#1  
قديم 05-25-2014, 07:39 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,033
ورقة أهل الفترة ومن في حكمهم


أهل الفترة ومن في حكمهم*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

26 / 7 / 1435 هــ
25 / 5 / 2014 م
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

_3813.jpg



الكتاب: أهل الفترة ومن في حكمهم

المؤلف: موفق أحمد شكري

الناشر: مؤسسة علوم القرآن- عجمان، دار ابن كثير، دمشق – بيروت

الطبعة: الأولى، 1409هـ - 1988م

عدد الصفحات: 159

ـــــــــ

الكتاب الذي بين أيدينا (أهل الفترة ومن في حكمهم) بحث نال به مؤلفه درجة الماجستير في جامعة الإِمام محمَّد بن سعود الإِسلامية في الرياض بإشراف د. عبد العزيز الراجحي.

وأهمية هذا الكتاب في أنه يلبي حاجة ماسّة في الفقه الإِسلامي المعاصر، وفي المكتبة الإِسلامية، فالمسلمون اليوم- وبعد أن زالت الفوارق بين الأمم والشعوب بفضل وسائل الإِعلام والتطور في مجال النقل والمواصلات- يواجهون بمشكلات مختلفة يحتاجون لرأي الإِسلام فيها ووضوح الرؤية في شأنها، ومن هذه المشكلات مشكلة الذين لم تصلهم الدعوة؛ ما مصيرهم؟ وما حكمهم؟.

وقد أشار المؤلف إلى الأسباب التي دعته للكتابة في هذا الموضوع، فذكر جدة الكتابة فيه، حيث لم يفرد الموضوع ببحث مستقل أو كتاب يتناوله بالتفصيل، إضافة إلى اختلاف آراء الفقهاء في مصير من لم تصلهم الدعوة، ثم أهمية الأحكام المترتبة على من لم تبلغهم الدعوة.

وأهمية هذا الموضوع أنّ أناسًا كثيرين في إفريقيا وآسيا والدول الأوروبية لم تصلهم دعوة الإِسلام، وكثير من المسلمين الذين أسلموا في أمريكا يتحدثون عن سماعهم بالإِسلام مصادفة أو في فترة متأخرة، وذلك لأسباب كثيرة.

وقد قسم المؤلف بحثه إلى مقدمة وثلاثة أبواب وخاتمة.

تحدث المؤلف في مقدمة كتابه عن أسباب اختيار هذا الموضوع، ثم عرض بشكل سريع لخطة بحثه، وقد سبق هذه المقدمة مقدمتان لكل من د. عباس محجوب، والشيخ محمد عبد الله الخطيب، عرضا فيهما لأهمية الموضوع مع موجز لما صنعه المؤلف في بحثه.

وفي الباب الأول (مسؤولية الإنسان متعلقة بإرسال الرسل) تحدث الكاتب في ثلاث قضايا، أما القضية الأولى فهي (حاجة البشرية لإرسال الرسل والغاية من إرسالهم)، وفيها بين أن إرسال الرسل نعمة من الله تعالى إلى البشرية التي هي في أمسِّ الحاجة إلى هداية الله حتىِ تعرف الطريق السوي وتعرف شرع الله.

فالرسالة أمر لازم للبشرية جمعاء وحاجة ملحّة لها، كي تخرجها من هذا الضياع الذي دمّرها وقضى عليها، والفوضى التي عاشتها، وهي لا تعرف كيف تشق طريقها في هذا التيه فجاءت الرسالة هاديةً مرشدةً للحيارى والتائهين، معلنة لهم انقشاع هذا الضلال والظلام وإخراج الناس من عبودية العباد إلى عبودية رب العباد.

وفي القضية الثانية بين المؤلف أن الرسالات التي سبقت رسالة نبينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم كانت رسالاتٍ خاصةً بأقوامٍ معينين وبزمان معين، وكان كل رسول يدعو قومه إلى توحيد الله عزّ وجل وعدم الإشراك به، ونبذ عبادة الأصنام، ويرغبهم بمغفرة الله عَزَّ وَجلَّ وبثوابه إن هم أطاعوه واتبعوا دعوته وساروا على منهاج الله المستقيم، وينذرهم ويخوِّفهم من عذاب الله وعقابه إذا هم ظلّوا على ما هم عليه من الكفر والتكذيب بدعوة الله عَزَّ وَجَلَّ.

وكان آخر القضايا في هذا الباب حديث المؤلف عن عموم رسالة نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم، فبين أن الله أرسل محمدًا صلى الله عليه وسلم هاديًا ومبشِّرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، فجعل رسالته عامة إلى الجن والإنس، وباقية إلى أن يرث الله الأرض ومَن عليها.

فجاءت رسالته- صلى الله عليه وسلم- رحمة للعالمين، فنسخت جميع الشرائع التي سبقتها وبها اختتمت؛ فلا رسالة بعد رسالته صلى الله عليه وسلم فلا يهودية ولا نصرانية إنما هو الإِسلام قال تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} [آل عمران: 19].

وجاء الباب الثاني من هذا الكتاب للحديث عن المقصود بأهل الفترة، وحكم مطالبتهم بأحكام الأنبياء السابقين، ثم ختم المؤلف حديثه في هذا الباب- والذي جاء في ثلاثة فصول- بتفصيل القول في الملحقين بأهل الفترة.

