لايستطيعون حلها وبسبب كثرة همومهم .

ح - السيكوباتي المبدع : -

والنوع الذكي من هذه الشخصية يسمى بالسيكوباتى المبدع قد يصل إلى أعلى المناصب و النفوذ والثراء , بل والمكانة الأدبية والاجتماعية , كل ذلك بالحيلة والتمثيل والمكر والابتزاز.
وهو الذي يختلق من القصص الإبداعية والابتكارية ماتخرج عن حدود المعقول ويبدو أنهم لايفيدون من ذلك شيئاً سوى الارتياح والتنفيس عن بعض التوتر الداخلي وكأن المريض لديه الرغبة المستمرة في التفوق عن نفسه بهذا الإبداع الخيالي , ويبدو على قصص هؤلاء الكذب الواضح الأمر الذي يجعل منهم شخصية هامة محبوبة لدى بعضهم أو غير محبوبة لدى بعضهم الآخر . ولكن مدى تأليفهم وإنتاجهم لهذه الأكاذيب لايحده حد لأنه لايهمهم إذا كانت أكاذيبهم ستكشف أم لا .

ومن خطورة حالة السيكوباتي المبدع أن المصاب بها يكون لديه ذكاء الجريمة وفي كثير من الحالات يخدع محققي الشرطة والنيابة وفي جريمة حدثت بالقناطر الخيرية قتل فيها شاب والدته الحارسة من حرس سجن القناطر الخيرية وربما كان هذا الشاب مصابا بالسيكوباتية حيث ظل لفترة طويلة يتفنن في خداع الشرطة الى درجة اختلاف قصة وهمية عن سيارة مطفئة الأنوار كانت تقف أمام الجريمة التي نشرتها بالتفصيل مجلة أخبار الحوادث فقد اشترك في التحقيقات حوالي أربعين ضابطا من ضباط المباحث، وقد ظل الجاني يخدعهم شهورا قبل أن يتوصلوا اليه بصعوبة .




مناقشة حول طرق العلاج المختلفة : -

ان الطب يقف عاجزاً تماماً أمام هذه الشخصية..لا يستطيع إن يعطيه أي نصيحة ايجابية لمساعدة هذه الشخصية ولمساعدة غيره.. ومهما بذلنا من اجل هذه الشخصية فجهدنا كله ضائع لاامل في إصلاحه على الإطلاق.. وعبث إن نعطيه الثقة أو الأمان آملين في إصلاحه والعقاب لا يجدي ولا يفيد..فهو لا يرتدع..لا يتعلم من أخطائه وذلك لسبب بسيط إن وجدانه ميت ولهذا لا يوجعه ضميره.. فتاجر المخدرات سيكوباتي..بعض المدمنين سيكوباتيين .. مرتكب جريمة الاغتصاب سيكوباتي..القاتل إذا لم يكن مريضاً عقلياً فهو سيكوباتي وكذلك السارق والمرتشي والنصاب..
يذكر لنا الدكتور سعد جلال أن السجن فشل في علاج السيكوباتي كما فشلت في علاجه المراقبة الاجتماعية وكذلك فشل الإيداع في المستشفيات في تحقيق ذلك العلاج وأيضاً فشل كل من التحليل النفسي والعلاج النفسي , وكذلك ذكر أن ذلك لايمنع من العثور على مجرد متناثرات يصادفها القارئ عن نجاح البعض بطريقة أو بأخرى في علاج بعض الحالات , كما ذكر أن أصعب عقبة في سبيل علاج السيكوباتي ربما تكون في عدم تعاونه مع المعالج .

إلا أننا يمكننا رغم الخلاف على تشخيص حالته أن نصل إلى قدر محدود من وسائل العلاج التي لاتعد محل خلاف . ويمكن أن نوصي بها على الوجه الآتي :- ð ضرورة إيداع السيكوباتي في مؤسسات خاصة متخصصة ولا يجري علاجه بالمستشفيات العامة ولا بالسجون ولا بالمستشفيات الملاحقة لعدم توفر الجو العلاجي الملائم لحالته والمتطلب توافر استعدادات خاصة وإمكانيات خاصة فيه .

 نوصي بعدم تقصير مدة علاج السيكوباتي إذ هو يحتاج لعلاج طويل . إن علماء العقاب سبق أن ذكروا أن أي علاج مجدي في صورة تدبير علاجي سالب للحرية مع طوائف معينة كالشواذ والأحداث ومعتادي الإجرام يجب ألا يقل عن فترة تتراوح بين ستة شهور وعام .

