#1  
قديم 06-13-2013, 10:44 AM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي الفكر الاستراتيجي في العصر النبوي


نشأ مفهوم الإستراتيجية عندما أصبحت الحرب ظاهرة حتمية في حياة الأمم ، عن طريق المعارك و التجارب العسكرية خلال السنوات الطويلة من عمر البشرية.
الاستراتيجي a_3277493791370856634.jpg

ففي القرن الخامس الميلادي جرت محاولات لتنظيم التجارب العسكرية ، ليضع بعض المفكرين العسكريين أمثال "كونفوشيوس و"سان تزو" مفاهيم أساسية ومبادئ رئيسة للحرب ،ولتظهر كل من روما وبلاد اليونان القديمة أولى المؤلفات التي تعالج القضايا الاستراتيجة ، و ليتم بروز عبارة "إستراتيجية" النابعة من تعبير "ستراتيجيوس" الإغريقي، والتي تعني القائد.
في حين يرى الكثير من الباحثين العسكريين أن استخدام كلمة استراتيجيا، يكاد يكون مقصورا على الكتاب العسكريين، ولكن سرعان ما انتشر استعمالها في جميع المجالات.... وقد رجع بعض الباحثين إلى التاريخ الإسلامي لاستنباط ما يتلائم مع مدلول كلمة استراتيجيا من أعمال وتصرفات، وما يتبع ذلك من تفكير القادة المسلمين.
أما بخصوص تعريف الإستراتيجية فليس هناك تعريف واحد جامع مانع ، وإنما يمكن التمييز بين مدرستين كبيرتين : المدرسة الغربية و المدرسة السوفيتية الشرقية ، فحسب الأولى هي فن استخدام المعارك كوسيلة للوصول إلى هدف الحرب ، أي إن الإستراتيجية تضع مخطط الحرب و تحدد التطور المتوقع لمختلف المعارك التي تتألف منها الحرب ، كما أنها فن توزيع استخدام مختلف الوسائل العسكرية لتحقيق أهداف سياسة ، في حين أن المدرسة الشرقية ترى أن الإستراتيجية هي نظام المعارف العلمية عن قوانين الحرب كصراع مسلح من اجل مصالح طبقية محددة .
وعلى الرغم من تعدد التعريفات و اختلاف وجهة النظر يمكن القول أن هناك تقاطعا يجمع بين هده التعريفات مفاده أن الإستراتيجية هي فن و علم ، وهي تعالج الوضع الكلي الشامل للصراع الذي تستخدم فيه القوى و القدرات المختلفة بشكل مباشر من اجل تحقيق هدف السياسة .

بعد أن نزل الوحي على الرسولالاستراتيجي s1.gif وأراد تبليغ رسالته اصطدم بقريش، وتعرض للأذى مع أتباعه ، ليرغموا على الرحيل من مكة إلى المدينة.
وفي السنة الثانية من الهجرة وبعد أن قويت شوكة المسلمين فرض الله عليهم الجهاد وبهذا التشريع تبدأ فترة جديدة في حياة الجماعة الإسلامية ، فالأسباب التي علل بها المؤرخون نزول الإذن بالقتال كانت هي الدفاع عن النفس، و الدعوة الإسلامية، ومحاربة من أخرج المسلمين من ديارهم ، ويتضح هذا من الآية الكريمة: أُذِنَ للذين يقاتلون بأنهم ظلموا، وأن الله على نصرهم لقدير، الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق، إلا أن يقولوا ربنا الله ، ورغم تلقي المسلمين الإذن بالقتال إلا أن السلم كان من أولوياتهم.

ولم تقف تعاليم القرآن عند حدود فرض الجهاد على المؤمنين، ولا عند تحديد الأهداف التى يجب على المسلمين معها حمل السلاح وخوض القتال، بل تجاوزت إلى تحديد أساليب القتال. لتتضح تطبيقات الرسول الاستراتيجي s1.gif، ولتحدد سنن الحرب مثل: الشورى واختيار مواقع القيادة، والعلاقة بين المجاهدين، وجمع المعلومات ومعاملة الأسرى.
وقد اتصفت أعمال الرسولالاستراتيجي s1.gifالحربية الأولى بأنها كانت منسجمة مع الأهداف التي من أجلها تنزل التشريع بالجهاد، فمن المعروف أن سراياه الأولى كانت سرايا استطلاعية، والمقصود منها رصد قريش في تحركاتها المختلفة ، لأن القرشيين اغتصبوا من المسلمين أموالهم وطردوهم من ديارهم، وبالتالي للمسلمين الحق بان يقاتلوهم.

وفي خضم هدا الصراع الذي دار بين الرسولالاستراتيجي s1.gif و قريش، نشبت عنه مجموعة الغزوات منها من حققت أهدافها بدون قتال(غزوة الخندق)، ومنها من خلفت القتلى(غزوة بدر). ومنها من انتصر فيها المسلمين بفضل قادتهم "الأشداء"، وخططهم المحكمة. كما أن هناك غزوات أخرى تعرض فيها المسلمون للهزيمة بسبب أخطاء في تطبيق بعض الخطط والتكتيكات(غزوة أُحد).

