العودة   > >

مقالات وتحليلات مختارة مقالات ..تقارير صحفية .. تحليلات وآراء ، مقابلات صحفية منقولة من مختلف المصادر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 05-15-2012, 06:11 AM
الصورة الرمزية يقيني بالله يقيني
يقيني بالله يقيني غير متواجد حالياً
متميز وأصيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: جمهورية مصر العربية
المشاركات: 4,854
افتراضي مع فرانسوا أولاند الشرق الأوسط ما بين العقيدة والسياسة


فرانسوا والسياسة 81.gif

مع فرانسوا أولاند
الشرق الأوسط ما بين العقيدة والسياسة


بعد ثلاث محاولات فاشلة للوصول الي الحكم‏,‏ في اعوام ‏1995‏ و‏2002‏ و‏2007,‏ فاز مرشح الحزب الاشتراكي الفرنسي‏,‏ فرانسوا أولاند, اخيرا بالرئاسة ليصبح ثاني رئيس اشتراكي في الجمهورية الخامسة بعد فرانسوا ميتران الذي فاز بالرئاسة في عام1981 وحتي عام 1995.
ومع وجود أولاند في قصر الاليزيه سوف تتغير سياسات كثيرة سواء في الجوهر او في الاسلوب, بقدر الاختلاف في الشخصية بين ساكني القصر السابق واللاحق. فان فرانسوا أولاند هو بشكل عام وخاص الشخصية المضادة لشخصية ساركوزي في كل شئ. فوصفه المحللون السياسيون بقولهم انه رجل هادئ لايحمل اي نرجسية في شخصيته, ومن الشخصيات التي لن تتغير لكونها تولت اعلي منصب رسمي في الدولة. كما اكد المحللون ان فترة حكم أولاند لن تكون مثل ساركوزي الذي كان يقوم بدور كل الحكومة وكل الوزراء, كان الاعلام يتهكم عليه بوصفه رئيس هايبر مفرط النشاط.

هذا التغيير في الشخصية والاسلوب سيترجم الي تغيير في السياسات خاصة الداخلية; ولكنه قد لايترجم في تغييرات جذرية او فورية في السياسة الخارجية. ففي أول تصريحات لفرانسوا أولاند بعد انتخابه اكد انه سوف يعمل علي الاستمرارية في السياسة الخارجية التي انتهجها سلفه نيكولا ساركوزي, لان الدول ترتبط بمعاهدات واتفاقات ومصالح وتحالفات علي المستوي العالمي لا يمكن تغييرها بشكل فوري.


فبالنسبة للشرق الأوسط, ارتبط فرانسوا أولاند بثلاثة مواقف اساسية: عقيدة وسياسة الحزب الاشتراكي منذ نشأته, موقف شخصية الرئيس الاسبق فرانسوا ميتران التي اعرب عنها في كلمته أمام الكنيست الاسرائيلي, في مارس عام 1982, واخيرا ظروف وعلاقات دولية.


فقد ارتبط اليسار الاشتراكي الفرنسي منذ نشأته في الخمسينيات من القرن الماضي, بحزب العمل الاسرائيلي الذي رأسه بن جوريون وكان من مؤسسي الدولة اليهودية في عام 1948, وهو التحيز للحركة اليسارية والاشتراكية العالمية; فلم يتردد الحزب الفرنسي من اعلان تأييده للدولة الإسرائيلية وتأكيد دفاعه عن وجودها وأمنها. فأكد بيير مانديز فرانس السياسي الفرنسي القديم ان اصدقاء إسرائيل هم اليساريون. وعلي هذا الاساس قام الرئيس الاشتراكي الأسبق, فرانسوا ميتران, باول زيارة يقوم بها رئيس فرنسي لاسرائيل والقي كلمة في الكنيست في عام 1982, كان لتلك الزيارة اهمية خاصة بعد 24 عاما من سياسة مناهضة للاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية التي وضع اسسها الرئيس الفرنسي الأسبق شارل ديجول بعد حرب 1967 وقراره بحظر ارسال سلاح الي المنطقة خاصة إلي إسرائيل.


