#1  
قديم 01-17-2016, 03:33 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي طاقة كبيرة كامنة في مزارع صغيرة


طاقة كبيرة كامنة في مزارع صغيرة(*)
يمكن لمزارعي الدول النامية، بالاستعانة بوسائل الري المتاحة ووصولهم
إلى الأسواق، زراعة المزيد من المحاصيل الغذائية والتغلب على الفقر.
<P.پولاك>

كان <پيتر ميويت> [وهو شاب من زيمبابوي نحيل في العشرينات من عمره] منشغلا بتعشيب مزرعته الصغيرة المخصصة للخضار في مستوطنة «ماري ماري» عندما التقيته عام 2002. وقد أحيطت المزرعة ومساحتها مئة متر مربع، وهي تساوي نحو مساحة حديقة خلفية لمنزل في الضواحي، بسياج ارتفاعه متران من أعمدة قوية قطعت من الشجيرات (الأجمات) وربطت ببعضها لتمنع دخول الحيوانات البرية والأليفة إلى المزرعة. عاش <پيتر> مع والده وأخيه الذي يبلغ من العمر 19 عاما، أما والدته فقد توفيت مصابة بمرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، وأخاه الشاب يحتضر بسبب إصابته بهذا المرض. وكي يتمكن <پيتر> من إعالة أسرته وتحقيق دخل مقبول بعدد قليل من الأيدي العاملة اللازمة للنهوض بالعمل، قام بتركيب مجموعة للري بالتنقيط رخيصة الثمن زوّدته بها المؤسسة الدولية للتنمية (IDE)، التي أسستُها (المؤلف) عام 1981.

تتكون مزرعة <پيتر> من ثمانية مساكب زُرعت بإتقان بالخضار الورقية واللفت والملفوف والذرة الصفراء. وقد وُضِع في وسط كل مزرعة أنبوب قابل للنقل ومثقب للري بالتنقيط يستمد الماء من خزان بلاستيكي سعته 40 لترا، ثُبِّتَ بقاعدة خشبية. ونظرا لأن نظام الري بالتنقيط قد أمَّن وصول الماء مباشرة إلى الجذور، فقد كان أكثر كفاءة في ري النباتات من استخدام الدلاء. ونتيجة لاستخدام هذا النظام في الري، فقد أنتجت المزرعة الصغيرة ما يكفي من الذرة الصفراء والخضار الورقية لتلبية معظم احتياجات الأسرة، وتوقع <پيتر> أن يحقق دخلا من بيع الفائض لا يقل عن تسعين دولارا أمريكيا، ويعد هذا دخلا كبيرا بالنسبة إلى مزارع في زيمبابوي. وقد أخبرني <پيتر> أنه يخطط لمضاعفة مساحة مزرعته في السنة التالية وزيادة دخله ثلاث مرات من خلال استبدال محاصيل ذات قيمة تسويقية أكبر مثل البندورة (الطماطم) والبطاطا الإيرلندية بالخضار الورقية. وقد خطط أيضا لزيادة إنتاجية مزرعته عن طريق التسميد. ونظرا لعدم قدرته على تحمل أعباء تكاليف الأسمدة الكيميائية، فقد عمد إلى غمر بالة مملوءة بروث البقر في برميل ماء، وإضافة المحلول العضوي الناتج (شاي الروث) إلى جذور محاصيله الخضرية عن طريق نظام التنقيط.

وخلال العقود الثلاثة الماضية تحدثتُ إلى الآلاف من صغار مزارعي الدول النامية، وتبين بشكل لافت للنظر تشابه أسلوب حياتهم مع أسلوب حياة <پيتر>. فهم قادرون على زيادة دخلهم بنحو 500 دولار أمريكي في العام من خلال تكثيف زراعتهم لحيازات بمساحة 1000 متر مربع (ربع فدان) بأشجار الفاكهة والخضراوات، إذا تمكنوا من تحسين طرق الزراعة، واعتماد نظم ري رخيصة، والوصول إلى الأسواق لتصريف منتجاتهم. إن معاناتهم هي جزء من التحدي العالمي الشامل، حيث يتحتم على مزارعي العالم بحلول عام 2050 تأمين المتطلبات الغذائية لتسعة بلايين نسمة (أي بزيادة قدرها ثلاثة بلايين على عدد سكان العالم الحالي)، وذلك من دون زيادة تذكر في مساحة الأرض أو المياه المسخرة للزراعة. وقد برز الماء بشكل خاص عاملا مهما في زيادة إنتاج المزارع وتخفيف وطأة الفقر، حيث يلزم نحو ألف لتر من الماء لإنتاج كيلوغرام واحد من الحبوب. ويتحتم علينا تخزين المزيد من مياه الري وإدارة أفضل للموارد المائية المتاحة.