أولا - تحديد الإشكالية :
إلى أي حد يمكن اعتبار نماذج الحروب في العهد النبوي تجسد فكرا استراتيجيا بمعناه المعاصر؟

ثانيا – الفروض العلمية :
- غزوات النبي صلى الله عليه و سلم ليست بعيدة عن مضامين الفكر الاستراتيجي المعاصر.
- مدى أهمية الاستناد الى الاستكشافات و إرسال الطلائع في رسم الخطط الحربية.
- القيادة العسكرية في العهد النبوي و مدى أهميتها الاستراتيجة .
- مدى تضمن الحروب العسكرية في العهد النبوي لفكر استراتيجي.

ثالثا – خطة الدراسة :
- 1- الإعداد و التعبئة قبل خوض المعارك في العهد النبوي .
1-1 إعداد الجيوش .
1-2 الاستكشافات و إرسال الطلائع.
-2- الحروب العسكرية في العهد النبوي و دورها الاستراتيجي..
2-1 القيادة العسكرية.
2-2 الخطة و التكتيك في خوض المعارك.
2-3 إستراتيجية الردع الإسلامية .

1 -الإعداد و التعبئة قبل خوض المعارك في العهد النبوي.
1-1 إعداد الجيوش
- الإعداد المعنوي للجيش.
يمكن اعتبار الإعداد المعنوي من بين الأولويات لدى القيادة في العهد النبوي ، فالجنود التي
تتمتع بمعنويات عالية تستطيع أن تقاتل بشكل جيد و تصمد في المعارك، حتى و إن قلت الإمكانيات المادية من عتاد و أسلحة و غيرها ...أما إذا كان الجانب المعنوي ضعيفا حتما سيؤثر على الجنود داخل ساحة المعركة .
و من هنا يمكن تعريف الإعداد المعنوي لدى الجند بأنه الاستعداد العقلي او الشعور الذي يدفعهم عن طيب خاطر إلى الكفاح و التحمل و مجابهة الخطر .
فقد كان الرسول صلى الله علية و سلم يحض الصحابة على البدل في سبيل الله مقابل الجنة ، و كان يحرضهم على الإقدام و الشجاعة في مقارعة أعداء الله ، فكتاب الله و سنة رسوله من أهم المصادر التي تعتمد في التحريض و شحذ الهمم على القتال لأنها تعتبر اكثر الوسائل تأثيرا في النفوس المؤمنة ، لقوله تعالى : " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون و يقتلون وعدا عليه في التوراة و الإنجيل و القران و من أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به و ذلك هو الفوز العظيم " . فتحريض القوات و تشويقها ينتهي بتفجير الطاقات فيها ، و خلق روح قتالية مندفعة بحماس جياش لا يهدا حتى تحقيق الأهداف ، وإذا كان التشجيع بأمور جزئية أو مادية صرفة فان أثره يزول بسرعة ، فالرسول صلى الله عليه و سلم بكونه أميرا لجيش الإسلام كان يحث القوات المسلحة في غزوات كثيرة كما فعل في غزوة احد ، و يرغبهم في الجهاد ، فقد أعطا عليا سيفه المشهور ب " ذي الفقار " بعدما قال جبريل في شأن علي " إن هذه هي المواساة " .
عموما فالإسلام حرص على إعداد الروح المعنوية للجيش إعدادا خاصا ،لانها تعتبر المؤشر الدقيق في تحديد بوصلة المعركة و حصد النتائج بعد التوكل على الله ، فالمعنويات العالية من اهم مزايا الجيوش ذات القيمة العسكرية ، كما أنها أهم مبادئ الحرب .

- الإعداد المادي للجيش.
هدا النوع من الإعداد يأتي من حيث الأهمية بعد الإعداد المعنوي ، فهو أمر مهم و واجب في التنفيذ لقوله تعالى : " اعدوا لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل ترهبون به عدو الله و عدوكم و آخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم و ما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وانتم لا تظلمون " .

فالخروج للقتال و مواجهة الأعداء يجب أن يسبقها إعداد العدة و التجهيز الكامل للجيش بما يتوفر له من إمكانات لتحقيق النصر .
فقد اشتمل الإعداد المادي التدريب على استعمال السلاح الذي كان يتم في الساحات العريضة و التي كان يطلق عليها اسم –المدارب – التي تقوم مقام المؤسسات العسكرية حاليا ، و كانت تنقسم إلى قسمين :
- المدارب لتدريب المقاتلين و فيها يدرب أفراد الجيش على أساليب و أنواع القتال كركوب الخيل المسرجة و المبارزة و القتال بالرمح .
- و المدارب الخاصة بتدريب الخيل و التي كانت تتكون في الغالب من أراضي الحمى.

