#1  
قديم 09-24-2014, 05:53 AM
الصورة الرمزية صباح الورد
صباح الورد غير متواجد حالياً
متميز وأصيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: في رحاب الله
المشاركات: 10,206
24 لو نظر إلينا الخالقُ سبحانه –وهو راضٍ عنا


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ابنة الصياد

كان لرجلٍ صيّادٍ ثلاثُ بناتٍ، وكان في كلِّ يومٍ يصطحبُ إحداهنَّ معه إلى شاطئ النهرِ، ثم يعودُ في المساءِ، وقد امتلأت سلَّتُه بالسمكِ الكثيرِ!
وبينما كان الصيادُ يتناولُ الطعامَ مع بناته في أحدِ الأيامِ، قال لهنَّ:
إنَّ السمكةَ لا تقعُ في شبكةِ الصيادِ إلا إذا غَفَلت عن ذكرِ اللهِ!
قالت إحداهنَّ: وهل يذكرُ اللهَ، ويُسبَّحهُ أحدٌ غيرُ الإنسانِ –يا أبي-؟

قال الصيادُ: إنّ كُلَّ ما خلقَهُ اللهَ تعالى من مخلوقاتٍ يسبّحُ بحمده، ويعترفُ بأنه هو الذي خلقَهُ، وأوجده، فالعصافيرُ وغيرُها من الطيور، وحتى الحيتانُ الكبيرةُ والسمكُ الصغيرُ يفعلُ ذلك؟!
تعجبتِ الفتاةُ من كلامِ أبيها، وقالت: لكننا لا نسمعُها تسبّحُ اللهَ، ولا نفهمُ ما تقولُهُ؟!
ابتسمَ الأبُ وقال:
- إنّ كلَّ مخلوقٍ له لغةٌ يتفاهمُ بها مع أفرادِ جنسِه، والله تعالى على كلِّ شيءٍ قديرٌ..

ولما حان دورُ ليلى، وخرجتْ مع أبيها، قررتْ أن تفعلَ أمراً، ولكنها لم تخبر أحداً به.
ووصلَ الأبُ إلى شاطئ النهرِ، ورمى بصنّارته، وهو يدعو الله تعالى أن يرزقه ويغنيه.. وبعد قليلٍ تحرَّك خيطُ الصنارةِ فسحبهُ ليخرجَ سمكةً كبيرةً لم يرَ مثلها من قبل، ففرحَ بها، وناولَها لابنته ليلى لتضعها في السلةِ، ثم رمى مرةً بعدَ مرةٍ وفي كلِّ مرةٍ كان يصطادُ سمكةً!!
ولكنَّ ليلى الصغيرةَ كانت تُعيدُ السمكة إلى النهر مرةً أخرى!!
وحينَ أقبلَ المساءُ، وأراد أبوها أن يعودَ إلى المنزلِ نظر في السلةِ فلم يجد شيئاً! فتعجّب أشدَّ العجبِ، وقال:
- أين السمكاتُ –يا ليلى- وماذا فعلتِ بها؟
قالت ليلى: لقد أعدتها إلى النهر يا أبي.
قال الأب: وكيف تعيدينها، وقد تعبنا من أجلها!؟
قالت ليلى: سمعتك –يا أبي- تقولُ يومَ أمس:
"إنَّ السمكةَ لا تقعُ في شبكةِ الصيادِ إلا حين تغفلُ عن ذكرِ اللهِ".
فلم أُحبَّ أن يدخلَ إلى بيتنا شيءٌ لا يذكرُ اللهَ تعالى..
نظرَ الصيادُ إلى ابنته –وقد ملأتِ الدموع عينيه- وقال:
- صدقتِ يا بُنيتي.
وعادَ إلى المنزل، وليس معه شيءٌ!!؟
وفي ذلك اليومِ كان أميرُ البلدةِ يتفقّدُ أحوالَ الناس، ولما وصلَ إلى بيتِ الصيادِ أحسَّ بالعطشِ، فطرقَ البابَ، وطلبَ شربةً من ماء..
فحملت رضوى أختُ ليلى الماءَ، وأعطته للأمير وهي لا تعرفه، فشربَ، وحمدَ الله، ثم أخرجَ كيساً فيه مئة درهم من فضةٍ، وقال:
- خذي –يا صغيرتي- هذه الدراهمَ هديةً مني لكم..
ثم مضى.. فأغلقتْ رضوى البابَ، وهي تكادُ تطيرُ من الفرحِ، ففرحَ أهلُ البيت، وقالتِ الأم:
- لقد أبدلنا اللهُ خيراً من السمكاتِ!
ولكنَّ ليلى كانت تبكي، ولم تشاركهم فرحتهم فتعجّبوا جميعاً من بكائها، وقال أبوها:
- ما الذي يبكيك –يا ليلى- إنّ الله تعالى عوّضنا خيراً من السمك؟
قالت ليلى: يا أبي هذا إنسانٌ مخلوقٌُ نظرَ إلينا –وهو راضٍ عنا- فاستغنينا وفرحنا بما أعطانا، فكيف لو نظر إلينا الخالقُ سبحانه –وهو راضٍ عنا-؟
قال الأبُ: وقد فرح بكلامها أكثر من فرحه بالدراهم:
- الحمدُ لله الذي جعل في بيتي من يذكّرنا بفضلِ اللهِ تعالى علينا.
***
دمتم بخير

المصدر: ملتقى شذرات

__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الخالقُ, راضٍ, سبحانه, إلينا, –وهو


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع لو نظر إلينا الخالقُ سبحانه –وهو راضٍ عنا
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
انه رقم الاتصال مع الله سبحانه .... صباح الورد الملتقى العام 1 04-18-2014 03:55 AM
مناظر طبيعية قدرة الله سبحانه وتعالى ام زهرة الصور والتصاميم 11 06-25-2013 10:59 PM
الغاز الطبيعي منتجاته أقرب إلينا مما نتصوَّر Eng.Jordan علوم وتكنولوجيا 0 11-10-2012 09:54 PM
هولاكو رقمي في طريقه إلينا Eng.Jordan مقالات وتحليلات مختارة 0 07-20-2012 03:02 PM
هل بكيت خشية من الله سبحانه وتعالى ؟ يقيني بالله يقيني شذرات إسلامية 1 04-20-2012 12:05 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 04:03 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59