ولقد اعتنق بعض الاشتراكيين تلك السياسة بقوة حتي بعد خروج الاحزاب اليسارية الإسرائيلية من الحكم, وتولي الحكم أحزاب يمينية بعضها متشدد, فلم تتردد شخصية كبيرة في الحزب الفرنسي, مثل دومينيك شتراوس كان, مدير صندوق النقد الدولي السابق, واحد أكثر الشخصيات الاشتراكية قربا للرئاسة الفرنسية قبل تفجر فضيحة في احد الفنادق الأمريكية, لان يؤكد دوما انه يستيقظ كل صباح ويسأل نفسه كيف لي ان اخدم الدولة الاسرائيلية. ولكن اعتنق الحزب الاشتراكي توجها أخر أعرب عنه الرئيس الاسبق ميتران في كلمته امام الكنيست في عام 1982, اي قبل ثلاثين عام, التي أكد فيها تأييده لضرورة اقامة الدولة الفلسطينية جنبا إلي جنب مع الدولة الإسرائيلية. هذا التوجه, الذي اعتبر انقساما عن مواقف الحزب والتيار الاشتراكي السابقة, لم يكن من الممكن ان يأتي الا من شخصية مثل ميتران الذي طالما اعتبر صديقا لاسرائيل. ولكن ميتران الذي تعرف علي معسكرات اللاجئين الفلسطينيين في السبعينيات والتقي مع ياسر عرفات في تلك الفترة, كسر المحظورات في عام 1982 عندما اعلن في الكنيست الاسرائيلي ضرورة قيام الدولة الفلسطينية.


واستمر هذا الموقف في صفوف أعضاء الحزب ليخرج شخصيات مثل هيوبير فيدرين, مستشار الرئيس ميتران, ووزير الخارجية في عهد حكومة جوسبان من 1997 إلي 2002 ليؤكد دوما مساندته الدولة الفلسطينية. هذا الخط تبناه الرئيس الفرنسي الجديد فرانسوا اولاند الذي أكد محاربته مناهضة السامية ولكنه أكد ايضا اتخاذه مبادرات من اجل تشجيع التوجه من خلال مفاوضات جديدة, لتحقيق السلام والأمن بين إسرائيل وفلسطين, واكد أولاند مساندته الاعتراف الدولي لدولة فلسطينية مستديمة وذات سيادة. هذه المواقف التي كان يتبناها اليمين الفرنسي المتثمل في شيراك وقبله كل الرؤساء اليمينيين بدءا بالزعيم الفرنسي شارل ديجول منذ عام 1967, كسرها الرئيس السابق نيكولا ساركوزي, خلال السنوات الخمس الماضية, الذي كان ثاني رئيس يلقي كلمة في الكنيسيت الإسرائيلي, ودخل في تحالفات دولية مع الولايات المتحدة وحلف الاطلنطي يصعب حاليا الخروج منها بشكل فوري; ولكن قد يكون التوجه الدولي توجها نحو وضع حد للصراع الدائر في تلك المنطقة منذ أكثر من ستين عاما ولكن هل سيستطيع الرئيس الفرنسي الجديد مواجهة القوي الصهيونية العالمية التي تهدد دائما بتوجيه اتهامات بمناهضة السامية مع كل انتقاد للدولة الإسرائيلية؟ هذا ما سوف تظهره الأيام المقبلة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دمتم بخير


المصدر: ملتقى شذرات

__________________


رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
أولاند, الأوسط, الشرق, العقيدة, بين, فرانسوا, والسياسة


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع مع فرانسوا أولاند الشرق الأوسط ما بين العقيدة والسياسة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من المستفيد من الفوضى في الشرق الأوسط ؟! عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 02-23-2015 08:27 AM
صوملة الشرق الأوسط عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 09-27-2014 07:05 AM
قرن من العنف في الشرق الأوسط ؟ عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 02-17-2014 08:51 AM
مشروع الشرق الأوسط الكبير والسياسة الخارجية الأمريكية (الأهداف والأدوات والمعوقات) Eng.Jordan بحوث ودراسات منوعة 0 04-22-2013 12:29 PM
أمريكا والسلام فى الشرق الأوسط Eng.Jordan كتب ومراجع إلكترونية 0 06-23-2012 09:58 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 09:01 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59