#1  
قديم 03-21-2015, 09:23 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,159
ورقة الإسلام في أمريكا


الإسلام في أمريكا
ــــــــــ

(إيفون يزبك حداد)
ـــــــــ

غرة جمادى الآخرة 1436 هـ
21 / 3 / 2015 م
ـــــــــــ

{نشرت في مجلة الأمة العدد الثالث والأربعون السنة الرابعة رجب 1404هـ نيسان (أبريل) 1984م}
---------------------------------------------------------------

phoca_thumb_l_pg88.jpg


الإسلام في أمريكا
-------------

كشفت الدكتورة "إيفون" في رسالتها التي أعدَّتْها للحصول على درجة الدكتوراه الجهودَ التي تُبذَل لإعادة النظر في العلاقة بين التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المعاصرة، وبين التراث الثقافي والديني الإسلامي.

اشتركت مع "جين سميث" في وضْع كتاب "التصور الإسلامي للموت والنشور"، الذي صدر عن مطبعة جامعة نيويورك صيف عام 1981م، أما كتابها الثاني، فهو بعنوان: "الإسلام المعاصر وتحدي التاريخ".

إن كتاباتها العديدة في الكتب والدوريات الأمريكية لتَعكِسُ اهتمامها بالقرآن وتفسيره، وبالإسلام في إفريقيا وأمريكا الشمالية، وبالتطورات السياسية والاجتماعية والفكرية في العالم العربي.

وهي في دراستها هذه، التي موَّلتها وكالة الاتصالات الدولية الأمريكية (هذه الوكالة فرع من فروع وزارة الخارجية الأمريكية - المترجم)، تتتبَّع نمو وانتشار الإسلام في الولايات المتحدة الأمريكية.

"الأمة" إذ تَعرِض هذا النوع من الدراسات إنما تهدف إلى التعرف على فِكْر الآخرين ونظرتهم إلى الإسلام والمسلمين.

الإسلام في أمريكا:
الإسلام هو إحدى الحركات الدينية البارزة، والسريعة النمو في أمريكا في الوقت الحاضر، فبينما كان الإسلام يرتبط في الماضي بالأجانب، وخاصة العرب، إلا أنه يعتبر اليوم ديانة مهمة ومُحترَمة في المحيط الأمريكي.

مقدمة تاريخية:
---------

لقد ادَّعت عدة مجموعات من المهاجرين (إلى أمريكا) مساهمتها في اكتشاف القارة، ومن هذه المجموعات: المسلمون الأمريكيون؛ ويَعتقِد بعضهم أنه كان لدى "كرستوفر كولومبوس" في مكتبته الخاصة كتاب للجغرافي العربي "الإدريسي" يَصِف اكتشاف القارة الجديدة من قِبَل ثمانية من المسلمين، ويعتقد هؤلاء أيضًا أنه كان لدى "كولومبوس" مُترجِم إسباني من أصل عربي.

وتشير التسجيلات التاريخية الأمريكية إلى عدة حالات من اتصال المسلمين بالعالم الجديد، مثل: وصول العبيد الذين يتكلَّمون العربية، والذين لا يأكلون لحم الخنزير، ويؤمنون بالله وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- وذلك عام 1717م، وكذلك وجود المسلمين "المورو" (المغاربة) في "كارولينا الجنوبية" عام 1790م، ومحاولة بعض العرب والأتراك تربية الجمال في "أريزونا" لصالح حكومة الولايات المتحدة الأمريكية عام 1856م.

بشكل عام كان المستوطنون الأوائل في أمريكا قلة، أما موجات هجرة المسلمين الرئيسية إليها، فقد حدَثتْ في الفترات التالية.

"لقد اعتنقت الإسلام بعد دراسة عميقة؛ لأنني وجدته النظام الذي يلائم متطلبات الإنسان".

"الكسندر رسل وب"
(1875 - 1912، 1930 - 1938، 1947 - 1960)
وأخيرًا، من عام 1967 وحتى الآن؛ ويُلاحظ أن الفترات التي كانت تَضعُف فيها هجرة المسلمين إلى أمريكا كانت نتيجة للحروب العالمية، أو للتغيرات التي تطرأ على قوانين الهجرة.