وحتى الآن فقد حاولت الحكومات ووكالات التنمية التغلب على المشكلة من خلال إقامة مشروعات واسعة النطاق تتضمن سدودا ضخمة، وقنوات ممتدة لري حقول واسعة جديدة بمحاصيل عالية الإنتاج، وذلك خلال حقبة الثورة الخضراء، الحملة الشهيرة لزيادة إنتاج الحبوب في الدول النامية. لقد أدى الري التقليدي إلى تدهور التربة في مناطق عديدة، وسرعان ما تراكم السلت والطين في خزانات المياه خلف السدود ما أدى إلى تخفيض سعتها التخزينية، وفي الوقت نفسه حرم المزارعين أمام هذه السدود من الاستفادة من الرواسب الخصبة. إضافة إلى ذلك، ومع أن الثورة الخضراء أدت إلى زيادة كبيرة في الإنتاج الزراعي العالمي منذ عام 1950، فإن مشكلة الفقر بقيت قائمة في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. إن للتحسينات المستمرة في إنتاجية المزارع الكبيرة دورا رئيسيا في زيادة مصادر الغذاء في العالم، غير أن الجهود المحلية لتوفير نظم ري رخيصة للمزارع الصغيرة يمكن أن تؤمن وسيلة أفضل لانتشال السكان من الفقر.

المضخة القدمية المدهشة(**)

ومن بين جميع الأنشطة البشرية، فإن للزراعة البصمة الكبرى على وجه الأرض. ويذهب نحو 70% من الماء المخصص للاستهلاك البشري الآن للاستثمار الزراعي، ويستثمر نحو 19% في الصناعة، و 9% للاستهلاك المنزلي، والجزء المتبقي يفقد بالتبخر من الخزانات المختلفة. وفي طليعة إنجازات الثورة الخضراء زيادة مساحة الأراضي المروية في العالم، التي زادت من 100 مليون هكتار في عام 1950 إلى 276 مليون هكتار (الهكتار = 000 10 متر مربع أو نحو 2.5 فدان). لقد أدت القفزة الكبيرة في الإنتاج إلى خفض أسعار المواد الغذائية وأسهمت بدورها في الحد من العوز بين شريحة (نسبة) كبيرة من المزارعين الفقراء وقاطني المدن. غير أن هذا الإنجاز قد ضاع بسبب التزايد السكاني الكبير. فقد انخفض عدد السكان الذين يعيشون في مستوى من الفقر (دولار واحد في اليوم أو أقل) من 1.22 بليون إلى 1.09 بليون شخص خلال الفترة ما بين عامي 1990 و 2001. غير أن عدد السكان الذين يكسبون أقل من دولارين يوميا ارتفع من 2.65 بليون إلى 2.7 بليون شخص. لقد كان المسار أكثر إيلاما في الصحراء الإفريقية، حيث قفز عدد السكان الذين يعيشون تحت عتبة الفقر المدقع من 227 مليونا إلى 313 مليون نسمة.

88.gif
يعد الري القليل التكلفة العامل الأساس للحد من الفقر الريفي والجوع في الدول النامية. ففي ولاية «ماهارا اشترا» الهندية، يطبق المزارعون نظاما رخيصا للري بالتنقيط لإيصال الماء إلى حقول عباد الشمس والخضار.

هدفت الثورة الخضراء إلى زيادة مصادر الغذاء بشكل عام، وليس إلى زيادة دخل الفقراء الريفيين، ومن ثم فمن غير المستغرب أنها لم تستأصل الفقر أو الجوع في تلك المناطق. فالهند، على سبيل المثال، كانت مكتفية غذائيا منذ15 عاما ومخازنها ممتلئة، غير أن ما يربو على 200 مليون هندي، أي نحو خمس سكان الهند، يعانون سوء التغذية، لأنه ليس في مقدورهم شراء الطعام الذي يحتاجون إليه ولأن شبكات الأمن الغذائي في الهند غير كفؤة. وفي عام2000 تعهدت189 دولة بأهداف الألفية للتطوير Millennium Development Goals من أجل تخفيض الفقر العالمي إلى النصف بحلول عام 2015، وفي زحمة الأعمال هناك أمل ضعيف في تحقيق معظم أهداف الألفية، بغض النظر عما ستسهم فيه الدول الغنية من أموال للدول الفقيرة.

سئل الباحث الزراعي الأمريكي <N.بورلاگ> [الحائز جائزة نوبل للسلام عام 1970 لإسهاماته في الثورة الخضراء] مؤخرا عما يجب على الدول الغنية عمله لتخفيف الجوع في العالم. فقال إنه يجب عليهم إرسال الغذاء في حالات الطوارئ، غير أن الحل الطويل الأمد يتمثل في التغيير الجذري Revolutionizing لأسلوب الإنتاج الزراعي، خاصة لدى المزارعين الفقراء في الدول النامية. إن هذه الخطة لن تسهم في زيادة مصادر الغذاء فحسب وإنما ستعمل على إيجاد فرص عمل وتوليد مصادر دخل ناجمة عن بيع الفائض من الحبوب.

إن الاستراتيجيات المعتمدة على تعزيز الإنتاج في الثورة الخضراء ربما لا تساعد المزارعين الفقراء، الذين ينبغي لهم بذل جهد هائل للمنافسة في الأسواق العالمية. وبينما لا يزيد متوسط مساحة مزرعة الأسرة الهندية على 4 أفدنة، فهي تبلغ 1.8 فدان في بنغلاديش، ونحو نصف فدان في الصين. وتعتبر الحصّادة الدرّاسة Combines وآلات المزرعة الحديثة باهظة الثمن عند استخدامها في مثل هذه المزارع الصغيرة. فالمزارع الهندي الذي يود بيع فائض إنتاجه من القمح المتحصل من حقله ذي الفدان الواحد لا يتمكن من منافسة آلاف الأفدنة من مزارع القمح الكندية المدعومة والعالية الكفاءة. وبدلا من ذلك فإن على المزارعين الفقراء حيث الأيدي العاملة هي الأرخص عالميا، التوجه نحو الزراعة المكثفة للمحاصيل العالية القيمة.