وبعد انتهاء من فترة التدريب على كافة الأسلحة ، و التي كانت مستعملة في ذلك الوقت يجري التسابق للتأكد من استيعاب المقاتلة و اساليب القتال ، و يتضح ذلك من خلال أن الرسول صلى الله علية و سلم مر ببعض الجنود و هم يتدربون على الرمي فقال : " ارموا بني اسماعيل ، فان أباكم كان راميا ، و انا من بني فلان ، فامسك احد الفريقين بأيديهم فقال عليه السلام : " ما لكم ترمون ...؟ قالو : كيف نرمي و انت معهم ...؟ فقال عليه السلام : ارموا و أنا معكم كلكم ...".
كما استعملوا وسائل صيد الوحوش للتأكد من دقة التداريب و سلامتها .
كما كان المسلمون في العهد النبوي يجرون المناورات الحربية للمقاتلين و الخيول معا ، حتى يتعودوا على اجواء المعركة في وقت الحرب بسماعهم اصوات الخيول و قعقعة السلاح ، و الهجوم على الأعداء و فتح الثغرات بين صفوفهم ، و كل ما يحدث في المعارك الحقيقية حتى يكونوا على بينة من الأمر مما هم يقدمون عليه في المعارك مع العدو .
إضافة الى التدريب على استعمال السلاح ، فقد حرص الرسول صلى الله عليه و سلم على جمعه بعد انتصاره في الغزوات ليزود به جيش المسلمين ، فحين حاصر بني قنقاع و بني النظير أصر أن ياخد منهم السلاح ، ولم يسمح لهم بأخذ شيء منه ، كما استطاع أن يحصل على أسلحة أخرى ...و استعار دروعا من صفوان بن امية ليتدرع بها المسلمسن ، و حث على شراء السلاح و تجهيز المجاهدين بالعتاد .

1-2 الاستكشافات و إرسال الطلائع:
الاستطلاع هو جمع المعلومات عن العدو باستخدام جميع الطرق و الوسائل الاستطلاع ، مثل الاستفادة من السكان المحليين ، و استخدام أجهزة التصنت و الاستفادة من الرصد و إرسال الأشخاص و الدوريات الاستطلاعية ، و سؤال الأسرى و غيرها ...ولاشك في و جوب معرفة العدو من جميع الجهات ، خصوصا من حيث المعدات و القدرات العسكرية كما أمر النبي صلى الله و سلم زيد بن تابث بان يتقن لغة اليهود ، و يتعرف على مراسلاتهم و الرموز المستخدمة فيها للاستفادة عما لديهم من البرامج و المخططات و عن المعدات الموجودة لديهم ، فأهمية الاستطلاع تظهر عندما يكون العدو بصدد الهجوم ، حينذاك يجب على القائد أن يعرف عن العدو مجموعة من الأمور كالنية و الأرض و التجمع و الخطط و منطقة القتال وأنواع الأسلحة ...فاهتمام الرسول صلى الله عليه و سلم بالاستطلاع كان اكثر من اهتمامه بالأمور الحربية الأولى لان الحصول على المعلومات الكاملة عن العدو يؤدي إلى اتخاذ القرار الصحيح بعد التقدير السليم ، و تظهر هده الحقيقة من خلال إرساله بعض الاشخاص او دوريات الاستطلاع قبل بدا الحرب . فقد جاء في الحديث ، " عن الريان قال : سمعت الرضا يقول سمعت الرسول صلى الله و سلم إذا وجه جيشا فأمهم أميرا بعث معهم من تقاته من يتجسس له خبره "، وعن عروة قال : بعث رسول الله أصحاب الرجيع عيونا الى مكة المكرمة لكي يخبره عما لدى قريش من القوات و المعدات .
و شمل إرسال الطلائع زرع الأشخاص في صفوف العدو بهدف الحصول على المعلومات رغم أن هذه العملية محفوفة بالمخاطر ، إلا أنها تعتبر من اقوي الأساليب التجسسية على العدو و ذلك لسهولة و صول المزروع الى أعلى مناصب الدولة ، فالرسول عليه الصلاة و السلام تغلغل في صفوف العدو يوم الخندق و يوم الحديبية بواسطة رجاله المتميزون بالدهاء الأمني و الذكاء العقلي ، و الدين نجحوا في رصد التحركات و التقاط المعلومات وإيصاليها إلى النبي ليتخذ الخطط اللازمة للمواجهة .
إضافة إلى ذلك ، فقد أرسل عليه السلام عبد الله ابن ابي حدرد الاسلمي ليخترق صفوف جيش مالك ابن عوف متحسسا و متسمعا ليعود إليه حاملا الخطة العسكرية التي دبرها ابن عوف في شن هجماته على المسلمين .
عموما فالأعمال الاستطلاعية و الاستكشافات اعتبرت من الضرورات في الحروب و الغزوات
التي قادها النبي عليه الصلاة و السلام ، و التي تضمنت قسمين من الاستطلاع :
- الاستطلاع العادي و التي قامت به وسائط الاستطلاع العادية مثل السكان المحليين كالعباس عم الرسول عليه الصلاة و السلام في مكة المكرمة و غيرها ...
- الاستطلاع القسري وتقوم به دوريات الاستطلاع القتالية ، و يستفاد منه في الحروب غالبا ، كما استفاد النبي عليه السلام في بدر ، و دومة الجندل ، و بني المصطلق و خيبر واحد ، و يلجا الى هدا النوع من الاستطلاع عندما لا تتوفر لديه معلومات كافية عن العدو ، وحينذاك ياخذ عددا من الاسرى لاستجوابهم و الإدلاء بما لديهم من معلومات .