جاء المستوطنون الدائمون الأوائل من سوريا بحدودها الجغرافية القديمة التي تَشمَل كذلك لبنان والأردن وفلسطين، وكان هؤلاء متعلمين وغير مدرَّبين حِرفيًّا، وجاء معظمهم من المناطق الجبليَّة؛ وفي نهاية القرن الماضي قدِمَ عددٌ من شيعة لبنان.

جاء هؤلاء جميعًا بهدف العمل المؤقَّت لتكوين مستقبلهم والعودة إلى الوطن، إلا أن معظمهم استوطن، أو عاد ليستوطن حيث هاجر بعد أن قام بزيارة قصيرة للوطن الأم.

وفي هذا القرن جاء كثيرون من أماكنَ متعددةٍ إلى الولايات المتحدة؛ للتحرر من الحكومات القمعيَّة، ومن هؤلاء: مسلمون من الاتحاد السوفيتي ودول الكتلة الشرقية من شعوب: التتار، والقوقاز، والشركس، والألبان، والأتراك، واليوغسلاف.

وفي الخمسينيات بدأت موجةٌ جديدة من الهجرة من فلسطين ومصر وسوريا والعراق، معظم هؤلاء يتحدَّثون الإنجليزية بطلاقة، بل و"مستغربون" قبل مجيئهم، جاؤوا بهدف متابعة التعليم العالي، والتدريب الفني المتقدِّم، والبحث عن فرص عمل متخصصة، وقد تزوَّج معظمهم من أمريكيات، وحاولوا الاندماج في المجتمع الأمريكي.

وفي عهد الرئيس الأسبق "جونسون" طرأ تغيير في قوانين الهجرة، أدى إلى قَبُول المسلمين الذين يحملون مؤهلات عالية من إندونيسيا وباكستان والهند (وفي هذا امتصاص للأدمغة والخبرة الفنيَّة من العالم الإسلامي، لتوظيفها في الولايات المتحدة، بعد إيجاد مناخ من الإرهاب الفكري يُساعِد على هجرة هذه العقول؛ ليبقى العالم الإسلامي يعاني من التخلف، ويشعر دائمًا بحاجة إلى الغرب! المترجم).

وهكذا، فإن المسلمين في أمريكا اليوم قد أتَوا من أكثر من ستين بلدًا، ويُقدَّر عدد المستقرين منهم بأكثر من مائتي ألف شخص، بينما هناك أكثر من نصف مليون طالب في الكليات والجامعات، أما بقية المسلمين في الولايات المتحدة، فهم من المجموعات الأولى الأصلية، من السود الذين اعتنقوا الإسلام، ومن هؤلاء مَن يتَّبِع المذهب الشافعي، ومنهم من يتبع جماعة "اليجا محمد"، التي يقودها الآن ابنه "وارث الدين محمد"، ولقد تقاربتْ هذه الجماعة في ظل "وارث" كثيرًا مع المسلمين السنة، الذين يُمثِّلون معظم المسلمين في أمريكا.

هذا، وقد وفَّرت منظمات المسلمين المهاجرين، مِثل: "رابطة العالم الإسلامي" و"اتحاد الطلبة المسلمين" - التدريبَ اللازم لكثير من الأئمة من البعثة الإسلامية الأمريكية.

الهجرة.. الاعتناق.. الإنجاب:
----------------

انتشر الإسلام في الولايات المتحدة - ولا يزال - من خلال الهجرة والاعتناق والإنجاب، كان "الكسندر رسل وب" قنصلُ أمريكا في الفلبين أولَ مَن اعتنق الإسلام، أو تحوَّل إليه من الأمريكيين، وذلك عام 1880 م، كتب "وب" عن تجرِبته قائلاً:
"لقد اعتنقتُ هذه الديانة؛ لأنني وجدتُها بعد دراسة عميقة أفضلَ نظام، بل النظام الوحيد الذي يلائم المتطلبات الروحيَّة للإنسان".

