#1  
قديم 04-13-2012, 09:13 AM
الصورة الرمزية يقيني بالله يقيني
يقيني بالله يقيني غير متواجد حالياً
متميز وأصيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: جمهورية مصر العربية
المشاركات: 4,854
ورقة أحمد بن بيلا في حواره الأخير لـ الأهرام‏


الأهرام‏ 73.gif

أحمد بن بيلا في حواره الأخير لـ الأهرام‏ :‏ أدعو مصر أن تحاور مصر ‏..‏ وأتمني ألا يكون الحوار دينيا‏!‏

مقاتل مكافح مناضل‏,‏ مناور محاور مثابر‏,‏ محرر قومي عربي‏,‏ مصلح مفكر سياسي هو الثائر والسلطوي والمعارض‏,‏ هو واحد من رواد القومية العربية وبطل من أبطال مقاومة الاحتلال بوصفه أحد زعماء الثورة الجزائرية الذين أخذوا علي عاتقهم التصدي للاستعمار الفرنسي.

الأهرام‏ 45784_53_12_4_2012_36_46.jpg


ليغدو الرجل الأول الذي قاد حركة الاستقلال الوطني في بلاده ويصبح أول رئيس منتخب للجزائر... الرئيس الراحل أحمد بن بيلا تميز بالشجاعة والتواضع والهدوء وتحلي بالتفاني والاخلاص والوضوح, وسطر صفحات مضيئة من تاريخ بلاده فظل رمزا للعطاء والنضال والصمود.

ولد بن بيلا فى 25 ديسمبر 1961 , في مدينة مغنية بالقرب من وهران بالغرب الجزائري, وواصل تعليمه الثانوي بمدينة تلمسان وأدي الخدمة العسكرية عام1973 , تأثر بعمق بأحداث8 مايو 1945 فإنضم إلي الحركة الوطنية باشتراكه في حزب الشعب الجزائري وحركة الانتصار للحريات الديمقراطية حيث انتخب عام 1974 مستشارا لبلدية مغنية, أصبح بعدها مسئولا عن المنظمة الخاصة حيث شارك في عملية مهاجمة مكتب بريد وهران 1949 بمشاركة حسين آيت أحمد, ورابح بيطاط ألقي عليه القبض عام 1950 بالجزائر العاصمة وحكم عليه بعد سنتين بسبع سنوات سجن وهرب من السجن عام2591 ليلتحق في القاهرة بحسين آيت أحمد ومحمد خضير ليكون فيما بعد الوفد الخارجي لجبهة التحرير الوطني, قبض عليه مرة أخري عام 1956 خلال عملية القرصنة الجوية التي نفذها الطيران العسكري الفرنسي ضد الطائرة التي كانت تنقله من المغرب إلي تونس والتي كان معه خلالها قادة آخرين لجبهة التحرير وهم محمد بوضياف, ورابح بيطاط, وحسين آيت أحمد تم اقتياده إلي سجينا فرنسي يقع في الأراضي الفرنسية وبقي معتقلا فيه إلي موعد الاستقلال في5 يوليو1962 فعاد هو ورفاقه إلي الجزائر.


فى 15 سبتمب 1963 انتخب كأول رئيس للجمهورية الجزائرية, وفي16 يونيو1965 عزل من طرف مجلس الثورة وتسلم الرئاسة هواري بومدين وظل بن بيلا معتقلا حتي1980 في فيلا خاصة في منطقة شبه معزولة ولم يسمح لأحد بزيارته, ولم تجد تدخلات الزعيم جمال عبد الناصر الشخصية في إطلاق سراحه, وذهبت سدي كل المحاولات التي قام بها رؤساء الدول الذين كانت تربطهم بـبن بيلا علاقات صداقة, وعندما وصل الشاذلي بن جديد إلي السلطة عام1980 أصدر عفوا عن أحمد بن بله حيث غادر الجزائر متوجها إلي باريس ومنها إلي سويسرا في منفي اختياري وعندما كان في باريس أسس حزبا أطلق عليه اسم الحركة من أجل الديمقراطية, وقد عارض نظام الشاذلي بن جديد وحزب جبهة التحرير الوطني والأحادية السياسية وكان يطالب بحياة سياسية تتسم بالديمقراطية واحترام حقوق الإنسان ثم عاد نهائيا إلي بلاده في عام.1990

تعددت لقاءاتي مع الرئيس بن بيلا غير أنها كانت إما عابرة أو في ندوات وفاعليات ومؤتمرات كان هو فيها مشغولا لكن لقائي الأخير معه كان يحمل طابع الخصوصية والاستثنائية كونه تم في احتفالات تلمسان عاصمة الثقافة الاسلامية تلك المدينة التي نما فيها وترعرع بن بيلا وشدت إليها الأنظار بهدوئها الأخاذ وخطفت إليها الأبصار بجمالها البسام وسكنت قلوب العديد من الزائرين من الشخصيات السياسية والأدبية والفكرية بسحرها النفاذ.