لقد رأيت للمرة الأولى الحاجة إلى استراتيجية الحيازات الصغيرة في عام 1981 عندما التقيت السيد <عبد الرحمن>، وهو مزارع من مقاطعة نو كهالي في بنغلاديش، فمن حقوله البعلية الصغيرة الثلاثة التي تبلغ مساحة كل منها 3/4 فدان، حصل <عبد الرحمن> على 700 كغم فقط من الأرز سنويا. وهذا أقل ب300 كغم عما يحتاج إليه لإطعام أسرته. وعلى مدى ثلاثة أشهر قبل موسم حصاد الأرز في الشهر 10، كان على <عبد الرحمن> وزوجته الترقب بصمت بينما يقتات أولادهم الثلاثة على وجبة واحدة أو أقل في اليوم. وحينما كنت أتمشى معه في حقوله المبعثرة والتي ورثها عن أبيه، سألته عما يحتاج إليه كي يتخلص من كابوس الفقر، فكان يجيب: السيطرة على الماء اللازم لمحاصيلي وتأمينه بثمن يمكنني تحمله.

وبعد ذلك بمدة قصيرة أخبرت بوجود آلة بسيطة يمكن أن تساعد <عبد الرحمن> على تحقيق هدفه وهي المضخة القدمية treadle pump. لقد صمم هذه الآلة في أواخر سبعينات القرن العشرين المهندس النرويجي <G.بارنس>، وهي تعمل (تدار) من قبل شخص يتحرك في مكانه على دواستين مصنوعتين من الخيزران أو من مواد متوافرة محليا. ويمكن لهذه الآلة (المضخة) المدارة بالطاقة البشرية أن تسقي نصف فدان من الخضراوات بتكلفة 25دولارا فقط، بما فيها تكاليف حفر بئر أنبوبية إلى المياه الجوفية. وقد علم <عبد الرحمن> بهذه المضخة القدمية من ابن عمه، وكان أول المزارعين الذين اشتروا هذه المضخة في بنغلاديش. لقد اقترض <عبد الرحمن> مبلغ ال25 دولارا من خاله، وتمكن من تسديد دينه بيسر بعد أربعة أشهر. وخلال موسم الجفاف في بنغلاديش الذي يمتد خمسة أشهر، لا يزرع خلالها إلا القليل، استخدم <عبد الرحمن> المضخة القدمية لزراعة 1/4 فدان بالفليفلة الحارة والبندورة (الطماطم) والملفوف والباذنجان. وتمكن من زيادة إنتاج الأرز من أحد حقوله عن طريق الزراعة المروية. لقد استهلكت أسرته جزءا من الخضار المنتجة وباع الباقي في سوق القرية محققا ربحا صافيا بحدود 100 دولار أمريكي. واستطاع <عبد الرحمن> من خلال دخله الجديد شراء الأرز اللازم لإطعام أسرته، وإبقاء ولديه في المدرسة حتى عمر ال16 سنة، إضافة إلى ادخار جزء من المال مهرا لزواج ابنته. وعندما زرته ثانية عام 1984، وجدت أنه ضاعف مساحة حقل الخضار الذي يزرعه إضافة إلى تحويل سقف بيته المصنوع من القش إلى آخر من التوتياء المموج، وامتلاكه عجلا وبعض الدجاج. لقد قال لي <عبد الرحمن> بأن المضخة القدمية كانت هبة من الله.



مفترق طرق أمام
الزراعة والمياه(***)

المشكلة:
على الرغم من أن الثورة الخضراء زادت غلة الحبوب العالمية بشكل ملموس، فقد ظلت مشكلة الجوع والفقر عصية على الحل في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. والمزارعون الذين يستثمرون مزارع صغيرة في أراض هامشية لا يمكنهم إنتاج غذاء كاف لأسرهم.
في الصحراء الإفريقية فقط، يعيش ما يربو على300 مليون إنسان على دخل يومي يعادل دولارا أمريكيا واحدا أو أقل. وفي الهند يعاني أكثر من200 مليون نسمة من سوء التغذية.
الخطة:
إن التحسين المستمر في إنتاجية المزارع الواسعة، سيؤدي إلى زيادة الإنتاج الغذائي بشكل عام، غير أن الجهود يجب أن تتركز على زيادة دخل صغار المزارعين في العالم.
إن استخدام نظم الري الفردية القائمة على تجهيزات رخيصة كأنابيب الري بالتنقيط والخزانات يمكن أن يزيد بشكل كبير إنتاج المزارع الصغيرة. فإذا ما قام المزارعون بزراعة محاصيل عالية القيمة مثل البندورة (الطماطم) والفليفلة، فإن بإمكانهم زيادة دخلهم بنحو 500 دولار أمريكي سنويا.