* نوصي الا يودع السيكوباتي في عنابر عامة بالمستشفيات الإصلاحية بل يجب وضعه في عنابر خاصة وهذا ماذهب إليه كلسكي عام 1955م لاشك ولا خلاف في أن العلاج الجماعي هو وسيلة مجدية لعلاج السيكوباتي بشرط أن تتهيأ لذلك البيئة العلاجية في مؤسسة تكرس كل جهودها لهذا النوع من العلاج الذي انتشر في الأوساط الطبية لمزاياه العديدة .


الاساليب الوقائية من الاضطرابات السيكوباتية:

*توفير التنشئة الاجتماعية السليمة للأطفال داخل الأسرة أولاً بحيث تستجيب لمطالب النمو في كل مرحلة من مراحله. وتوفير الحنان والعطف والأمن والانتماء خاصة في كل مراحل النمو الأولى. وإشعاره بأنه مقبول في الأسرة ، التي يجب أن تتسم بالانفتاح والود والصداقة لأن نمط العلاقات الأسرية هو الأساس لعلاقاته الاجتماعية خارج الأسرة .

*إن تكوين الضمير الجمعي لدى الطفل من ضروريات تنشئته الاجتماعية حتى يستطيع ضبط دوافعه والالتزام بقوانين المجتمع أو احترام ما فيه عادات وتقاليد. والتربية الدينية هي التي تزوده بمعايير الحلال والحرام ، والحسن والقبيح ، والخير والشر ، وتغرس في نفسه الخوف من الله ومراقبته له في كل فعل يؤديه . وتعلمه التكافل والتضامن الاجتماعي .

* حماية الأسرة باعتبارها الخلية الأساسية للمجتمع ، حمايتها من الانهيار ومنع الرجل من استخدام حقه في الطلاق إذا ترتب عن ذلك الحق تفتيت بنيان الأسرة وتشريد أطفالها .

* اهتمام المدرسة بمعالجة مشكلات تلاميذها أول بأول بحيث لا تتراكم هذه المشاكل وتؤدي إلى لجوء أصحابها إلى حيل دفاعية هروبية بدلاً من المواجهة الموضوعية لتلك المشكلات .

* الاهتمام بمعالجة العيوب الخلقية والتشوهات الجسمية لما يمكن أن تتركه من آثار نفسية سلبية لدى الطفل .

* محاولة التنبؤ المبكر بظهور مشكلة السيكوباتية، القابلة للانحراف السلوكي حتى نتمكن من اتخاذ الإجراءات الوقائية قبل تفاقم المشكلة.

* التوجيه والإرشاد الوالدي فيما يتعلق بظروف التنشئة الاجتماعية وأساليبها السليمة ، وأنماط العلاقات الأسرية وطبيعة المناخ الأسري وتأثيرات ذلك على نمو الطفل والمراهق ، وأهمية المتابعة الوالدية للأبناء وعلاج مشكلاتهم أولاً بأول.

* العلاج النفسي يهدف إزالة أسباب القلق والصراع النفسي ومصادر الضغط والتوتر الانفعالي ، وإشباع الاحتياجات النفسية المحبطة لدى السيكوباتي ، وتنمية استبصاره بطبيعة سلوكه.

* التخلص من العوامل المساعدة على انتشار الظاهرة مثل عدم توقيع العقاب الرادع ، والتباطؤ في تحقيق العدالة وعدم وجود ارتباط مباشر بين ارتكاب المخالفة القانونية وتطبيق العقاب المناسب ، والتأخير في مواجهة الحوادث الفردية حتى تتزايد لتصبح ظاهرة ، فالوقاية هنا أهم من العلاج ، وتبدأ بالاهتمام بالتنشئة ، لأن الانحراف الذي يصيب الشخصية يبدأ مبكراً ، وإذا حدث فإن علاجه لا يكون ممكناً .

* أما إذا ظهرت بوادر للمشكلة فإن بعضاً من الحلول الحازمة التي ينبغي اتخاذها في هذا الإطار مثلما تفعل بعض البلدان التي تقوم بوضع هؤلاء المنحرفين بعد تشخيص حالتهم . وقبل أن تتعدد الجرائم التي يقومون بارتكابها في أماكن تشبه المعتقلات من حيث النظام الصارم وبها علاج مثل المستشفيات ، ويتم تأهيلهم عن طريق تكليفهم ببعض الأعمال الجماعية والأنشطة التي تفرغ طاقة الغضب لديهم .


بعض الأساليب العلاجية المقترحه :

علاج هذه الحالات ليس بالأمر السهل فأصحابها لا يعتقدون أنهم مرضى ولا يحضرون للعلاج من تلقاء أنفسهم وطرق العلاج التي تعتمد على العقاب أو التعقل فشلت بأن تأتي بنتائج ملموسة.