وقد اعتنق الإسلام بعد ذلك أكثر من خمسة آلاف شخص من أصل أوروبي، وما يتراوح بين مليون إلى مليوني شخص من أصل إفريقي.

وقد أدَّى التزام المهاجرين بعقيدتهم إلى إظهار فعاليَّة الإسلام في الحياة في أمريكا الشمالية، وقد تبدَّدت مخاوف المهاجرين الأوائل من احتمال خسارة أولادهم في الثقافة النصرانية السائدة.

[هناك الآن جماعة قويَّة من الجيل الثالث والرابع من أبناء المسلمين المولودين في الولايات المتحدة، ممن تتمركز حياتهم حول المسجد والمؤسسات الإسلامية التي أنشأها آباؤهم].

المؤسسات الإسلامية:
----------------

في بداية انتشاره في الولايات المتحدة، ظل الإسلام عقيدة شخصية (فردية) غير مُنتظِمة في مؤسسات؛ ولأنه لا أسرار مُقدَّسة، ولا مؤسسة رسمية في الإسلام، فقد لاءمت مرونته ظروف المهاجرين الجدد، وعندما نمت الجماعة الإسلامية بدأت الجماعات تتشكَّل لأداء صلاة الجماعة وشرْح التعاليم الدينية، وبُنيت الأماكن أو حُوِّلت لتُصبِح مساجدَ أو أماكن اجتماعات.

في الإسلام لا يوجد تسلسل ديني هَرَمي تُفرَض فيه التعاليم من أعلى؛ ولذلك فقد انبثقت الجماعات الإسلامية المتعددة العاملة في هذا البلد نتيجة جهود فردية أو محلية، التي تبدأ نتيجة الحاجة المُلحَّة للمواد التعليمية، وأساليب تنظيم المهاجرين الجدد، والعدد المتزايد من الطلبة المسلمين القادمين من الخارج.

من بين هذه المؤسسات "اتحاد الجماعات الإسلامية" في "ايووا"، هدف هذا الاتحاد حماية الثقافة الإسلامية، والدعوة إلى التعاليم الإسلامية، هذا الاتحاد الاجتماعي في طبيعته، يَعقِد اجتماعات سنويَّة يلتقي فيها المسلمون، ويقومون بنشاطات ثقافيَّة مشتركة، ويعيشون تجرِبة دينية حية.

في عام 1962م أُنشئت "رابطة العالم الإسلامي" في مكة المكرمة، كمؤسسة عالمية تتبنَّى وتَدعَم القضايا الإسلامية في العالم، ولها مكاتب في عدة دول، بما في ذلك الولايات المتحدة، وتشمل نشاطاتُها: توزيع المصاحف، والمواد التعليمية الإسلامية باللغة الإنجليزية، كما تختار أئمة المساجد، وتوفِّر معلومات عن الإسلام في هذا البلد.

ولعل أكثر المنظمات الإسلامية نشاطًا في الولايات المتحدة "اتحاد الطلبة المسلمين".

إن تزايد عائدات النفط جعلت من الممكن للبلاد الإسلامية تحقيقُ التنمية في مجتمعاتها عن طريق اكتساب المعرفة العلميَّة والتكنولوجية، وأدَّى ذلك إلى زيادة هائلة في عدد الطلبة المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية؛ لذلك فإن "اتحاد الطلبة المسلمين" مؤسسة مهمة جدًّا لنشر التعاليم الإسلامية، وإنشاء المراكز الإسلامية، والدعوة إلى الإسلام، وتجنيد العناصر اللازمة للدعوة وتدريبها، والنهوض بالجماعة الإسلامية ككل.

ومن بين مشاريع الاتحاد "مسابقات بالمراسَلة" لتعليم الإسلام، ومشروع تعاوني لتقديم قروض بلا فائدة، وطبْع ونشْر الثقافة الإسلامية، ومشاريع أخرى كثيرة.