87.gif
زراعة محاصيل قابلة للتسويق

تناسب المضخة القدمية بشكل جيد بلدا مثل بنغلاديش، وذلك لوجود احتياطي كبير من المياه الجوفية على عمق أمتار قليلة تحت أقدام المزارعين. وفي بداية الثمانينات من القرن العشرين قامت المنظمة IDE بحملة لتسويق هذه المضخة، بتشجيع 75 شركة صغيرة من شركات القطاع الخاص على تصنيع هذه الآلة، إضافة إلى عدة آلاف من تجار القرى (التجار الريفيين) وحفاري الآبار الأنبوبية لبيع هذه المضخات وتركيبها. وخلال ال12 عاما التالية اشترت نحو مليون ونصف عائلة زراعية هذا النوع من المضخات، ما أدى إلى زيادة في إجمالي دخل المزارعين الصافي قدرها 150مليون دولار سنويا. وقد بلغت تكلفة تسويق المضخة من قبل المنظمة IDE نحو 12 مليون دولار فقط، إضافة إلى استثمارات المزارعين أنفسهم البالغة نحو 37.5 مليون دولار. وفي المقابل فإن تكلفة بناء سد تقليدي ومنظومة قنوات الري الملحقة به اللازمة لري مساحة نظيرة من الأرض الزراعية ستكون بحدود 000 2 دولار أمريكي للفدان أو 1.5بليون دولار.

لقد أثبتت المضخة القدمية، ضمن سياق تخفيف الفقر، تفوقها على نظم الري الأخرى الأكثر تقدما من الناحية التقنية. فعلى سبيل المثال، قدم البنك العالمي World Bank، منذ بداية سبعينات القرن العشرين قروضا ميسّرة، ما ساعد حكومة بنغلاديش على استيراد مضخات تعمل على المازوت (الديزل) للآبار العميقة، وقد استخدمت هذه التقنية في ولاية نبراسكا لسحب الماء من الأحواض المائية في أوگالالا. وقد بلغت تكلفة نظام الري الواحد نحو 15ألف دولار لري 40 فدانا، وقدمت حكومة بنغلاديش نظم الري هذه مجانا للمزارعين. كما سمح برنامج قرض آخر لحكومة بنغلاديش باستيراد 10 آلاف مضخة ديزل للآبار السطحية، بلغت تكلفة كل منها نحو 900 دولار، وتؤمن ري 12 فدانا. وقد قوم خبراء البنك العالمي هذا البرنامج من البرامج الناجحة، وذلك لأنه قرَّب دولة بنغلاديش من الاكتفاء الذاتي في إنتاج محصول الأرز، غير أن نفاد الدعم الحكومي، أدى إلى تخلي المزارعين عن معظم الآبار العميقة بسبب تكلفة تشغيلها الباهظة، وبقيت الآبار السطحية شائعة الاستخدام بين كبار المزارعين الأغنياء الذين أصبحوا سادة المياه Water lords، ما أدى إلى خروج العديد من صغار المزارعين من العمل في هذا المجال.


الماء والفقر(****)
نظرا لكون الماء عنصرا حيويا في الزراعة، أضحى نقصه أحد أهم أسباب الفقر في الدول النامية. طور الباحثون في مركز البيئة والهيدرولوجيا في ولينگفورد بالمملكة المتحدة دليلا يبين آثار الشح المائي (نقص المياه أو ندرتها) من خلال ربط المعلومات عما هو متوافر ومتاح من المياه باستعمالات المياه ونوعيتها. تقع معظم البلدان الأكثر فقرا بالمياه في الصحاري الإفريقية، غير أن المشكلة أضحت أيضا ملحة في الصين والهند وبنغلاديش.

86.gif
P32.gif
P31.gif

يؤثر شح المياه أو ندرتها بأقوى صورة له في صغار المزارعين، الذين يتحتم على معظمهم تحمل شظف العيش في مناطق شبه جافة بعيدا عن الآبار أو خزانات المياه. إن نحو نصف جياع العالم هم مزارعون يعملون في حقول صغيرة من الأرض، و20% آخرون هم عمال زراعيون بلا أرض ويقطنون المناطق الريفية.

لقد بلغت تكلفة إرواء فدان واحد 375 دولارا باستخدام مضخات الديزل العميقة، و133 دولارا باستخدام مضخات الديزل السطحية، و66 دولارا فقط باستخدام المضخات القدمية، منها 50 دولارا من المزارعين أنفسهم. وبالتركيز على خلق سوق مستدامة، فقد حقق مشروع المضخات القدمية دخلا أعلى مع آثار أقل على البيئة. والحاجة ملحة إلى مقاربة مشابهة لمعالجة مشكلة التلوث الطبيعي للمياه الجوفية بالزرنيخ في بنغلاديش والذي يؤدي إلى تسمم المزارعين. ونظرا لرغبة العديد من البنغلاديشيين وقدرتهم على شراء مرشحات منزلية تكلفة كل منها 7 دولارات وذلك لتنقية مياه الشرب من الزرنيخ، فإن الحل يكمن في إيجاد موزعين من القطاع الخاص، ودعم شراء هذه المرشحات للسكان الآخرين غير القادرين على شرائها. (تقوم المنظمة IDE في بنغلاديش حاليا بترويج استعمال هذه المرشحات). وكالعادة فإن الحكومة والجهات المانحة تعمل على حلول واسعة النطاق، كإنشاء منظومات مركزية لمياه الشرب والتي لم تثبت فعاليتها في بنغلاديش في الماضي.