نعم لقد منحتني تلك المدينة المثقلة بظلال الغرب الجزائري فرصة طيبة للتعايش والتحاور عن قرب مع رئيسين أحدهما عبد العزيز بوتفليقة والآخر أحمد بن بله الذي تحدث للأهرام بكثير من الفخر والاعتزاز ومزيج من البساطة والعقلانية تحدث بطلاقة متناهية بغير تعقيد أو تكليف ولغة سهلة بغير تعال أو تشديد حتي بدا لي مثل كتاب مفتوح أبحرت خلال صفحاته في مرحلة ممتعة بين خليط من الماضي والحاضر والمستقبل.

سألته: دعني أصارحك بأنك تركت صورة واسما وبصمة رائعة في قلوب الكثيرين حول العالم.. اسمك ارتبط بالنضال والاستقلال ثم الرئاسة والاعتقال ثم المعارضة والحوار.. كيف تري ذلك؟

حياتي كلها كانت نضالا في نضال, أستطيع أن أقول إن معاركي لم تتوقف في أي وقت من الأوقات عشت حياة فريدة من نوعها إلي حد ما, لقد شاركت في تحرير بلدي, كنت واحدا من الذين نظموا معركة التحرير شاركت أيضا بشكل فاعل وفعال في كل معارك التحرير, صحيح انني دفعت غاليا ثمن كفاحي من أجل العدالة وحرية الشعوب, ولكن لم أفعل سوي ما آمنت به واجبا والتزاما مني لذلك فإن الاختيار بالنسبة لي لم يكن غاية في الصعوبة حيث التزمت بالنضال من أجل وطني كنت صغير السن, ولقد فتحت الآفاق بين يدي وأدركت بعدها وبسرعة فائقة أن المشاكل تتعدي الجزائر, وأن الاستعمار يطال شعوبا عدة أخري.

كيف كان اختيارك وارتباطك بنصرة ومساعدة هذه الشعوب؟

إن الاستعمار الفرنسي طال كثيرا في بلادي لمدة132عاما, وقد شاركت في هذا الكفاح بالجزائر, لقد كانت بلادي حينها بالنسبة للفرنسيين إقليم ما وراء البحار, كانت بمثابة فرنسا في الضاحية الأخري للبحر المتوسط وبمباشرة بعد الاستقلال ارتبطت بكل أولئك الذين يناضلون هم أيضا في كل أنحاء العالم في سبيل تحرير بلدانهم فمثلت المرحلة تلك شكلا من أشكال معركة التحرير الوطنية التي شاركت في كل حلقاتها, في تونس والمغرب وفيتنام كنت أري عمليا جميع حركات التحرير والتي شملت كذلك القادمة منها من أمريكا اللاتينية, أصبحت الجزائر نوعا ما أما لمعارك التحرير فكان دعمنا لهذه الدول بمثابة واجب مقدس في نظرنا.

دعنا نتحدث عن دعمكم لأمريكا الجنوبية كيف كانت علاقاتكم مع فيديل كاسترو, وتشي جيفارا؟
التقيت مع جيفارا عدة مرات حينما زار الجزائر حاملا رسالة من فيديل كاسترو طالبا مساندة حركات الكفاح التي تتضاعف آنذاك في أمريكا الجنوبية لم أتردد لحظة واحدة في مد يد العون فكانت الانطلاقة من الجزائر بمشاركة تشي جيفارا الذي أقام عندنا لمدة ستة أشهر, إذ وضعت اللبنة الأولي لإنشاء مجلس قيادة جيش تحرير أمريكا الجنوبية أستطيع القول أن كل المناضلين الذين شاركوا في معركة التحرير بأمريكا الجنوبية وكانت لهم صلات قوية بالجزائر ومنها انطلقوا. ولعل جيفارا واحد من الذين التقيتهم وترك لدي انطباعا أكثر من الآخرين كان يحب الجزائر كثيرا كان ثوريا من النوع غير المألوف إنسانيا كان يعرف أن يعيش وأن يتألم كان رجلا ساخرا حتي من نفسه شجاعا ومتيقظا.