2- الحروب العسكرية في العهد النبوي

2-1 القيادة العسكرية.
إن الهدف الاسمى للقيادة العسكرية هو الحصول على النصر في الحرب بدون او بأقل الخسائر الممكنة في الارواح و المعدات ، ومن هنا يتضح أن القيادة العسكرية تسعى بكل ما لديها من فكر ووسائل الى تحقيق النصر بلا خسائر ، وتلك أعلى مرتبة من تحقيق الأهداف ، كما تقر العلوم العسكرية أن اقتناء الجيوش لأقوى الأسلحة و أحدثها مع الشجاعة و كفاءة رجالها لا يكفي لتحقق في الحرب هدف النصر بالمقياس العلمي ما لم يتوفر لهذه الجيوش أعلى درجات التنظيم في القيادة .
ولكي تكون القيادة صحيحة فمن الضروري أن يلتفت القائد الى أمور مختلفة ، كاستخدام التقنية العسكرية المناسبة لساحة القتال و قوات العدو ، و استخدام القوات بقدر الحاجة ليبقى بعضها على استعداد للضرورة، و ينبغي ألا يغفل على معالجة اكتساح العدو فلا يدع له مجالا للتخطيط و القيام بعمليات مضادة

إلا أن هده القيادة يجب أن تتوفر فيها مجموعة من الشروط او الصفات نذكر من بينها:
- القدرة على اتخاذ القرار: فبعد حصول النبي عليه الصلاة و السلام على المعلومات من طرف أجهزة الاستطلاعات ، اتخذ قرار بإرسال سرية من ثلاثين فارسا بقيادة حمزة بن عبد المطلب هدفها الوصول إلى العيض لتهديد طريق قريش التجاري بين مكة و بلاد الشام ، إضافة إلى إرساله سرية أخرى بقيادة عبيد بن الحارث بمهمة الوصول وادي رابغ للغاية ذاتها .
- الشجاعة الشخصية : لقد اتضحت هذه الصفة في الرسول عليه الصلاة و السلام عندما زج بقواته "314 مقاتلا" يوم بدر في معركة غير متكافئة مع قوات جيش يبلغ ثلاثة أضعاف قواته ، و قاتل بنفسه حتى انتصر ، و كان بشهادة علي ابن ابي طالب اقرب المحاربين إلى العدو .كما أن شجاعته تجلت في غزوة احد ، عندما ترك الرماة الذين وضعهم على رأس الجبل أماكنهم و استطاع المشركون بقيادة خالد بن الوليد اغتنام الفرصة و مفاجأة المسلمين من خلفهم ، فاختل توازن المسلمين ، و كانت هزيمة مؤكدة ، لكن الرسول صلى الله عليه و سلم تبث في مكانه و أخد ينادي أصحابه ليتجمعوا حوله ، و استطاع أن يكسر حدة هجوم العدو و ينسحب مما بقي من قواته نحو شعب الجبل .
- معرفة مبادئ الحرب : إن الرسول عليه السلام كقائد عسكري توافرت فيه الشروط المطلوبة لقيادة معارك المسلمين ، و بالتالي كان له بعد النظر و صحة التوقعات ، فعندما انكفأت الأحزاب عن المدينة بعد غزوة الخندق ، قال للمسلمين :" لن تغزوكم قريش بعد عامكم هذا ، و لكنكم تغزونهم".فقد لخص في هذه الجملة بما سيأتي من بعد ، و صحت توقعاته .
إضافة أن الرسول عليه الصلاة و السلام طبق مجموعة من المبادئ الحربية رغم أنها لم تكن معروفة في ذلك العصر ، إلا أن تطبيقها كان حاضرا ومن بينها:
المحافظة على الهدف : فقد كان الرسول عليه السلام يختار هدفه بدقة متناهية و يحافظ علية ،ولعل ابرز مثال على ذلك ما قام به في غزوة الحديبية ،فهدفه كان هو العمرة و التأثير في معنويات قريش دون أن يفكر في القتال.إضافة الى نهجه عليه السلام مبدأ الأمن الذي أولاه اهتماما خاصا ، فبعد تحريك قواته كان يرسل معها دوريات الاستطلاع للحماية.