نقطة.. نقطة(*****)

إن الحصول على الماء من الآبار والخزانات يحل نصف المشكلة، فعلى المزارعين أيضا إيجاد طرق أفضل لإيصال الماء إلى محاصيلهم. تعتمد معظم الحقول المروية في الدول النامية على طرق الري بالغمر (الري السطحي) غير الكفؤة والتي لم تتغير منذ قرون. ونتيجة لذلك ضاعت ملايين الأفدنة من الأراضي الزراعية الجيدة بسبب تحولها إلى أراض غدقة أو متملحة أو بسبب الضخ الزائد من الأحواض المائية. ويعاني المزارعون الفقراء مشكلة إضافية حيث يعمل الكثيرون في أراض هامشية في المناطق شبه الجافة. فبينما تتاح لبعضهم وبشكل محدود المياه السطحية أو مياه الآبار، يعتمد الآخرون كليا على مياه الأمطار. ولهؤلاء فإن نظام الري بالتنقيط، الذي يعد من أوفر الطرق لتأمين المياه للمحاصيل، يعتبر هبة إلهية، غير أن معظم نظم الري بالتنقيط كبيرة جدا وشديدة التعقيد وباهظة الثمن بالنسبة إلى احتياجات هؤلاء المزارعين.

في عام 1992، زرت قرية تلية (هضبية) في نيپال تدعى مادان پوكهارا تستخدم نظم للري بالرذاذ تستمد الماء من خزانات صغيرة. لقد شعرت بالامتعاض عندما علمت أن تكلفة كل من هذه النظم، الذي يخدم ثلاثة مزارعين، بلغت1000 دولار. ولقد صممت على إيجاد طريقة بديلة لتوفيرها بشكل أرخص. واكتشفت أن كل بيتين في القرية يحصلان على مياه الغسيل من خلال أنبوب پلاستيكي صغير متصل بجدول مائي يقع فوق المنازل. لماذا لا يستخدم نظام الأنابيب الرخيص الثمن نفسه لإيصال الماء من الساقية إلى المحاصيل؟ إن بإمكاننا استبدال برميل سعته 55گالونا يغطس بساقية الماء بالخزان الغالي الثمن المستخدم في نظام الري بالرذاذ. وبدلا من الرشاشات يمكننا إحداث ثقوب في الأنبوب الپلاستيكي باستخدام المطرقة والمسمار لإيصال الماء إلى النباتات بالتنقيط.

لقد اقتنعت أن نظام الري بالتنقيط هو الأكثر ملاءمة لحاجات المزارعين المحليين. وفي عام 2001، وبعد مضي سبع سنوات من التطوير والاختبارات الحقلية، أدخلت المنظمة IDE نظام ري بالتنقيط فعالا ورخيص الثمن ومقاوما للانسداد، وقد بيع بمقدار خمس ثمن النظام التقليدي. يمكن للأسرة الريفية استثمار مبلغ زهيد بحدود ثلاثة دولارات لشراء مجموعة كافية لري حديقة منزلية بمساحة 40 مترا مربعا، وبعد ذلك يمكن إعادة استثمار جزء من العائد السنوي المحقق من الاستثمار الأولي والبالغ 300% لتوسيع نظام الري ليغطي مساحة من الأرض بحدود فدان أو أكثر. وفي عام 2004 اشترى المزارعون الهنود أدوات للري بالتنقيط من المنظمة IDE كافية لري 000 20 فدان. وأتوقع أنه خلال عشر سنوات قادمة سيغطي نظام الري بالتنقيط رخيص الثمن عدة ملايين من الهكتارات في الهند وحدها، وهي مساحة تفوق إجمالي المساحة المروية بنظام الري بالتنقيط في العالم أجمع حاليا.


نظم الري الصغيرة(******)

1500000
عدد المزارعين البنغلاديشيين الذين حصلوا على مضخات قدمية.
49.5 مليون دولار
إجمالي الاستثمارات في المضخات.
150 مليون دولار
الزيادة الإجمالية في دخل المزارعين السنوي.
1.5 بليون دولار
تكلفة إرواء مساحة مماثلة بنظام السد وقنوات الري التقليدي.

يمكن استخدام نظم الري بالتنقيط أيضا لري المحاصيل بمخزون مياه الأمطار. فعلى مر التاريخ، ابتكر المزارعون طرقا لتجميع المياه الغزيرة المنسفحة على الحقول خلال فترات الأمطار الموسمية الصيفية التي تهطل بقوة على شرقي أفريقيا وجنوب آسيا. وتعكف المنظمة IDE حاليا على تطوير نظام يستخدم برك ترقيد (ترسيب) صغيرة لإزالة السلت من مياه الأمطار، والتي تنقل بعدها إلى صهريج تخزين يتسع لـ 10000 لتر من الماء. وخلال الأشهر التالية، يستخدم المزارعون مضخة يدوية لنقل الماء خلال أنابيب الري بالتنقيط لإيصاله إلى محاصيلهم التي يمكنهم بيعها بأسعار عالية خلال فصل الجفاف. ونظرا لأن هذا النظام يؤدي وظائف سد كبير لمزرعة صغيرة فقد سميناه تهكميا هو «ناوسا ماد»، وهو تهجئة معاكسة لسد أسوان (ولربما كان سد أسوان من أكثر نظم السدود الكبيرة مثارا للجدل في الدول النامية). ويمر صهريج التخزين «ناوسا ماد» الذي يكلف 40 دولارا فقط بمراحل الاختبارات الحقلية النهائية في الهند وإفريقيا.

