|
شذرات إسلامية مواضيع عن الإسلام والمسلمين وأخبار المسلمين حول العالم |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
تأمل في آية {وهديناه النجدين}
اذا تأملنا بعمق آية {و هديناه النجدين} ، سنعلم أن أمام الإنسان نجدين ، و كلاهما طرق ، و كل منها له أدلة .. إذا كان اختيارك طيب و خيّر: وترى شخصاً محسناً ويساعد من حوله ، فبإمكانك أن تسميه شخصاً فاضلاً وطيباً .. وإذا أنت اخترت الطريق الآخر: فستصف نفس الشخص بأنه انتهازي و مستغل ويبحث عن كسب التأييد !! وكلا النظرتين تجد لها أدلة .. إذن : لا يوجد شيء عليه دليل قطعي ، وهنا القضية .. اختيارك هو ما يحدد فكرك وهو ما يحدد أدلتك ، وليس العكس ، ليست الأدلة ما تحدد اختيارك .. فلو كانت الأفكار قطعية ، أي شيئاً واحداً ، لما اختلف الناس ، مثلما اتفقوا على موضوع المادة ، فقوانين المادة قطعية على الجميع ولا يختلف عليها إلا شخص جاهل بها حتى يعرفها و يعلمها، وبعدها لن يختلف إذا توفرت المعرفة عنده .. أما الأفكار الإنسانية البشرية فهي ليست كذلك ، فهي تعطي وجهين " نجدين " ، فالذي يختار طريقاً ، فستتحدد نوعية الأفكار التي سيختارها ، تبعاً لاختياره ، و إذا غيّر الاختيار ، فسيجد أفكاراً جاهزة تنتظره هناك ، و كلها مقبولة .. إذن قبول الفكرة سببه الاختيار ، فالاختيار شيء قبلي ، الاختيار مضافا إليه الفكرة تكون النتيجة حقيقة! و يقول الشخص حينها : وجدت الحقيقة ! في عالم الإنسان هناك حقيقتان ، و ليست حقيقة واحدة ، "نجدان" ، مع أن الحقيقة واحدة ، لكن الناس يرونها حقيقتين ، فواقعهم يوحي أن هناك حقيقتين ، و هذا دليل كبير على أن الناس محاسبون على اختياراتهم ، لا على تفكيرهم وأفكارهم .. إذا قال الإنسان : وجدت الحقيقة ، فهو في الحقيقة يقول : وجدت اختياري ، أو : غيّرت اختياري .. ممكن أن يأتي شخص مؤمن و يقول أنه على الحقيقة ، ثم ينقلب الى الإلحاد ويقول : وجدت الحقيقة ! فأيهما هو ؟ لاحظ أنه في كل مرة يقول : "وجدت الحقيقة" ، مع أن هناك من لا يتفق معه ، فكيف يقول أن هذه هي الحقيقة ؟ تقول له : ماذا عن آراء الآخرين المعارضين لك؟ الذين كنت أنت منهم سابقاً؟ هل نهمشهم؟ هل كلهم على ضلال؟ سيقول : نعم ، كلهم على ضلال !! لكنه كان يقول عن الآخرين (الذين هو منهم الآن) أنهم كانوا على ضلال !! هل يفعل هذا في مجال العلم المادي ؟ لا يفعل ذلك بالطبع..! إذن اختيارنا بين الخير والشر يحدد أفكارنا .. ((كتبه الورّاق، وجزى الله خيراً من نقله دون اجتزاء مع ذكر المصدر "مدونة الورّاق" )) المصدر: ملتقى شذرات
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201) |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
أدب, النجدين, تملأ, وهديناه |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع تأمل في آية {وهديناه النجدين} | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تأمل هذه الآية | صابرة | شذرات إسلامية | 0 | 08-22-2016 05:52 AM |
وقفة تأمل مع آية | صابرة | شذرات إسلامية | 0 | 08-16-2016 08:14 AM |
وقفة تأمل مع آية | صابرة | الملتقى العام | 0 | 08-29-2015 08:25 AM |
أخي المسلم إقرأ و تأمل | صابرة | شذرات إسلامية | 0 | 06-08-2015 06:28 AM |
نظرة تأمل تربوية | Eng.Jordan | بحوث و مراجع و دراسات تربوية واجتماعية | 0 | 02-18-2012 07:49 PM |