ويرى البعض بان هذه الظاهرة لا علاج لها سوى العقوبات التي تحددها القوانين والمتمثلة في جملتها في عزل السيكوباتي عن المجتمع باعتباره مجرما لابد من حماية الناس من شروره . وكانت السجون في الغالب مأوى هؤلاء ومنهم في مستشفيات الطب النفسي يدخلونها ثم يغادرونها بسرعة بعد أن يثبت أنهم ليسوا مضطرين عقليا ليعودوا إلى سيرتهم الأولى داخل المجتمع . هذه النظرية بدأت تضعف ، وأصبح ينظر إليهم باعتبارهم ضحايا تنشئة اجتماعية مضطربة وهناك أمل في إصلاحهم .

وذكر بعض طرق العلاج التي تؤدي نتائج ايجابية مع هؤلاء الأفراد رغم اعتقاد البعض بعدم قابلية الشخصية السيكوباتية للتعديل والتطوير بأساليب العلاج النفسي والطبي والاجتماعي وهي :

اولاً-العلاج النفسي : يهدف هذا العلاج إلى محاولة تصحيح سلوك السيكوباتي وتعديل مفهوم الذات لديه ، وحل الصراعات ، وإزالة مصادر التوتر والقلق وإشباع الحاجات النفسية والاجتماعية . وقد يتخذ هذا العلاج الأسلوب الفردي أو الجماعي ، ويعتمد النجاح فيه على إيجاد علاقة نفسية شخصية بين المعالج السيكوباتي .

ويرى ( كلكي ) أن التحليل النفسي يفشل في العلاج وذلك بسبب عدم وجود الاستبصار وعجز المريض عن التحويل ، وتجرده من الرغبة في الشفاء .

ثانيا- العلاج الديني : يهدف هذا النوع من العلاج إلى إعادة تربية المنحرف بإعادة صياغة محتويات أناه الأعلى أو ضميره الأخلاقي . ونقطة البداية في هذا العلاج تتمثل في مناقشة العقائد الإيمانية تمهيداً لتقويتها في نفسه لتكون بالتالي ينبوع سلوكه. فإذا نجحنا في بذر العقيدة الإيمانية في نفسه نعلمه كيف يكبح دوافع هواه.

ثالثا- العلاج السلوكي : يشمل هذا العلاج ( العلاج بالتنفير ) ويقوم على أساس تقديم خبرات غير سارة بجوار السلوك غير المرغوب فيه. أيضا

( العلاج بالتدعيم ) الذي يبدأ أولاً بتحديد أنواع السلوكيات. فيلجأ المعالج إلى إزالة هذا التدعيم . والتدعيم قد يشمل الطعام والشراب وقد يكون تدعيما اجتماعيا والتشجيع. ويلجأ المعالج السلوكي إلى تبديل أفكار المريض ومعتقداته واتجاهاته على أمل أن يتبدل تبعا لذلك السلوكيات غير المرغوب فيها.

رابعا- العلاج النفسي الجماعي ( Group psychotherapy ):
يمكن ان يساعد في تحسن بعض الحالات.

خامسا-إدخال الحالات السيكوباتية مصحات خاصة بهم: وذلك لمحاولة خلق ضمير اجتماعي عندهم وتطوير إحساسهم بحقوق الآخرين.

سادسا-العلاج البيئي : يهدف هذا النوع من العلاج إلى تعديل العوامل البيئية التي قد تساهم في نشوء السيكوباتية ، داخل المنزل أو خارجه . وذلك بتوفير أماكن مناسبة لقضاء وقت الفراغ ، وإشراكه في الأنشطة الاجتماعية الخيرية .

سابعا-العلاج التكاملي : وهذا المنهج يحاول أن يجعل من العلوم الطبية والنفسية أداة وقائية اجتماعية لا أداة علاجية فردية. إن الأمم المتقدمة أصبحت الآن تعتمد على هذا المنهج في علاج الشخصيات السيكوباتية ، وخاصة في ميدان الطب الاجتماعي . هناك حالياً تجربة في روسيا على نطاق واسع وتهدف إلى الإشراف الطبي على الفرد طوال حياته عن طريق الخدمات الطبية والوقائية والاهتمام بما يسمى بالطب الاجتماعي . هناك حالات أصابها التحسن وعادت إلى حسن التكيف وهي في حالات الانتظار في المستشفيات ، إلى أن الفضل في ذلك يعود إلى عامل التلقائية ونضوج السن .

وقد وصف ( ادولف ماير ) التلقائية هي ما يمكن أن يعمله الفرد وما يعمل فعلا من تلقاء نفسه وبطريقته الخاصة دون دافع أو قسر خارجي ، وهي تعتبر من العوامل الهامة في شفاء الفرد.