أشار المؤلف إلى أن المراد بالفترة: هي ما بين كل نبيين، فقد ذكر ابن كثير في تفسيره تعريف الفترة فقال: هي ما بين كل نبيين كانقطاع الرسالة بين عيسى عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وسلم، وذكر السبكي في تعريف الفترة: هي ما كانت بين رسولين لم يُرسل إليه الأول ولم يُدرِك الثاني.

ثم فصل المؤلف القول في أقسام أهل الفترة فبين أنهم قسمان: قسم بلغته الدعوة، وقسم آخر لم تبلغه الدعوة، فأما من بلغته الدعوة فآمن بها فهو مؤمن، وأما من بدلها وأعرض عنها فحاله حال الكافر. وبين المؤلف أن هذا القسم لا خلاف عليه بين العلماء.

أما ما وقع فيه الخلاف فهو القسم الثاني، وهو: من لم تبلغه الدعوة، فللعلماء في عاقبة هؤلاء ومصيرهم أقوال ثلاثة هي:

1 - من مات ولم تبلغه الدعوة مات ناجيًا.

2 - من مات ولم تبلغه الدعوة فهو في النار.

3 - من مات ولم تبلغه الدعوة فإنه يمتحن بنار في عرصات يوم القيامة.

فبعد عرض الأقوال الثلاثة وأدلتها، رأى الكاتب أن أقرب الأقوال إلى الصواب هو القول الثالث، وهو أن أهل الفترة يُمتحنون، ولا ينافيه ما استدل به أهل الفريقين الأول والثاني.

أما ما استدل به الفريق الأول بما يفيد نفي العذاب عن أهل الفترة، فهذه الأدلة لا تدل على أنهم ناجون وأنهم في الجنة. وأما أهل الفترة فلا تشملهم هذه النصوص لأن هناك نصوص أخرى دلت على أنهم يُمتحنون في عرصات القيامة، وهي النصوص التي استدل بها أهل الفريق الثالث. والله أعلم.

وأما ما استدل به الفريق الثاني من نصوص تفيد أنهم في النار فيُجاب عنها بأن هذه النصوص عامة ولم تخصص، وأما أهل الفترة الذين لم تبلغهم الدعوة فقد وردت فيهم نصوص تخصهم فيخرجون من هذا العموم.

وفي حديثه عن الملحقين بأهل الفترة- وهم أطفال المشركين والمجانين وذوو العاهات- بين المؤلف – بعد عرضة الأقوال العلماء في ذلك- أنهم في الجنة، وهو القول الراجح من تلك الأقوال، ولا ينافيه ما ورد من أن المولود يمتحن مع صاحب الفترة والمجنون والشيخ الهرم، كما سبق في أدلة القائلين بالامتحان لأنها عامة مجملة، خصصتها وبينتها النصوص التي دلت على أنهم في الجنة، كما سبق في أدلتهم.

وفي مسألة المجانين وذوي العاهات بين الكاتب أن للعلماء في المسألة قولين، أحدهما يشير إلى أنهم سيختبرون في الآخرة، والآخر يقول بأنهم تبع لآبائهم، وقد رجح الكاتب أدلة الفريق الأول،مشيراً إلى أن أدلة الفريق الأول أكثر وضوحًا من أدلة الفريق الثاني، وذلك لأن النصوص التي استدلوا بها صريحة واضحة على أنهم يمتحنون. وقد ذكر ابن حجر رحمه الله في الفتح: "أنه قد صحت مسألة امتحان المجنون وصاحب الفترة".

وفي بابه الأخير تناول الكاتب بالحديث حكم من لم تبلغهم الدعوة المحمدية، وعرض هذا الباب في ثلاثة فصول أشار في الأول منها إلى وجود أقوام لم تبلغهم الدعوة المحمدية، وعن حكمهم في الإسلام بين أنهم يلحقون بأهل الفترة بالحكم وهو الامتحان في عرصات القيامة لاشتراكهم معهم في عدم وصول الدعوة إليهم. قال تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} [الإِسراء: 15].

وبين المؤلف أن مسؤولية عدم تبليغ الدعوة للأقوام الذين لم تبلغهم للآن في شتى بقاع المعمورة تقع على كل مسلم، فإن هناك أقوامًا يعيشون في ظلمات الجهل والكفر والتيه والضلال، والمسلمون مسؤولون كلهم سواء حاكمًا أو محكومًا، ومن واجب الحاكم المسلم أن يوجه دعاته إلى هؤلاء الناس المتعطشين إلى عقيدة سليمة تقبلها الفطرة بكل رحابة صدر.

ثم ختم الكاتب ببيان الطرق المؤدية لإيصال الدعوة المحمدية (دعوة التوحيد) إلى كافة البشر في الأرض، مشيرا إلى دور الإعلام في الدعوة إلى الله تعالى، من خلال وسائله المكتوبة والمسموعة والمرئية.

وختاما نسأل الله أن يجزي الكاتب خيراً على ما قام به من جهد بحثي لتحري الراجح في مسائل الكتاب، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*{التأصيل للدراسات}
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
أهم, الفترة, حكمهم, نمو


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع أهل الفترة ومن في حكمهم
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
دراسة تنصح بتوسيع الفترة بين مواعيد اجراء الاشعة للنساء كبار السن Eng.Jordan أخبار منوعة 0 02-09-2013 03:40 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 11:56 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59