عشت سنوات طويلة في السجن أو المنفي, وتعاملت مع زعماء كثيرين من حركات الاستقلال, وعلي الرغم من إيمانك بعروبة الجزائر إلا أنك كنت مهووسا بالفكر الاشتراكي.. هل أنت ماركسي؟

أنا لست ماركسيا غير انني أتموضع بعزم علي اليسار أنا عربي مسلم قومي يساري التوجه في نشاطي وقناعاتي, وهو ما يجعلني وإن لم أتبن المذهب الماركسي دائما في صف كل حركات اليسار في العالم وفي الدول الاشتراكية علي غرار كوبا والصين والاتحاد السوفييتي سابقا التي قادت الكفاح ضد الاستعمار والامبريالية فجميعنا شكلنا جبهة تحرير وقدمنا دعمنا اللوجستيكي للقوات الشعبية لإعانة بلدانها علي الخروج من الاستعمارية وتأسيس نظام قومي محلي, كانت تلك مرحلة تصفية النزعة الاستعمارية, هذه الأخيرة عبارة عن فكرة رأت النور في الغرب قبل أن تدفع دولا غربية كفرنسا وايطاليا وبلجيكا وايطاليا إلي احتلالا بلدان خارج القارة الأوروبية احتلال في شكله البدائي. أي عبر توليه سلطة أجنبية ردعية داخل هذه البلدان, هذه المرحلة عرفت أشكالا استعمارية منظمة دامت300 سنة في إندونسيا مثلا.

تحمسك للفكر اليساري والاشتراكي جعلكم تصطدمون بالرجل الثاني في جمعية علماء المسلمين الجزائريين الشيخ البشير الابراهيمي مما وصفه البعض بأنه بداية الطلاق بين النظام الجزائري والخط الإسلامي, بدأت الطريق حركة حماس: ثم مالبث أن توشح الشمال الافريقي بالصبغة الإسلامية ألست راغبا في الخطاب الديني؟

أنا عربي مسلم لكنني لا أرغب في العيش في بلاد توجهها أصولية إسلامية, لا أتمني أن يكون الخطاب دينيا ولست أرفض الواقع الديني بحد ذاته, وأرفض ألا يتوجه الخطاب الديني نحو تجديد الإسلام, وأن يكون خطابا رجعيا إسلاميا بقرارات قهرية, في حين اننا نتميز في الإسلام بالايمان بالديانتين اليهودية والمسيحية فليس محمد بالنسبة لنا سوي استمرار ليسوع المسيح وموسي, اعتقد أن حماس مثال متميز لما يجري لدينا ولهذا البعد الذي يتخذ الآن لونا دينيا شديدا يتحمل مسئولياته الإسلام, وهنا اكلمك بكل صراحة لا ألومهم فهذه الحاجة إلي الدين انما أوجدتها التواءات النظام الرأسمالي ان افراط المتطرفين في اسرائيل وامريكا في الحاق الأذي بنا بدلا من أن يؤدي إلي قيام حركة ذات صبغة عروبية تتسم بالثقافة والانفتاح جعلهم يجدون أنفسهم حيال هذا المأزق.

إذن من المسئول.. أليس هناك ما يدعو للاعتراف أن العرب والمسلمين لا يناهضون قيم الغرب وإنما سياسته العدوانية؟

لقد أغلقوا جميع ابواب الحوار مع العرب والمسلمين وجعلوهم يعتقدون طيلة عقود بانهم ان يفعلوا هذا الشئ أو ذاك فان الغرب سيحل العدل في فلسطين وواقع الحال فإن اسرائيل وحلفاءها لم يرغبوا يوما في احلال السلام عندنا, فاسرائيل لم تكن عن محاربة الشعوب وترويعها, وما أن تحدثهم عن الاسلام حتي يقولوا لك بن لادن وهو الضبعة غير المباشرة لأمريكا واسرائيل, فهذان البلدان يزرعان الموت والحقد في الشرق الأوسط والعالم.