ثامنا-العلاج الدوائي : يفضل العالم ( سلفرمان ) علاج هذه الحالات بالعقاقير وخاصة زمرة المسكنات القاعدية ، وقد تبين له بعد تخطيط المخ كهربائيا أن السيكوباتية قريبة من الصرع ، وأشار في نهاية تجاربه إلى أن خير النتائج تكون بالجمع بين العقاقير والعلاج النفسي وقد جاء في نتائج معهد برلين للتحليل النفسي أن ( 23 ) سيكوباتيا بدأوا العلاج في السنوات العشر السابقة لعام 1938 فانقطع منهم 18 دون الوصول لشيء ولم يتحسن إلا أربعة منهم ، وواحد فقط هو الذي شفي تماماً . لهذا فإن (ويتلز) يستخدم العلاج النفسي في دور الوقاية وليس في دورالعلاج.

تاسعا-العلاج بالصدمات التشنجية : عن طريق الكهرباء أو بحقن من (الكارديازول): إذ أن هذه الوسائل تعطل النشاط الذهني إلى حين وتسمح للوسائل السوية في الظهور والأداء وقد مارس كل من جرين وسلفرمان وجيل هذه الطرق من العلاج وأشادوا بنتائجها في هذا المجال ، هذا على الرغم من أن كالنسكي يقول أن لا فائدة من هذه الصدمات في علاج السيكوباتية .

عاشرا- العمليات الجراحية : ويقصد بها عملية شق مقدم الفص الجبهي لقطع المسالك العصبية التي تربط بين الفصوص الجبهية والسرير البصري في التلاموس ، وتستعمل هذه الجراحة في حالات الفصام والميلانخوليا ، أما من حيث استعمالها في حالات السيكوباتية فلا تزال التجارب نادرة جدا أما ليفن فيرى أن السيكوباتية أصعب في علاجها من العصاب وذلك لأنها على صلة وثيقة بعنصر اللذة ، لا يفيد العلاج التحليلي لأن السيكوباتي يرفض التنازل عن لذته .



دور التنميه البشريه فى علاج إنحراف الشخصيه السيكوباتيه العدوانيه الهدامه .

يجب النظر إلى هذه الشخصيه وهذا السلوك العدوانى الإجرامى نظره إيجابيه لوضع الحلول العمليه , فلا شىء إسمه المستحيل فى التغيير بالنسبه للذات البشريه طالما كان هناك إسرارعلى التغيير إلى الأفضل , وحتى لو كان صاحب هذه الشخصيه لا يريد الإصلاح من نفسه فيجب على من حوله والذين يريدون له الخير أن يقوموا من سلوكه ويساعدوه على التغيير .

فهذه الشخصيه الهدامه المعاديه للمجتمع تتمثل مظاهرها المرضية في عدم الاهتمام وكسر القواعد وانتهاك القانون والفشل في الامتثال للمعايير الاجتماعية والمخادعة والكذب وتضليل الآخرين والتحرر من المسئولية والفشل في الاستمرار في عمل ثابت لفترة طويلة وغياب الشعور بالذنب.وتتصف هذه الشخصية باضطراب علاقاته بالأسرة والآخرين وفي الغالب ما يكون تحصيله الدراسي منخفضاً ويغير الأعمال مع عدم توافقه الزواجي , و إذا تواجد فى محيط العمل فهو يحاول بشتى الطرق من تدمير والوقوع بكل من حوله فى نطاق العمل .

كما أنه قد يتصف بالاندفاعية والتهور والعدوانية والتهجم على الآخرين ولا يستطيع أن يؤجل إشباع حاجاته ولا يخطط لسلوكه ولا يقدر عواقب أفعاله المنحرفة ، كما يتصف أحياناً بالخداع والانبساطية المتطرفة والعداء والغيظ والاستياء مع السخرية والتهكم والدخول في صدام مع القانون كما يشعر في أوقات كثيرة بالسأم والفراغ ، مع ميوله التخريبية للممتلكات العامة .

خصائص الشخصيه العدوانيه .

-عدواني و يثير المشاكل
- يمكن إثارته بسهولة
- يتمسك برأيه و يعتمد فقط على نفسه
- عبوس الوجه، متقلب المزاج و متوتر الأعصاب
- يرفض الآخرين و أفكارهم و يبدي عدم اهتمام
- يستخدم أسلوب الهجوم على الجوانب الشخصية
- يكثر من الصياح لكي يروع الآخرين ولديه قوة في الصوت مع ارتفاع في نبراته وتسلط في عباراته ( أوامر ملزمة أو نواه صارمة).
- التسلط على الآخرين وعدم مراعاة حقوقهم فضلاً عن مشاعرهم.
- الجرأة الزائدة عن حدها في إبداء الرأي ووجهات النظر إلى حد إلزام الآخرين بها في بعض المواقف .
- المبالغة في إظهار مشاعر الاستياء والغضب والكره وعدم مراعاة مشاعر الآخرين في ذلك.
- الجرأة الزائدة في اتخاذ القرارات وتنفيذها ( وبتهور أحياناً ) وقد تكون قرارات حاسمة ومهمة ولا تقتصر تبعاتها عليه بل تمتد إلى غيره ( أولاده ،زوجته، طلابه، أصدقائه...).
- الإفراط في الاعتداد بالنفس ( بالرأي والقدرات ) وتحدي الآخرين وعنادهم.
- الحملقة في عيون الآخرين بقوة وقلة احترام وبنظرات تسلط تشعر الطرف المقابل وكأنه أمام عدو
كرات عينك في العدا تغنيك عن سل السيوف