وقد أُنشئت مؤسسات أخرى عديدة من قِبل خريجي الاتحاد، مِثل: "الرابطة الطبية الإسلامية"، و"رابطة العلماء والمهندسين المسلمين"، و"رابطة علماء الاجتماع المسلمين"، وهذه الروابط تَعقِد باستمرار اجتماعات محليَّة وإقليمية؛ بهدف تقديم إرشادات إسلامية في مجالات التعليم والاقتصاد والمسائل السياسية وغيرها.

وهناك أيضًا "مجلس المساجد" في نيويورك، ويَهتم ببناء وتأسيس و***** المساجد في الولايات المتحدة، وبتعزيز التعاون مع المساجد في أماكنَ أخرى من العالم الإسلامي.

وهناك تركيز كبير على التبليغ والدعوة في أوساط المسلمين الذين لا يرتادون المساجد، وفي الأوساط الأمريكية ككل، إضافة إلى توزيع المصاحف والترجمات والطباعة، وتوزيع المطبوعات الإسلامية بأسعار رمزية.

وتتركَّز الجهود الآن لتوفير المواد التعليمية للمدارس الإسلامية وللسجون، ولمن يَطلُب ذلك.

كذلك تَستخدم الدعوة الإسلامية في الولايات المتحدة وسائلَ الإعلام، وتُشرِف "البعثة الإسلامية الأمريكية" على برامج إذاعية تُغطِّي معظم أنحاء الولايات المتحدة، كما تُقدم البرامج الدورية والمقابلات الإسلامية على شاشات التلفزيون.

من الصحف والدوريات الإسلامية التي تنتشر في الولايات المتحدة: الاتحاد، النجم الإسلامي، الإسلام، طريق الاستقامة، شؤون إسلامية، الرسالة، الأخبار، المنار.

من وسائل الدعوة الإسلامية أيضًا في الولايات المتحدة: الزيارة التي يقوم بها دعاة، إما من خارج الولايات أو من داخلها، حيث يطوفون الولايات معلِّمين ومرشدين.

الدعوة الإسلامية وبِنية المجتمع الأمريكي:
--------------------------

إن الولايات المتحدة، بما فيها من ضمانات دستورية للحرية الفردية والدينية، وفَّرت بيئةً فريدة من نوعها للدعوة الإسلامية، (يُلاحظ القارئ أن الكاتبة توظِّف دراستها في عدد من الفقرات للإشادة بالولايات المتحدة، وقد التزمنا الترجمة بأمانة).

كما أن تَعدُّد الخلفيات اللغوية والثقافية الأمريكية وضعت التعاليم الإسلامية أمام تحديات عملية؛ لذلك يؤكِّد خطباء المساجد الأمريكية دائمًا على الإسلام كدينٍ يتخطَّى حدود اللون والجنس، وعلى سبيل المثال: فإن المشاركين في المركز الإسلامي في "نيو انجلند" وفي "ماساشوستيس" يُمثِّلون ثلاثين قوميَّة، فمنهم: الأتراك، والعرب، والصينيون، والألبان، والأفارقة، والباكستانيون، والإندونيسيون، والأفغان، والفلسطينيون، وغيرهم.

لقد علَّق على ذلك عضوٌ في المركز الإسلامي في نيويورك قائلاً: "إن اللقاء الأسبوعي أصبح تجمعًا دوليًّا، كالحج، حيث يلتقي المسلمون على عبادة الله، ويحدُث أن نأتي إلى هنا، كعرب أو لبنانيين، ولكننا الآن نتذكَّر وَحدتَنا كأمة "لا إله إلا الله"، قد تختلف لهجاتنا، أو ألبستُنا الوطنية، أو ألوان جلودنا، ولكننا متَّحِدون، لقد نحَّينا جانبًا عوامل التفرق، وضحينا باللون والخلفيات الثقافية؛ لنندمج في أمة لها هدف أسمى".

يعتقد بعضهم أن الولايات المتحدة تُوفِّر مرحلة الحضانة لنمو وتَطور المجتمع الإسلامي، والأنموذج الإسلامي الذي يعيشه أناس مُلتزِمون بدينهم.