2-2 الخطة و التكتيك في خوض المعارك.
الخطة عند العسكريين هي التكتيك الذي يقرر الجيش على اساسه خوض المعركة ، وعلى هذه الخطة التي يضع بنودها قائد الجيش مع اركان حربه ، تكاد تكون نتيجة المعركة معروفة مقدما قبل التحام القوات ، فالخطة التي تحقق هزيمة الاعداء، هي التي تعد نتيجة للدراسات الواعية المحكمة ، و الاستخبارات الفاحصة لقوات العدو ، مع معرفة طبيعة الارض التي تدور عليها المعركة و معدات العدو و اسلحته، و مدى فاعليتها ،و أيضا معنويات المقاتلين و مدى قناعتهم بالهدف الذي يقاتلون من اجله .
و يكاد يكون شبه اتفاق بيت قادة المعارك أن وضع الخطة المحكمة للقتال هو الخطوة الاولى نحو تقريب النصر والتمسك به ، فكل الاستراتيجيات التي وضعتها المدرسة العسكرية الاسلامية لم تكن نتيجة لاجتهاد القائد ، و الاستفادة من خبراته السابقة في ميادين القتال فحسب ، بل كانت دائما نتيجة لتحليلات القائد و تصوراته مع خبرة أركان حربه و المعلومات التي زودتهم بها الطلائع عن قوات العدو .
فالخطة إذن هي تفكير منظم يسبق العمل بعد دراسة المعلومات المحصل عليها ، و ينقسم التخطيط إلى قسمين :
- التخطيط الاستراتيجي أو الخطة العامة.
- التخطيط التكتيكي أو الخطة الخاصة.
فالأول هو استخدام الاشتباك كوسيلة للوصول الى غايات الحرب ، أو فن إعداد توزيع القوات و استخدامها أو التهديد باستخدامها ضمن أطار الإستراتيجية العامة لتحقيق أهداف سياسية .
فالرسول عليه الصلاة و السلام قاتل أعدائه من خلال إستراتيجية كان قد أعلن عنها يوم أن نزلت عليه آية الإذن بالقتال لقوله تعالى :" أذن للدين يقاتلون بأنهم ظلموا و أن الله على نصرهم لقدير " ، إضافة الى أن ظهور خطة النبي الإستراتيجية كانت واضحة من خلال تحديده لأعداء الدعوة في قريش و اليهود داخل المدينة و اهل الكفر المحيطين بالجزيرة العربية ، إضافة إلى المعارك التي خاضها عليه السلام ، ففي غزوة بدر وبعد الحصول على المعلومات الاستطلاعية قرر المسلمون أن يسبقوا قريش إلى بدر ، فقد روى ابن كثير:
" خرج الرسول عليه السلام يبادرهم الى الماء، حتى جاء أدنى ماء من بدر...فذكروا أن الحباب بن المندر بن الجموح - محارب انصاري – قال يا رسول الله ، أريت هدا المنزل ، أمنزل أنزلك الله ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه؟ أم الرأي و الحرب و المكيدة ، فقال : بلا هو الحرب و الرأي و المكيدة ، قال يا رسول الله ، فان هذا ليس بمنزل فامضي حتى تأتي أدنى ماء من القوم فننزله ، ثم نغور ما وراءه من القلب ، ثم نبني عليه حوضا ن نملؤه ماء ثم نقاتل القوم ، فنشرب و لا يشربون ، فقال عليه السلام : لقد أشرت بالرأي ."
أما التكتيك او الخطة الخاصة ، فكان علية السلام يضع كل معركة من المعارك ما يناسبها من تخطيط دقيق من حيث الزمان و المكان ، و إعداد الجيوش و تجهيز العتاد و تعيين القادة إلى غير ذلك من التكتيكات الحربية ...

