هل تنجح إيران في ردع مظاهرات العراقيين؟!

مظاهرات , العراقيين؟! , تنجح , إيران

هل تنجح إيران في ردع مظاهرات العراقيين؟!
_______________________________

8 / 2 / 1441 هـــ
7 / 10 / 2019 م
_____________




شهدت العديد من المدن العراقية خلال الأيام الماضية مظاهرات واسعة النطاق إحتجاجاً على الأوضاع المآساوية التي تعيشها البلاد منذ سقوط نظام الرئيس صدام حسين.

وتقول التقديرات إن أكثر من 80 قتيلاً سقطوا بالرصاص الحي الذي تطلقه مليشيات إيرانية تستهدف تجمعات الثوار في بغداد وغيرها من المناطق.

ومن الأسباب التي اعتبرها العراقيين مبرراً لإحتجاجاتهم عدم قيام الدولة بإعمار المناطق المدمرة منذ انتهاء الحرب على تنظيم "داعش"، في بلاد يعيش فيها 40 مليون نسمة ويعيشون فوق بحر من النفط.

تحسن الوضع الأمني عما كان عليه منذ سنوات غير أن البنية التحتية التي حاق بها الدمار لم تمتد إليها يد الإصلاح كما أن الوظائف أصبحت نادرة. ويتهم الشباب من يرون أنها قيادات فاسدة صراحة بالمسؤولية عن ذلك ويقولون إن هذه القيادات لا تمثلهم.

لا يبدو أن الاحتجاجات تنسقها جماعة سياسية بعينها. وقد تزايدت الدعوات على وسائل التواصل الاجتماعي للاحتجاجات في أوائل هذا الأسبوع. وبدا أن الإقبال على المشاركة فيها كان مفاجأة لقوات الأمن.

والسببان الرئيسيان للغضب الشعبي هما قصور خدمات الدولة ونقص الوظائف.في شهر سبتمبر من العام الماضي وقعت احتجاجات كبرى تركزت أساسا في مدينة البصرة الجنوبية. ولقي فيها قرابة 30 شخصا حتفهم.

ومنذ ذلك الحين شهد العراق بعض المظاهرات المتفرقة لكنها لم تكن بحجم الأحداث التي وقعت هذا الأسبوع وكانت أول مظاهرات كبرى مناهضة لحكومة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي منذ تولت السلطة في أكتوبر الماضي.

ويعتقد كثيرون من العراقيين أن فصائل شبه عسكرية ذات نفوذ كبير وتتمتع بدعم إيران تقف وراء الرد العنيف على احتجاجات البصرة في العام الماضي. ومنذ ذلك الحين كانت المشاركة في الاحتجاجات محدودة.

وإذا شاركت جماعات عشائرية أو فصائل مسلحة فقد يتدهور الوضع. وقد تفجرت اشتباكات بالرصاص في مدن جنوبية هذا الأسبوع بين مسلحين مجهولين ورجال الشرطة.

وهذا الأسبوع وعد عبد المهدي بإتاحة وظائف للخريجين وأصدر تعليمات لوزارة النفط وهيئات حكومية أخرى لاشتراط أن يكون 50 في المئة من العاملين من العراقيين في التعاقدات التالية مع الشركات الأجنبية.وكانت الحكومة السابقة قد قطعت وعودا مماثلة بتحسين الرعاية الصحية والكهرباء والخدمات في العام الماضي.

ومن الملاحظ أن المظاهرات شارك فيها الشيعة والسنة على حد سواء و سعى أغلب العراقيين لتحاشي الشعارات الطائفية وركز الجميع على المطالبة بإخراج إيران من العراق لإعتبارها أكبر ضرر على الاقتصاد العراقي.

ربما تجد الحكومة أن من الصعب السيطرة على هذه الاحتجاجات، إذ لا يشارك أي فصيل أو حزب سياسي فيها علنا، ولا حتى المعارضة البرلمانية المتمثلة في كتلة مقتدى الصدر التي تدعت إلى تجنب المشاركة في هذه المظاهرات منعاً لزيادة العنف.

وإذا اتسع نطاق الاحتجاجات فليس من الواضح ما هي الخيارات التي تملكها الحكومة. ولم يُذكر شيء حتى الآن عن تعديلات وزارية أو استقالات. ومن المرجح أن ترغب الأحزاب التي اتفقت على الدفع برئيس الوزراء عبد المهدي، صاحب النفوذ الضعيف، إلى قمة السلطة وتسيطر عليه في إبقائه في موقعه.



________________________________________________

المصدر: ملتقى شذرات