أن نبني أو لا نبني السدود؟(*******)

يستخدم الناس نحو 10% فقط من الماء العذب الذي يهطل على كوكبنا، وأما ال90% الباقية فتهطل في الأمكنة ذات الكثافة السكانية المنخفضة كمناطق الأمازون، أو أنها تهطل دفعة واحدة خلال الفصول المطيرة وتندفع عبر حقول المزارعين إلى البحر. وتتمثل أسهل الطرق لإنتاج كمية أكبر من الغذاء في مجتمع متزايد السكان في استخدام مصادر مياه الري المتاحة بكفاءة أعلى، غير أن هذا ليس هو الجواب الوحيد. يستخدم المزارعون حاليا نحو 2500 كيلومتر مكعب من المياه سنويا، وهناك إجماع بأنه حتى في حال تحسين الإنتاجية فسيحتاج المزارعون إلى 20%زيادة من المياه بحلول عام 2025.

كنت ولا أزال ناقدا صريحا للسدود الكبيرة التي بنيت من دون تمعن كاف، غير أنني أعتقد أن من الخطأ عدم إنشاء هذه السدود كليا. وأرى أن التخطيط المدروس والدقيق هو المفتاح. وقد نشرت اللجنة العالمية للسدود مؤخرا تقريرا شاملا يطرح الخطوات والإجراءات المعقولة الواجب اعتمادها للتخفيف من الآثار السلبية للسدود في البيئة. كما يدفع التقرير أيضا باتجاه اختبار بدائل من السدود كتخزين الماء تحت الأرض، ما يحد من الفاقد بالتبخر ويؤمن المياه قرب أمكنة الحاجة إليها.

ينخفض مستوى الماء الجوفي في أمكنة عديدة نحو مترين أو أكثر سنويا بسبب الضخ الجائر للمياه. ويمكن إعادة إغناء بعض الأحواض المائية وذلك بحجز مياه الأمطار الموسمية وتوجيهها لتخزن تحت سطح الأرض. وتعد حالة «گواجارات» الهندية مثالا جيدا لذلك: فالمنطقة ذات مناخ حار وجاف معظم السنة، وتهطل معظم أمطارها كأمطار موسمية تعمّ خلالها الفيضانات المنطقة كلها. ومنذ ثمانينات القرن العشرين قادت حركة دينية هندوسية تدعى «سواد هايايا پاري کار Swadhyaya parivar» آلاف المزارعين في مقاطعة گواجارات لإنشاء ممرات مائية لتوجيه الأمطار الموسمية نحو آبار مفتوحة كبيرة. وقد أدى هذا العمل الجماعي إلى إعادة إغناء المياه الجوفية في الأحواض المائية، كما أدى إلى زيادة ملحوظة في الإنتاج الزراعي. ويجب على وكالات التنمية الدولية البدء حالا بتنفيذ المئات من تجارب مشابهة لحالة گواجارات، وإطلاق مبادرة شاملة لتوسيع أكثر هذه التجارب نجاحا.

85.gif
تم تبني المضخة القدمية من قبل العديد من صغار المزارعين في بنغلاديش والهند لأن تكلفة الواحدة منها 25دولارا فقط. وتستطيع الأسرة الريفية، التي تستعمل هذه المضخة لري حقل بمساحة نصف فدان، تحقيق ربح يعادل عدة أضعاف ثمن المضخة خلال الموسم الأول فقط من بيع الخضار التي يزرعونها. تزرع هذه الأسرة الهندية الفليفلة الحارة. تلائم المضخات القدمية المناطق التي يكون مستوى الماء الجوفي فيها قريبا من سطح الأرض.

ومن الأفكار الواعدة الأخرى استخدام نظم الري بالتنقيط وبالرذاذ بالاستفادة من قنوات الري المنتشرة في الأراضي الزراعية في الهند والصين ودول أخرى. حيث يمكن للمزارعين الحصول على المياه عندما يأتي دورهم بالتوزيع، والذي يحين عادة كل أسبوعين أو ثلاثة بدلا من دورة ري معظم المحاصيل العالية القيمة التي تراوح بين يومين وأربعة أيام. ومن أجل ذلك توضع خزانات مياه صغيرة بمحاذاة القنوات لتمكين المزارعين من ري حقولهم بين فترات توزيع المياه الغزيرة. ويتبنى المزارعون الصينيون بنجاح هذا الأسلوب الذي يسمّونه (بطيخ على عنب). يمكن لهذه الجهود، إضافة إلى زيادة حجم المحاصيل الغذائية المزروعة والعائد المادي المحقق لكل لتر من الماء، تخفيف الآثار الضارة لتغدّق التربة وتملحها، والتي تتفاقم آثارهما بتطبيق كمية كبيرة من الماء دفعة واحدة على الأرض.