فهذه الخطط و التكتيكات و خصوصا الجماعية التي تنبثق من روح الجماعة التى أقرتها مبادئ الاسلام ، و أمر بها الله في قوله تعالى : " و اعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا"و قوله عليه الصلاة و السلام : " يد الله مع الجماعة " و قوله أيضا : " عليكم بالجماعة و إياكم و الفرقة " .
و تتضح هذه الخطط التى نهجها النبي عليه السلام إثناء مواجهته لقريش ، بحيث جرى ترتيب المقاتلين في صفوف و أمر الرسول اصحابه أن يصدوا هجمات المشركين و هم مرابطون في مواقعهم و قال لهم : إذا اكتنفكم القوم فانضحوهم بالنبل ، ولا تحملوا عليهم حتى تأذنوا..."، فقد كانت كلمة التعارف بين المسلمين ، و شعارهم في القتال أثناء المعركة هو " احد...احد..."
فقد تولى الرسول عليه السلام تحريض المسلمين على القتال ، و يدفعهم لمجابهة العدو و يبلغهم أن الجنة لمن احسن البلاء ، و لمن غمس يده في العدو حاسرا تنفيذا للأمر الإلهي لقوله تعالى : " يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال" ، فخلال القتال نزل عليه السلام من عريشه الى اصحابه يشد عزائمهم و يبشرهم بنصر الله و يقول لهم : " شدوا سيهزم الجمع و يولون الدبر ، من قتل قتيلا فله سلبه ، ومن اسر أسيرا فهو له ".
وبعد تنفيذ الخطة و نهاية المعركة ، قتل سادة و اشراف قريش و منهم ابوجهل وامية بن خلف و حنظلة بن ابي سفيان و شيبة و بني ربيعة و غيرهم...
عموما فالخطة في العهد النبوي لم تكن مقتصرة على القائد وحده ، بل يكون للجماعة نصيبها ، ولهذا كان الاسلام حريصا على أن توضع الخطة على اساس من الشورى أي عرض كافة الآراء و طرحها على المناقشة و البحث و الدراسة و اختيار الاصلح ، و اتضح هذا في مجموعة من الغزوات كغزوة بدر بعد أن استشار عليه السلام مع المسلمين ، وجاء في قوله : " استشيروا علي أيها الناس " في حين أن تنفيذ الخطة توكل للجيش بأكمله .

2-3 استراتيجيه الردع الإسلامية .
الردع هو منع دولة معادية من اتخاذ قرار باستخدام أسلحتها ، وذلك عن طريق اتخاذ التدابير والإجراءات التي تشكل تهديدا كافيا يحقق الردع، ويكون نتيجة ذلك أن تدخل الدولة في عملية حسابية تقارن بين الخطر الذي يحدق بها عند تفكيرها في الهجوم ، او الغنم التي تحصل عليه نتيجة إشعال الحرب ، في حين هدف الردع الاساسي هو منع العدو من المباشرة في الحرب ، كما له انواع كثيرة كالردع الدفاعي و الردع الهجومي ، و المباشر و الغير المباشر .
لقد امرالله تعالى بإعداد القوة و المرابطة على النحو الذي يرهب به الأعداء و يخيفهم من عاقبة عدوانهم ، فقال جل و على :" واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله و عدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم " ، كما قال النبي عليه الصلاة و السلام : " نصرت بالرعب مسيرة شهر " متفق عليه.
ومما سبق يمكننا أن نستخلص أن الاسلام يأمر بإعداد القوة و رباط الخيل ، ويجعل الهدف من هده القوة و المرابطة بقوله تعالى : "ترهبون به عدوا الله و عدوكم "، وذلك يفهم منه أن القصد
هو إرهاب الادعاء و إخافتهم من عاقبة عدوانهم على بلاد الأمة .
فهذه إذن هي استراتيجيه الردع الإسلامية وهي كما هي واضح - موقف مبدئي – للعسكرية الاسلامية مند اربعة عشر قرنا ، وقد طبقها النبي القائد عليه الصلاة و السلام في معاركه ، كما يتبين من تحليل الغزوات التي قادها بنفسه و عددها ثمانيا وعشرون غزوة ، تسعة عشر منها حققت أهدافها بدون قتال و بسبب فرار الأعداء أمام قوة المسلمين ، ولم ينشب قتال إلا في تسع غزوات فقط ( بدر ،احد ، الخندق ، بني قريضة ، ....) .
فقد تميزت إستراتيجية الردع الإسلامية عن الاستراتيجيات الأخرى المعاصرة بعدة خصائص تنبع من شرائع الإسلام و تسير حسب مبادئه ، فإستراتيجية الردع المعاصرة مرتبطة ارتباطا وثيقا بالتوازن بين القوى ، فاحتمال نشوب الحرب يكون بعيدا إلا إذا اختل هدا التوازن .أما الأمة الإسلامية فأمرها يختلف ، دلك أنها إذا تملكت القوة المتفوقة على خصومها ، حتى يصبح ميزان القوة متفوقا ، فان ذلك لن يغريها باستخدام تلك القوة ضدهم ماداموا ممتنعين عن العدوان عليها أي أن الأمة الإسلامية لا تتعدى حدود الردع .
إضافة إلا أن هذه الإستراتيجية – الردع – تصبوا الى منع العدوان و الحرب و تكتفي بإخافة و إدخال الرهبة في صفوف الخصوم لمنعهم من الحركة تحسبا للمخاطر التي قد يعرضون أنفسهم لها ، وهذا ما يميز إستراتيجية الردع الإسلامية من غيرها .
عموما فان الأساس التي تقوم عليه إستراتيجية الردع الإسلامية هو إظهار القوة لمنع العدو من العدوان و عدم استخدام القوة إلا لرد الاعتداء ،و إقناع الامم الاخرى بامتناع الى اللجوء لأساليب القوة و اعتمادهم للوسائل السلمية لحل منازعاتهم .
كما أن من خصائص هذه الإستراتيجية أنها ذات طابع هجومي ، بهدف إقناع العدو انه سيكون خاسرا إذا بدا العدوان ، فقد أكد بعض الإستراتيجيون هذا المبدأ بقول اندريه بوفر : " أن العقيدة العسكرية ذات الطابع الدفاعي البحث لن تكون لها إلا قيمة ضعيفة في الردع ، إلا إذا توفرت لها القوة الهجومية ، لان مفتاح الردع هو القوة على التهديد " ،و نضيف الى ذلك أن هذه الإستراتيجية تعتمد فضلا عن إظهار القوة لعنصرين من عناصر إستراتيجية الردع الإسلامية و هما " الحركة" و " المفاجأة " و هذان العنصران يعبر عنهما رباط الخيل في القران الكريم ، فالرباط هو الحراسة و الاستعداد للقتال الفوري عند الخطر ، و الخيل يشير الى الخفة و سرعة الحركة و المباغتة ، و هذا يتضح كذلك من قوله تعالى : " و العاديات ضبحا ، فالموريات قدحا ، فالمغيرات ضبحا ، فأثرن به نقعا ، فوسطن به جمعا ".