كيف نتعامل مع الانحراف :

- أصغ إليه جيداً لكي تمتص انفعاله و غضبه
- حافظ على هدوئك معه دائماً و لا تنفعل امامه
- لا تأخذ كلامه على أنه يمس شخصيتك
- تمسك بوجهة نظرك و دافع عنها بقوة الحجة و البرهان
- أعده إلى نقاط الموضوع المتفق عليها
- استخدم معه المنطق و ابتعد عن العاطفة
- ابتسم و حافظ على جو المرح
- استعمل أسلوب : نعم ...... ولكن

- التحفيز الإيجابى : أفضل هدية للشخص هو تشجيعه وتحفيزه عن طريق تدعيم :
- زيادة الثقة . - زيادة الرغبة و الدافعية .
- حب التعلم . - تجاوز الفشل و الإحباط .
- بناء الشخصية الإيجابية .

2- اجعله مسئولا :
- القوة و القدرة على اتخاذ القرارات و تحمل تبعاتها.
- غرس الانتماء و الولاء. - تشجيع السلوك السوي المرغوب.
- نمو و ثبات الذات - الخصوصية.

3- اكسبه حليفا لا خصما :
- لا تحضر الماضي حتى لا تضيع نقطة الخلاف.
- وجهه للبيع و الشراء. - تعاون معه.
- العرض و ليس الفرض.

4- فهم طبيعة هذه المرحلة :مرحلة بركان و تغيرات سلوكية طبيعية.اعلم انك لن تنجح في حل جميع مشاكله الغير سويه .اعرض رأيك قبل أن تفرضه حول السلوك الغير مرغوب فيه.ذكر بالسلوك الإيجابي قبل ذكر السلوك السلبي.أشعره بمدى خصوصيته بالنسبة لك.

5- دعه يشعر انك تحترمه :تحدث إليه كرجل.أعطه كنية الرجال و المشاهير.أسمعه كلمات ***** الحلال ( لو سمحت – يا لغالي – الله لا يحرمنا منك)لا تقارنه بالآخرين أظهر خصوصيته أمام الآخرين.

6- كون صداقة مباشرة معه : صافحه و سلم عليه وكن قريبا منه عند وحدته وابتسم بوجه حسن الاستقبال له.حسسه بحبك له.استمع إليه.

كيف تعالج الانحراف لدى الشخص العدوانى :

1. قم بتحديد موعد مسبق للحوار مع صاحب المشكلة.
2. اختر الوقت المناسب للعلاج و التحاور.
3. هيئا الجو في البداية ، و لاطف محدثك.
4. لا تبدأ لقاءك بالفرد بالدخول للمشكلة.
5. اختر مكان مناسب للجلوس فيه ( البحر – حديقة – مطعم – بالخلاء …)
6. انتظر اللحظة المناسبة للدخول في الموضوع.

7. أعط الأمان لمحدثك من خلال نظرية ( 5:1)
- أشعره بأنك أخوة الكبير.
- و أنك تريد مساعدته.
- و أنه لن ينزل من عينكبشيء.
- و أن هذا الأمر كتم ما بينك و بينه.
- و لن يصل لمسئوله أو ولي أمره أو مربيه خبر عن المشكلة.

8. اطلب منه المصداقية و الصراحة التامة.

9. اجعله يختار طريقة طرح المشكلة :
- أن يطرح المشكلة مباشرة.
- أو ابدأ أنت بسؤاله إذا كان خجول أو متردد.
- أو اجعل الأمر كحوار مشترك بين الطرفين.

10. اجعله يتحدث بحرية تامة حتى ينتهي .

11. لا تخرج عن إطار الأدب العام في طرح الأسئلة.

12. لا تدقق في الأمور التي ليس لها ارتباط في المشكلةالأساسية.

13. راقب ملامح الوجه باستمرار خلال الحوار :- العيون والرموش.- التعابير.- حركات اليد.
- وضعية الجلوس.

14.إذا تأثر صاحب المشكلة و قام بالبكاء انتهز هذه الفرصة و شجعه على التغيير .