يمكن لنظم الري الجديدة أيضا أن تسهم في توفير مياه شرب نظيفة لقرابة 1.1 بليون نسمة. ونظرا لأن ما يربو على 80% من هؤلاء السكان يقطنون في مناطق ريفية فقيرة وليس في المدن، فإن إنشاء نظم معقدة كبيرة لتوزيع مياه الشرب لجميع السكان هو أمر غير عملي ويكلف مئات البلايين من الدولارات. غير أن نظاما يجمع بين الري وتأمين مياه الشرب يمكن أن يغطي كلفته. وقد قامت المنظمة IDE في عام 2004 بإنشاء نظم صغيرة لتأمين المياه في ثماني قرى ريفية بنيبال، فإضافة إلى تأمين مياه الشرب النظيفة لما يراوح بين 10و 15 عائلة من كل نظام فهو يؤمن كمية كافية من المياه لري عدة حقول بالتنقيط لمحاصيل خضرية مزروعة خارج الموسم. ونتوقع أن بيع هذه الخضراوات سيغطي تكاليف إنشاء نظم المياه خلال سنة إلى سنتين، ويؤمِّن بعدها دخلا مستمرا للأسر الريفية.

يحصل قرويو الأرياف في معظم أنحاء القارة الإفريقية على الماء للشرب وللري من آبار قريبة. وعلى عكس الوضع في بنغلاديش، فإن مستوى المياه الجوفية في تلك الأنحاء عميقة بحيث يصعب الحصول عليها بوساطة المضخات القدمية. وتعتبر المضخة اليدوية أسهل استعمالا لنضح الماء، غير أن معظم الأفريقيين لا يقدرون على تحمل تكاليفها التي تصل إلى نحو 1500 دولار (وقد حصل <پيتر> على مضخة يدوية لري حقله في مقاطعة ماري ماري كمنحة لقريته من مجموعة كنسية). غير أن بإمكان القرويين إذا قاموا بتشكيل مجموعة من مستخدمي الماء اقتراض المال اللازم لشراء مضخة يدوية. لنفترض أن كلا من العائلات الثلاثين المشكلة للمجموعة وافقت على دفع سبعة دولارات سنويا للمجموعة للحصول على مياه شرب نظيفة، واستثمرت 15 عائلة من هذه العائلات مبلغا قدره 20 دولارا لكل منهم لشراء شبكة ري بالتنقيط. ستربح كل عائلة فلاحية مبلغا إضافيا قدره 100 دولار ناتجة من بيع الفاكهة والخضراوات، يدفع منها 30 دولارا إلى مجموعة مستخدمي الماء. وبذلك ستحصل مجموعة الماء على 210 دولارات سنويا من مستخدمي الماء، إضافة إلى 450 دولارا سنويا من المزارعين. وتغطي هذه المبالغ تكاليف التشغيل وتسديد القرض البالغ 1500 دولار خلال أربع سنوات.

يمكن للحكومات الإفريقية ووكالات التنمية تشجيع هذه الترتيبات من خلال تنظيم مجموعات مستخدمي المياه، وتدريب المزارعين وتسهيل وصول منتجاتهم إلى الأسواق. وتعتبر هذه الاستراتيجية أكثر فاعلية من دعم تكاليف شراء وتركيب المضخات اليدوية، وذلك لأن القرويين على الأغلب سيحافظون بشكل أفضل على المضخات عندما يمتلكونها. وطبيعي أن هذه المنهجية ربما لا تكون صالحة لكل قرية، ففي بعض الحالات مثلا يمكن ألا تعطي الآبار كمية كافية من الماء للشرب والري معا. غير أنني أعتقد أن نصف نظم مياه الشرب الريفية الجديدة، على الأقل، يمكن تمويلها ذاتيا.

P34.gif
P33.gif
يؤمن نظام الري بالتنقيط وصول المياه إلى الخضار المزروعة في القرى التليّة في نيپال (a). وقد تمكنت مصالح التنمية الدولية (IDE) جعل هذا النظام متيسرا من خلال استعمال نظام الأنابيب الپلاستيكية الرخيصة الثمن. وتضمن أنابيب الري بالتنقيط إيصال المياه مباشرة إلى جذور المحاصيل (b).

بطاقة الأسعار(********)

كم ستكون تكلفة إطعام ثلاثة بلايين إنسان إضافي وتخفيض مستويات الفقر إلى النصف؟ كل ما يمكن للمرء فعله هو وضع تخمينات نظرية. فيما يتعلق بالمزارع الكبيرة ذات الترب الجيدة، حيث تحققت معظم الزيادة في الإنتاج الزراعي حتى الآن، أعتقد أنه يلزم 20 بليونا إضافيا من الدولارات لزيادة الغلة الزراعية خلال السنوات العشر القادمة، حيث سيلزم نحو 10 بلايين دولار لدعم استمرارية البحث الزراعي في الجامعات ومراكز الأبحاث الوطنية، والمراكز التابعة للمجموعة الاستشارية بالأبحاث الزراعية الدولية (CGIAR)، إضافة إلى 10 بلايين دولار أو أكثر لمضاعفة إنتاجية نظم الري القائمة وبناء عدد قليل من السدود الكبيرة الجديدة.

إن الحد من الفقر هو على كل حال أكثر تعقيدا من توسيع مصادر تأمين الغذاء، وإن تقديرات تكاليف تحقيق أهداف تنمية الألفية تتباين بشكل كبير. يقول <D.J.ساكس> [من جامعة كولومبيا] ولجانه من خبراء الأمم المتحدة بأنه يجب على الدول الغنية تأمين أكثر من 1.5 تريليون دولار كمساعدات مادية للأمم النامية خلال السنوات العشر القادمة، مع تخصيص حصة الأسد فيها لتحسين البنية الأساسية في الصحة والتعليم والطاقة والطرق(1). لقد قادني عملي مع المنظمة IDE إلى مجموعة مختلفة من الاستنتاجات. الأول، أنه على الرغم من حساسية وأهمية الاستثمارات الغربية للإقلاع في هذه المسيرة والبدء بها، فإن من الضرورة المطلقة أن يستثمر الفقراء الريفيون وقتهم ومالهم في الجهد المبذول للتخلص من الفقر. وتبقى الخطوة الحاسمة متمثلة بإطلاق طاقة المستثمرين في دول العالم الثالث. وتتمثل الأنباء الجيدة في أن مزارعي الحيازات الصغيرة (فدان واحد) هم حاليا مستثمرون مدعمون بالآلاف من رجال الأعمال العاملين في مخازن وورش ***** صغيرة.