خاتمة:
وخلاصة القول يمكن اعتبار نماذج الحروب و الغزوات التي قادها علية الصلاة و السلام تتضمن فكرا استراتيجيا بالمعنى المعاصر ، و يتضح ذلك من خلال ملامستنا لبعض مبادئ الإستراتيجية : كالاستطلاع ( الاستخبارات بالمفهوم المعاصر ) ،الحشد ،المناورة ، الحركة ، و الردع ، و الإعداد النفسي و الحروب النفسية ، إضافة الى اختيار المواقع و عدم إضاعة الهدف ...
فكل هده المبادئ مازالت حاضرة في حروب الحقبة المعاصرة.
فاغلب الغزوات التي قادها عليه السلام التي استعمل فيها الوسائل العسكرية ، كانت غايته الوصول إلى أهداف سياسية و هي بناء الدولة الإسلامية، مما يؤكد أيضا تضمن هدا الفكر أدبيات إستراتيجية.



المراجع المعتمدة:
1- القران الكريم .
2- السنة النبوية الشريفة .
3- هيتم كياني ، جولة في عالم الإستراتيجية ، مجلة الوحدة ، العدد 69 يونيو 1990.
4- كارل بروكلمان ، تاريخ الشعوب الإسلامية ،ترجمة منير البعلبكي و نبيه عاقل فارس ، الطبعة السابعة 1977.
5- نبيه عاقل ، تاريخ العرب القديم في عصر الرسول الاستراتيجي s1.gif، سلسلة تاريخ العرب و الإسلام، الطبعة الثالثة 1983.
6- الغازي اسماعيل المهر ، مبادئ الحرب في الإسلام ، دار الفرقان للطباعة و النشر، الطبعة الأولى 1994.
7- نهاد يوسف الثلاتيني ، الأمن العسكري في السنة النبوية ،رسالة ماستر ، الجامعة الاسلامية غزة 2007.
8- احمد زماني ، النظام العسكري في الاسلام ، الدار الاسلامية بيروت ، الطبعة الاولى 1991.
9- عبد الرحمان عميرة ،الإستراتيجية الحربية في إدارة المعارك في الإسلام ،الهيئة المصرية العامة للكتاب 2005.
10- محمد سيد طنطاوي ، السرايا الحربية في العهد النبوي ، الزهراء للإعلام العربي 1990.
11- محمد جمال الدين محفوظ ، العسكرية في الإسلام ، سلسلة اقرأ ،عدد 598، دار المعارف للنشر ، بدون تاريخ.
12- محمد فرج ، المدرسة العسكرية الإسلامية ، دار الفكر العربي للنشر ، الطبعة الثانية 1979.
13- احمد داوود سلميان ، نظريات الإستراتيجية العسكرية ، دار الفكر العربي للنشر ، الطبعة الأولى 1988.
14- اللواء محمد شيت حطاب ، الشورى العسكرية في عهد الرسالة ، دار القبلة للثقافة الإسلامية ، الطبعة الأولى 1993.
15- احمد راتب عرموش ، قيادة الرسول السياسية و العسكرية ، دار النفائس للنشر 1979.
16- سيد محمود القمني ، حروب دولة الرسول ، مكتبة مدبولي الصغير للنشر ، الطبعة الثانية 1996


فضيل التهامي
باحث في العلوم السياسية جامعة محمد الخامس الرباط المغرب
Fadil .touhami@gmail.com