15. إذا أجهش بالبكاء اتركه قليلا حتى يفرغ ما بداخله.

16. لا تعاتب أو تلقي اللوم أوتعيب.

17. لا تسخر أو تشمت أو تحقر صاحب المشكلة.

18. خذ عهدا أخويا منه على ترك الانحراف و عدم العودة إليه.

19. دون المشكلة في الذاكرة.

20. أعط الحل المناسب للمشكلة.

21. لا تستعجل الحل قبل التروي في التفكير.

22. لا تستعجل الحكم على الآخرين حتى تتبين.

23. تابع المشكلة على فترات متقاربة في البداية.

24. باعد الفترات في المتابعة مع الزمن.

25. لا تنسى المتابعة الاحترازية لفترات متباعدة جدا.

26. لا تجعل محدثك أسيرا لأخطائه.

27. ادع الله تعالى أن يوفقك في رسالتك.

28. سجل تجاربك مع الحلول المطروحة للاستفادةالمستقبلية في حال تكرار نفس المشكلة.




ثالثا :- موقف الإسلام من النفس الأماره بالسوء .

فالنفس الأمارة بالسوء هي التي تحث صاحبها بالسوء دوما لما فيها من أمراض وقسوه فى القلب تريد أن توقع بمن حولها حتى لا تكون هى وحدها فى الهاويه .

نعم إن النفس الأمارة بالسوء هي أشدها على الإنسان قسوة وضياعاً ، فهي التي تجر صاحبها الى الخزي والعار في الدنيا والى الهلاك والدمار وسوء القرار في الاخرة (( وما ابرئ نفسي ان النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي )) يوسف:53.

وتتوسل نفس الانسان بالخداع والاغراء ، لايقاء الانسان في شبك المعصية والحرام ، فعلى الانسان ان يكون يقظاً حذراً ، وان لا يمنح ثقته ويسلم قيادة لاهواء نفسه.

إبليس و الدنيا و نفسي و الهوى كيف النجاة و كلّهم أعدائـــــــــي ؟

فمن استسلم لشيء من ذلك و أسلم له القياد فقد اتبع هواه و أعرض عن مولاه ، قال تعالى : ( أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه ****اً ) [ الفرقان : 43]

فإن القلب ملك الجوارح وقائدها ، فإذا استقام القلب استقامت الجوارح ، وإذا اعوج القلب تابعته الجوارح على الاعوجاج , كما قال صلى الله عليه وسلم (( .... ألا وإن في الجسد مضغة ، إذا صلحت صلح سائر الجسد ، وإذا فسدت فسد سائر الجسد ، ألا وهي القلب )) .

ولما كان القلب بهذه الخطورة كان معرفة مرضه وفساده أو موته ضرورياً في تحديد العلاج المناسب لهذه الآفات التي تهاجم القلب فتؤثر في سيره

طبيعة النفس بما تنطوي عليه من رغبات وشهوات ، انها تدفع بالانسان نحو المفاسد والانحرافات ، من اجل تحصيل الملذات واشباع الاهواء ، واذا ما سيطرت الشهوات على النفس ، ولم تكن للانسان ارادة رادعة ، ولا مقاومة حصينة ، فستهوي به شهواته الى مكان سحيق ، على حساب مستقبله ، ومختلف جوانب مصلحته الدنيوية والاخروية.


الأسباب المؤديه للسيكوباتيه وقسوة القلب من منظور إسلامى .

* الأعراض عن الذكر: قال تعالى " ومن أعرض عن ذكرى فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى" وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: مثل المؤمن الذى يذكر الله والذى لايذكر الله كالحى والميت"رواه البخارى.

* التفريط فى إقامة الفرائض و نقض العهد مع الله : قال الله تعالى " فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية "

* أكل الحرام.: ذكرالرسول صلى الله عليه وسلم الذى يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه الى السماء يارب يارب ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذى بالحرام فأنّى يستجاب له" رواه مسلم.

* فعل المعاصي: قال تعالى " كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون" وورد فى السنة أن العبد إذا أذنب نكت فى قلبه نكته سوداء حتى يسودّ قلبه.
فعن حذيفة بن اليمان قال : قال رسول الله : ((تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عوداً عوداً فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى تعود القلوب على قلبين قلب أسود مرباداً كالكوز مجخياً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه، وقلب أبيض لا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض)) [رواه مسلم].


قال عبد الله بن المبارك رحمه الله :
رأيت الذنوب تميت القلوب و قد يورث الذل إدمانها
و ترك الذنوب حياة القلوب و خير لنفسك عصيانها

* المجاهرة بالمعاصي : قال الرسول صلى الله عليه وسلم "كل أمتي معافى الا المجاهرين" متفق عليه ، فالعبد اذا جاهر بالمعصية بارز الله واستخف بعقوبته فعاقبه الله بفساد قلبه وموته , أما المستخفي الخائف من الله فهو قريب الى الله.

