#1  
قديم 06-15-2014, 08:53 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,039
ورقة السب... في سبيل الله ؟!!


السب... في سبيل الله ؟!!
ـــــــــــ

( رضا جمعة)
ـــــــ

17 / 8 / 1435 هــ
15 / 6 / 2014 م
ــــــــ

السب... 11120140613_200944.BMP

يَعْتَقِدُ أَهْلُ السُّنَّةِ والجَمَاعَةِ أَنَّهُ لَا يُعْبَدُ اللهُ الَّا بِمَا شَرَعَ ، وَمِمَّا أَوْقَعَ بَعْضَ الفِرَقِ فِي البِدَعِ هُوَ اجْتِهَادُهُم فِي العِبَادَةِ عَلَى غَيْرِ هَدْيٍ ، وَقَدْ أَنْكَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الثَّلَاثَةِ الذِينَ سَأَلُوا عَنْ عِبَادَتِهِ فَتَقَالُّوهَا فَعَزَمُوا عَلَى التَّقَرُّبِ إِلى اللهِ تَعَالَى بِمَا لَمْ يَتَقَرَّبْ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فَأَنْكَرَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ بَلْ وَصَفَهُ بِأَنَّهُ رَغَبٌ عَن السُّنَّةِ فَقَالَ "فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي" وَلَقَدْ صَنَّفَ أَهْلُ العِلْمِ فِي هَذَا البَابِ مَا تَفْنَى الأَعْمَارُ دُونَ الوُقُوفِ عَلَى عَدَدِهِ مِنَ المُصَنَّفَاتِ،
هَذَا فِيمَا يَخُصُّ مَسْأَلَةَ التَّقَرُّبِ إِلَى اللهِ بِغَيْرِ مَا شَرَعَ ،
لَكِنِّي أَعْتَقِدُ أَنَّهُ مِمَّا لَا يَخْطِرُ عَلَى بَالِ أَحَدٍ أَنْ يُصَنِّفَ أَوْ يَتَكَلَّمَ فِي مَسْأَلَةِ عَدَمِ جَوَازِ التَّقَرُّبِ إِلَى اللهِ بِمَا نَهَى عَنْهُ، فَضْلاً عَنْ التَّعَبُّدِ بِمُخَالَفَةِ مَقْصُودٍ مِنْ مَقَاصِدِ بَعْثَةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلَاقِ"

فَمَا انْتَشَرَ فِي هَذِهِ الأَيَّامِ مِنَ السَّبِّ وَالشَّتْمِ واللَّعْنِ والرَّمْيِ بِالفَاحِشَةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يُسْفِرُ عَنْ قُبْحٍ أَخْلَاقِيٍّ وَخَلَلٍ تَرْبَويِّ وَإِنْ كَانَ مَوْجُوداً مِنْ قَدِيمٍ إِلَّا أَنَّ الجَدِيدَ فِي الأَمْرِ أَنَّ القَوْمَ يَعْتَبِرُونَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ.

وَلَنْ أَكُونَ كَالمُتَكَلِّفِ دَلِيلاً عَلَى ضَوْءِ الشَّمْسِ أَوْ نُورِ القَمَرِ فَأَتَكَلَّمَ عَنْ أَهَمِّيَّةِ حُسْنِ الخُلُقِ وَمَنْزِلَتِهِ فِي الإِسْلَامِ أَوْ عَنْ عَدَمِ جَوَازِ التَّلَفُّظِ بِالبَذِيءِ مِنَ القَوْلِ أَوْ عَنْ حُرْمَةِ أَعْرَاضِ المُسْلِمِينَ فَلَا يُرْمَوْنَ بِالفَاحِشَةِ أَوْ الدِّيَاثَةِ، لَكِنِّي أَكْتَفِي بِذِكْرِ أَشْهَرِ شُبَهِ القَوْمِ والرَّدِّ عَلَيْهَا، تِلْكَ الشُّبْهَةُ مِمَّا لَبَّسَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ بِهَا فَيَسْتَنِدُونَ إِلَيْهَا فِي شَرْعَنَةِ السَّبِّ وَالشَّتْمِ، "كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"

الشُّبْهَةُ
أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضْيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ لِلْرَجُلِ: امْصُصْ بَظْرَ اللَّاتِ
وَكَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّ لَنَا سَلَفاً فِي سَبِّ المُخَالِفِ!