تري ما الحل والشعوب العربية الإسلامية موصومة بالإرهاب والأصولية والتطرف والعنف من قبل الغرب؟
هم لم يتركوا أمامنا من خيار آخر سوي المجابهة العنيفة فكأن الحركات الراديكالية التي توصف بـ الإرهابية أو الأصولية إنما نشأت ردا علي الإرهابيين الذين يقودون من تل أبيب وواشنطن حروب دمار ضد الشعوب العربية, فأي خيار أمام تلك الشعوب التي يقصفونها بمثل تلك الهمجية ؟ وماذا أمامهم من سلاح وهم في مجابهة جيوش حديثة سوي التضحية بحياتهم وهم يفجرون أنفسهم, العنف الذي يتجلي في العالم العربي والإسلامي هو ثمرة ثقافة الحقد والعنف التي بذرتها إسرائيل حين فرضت نفسها بالقوة علي الأراضي العربية, إن الفظائع التي ترتكبها تلك الدولة اللاشرعية هي التي ترغم أبسل الناس علي الرد.

فلسطين وطن سجين, والجزائر كانت بلدا أسيرا هل تري جوانب موازية أم فروقات بين الاستعمار الفرنسي للجزائر, والاحتلال الاسرائيلي لفلسطين؟

لست أظن أن هناك من نضال يفوق شرفا نضال الفلسطينيين الذين يقاومون المحتل فحين أري ما عاناه هذا الشعب منذ ما يزيد علي قرن من الزمان وانه لايزال يجد القوة علي متابعة الكفاح تمتلئ نفسي اعجابا, الوضع في فلسطين أسوأ بكثير ايضا, آلية التمييز العنصري فما كان بوسع الفرنسيين ان يطردونا خارج حدود بلاد أكبر مساحة من فرنسا بخمس مرات لقد حاولوا أن ينشئوا في شمال البلاد منطقة عازلة تضم أقل عدد ممكن من الجزائريين لكن ذلك لم ينجح, ولم ينشئوا علي الأرض نظام تمييز عنصري كما يفعل الاسرائيليون في فلسطين, لقد أنشأت اسرائيل أكثر اشكال الهيمنة فظاعة.

هل تري ان الحروب التي شنت في افغانستان والعراق واليوم الدائرة تدور علي ايران هي حروب عنصرية؟

هذه حقيقة جلية فليس بين البلدان الخارجة عن القانون المارقة حسب تعبير المحافظين الجدد سوي بلد واحد من خارج حدود البلدان العربية والإسلامية وهي كوريا الشمالية أما الأخري أي سورية والعراق والسودان وايران فكلها بلدان إسلامية, قيل ان الحروب الصليبية كانت ترمي لاستعادة قبر يسوع المسيح؟ وانا أقول للغربيين أي لغة كان يتكلم بها يسوع المسيح؟ كان ينطق بلغتي أنا لا بلغتهم هم, كان يتكلم الآرامية مثلي أنا, حين تقرأون الانجيل تجدون المسيح يقول: ايلي ايلي لم شبكتني؟ ونحن في الجزائر نقول إلهي, إلهي لماذا شبكتني انها الكلمات نفسها التي تفوه بها المسيح, لقد اساء الغرب الينا كثيرا, ألم تقم في الغرب تحديدا, سواء الجرائم ضد الانسانية؟ فأين ولدت الفاشية؟ وأين ولدت النازية والستالينية أين ولدت, وأين نشأت وتطورت مرحلة التفتيش التي دامت400 سنة.

نتحدث عن دور الشباب في القيادة.. كيف تري ما يحدث من ثورات وانتفاضات عربية متجولة تعصف بأنظمة ثابتة؟

أدعو حكام العرب إلي تحمل مسئوليتهم الحضارية بخصوص التغيير وعمل المستحيل من أجل تصحيح ما ضاع وإشراك الشعوب في البناء والنهضة المرجوين نحن نطالب بمزيد من الديمقراطية وفتح نوافذ الحريات واحترام حقوق الانسان, ومحاسبة الذات مثل كل شئ, وما يحدث هو نفض الغبار من قبل الشعوب عن الأنظمة, انني أدعو إلي ثورة للقيم ومراجعة الذات ثورة تؤدي إلي مزيد من العمل والاجتهاد لا نريد الارتداد إلي الوراء, لأن كل وقفة غير محسوبة العواقب مآلها الفشل, نحن ندعو إلي البناء.