الصحوة الإسلامية:
--------------

شهِد العقد الماضي بروزَ الهُويَّة الإسلامية بين المسلمين في الولايات المتحدة، وقد وفَّر ذلك دفاعًا للجهود المركَّزة التي تَهدِف إلى تخليص الإسلام من بدع الثقافة الأمريكية التي شابتْه على مرِّ السنين، وساعد على ذلك تزايد عدد المهاجرين المسلمين المتلزمين بالإسلام كمنهج حياة.

وقد أدَّى ذلك في السنوات العشر الماضية إلى زيادة عدد الحضور في المناسبات الإسلاميَّة التقليدية، وعند أداء العبادات، لقد أضافت الاحتفالات في مختلف المساجد والمراكز الإسلامية بُعدًا جديدًا للشعور بالكرامة والهويَّة، والهدف المشترك بين المسلمين في هذا البلد.

يقول كبار السن من المسلمين: "إن احتفالات الأعياد في السنوات الأولى هذا القرن كانت مناسبات صغيرة، تَقتصِر على العائلة والأصدقاء، ولكن تَدفُّق المسلمين في الفترة الأخيرة، وانتشار الإسلام بين الأمريكيين السود، والصحوة الإسلامية في العالم ككل، أدى إلى زيادة عدد المسلمين الذين يُشارِكون في المناسبات الإسلامية، ويصومون رمضان، ويذهبون لأداء فريضة الحج".

من المناسبات التي يَحتفِل بها المسلمون في الولايات المتحدة: عيد الفطر، وعيد الأضحى، وذِكرى المولد النبوي، وعاشوراء، وليلة القدر، والإسراء والمعراج، ورمضان.

يقول مسلم يعيش في الولايات المتحدة منذ خمسين عامًّا: "كل عام يزداد فرحي عندما أرى عدد المشاركين في المناسبات الإسلامية يتزايد".

دور المرأة المسلمة:
------------

في المحيط الأمريكي، بتنوُّعه الداخلي، وإمكانياته المَرِنة، قدَّمت المرأة المسلمة مساهمة فريدة من نوعها، لقد قامت بدور حامية الأنموذج الإسلامي، والأسلوب الإسلامي في الحياة.

كثيرًا ما تزوَّج المسلمون من نساء غير مسلمات، وهو أمر مباح للمسلمين الذكور؛ ولأنه غير مسموح للمرأة المسلمة الزواج بغير مسلم، فقد حافظت هذه على عقيدتها؛ ولأن عددًا لا بأس به من الرجال المسلمين يتزوَّجون بغير مسلمات؛ فقد أدَّى ذلك إلى قدوم أقارب من المسلمين الذكور من خارج الولايات المتحدة للزواج من النساء المسلمات هنا، وهذا أدى إلى استمرار الروابط مع الوطن الأم، بما في ذلك استمرار الاطِّلاع على التعاليم الإسلامية، والحديث باللغة العربية.

قامت المرأة المسلمة هنا بدور فعَّال في الوظائف التي يقوم بها المسجد، إنها تُنظِّم مدارس عطلة نهاية الأسبوع، حيث تشرح التعاليم الإسلامية، وهناك عدد لا بأس به منهن يُدرسن الدين في تلك المدارس.

وتُسهِم المرأة المسلمة كذلك بالدعم المالي للمسجد من خلال بعض النشاطات، مثل: حفلات الغداء، وبيع الخبز، ومشاريع أخرى عديدة مرتبطة بالجماعة الإسلامية.

المستقبل المأمول:
-----------

في الوقت الحاضر هناك أكثر من ثلاثمائة مسجد ورابطة إسلامية في الولايات المتحدة، موزَّعة في عدة أنحاء، خاصة في منطقتي الساحلين والغرب الأوسط، إنها تعكس نمط نمو التجمع الإسلامي في الولايات المتحدة من خلال الهجرة والإنجاب والاعتناق، وتَبرُز المساجد الرئيسية في مناطق الاستيطان الأولى مثل: "ايووا" و"توليدو" و"أوهيو" و"ديربورن" و"ميتشجان" "شيكاجو" و"إلينوي".