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالهوامش
1. هيثم كيلاني ، جولة في عالم الإستراتيجية ، مجلة الوحدة العدد69 ، يونيو 1990 ص8.
2. نفس المرجع ص 8.
3. كارل بروكلمان ، تاريخ الشعوب الإسلامية ، ترجمة منير البعلبكي و نبيه عاقل فارس ، الطبعة السابعة 1977 ص 51.
4. سورة الحج ، الآيتان 39-40
5. نبيه عاقل ، تاريخ العرب القديم في عصر الرسول ص ، سلسلة تاريخ العرب و الإسلام ، الطبعة الثالثة 1983 ص 450.
6. الغازي اسماعيل المهر ،مبادئ الحرب في الإسلام ، دار الفرقان للطباعة و النشر ، الطبعة الأولى 1994 ص 87.
7. نهاد يوسف الثلاثيني ،الأمن العسكري في السنة النبوية ، رسالة ماستر ، الجامعة الإسلامية غزة 2007ص 51.
8. سورة التوبة الاية 111.
9. احمد زماني ، النظام العسكري في الإسلام ، الدار الإسلامية بيروت ، الطبعة الأولى 1991 ص 99.
10. نهاد يوسف الثلاثيني ، مرجع سابق ص 54.
11. سورة الأنفال آية 60.
12. عبد الرحمان عميرة ، الإستراتيجية الحربية في إدارة المعارك في الإسلام ، الهيئة المصرية العامة للكتاب 2006 ص 91.
13. نفس المرجع ص 92.
14. نهاد يوسف الثلاثيني ،مرجع سابق ص 53.
15. احمد زماني ، النظام العسكري في الإسلام ، مرجع سابق ص 133.
16. نفس المرجع ص 134.
17. نهاد يوسف الثلاثيني ،مرجع سابق ص223.
18. محمد سيد طنطاوي ، السرايا الحربية في العهد النبوي ،الزهراء للإعلام العربي 1990 ص 132.
a. احمد زماني ، النظام العسكري في الإسلام ، مرجع سابق ص136.
19. محمد جمال الدين محفوظ ، العسكرية في الإسلام ، سلسلة اقرأ عدد 598 ، دار النشر المعارف ، ص46.
20. احمد زماني ، النظام العسكري في الإسلام ، مرجع سابق ص 191.
21. نفس المرجع ص 162.
22. محمد فرج ، المدرسة العسكرية الإسلامية ،دار الفكر العربي ، الطبعة الثانية 1979 ص 603.
23. احمد زماني ، النظام العسكري في الإسلام ، مرجع سابق ص136.
24. -احمد راتب عرموش ، قيادة الرسول السياسية و العسكرية ، دار النقاش للطباعة و النشر ، الطبعة الأولى 1973 ص 185/186.
25. عبد الرحمان عميرة ، الإستراتيجية الحربية في إدارة المعارك في الإسلام ص 177.
26. نفس المرجع ص178.
27. احمد داود سليمان ، نظريات الإستراتيجية العسكرية ، الطبعة الأولى 1988 ص 42.
28. سورة الحج الآية 39.
29. نهاد يوسف الثلاثيني ،الأمن العسكري في السنة النبوي رجع سابق ص 496.
30. سيد محمود القمني ، حروب دولة الرسول ، الجزء الأول ، مكتبة مدبولي الصغير ، الطبعة الثانية 1996 ص 60.
31. محمد فرج ، المدرسة العسكرية الاسلامية ص 496.
32. سورة الانفال ، الاية 65.
33. اللواء محمود شيت خطاب ، الشورى العسكرية في عهد الرسالة ،دار القبلة للتقافة الاسلامية ، الطبعة الاولى 1996 ص 7.
34. عبد الرحمان عميرة ، الإستراتيجية الحربية في إدارة المعارك في الإسلام ص 34.
35. محمد جمال محفوظ ، المدخل إلى العقيدة و الإستراتيجية العسكرية الإسلامية ، دار المعارف بدون تاريخ ص 20.
36. سورة الانفال الاية 60.
37. عبد الرحمان عميرة ، مرجع سابق ص 18.
38. نفس المرجع ص 19.
39. نفس المرجع ص20.
40. محمد جمال الدين محفوظ ، العسكرية في الإسلام مرجع سابق ص 23.

المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الاستراتيجي, العصر, الفكر, النبوي


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع الفكر الاستراتيجي في العصر النبوي
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
دراسات فـي الفكر الاستراتيجي والسياسي Eng.Jordan كتب ومراجع إلكترونية 7 11-03-2013 10:30 PM
الفكر الاستراتيجي للقادة: دروس مستوحاة من التجارب العالمية والعربية Eng.Jordan بحوث ومراجع في الإدارة والإقتصاد 3 11-03-2013 08:33 PM
مدخل منهجي لدراسة الفكر العربي ـ الإسلامي في العصر الوسيط Eng.Jordan بحوث ودراسات منوعة 0 11-17-2012 06:49 PM
دراســـات فـي الفكر الاستراتيجي والسياسي Eng.Jordan كتب ومراجع إلكترونية 0 02-19-2012 11:45 AM
تحديات الفكر والثقافة العربية في الفكر والأدب الدكتور سليمان الأزرعي مهند دراسات و مراجع و بحوث أدبية ولغوية 0 01-09-2012 06:47 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 01:03 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59