كيف تري الأوضاع في مصر؟

أتمني أن تستقر الأمور والأوضاع في مصر بلد الفراعنة ذلك الوطن الجميل ذو الساكنة الأكثر ثقافة بين الدول العربية الأخري, مصر هي قلب العروبة النابض وهي رمانة الميزان في المنطقة, هي قادرة علي تجاوز أزمتها الحالية وقيادة المنطقة كعادتها باقتدار ونجاح انها تعيش مرحلة انتقالية مفصلية بالغة الخطورة لابد للشعب المصري ان ينتقل من المواقف إلي الادوار والمهام الجسام وان اختلفت الرؤي, ادعو مصر أن تحاور مصر وما يحدث فيها مرحلة عابرة فهي الحلقة الجوهرية في أي رؤية للمستقبل, بدون مصر لا وحدة عربية ولا دور عربي فاعل, ولا قدرة علي احداث انقلاب جوهري في معادلات القوي, وعلي مصر ان تسترد عافيتها سريعا.

الحديث عن دور مصر العربي والإقليمي والدولي يدفعنا للحديث عن علاقاتكم المميزة وصداقاتكم مع الزعيم الراحل جمال عبدالناصر, ودور مصر في مساندة الثورة الجزائرية.. كيف كانت؟

مصر العروبة تملك من الرصيد الحضاري والتجارب الغنية ما يمكنها من أداء دورها الريادي في محيطها العربي والإسلامي والدولي, لقد كان جمال عبدالناصر هو الذي أدرك منذ البداية ابعاد ارتباط مصر بمحيطها الجغرافي والتاريخي والديني, ومن هنا صارت لمصر مكانة ريادية في عهده في العالم العربي والقارة الافريقية والمجتمع الدولي وأنا وفي لفكر عبدالناصر لأنني اعتبره رجلا عظيما اسهم في دعم الثورة الجزائرية أكثر من أي شخص آخر في الوطن العربي كان يمثل الوفاء للثورة الجزائرية في مختلف مراحلها والجزائريون مدينون لهذا الرجل, وأظن أن خروج الشعب الجزائري الي الشارع يوم وفاته كان دليلا علي وجوده في وجدانهم وضمائرهم.

أفخر بأنني عشت اللحظات التاريخية مع عبدالناصر كانت الروح المعنوية لنا جميعا مرتفعة وأي انسان يتمني لو انه عاش مثل هذه اللحظات لقد جئت إلي القاهرة في اغسطس عام1953 ولم أكن معروفا وقد هربت من السجن والتحقت بالمجموعة الجزائرية في القاهرة وسط أجواء أزمة سياسية وكانت القاهرة تستضيف اجتماعات للاحزاب التي تناضل ضد الاستعمار في افريقيا وضمن هذه الوفود كان هناك الوفد الجزائري وكنا في حاجة الي السلاح وربما كان هذا هو الذي يسهل اللقاء الأول بيني وبين جمال عبدالناصر وفي هذا الوقت لم أكن اتكلم بالعربية لأنه كان محظورا في الجزائر وبواسطة مترجم تفاهمت مع الرئيس عبدالناصر لكنني احسست بان شيئا ما ربط بيننا من أول لقاء وجعلنا نتفق ونتفاهم, وبدأنا منذ هذه اللحظة نحضر للثورة من اغسطس53 وحتي لحظة اشتعالها في أول نوفمبر1954, كان هناك تعانق بين الثورة الكبري في مصر وبين ثورة مازالت في مرحلة البناء والتحضير تحتاج إلي أدوات, إنها فترة من أخصب فترات التاريخ العربي وأجمل أيام هي التي عشتها مع جمال عبدالناصر, وأنا ناصري قلبا وعقلا وعبدالناصر رمز الكرامة العربية.





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دمتم بخير


المصدر: ملتقى شذرات

__________________


رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
محمد, الأخير, الأهرام‏, بيلا, حواره


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع أحمد بن بيلا في حواره الأخير لـ الأهرام‏
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الطوب الأحمر بدلا من الأسمنت عبدالناصر محمود أخبار منوعة 0 10-30-2014 07:13 AM
البنتاجون يواصل حواره مع مصر في مجال مكافحة الارهاب عبدالناصر محمود شذرات مصرية 0 04-25-2014 06:49 AM
السماح للمسلمين بالدفن بالكفن بدلا من التوابيت عبدالناصر محمود المسلمون حول العالم 0 02-17-2014 09:12 AM
إعفاء التويجري من رئاسة هيئة سوق المال وتعيين محمد آل الشيخ بدلا عنه Eng.Jordan أخبار اقتصادية 0 02-12-2013 11:06 AM
تأجيل الدستور بدلا من تفتيت المجتمع يقيني بالله يقيني مقالات وتحليلات مختارة 0 04-16-2012 08:14 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 05:06 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59