أما المراكز التي أنشئت مؤخرًا، فقد أقيمت على مقربة من الجامعات على يد الطلاب الأعضاء في اتحاد الطلبة المسلمين.

هناك مساجد أخرى أقيمت في الأحياء المُغلَقة في المدن الكبيرة التي تَقطُنها نسبة كبيرة من الأمريكيين السود الذين اعتنَقوا الإسلام.

وفي عام 1957م افتتح المركز الإسلامي في واشنطن العاصمة كمقر اجتماعات مركزي للمسلمين الأمريكيين وأعضاء البعثات الدبلوماسية الإسلامية المعتمدة في الولايات المتحدة.

من الواضح للمراقبين المهتمين بشؤون الولايات المتحدة أن الإسلام يؤدي دورًا متزايد الأهمية في هذا البلد، في مجالات الطب والهندسة والتعليم الجامعي والبحث العلمي، هذه المجالات التي تُشكِّل المستقبل الأمريكي.

الرأي الإسلامي ووِجهات النظر الإسلامية تُعرَض من خلال المطبوعات العديدة، في السجون الأمريكية سمحت الحكومة الاتحادية بتخصيص أماكن لمن يَعتنِقون الإسلام من النزلاء لأداء صلاة الجمعة، كذلك تُقدِّم لهم وجبات الطعام الخالية من الخنزير، ويسمح لهم بصوم رمضان، وتُقدِّم لهم وجبات الطعام بتوقيت يتلاءم مع تلك الفريضة.

الأسطول الأمريكي طلب مساعدة قادة المسلمين في اختيار الكتب الإسلامية لتوزيعها على "وعَّاظ" الأسطول لمساعدتِهم في تعليم الأعداد المتزايدة من المسلمين في سلاح البحرية.

المجلس الوطني للكنائس في الولايات المتحدة أدرك منذ سنوات أهمية الإسلام في أمريكا، فأقام وحدة خاصة للعلاقات الإسلامية النصرانية، مهمتُها تنمية التعاون مع المسلمين، وهناك عدد من المسلمين ممثَّلون في مجالس هذه الوحدة كأعضاء مراقبين، تَعقِد هذه الوحدة عدة اجتماعات سنويًّا؛ حيث يتباحث المسلمون مع قادة الكنيسة في مسائل التعاون المشترك بينهما.

مستقبل الإسلام في الولايات المتحدة يبدو مشرقًا وواعدًا جدًّا، لقد حافظ الآباء المؤسِّسون على عقيدتهم، ونقلوها بأمانة إلى أبنائهم، ولقد دبَّت دماء جديدة في الجماعة الإسلامية في الولايات المتحدة مع قدوم مهاجرين جدد، لديهم خبرة بالثقافة الإسلامية، ووعي بالعقيدة الإسلامية، والتزام بالطريقة الإسلامية في الحياة، يُمثِّل هؤلاء طاقاتٍ جديدةً، وأملاً جديدًا، ويَسعون لتحقيق أهداف ستُعيد تشكيل صورة الحياة الدينية في أمريكا.

---------------------------------------
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
أمريكا, الإسلام


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع الإسلام في أمريكا
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أمريكا تحرض على الردة عن الإسلام عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 1 06-07-2014 10:35 PM
أمريكا المصالح لا أمريكا القيم عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 08-03-2013 04:14 AM
النساء في أمريكا اللاتينية يعتنقن الإسلام عبدالناصر محمود المسلمون حول العالم 2 07-24-2013 03:15 PM
هل تعلم من أول من نشر الإسلام فى أمريكا ..؟ ام زهرة مشاهير وشخصيات أجنبية 0 06-28-2013 12:56 AM
سماحة الإسلام وأخلاق الإسلام سعاد بن علو شذرات إسلامية 1 06-10-2012 12:08 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 12:02 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59