* الرضا بالجهل وترك التفقه بالدين : قال تعالى " إنما يخشى الله من عباده العلماء "فالجهل من أعظم سباب القسوة وقلة الخشية من الله.

* اتباع الهوى وعدم قبول الحق والعمل به : قال تعالى " فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم" وقال تعالى" ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم "

* النظر فى كتب أهل البدع والتأثر بمذهبهم : فان الاشتغال بها يصرف المسلم عن الكتب النافعة ويحرمه من الانتفاع بها. وقال الشافعي : المراء في العلم يقسي القلوب ويورث الضغائن.

* الكبر وسوء الخلق :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ألا أخبركم بأهل النار ؟ كل عتل جواظ مستكبر"متفق عليه.

* الإغترار بالدنيا والتوسع في المباحات : فالإكثار من ملذات الدنيا والركون إليها مما يقسي القلب وينسيه الآخرة كما ذكر أهل العلم .

* كثرة الضحك والإنشغال باللهو : فإن القلب إذا اشتغل بالباطل انصرف عن الحق وأنكره واشتبه عليه.وفي الحديث " إياك وكثرة الضحك فإنه يميت القلب ويذهب بنور الوجه " رواه الترمذي.

* مخالطة الناس وفضول النظر والطعام والنكاح : فالقلب يصدأ وتذهب حلاوته ويقل فيه الإيمان بالإكثار من ذلك.

* وهناك مواطن يتفقد العبد فيها قلبه:

فى الصلاة , و عند تلاوة القرآن , و عند التعامل بالدرهم والدينار, وعند انتهاك المحارم وعند حاجة الفقراء والمساكين،.فإن وجد قلبه وإلا فليعز نفسه على موته0


كيف عالج الإسلام قسوة القلب ؟.


(1) المداومة على الذكر: قال تعالى " ألا بذكر الله تطمئن القلوب" .

(2) سؤال الله الهداية ودعاؤه : كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو" اللهم اهدنى وسددنى" رواه مسلم,

(3) المحافظة على الفرائض:قال الله تعالى" إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر"

(4) تحرى الحلال فى الكسب وأداء الأمانة.

(5) الإكثار من النوافل والطاعات: " ما يزال عبدي يتقرب لى بالنوافل حتى أحبه" متفق عليه.

(6) الجود والإحسان الى الخلق.

(7) تذكر الموت وزيارة القبور.قال أبو الدرداء من أكثر ذكر الموت قل فرحه وقل حسده0ويقول سعيد بن جبير رحمه الله : لو فارق ذكر الموت قلبي لخشيت أن يفسد علي قلبي .

(8) الحرص على العلم ومجالس الذكر قال الحسن : مجالس الذكر محياة العلم وتحدث في القلب الخشوع.

(9) الإكثار من التوبة والاستغفار, وعدم الإصرار على الذنب قال ابن القيم رحمه الله : (( صدأ القلب بأمرين : بالغفلة والذنب ، وجلاؤه بشيئين بالاستغفار والذكر ...)).
(10) النظر في سير العلماء و صحبة الصالحين قال جعفر بن سليمان : كنت إذا وجدت من قلبي قسوة غدوت فنظرت إلى وجه محمد بن واسع .

(11) الزهد في الدنيا والتأمل في قصرها وتغير أحوالها والرغبة في ما عند الله من النعيم.

(12) زيارة المرضى وأهل البلاء ومشاهدة المحتضرين والاتعاظ بحالهم.

(13) الإكثار من تلاوة القرآن بتدبر وتفهم وتأثر قال الله تعالى ( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ).

هذا وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد التعاهد لقلبه يداويه ويصلحه, قالت عائشة: دعوات كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر يدعو بها : يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قالت : فقلت يارسول الله: انك تكثر تدعو بهذا الدعاء ؟ فقال : إن قلب الآدمى بين أصبعين من أصابع الله عز وجل فاذا شاء أزاغه وإذا شاء أقامه " رواه أحمد.

وكذلك كان السلف الصالح رضوان الله عليهم, يعتنون بقلوبهم أشد العناية, قال بكر المزني : ماسبقهم أبو بكر بكثير صلاة ولا صيام ولكن بشيء وقر في صدره.


دور الإسلام في الوقاية والعلاج من السيكوباتية:

* يطرح الإسلام رؤية متميزة في التعامل مع مثل هذه الحالات فهو يتعامل مع مفهوم العنف والعقاب على أنهما مفهومان منفصلان ومختلفان فينبذ العنف ويدعو إلى الرفق والعطف والتسامح ومقابلة السيئة بالحسنة.