وَهُمْ يَقْصِدُونَ الحَدِيثَ الذِي رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَأَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ عَن المِسْوَرِ بنِ مَخْرَمَةَ وَمَروَانِ بنِ الحَكَمِ قَالَا: قال عروة بن مسعود لما جاء مفاوضاً عن المشركين في " الحديبية " للنبي صلى الله عليه وسلم : " فَإِنِّى وَاللَّهِ لأَرَى وُجُوهًا ، وَإِنِّى لأَرَى أَوْشَابًا مِنَ النَّاسِ خَلِيقًا أَنْ يَفِرُّوا وَيَدَعُوكَ " ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ : " امْصُصْ بَظْرَ اللاَّتِ ، أَنَحْنُ نَفِرُّ عَنْهُ وَنَدَعُهُ " ، فَقَالَ : مَنْ ذَا ؟ قَالُوا : أَبُو بَكْرٍ .
وَإِنَّ فِعْلَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَفِعْلَ هَؤلاءِ السَّبَّابِينَ الشَّتَّامِينَ الأَبْذِيَاءِ لا يَجْتَمِعَانِ فِي شيءٍ وَلا يَلْتَقِيَانِ فِي ظِلٍ وَلَا فَيءٍ، فالحَدِيثُ ـ كَالْعَادَةِ ـ ضِدُّهُم وَلَيسَ مَعَهُم، وَذَلِكَ لِأَنَّ العَرَبَ كَانَتْ تَشْتُمُ بِذَلِكَ لَكِنْ بِلَفْظِ الأُمِّ (امْصُصْ بِبَظْرِ أُمِّكَ) وَلكِنَّ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لَمْ يَسُبَّ أُمَّ الرَّجُلِ وَإِنْ كَانَ كَافِراً وَإِنَّمَا سَبَّ اللَّاتَ التي هِيَ الصَّنَمُ الحَجَرُ وَبَلَغَ مَقْصُودَهُ مِنْ تَعْنِيفِ الرَّجُلِ وَزَجْرِهِ وَفِيهِ أَيْضاً مُبَالَغةٌ فِي تَحْقِيرِ هَذَا الكَافِرِ إِذْ أَنْزَلَ الصَّنَمَ التي يَعْبُدُهَا مَنْزِلَةَ أُمِّهِ وَفِيهِ تَعْرِيضٌ بِإِلْزَامِهِمْ مِنْ قَولِهمْ إِنَّ اللَّاتَ بِنْتُ اللهِ ـ تَعَالَى اللهُ عَنْ ذَلِكَ عُلُواً كَبِيراً ـ بِأَنَّها لَوْ كَانَتْ بِنْتاً لَكَانَ لَهَا مَا يَكُونُ لِلْإِنَاثِ، فَالْحَدِيثُ إِذاً لَا يَدُلُّ عَلَى مَا يَسْتَدِلُّ بِهِ القَوْمُ، ثمَّ أَنَّ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ سَبَّ عُرْوَةَ سَبًّا لَيْسَ فِيهِ مَسَاسٌ بِأَعْرَاضٍ وَلَيْسَ فِيهِ قَذْفٌ ، فَشَتَّانَ بَيْنَ فِعْلِهِمْ وَمَا يَسْتَدِلُّونَ بِهِ عَلَى جَوَازِهِ، وقَوْلُ الصِّدِّيقِ هَذَا كَانَ فِي مَقَامٍ بِمَثَابَةِ مُجَابَهَةِ العَدُوِّ فَيَجُوزُ فِيهِ مَا لَا يَجُوزُ فِي غَيْرِهِ كَمَا هُوَ مَعْلُومٌ، كَالتَبَخْتُرِ وَالخُيَلَاءِ فِي حَالِ الحُرُوبِ
قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي دُجَانَةَ لمَّا رَآهُ يَخْتَالُ عِنْدَ القِتَالِ: "إِنَّ هَذِهِ مِشْيَةٌ يُبْغِضُهَا اللهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا فِي هَذَا المَوْطِنِ"
فَهَلْ يَصِحُّ أَنْ يَسْتَدِلَّ أَحَدٌ بِفِعْلِ أَبِي دُجَانَةَ مُتَغَافِلاً عَنْ تَقْييدِ ذَلِكَ الفِعْلِ بِالمَوْطِنِ الذِي يُفْعَلُ فِيه ِ؟!

وأَيضاً الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ هَذَا الكَلَامَ لِرَجُلٍ كَافِرٍ، وَلَمْ يَرِدْ تَكْرَارٌ لِمِثْلِ هَذِهِ الأَلْفَاظِ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَلَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ صَحَابَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فِي حَقِّ مُسْلِمٍ إِطْلَاقاً مَهْمَا بَلَغَتْ دَرَجَةُ الخِلَافِ , بَلْ أَنْكَرَ عَلَى الصَّحَابَةِ مَا هُوَ دُونَهَا عِنْدَمَا كَانَتْ فِي حَقِّ مُسْلِمٍ , عِنْدَمَا قَالَ أَبُو ذَرٍّ لِبِلَالٍ يَا ابْنَ السَوْدَاءِ.

أَنَّ هَذِهِ الوَقْعَةَ لَمْ تَتَكَرَّرْ مِنَ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لَا مَعَ عُرْوَةَ وَلَا مَعَ غَيْرِهِ
فَوَاعَجَباً لِمَنْ يَسْتَدِلُّ بِفِعْلٍ أَوْحَدٍ فِي غَيْرِ مَحِلِّ الاسْتِدْلَالِ وَيَتَغَافَلُ عَن الأَصْلِ
فَيَا أَيُّهَا السَّبَّابُونَ الشَتَّامُونَ ..هَلْ كَانَ أَبُو بَكْرٍ فَاحِشاً بَذِيئاً؟

---------------------------------------------
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الله, السب..., سبيل


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع السب... في سبيل الله ؟!!
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عجوز يمنية تقتل 7 حوثيين دفاعًا عن بناتها الست قبل مقتلها Eng.Jordan أخبار عربية وعالمية 0 04-20-2014 03:12 PM
عجوز يمنية تقتل 7 حوثيين دفاعاً عن بناتها الست قبل مقتلها عبدالناصر محمود أخبار منوعة 0 04-20-2014 07:08 AM
ارتفاع عدد المسلمين في المملكة المتحدة خلال السنوات الست الماضية بنسبة 37% Eng.Jordan المسلمون حول العالم 0 03-29-2013 02:25 PM
فتوى صيام الست من شوال ذكريات شذرات إسلامية 2 09-01-2012 02:15 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 12:34 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59