#1  
قديم 02-03-2013, 09:41 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي إطار عمل منطقي للإدارة بالإبداع


حمل المرجع من المرفقات



الدكتور سليم إبراهيم الحسنية
عميد المعهد العالي للتنمية الإدارية
جامعة دمشق – سورية





المقدمة

هل يمكن زراعة العقليات المبدعة في المنظمات العربية؟ أو هل يمكن الانتقال من حالة طلب اللحاق، أو حالة طلب البقاء، إلى حالة طلب الإبداع فالازدهار فالنمو؟ كاتب هذه السطور يزعم بأن ذلك ممكن، وسيبرهن على ذلك عبر تحليل جذور هذه المشكلة، وبيان كيفية تأسيس بنية تحتية لنظام الإدارة بالإبداع بتكلفة شبه مجانية، و من ثم كيف يمكن تشييد أعمدة تحمُل النظام وتحميه من الانهيار، بتكلفة معقولة، باستطاعة كل الأفراد والمنظمات والدول توفيرها من مواردها الخاصة، وإلاّ لا يكون نظاماً للإدارة بالإبداع، وأخيراً، كيف يمكن تشغيل نظام الإدارة بالإبداع، الذي ينتظر منه تحقيق الازدهار والنمو غير المحدودين، لأنه يستند إلى طاقة الإنسان الإبداعية غير المحدودة.
فبقدر ما أقرت قيادات المجتمع بالإبداع كحقيقة، ركّزت عموماً على السماح للظواهر الأدبية والإعلامية في الإبداعات الظاهرية، بدلاً من التركيز على تطوير أو " زراعة" أنواع أوسع وأعمق من الإبداع الأدبي والفني، وقد ركزت على دور التقنيات Techniques أو وصفات للإبداع، بدلاً من وضع الترتيبات التي تُطور الإبداع العام، والإبداع الخاص في المنظمات و لدى جميع العاملين فيها.
هذا الإطار المنطقي يقترح إصلاح الميزان بالدفاع عن عادات العقل الباعثة على الإبداع الأوسع والأعمق، ويركّز على بعض السمات الموجودة في المنظمات وقاعات الاجتماعات والدروس التي تبدو لتكون باعثة على تطوير هذه العادات من الإبداعي. إن التجارب في الإدارة الميدانية وقاعات التدريس التي شاهدها الكاتب, في العقود الأخيرة، تدعم هذه الطرح.
يقترح المؤلف على الأكاديميين والمديرين، هذا النوع من الإقناع اللطيف أو (زراعة الإبداع) الذي سيكون له عائد ذو قيمة طويلة المدى، أعظم بكثير من نوع إطلاق الزناد لردود فعل احتفالية نشاهدها أحياناً بالعين المجرّدة في معظم المناسبات "الإبداعية"، آملين أن يتحول الإبداع إلى نشاط يومي يمارسه كل أفراد التنظيم.
إن أول بذور الإقناع ما يقوله الأستاذ الروسي ب.ك.أنوخين(في بوزان، 2006، 31) في نتائج بحوثه عن المخ البشري، التي دامت ستين عاماً،: "إن إجمالي عدد التراكيب المحتملة في العقل –إن تم تدوينها- فسوف تقدر برقم واحد وعلى يمينه 10,5 مليون كم من الأصفار!.... وأنه لم يظهر إلى الآن أي كائن بشري يملك القدرة على توظيف كل إمكانات عقله". لذلك يجب أن نقبل بالحقيقة المطلقة التي يزيد إثباتها يوماً بعد يوم، أن لا حدود لطاقات العقل البشري ولانهاية معروفة له حتى الآن.
فإذا ما أقرَرْنا بهذه الحقيقة، فنحن من أغنى دول العالم، إذا ما ضربنا عدد الرؤوس بملايين الأصفار، وضربنا ذلك بالثروات الطبيعية التي تحت أقدامنا، والتاريخ الحضاري الذي وراء ظهورنا، ولكننا أضعنا مفتاح العقل وزرعنا الطريق بالشوك، وعزاؤنا أن العقل نفسه قادرٌ على العثور على المفاتيح وتعبيد الطريق، والتقدم نحو الازدهار.
من عِبَر التاريخ أن يشهد القرن الثالث عشر الميلادي التحولات الكبرى في العالم, التي نعيش تبعاتها حتى الآن، ففي أوربا شهد مخاض ميلاد عصر النهضة والعلم الحديث, وبالوقت نفسه ذبول وهج العلم والازدهار في العالم العربي والإسلامي ودخوله في عصور الانحطاط. ففي عام 1257 تأسست جامعة السربون في باريس، وما زالت تشمخ بعراقتها وبرُيقها العالمي حتى اليوم, ناهيك عن تفريخها لعشرات الجامعات الفرنسية، أما كمبردج فقد ولدت عام 1284 وما زالت تزهو بقوتها وخريجيها وأبحاثها ومنشوراتها التي تغزو كل أصقاع العالم.
هذا القرن العجيب شهد في العالم العربي والإسلامي ضعف الدولة المركزية في بغداد, وقيام حركات انفصالية في جناحيه المشرقي والمغربي، وسقطت بغداد على أيدي المغول، واشتدت الحملات الصليبية، ومن غرائب مصادفات التاريخ أن المغول قد أحرقوا مكتبة "بيت الحكمة" في بغداد عام 1258، وسقطت الخلافة العباسية عملياً عندما قَتَل هولاكو أخر خلفائها المعتصم في العام نفسه، وتوقف تقدم العرب في أوربا على يد فيرديناند الثالث عام 1236.
العبرة من هذه المقارنة هي أن المشكلة مع الحضارة الغربية مازالت تزدهر منذ نحو ثمانية قرون متواصلة دون انقطاع أو تراخ، وأن حضارتنا العربية الحديثة التي بدأت منذ نحو مئة عام مع محمد عبده والكواكبي وقاسم أمين،.... لم يقو عودها بعد. فالطموحات الكبرى لم يتحقق منها شيء يستحق التفاخر به؛ فالسياسة متعثرة، ومخرجات التعليم لا تلبي حاجات المجتمع، والمساهمات العلمية لا تستحق الذكر، والاقتصاد والتجارة يعتمد بشكل أساسي على الموارد الطبيعية (زراعة، بترول،....). ماذا نفعل حيال ذلك، أمامنا ثلاثة خيارات:




حمل المرجع من المرفقات


المصدر: ملتقى شذرات

الملفات المرفقة
نوع الملف: doc 36.doc‏ (1.07 ميجابايت, المشاهدات 9)
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
للإدارة, منطقي, بالإبداع, عمل, إطار


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع إطار عمل منطقي للإدارة بالإبداع
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حلول أسئلة كتاب الأساليب الكمية للإدارة Eng.Jordan بحوث ومراجع في الإدارة والإقتصاد 2 03-04-2015 09:47 AM
الكشف عن فضيحة تجسس جديدة للإدارة الأمريكية Eng.Jordan أخبار عربية وعالمية 0 10-21-2013 09:35 PM
امتزاج التخريب بالإبداع Eng.Jordan رواق الثقافة 0 05-13-2013 12:49 PM
نسخة تجريبية لأفضل برنامج للإدارة البشرية Eng.Jordan الحاسوب والاتصالات 0 12-19-2012 06:41 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 07:29 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59