وقد وضعت الشريعه الإسلاميه الحدود لتكون عقابا و خير رادع عن الوقوع فى سياق هذه الأمراض والتى عندما نتجاهلنا ولا نطبقها إنتشرت السلبيات والأمراض الفتاكه , والحزن كل الحزن عندما نجد أن هناك من المسلمين يقعون فى مثل هذه الإنحرافات لبعدهم عن الدين فقست قلوبهم فكانت أشد من الحجاره يصبح مسلما ويمسى كافرا يبيع دينه بعرض قليل من الدنيا .

ومن جهة أخرى يعتبر الإسلام العقاب الجسدي نوعا من أنواع الوسائل التربوية ، ويستخدم لكف سلوك غير مرغوب فيه أو لتأديب إنسان أو ردعه عن ظلم الآخرين ، فنجد من ذلك إجازة باستخدام العقاب بشكل عام ويصل إلى العقاب البدني وهذا ما أكد عليه ، مشيراً إلى إمكانية استخدم العنف الجسدي على أن يكون غير مبرح أو ضرباً غير شديد وغير مؤلم ومن خلال مرجعة القرآن الكريم والأحاديث النبوية نجد أن الإسلام أجاز استخدام العقاب الرادع لحفظ المال والعرض والدين في الجماعة الاجتماعية ، فتبدأ من الجلد والإيذاء الجسمي إلى قطع الأيدي والأرجل والرجم حتى الموت ، وهذا وارد في العديد من النصوص القرآنية والأحاديث النبوية ، لا تنكيلاً بالإنسان الذي كرمه الله بل ردعا للجريمة وترهيبا من مغبتها ، فقسوة العقوبة هدفها منع الجريمة لا تعذيب البشر .

فالعنف يرتبط بالعدوان وقد نهى الله تعالى عنه حيث يقول تعالى ( ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين ) والإسلام يرى أن العنف غير المبرر والذي لا يقترن بمفهوم القصاص والعدل سلوك عدائي هجومي تخريبي تدميري ، تصاحبه كراهية وغضب وممارسة القوة الباطشة لشخص أو جماعة دون مرجعية قانونية أو أخلاقية . وإذا لوحظ هذا في سلوك الأطفال أو الشباب فإنهم يعتبر من ذوي المشكلات والعنف ظلم للنفس وللآخرين ومن الناحية الدينية يعتبر سلوكاً آثماً وهو أيضا سلوك يجرمه القانون. ومن أكثر ما يميز الشخصية العدوانية الأنانية ، والتمركز حول الذات ، واللامسؤولية ، ونقص البصيرة ، والميل إلى السيطرة ، والتعبير الغامض المندفع الرافض ، وعدم ضبط النفس .

هذه الأنماط بالطبع توجد حولنا في كل مكان ولكن هذا لا يعني أنه يمكننا تصنيف الناس بهذه السهولة إلى سيكوباتي أو غيره وأكثر من ذلك فإننا يجب أن نعي أنه لا يمكننا أن ندفع عن أنفسنا هذه الصفة ولكن علينا أن نعي أيضا أن كل إنسان منا لديه قدر من السيكوباتية بدرجة ما يريد فيها أن يحقق رغباته ولكن اغلبنا يستطيع أن يسيطر عليها ويتجنبها في كثير من الأحيان ولكن إذا راجعنا سلوكياتنا فسوف يكتشف البعض منا أننا جميعا نحمل في أنفسنا بعضا من هذه الصفة لبعض الوقت وعلينا أن نكون أمناء مع أنفسنا وأن نحدد هذه الأوقات التي نتحول فيها جزئيا إلى سيكوباتيين وأن نقوم هذه الصفة في النفس وذلك من خلال عيش الحياة بواقعية وبشكل صحيح كذلك يجب أن نتحكم في غرائزنا ونوازعنا.




الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات ...
المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
أمراض, التحليل, البشريه, الإسلامي, النفسى, القلوب, والمنظور, والتنميه


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع أمراض القلوب بين التحليل النفسى والتنميه البشريه والمنظور الإسلامى
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أمراض القلوب صابرة شذرات إسلامية 0 01-22-2016 08:27 AM
أمراض وآفات النباتات Eng.Jordan الزراعة 0 11-12-2015 04:02 PM
أحكام جراحة التجميل في الفقه الإسلامي عبدالناصر محمود دراسات ومراجع و بحوث اسلامية 0 10-01-2015 07:42 AM
أمراض وآفات النباتات Eng.Jordan الملتقى العام 0 11-28-2012 02:14 PM
أمراض الشتاء Eng.Jordan الملتقى العام 0 11-09-2012 05:23 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 12:18 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59