إنه أمر أساسي على الإطلاق أن يستثمر الفقراء الريفيون وقتهم ومالهم في الجهد المبذول للتخلص من الفقر.


في كل سنة من السنوات الأخيرة الماضية، ساهمت مشروعات المنظمة IDE في زيادة الدخل السنوي الصافي لأكثر من مئة ألف أسرة ريفية فقيرة بنحو 500 دولار، بتكلفة تقل عن 200 دولار للأسرة الواحدة. ومع افتراض استمرارية هذا التقدم، فإن تحقيق أهداف تنمية الألفية(2)، والتي تتطلب تخليص 600 مليون إنسان أو نحو 100مليون عائلة من الفقر، سيكلف 20 بليون دولار. ولن يغطي هذا المبلغ جميع تحسينات البنية الأساسية التي أشار إليها <ساكس> وآخرون، غير أنها يمكن أن تعطي الأسر الريفية دخلا جديدا لتعليم أبنائهم وتطوير مزارعهم ومنازلهم ومستواهم الصحي. وأنا واثق من أن برنامجا كهذا سيحفز القطاع الخاص العامل في الزراعة إلى أن يهيئ البنية الأساسية لأسواق تصنيع وتصنيف وتعليب وتوزيع البندورة والباذنجان والفليفلة الحارة والمنتجات الأخرى ذات القيمة الكبيرة المزروعة من قبل مزارعين أكفاء.

إذا كان باستطاعة مؤسسة صغيرة كالمنظمة IDE، بميزانيتها البالغة 10 ملايين دولار وموظفيها ال600، أن تخلص نحو مليون شخص من الفقر سنويا، فسيكون للجهود المشتركة للدول الغنية أثر أكبر من ذلك بكثير. ويتحتم على وكالات الإنماء الدولية أن تبدأ من القاعدة على مستوى المزارع الصغير الذي يعمل بصمت على مضخته القدمية وأن تنطلق منه إلى الأعلى.

المؤلف
Paul Polak

مؤسس ورئيس المؤسسة الدولية للتنمية (IDE)، وهي منظمة غير ربحية ساعدت منذ عام 1981 على أن تخلِّص من الفقر أكثر من 12 مليون إنسان يعيشون في مزارع صغيرة. وقبل ذلك عمل <پولاك> في بعض المصالح، وكان طبيبا نفسيا حصل على درجة الطب من جامعة أونتاريو عام 1958. وقد طور نموذجا للتدخل المباشر في معالجة مرض نفسي رئيسي، كما نشر ثمانين مقالة علمية حول الموضوع. وقد أدرك <پولاك> الروابط بين المرض النفسي والفقر، وأسهم نجاحه في بعض المصالح في تأسيس المنظمة IDE ومقرها الرئيسي بليكوود، في كولورادو.

مراجع للاستزادة

Pillar of Sand: Can the Irrigation Miracle Last? Sandra Postel. W. W. Norton, 1999.

Poverty Alleviation as a Business. Urs Heierli and Paul Polak. Swiss Agency for Development and Cooperation, 2000. Available at http://www.intercooperation.ch/sed/p...erli/main.html

The World's Water, 2004-2005: The Biennial Report on Freshwater Resources. Peter Gleick. Island Press, 2004.

More information about International Development Enterprises and its work can be found at www.ide-international.org and www.iwmi.org/respages/PGW/treadle.htm

(*) THE BIG POTENTIAL OF SMALL FARMS
(**) The Amazing Treadle Pump
(***) Crossroads for Agriculture and Water
(****) Water And Poverty
(*****) Drop by Drop
(******) Small-Scale Irrigation
(*******) To Dam or Not to Dam?
(********) The Price Tag

(1) [انظر: ;Can Extreme Porety Be Eliminated," by Jeffrey D. Sacks" Scientific American, September 2005].
(2) Millennium Development Goals
المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
مزارع, صغيرة, طاقة, كامنة, كبيرة


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع طاقة كبيرة كامنة في مزارع صغيرة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مزارع العسل زهير شيخ تراب الشاعر زهير شيخ تراب 1 08-20-2014 10:07 AM
اعتقال مزارع سمى حماره ''السيسي'' Eng.Jordan أخبار منوعة 0 09-21-2013 09:47 PM
صنائع المعروف تقي مصارع السوء ام زهرة شذرات إسلامية 0 07-22-2013 01:36 PM
فشل خطط أوربة للاستفادة من طاقة الصحراء عبدالناصر محمود أخبار منوعة 0 05-15-2013 09:20 AM
أفكار صغيرة لحياة كبيرة Eng.Jordan كتب ومراجع إلكترونية 0 04-06-2012 08:10 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 11:07 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59